- إنضم
- 14/5/19
- المشاركات
- 5,688
- التفاعلات
- 30,130
بسم الله الرحمن الرحيم
1441/8/12 - 2020/4/5
اليورانيوم المنضب (Depleted uranium (DU هو أحد أسلحة الدمار الشامل، بالرغم أنه لم يحظ بشهرة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية المعروفة، له قدرة تدميرية هائلة على البيئة بكل ما فيها من إنسان ونبات وحيوان، وقد استخدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكانت له نتائج كارثية. في الواقع، عادة يتم تبرير استخدام اليورانيوم المنضب من قبل مستخدميه بأنه يقتصر على استهداف الدروع الثقيلة، ويعتبر ضرورة عسكرية لتحييد الدروع الحديثة.
خـصـــــائــصـــه
اليورانيوم المنضب هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ويعبأ به نوع من القذائف التي تطلق من المدافع أو القنابل التي تلقى من الطائرات المقاتلة، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة، سواء الخرسانية أو المدرعة. وتعتبر كثافته العالية وتكلفته المنخفضة، مادة مفضلة لأوزان الطائرات المضادة، وهو فعال للغاية لاستخدامه في الدروع العسكرية والذخائر المضادة للدروع.
في أوائل السبعينيات بدأ الجيش الأمريكي بالبحث باستخدام معدن اليورانيوم المنضب لاختراق دروع الدبابات باستخدام الطاقة الحركية، وتم النظر في المواد عالية الكثافة مثل التنغستن tungsten (بكثافة 19.3 جم/سم³) واليورانيوم المنضب (بكثافة 19.05 جم/سم³) وتم في نهاية المطاف اختيار اليورانيوم المنضب؛ بسبب توافره وسرعة حرارته. في حين يجب استيراد 50% من معدن التنغستن بشكل رئيسي من الصين، بينما يتم توفير اليورانيوم المنضب مجانًا لمصنعي الأسلحة في أمريكا. كما أن التنغستن لديه درجة انصهار أعلى بكثير (3410 درجة مئوية) من اليورانيوم (1132 درجة مئوية)، ويفتقر إلى الانحراف الحراري، وبالتالي تصبح مقذوفات التنغستن غير فعالة عند الارتطام، وأقل فعالية في اختراق الدروع.
يتم تقوية اليورانيوم المنضب عن طريق تقليل محتوى الكربون والسبائك بنسبة 0.75% بالوزن (3.7% بواسطة قياس العناصر المتكافئة) من التيتانيوم. وعندما يتم إطلاق قذيفة اليورانيوم من الدبابة فإن غطاء الألومنيوم الخاص بالقذيفة المنطلقة يسقط في أول 100 متر من الإطلاق، ثم تتحرك القذيفة المجردة بسرعة 1.5 كم/ثانية، وعندما تصيب القذيفة هدفها يحدث الاشتعال والانصهار الجزئي بسبب درجة الحرارة المرتفعة -خاصة مع الفولاذ- وذلك نتيجة ارتطام اليورانيوم، وغالبًا ما تتميز آثار اليورانيوم المنضب بفتحة دخول صغيرة مستديرة، وإذا كان ذلك المقذوف يمر عبر هدفه، فإن فتحة الخروج تكون مستديرة أيضًا وأكبر قليلاً من فتحة الدخول.
تأثير استخدام قذيفة تنغستن وأخرى من اليورانيوم على الدروع
تدعي البحرية الأمريكية أنها استبدلت طلقة MK149-2 Phalanx الخارقة من اليورانيوم المنضب بطلقة MK149-4 Phalanx الخارقة من التنغستن (مع بقاء اليورانيوم المنضب في المخزون)، ويتم تطوير أنواع جديدة من ذخائر اليورانيوم المنضب من أجل أنظمة لأسلحة أخرى، مثل قذائف M919 لمركبات القتال برادلي. ويتم وضع اليورانيوم المنضب أيضًا في رأس صاروخ الكروز (BGM-109 Tomahawk (TLAM أثناء الرحلات التجريبية لتوفير الوزن والاستقرار، حيث كانت الرؤوس الحربية القديمة مغطاة بالفولاذ، ويبلغ مدى صاروخ توماهوك نحو 1260 كم وقادر على حمل رأس حربي تقليدي يبلغ (454 كجم)، ومن أجل زيادة مدى صواريخ توماهوك من 1260 كم إلى 1850 كم، فقد تم تزويد أحدث نسخة منه برأس حربي نوع WDU-36 من اليورانيوم المنضب، ومغلف بالتيتانيوم، وذلك في عام 1993.
مستودع لتخزين ذخائر اليورانيوم المنضب - الجيش الفرنسي 2001
الاســـــــــتـــخـــــدام
اليورانيوم المنضب اُستخدم في حرب الخليج 1991م، والبلقان 1994 و1995م، وأفغانستان عقب أحداث 11سبتمبر 2001م، واستخدم من قبل الجيش الأميركي والقوات العسكرية المتحالفة معه في حربي الخليج الأولى والثانية، وأثناء حصار الفلوجة عام2004م، وقد اُستخدم ما لا يقل عن 440 ألف كغم من اليورانيوم، وقد خلف أكثر من 2200 طناً مترياً من اليورانيوم، حيث تحول جزء منه إلى شظايا متروكة في أماكن لا يعرف عددها، وجزء آخر تحول لغبار اختلط بالتربة أو تطاير في الجو، وهذا بما يعادل تأثير 250 قنبلة ذرية.
