معركة أبو عجيلة 48-56-67

الملازم أبو عبيدة الجراح

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
كتاب المنتدى
إنضم
24/12/20
المشاركات
862
التفاعلات
4,674
:بسم الله الرحمن الرحيم:



البداية ماهي قرية أبو عجيلة؟ وأهميتها؟:



كانت تقع قرية أبو عجيلة على مسافة 45 كلم تقريبًا إلى الجنوب الشرقي من مدينة العريش عاصمة شبه جزيرة سيناء، وتفصلها عن حدود الأرض المحتلة بفلسطين نحو 32 كلم إلى الشرق. ويأتي عندها الطريق الرئيسي الأوسط في سيناء الممتد من الإسماعيلية غربًا عن قناة السويس إلى العوجة شرقًا في فلسطين المحتلة، مع الطريق المؤدي من الحدود إلى العريش شمالاً. كما تلتقي على مقربة منها طرق فرعية عدة مؤدية إلى القسيمة في الجنوب الشرقي قرب الحدود، وبئر الحسنة في الجنوب الغربي ومن ثم إلى نخل وممر متلا.

لذا تعتبر أبو عجيلة مفتاحـًا رئيسيًا لطرق الاقتراب والمواصلات في شرق سيناء كله، ومن يسيطر عليها يهدد جناح كل من الطريقين الشمالي لسيناء (القنطرة - العريش - رفح) والجنوبي (السويس - ممر متلا - نخل - العقبة أو الكونتلا) فضلا عن سيطرته على الطريق الأوسط الرئيسي المؤدي إلى الإسماعيلية.

AP070604010051.jpg


ونتيجة لذلك اكتسبت أبو عجيلة أهمية عسكرية خاصة في مسرح العمليات الحربية البرية التي دارت بين مصر والكيان الصهيوني في حروب 1948، 1956، 1967.


حرب عام 1948:


في حرب 1948، خلال مرحلتها الأخيرة (کانون أول (ديسمبر 1948)، شنت القوات الصهيونية هجوماً مضادًا عامًا ضد الجيش المصري لتصفية وُجوده العسكري في صحراء النقب و قطاع غزة و جيب الفالوجا، وذلك على أساس توجيه الضربة الرئيسية على الجناح الشرقي للقوات المصرية (العوجة - العسلوج) بعد تثبيت الجناح الغربي (رفح - غزة) بهجمات مخادعة تهدد خطوط مواصلات هذا الجناح في منتصفه تخلق انطباعًا بأن هناك محاولة لخلق فالوجا أخرى في غزة، ثم الاندفاع في إغارة سريعة داخل سيناء عبر أبو عجيلة وتهديد العريش من الجنوب باعتبارها القاعدة الإدارية الرئيسية، وتهديد مطار بئر الحمة على الطريق الأوسط، وبذلك تجبر القيادة العسكرية المصرية على سحب قواتها من الجناح الغربي في قطاع غزة ويسقط جيب الفالوجا أيضًا.

tanks-Israeli-Golan-Heights-Six-Day-War-Arab-June-10-1967.jpg


وكانت الوحدات المصرية في القطاع الشرقي أقل قوة من وحدات القطاع الغربي، وتنتشر في مواقع على طول الطريق الممتد من العوجة حتى العسلوج، ولما كانت السرعة عنصرًا أساسيًا لنجاح الخطة الصهيونية فقد قرر يادين، مدير العمليات الإسرائيلي و ييغال آلون قائد قوة الهجوم تجنب الهجمات المباشرة على هذه المواقع، والالتفاف حولها عبر الصحراء الواسعة، خاصة بعد أن تم العثور على درب صحراوي قديم يمكن تمهيده بسرعة (بحكم أنه كان طريقًا رومانيا قديمًا) لتسير عليه المدرعات والمصفحات يؤدي إلى العوجة لمهاجمتها بشكل مفاجئ من الشمال الشرقي، وبذلك تعزل العسلوج. ولذلك بدأ رجال الهندسة في إصلاح هذا الطريق أثناء الليل في هدوء شديد طوال الأيام السابقة للهجوم.


