عــمــر الـمـخــتــار

رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي
عضو قيادي
إنضم
14/5/19
المشاركات
5,688
التفاعلات
30,121
بسم الله الرحمن الرحيم
1441/8/12 - 2020/4/5

501.jpg


اليورانيوم المنضب (Depleted uranium (DU هو أحد أسلحة الدمار الشامل، بالرغم أنه لم يحظ بشهرة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية المعروفة، له قدرة تدميرية هائلة على البيئة بكل ما فيها من إنسان ونبات وحيوان، وقد استخدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكانت له نتائج كارثية. في الواقع، عادة يتم تبرير استخدام اليورانيوم المنضب من قبل مستخدميه بأنه يقتصر على استهداف الدروع الثقيلة، ويعتبر ضرورة عسكرية لتحييد الدروع الحديثة.

خـصـــــائــصـــه

اليورانيوم المنضب هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ويعبأ به نوع من القذائف التي تطلق من المدافع أو القنابل التي تلقى من الطائرات المقاتلة، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة، سواء الخرسانية أو المدرعة. وتعتبر كثافته العالية وتكلفته المنخفضة، مادة مفضلة لأوزان الطائرات المضادة، وهو فعال للغاية لاستخدامه في الدروع العسكرية والذخائر المضادة للدروع.


uranmunition-operation-desert-shield-m1a1-abrams-main-battle-tank.jpg


في أوائل السبعينيات بدأ الجيش الأمريكي بالبحث باستخدام معدن اليورانيوم المنضب لاختراق دروع الدبابات باستخدام الطاقة الحركية، وتم النظر في المواد عالية الكثافة مثل التنغستن tungsten (بكثافة 19.3 جم/سم³) واليورانيوم المنضب (بكثافة 19.05 جم/سم³) وتم في نهاية المطاف اختيار اليورانيوم المنضب؛ بسبب توافره وسرعة حرارته. في حين يجب استيراد 50% من معدن التنغستن بشكل رئيسي من الصين، بينما يتم توفير اليورانيوم المنضب مجانًا لمصنعي الأسلحة في أمريكا. كما أن التنغستن لديه درجة انصهار أعلى بكثير (3410 درجة مئوية) من اليورانيوم (1132 درجة مئوية)، ويفتقر إلى الانحراف الحراري، وبالتالي تصبح مقذوفات التنغستن غير فعالة عند الارتطام، وأقل فعالية في اختراق الدروع.

يتم تقوية اليورانيوم المنضب عن طريق تقليل محتوى الكربون والسبائك بنسبة 0.75% بالوزن (3.7% بواسطة قياس العناصر المتكافئة) من التيتانيوم. وعندما يتم إطلاق قذيفة اليورانيوم من الدبابة فإن غطاء الألومنيوم الخاص بالقذيفة المنطلقة يسقط في أول 100 متر من الإطلاق، ثم تتحرك القذيفة المجردة بسرعة 1.5 كم/ثانية، وعندما تصيب القذيفة هدفها يحدث الاشتعال والانصهار الجزئي بسبب درجة الحرارة المرتفعة -خاصة مع الفولاذ- وذلك نتيجة ارتطام اليورانيوم، وغالبًا ما تتميز آثار اليورانيوم المنضب بفتحة دخول صغيرة مستديرة، وإذا كان ذلك المقذوف يمر عبر هدفه، فإن فتحة الخروج تكون مستديرة أيضًا وأكبر قليلاً من فتحة الدخول.

_38972561_du_missile4_416inf.gif

تأثير استخدام قذيفة تنغستن وأخرى من اليورانيوم على الدروع


تدعي البحرية الأمريكية أنها استبدلت طلقة MK149-2 Phalanx الخارقة من اليورانيوم المنضب بطلقة MK149-4 Phalanx الخارقة من التنغستن (مع بقاء اليورانيوم المنضب في المخزون)، ويتم تطوير أنواع جديدة من ذخائر اليورانيوم المنضب من أجل أنظمة لأسلحة أخرى، مثل قذائف M919 لمركبات القتال برادلي. ويتم وضع اليورانيوم المنضب أيضًا في رأس صاروخ الكروز (BGM-109 Tomahawk (TLAM أثناء الرحلات التجريبية لتوفير الوزن والاستقرار، حيث كانت الرؤوس الحربية القديمة مغطاة بالفولاذ، ويبلغ مدى صاروخ توماهوك نحو 1260 كم وقادر على حمل رأس حربي تقليدي يبلغ (454 كجم)، ومن أجل زيادة مدى صواريخ توماهوك من 1260 كم إلى 1850 كم، فقد تم تزويد أحدث نسخة منه برأس حربي نوع WDU-36 من اليورانيوم المنضب، ومغلف بالتيتانيوم، وذلك في عام 1993.


