Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature currently requires accessing the site using the built-in Safari browser.
الجزائر: تبون يعول على رمضان لعمامرة لإعادة "تحريك ملف الصحراء والدفاع عن البوليساريو"
"أولويات الدبلوماسية العمل على لم الشمل في المنطقة والمحافظة على دور الجزائر القيادي في القارة الإفريقية"
اختار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تعيين رمطان لعمامرة، وزيرا للخارجية، رغم أنه من بقايا "نظام عبد العزيز بوتفليقة" وجاء تعيين لعمامرة لتسيير عدة ملفات، من بينها ملف الصحراء، التي ترى الجزائر أنها "خسرت فيه كثيراً في عهد الوزير السابق، صبري بوقادوم" بحسب مصادر مطاعة على الشأن السياسي الجزائري.
وأشارت المصادر إلى أن "الجزائر تُعول على لعمامرة لإعادة تحريك ملف الصحراء، والدفاع عن جبهة البوليساريو، خصوصًا بعد الأزمة الأخيرة التي عرفها معبر الكركارات، وانتهت بانتصار ميداني وديبلوماسي للمغرب، تجلى في فتح أكثر من 20 قنصلية أجنبية، بمدينتي العيون والداخلة المغربيتين".
وأكدت المصادر أن "مهندسي الحكومة الجزائرية الجديدة، اشترطوا على لعمامرة التضييق الديبلوماسي على المغرب، وتجميد زحف المملكة دوليًا للدفاع عن القضية الوطنية، الأمر الذي استجاب له لعمامرة، الذي تعهد بخدمة قضية جبهة البوليساريو، والدفاع عنها"
وأفادت المصادر ذاته، أن الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن، خضع لأوامر سيادية، تقضي بتعيين لعمامرة في منصبه بالخارجية، خصوصًا أنه كان يشغل مفوضًا للسلم والأمن بالاتحاد الإفريقي.
وأكد رمضان لعمامرة أن "أولويات الدبلوماسية الجزائرية في الفترة المقبلة ستكون العمل على لم الشمل في المنطقة والمحافظة على دور الجزائر القيادي في القارة الإفريقية وتعزيزه."
وقال إن المنطقة المغاربية التي تنتمي إليها الجزائر، “لا تظهر بالمظهر الذي نتنماه، كمنطقة تسير بخطى ثابتة نحو الوحدة والاندماج، وذلك بسبب نزاع الصحراء والأزمة الليبية”.
ويعتبر رمضان لعمامرة من أقوى رجالات بوتفليقة، إذ شغل منصب وزير الخارجية، ودافع عن العهدة الخامسة الرئيس، حتى أنه قاد جولة خارجية للدفاع عن نظام بوتفليقة، وتعهد برعاية مصالح الدول الكبرى في الجزائر.
بـقـلـم : بن بطوش تقول الرائعة الجزائرية "أحلام مستغانمي"، التي آمنت بأن التغيير هو خيار و إرادة قبل أن يكون نتائج: "ليست كلّ العواصف تأتي لعرقلةِ الحياة، بعضها يأتي لتنظيفِ الطريق"... و هذه النسخة من الحكومة الجزائرية جاءت في ظروف غاية في الخصوصية، و هي الأولى في عهد الدستور الجديد الذي أطلق زوبعة أراد بها نظام قصر المرادية أن تكون منظفة و مطهرة، غير أن من يطلع على تفاصيل التعيينات يتأكد أن العاصفة التي أريد لها تنظيف الوطن الجزائري من الأقدام السياسية السوداء، و من إرث نصف قرن من الإحباطات و التبذير و الاختلاسات و الجنوح و الفشل...، أعادت إلى السلطة كبار الحرس القديم الذي أضاع في وقت ما مجد الأمة الجزائرية، و نحن لا نقول هذا الكلام تعبيرا عن رأيينا، بل ندونه للتاريخ كرأي منقول عن الإنسان الجزائري الغاضب، و بعده الإنسان الصحراوي اليائس... فإذ كان المنطق يقتضي أن تعصف أزمة "بن بطوش" بوزيرة خارجية إسبانيا، لحجم الغضب الذي أصاب الرأي العام الإسباني بعد أن جرّت الأزمة على الاقتصاد الإسباني عواقب مهلكة، و بعد أن ورطت الوزير "أرانشا غونزاليز لايا" برلمان الإتحاد الأوروبي في أزمة لا تخصهم (حسب الإعلام في بروكسيل)، غير تلك الزوبعة - و كما يبدو- قد عصفت بالوزير الجزائري "بوقادوم"، الذي قلنا في مقالات سابقة أن الرجل تعرض لهجوم قوي من طرف جنرالات الجيش الجزائري، الذين اتهموه بالضعف في التنسيق مع الطرف الإسباني، خصوصا بعد أن أصبحت الخارجية الإسبانية ترفض الاتصال به، و تفضل التواصل مباشرة مع قيادة الجيش و التنسيق معهم لإعادة "بن بطوش" إلى الجزائر. استهداف "صبري بوقادوم" من طرف كبار الضباط الجزائريين، و في مقدمتهم رئيس الأركان "شنقريحة" و مستشار الرئيس في القضايا الأمنية الجنرال العائد إلى السلطة "مجاهد"، و الذي فعل كل ما يستطيع لإقالة "بوقادوم" من الخارجية، و هو المدافع الشرس عن عودة الحرس القديم و المسؤول عن إقناع قائد الجيش بإعادة الجنرال "خالد نزار" على متن طائرة رئاسية، رغم الملفات القضائية التي يتابع فيها، و المسؤول عن إخراج الجنرالين "طرطاق" و "مدين" من السجن...