ثم بدأ تنفيذ العملية فجر يوم 22 کانون أول (ديسمبر) 1948 بهجمات مخادعة على القطاع الغربي، وهجمات جوية على مطار العريش والمواقع المصرية الأخرى في رفح وخان يونس والفالوجا، كما قصفت غزة من البحر لتشتيت انتباه القيادة المصرية. وبدأ الهجوم الرئيسي على القطاع الشرقي ليلة 25 – 26 كانون أول (ديسمبر) وبعد معارك عنيفة عند العوجة سقطت المواقع المصرية هناك ثم في العسلوج بسبب اختلال ميزان القوى الشديد بين الطرفين و بعد ظهر يوم 28 کانون أول (ديسمبر) بدأت المدرعات والمشاة المحمولة الصهيونية زحفها صوب أبو عجيلة.

6208235074_00d87e55ac_b.jpg


فاصطدمت طلائعها بمقاومة مصرية على بعد 12 كلم إلى الشرق من أبو عجيلة، وسط كثبان رملية تحيط بها من الشمال، وهضبة صخرية تعرف بجبل ضلفة من الجنوب. وقد استمر القتال غير المتكافى بين القوتين حتى منتصف الليل حيث انسحب معظم القوة المصرية نحو أبو عجيلة، ثم نحو العريش بعد ذلك؛ نظراً لعدم وجود استحكامات في القرية نفسها، فدخلتها القوات الصهيونية فجر اليوم التالي.

وقد استعادت القوات المصرية أبو عجيلة بعد انسحاب القوات الصهيونية من سيناء، إثر فشل هجماتها على العريش ومطار بئر الحمة نتيجة لاصطدامها بمقاومة مصرية عنيفة، ووقوع ضغوط سياسية أمريكية وبريطانية على الحكومة الصهيونية لسحب قواتها من داخل مصر وقد قصف الطيران المصري الوحدات الصهيونية الموجودة في أبو عجيلة طوال يوم 30 كانون الأول (ديسمبر) وأوقع بها خسائر مختلفة وفي اليوم التالي دخلت القوات البرية المصرية أبو عجيلة بعد انسحاب القوات الصهيونية منها وتطهير الطريق المؤدي إليها من الألغام، وهكذا انتهت معركة أبو عجيلة في حرب 1948 التي فتحت الطريق لمعارك أكثر عنفًا.


margolick-600.jpg



تابع..
 
حرب عام 1956:

1200px-Tanks_Destroyed_Sinai.jpg



وتكمن أهمية أبو عجيلة في المعارك التي دارت حولها بعد ذلك في عامين 1956 و 1967. ذلك لأن اتفاقية الهدنة عام 1949 جعلت من العوجة منطقة مجردة من السلاح (وقد احتلتها إسرائيل بعد ذلك) ولذلك أصبحت أبو عجيلة بوابة سيناء الوسطى الرئيسية، واكتسبت أهمية استراتيجية كبرى، بعد أن كانت خلال حرب 1948 مجرد قاعدة إدارية فرعية لقطاع العوجة و العسلوج.

وفي حرب 1956 حشدت القيادة الجنوبية الصهيونية عشيّة هجومها المفاجئ على سيناء يوم 1956/10/29 قوات كبيرة تضمنت 35 كتيبة مشاة ومظليين و 35 كتيبة مدفعية و 10 كتائب دروع، مقابل 8 كتائب مشاة وكتيبتي دروع و 3.5 كتيبة مدفعية.

Screenshot_٢٠٢١١٢٢١_٠٣٢٤٥٨.jpg


وكانت للقيادة الشرقية المصرية في سيناء وقتئذ (بعد تخفيف القوات الأصلية لمواجهة احتمالات الغزو البريطاني الفرنسي لمنطقة قناة السويس)، وبهذا كان للجيش الصهيوني نسبة تفوق عامة، تعادل 4.5 إلى واحد في المشاة، و 5 إلى واحد في الدبابات و 10 إلى واحد في المدفعية.

