حصري هل هو إنشقاق في حلف الناتو؟ فرنسا تعارض سياسات "الشرطة العالمية" الأمريكية بسب نزاع تايوان والصين

[يوسف بن تاشفين]

"لن يسمح التعديل الحزبي لقانون تفويض الدفاع الوطني للعام المالي 2024 للرئيس بالانسحاب من الناتو دون موافقة الكونجرس ، الأمر الذي يتطلب تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لصالح الانسحاب."

القرار الأمريكي الأخير بشأن الانسحاب من الناتو​

في 19 يوليو 2023 ، اعترف مجلس الشيوخ الأمريكي بتعديل كين روبيو ، الذي يحظر على الرئيس الأمريكي (POTUS) اتخاذ قرار من جانب واحد والانسحاب من الناتو حتى تتم الموافقة عليه بأغلبية الثلثين ، في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

يأتي هذا القرار في أعقاب العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتجدر الإشارة إلى أن ترامب قال لحلفاء الولايات المتحدة ، "لن أحميكم من روسيا" ، وأضاف أن الولايات المتحدة ستنسحب من الناتو ما لم ينفق جميع أعضاء الناتو ما لا يقل عن 2٪ أو أكثر من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع،
على الرغم من قبول اقتراحه حتى عام 2023 ، إلا أن عددًا قليلاً من أعضاء الناتو لم يحققوا الهدف.

في حين أن التشريع قد يمر عبر مجلس الشيوخ ، فإن العقبة الرئيسية ستكون عند مناقشته في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون خلال المفاوضات حول مشروع قانون الدفاع النهائي.

مخاوف حلف الناتو​

كان الرئيس الفرنسي ماكرون الأكثر صراحة وانتقادًا لهيمنة الولايات المتحدة على شؤون الناتو و خلال مقابلة في يوليو 2018 ، قبيل قمة حلف شمال الأطلسي في لندن ، قال ماكرون: "كانت الكتلة تمر بموت دماغي".

وأشادت روسيا بتصريحاته ووصفتها بأنها "كلمات ذهبية" و جاء ثورته في أعقاب قرار دونالد ترامب الانسحاب أحادي الجانب من سوريا و مضى ماكرون مضيفًا: "لم يعد بإمكان الدول الأوروبية الاعتماد على أمريكا للدفاع عن الناتو استراتيجيًا وسياسيًا ، نحن بحاجة إلى الاعتراف بأن لدينا مشكلة ، يجب علينا إعادة تقييم حقيقة ما هو حلف الناتو في ضوء التزام الولايات المتحدة ، لا يوجد تنسيق على الإطلاق لصنع القرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو ".

مخاوف أوكرانيا​

كشف الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن هشاشة وهشاشة التحالف بالقول إن أوكرانيا كانت تعاني من عدوان روسي بسبب قرار سياسي غير مناسب اتخذه الناتو - معارضة عضوية أوكرانيا في الناتو من قبل المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في عام 2008.

كان للزعيمين دور فعال في منع دخول أوكرانيا إلى التحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي الذي عقد في بوخارست ، رومانيا،
وطالب زيلينسكي كلا الزعيمين السابقين بمنع انضمام أوكرانيا إلى التحالف العسكري لحلف الناتو خلال قمة عُقدت في بوخارست ، رومانيا ، في ذلك العام ، حسبما ورد.

قمة فيلنيوس​

كانت القمة التي عُقدت مؤخرًا في فيلنيوس ، ليتوانيا ، جديرة بالملاحظة لما فشلت في تحقيقه وليس بما حققته.

في نهاية القمة ، أصدر الناتو بيانًا مؤلفًا من بضعة آلاف من الكلمات لكنها فشلت في معالجة القضية الأكثر أهمية والأكثر إلحاحًا المتمثلة في احتضان أوكرانيا في حظيرة الناتو - بيان غامض يقول إنه سيتم النظر في عضوية أوكرانيا في الناتو عند استيفاء "الشروط" و لم يتم تحديد ماهي هذه "الشروط".

التحالف الهش والهش​

كانت الهشاشة والانقسام وعدم اليقين بين دول الناتو واضحة بسبب ما يلي:

على الرغم من أن جميع أعضاء الناتو وافقوا على إنفاق ما لا يقل عن 2٪ من إجمالي الناتج المحلي الخاص بهم على الدفاع (وفقًا لما طلبته وتوجيهه POTUS Donald Trump في عام 2018) ، فإن الإنفاق الحالي من قبل الحلفاء الأوروبيين يبلغ حوالي 375 مليار دولار أمريكي.

اعتبارًا من عام 2023 ، لا يستوفي 20 شريكًا في التحالف من أصل 32 المعايير المذكورة أعلاه و يذكر البيان بوضوح أن الحلفاء يجب أن ينفقوا أكثر من 2٪ من ناتجهم المحلي الإجمالي لتلبية برنامج التحديث الضروري لمواجهة التهديدات الناشئة.

القمة المقبلة المقرر عقدها في واشنطن في عام 2024 ستناقش مسألة مقاييس 2٪.

سيكون تقاسم الأعباء في نفقات الناتو على رأس جدول الأعمال و قال عدد غير قليل من شركاء التحالف بشكل قاطع أنه يجب مشاركة تفاصيل نموذج تقاسم الأعباء مع جميع الأعضاء.

لا يوجد جدول زمني محدد للنظر في طلب أوكرانيا لعضوية الناتو.

