بيع صواريخها في الشرق الأوسط ، الدعامة الجديدة للنفوذ الروسي في المنطقة

[يوسف بن تاشفين]

ما الذي يتغير عندما تبيع روسيا الأسلحة في الشرق الأوسط؟
لاستعادة نفوذها في الشرق الأوسط ، تمر روسيا ببيع المعدات العسكرية،حيث تمكنت موسكو من إغواء تركيا عضو الناتو بصواريخ S-400. إستراتيجية تقلق الولايات المتحدة وإسرائيل.
إذا كانت روسيا راسخة في الشرق الأوسط حتى منتصف سبعينيات القرن العشرين ، فقد فقدت مكانها تدريجياً لصالح الولايات المتحدة ،لكن في عام 2015 ، عادت موسكو إلى المنطقة بقوة لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد.

منذ ذلك الحين ، كانت الاستراتيجية الروسية الجديدة لتعزيز وضعها الجغرافي السياسي في المنطقة من خلال بيع الأسلحة، يقول باتريس بوفريت ، مدير مرصد الأسلحة في ليون: "هذه هي أفضل طريقة للإعداد ، بما في ذلك على المدى الطويل".

"لأن بيع المعدات العسكرية ينطوي على صيانة ، وبالتالي يخلق شكلاً من أشكال التبعية ، وهذا هو ما تحاول روسيا القيام به في وقت تنفصل فيه الولايات المتحدة جزئيًا عن تلك المنطقة. ".

بيع الروس صواريخ لعضو في الناتو :

أحد النجاحات الروسية العظيمة هو إقناع تركيا ، وهي عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، بإقتناء صواريخ S-400 ، وهي نظام دفاعي مضاد للطائرات، بدأ تسليم هذه الأسلحة ، التي تعتبر واحدة من جواهر الصناعة العسكرية الروسية ، في يوليو الماضي ، بموجب عقد قيمته 2.5 مليار دولار.

لم يعجب بشدة هذا الشراء في الولايات المتحدة. خلال اجتماعهم في 13 نوفمبر ، فشل الرئيس دونالد ترامب في ثني نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن تفعيل هذه الأسلحة ، على الرغم من تهديدات فرض عقوبات واقتراح الحصول على صواريخ أمريكية.

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو يوم الثلاثاء إنه "قلق" من أن تركيا بدأت قبل يوم من اختبار أنظمة الدفاع الجوي الروسية رغم دعوات واشنطن المتكررة بعدم تفعيلها تحت تهديد العقوبات.

"ما زلنا واثقين وما زلنا نتحدث مع الأتراك لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة و لا أريد أن أتقدم بشأن ما يمكن للرئيس أو لا يستطيع فعله ، لكننا عبرنا بوضوح للحكومة التركية عن رغبتنا في رؤيتهم وأضاف أنه بعيدا عن التشغيل الكامل لنظام الدفاع S-400.

يقول باتريس بوفيريت: "إن بدء عضو في حلف الناتو بشراء معدات روسية وليس أمريكية أمر جديد". "هذا يمثل مشكلة حقيقية ، حتى بالنسبة للعمليات المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة ، نظرًا لأن المواد لا تفي بالمعايير نفسها ، لا يمكنها العمل معًا."

توسيع النفوذ في المنطقة :

تركيا ليست العميل الوحيد لروسيا في مجال التسلح في المنطقة وقال ايجور ديلانو نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي في موسكو "في السنوات الأخيرة كانت هناك مصر والجزائر."

من بين المستفيدين الرئيسيين من المساعدات العسكرية الأمريكية ، استحوذت مصر على حوالي 50 مقاتلة روسية وحوالي عدد مهم من طائرات الهليكوبتر القتالية كما فضل العراق مؤخرًا الدبابات الروسية على حساب المركبات الأمريكية.

في منتدى روسي - أفريقي في أكتوبر ، كشف المجمع العسكري الروسي عن أحدث طرازات الكلاشينكوف وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات وبرامج التعرف على الوجه لفائدة القارة الأفريقية،و تتمثل إحدى الإستراتيجيات في تصفية الديون الإفريقية مقابل عقود الأسلحة ، كما كان الحال مع الجزائر وليبيا في العقد الأول من القرن العشرين.

في مواجهة فك الارتباط الأمريكي في المنطقة ، يبدو أن روسيا مصممة على استعادة نفوذها المفقود منذ ثلاثة عقود ، وكسر احتكار واشنطن.

https://www.rts.ch/info/monde/10895812-vendre-ses-missiles-au-moyen-orient-le-nouveau-levier-d-influence-russe.html​