Screenshot_٢٠٢١١٢٢٢_٠٤٥٤٤٠.jpg

أما على المحور الأوسط في قطاع (أبو عجيلة – القسيمة)، حيث تركز المجهود الرئيسي للهجوم الصهيوني، بعد أن افتتحت الحملة بهجوم ثانوي مخادع على المحور الجنوبي بواسطة لواء المظليين عن ممر متلا والكونتلا مساء يوم 1956/10/29، فقد حشدت القيادة الصهيونية مجموعة اللواء الرابع مشاة، ومجموعة اللواء السابع مدرع، ومجموعة اللواء 37 المدرع، ومجموعة مدفعية معاونة، وكتيبة مهندسي اقتحام، وبلغ إجمالي هذه القوات 9 كتائب، 5 كتائب دبابات، و 12 كتيبة مدفعية، على حين أنه كان لدى القيادة المصرية في هذا القطاع كتيبتا مشاة، وكتيبة مدفعية، وحوالي كتيبة مدافع ذاتية الحركة مدرعة مضادة للدبابات (اعتبرت في حكم الدبابات)، و بذلك كانت نسبة التفوق الصهيوني تعادل 4.5 إلى واحد في المشاة، و 5 إلى واحد في الدبابات، و 12 إلى واحد في المدفعية.

IMG_٢٠٢١١٢٢٠_٢٣٢٣٥٣.jpg


وقد بدأت العمليات الحربية بهجوم صهيوني بعد منتصف ليلة 30 تشرين الأول عند جبل الصبحة تجاه القسيمة بواسطة وحدات من لواء المشاة الرابع عززتها كتيبة دبابات من اللواء السابع مدرع، وسرية مدافع ميدان 25 رطلا، وبعد قتال عنيف سقطت القسيمة في السابعة صباحًا، وانسحبت بقية كتيبة الحرس الوطني المصري التي كانت تدافع عن المنطقة نحو أبو عجيلة في الشمال الغربي، وعند الظهر حاولت كتيبة الدبابات المذكورة مهاجمة موقع أم قطف (الذي يسد الطريق إلى أبو عجيلة من ناحية الشرق في اتجاه العوجة من الجنوب) ولكنها صُدت بنيران المدافع ذاتية الحركة المتخندقة عند التل 209، وفقدت 4 دبابات سوبر شيرمان بعد 3 ساعات من القتال وإثر ذلك تحول اللواء السابع المدرع إلى الالتفاف حول أبو عجيلة من الخلف عبر ممر الضيقة الواقع على مسافة 15 كلم تقريبًا إلى الغرب من القسيمة. وقد عززت كتيبة المشاة المصرية المدافعة عن أبو عجيلة بكتيبة أخرى من العريش بعد ظهر اليوم الأول من الهجوم بعد دعمها بأربعة مدافع ذاتية الحركة، وبطارية مدفعية ميدان. وقد قامت طائرة صهيونية خلال الليل بإلقاء منشورات فوق موقع أم قطف الرئيسي تدعو حاميته إلى الاستسلام، وجاءتها الإجابة صليات من نيران الرشاشات المصرية.

Screenshot_٢٠٢١١٢٢٠_٢٣٠٨٢٢.jpg

 
التعديل الأخير:
وخلال النهار كانت مجموعة المدرعات المصرية الأولى (المرابطة في منطقة القناة) تتحرك عبر القناة على المحور الأوسط لتواجه العدوان الصهيوني. إلا أن التقيد بمبدأ عدم إيقاف الملاحة في قناة السويس؛ منعًأ لايجاد مبرر سياسي لبريطانيا وفرنسا للتدخل بدعوى حماية القناة وضمان حرية الملاحة، أدى لتأخر وصول قوات المدرعات المصرية هذه إلى ساحات القتال. ثم قدمت بريطانيا وفرنسا رغم ذلك، إنذارها إلى كل من مصر وإسرائيل في السادسة من مساء يوم 30 تشرين الأول (أکتوبر) بأن تسحب كل منهما قواتها لمسافة عشرة أميال بعيدًا عن القناة خلال 12 ساعة، ضمانًأ لحرية الملاحة فيها. وفي السابعة والنصف من مساء اليوم التالي بدأت القاذفات البريطانية والفرنسية تقصف المطارات المصرية بعد أن رفضت الإنذار وقبلته إسرائيل. ولذلك تجمدت حركة المدرعات المصرية عند بئر الحمة التي تبعد نحو 37 كلم عن أبو عجيلة، ثم أمرت بالانسحاب والعودة إلى الضفة الغربية للقناة ليلة أول تشرين الثاني (نوفمبر)، وهكذا واجهت حامية أبو عجيلة ضغط الهجوم الصهيوني بمفردها على خلاف ما كان متصورًا، التخطيط الاستراتيجي المصري المسبق ورغم ذلك استطاعت هذه الحامية أن تصمد حتى ليلة 2 تشرين الثاني (نوفمبر) أي لأكثر من ثلاثة أيام كاملة داخل موقعها الرئيسي في أم قطف.

