تحليل إقصاء المغرب/ خطة لا تتغير واعتماد على مزراوي "غير جاهز" ثم رأس حربة غائب.. هل تكون سقطة الكوت ديفوار أساس النجاح في نسخة المغرب؟
غادرنا مجددا المسابقة، واضمحل حلم كأنه لم يكن.. خرج الكبير من الباب الصغير، واستمرت عقدة أقسمت ألا تحل، ووضعت الأسباب واتكئ البعض على الأعذار ورفض آخرون وضع المسؤولية على المدرب بينما حاولت قلة قليلة الحديث بعقلانية
الركراكي امتلك كل مواصفات النجاح من لاعبين وظروف مريحة، وطاقم على المقاس، وحرية كاملة من الجامعة، لكن النتيجة كانت مماثلة بل أسوء من سابقيها.. أنا هنا لا أطالب بإقالته لكن أسعى لاجتماع يوضع فيه الأصبع على مكمن الخطأ لتكون سقطة الكوت ديفوار انطلاقة لحلم المغرب.. وفيما يلي تحليل لإقصاء الأمس:
️ خطة وتشكيلة "مفضوحة" استفاد منها هوجو بروس:
الركراكي للأسف لا يبتكر، يلعب بخطة واحدة وحيدة يعلمها القاصي قبل الداني، (4-1-4-1) حفظت عن ظهر قلب للخصوم، وتسببت في وضعنا بشكل مفضوح لجنوب أفريقيا بقيادة الداهية "هوجو بروس" الذي أشار لذلك في الندوة الصحفية حين قال"من الخطير اللعب دائما بخطة واحدة"
وليد لم يتعلم الدرس بتاتا، تشكيلة محفوظة بدون أي عنصر مفاجئ، أو تغيير يراعي نقط قوة وضعف الخصوم، وسعيه دائما وراء تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم دون مخاطرة أو البحث عن الحسم من البداية، وكان تصريحه بانتظاره خروج جنوب أفريقيا من مناطقها "كارثة" عظمى بدل البحث عن الهدف منذ البداية
️ الاعتماد على مزراوي :
أراها الكارثة الأكبر، انتظرته لشهرين، ورفضت إحضار من هم أكثر جاهزية، وأقحمته في الامتحان الأصعب رغم غيابه لشهرين، فقط لتؤكد صحة نظريتك، وفي الأخير حصدت الفشل، وتلقيت هدفا بسبب كسره للتسلل (مزراوي أراه أقل من يتحمل المسؤولية وأن تسرع أكرد وثقل سايس كانا سببا أقوى)
مزراوي لا يتحمل وزر ما وقع يوم أمس، فالإحصائيات تشير إلى كونه الأعلى تنقيطا في خط الدفاع، ولصلابته في الرواق الأيسر، لكن للأسف دون أية مساعدة هجومية، وضعت رواقه في حالة عجز رفقة أملاح والزلزولي الذي كان خارج الخدمة
️ الاعتماد على النصيري دائما وأبدا وفي كل الظروف:
صراحة المغرب يحتاج لمهاجم "فتاك"، لن ننتظر أربعين فرصة لتسجل واحدة، ولن نعتمد دائما على عرضيات ندعو أن تجد إحداثيات رأس النصيري، في وقت يدفن فيه الكعبي ومجهوده طي التراب ويظل تيسودالي حبيس الدكة من أجل مشاهدة إبداعات يوسف
الركراكي صراحة أظهر "خوفا" غير مبرر، وحين "زعم" ونفضالجبن التدريبي أقحم مهاجمين غيرا وجه المنتخب المغربي في خطة كانت مطلوبة منذ البداية، لكن للأسف وليد والإبتكار خطان لا يلتقيان في "الكان" و"قسوحية رأسه" ورؤيته نفسه دائما على حق ستعيده خطوات كثيرة للوراء
️ خصم متوسط الأداء ولاعبون فقدوا بوصلة التألق:
كل الإشارات يوم أمس كانت تؤكد أننا أمام منتخب متوسط، فشلنا صراحة في تجاوز عقبته، وكل الإحصائيات من فرص وركنيات وتمريرات ومراوغات صبت لمصلحتنا، لكن الركراكي واللاعبين فشلوا في إيجاد الحل وتخطي "البافانا بافانا"
من العار أن نرى من وضعنا ثقتنا فيهم يتأرجحون بين الأداء المتوسط والضعيف، فباستثناء من أبانوا عن قتالية ورغبة في إيجاد الحل، كان أملاح يغط في "توهانه" وعدلي في أنانيته، والزلزولي يسبح وسط قراراته الخاطئة، في حين كان النصيري في واد آخر، وسايس في مستوى بعيد عن دور القائد
مباراة الأمس كانت تكرارا لمستوى "الأسود" طيلة الدورة، فحتى فمواجهة تنزانيا فتحت بسبب الطرد، وجنوب أفريقيا تغلبت علينا بتفاصيل بسيطة افتقدناها نحن، وهنا سنمر للحديث عن النجاعة الهجومية
️ النجاعة الهجومية:
قالها مدرب جنوب أفريقيا: "امتلكنا النجاعة التي غابت عن المنتخب المغربي"، صنعوا فرصتين سجلوا منهما، وصنعنا ووصلنا مرات ومرات لكننا فضلنا رمي بعضها خارجا، وتسديد البعض الآخر في المدافعين، وارتأينا حينا الأنانية، وأحيانا الاختيار الخاطئ
النجاعة كانت كلمة جميلة الوقع في لسان الركراكي خلال الندوات الصحفية، ووعدا قطع بتصحيحه قبل المواجهة لكنه لم ينفذه أثناءها، ليستمر المسلسل المعهود بسبب ضعف المهاجمين، وتأثر المنظومة بغياب صاحب الحل زياش وبدرجة أقل بوفال
️ طموح كبيير وواقع مرير:
وضعنا كل الترشيحات لصالح "الأسود" وقلنا أن رابع العالم أصيب بـ"الزهايمر" وتناسى إنجاز قطر، عابرا صوب الكوت ديفوار بحثا عن تاريخ جديد لكن للأسف نسي الحبر وجف المداد وكتبت في الصفحات "تعثرات جديدة" وسقطات بدأنا باكتساب المناعة تجاهها
ما زاد ألمنا يوم أمس، هي كمية الثقة في لاعبينا، ورغبتنا في مشاهدتهم يتجاوزون دورا بعد دور آخر، وتوفرنا على كل وصفات التألق، لكن سقطة الحبيب تؤلم، والإقصاء كان وقعه أكثر مرارة مما قبله ليتأجل الحسم مجددا حتى نسخة المغرب.. بالتوفيق في قادم المحطات