كيف تتحرّك إسرائيل لضمّ السودان إلى "قائمة التطبيع"؟

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,622
التفاعلات
182,828
images-3.jpeg


تبدو إسرائيل على أعتاب تحقيق اختراق جديد في المنطقة بعد اللقاء الذي جمع بنيامين نتنياهو بعبد الفتاح البرهان. لكن هناك عقبات كثيرة أمام إسرائيل لضم السودان إلى قائمة التطبيع العربي، رغم كمّ المصالح التي تحرّك نتنياهو.
لم يكن أشد المتفائلين بالتطبيع العربي- الإسرائيلي ينتظر أن يكون السودان محطة جديدة لإسرائيل لأجل "بدء تعاون يفضي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين"، كما صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في أوغندا. فالسودان كان إلى عهد قريب من أشد القلاع العربية التي تعلن معاداة إسرائيل، بل إن الرئيس المخلوع عمر البشير صرّح في آخر عام من رئاسته: "نصحونا بالتطبيع مع إسرائيل لتنفرج عليكم، ولكننا نقول الأرزاق بيد الله".

 
441.jpeg


ورغم أن الحكومة السودانية سارعت إلى نفي علمها بهذا التنسيق، إلّا أن التصريحات الإسرائيلية لم تكن لتخرج إلى العلن لولا وجود نية من قائد المرحلة الانتقالية في السودان بتطبيع العلاقات، خاصة أن البرهان أكد هذا الأمر في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي أثنى على الأمر كثيرا، وفق المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، ما يفتح مجالات أكبر لعلاقة أفضل بين السودان والولايات المتحدة حسب المصدر ذاته.

لماذا السودان؟
بالنسبة لإسرائيل، يأتي اختيار "بدء تعاون" مع السودان في وقت مهم جدا. إذ لا تزال الحكومة الإسرائيلية منتشية بتقديم حليفها الأمريكي لما يعرف بـ"صفقة القرن" ودفاعه المستميت عنها، فضلا عن أن التقارب الإسرائيلي - العربي أخذ دفعة جديدة بعد الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى العاصمة العمانية مسقط، وتعدّد التقارير التي تشير إلى تنسيق إسرائيلي-عربي في ملفات متعددة، وأخيرا الاختراق الذي نجحت فيه إسرائيل داخل القارة الإفريقية وتقويتها لعلاقاتها مع عدة دول هناك، ومن ذلك تطلعها لأن تفتتح أوغندا سفارة لها في القدس.

ويبقى السودان ذا أهمية استراتيجية بالغة لإسرائيل، فهو تقع في منطقة لها علاقات مع الأخيرة، سواء جارته الشمالية مصر، أو دول أخرى جارة في الجنوب كجنوب السودان وأوغندا وإريتريا. ومن شأن إدخال السودان إلى "مجموعة الشركاء" أن يعطي لإسرائيل دفعة قوية في توسيع حضورها الخارجي، فضلاً عن منافع اقتصادية كبيرة، منها مزاحمة قوى إقليمية، كتركيا والسعودية، تتسابق لكسب النفوذ في السودان.
 
ومن أكبر المنافع الاستراتيجية، حسب تحليل نشر في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، هو قطع الروابط التي تجمع السودان مع جبهات معادية لإسرائيل، وبالتالي تخسر القوى التي شنت الحرب على الغرب خلال العقدين الأخيرين واحدة من أهم قواعد عملياتها، خاصة أن الخرطوم، حسب التحليل ذاته، كانت لها روابط مع أسوأ الأزمات التي واجهت إسرائيل والغرب، ومن ذلك احتضان مقاتلين لتنظيمات إسلامية.

وحسب أوجيني كونتوروفيش، أستاذ القانون الدولي في جامعة جورج ماسون الأمريكية، فإن السودان تحوّل من "مكان انطلق العرب منه لرفض إسرائيل، إلى مكان ينطلقون منه للرّد على الرفض"، في إحالة منه إلى تهديدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقطع كل العلاقات مع إسرائيل.

ويمضي كونتوروفيش في الحديث لـDW إنجليزي قائلا إن الموقف السوداني ذو أهمية خاصة لأنه يأتي بعد تقديم واشنطن لرؤيتها الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط، وأن كل التوقعات برد فعل عربي قوي ضد الإدارة الأمريكية بعد إعلان الصفقة لم تتحقق، بل "صرنا نرى دولا عربية لا تريد أن تكون رهينة عدمية السلطة الفلسطينية" حسب قوله.