gettyimages-115100389-2048x2048.jpg

مستودع لتخزين ذخائر اليورانيوم المنضب - الجيش الفرنسي 2001

الاســـــــــتـــخـــــدام

اليورانيوم المنضب اُستخدم في حرب الخليج 1991م، والبلقان 1994 و1995م، وأفغانستان عقب أحداث 11سبتمبر 2001م، واستخدم من قبل الجيش الأميركي والقوات العسكرية المتحالفة معه في حربي الخليج الأولى والثانية، وأثناء حصار الفلوجة عام2004م، وقد اُستخدم ما لا يقل عن 440 ألف كغم من اليورانيوم، وقد خلف أكثر من 2200 طناً مترياً من اليورانيوم، حيث تحول جزء منه إلى شظايا متروكة في أماكن لا يعرف عددها، وجزء آخر تحول لغبار اختلط بالتربة أو تطاير في الجو، وهذا بما يعادل تأثير 250 قنبلة ذرية.

"عند استخدام قذيفة محشوّة باليورانيوم المنضب على دبابة أخرى، فإنها تمر فيها كما يمر السكين الحاد في قطعة من الزبدة، ويحولها إلى كتلة من اللهب، مخلّفاً كمية كبيرة من أكسيد اليورانيوم الذي يسبب السرطان والتشوهات."


rolling04.jpg


دروع لـلـدبــــابــــات الـثــقــيــلــة

يُستخدم اليورانيوم المنضب أيضًا لتعزيز حماية الدروع لدبابات سلسلة M1، فقد كشف الجيش الأمريكي علنًا عن استخدام درع اليورانيوم المنضب في مارس 1987، واعتبارًا من عام 1993، حصل الجيش الأمريكي على حوالي 1500 دبابة أبرامز M1A1 مزودة بدروع اليورانيوم المنضب مع خطط لـ 3000 إضافية. وعندما يتم استخدام اليورانيوم المنضب في الدروع يتم إدخاله في "غلاف sleeve" داخل الدروع الفولاذية العادية للدبابات، ومن ثم يتم إغلاقها باللحام، كما تتميز أبراج دبابات أبرامز بوجود حرف "U" (يورانيوم) بالقرب من قاذفة القنابل الجانبية اليمنى كجزء من الرقم التسلسلي للبرج.


a-10-990486b.jpg

استخدمت طائرات A-10 Warthog قذائف 30 ملم من اليورانيوم المنضب

اسـتـخـــدام ذخـيـرة الـيــورانـيــوم الـمـنــضـــب فـي يـوغـوســــلافـيـا


تم إطلاق قذائف عيار 30 ملم من طائرات A-10 Warthog خلال الحرب في البوسنة والهرسك في عام 1995، وأيضا خلال "عملية عاصفة البلقان" في يوغوسلافيا في عام 1999. وبحسب ما ورد، فقد أُصيبت حوالي 400 طائرة تابعة لحلف شمال الأطلنطي، وفي العموم، أُسقطت أكثر من 100 طائرة من قبل الدفاع الجوي اليوغوسلافي، وتم تحديد 9 طائرات على أنها طائرات A-10 Warthog. لقد تم العثور على قذائف 30 ملم من اليورانيوم المنضب في بقايا طائرة A-10 Warthog، وتشير التقارير الواردة من يوغسلافيا إلى أن المنطقة المسماة Djavolnje Stene بالقرب من بلدة فرانيي Vranje قد تعرضت لضربات مكثفة ومتكررة خلال تدخل الناتو بأكمله عام 1999. ونظرًا لعدم وجود أهداف مدنية أو عسكرية في هذه المنطقة، يبدو أن القوات الجوية الأمريكية انتهزت الفرصة واستخدمت هذه المحمية البرية كمحمية لتجربة ذخائر اليورانيوم المنضب. في تلك الحرب، تم إطلاق أكثر من 1500 صاروخ توماهوك ضد يوغوسلافيا -ربما يحتوي بعضها على 3 كجم من اليورانيوم المنضب في رؤسها- ويصل حجم اليورانيوم المنضب في مجموع تلك الصواريخ إلى 4500 كيلوجرام.