"عند استخدام قذيفة محشوّة باليورانيوم المنضب على دبابة أخرى، فإنها تمر فيها كما يمر السكين الحاد في قطعة من الزبدة، ويحولها إلى كتلة من اللهب، مخلّفاً كمية كبيرة من أكسيد اليورانيوم الذي يسبب السرطان والتشوهات."
دروع لـلـدبــــابــــات الـثــقــيــلــة
يُستخدم اليورانيوم المنضب أيضًا لتعزيز حماية الدروع لدبابات سلسلة M1، فقد كشف الجيش الأمريكي علنًا عن استخدام درع اليورانيوم المنضب في مارس 1987، واعتبارًا من عام 1993، حصل الجيش الأمريكي على حوالي 1500 دبابة أبرامز M1A1 مزودة بدروع اليورانيوم المنضب مع خطط لـ 3000 إضافية. وعندما يتم استخدام اليورانيوم المنضب في الدروع يتم إدخاله في "غلاف sleeve" داخل الدروع الفولاذية العادية للدبابات، ومن ثم يتم إغلاقها باللحام، كما تتميز أبراج دبابات أبرامز بوجود حرف "U" (يورانيوم) بالقرب من قاذفة القنابل الجانبية اليمنى كجزء من الرقم التسلسلي للبرج.
استخدمت طائرات A-10 Warthog قذائف 30 ملم من اليورانيوم المنضب
اسـتـخـــدام ذخـيـرة الـيــورانـيــوم الـمـنــضـــب فـي يـوغـوســــلافـيـا
تم إطلاق قذائف عيار 30 ملم من طائرات A-10 Warthog خلال الحرب في البوسنة والهرسك في عام 1995، وأيضا خلال "عملية عاصفة البلقان" في يوغوسلافيا في عام 1999. وبحسب ما ورد، فقد أُصيبت حوالي 400 طائرة تابعة لحلف شمال الأطلنطي، وفي العموم، أُسقطت أكثر من 100 طائرة من قبل الدفاع الجوي اليوغوسلافي، وتم تحديد 9 طائرات على أنها طائرات A-10 Warthog. لقد تم العثور على قذائف 30 ملم من اليورانيوم المنضب في بقايا طائرة A-10 Warthog، وتشير التقارير الواردة من يوغسلافيا إلى أن المنطقة المسماة Djavolnje Stene بالقرب من بلدة فرانيي Vranje قد تعرضت لضربات مكثفة ومتكررة خلال تدخل الناتو بأكمله عام 1999. ونظرًا لعدم وجود أهداف مدنية أو عسكرية في هذه المنطقة، يبدو أن القوات الجوية الأمريكية انتهزت الفرصة واستخدمت هذه المحمية البرية كمحمية لتجربة ذخائر اليورانيوم المنضب. في تلك الحرب، تم إطلاق أكثر من 1500 صاروخ توماهوك ضد يوغوسلافيا -ربما يحتوي بعضها على 3 كجم من اليورانيوم المنضب في رؤسها- ويصل حجم اليورانيوم المنضب في مجموع تلك الصواريخ إلى 4500 كيلوجرام.
"يمكن أن تخترق قذائف اليورايوم المنضب عيار 30 ملم المنطلقة من مدفع GAU-8A المثبت على طائرات A-10 Warthog، دروعا فولاذية يصل سمكها إلى 9 سم."
اسـتــخـــدام ذخــيــرة الـيــوارنـيـــوم الـمــنـــضــــب فـي الـعـــراق 1991 - 2003
استخدم الجيش الأمريكي ذخائر اليورانيوم المنضب في ساحة المعركة لأول مرة خلال حرب الخليج في عام 1991، فقد قامت طائرات الهجوم الجوي A-10 Warthog التابعة للقوات الجوية الأمريكية، ودبابات أبرامز M1A1 التابعة للجيش الأمريكي، ودبابات تشالنجر التابعة للجيش البريطاني بإطلاق قذائف اليوارنيوم المنضب، وكانت النائج مدمرة، حيث اخترقت تلك القذائف دروع دبابات T-72 العراقية على بعد 3 كم، وكانت دبابات تشالنجر البريطانية قادرة على تدمير الدبابات العراقية من مسافة 5 كم، وذلك بسبب أن دبابات أبرامز كانت تحوي سبطانة ملساء، عكس دبابات تشالنجر البريطانية، التي كان لديها سبطانة محلزنة Rifling تعطي القذيفة استقرارًا إضافيًا من مدى أبعد.
من أصل 3700 دبابة عراقية مدمرة، فقد تدمرت أكثر من 1400 دبابة بقذائف اليوارنيوم المنضب، واعتمد الجيش على اليوارنيوم المنضب كأسلحة مفضلة في الحرب، واستخدمها لتدمير كل شيء، من الدبابات إلى المركبات المدرعة، إلى المخابئ. ومن بين الدبابات الأمريكية البالغ عددها 2058 التي اُستخدمت في العمليات القتالية خلال عملية عاصفة الصحراء، كان هناك 654 دبابة ثقيلة مزودة بدروع من اليورانيوم، وأثناء القتال أصابت القذائف العراقية التقليدية الدبابات الأمريكية من مسافة قريبة تصل إلى 400 متر لكنها لم تخترق الفولاذ الذي يغطي درع اليورانيوم المنضب. وخلال حرب الخليج أشارت بعض التقديرات إلى أنه تم استخدام اليورانيوم المنضب في 940 ألف طلقة من الطائرات، و 14 ألف قذيفة، ومن إجمالي قذائف الدبابات، تم إطلاق 7000 قذيفة أثناء التدريب على الكثبان الرملية قبل الحرب في المملكة العربية السعودية، وتم إطلاق 4000 أثناء القتال، وفقدان 3000 قذيفة بسبب الحرائق أو الحوادث العرضية.
