- إنضم
- 15/1/19
- المشاركات
- 64,665
- التفاعلات
- 182,910
لقاء مفاجئ، جمع بين وزير الخارجية التركي والممثل الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي - 16 يوليو 2020
لقاء مفاجئ جمع بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والممثل الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بالتزامن مع تلويح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل عسكريا في ليبيا.
ونشر جاويش أوغلو تغريدة تضمنت صورته مع الرئيس السابق وممثل رئيس الوزراء الحالي، مالاتو تيشومي ويرتو، مرفقا إياها بتعليق "محادثات مثمرة.. وقد اتفقنا على زيادة الزيارات المتبادلة، والحوار، والتعاون في كل المجالات وخاصة التجارة والاستثمار.
الزيارة أثارت تساؤلات بشأن أهدافها وتوقيتها، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع توترات بين مصر وإثيوبيا بخصوص مفاوضات سد النهضة من جانب، والتصعيد بين تركيا ومصر عبر تدخلهما في الأزمة الليبية، من جانب آخر.
"صراع المعسكرين"
الخبير في الشأن التركي، صلاح لبيب عبد الرحمن، وضع الزيارة في إطار الصراع المصري ـ التركي في المنطقة، خاصة مع الانفتاح الأخير لجامعة الدول العربية مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" -المناوئة لسياسات أنقرة في سوريا- والتي سعت مصر للتواصل معها.
وأضاف لبيب أن "مصر وتركيا كلاهما رأسان لمعسكرين في المنطقة، فمصر ضمن تحالف عربي يضم السعودية والإمارات والأردن، وفي المتوسط مع اليونان وقبرص، وكذلك في سوريا حيث تدعم النظام السوري والتدخل الروسي، وكل هذه التحالفات مضادة لتركيا وتحالفاتها في المنطقة".
وأشار لبيب إلى مساعي أنقرة لتطوير العلاقات مع القارة الأفريقية، والذي تمثل في إنشاء سفارات في مختلف دولها، إلا إن العلاقات التركية الإثيوبية لم تطور بشكل واضح اقتصاديا وسياسيا إلا بعد عام ٢٠١٤، حيث تزايد حجم الاستثمارات التركية المباشرة هناك وزاد تبادل زيارات الوفود التجارية والسياسية بين البلدين، وكان لهذا ارتباط واضح بطموحات كل تركيا وإثيويا المتعارضة مع التوجهات المصرية.
ويرى المحلل المصري، أن الخطوة التركية-الإثيوبية الأخيرة "غير مؤثرة بشكل كبير على الموقف المصري من سد النهضة، حيث تسعى تركيا للضغط على القاهرة للتراجع عن دعمها للجيش الليبي (قوات حفتر)، والسماح لقوات حكومة الوفاق للدخول إلى سرت والسيطرة على الهلال النفطي، لكن لا يبدو أن للزيارة تأثير يذكر على مواقف القاهرة من ملفات الأمن القومي الرئيسية".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد حذر من تجاوز قوات الوفاق المدعومة من تركيا لمدينتي سرت والجفرة، مهددا بتدخل مصري في حال حدونث ذلك.
وأضاف السيسي خلال لقائه بـ"مشايخ وأعيان القبائل الليبية الممثلة لأطياف الشعب الليبي" ضمن مؤتمر عقد الخميس، أنه "إذا تدخلت مصر في ليبيا سيتغير المشهد العسكرى بشكل سريع وحاسم".
وفيما يخص مشروع سد النهضة، فقال لبيب إن الأزمة سابقة على الصراع المصري التركي، ولا توجد دلائل على انخراط تركي واضح في المشروع، فالشركات العاملة في المشروع معروفة.
واختتم لبيب حديثه بالقول إن "ما يبدو واضحا هو استثمار أنقرة لحالة الصراع مع إثيوبيا لصالحها، ولكن لا توجد مؤشرات على أن لتركيا تأثير في موضوع السد، الأمر لا يعدو سوى تكثيف الضغوط على القاهرة ليس إلا، وهي خطوات استعراضية أكثر منها واقعية على الأرض".
وانتهت الثلاثاء جولة مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، والتي استمرت 11 يوما، من دون اتفاق، في وقت حساس مع قرب انتهاء مهلة الأسبوعين، إذ ستبدأ بعدها إثيوبيا في ملء سد النهضة بشكل رسمي.
"القضايا مترابطة"
الأكاديمي التركي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول أحمد أويصال، قال إن "تركيا وإثيوبيا دولتان مهمتان لبعضهما البعض، ولديهما مشاريع تنموية، فمن الطبيعي أن تجتمع الدولتان ويتناقشان، خاصة في ما يخص قضايا البحرين الأحمر والمتوسط، فكل القضايا مترابطة ببعض".
وتساءل أويصال عن السبب الذي قد يمنع أنقرة من التعاون مع أديس أبابا في كافة المجالات، فدول "كالصين وإسرائيل، ودول الخليج تتعاون مع إثيوبيا".
ويرى الأكاديمي التركي أن الاجتماع الأخيرة بين الدولتين ليس له علاقة بسد النهضة الإثيوبي والنزاع مع مصر، "فتركيا لا دخل لها بالموضوع"، على حد قوله.
وتحاول تركيا توسيع نفوذها في إثيوبيا من خلال استثمارات تجارية محدودة، إذ يعتقد بعض الأتراك أن "شراكة مع إثيوبيا تؤمن سطوة مفيدة ضد مصر"، كما يقول الباحث الزائر بمركز بروكنغز في الدوحة، زاك فيرتين، في بحث مطول له عن الدور التركي في أفريقيا، وخاصة إثيوبيا.
بالتزامن مع تهديد السيسي.. ما سر اللقاء التركي الإثيوبي؟
لقاء مفاجئ جمع بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والممثل الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بالتزامن مع تلويح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل عسكريا في ليبيا. ونشر جاويش أوغلو تغريدة تضمنت صورته مع الرئيس السابق وممثل رئيس الوزراء الحالي، مالاتو تيشومي ويرتو، مرفقا إياها...
www.alhurra.com