من الكتب المنشورة في البلاد والمتأثرة بهذا o) لكاتبه هال ليندسي، إضافة لسلسلة من الروايات الآخروية لتيموثي لاهاي بعنوان (Left Behind)، بيع من هذه السلسلة خمسين مليون نسخة.أعطى قيام دولة إسرائيل عام 1948 زخماً قوياً لمتبني الصهيونية المسيحية ؟.
كما أن حرب حزيران عام 1967 م كانت بالنسبة لهم أشبه بمعجزة إلهية تمكن فيها اليهود من دحر عدة جيوش عربية مجتمعة في آن واحد وأحكمت خلالها الدولة العبرية سيطرتها على بقية أراضي فلسطين التاريخية خصوصاً القدس الشرقية والمواقع الدينية التي تحتضنها.
يعتبر عام 1979 م عاماً استثنائياً بالنسبة لتاريخ الصهيونية المسيحية، فبعد قرن من تقرب هشلر من تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية وبدء الدعم المسيحي الأصولي المباشر لإقامة الدولة اليهودية، أنشأ القس جيري فالويل في الولايات المتحدة الأمريكية منظمة الأغلبية الأخلاقية.
وهذه المنظمة تضم لجان سياسية لمسيحيين ذوي توجهات محافظة من أهدافها العمل على التعبئة والدعاية لانتخاب المرشحين المحافظين. ومع بلوغ عدد أعضائها الستة ملايين عضو أصبحت المنظمة كتلة انتخابية قوية عزي إليها فضل نجاح رونالد ريغان في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 1980 م .
ينص أحد المبادئ الأربعة التأسيسية لمنظمة الأغلبية الأخلاقية على «دعم إسرائيل والشعب اليهودي في كل مكان». في عام 1980 صرح فالويل بأن «الله بارك أمريكا لأن أمريكا باركت اليهود. فإذا أرادت هذه الأمة أن ترى حقولها محافظةً على بهائها وإنجازاتها العلمية محافظة على ريادتها وحريتها محمية
فعلى أمريكا أن تبقى واقفة إلى جانب إسرائيل». حل جيري فالويل منظمة الأغلبية الأخلاقية عام 1989 م ولكن المسيحيين المحافظين حافظوا على دورهم كداعمين لإسرائيل رغم افتقارهم لوجود مؤسسة قوية رسمية لدعم الدولة العبرية بقوة المنظمة المذكورة آنفاً.
ولتأطير هذا الدعم أسس الصهاينة المسيحيين في الولايات المتحدة عدة مؤسسات هدفها المعلن التشجيع على مساندة إسرائيل، أبرزها «مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل» وصفها القس جون هاجي بالنسخة المسيحية من أيباك،
ومؤسسات أخرى مثل «مؤتمر القيادة المسيحية الوطني من أجل إسرائيل» و«ائتلاف الوحدة من أجل إسرائيل» و«السفارة المسيحية العالمية في أورشليم» وغيرها.لا يقتصر دعم الصهاينة المسيحيين لإسرائيل وللقضية اليهودية على الناحية السياسية فقط، فهم يقدمون لها العون بكل الأشكال المتاحة
كانت حادثة إحراق المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى المبارك في يوم الخميس 21 أغسطس/آب 1969 بواسطة السائح الأسترالي "دِنيس روهان" مفجعة للعالم الإسلامي ومفاجِئة للعالم بأسره، إذ لم يكن الشاب الذي ارتكب هذه الجريمة يهوديا صهيونيا، ولكنه كان ينتمي إلى الكنيسة الإنجيلية المسيحية،
ووصف نفسه بأنه "مبعوث الرب" الذي على يديه سيُهدم المسجد الأقصى ويُعاد بناء الهيكل؛ ليخرج المسيح مُجددا في ظل مجتمع يهودي تماما كما خرج أول مرة قبل ألفي عام.فكرة عودة اليهود إلى أرض فلسطين ليست فكرة جديدة طرحتها الصهيونية اليهودية،
ولكنها ذاعت قبل برنامج "بازِل" الذي دعا إلى وطن قومي لليهود في أرض فلسطين، وقبل كتاب "هرتزل" مؤسس الصهيونية نفسه بعنوان "الدولة اليهودية" بثلاثة قرون على الأقل، حين بدأت بعض مذاهب المسيحية البروتستانتية بالتبشير بأن المسيح سيعود مرة أخرى وسيظهر في بيت المقدس كما جاء أول مرة،
