أن مملكة سليمان انقسمت بعد موته إلي مملكة إسرائيل بالشمال وعاصمتها السامرة بنجد والمدينة المنورة، ومملكة يهوذا بالجنوب وعاصمتها أورشليم بمكة، وتعرضت مملكة إسرائيل الشمالية لغزو الآشوريين الذين شتتوا 10 أسباط منهم بهذه المملكة في أنحاء متفرقة من آسيا وخربوا مملكتهم ومدنهم.
كما تعرضت مملكة يهوذا الجنوبية وعاصمتها أورشليم للكثير من الغزوات وتم تدميرها أكثر من مرة، وطبقاً لما ذكرته المصادر التاريخية فقد تم بناء الهيكل وهدمه ثلاث مرات، فقد تم تدمير مدينةأورشليموالهيكل عام 587ق.م على يدنبوخذ نصرملكبابلوسُبى أكثر سكانها إلي بابل حسب تواريخ التوراة والله أعلم بمدي صحتها، وأعيد بناء الهيكل حوالي 520-515 ق.م وهُدم الهيكلللمرة الثانية خلال حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع بعد قمعالفتنة التي قام بها اليهود عام 170ق.م، وأعيد بناء الهيكل مرة ثالثة علىيدهيرودوسالذي أصبح ملكاً على اليهود عام 40ق.م بمساعدةالرومان. وهدم الهيكل للمرة الثالثة على يد الرومان عام 70م ودمروا أورشليم بأسرها.
وطبقاً لما جاء بالعهد القديم فقد تعرضت أورشليم للغزو في عهد أمصيا ملك يهوذا على يد لهوآش ملك إسرائيل الذيجاء إلى أورشليم وهدم سور أورشليم من باب أفرايم إلى باب الزاوية.. وأخذ كل الذهبوالفضة وجميع الآنية الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك والهناء ورجع إلىالسامرة".
وعندما عصي بني إسرائيل الله ونصبوا الصنام ببيته المقدس (البيت الحرام بمكة كما شرحنا بمقالات سابقة) وعبدوا البعل وعشتار (العزي وهبل) ولم يحفظوا شعائر السبت بصيد البحر وهم حُرم (شعائر الحج)، سلط الله عليهم نبوخذ نصر ملك بابل فغزا مملكة يهوذا وحاصر أورشليم، وأحرقها وسلب كنوزها وأخذ بقايا بني إسرائيل سبايا (أسري) عنده ببابل، ويصور مؤرخو العهد القديم هذا الغزو في صورة عقاب إلهي ليهوذا وملوكها على خطاياها لمتكررة:
"صعد نبوخذ نصر ملك بابل فكان له يهوياقيم عبدا ثلاث سنين ثم عاد فتمرد عليه فأرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون وأرسلهم علي يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الأنبياء".
وفي عهد يهوياكيني بن يهوياقيم وقعت أورشليم تحت الحصار البابلي:
"في ذلك الزمان صعد عبيد نبوخذ نصر ملك بابل إلى أورشليم فدخلت المدينة تحت الحصار وجاء بنو خذ ناصر ملك بابل علي المدينة وكان عبيده يحاصرونها".
وفي أيام يهوياقيم هزم "نبوخذ نصر" البابلي "نخاو" المصري سنة 605 ق.م وزحف إلى أن وصل إلي مجدو (مكة) وأخضع يهوياقيم وأذله وأدخل البلد تحت نفوذه، ولما ثار يهوياقيم على بختنصر دخل الأخير وجيشه أورشليم (مكة) وقيد يهوياقيم بسلاسل من نحاس ومات بعد مدة.
وعندما حكم يهوياكين 598-597 ق.م حاصر نبوخذ نصر "بختنصر" أورشليم وأخذ الملك مع عائلته ورؤساء اليهود وحوالي عشرة آلاف من سكانها (فيما يعرف بالسبي البابلي الأول) وبعض خزائن الهيكل إلى بابل، ثم عين بختنصر صدقيا بن يوشيا 597-586 ق.م حاكماً عليهم حيث أقسم له يمين الولاء، غير أن صدقيا في آخر حكمه ثار على البابليين الذين ما لبثوا أن زحفوا لأورشليم (مكة) وحاصروها 18 شهراً حتى أسقطوها، وأخذ صدقيا أسيراً وربط بالسلاسل من نحاس وسيق إلى بابل، وخرب نبوخذ نصر القدس المقدس (الكعبة) ودمر الهيكل وأحرق كل ما فيه بعد نهب الخزائن والثروات منه، وجمع حوالي 40 ألفاً من اليهود وسباهم إلى بابل فيما يعرف بـ "السبي البابلي الثاني" وهاجر من بقي من اليهود إلى مصر ومنهم النبي إرميا، وبذلك سقطت مملكة يهوذا عام 586 ق.م حسب تواريخ مفسرو العهد القديم.
ومما يؤكد أن نبوخذ نصر غزا مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم ودمر بيت الله أو الهيكل الموجود بالكعبة وليس أورشليم المزعومة في القدس الفلسطينية، ما جاء بالعهد القديم بسفر إرميا بما يفيد أن نبوخذ نصر جاء من الشمال واتجه للجنوب لغزو مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم.
ومن المعلوم أن بابل كانت تقع بالعراق، والعراق تقع شرق فلسطين وليس شمالها، فلو كانت مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم بالقدس الفلسطينية فكيف يقال بهذه النصوص أن نبوخذ نصر أتي من الشمال وتوجه جنوباً لغزو أورشليم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
أن هذا الكلام ليس له معني سوي أن مملكة يهوذا وأورشليم القدس يقعان جنوب العراق وليس شرقها، والبيت المقدس أو أورشليم المقدسة الواقعة جنوب العراق هي مكة، وهذا يثبت أن أورشليم القدس كانت بمكة وليس فلسطين.
وهذه هي النصوص التي يستدل منها علي أن نبوخذ نصر جاء من الشمال لغزو أورشليم، أي تقع أورشليم جنوب العراق (أرض بابل) وليس شرقها بفلسطين:
إرميا 25 (ترجمة كتاب الحياة)
1. النبوءة التي أوحى بها الرب إلى إرميا عن جميع شعب يهوذا، في السنة الرابعة من حكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا، الموافقة للسنة الأولى من ملك نبوخذ ناصر ملك بابل
2. والتي خاطب بها إرميا النبي كل شعب يهوذا وجميع سكان أورشليم قائلا:
3. «على مدى ثلاث وعشرين سنة، أي مند السنة الثالثة عشرة من حكم يوشيا بن آمون ملك يهوذا، وحتى هذا اليوم، والرب يوحي إلي بكلمته، فخاطبتكم بها تكرارا منذ البدء ولكنكم لم تسمعوا.
4. ومع أن الرب قد واظب على إرسال عبيده الأنبياء إليكم، فإنكم لم تصغوا ولم تستمعوا لإنذاراته.
5. وقد قالوا لكم: توبوا الآن. ليرجع كل واحد منكم عن طرقه الشريرة وممارساته الأثيمة فتقيموا في الأرض التي وهبها لكم الرب على مدى الدهور
6. ولا تضلوا وراء آلهة أخرى لتعبدوها وتسجدوا لها، ولا تثيروا غيظي بما تصنعه أيديكم من أوثان. عندئذ لا أنزل بكم أذى.
7. غير أنكم لم تسمعوا لي، بل أثرتم غيظي بما جنته أيديكم، فاستجلبتم على أنفسكم الشر».
8. لذلك هكذا يقول الرب القدير: «لأنكم عصيتم كلامي،
9. فها أنا أجند جميع قبائل الشمال بقيادة نبوخذ ناصر عبدي، وآتي بها إلى هذه الأرض فيجتاحونهاويهلكون جميع سكانها مع سائر الأمم المحيطة بها، وأجعلهم مثار دهشة وصفير، وخرائب أبدية.
10. وأبيد من بينهم أهازيج الفرح والطرب وصوت غناء العريس والعروس، وضجيج الرحى ونور السراج.
11. فتصبح هذه الأرض بأسرها قفرا خرابا، وتستعبد جميع هذه الأمم لملك بابل طوال سبعين سنة.
12. وفي ختام السبعين سنة أعاقب ملك بابل وأمته، وأرض الكلدانيين على إثمهم، وأحولها إلى خراب أبدي»، يقول الرب.
13. «وأنفذ في تلك الأرض كل القضاء الذي نطقت به عليها، كل ما دون في هذا الكتاب وتنبأ به إرميا على جميع الأمم.