tanks-1967war.jpg


وقاومت الهجمات الصهيونية القوية التي شنها اللواء السابع المدرع من الخلف عبر ممر الضيقة، والاستيلاء على قرية أبو عجيلة بعد قتال عنيف صباح يوم 31 تشرين الأول (أكتوبر)، واللواء العاشر مشاة يعززه اللواء 37 المدرع من الشرق عبر طريق العوجة، وضغط الطيران والمدفعية الشديد. (وقد قتل قائد اللواء 37 المدرع أثناء إحدى الهجمات المذكورة) ثم تلقى قائد القوات المصرية (العقيد سعد الدين متولي) المحاصرة في أم قطف، أمرًا بالانسحاب خلال الليل نحو العريش مساء أول تشرين الثاني (نوفمبر)، فاستطاع تنظيم عملية انسحاب هذه القوات البالغ عددها نحو 4000 رجل عبر كثبان الرمال الناعمة التي تحيط بالموقع من الشمال (مكسر الفناجيل) في 3 مجموعات تسربت خلال الظلام تحت غطاء للتمويه من جانب المدفعية وسرية مشاة ظلت تطلق النار على فترات متقطعة طوال الليل، ثم انسحبت هي الأخرى في الفجر، بعد أن أتمت عمليات تدمير الأسلحة الثقيلة والعربات وقد وصلت كتيبة مشاة كاملة إلى العريش بصورة منظمة صباح اليوم التالي ثم واصلت انسحابها نحو القناة، و وقع بعض جنود الوحدات الأخرى في الأسر خلال الانسحاب في اليوم التالي نظرًا لأنهم ضلوا الطريق. ولكن من المستغرب أن القوات الصهيونية لم تشعر مطلقًا بعملية الانسحاب خلال الليل إلى حد أنها أرسلت في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم التالي عربة بها اثنان من الأسرى المصريين مرفوع عليها علم أبيض تطلب من حامية أم قطف الاستسلام.

920801994.jpg


و كادت دبابات اللواء السابع المدرع الزاحفة من الغرب أن تشتبك مع دبابات اللواء 37 القادمة من الشرق على اعتبار أنها دبابات مصرية، وقد أصيبت فعلا إحدى دبابات اللواء الأخير، ثم أوقف الاشتباك نتيجة إشارات أرسلتها الطائرات الصهيونية المحلقة فوق ساحة القتال، والتي اكتشفت ما يحدث بين اللوائين المدرعين نتيجة لعدم علمهما بخلو المواقع من القوات المصرية.

ولقد تكبدت القوات الصهيونية في معركة أبو عجيلة هذه خسائر بلغت نحو 170 قتيلًا، وتدمير 12 دبابة و 6 مصفحات (على الأقل وفقًا للمصادر الصهيونية)، وهكذا استطاعت 3 كتائب مشاة مصرية تعززها كتيبة مدفعية ميدان وأقل من كتيبة مدافع ذاتية الحركة مضادة للدبابات أن تصمد لمدة ثلاثة أيام في وجه هجوم لوائين مدرعين، ولوائي مشاة، وفي ظل دعم جوي قوي وجريحًا لقوات العدو في إطار ظروف إستراتيجية عامة غير ملائمة (نتيجة لتدخل بريطانيا العظمى وفرنسا)، ثم تمكنت أن تنسحب بقوات شبه كاملة وفي حالة معقولة من التنظيم إلى الخطوط الصديقة دون أن تشعر بها قوات العدو أو تُطاردها.

636321870705433606-AFP-AFP-P35DV.jpg
 
:بسم الله الرحمن الرحيم:



البداية ماهي قرية أبو عجيلة؟ وأهميتها؟:



كانت تقع قرية أبو عجيلة على مسافة 45 كلم تقريبًا إلى الجنوب الشرقي من مدينة العريش عاصمة شبه جزيرة سيناء، وتفصلها عن حدود الأرض المحتلة بفلسطين نحو 32 كلم إلى الشرق. ويأتي عندها الطريق الرئيسي الأوسط في سيناء الممتد من الإسماعيلية غربًا عن قناة السويس إلى العوجة شرقًا في فلسطين المحتلة، مع الطريق المؤدي من الحدود إلى العريش شمالاً. كما تلتقي على مقربة منها طرق فرعية عدة مؤدية إلى القسيمة في الجنوب الشرقي قرب الحدود، وبئر الحسنة في الجنوب الغربي ومن ثم إلى نخل وممر متلا.