عقبات أمام الطموح الإسرائيلي

ولعل أكبر مصلحة بالنسبة للسودان في أيّ تطبيع محتمل مع إسرائيل هو رفع اسمه من قائمة الإرهاب، وهو هدف ركض وراءه الرئيس المخلوع عمر البشير، ودخلت إلى جانبه السعودية التي لا تزال تؤكد دعمها للسودان في هذا الصدد، دون أن تقدم واشنطن ضمانات حقيقية للخرطوم.

غير أن ما يقف في وجه إسرائيل هو الرفض الشعبي القوي داخل السودان لأي تطبيع في العلاقات. وفي هذا الإطار يقول الطيب العباس، الأمين العام لنقابة المحامين السودانيين، والقيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، إن أيّ اتفاق بين نتنياهو والبرهان، سواء أكان مخططا له أو وقع بشكل عرضي، "مرفوض تمامًا بالنسبة للشعب السوداني المتمسك بالقضية الفلسطينية".
 
ويضيف العباس في حديث هاتفي لـDW عربية أن الوثيقة الدستورية لا تمنح الحق لمجلس السيادة في توقيع مثل هذه الاتفاقيات، وإذا ما تأكد التوقيع فعلا، فـ"سيشهد السودان ثورة عارمة ضد البرهان". ويتهم القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير إسرائيل بأنها "ساهمت في عدم استقرار البلاد، خاصة تدخلها في مناطق الحروب، ودورها الكبير في انفصال جنوب السودان".

وعانى السودان اقتصاديًا لأسباب متعددة منها العقوبات الأمريكية التي منعت عليه الاقتراض الدولي وصعبت على المستثمرين التوجه إليها (رُفعت العقوبات في نهاية 2017)، فهي واحدة من أفقر 20 دولة في العالم، ورغم كل الأموال العربية التي دُست في الخزائن السودانية، إلّا أن واقع الحال لم يتغير كثيرًا، لذلك قد يكون التطبيع مفتاحًا. لكن العباس يرد على ذلك بأن استمرار العقوبات لا يهدف سوى إلى الضغط على السودان وكسر شوكة السودانيين، غير أن الاستجابة لن تأتي لأن الموقف السوداني تجاه رفض إسرائيل ثابت، حسب رأيه.

بيدَ أن إسرائيل تملك ورقة ضغط أخرى، فالجالية اليهودية من أصول سودانية داخل إسرائيل قد تلعب دوراً في هذا الصدد، وهي التي هاجرت هناك بشكل قوي منذ حرب 1967، وخصوصًا في عهد جعفر النميري الذي فرض الشريعة الإسلامية. ويعدّ هذا الموضوع من أكثر المواضيع حساسية في السودان، خاصة عندما دعا وزير الأوقاف نصر الدين مفرح في سبتمبر/أيلول 2019 الجالية اليهودية السودانية في إسرائيل إلى العودة، في وقت لا تخفي فيه هذه الأخيرة أنها تهتم للتطورات في بلدها الأصلي، كما فعلت خلال وقفات نظمتها في تل أبيب دعماً للمتظاهرين في السودان.

المصدر DW
 
البرهان أبلغ حمدوك بلقاء نتانياهو قبل انعقاده.. والجيش السوداني يدعم قائده العام

EE9717D9-E2A2-4CBE-BBC8-D4B113CD2D6A_cx0_cy3_cw0_w408_r1_s.jpg

على اليمين عبد الفتاح البرهان وعلى اليسار بنيامين نتنياهو

أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، دعمه لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد لقائه المفاجئ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أوغندا.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، العميد عامر محمد الحسن، "عقد اجتماع بالقيادة العامة وأمن على نتائج زيارة القائد العام لأوغندا ومخرجاته بما يحقق المصلحة العليا للأمن الوطني والسودان".

وأضاف أن البرهان أكد أن دواعي اللقاء "هو المحك الذي يوجد فيه السودان الآن"، مشيرا إلى "الوضع يحتاج إلى قرارات جريئة تحول سياسة السودان الداخلية والخارجية".

 
وعقد البرهان اجتماعا مع نتانياهو، الاثنين، في مدينة عنتيبي الأوغندية من دون أن يبلغ مسبقا المجلس الانتقالي الذي شكل قبل بضعة أشهر إثر إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019 بعد حراك احتجاجي غير مسبوق.

وكشف البرهان، الذي لا تقيم بلاده الخرطوم علاقات مع إسرائيل، الثلاثاء أن هدف اجتماعه مع نتانياهو هو "صيانة الأمن الوطني السوداني".