لكن عودته مشروطة بعودة اليهود إلى أرض فلسطين.كتب "مارتن لوثر"، الراهب الألماني ورائد حركة الإصلاح الديني، الكثير من المؤلفات التي خدمت فكرته في الإصلاح الديني، ولعل كتابه "المسيح وُلِد يهوديا" من أهم الكتب التي دافع فيها عن اليهود، وأعاد نبش العقائد الدينية السابقة
وبعث نبوءات العهد القديم بصورة لم يألفها المجتمع المسيحي حينذاك وخالفت أقوال الكنيسة بوضوح.في عام 1649، وجَّه عالما اللاهوت البيوريتان "جوانا" و"ألينزر كارترايت" مذكرة إلى الحكومة البريطانية طالبا فيها بأن يكون للإنجليز شرف حمل أولاد وبنات بني إسرائيل
متن سفنهم إلى الأرض التي وعد الله بها أجدادهم. وتكمن أهمية هذه المذكرة في أنها تُعبِّر عن تحوُّل النظرة المسيحية للقدس من كونها أرض المسيح (التي قامت المعارك الصليبية لأجلها) إلى كونها وطنا لليهود، كما أنها تُشير إلى تحوُّل الإيمان بعودة المسيح التي تسبقها عودة اليهود إلى فلسطين
تمددت هذه الأفكار الجديدة للحركة في مختلف أوروبا وأهمها إنجلترا بعد أن تحوَّلت عن الكاثوليكية ، حيث أُقيمت أهم جمعية صهيونية مسيحية في لندن لنشر المسيحية بين اليهود الإنجليز ويهود الدولة العثمانية عام 1809.
انت هزيمة القوات الكاثوليكية وقيام جمهورية هولندا على أساس المبادئ البروتستانتية الكالفينية عام (1609) م, بمثابة انطلاقة للحركة الصهيونية المسيحية في أوربا، مما ساعد على ظهور جمعيات وكنائس وأحزاب سياسية عملت جميعاً على تمكين اليهود من إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
ومن أبرز هذه الحركات: الحركة البيوريتانية التطهيرية التي تأسست على المبادئ الكالفينية بزعامة السياسي البريطاني أوليفر كروميل (1649 - 1659) م, الذي دعا حكومته إلى حمل شرف إعادة إسرائيل إلى أرض أجدادهم، حسب زعمه.
في عام (1807) م, أُنشئت في إنجلترا جمعية لندن؛ لتعزيز اليهودية بين النصارى، وقد أطلق أنطوني إشلي كوبر اللورد ريرل شانتسبري (1801 - 1885) م، أحد كبار زعمائها شعار: ( وطن بلا شعب لشعب بلا وطن ) الأمر الذي أدَّى إلى أن يكون أول نائب لقنصل بريطانيا في القدس وليم برنج أحد أتباعها،
ويعتبر اللورد بالمرستون وزير خارجية بريطانيا ( 1784- 1765) م, من أكبر المتعاطفين مع أفكار تلك المدرسة الصهيونية المسيحية، وأيضاً فإن تشارلز. هـ. تشرشل الجد الأعلى لونستون تشرشل - رئيس الحكومة البريطانية الأسبق - أحدُ كبار أنصارها.
يعتبر سايسروس سكلوفليد (1843) م, الأب اللاهوتي للصهيونية المسيحية في أمريكا. لعبت تلك الكنائس دوراً هامًّا في تمكين اليهود من احتلال فلسطين، واستمرار دعم الحكومات الأمريكية لهم من خلال العديد من اللجان والمنظمات والأحزاب التي أنشئت من أجل ذلك،
ومن أبرزها: الفيدرالية الأمريكية المؤيدة لفلسطين التي أسسها القس تشارلز راسل عام (1930) م، واللجنة الفلسطينية الأمريكية التي أسسها في عام (1932) م, السناتور روبرت واضر، وضمَّت (68) عضواً من مجلس الشيوخ،
و(200) عضو من مجلس النواب، وعدد من رجال الدين الإنجيليين، ورفعت هذه المنظمات شعارات: الأرض الموعودة، والشعب المختار.وصدق الله القائل { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}وصدق الله القائل