تأثير الهجوم الروسي على أوكرانيا​

الهجوم الروسي على أوكرانيا مستمر بلا هوادة ، لقد وصفتها روسيا بالفعل بأنها حرب ضد الناتو ، في بيانها الأخير الصادر قبل بضعة أيام ، صرحت روسيا بشكل لا لبس فيه أن جميع الشحنات المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية ستُعتبر ناقلة محتملة للبضائع العسكرية وأن روسيا تحتفظ بالحق في مهاجمة هذه السفن.

انسحبت موسكو بالفعل من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة ، والذي سمح باستخدام السفن الأوكرانية لتصدير الحبوب وأمام تداعيات مثل هذا القرار الروسي ينقل فرض حظر على الشحن في البحر الأسود ، مما سيكون له تداعيات عالمية على توافر الحبوب الغذائية وتصاعد الأسعار.

آراء أعضاء حلف الناتو حول تايوان​

أصدر مقر الناتو في بروكسل وثيقة تتناول المفهوم الاستراتيجي الجديد في يونيو 2023 و وصف الناتو الصين بأنها تتحدى مصالح الحلف وأمنه وقيمه ، لقد وصفت الصين بأنها قوة اقتصادية وعسكرية تحافظ على غموض استراتيجيتها ونواياها وحشدها العسكري.

يعكس البيان أعلاه التحول النموذجي في وجهة نظر الناتو بشأن إدراك التهديد و ينظر الناتو إلى الصين على أنها تهديد أكبر من روسيا ، تسببت هذه القضية في حدوث انقسامات واضحة بين دول حلف شمال الأطلسي ، بينما اختار معظمهم التزام الصمت ، إلا أن الرئيس الفرنسي ماكرون كان صريحًا ومباشرًا.

وقال فيما يتعلق بقضية تايوان الحساسة: "السؤال الذي نحتاج للإجابة عليه ، كأوروبيين ، هو: هل من مصلحتنا تسريع الأزمة في تايوان؟ لا ، أسوأ شيء هو الاعتقاد بأننا نحن الأوروبيين يجب أن نصبح أتباعًا في هذا الموضوع وأن نأخذ تلميحنا من الأجندة الأمريكية ورد الفعل الصيني المبالغ فيها ".

إيمانويل ماكرون

على الرغم من عدم وجود اتصال دبلوماسي بين واشنطن وتايوان وتدعم سياسة الصين الواحدة ، إلا أنها تدعم تايوان ككيان منفصل خارج نطاق الصين ، خلال الـ 12 شهرًا الماضية ، ساء الوضع ، خاصة بعد زيارة نانسي بيلوسي لتايوان في أغسطس من العام الماضي ، ولا يمكن استبعاد احتمالات نشوب صراع عسكري.

صعدت الولايات المتحدة من موقفها من خلال نشر غواصة نووية تابعة للبحرية الأمريكية بشكل دائم بالقرب من كوريا الجنوبية بحجة حماية كوريا الجنوبية من تهديد نووي محتمل من كوريا الشمالية.

وصلت يو إس إس كنتاكي ، وهي غواصة من فئة أوهايو قادرة على حمل ما يصل إلى 32 صاروخًا من طراز SSM برأس نووي ، إلى ميناء بوسان في كوريا الجنوبية في 18 يوليو 2023 وبالمناسبة ، كانت آخر زيارة من هذا القبيل لغواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية في عام 1980.

النظرة الفرنسية​

وتصرح فرنسا بشكل قاطع أن تايوان قضية داخلية تخص الصين و لا تريد أن تكون جزءًا من أي توتر بين الولايات المتحدة والصين حول قضية تايوان.

يدافع الرئيس ماكرون عن مبدأ الحكم الذاتي الاستراتيجي خارج نفوذ الولايات المتحدة و تعد معاهدة AUKUS وإلغاء صفقة الغواصات بين فرنسا وأستراليا جوانب مهمة في اختلاف وجهات النظر بين الولايات المتحدة وفرنسا،
في الآونة الأخيرة فقط ، زار الرئيس ماكرون الصين في زيارة دولة ، إن كلماته بعد اختتام زيارته للصين يجب ألا يغيب عنها نظر العالم ، ولا سيما الناتو.

و قال: "لا يمكن للأوروبيين حل الأزمة في أوكرانيا ، كيف يمكننا أن نقول بمصداقية بشأن قضية تايوان ، "احترس ، إذا فعلت شيئًا خاطئًا ، فسنكون هناك؟"

خاتمة​

من غير المرجح أن تدعم أوروبا الأجندة الأمريكية المتمثلة في أن تكون "شرطيًا عالميًا" و على الدول الأوروبية أن تهتم بأمنها،
أي تصعيد في الأعمال العدائية مع الصين وروسيا سيؤثر دائمًا على أوروبا ، هل الدول الأوروبية مستعدة للمعاناة بسبب العداء الأمريكي للصين وروسيا بغض النظر عن الأسباب؟

أدى ظهور المعارضة بين الدول الأوروبية الرئيسية مع هيمنة الولايات المتحدة على تقرير سياسات الناتو إلى جعل تحالف الناتو هشًا وهشًا ، على الرغم من زيادة العضوية من 12 إلى 31 ، مع استعداد السويد للانضمام إلى الدولة الثانية والثلاثين قريبًا.

 

[يوسف بن تاشفين]

اتذكر أنه حينما سقط الإتحاد السوفياتي و سقط معه حلف وارسو قيل انداك مقولة شهيرة (كما سقط حلف وارسو سيسقط حلف الناتو) ولحد الآن ما أزال مؤمنا بسقوط حلف الناتو ولو بعد حين.