وأكد في بيان أن "بحث وتطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل مسؤولية المؤسسات المعنية بالأمر وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية"، مشددا على أن "موقف السودان المبدئي من القضية الفلسطينية وحق الشعب (الفلسطيني) في إنشاء دولته، ظل وما زال وسيستمر ثابتا، وفق الإجماع العربي ومقررات الجامعة العربية".

وأشار البرهان إلى أنه أبلغ رئيس الوزراء عبد الله حمدوك باللقاء قبل يومين من موعده، مشيرا إلى أن السودان يعاني من حصار خانق، وأنه يطرق كل الأبواب لفكه
 
البرهان: لقائي مع نتنياهو تم بترتيب أمريكي

5e3acf8442360418ef7a7643.jpg

عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني


قال رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الأربعاء، إن لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، كان بترتيب أمريكي.

وقال البرهان: "اللقاء تم بقناعتي الشخصية لأهمية طرق كافة الأبواب من أجل مصلحة الشعب السوداني والنهوض بالدولة".

وأضاف أن الشعب السوداني سيجني نتائج اللقاء قريبا، مشيرا إلى أنه أخطر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قبل يومين من اللقاء، وأن الأخير قد رحب بالخطوة.

وأشار البرهان إلى أنه "تم تجاوز الخلافات مع مجلس الوزراء وملف العلاقات مع إسرائيل بيد الجهاز التنفيذي وستشكل لجنة للنظر فيه".

ولفت البرهان إلى أن اللقاء مع نتنياهو تضمن تبادلا للأفكار، ولا التزامات فيه وقد يؤسس للمستقبل، مشددا على أن مصلحة السودان تستدعي طرق كل الأبواب.

وأشار إلى أن اللقاء مع نتنياهو لم يتطرق لصفقة القرن نهائيا، مشددا على "ثبات الموقف من القضية الفلسطينية".

وختم قائلا إن اللقاء هو "إبداء لحسن النية للعالم أجمع وأنه ليس للسودان عداوة مع أي دولة".

من جهة أخرى، أكد البرهان "الالتزام أخلاقيا تجاه الشعب السوداني بحماية الفترة الانتقالية واستقرارها"، داعيا إلى التجهيز للانتخابات المقبلة بعد نهاية الفترة الانتقالية.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أفادت بأن دولة الإمارات هي التي رتبت اللقاء بين البرهان ونتنياهو في أوغندا.
 
صحيفة أمريكية: الإمارات رتبت اللقاء بين البرهان ونتنياهو

5e39274442360447ac42668e.JPG



أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن دولة الإمارات هي من رتب اللقاء الذي عقد في أوغندا بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان.

ونقلت الصحيفة أمس الاثنين عن مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن اسمه لكونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قوله إن البرهان وافق على عقد الاجتماع مع نتنياهو بسبب قناعة المسؤولين السودانيين بأن هذه الخطوة ستساعد في تسريع عملية شطب اسم الخرطوم من القائمة الأمريكية للدول الممولة للإرهاب.



وذكر المسؤول أن مجموعة صغيرة فقط من كبار المسؤولين في السودان والسعودية ومصر كانت على دراية بشأن الاجتماع المفاجئ الذي اعتبرته الصحيفة "اختراقا دبلوماسيا كبيرا" لإسرائيل جاء بعد يومين فقط من رفض الجامعة العربية الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

وأعلن نتنياهو عبر"تويتر" أن الاجتماع توج بالاتفاق على إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، غير أن حكومة الخرطوم شددت على أن اللقاء عقد دون التشاور والتنسيق معها.

المصدر: واشنطن بوست
 
ادا كانت واشنطن بوست قد أقرت بأن الإمارات العربية المتحدة الأمريكية قد رتبت اللقاء فما عسانا أن نقول من بعد هدا الكلام ،اليست الامارات بشيطان العرب ؟؟
 
مصدر في الحكومة الإماراتية لـCNN: البيت الأبيض استضاف لقاء بين مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين


GettyImages-1137827008.jpg



أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ذكر مصدر في الحكومة الإماراتية لـ CNN استضافة البيت الأبيض لاجتماع بين ممثلين عن دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في ديسمبر/كانون أول الماضي.


ولم يكشف المصدر فحوى الاجتماع في حين رفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق على الأمر.
 
ويعتقد مؤيدون آخرون أن لقاء البرهان ونتانياهو يأتي في إطار إزالة العقوبات الدولية عن السودان وكسر العزلة التي فرضت على الخرطوم في عهد البشير.
 
عودة
أعلى