حــوادث بـنـــيـــــران صـــديــــقــة
تم تأكيد حوادث النيران الصديقة من خلال المسح الإشعاعي للدبابات المدمرة والمركبات الأخرى، وفي نهاية عملية عاصفة الصحراء، تم جمع المركبات المتضررة والمدمرة من مدينة الملك خالد العسكرية في المملكة العربية السعودية، وبعد 3 أسابيع على الأقل من وصول المركبات الأولى إلى القاعدة، قام فريق إشعاعي تابع للجيش الأمريكي بالكشف عن الإشعاعات في القاعدة باستخدام عدادات جيجر Geiger counters، ووجدوا أن 29 مركبة من أصل 200 مركبة كانت مشعة (6 دبابات أبرامز M1A1 و 15 مدرعة برادلي M2/M3 قد دُمرت بنيران صديقة، و 6 دبابات أبرامز تدمرت أثناء القتال، كما تم تدمير دبابتين إضافيتين نوع أبرامز عن عمد لتجنب اغتنامها). وقد طُلب من أفراد الجيش بارتداء معدات واقية مضادة للكيماويات قبل دخولهم القاعدة، وعدم السماح لأي شخص بالتقاط صور للمدرعات المدمرة، لكنهم تجاهلوا هذه التعليمات واستمروا في العمل بدون أقنعة، وتعرض بعض الأفراد من مشاكل خطيرة في الكلى بعد عام تقريبًا من ذلك التاريخ، ثم تم دفن 6 مركبات قتالية نوع برادلي في المملكة العربية السعودية؛ وذلك بسبب تلوثها الإشعاعي الكبير، وتم شحن 16 مركبة أخرى ملوثة إلى منشأة إزالة التلوث في مدينة سنلينج Snelling بأمريكا، وعلى الرغم من جهود التطهير المكثفة، فقد تم دفن لاحقا 6 مركبات في مكب نفايات مشعة منخفض المستوى في بارنويل - كارولاينا الجنوبية.
"كانت قذائف اليورانيوم المنضب قادرة على اختراق دروع اليورانيوم المنضب، حيث اتضح ذلك من العديد من حوادث النيران الصديقة التي شملت دبابات أبرامز M1A1."
حادثة حـريـق فـي مـخـزن لـذخـائـر الـيـورانـيـوم الـمـنــــضــب فـي الـكـــويــت
في يوليو 1991، اشتعلت النيران في منطقة تخزين الذخيرة بقاعدة الجيش الأمريكي في معسكر الدوحة بالكويت، حيث كان يتمركز 3600 جندي هناك، وخلال 6 ساعات من الانفجارات الشديدة، دُمرت أكثر من 6400 كجم من قذائف اليورانيوم، و 102 مركبة مدرعة، بما في ذلك 4 دبابات M1A1 ما بين تالفة ومدمرة كليا.
عندما تؤثر القذائف الخارقة من اليورانيوم المنضب على الدروع فإن 18-70% من قضيب الاختراق سوف يحترق ويتأكسد في الغبار، وعادة ما يكون لونه أسود باهت، على الرغم من أنه قد يظهر أيضًا باللون الذهبي المسود أو الأخضر المسود، ويحتوي الهباء الجوي لأكسيد اليورانيوم المنضب المتشكل أثناء الارتطام على 50-96% من الجسيمات ذات الحجم القابل للتنفس (بقطر أقل من 10 ميكرومتر)، و 17-48% من هذه الجسيمات قابلة للذوبان في الماء.
إن الجسيمات المتولدة من تأثير الارتطام تصبح قابلة للتنفس تقريبًا، ويبقى الهباء الجوي محمولا في الجو لساعات، وقد تنتقل وتعلق تلك الجسيمات إلى رئة جسم الإنسان بنسبة 25% عندما يتم استنشاقها، أو قد تنتقل إلى الجهاز الهضمي في حال ابتلاع مواد ملوثة، ويتم إخراج حوالي 70% من اليورانيوم القابل للذوبان في البول في غضون 24 ساعة، و 30% تترسب بشكل رئيسي في الكلى والعظام، وتعتبر الكلية هي العضو الأكثر حساسية لسمية اليورانيوم المنضب.
مـآســي الــيـــورانـيــوم الـمـنـضـب فـي الـعـــراق
ذكرت مجلة الغارديان البريطانية أن العراق تعرض لتلوث إشعاعات خطيرة تزيد عدة مرات على التي نتجت من النوع الذي استخدم ضد هيروشيما ونجازاكي في اليابان، حيث اُستخدمت الأسلحة والذخائر والمتفجرات بمختلف أنواعها وسببت كوارث إنسانية وصحية وبيئية، وقد تم مسح أكثر من 80% من العراق في المناطق التي شهدت أعمالاً حربية، فكلما يتم تفجير دبابة يتم سحبها وفحص الموقع يجد العلماء آثاراً واضحة للإشعاع.
وقالت وزيرة البيئة “ناريمان عثمان”: أن الأراضي الزراعية واقعة تحت تأثير المواد الملوثة ذات درجة عالية من السموم خاصة في البصرة جنوبي العراق، وتعاني مناطق مثل: النجف والفلوجة والبصرة من مستويات عالية من لتلوث الإشعاعي، وأكثر من أربعين منطقة أخرى مما أدى إلى ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان والتسبب بالإعاقات الخلقية لدى حديثي الولادة. وقد حدد مركز الوقاية من الإشعاع أنه يوجد 300 -360 موقعاً ملوثاً باليورانيوم في عام 2006م. وقد ساهم في انتشار التلوث الإشعاعي استخدام الأطفال لمخلفات الحروب واللعب بها، وأيضاً تجارة السكارب/ الخردة من تفكيك الدبابات والمدرعات وبيعها؛ لصهرها وإعادة استخدامها ونقلها لأماكن أخرى.
ولذلك أطفال العراق هم الضحية الأولى لليورانيوم بإصابتهم بالسرطان؛ فهو يمثل 8% من حالات السرطان في العراق، وأكدت الدراسات أن أعلى معدل لوفيات الأطفال هو العراق، وقد ارتفعت نسبة الإصابة به أضعاف ما كانت عليه قبل عام 1989م وتضاعفت نسبته في البصرة ثلاث مرات خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة، وانتشرت أمراض سرطانية معاكسة للأعمار المعروفة طبياً، مثل سرطان الثدي لفتيات أعمارهن 10 و12 سنة. وأكثر السرطانات شيوعاً هو سرطان الدم ثم سرطان الجهاز الليمفاوي وأورام الجهاز العصبي، وقد لاحظ الدكتور “جواد العلي” إصابة المريض الواحد بأكثر من حالة سرطانية في وقت واحد وهناك حالات أخرى بالإضافة للسرطان، مثل:
– حالات الإجهاض المتكرر
– ظهور التشوهات غير المعروفة من قبل
– حالات العقم عند الرجال والنساء، حيث انخفضت نسبة الخصوبة الكلية للنساء
– ازدياد تشوهات وأمراض القلب الولادية بـ13 مرة مقارنة بالنسب الأوروبية
– كما ظهرت تشوهات الهيكل العظمي وحالات ولادية أخرى
لقد سعت وزارة الدفاع الأمريكي لتزييف وطمس الأدلة على استخدامها اليورانيوم في حرب العراق وفي قصف الفلوجة. وقد كلف الجيش الأمريكي “دوج روكي” بمهام تنظيف المخلفات الحربية من اليورانيوم المنضب، ولكنه قد أُبعِد واعتدوا عليه؛ لأنه أدلى بشهادته على استخدام أمريكا لليورانيوم وخطورة ما رآه. فقد ارتفع أعداد الجنود الأمريكيين والمشاركين في الحرب على العراق بأعراض الإشعاعات، حيث قال علماء فيزيائيين وأطباء أن غبار اليورانيوم الذي استنشقه الجنود هو السبب في ذلك، وذلك فيما يُسمى بأعراض “مرض الخليج”، الذي يشكو منه أكثر من 130 ألف جندي، حيث اشتكى هؤلاء من مشاكل صحية تتراوح بين مشاكل في الجهاز التنفسي إلى مشاكل صحية في الكبد والكلية وفقدان الذاكرة والصداع والتعب المستمر والحمى وانخفاض ضغط الدم. وأجرى “كرس بزبي” دراسة على عائلات من الفلوجة، أثبتت هذه الدراسة إصابتهم بالسرطان واللوكيميا، والتشوهات الخلقية بسبب اليورانيوم المنضب الذي استخدمه الجيش الأمريكي، وأيضاُ عُثر على اليورانيوم في شعر سيدة عراقية بالفلوجة. وقد قالت المديرة العامة لمنظمة المجتمع العلمي أن علماء البيئة استطاعوا قياس مستويات عالية من اليورانيوم في التربة في عدة مناطق عراقية، وربطوا تلك القياسات بأعداد المصابين بالسرطان، وذكر الكاتب الكندي “هاري شارما”: أنه سيموت بالسرطان في العراق نحو 5-12% من الذين تعرضوا لليورانيوم، وأكد أن 100 ألف في البصرة أصيبوا بالسرطان من عام1991 إلى 1998م، 75% منهم أطفال. وسجل حالات من التشوهات الجنينية أكثر مما كان معتاداً.
انـتـــشـــار أســلــحــة الـيـورانـيــوم الـمـنــضــب
لم تعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لديها ذخائر اليورانيوم المنضب، فلقد تم الحصول على هذا النوع من الأسلحة من قبل 17 دولة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وروسيا واليونان وتركيا وإسرائيل ووالسعودية والبحرين ومصر والكويت وباكستان وتايلاند وكوريا الجنوبية وتايوان، ودول أخرى لم يكشف البنتاغون عنها لأسباب الأمن القومي. وتكشف تراخيص تصدير اللجنة التنظيمية النووية (NRC) أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيسي لليوارنيوم المنضب للأنظمة العسكرية.
tipyan
aljazeera
ratical.org
1441/8/12 - 2020/4/5
اليورانيوم المنضب (Depleted uranium (DU هو أحد أسلحة الدمار الشامل، بالرغم أنه لم يحظ بشهرة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية المعروفة، له قدرة تدميرية هائلة على البيئة بكل ما فيها من إنسان ونبات وحيوان، وقد استخدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكانت له نتائج كارثية. في الواقع، عادة يتم تبرير استخدام اليورانيوم المنضب من قبل مستخدميه بأنه يقتصر على استهداف الدروع الثقيلة، ويعتبر ضرورة عسكرية لتحييد الدروع الحديثة.
خـصـــــائــصـــه
اليورانيوم المنضب هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ويعبأ به نوع من القذائف التي تطلق من المدافع أو القنابل التي تلقى من الطائرات المقاتلة، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة، سواء الخرسانية أو المدرعة. وتعتبر كثافته العالية وتكلفته المنخفضة، مادة مفضلة لأوزان الطائرات المضادة، وهو فعال للغاية لاستخدامه في الدروع العسكرية والذخائر المضادة للدروع.
في أوائل السبعينيات بدأ الجيش الأمريكي بالبحث باستخدام معدن اليورانيوم المنضب لاختراق دروع الدبابات باستخدام الطاقة الحركية، وتم النظر في المواد عالية الكثافة مثل التنغستن tungsten (بكثافة 19.3 جم/سم³) واليورانيوم المنضب (بكثافة 19.05 جم/سم³) وتم في نهاية المطاف اختيار اليورانيوم المنضب؛ بسبب توافره وسرعة حرارته. في حين يجب استيراد 50% من معدن التنغستن بشكل رئيسي من الصين، بينما يتم توفير اليورانيوم المنضب مجانًا لمصنعي الأسلحة في أمريكا. كما أن التنغستن لديه درجة انصهار أعلى بكثير (3410 درجة مئوية) من اليورانيوم (1132 درجة مئوية)، ويفتقر إلى الانحراف الحراري، وبالتالي تصبح مقذوفات التنغستن غير فعالة عند الارتطام، وأقل فعالية في اختراق الدروع.
يتم تقوية اليورانيوم المنضب عن طريق تقليل محتوى الكربون والسبائك بنسبة 0.75% بالوزن (3.7% بواسطة قياس العناصر المتكافئة) من التيتانيوم. وعندما يتم إطلاق قذيفة اليورانيوم من الدبابة فإن غطاء الألومنيوم الخاص بالقذيفة المنطلقة يسقط في أول 100 متر من الإطلاق، ثم تتحرك القذيفة المجردة بسرعة 1.5 كم/ثانية، وعندما تصيب القذيفة هدفها يحدث الاشتعال والانصهار الجزئي بسبب درجة الحرارة المرتفعة -خاصة مع الفولاذ- وذلك نتيجة ارتطام اليورانيوم، وغالبًا ما تتميز آثار اليورانيوم المنضب بفتحة دخول صغيرة مستديرة، وإذا كان ذلك المقذوف يمر عبر هدفه، فإن فتحة الخروج تكون مستديرة أيضًا وأكبر قليلاً من فتحة الدخول.
تأثير استخدام قذيفة تنغستن وأخرى من اليورانيوم على الدروع
تدعي البحرية الأمريكية أنها استبدلت طلقة MK149-2 Phalanx الخارقة من اليورانيوم المنضب بطلقة MK149-4 Phalanx الخارقة من التنغستن (مع بقاء اليورانيوم المنضب في المخزون)، ويتم تطوير أنواع جديدة من ذخائر اليورانيوم المنضب من أجل أنظمة لأسلحة أخرى، مثل قذائف M919 لمركبات القتال برادلي. ويتم وضع اليورانيوم المنضب أيضًا في رأس صاروخ الكروز (BGM-109 Tomahawk (TLAM أثناء الرحلات التجريبية لتوفير الوزن والاستقرار، حيث كانت الرؤوس الحربية القديمة مغطاة بالفولاذ، ويبلغ مدى صاروخ توماهوك نحو 1260 كم وقادر على حمل رأس حربي تقليدي يبلغ (454 كجم)، ومن أجل زيادة مدى صواريخ توماهوك من 1260 كم إلى 1850 كم، فقد تم تزويد أحدث نسخة منه برأس حربي نوع WDU-36 من اليورانيوم المنضب، ومغلف بالتيتانيوم، وذلك في عام 1993.
مستودع لتخزين ذخائر اليورانيوم المنضب - الجيش الفرنسي 2001
الاســـــــــتـــخـــــدام
اليورانيوم المنضب اُستخدم في حرب الخليج 1991م، والبلقان 1994 و1995م، وأفغانستان عقب أحداث 11سبتمبر 2001م، واستخدم من قبل الجيش الأميركي والقوات العسكرية المتحالفة معه في حربي الخليج الأولى والثانية، وأثناء حصار الفلوجة عام2004م، وقد اُستخدم ما لا يقل عن 440 ألف كغم من اليورانيوم، وقد خلف أكثر من 2200 طناً مترياً من اليورانيوم، حيث تحول جزء منه إلى شظايا متروكة في أماكن لا يعرف عددها، وجزء آخر تحول لغبار اختلط بالتربة أو تطاير في الجو، وهذا بما يعادل تأثير 250 قنبلة ذرية.
"عند استخدام قذيفة محشوّة باليورانيوم المنضب على دبابة أخرى، فإنها تمر فيها كما يمر السكين الحاد في قطعة من الزبدة، ويحولها إلى كتلة من اللهب، مخلّفاً كمية كبيرة من أكسيد اليورانيوم الذي يسبب السرطان والتشوهات."
دروع لـلـدبــــابــــات الـثــقــيــلــة
يُستخدم اليورانيوم المنضب أيضًا لتعزيز حماية الدروع لدبابات سلسلة M1، فقد كشف الجيش الأمريكي علنًا عن استخدام درع اليورانيوم المنضب في مارس 1987، واعتبارًا من عام 1993، حصل الجيش الأمريكي على حوالي 1500 دبابة أبرامز M1A1 مزودة بدروع اليورانيوم المنضب مع خطط لـ 3000 إضافية. وعندما يتم استخدام اليورانيوم المنضب في الدروع يتم إدخاله في "غلاف sleeve" داخل الدروع الفولاذية العادية للدبابات، ومن ثم يتم إغلاقها باللحام، كما تتميز أبراج دبابات أبرامز بوجود حرف "U" (يورانيوم) بالقرب من قاذفة القنابل الجانبية اليمنى كجزء من الرقم التسلسلي للبرج.
استخدمت طائرات A-10 Warthog قذائف 30 ملم من اليورانيوم المنضب
اسـتـخـــدام ذخـيـرة الـيــورانـيــوم الـمـنــضـــب فـي يـوغـوســــلافـيـا
تم إطلاق قذائف عيار 30 ملم من طائرات A-10 Warthog خلال الحرب في البوسنة والهرسك في عام 1995، وأيضا خلال "عملية عاصفة البلقان" في يوغوسلافيا في عام 1999. وبحسب ما ورد، فقد أُصيبت حوالي 400 طائرة تابعة لحلف شمال الأطلنطي، وفي العموم، أُسقطت أكثر من 100 طائرة من قبل الدفاع الجوي اليوغوسلافي، وتم تحديد 9 طائرات على أنها طائرات A-10 Warthog. لقد تم العثور على قذائف 30 ملم من اليورانيوم المنضب في بقايا طائرة A-10 Warthog، وتشير التقارير الواردة من يوغسلافيا إلى أن المنطقة المسماة Djavolnje Stene بالقرب من بلدة فرانيي Vranje قد تعرضت لضربات مكثفة ومتكررة خلال تدخل الناتو بأكمله عام 1999. ونظرًا لعدم وجود أهداف مدنية أو عسكرية في هذه المنطقة، يبدو أن القوات الجوية الأمريكية انتهزت الفرصة واستخدمت هذه المحمية البرية كمحمية لتجربة ذخائر اليورانيوم المنضب. في تلك الحرب، تم إطلاق أكثر من 1500 صاروخ توماهوك ضد يوغوسلافيا -ربما يحتوي بعضها على 3 كجم من اليورانيوم المنضب في رؤسها- ويصل حجم اليورانيوم المنضب في مجموع تلك الصواريخ إلى 4500 كيلوجرام.
"يمكن أن تخترق قذائف اليورايوم المنضب عيار 30 ملم المنطلقة من مدفع GAU-8A المثبت على طائرات A-10 Warthog، دروعا فولاذية يصل سمكها إلى 9 سم."
اسـتــخـــدام ذخــيــرة الـيــوارنـيـــوم الـمــنـــضــــب فـي الـعـــراق 1991 - 2003
استخدم الجيش الأمريكي ذخائر اليورانيوم المنضب في ساحة المعركة لأول مرة خلال حرب الخليج في عام 1991، فقد قامت طائرات الهجوم الجوي A-10 Warthog التابعة للقوات الجوية الأمريكية، ودبابات أبرامز M1A1 التابعة للجيش الأمريكي، ودبابات تشالنجر التابعة للجيش البريطاني بإطلاق قذائف اليوارنيوم المنضب، وكانت النائج مدمرة، حيث اخترقت تلك القذائف دروع دبابات T-72 العراقية على بعد 3 كم، وكانت دبابات تشالنجر البريطانية قادرة على تدمير الدبابات العراقية من مسافة 5 كم، وذلك بسبب أن دبابات أبرامز كانت تحوي سبطانة ملساء، عكس دبابات تشالنجر البريطانية، التي كان لديها سبطانة محلزنة Rifling تعطي القذيفة استقرارًا إضافيًا من مدى أبعد.
من أصل 3700 دبابة عراقية مدمرة، فقد تدمرت أكثر من 1400 دبابة بقذائف اليوارنيوم المنضب، واعتمد الجيش على اليوارنيوم المنضب كأسلحة مفضلة في الحرب، واستخدمها لتدمير كل شيء، من الدبابات إلى المركبات المدرعة، إلى المخابئ. ومن بين الدبابات الأمريكية البالغ عددها 2058 التي اُستخدمت في العمليات القتالية خلال عملية عاصفة الصحراء، كان هناك 654 دبابة ثقيلة مزودة بدروع من اليورانيوم، وأثناء القتال أصابت القذائف العراقية التقليدية الدبابات الأمريكية من مسافة قريبة تصل إلى 400 متر لكنها لم تخترق الفولاذ الذي يغطي درع اليورانيوم المنضب. وخلال حرب الخليج أشارت بعض التقديرات إلى أنه تم استخدام اليورانيوم المنضب في 940 ألف طلقة من الطائرات، و 14 ألف قذيفة، ومن إجمالي قذائف الدبابات، تم إطلاق 7000 قذيفة أثناء التدريب على الكثبان الرملية قبل الحرب في المملكة العربية السعودية، وتم إطلاق 4000 أثناء القتال، وفقدان 3000 قذيفة بسبب الحرائق أو الحوادث العرضية.
حــوادث بـنـــيـــــران صـــديــــقــة
تم تأكيد حوادث النيران الصديقة من خلال المسح الإشعاعي للدبابات المدمرة والمركبات الأخرى، وفي نهاية عملية عاصفة الصحراء، تم جمع المركبات المتضررة والمدمرة من مدينة الملك خالد العسكرية في المملكة العربية السعودية، وبعد 3 أسابيع على الأقل من وصول المركبات الأولى إلى القاعدة، قام فريق إشعاعي تابع للجيش الأمريكي بالكشف عن الإشعاعات في القاعدة باستخدام عدادات جيجر Geiger counters، ووجدوا أن 29 مركبة من أصل 200 مركبة كانت مشعة (6 دبابات أبرامز M1A1 و 15 مدرعة برادلي M2/M3 قد دُمرت بنيران صديقة، و 6 دبابات أبرامز تدمرت أثناء القتال، كما تم تدمير دبابتين إضافيتين نوع أبرامز عن عمد لتجنب اغتنامها). وقد طُلب من أفراد الجيش بارتداء معدات واقية مضادة للكيماويات قبل دخولهم القاعدة، وعدم السماح لأي شخص بالتقاط صور للمدرعات المدمرة، لكنهم تجاهلوا هذه التعليمات واستمروا في العمل بدون أقنعة، وتعرض بعض الأفراد من مشاكل خطيرة في الكلى بعد عام تقريبًا من ذلك التاريخ، ثم تم دفن 6 مركبات قتالية نوع برادلي في المملكة العربية السعودية؛ وذلك بسبب تلوثها الإشعاعي الكبير، وتم شحن 16 مركبة أخرى ملوثة إلى منشأة إزالة التلوث في مدينة سنلينج Snelling بأمريكا، وعلى الرغم من جهود التطهير المكثفة، فقد تم دفن لاحقا 6 مركبات في مكب نفايات مشعة منخفض المستوى في بارنويل - كارولاينا الجنوبية.
"كانت قذائف اليورانيوم المنضب قادرة على اختراق دروع اليورانيوم المنضب، حيث اتضح ذلك من العديد من حوادث النيران الصديقة التي شملت دبابات أبرامز M1A1."
حادثة حـريـق فـي مـخـزن لـذخـائـر الـيـورانـيـوم الـمـنــــضــب فـي الـكـــويــت
في يوليو 1991، اشتعلت النيران في منطقة تخزين الذخيرة بقاعدة الجيش الأمريكي في معسكر الدوحة بالكويت، حيث كان يتمركز 3600 جندي هناك، وخلال 6 ساعات من الانفجارات الشديدة، دُمرت أكثر من 6400 كجم من قذائف اليورانيوم، و 102 مركبة مدرعة، بما في ذلك 4 دبابات M1A1 ما بين تالفة ومدمرة كليا.
عندما تؤثر القذائف الخارقة من اليورانيوم المنضب على الدروع فإن 18-70% من قضيب الاختراق سوف يحترق ويتأكسد في الغبار، وعادة ما يكون لونه أسود باهت، على الرغم من أنه قد يظهر أيضًا باللون الذهبي المسود أو الأخضر المسود، ويحتوي الهباء الجوي لأكسيد اليورانيوم المنضب المتشكل أثناء الارتطام على 50-96% من الجسيمات ذات الحجم القابل للتنفس (بقطر أقل من 10 ميكرومتر)، و 17-48% من هذه الجسيمات قابلة للذوبان في الماء.
إن الجسيمات المتولدة من تأثير الارتطام تصبح قابلة للتنفس تقريبًا، ويبقى الهباء الجوي محمولا في الجو لساعات، وقد تنتقل وتعلق تلك الجسيمات إلى رئة جسم الإنسان بنسبة 25% عندما يتم استنشاقها، أو قد تنتقل إلى الجهاز الهضمي في حال ابتلاع مواد ملوثة، ويتم إخراج حوالي 70% من اليورانيوم القابل للذوبان في البول في غضون 24 ساعة، و 30% تترسب بشكل رئيسي في الكلى والعظام، وتعتبر الكلية هي العضو الأكثر حساسية لسمية اليورانيوم المنضب.
مـآســي الــيـــورانـيــوم الـمـنـضـب فـي الـعـــراق
ذكرت مجلة الغارديان البريطانية أن العراق تعرض لتلوث إشعاعات خطيرة تزيد عدة مرات على التي نتجت من النوع الذي استخدم ضد هيروشيما ونجازاكي في اليابان، حيث اُستخدمت الأسلحة والذخائر والمتفجرات بمختلف أنواعها وسببت كوارث إنسانية وصحية وبيئية، وقد تم مسح أكثر من 80% من العراق في المناطق التي شهدت أعمالاً حربية، فكلما يتم تفجير دبابة يتم سحبها وفحص الموقع يجد العلماء آثاراً واضحة للإشعاع.
