- إنضم
- 24/12/20
- المشاركات
- 862
- التفاعلات
- 4,674
البداية ماهي قرية أبو عجيلة؟ وأهميتها؟:
كانت تقع قرية أبو عجيلة على مسافة 45 كلم تقريبًا إلى الجنوب الشرقي من مدينة العريش عاصمة شبه جزيرة سيناء، وتفصلها عن حدود الأرض المحتلة بفلسطين نحو 32 كلم إلى الشرق. ويأتي عندها الطريق الرئيسي الأوسط في سيناء الممتد من الإسماعيلية غربًا عن قناة السويس إلى العوجة شرقًا في فلسطين المحتلة، مع الطريق المؤدي من الحدود إلى العريش شمالاً. كما تلتقي على مقربة منها طرق فرعية عدة مؤدية إلى القسيمة في الجنوب الشرقي قرب الحدود، وبئر الحسنة في الجنوب الغربي ومن ثم إلى نخل وممر متلا.
لذا تعتبر أبو عجيلة مفتاحـًا رئيسيًا لطرق الاقتراب والمواصلات في شرق سيناء كله، ومن يسيطر عليها يهدد جناح كل من الطريقين الشمالي لسيناء (القنطرة - العريش - رفح) والجنوبي (السويس - ممر متلا - نخل - العقبة أو الكونتلا) فضلا عن سيطرته على الطريق الأوسط الرئيسي المؤدي إلى الإسماعيلية.
ونتيجة لذلك اكتسبت أبو عجيلة أهمية عسكرية خاصة في مسرح العمليات الحربية البرية التي دارت بين مصر والكيان الصهيوني في حروب 1948، 1956، 1967.
حرب عام 1948:
في حرب 1948، خلال مرحلتها الأخيرة (کانون أول (ديسمبر 1948)، شنت القوات الصهيونية هجوماً مضادًا عامًا ضد الجيش المصري لتصفية وُجوده العسكري في صحراء النقب و قطاع غزة و جيب الفالوجا، وذلك على أساس توجيه الضربة الرئيسية على الجناح الشرقي للقوات المصرية (العوجة - العسلوج) بعد تثبيت الجناح الغربي (رفح - غزة) بهجمات مخادعة تهدد خطوط مواصلات هذا الجناح في منتصفه تخلق انطباعًا بأن هناك محاولة لخلق فالوجا أخرى في غزة، ثم الاندفاع في إغارة سريعة داخل سيناء عبر أبو عجيلة وتهديد العريش من الجنوب باعتبارها القاعدة الإدارية الرئيسية، وتهديد مطار بئر الحمة على الطريق الأوسط، وبذلك تجبر القيادة العسكرية المصرية على سحب قواتها من الجناح الغربي في قطاع غزة ويسقط جيب الفالوجا أيضًا.
وكانت الوحدات المصرية في القطاع الشرقي أقل قوة من وحدات القطاع الغربي، وتنتشر في مواقع على طول الطريق الممتد من العوجة حتى العسلوج، ولما كانت السرعة عنصرًا أساسيًا لنجاح الخطة الصهيونية فقد قرر يادين، مدير العمليات الإسرائيلي و ييغال آلون قائد قوة الهجوم تجنب الهجمات المباشرة على هذه المواقع، والالتفاف حولها عبر الصحراء الواسعة، خاصة بعد أن تم العثور على درب صحراوي قديم يمكن تمهيده بسرعة (بحكم أنه كان طريقًا رومانيا قديمًا) لتسير عليه المدرعات والمصفحات يؤدي إلى العوجة لمهاجمتها بشكل مفاجئ من الشمال الشرقي، وبذلك تعزل العسلوج. ولذلك بدأ رجال الهندسة في إصلاح هذا الطريق أثناء الليل في هدوء شديد طوال الأيام السابقة للهجوم.
ثم بدأ تنفيذ العملية فجر يوم 22 کانون أول (ديسمبر) 1948 بهجمات مخادعة على القطاع الغربي، وهجمات جوية على مطار العريش والمواقع المصرية الأخرى في رفح وخان يونس والفالوجا، كما قصفت غزة من البحر لتشتيت انتباه القيادة المصرية. وبدأ الهجوم الرئيسي على القطاع الشرقي ليلة 25 – 26 كانون أول (ديسمبر) وبعد معارك عنيفة عند العوجة سقطت المواقع المصرية هناك ثم في العسلوج بسبب اختلال ميزان القوى الشديد بين الطرفين و بعد ظهر يوم 28 کانون أول (ديسمبر) بدأت المدرعات والمشاة المحمولة الصهيونية زحفها صوب أبو عجيلة.
فاصطدمت طلائعها بمقاومة مصرية على بعد 12 كلم إلى الشرق من أبو عجيلة، وسط كثبان رملية تحيط بها من الشمال، وهضبة صخرية تعرف بجبل ضلفة من الجنوب. وقد استمر القتال غير المتكافى بين القوتين حتى منتصف الليل حيث انسحب معظم القوة المصرية نحو أبو عجيلة، ثم نحو العريش بعد ذلك؛ نظراً لعدم وجود استحكامات في القرية نفسها، فدخلتها القوات الصهيونية فجر اليوم التالي.
وقد استعادت القوات المصرية أبو عجيلة بعد انسحاب القوات الصهيونية من سيناء، إثر فشل هجماتها على العريش ومطار بئر الحمة نتيجة لاصطدامها بمقاومة مصرية عنيفة، ووقوع ضغوط سياسية أمريكية وبريطانية على الحكومة الصهيونية لسحب قواتها من داخل مصر وقد قصف الطيران المصري الوحدات الصهيونية الموجودة في أبو عجيلة طوال يوم 30 كانون الأول (ديسمبر) وأوقع بها خسائر مختلفة وفي اليوم التالي دخلت القوات البرية المصرية أبو عجيلة بعد انسحاب القوات الصهيونية منها وتطهير الطريق المؤدي إليها من الألغام، وهكذا انتهت معركة أبو عجيلة في حرب 1948 التي فتحت الطريق لمعارك أكثر عنفًا.
تابع..