لذا تعتبر أبو عجيلة مفتاحـًا رئيسيًا لطرق الاقتراب والمواصلات في شرق سيناء كله، ومن يسيطر عليها يهدد جناح كل من الطريقين الشمالي لسيناء (القنطرة - العريش - رفح) والجنوبي (السويس - ممر متلا - نخل - العقبة أو الكونتلا) فضلا عن سيطرته على الطريق الأوسط الرئيسي المؤدي إلى الإسماعيلية.

مشاهدة المرفق 98230

ونتيجة لذلك اكتسبت أبو عجيلة أهمية عسكرية خاصة في مسرح العمليات الحربية البرية التي دارت بين مصر والكيان الصهيوني في حروب 1948، 1956، 1967.


حرب عام 1948:


في حرب 1948، خلال مرحلتها الأخيرة (کانون أول (ديسمبر 1948)، شنت القوات الصهيونية هجوماً مضادًا عامًا ضد الجيش المصري لتصفية وُجوده العسكري في صحراء النقب و قطاع غزة و جيب الفالوجا، وذلك على أساس توجيه الضربة الرئيسية على الجناح الشرقي للقوات المصرية (العوجة - العسلوج) بعد تثبيت الجناح الغربي (رفح - غزة) بهجمات مخادعة تهدد خطوط مواصلات هذا الجناح في منتصفه تخلق انطباعًا بأن هناك محاولة لخلق فالوجا أخرى في غزة، ثم الاندفاع في إغارة سريعة داخل سيناء عبر أبو عجيلة وتهديد العريش من الجنوب باعتبارها القاعدة الإدارية الرئيسية، وتهديد مطار بئر الحمة على الطريق الأوسط، وبذلك تجبر القيادة العسكرية المصرية على سحب قواتها من الجناح الغربي في قطاع غزة ويسقط جيب الفالوجا أيضًا.

مشاهدة المرفق 98229

وكانت الوحدات المصرية في القطاع الشرقي أقل قوة من وحدات القطاع الغربي، وتنتشر في مواقع على طول الطريق الممتد من العوجة حتى العسلوج، ولما كانت السرعة عنصرًا أساسيًا لنجاح الخطة الصهيونية فقد قرر يادين، مدير العمليات الإسرائيلي و ييغال آلون قائد قوة الهجوم تجنب الهجمات المباشرة على هذه المواقع، والالتفاف حولها عبر الصحراء الواسعة، خاصة بعد أن تم العثور على درب صحراوي قديم يمكن تمهيده بسرعة (بحكم أنه كان طريقًا رومانيا قديمًا) لتسير عليه المدرعات والمصفحات يؤدي إلى العوجة لمهاجمتها بشكل مفاجئ من الشمال الشرقي، وبذلك تعزل العسلوج. ولذلك بدأ رجال الهندسة في إصلاح هذا الطريق أثناء الليل في هدوء شديد طوال الأيام السابقة للهجوم.


ثم بدأ تنفيذ العملية فجر يوم 22 کانون أول (ديسمبر) 1948 بهجمات مخادعة على القطاع الغربي، وهجمات جوية على مطار العريش والمواقع المصرية الأخرى في رفح وخان يونس والفالوجا، كما قصفت غزة من البحر لتشتيت انتباه القيادة المصرية. وبدأ الهجوم الرئيسي على القطاع الشرقي ليلة 25 – 26 كانون أول (ديسمبر) وبعد معارك عنيفة عند العوجة سقطت المواقع المصرية هناك ثم في العسلوج بسبب اختلال ميزان القوى الشديد بين الطرفين و بعد ظهر يوم 28 کانون أول (ديسمبر) بدأت المدرعات والمشاة المحمولة الصهيونية زحفها صوب أبو عجيلة.

مشاهدة المرفق 98231

فاصطدمت طلائعها بمقاومة مصرية على بعد 12 كلم إلى الشرق من أبو عجيلة، وسط كثبان رملية تحيط بها من الشمال، وهضبة صخرية تعرف بجبل ضلفة من الجنوب. وقد استمر القتال غير المتكافى بين القوتين حتى منتصف الليل حيث انسحب معظم القوة المصرية نحو أبو عجيلة، ثم نحو العريش بعد ذلك؛ نظراً لعدم وجود استحكامات في القرية نفسها، فدخلتها القوات الصهيونية فجر اليوم التالي.