وقالت وزيرة البيئة “ناريمان عثمان”: أن الأراضي الزراعية واقعة تحت تأثير المواد الملوثة ذات درجة عالية من السموم خاصة في البصرة جنوبي العراق، وتعاني مناطق مثل: النجف والفلوجة والبصرة من مستويات عالية من لتلوث الإشعاعي، وأكثر من أربعين منطقة أخرى مما أدى إلى ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان والتسبب بالإعاقات الخلقية لدى حديثي الولادة. وقد حدد مركز الوقاية من الإشعاع أنه يوجد 300 -360 موقعاً ملوثاً باليورانيوم في عام 2006م. وقد ساهم في انتشار التلوث الإشعاعي استخدام الأطفال لمخلفات الحروب واللعب بها، وأيضاً تجارة السكارب/ الخردة من تفكيك الدبابات والمدرعات وبيعها؛ لصهرها وإعادة استخدامها ونقلها لأماكن أخرى.
ولذلك أطفال العراق هم الضحية الأولى لليورانيوم بإصابتهم بالسرطان؛ فهو يمثل 8% من حالات السرطان في العراق، وأكدت الدراسات أن أعلى معدل لوفيات الأطفال هو العراق، وقد ارتفعت نسبة الإصابة به أضعاف ما كانت عليه قبل عام 1989م وتضاعفت نسبته في البصرة ثلاث مرات خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة، وانتشرت أمراض سرطانية معاكسة للأعمار المعروفة طبياً، مثل سرطان الثدي لفتيات أعمارهن 10 و12 سنة. وأكثر السرطانات شيوعاً هو سرطان الدم ثم سرطان الجهاز الليمفاوي وأورام الجهاز العصبي، وقد لاحظ الدكتور “جواد العلي” إصابة المريض الواحد بأكثر من حالة سرطانية في وقت واحد وهناك حالات أخرى بالإضافة للسرطان، مثل:
– حالات الإجهاض المتكرر
– ظهور التشوهات غير المعروفة من قبل
– حالات العقم عند الرجال والنساء، حيث انخفضت نسبة الخصوبة الكلية للنساء
– ازدياد تشوهات وأمراض القلب الولادية بـ13 مرة مقارنة بالنسب الأوروبية
– كما ظهرت تشوهات الهيكل العظمي وحالات ولادية أخرى
لقد سعت وزارة الدفاع الأمريكي لتزييف وطمس الأدلة على استخدامها اليورانيوم في حرب العراق وفي قصف الفلوجة. وقد كلف الجيش الأمريكي “دوج روكي” بمهام تنظيف المخلفات الحربية من اليورانيوم المنضب، ولكنه قد أُبعِد واعتدوا عليه؛ لأنه أدلى بشهادته على استخدام أمريكا لليورانيوم وخطورة ما رآه. فقد ارتفع أعداد الجنود الأمريكيين والمشاركين في الحرب على العراق بأعراض الإشعاعات، حيث قال علماء فيزيائيين وأطباء أن غبار اليورانيوم الذي استنشقه الجنود هو السبب في ذلك، وذلك فيما يُسمى بأعراض “مرض الخليج”، الذي يشكو منه أكثر من 130 ألف جندي، حيث اشتكى هؤلاء من مشاكل صحية تتراوح بين مشاكل في الجهاز التنفسي إلى مشاكل صحية في الكبد والكلية وفقدان الذاكرة والصداع والتعب المستمر والحمى وانخفاض ضغط الدم. وأجرى “كرس بزبي” دراسة على عائلات من الفلوجة، أثبتت هذه الدراسة إصابتهم بالسرطان واللوكيميا، والتشوهات الخلقية بسبب اليورانيوم المنضب الذي استخدمه الجيش الأمريكي، وأيضاُ عُثر على اليورانيوم في شعر سيدة عراقية بالفلوجة. وقد قالت المديرة العامة لمنظمة المجتمع العلمي أن علماء البيئة استطاعوا قياس مستويات عالية من اليورانيوم في التربة في عدة مناطق عراقية، وربطوا تلك القياسات بأعداد المصابين بالسرطان، وذكر الكاتب الكندي “هاري شارما”: أنه سيموت بالسرطان في العراق نحو 5-12% من الذين تعرضوا لليورانيوم، وأكد أن 100 ألف في البصرة أصيبوا بالسرطان من عام1991 إلى 1998م، 75% منهم أطفال. وسجل حالات من التشوهات الجنينية أكثر مما كان معتاداً.
انـتـــشـــار أســلــحــة الـيـورانـيــوم الـمـنــضــب
لم تعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لديها ذخائر اليورانيوم المنضب، فلقد تم الحصول على هذا النوع من الأسلحة من قبل 17 دولة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وروسيا واليونان وتركيا وإسرائيل ووالسعودية والبحرين ومصر والكويت وباكستان وتايلاند وكوريا الجنوبية وتايوان، ودول أخرى لم يكشف البنتاغون عنها لأسباب الأمن القومي. وتكشف تراخيص تصدير اللجنة التنظيمية النووية (NRC) أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيسي لليوارنيوم المنضب للأنظمة العسكرية.
tipyan
aljazeera
ratical.org