، يؤكد ما يجري تداوله من طرف نشطاء الحراك، و الذين يتهمون الرئيس"عبد المجيد تبون" و "شنقريحة" بإعادة بناء دولة "بوتفليقة". ثم يأتي تعيين الدبلوماسي المخضرم "رمطان لعمامرة"، خلفا لبوقادم، ليؤكد التوقعات، غير أنه لا يمنعنا من وضع الحدث في السياق العام، و كيف أن هذا الرجل الذي يراكم من التجارب و يمتلك من العلاقات ما لا يمكن التغاضي عنه أو إهماله، لم يكن بسبب فشل "بوقادوم" في ملفات "بن بطوش" و ليبيا و مالي و ملف جلب الاستثمارات الخارجية و التقارير الدولية الأخيرة التي أهانت الجزائر و صنفتها في المراتب الأخيرة حقوقيا و اقتصاديا و اجتماعيا...، و ليس بسبب أخطاء "بوقادوم" في إفريقيا و بالخصوص في موريتانيا...، بل حدث إسقاط إسمه في اللحظات الأخيرة من اختيار الأسماء للإستوزار، بعد عودة قائد الجيش سعيد "شنقريحة" من روسيا مباشرة، و رفض موسكو تزويد الجزائر بالأسلحة النوعية و طلبها ضمانات مالية عينية. إذ يتمتع "لعمامرة" بثقة الروس و له علاقات جيدة مع كبار قادة الكرملن و له نفوذ في القصر الرئاسي، و الجيش الجزائري يرى في التسليح قضية مصيرية، خصوصا و أن المناورات الأخيرة التي نشر المحتل جزءا منها، كشفت عن الطفرة التسليحية التي حصلت لدى الجيش المغربي، و أكدت ما سبق و نشرته التقارير الإسبانية بأن الرباط أصبحت تتوفر على قدرات نارية و سيادة جوية من المستوى المتقدم، و تتفوق مجاليا و إستراتيجيا على إسبانيا، و المحتل قام بتداريب رفقة الجيش الأمريكي و البريطاني لإخماد الدفاعات الأرضية ذات الأداء العالي و نجح في ذلك، الأمر تأكد لقيادة الجيش الجزائري عبر التقارير العسكرية و الاستخبارات الصادرة عن التعاون مع ألمانيا و إسبانيا، لتؤكد حاجة الجيش الجزائري لتطوير الدفاعات الأرضية و حماية سمائها. هذا التعيين الوزاري حصل رغم أن "لعمامرة" هو رجل مكشوف الحيلة أمام الدبلوماسية المغربية، و سبق للرباط أن أوقعت به في أكثر من مناسبة، حيث جرى التخلي عنه من طرف قصر المرادية بعد أن نجح المغرب في العودة إلى الإتحاد الإفريقي خلال يناير من سنة 2017، حين أكد أن الرباط لن تحصل على النصاب من أجل العودة إلى الإتحاد الحزين، لكن الرباط تمكنت من الحصول على 39 موافقة من أصل 54، لتتم إقالته بتاريخ 25 ماي 2017، و تم الترويج له كرجل دبلوماسي رفيع الأداء خلال السنة الماضية، من بغية التمهيد للاستعانة به من طرف النظام الجزائري مرة أخرى في الأزمة الليبية، و دعمته في ذلك ألمانيا كي يتم اعتماده أمميا في الملف كمبعوث شخصي للأمين العام، رغبة من برلين و الجزائر في تحويل الاجتماعات من الصخيرات و طنجة إلى وهران و زيرالدة، لكن الرباط ضغطت و أفشلت وساطته. إعادة "لعمامرة" إلى منصب الخارجية، يؤكد أن الجزائر تعاني جدا على المستوى الدبلوماسي، و هو اعتراف صريح بأن الخسائر الدبلوماسية للجزائر في عصر "لعمامرة" على رأس الخارجية الجزائرية، كانت أقل بكثير من خسائر الدبلوماسية في عهد "بوقادوم"، و يمنحنا هذا التعيين أيضا حكما على أداء نصف قرن من الترافع لأجل القضية الصحراوية بأنه لم يحقق أي تقدم، بل نسير في إتجاه عكسي لما كنا نتوقعه، و أن الجزائر في دبلوماسيتها خلال نصف قرن لم تكن تعتمد على كفاءة الرجال بل على الحقائب المالية، و بمجرد أن انخفاض ثمن البترول، انهارت دبلوماسية النظام الجزائري، و هذا الحكم يمنحنا مستوى مرتفع من الخوف الموجع لقولبنا كشعب صحراوي مل الانتظار في أرض اللجوء و مل الوعود التي لا نراها قابلة للتحقق، و لم ينتصر قادته في نزالاتهم الدبلوماسية على المحتل حين كان منهارا اقتصاديا، و لا يمكننا في ظل المتغيرات الدولية الآنية، أن نحقق أي انتصار بعد أن أصبحت أبعد أمانينا هي تعيين مبعوث أممي و استجداء أمريكا ليس لسحب اعترافها ... بل لتجميده على الأقل |