وقد استعادت القوات المصرية أبو عجيلة بعد انسحاب القوات الصهيونية من سيناء، إثر فشل هجماتها على العريش ومطار بئر الحمة نتيجة لاصطدامها بمقاومة مصرية عنيفة، ووقوع ضغوط سياسية أمريكية وبريطانية على الحكومة الصهيونية لسحب قواتها من داخل مصر وقد قصف الطيران المصري الوحدات الصهيونية الموجودة في أبو عجيلة طوال يوم 30 كانون الأول (ديسمبر) وأوقع بها خسائر مختلفة وفي اليوم التالي دخلت القوات البرية المصرية أبو عجيلة بعد انسحاب القوات الصهيونية منها وتطهير الطريق المؤدي إليها من الألغام، وهكذا انتهت معركة أبو عجيلة في حرب 1948 التي فتحت الطريق لمعارك أكثر عنفًا.


مشاهدة المرفق 98232


تابع..
شكراً لك على السرد المحترف
ولعل مقالك ابلغ دليل على ضرورة واهمية اطلاق دوريات الاستطلاع في محيط المراكز الدفاعية، حيث يظهر ان القوات المصرية غفلت عن عمل سلاح هندسة العدو على الطريق الرومانية…
خريطة الهجوم او العملية حوريف

EC55B7BA-FE38-493A-B34B-11F66AC3504E.jpeg
14C49185-2A22-4B6F-A324-BB034025F360.jpeg
D38CFFA3-0879-44D0-B80F-68C53A6947FB.jpeg
 
شكراً لك على السرد المحترف
ولعل مقالك ابلغ دليل على ضرورة واهمية اطلاق دوريات الاستطلاع في محيط المراكز الدفاعية، حيث يظهر ان القوات المصرية غفلت عن عمل سلاح هندسة العدو على الطريق الرومانية…
خريطة الهجوم او العملية حوريف

مشاهدة المرفق 98283مشاهدة المرفق 98284مشاهدة المرفق 98285
لا والله ليس لي، بل من الموسوعة العسكرية هيثم الأيوبي، ولكن عدلت على بعض الأشياء أنا و الصديق @عمار وضفنا بعض الرسوم والأشكال العسكرية لتوضيح القوات، وأن شاء الله نكمل القصة إلى نهايتها، فهناك نص آخر.
 
لا والله ليس لي، بل من الموسوعة العسكرية هيثم الأيوبي، ولكن عدلت على بعض الأشياء أنا و الصديق @عمار وضفنا بعض الرسوم والأشكال العسكرية لتوضيح القوات، وأن شاء الله نكمل القصة إلى نهايتها، فهناك نص آخر.
الموسوعة العسكرية العربية بأجزائها الاربعة من أهم ما تتضمنه مكتبتي ويا ليتهم اكملوها، جيد وننتظر منكم إكمال السلسة بمعارك النكسة العام ١٩٦٧، شكرا لكم
 
الموسوعة العسكرية العربية بأجزائها الاربعة من أهم ما تتضمنه مكتبتي ويا ليتهم اكملوها، جيد وننتظر منكم إكمال السلسة بمعارك النكسة العام ١٩٦٧، شكرا لكم
ما آخر حرف وصلوه؟
 
ما آخر حرف وصلوه؟
0ED816B7-4D13-4C0C-A48E-B7F06CCE1100.jpeg


 

وهكذا استطاعت 3 كتائب مشاة مصرية تعززها كتيبة مدفعية ميدان وأقل من كتيبة مدافع ذاتية الحركة مضادة للدبابات أن تصمد لمدة ثلاثة أيام في وجه هجوم لوائين مدرعين، ولوائي مشاة، وفي ظل دعم جوي قوي وجريحًا لقوات العدو في إطار ظروف إستراتيجية عامة غير ملائمة (نتيجة لتدخل بريطانيا العظمى وفرنسا)، ثم تمكنت أن تنسحب بقوات شبه كاملة وفي حالة معقولة من التنظيم إلى الخطوط الصديقة دون أن تشعر بها قوات العدو أو تُطاردها.
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى