من المفيد الإشارة إلى مصطلح أو تعبير درجت بعض الجيوش على استخدامه في عالم المدفعية، يطلق عليه "الوقت على الهدف" Time on Target. وهو عبارة عن أسلوب أو وسيلة تحقق طورت من قبل الجيش الأمريكي، تستخدم التثبت والتقرير الدقيق precise determination لزمن طيران قذائف كل بطارية مدفعية تطلق نيرانها باتجاه منطقة هدف محددة. فعندما يتم تعيين وتحديد الوقت على الهدف، فإن كل بطارية ستنضم إلى عملية إطلاق النار على ذلك الهدف سوف تطرح زمن الطيران من الوقت على الهدف لحساب وتحديد وقت إطلاق النار. ويتم تدريب بطاريات المدفعية المستقلة أو الفردية على إطلاق قذائفها قدر الإمكان على نحو متقارب وبشكل آني simultaneously في نفس الوقت. وعندما تطلق كل بطارية نيران قذائفها في وقتها المحدد، فإن كل قذيفة ستصل منطقة الهدف تقريبا في نفس الوقت.. نظرية الوقت على الهدف TOT، طورت أولاً من قبل الجيش الأمريكي قبل فترة قليلة من نشوب الحرب العالمية الثانية، وذلك للمساعدة في تحسين وتعزيز فاعلية القوة النارية لسلاح المدفعية. لكن نتيجة القصور في مستويات وسائل الاتصال والتنسيق المتطلب لإنجاز مهامها، فإنها لم ترسخ وتؤسس بشكل موثوق حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية.
البداية كانت مع الحرب العالمية الأولى عندما وجد أن أغلب الإصابات الناتجة عن القصف المدفعي artillery bombardment تحدث ضمن الثواني القليلة الأولى من بدء عمل المدفعية. أثناء تلك الثواني الأولى المعدودة، قوات العدو قد تكون في العراء وقد لا تكون منكفئة أو في وضع الانبطاح. لكن بعد ذلك، هذه القوات ستلجأ إلى وضعية الانبطاح أو البحث عن غطاء وملجأ آمن. لقد تبين مع هذا التسلسل وردود الأفعال، انخفاض معدل الإصابات بشكل مثير عند استخدام القذائف شديدة الانفجار المتشظية. لذا، وحدات المدفعية لقوات التحالف في الحرب العالمية الثانية دربت ومرنت في أغلب الأحيان على إطلاق نيران مدافعهم بنظام وتقدير دقيق precise order، لكي تضرب جميع القذائف الهدف المقصود في نفس الوقت، ومن ثم تعريضه للأضرار المحتملة القصوى..
في الحقيقة مفهوم الوقت على الهدف يمثل تنسيقاً عسكرياً لنيران المدافع، يهدف إلى ايصال كم هائل من النيران إلى منطقة الهدف في وقت واحد. حيث يتراوح المعيار أو المقياس العسكري بين زائد أو ناقص ثلاثة ثواني من الوقت الموصوف والمعين للتأثير time of impact. من ناحية المكان والموقع، فإن هذا المفهوم يهدف إلى تحصيل التأثير لأقل مستوى من احتمالية الخطأ الدائري CEP على الهدف المعين. إن مصطلح CEP هو مقياس حدسي لدقة نظام السلاح (مؤشر لدقة التسليم)، يحدد ويعرف بأنه نصف قطر الدائرة التي يتوقع أن يتضمن حدها وحافتها نقاط أو مواقع إنزال 50% من القذائف المطلقة والمحررة. وللتبسيط، هو يتحدث عن المنطقة التي يتواجد فيها أو حولها الهدف حيث نصف القذائف ستبلغه وتنفجر خلاله، وبالتالي ستلحق به أقصى الأضرار. عموماً، مع وصول "الذخيرة الذكية" smart munitions وتقنيات الإطلاق الأكثر دقة، فإن عامل CEP أصبح الآن أقل قيمة وتأثيراً في منطقة الهدف عما سبق.. وأعتذر عن الإطالة ..