"يمكن أن تخترق قذائف اليورايوم المنضب عيار 30 ملم المنطلقة من مدفع GAU-8A المثبت على طائرات A-10 Warthog، دروعا فولاذية يصل سمكها إلى 9 سم."

285c88f061f5718721b905d09e519a73.jpg


اسـتــخـــدام ذخــيــرة الـيــوارنـيـــوم الـمــنـــضــــب فـي الـعـــراق 1991 - 2003

استخدم الجيش الأمريكي ذخائر اليورانيوم المنضب في ساحة المعركة لأول مرة خلال حرب الخليج في عام 1991، فقد قامت طائرات الهجوم الجوي A-10 Warthog التابعة للقوات الجوية الأمريكية، ودبابات أبرامز M1A1 التابعة للجيش الأمريكي، ودبابات تشالنجر التابعة للجيش البريطاني بإطلاق قذائف اليوارنيوم المنضب، وكانت النائج مدمرة، حيث اخترقت تلك القذائف دروع دبابات T-72 العراقية على بعد 3 كم، وكانت دبابات تشالنجر البريطانية قادرة على تدمير الدبابات العراقية من مسافة 5 كم، وذلك بسبب أن دبابات أبرامز كانت تحوي سبطانة ملساء، عكس دبابات تشالنجر البريطانية، التي كان لديها سبطانة محلزنة Rifling تعطي القذيفة استقرارًا إضافيًا من مدى أبعد.

من أصل 3700 دبابة عراقية مدمرة، فقد تدمرت أكثر من 1400 دبابة بقذائف اليوارنيوم المنضب، واعتمد الجيش على اليوارنيوم المنضب كأسلحة مفضلة في الحرب، واستخدمها لتدمير كل شيء، من الدبابات إلى المركبات المدرعة، إلى المخابئ. ومن بين الدبابات الأمريكية البالغ عددها 2058 التي اُستخدمت في العمليات القتالية خلال عملية عاصفة الصحراء، كان هناك 654 دبابة ثقيلة مزودة بدروع من اليورانيوم، وأثناء القتال أصابت القذائف العراقية التقليدية الدبابات الأمريكية من مسافة قريبة تصل إلى 400 متر لكنها لم تخترق الفولاذ الذي يغطي درع اليورانيوم المنضب.
وخلال حرب الخليج أشارت بعض التقديرات إلى أنه تم استخدام اليورانيوم المنضب في 940 ألف طلقة من الطائرات، و 14 ألف قذيفة، ومن إجمالي قذائف الدبابات، تم إطلاق 7000 قذيفة أثناء التدريب على الكثبان الرملية قبل الحرب في المملكة العربية السعودية، وتم إطلاق 4000 أثناء القتال، وفقدان 3000 قذيفة بسبب الحرائق أو الحوادث العرضية.

حــوادث بـنـــيـــــران صـــديــــقــة

تم تأكيد حوادث النيران الصديقة من خلال المسح الإشعاعي للدبابات المدمرة والمركبات الأخرى، وفي نهاية عملية عاصفة الصحراء، تم جمع المركبات المتضررة والمدمرة من مدينة الملك خالد العسكرية في المملكة العربية السعودية، وبعد 3 أسابيع على الأقل من وصول المركبات الأولى إلى القاعدة، قام فريق إشعاعي تابع للجيش الأمريكي بالكشف عن الإشعاعات في القاعدة باستخدام عدادات جيجر Geiger counters، ووجدوا أن 29 مركبة من أصل 200 مركبة كانت مشعة (6 دبابات أبرامز M1A1 و 15 مدرعة برادلي M2/M3 قد دُمرت بنيران صديقة، و 6 دبابات أبرامز تدمرت أثناء القتال، كما تم تدمير دبابتين إضافيتين نوع أبرامز عن عمد لتجنب اغتنامها). وقد طُلب من أفراد الجيش بارتداء معدات واقية مضادة للكيماويات قبل دخولهم القاعدة، وعدم السماح لأي شخص بالتقاط صور للمدرعات المدمرة، لكنهم تجاهلوا هذه التعليمات واستمروا في العمل بدون أقنعة، وتعرض بعض الأفراد من مشاكل خطيرة في الكلى بعد عام تقريبًا من ذلك التاريخ، ثم تم دفن 6 مركبات قتالية نوع برادلي في المملكة العربية السعودية؛ وذلك بسبب تلوثها الإشعاعي الكبير، وتم شحن 16 مركبة أخرى ملوثة إلى منشأة إزالة التلوث في مدينة سنلينج Snelling بأمريكا، وعلى الرغم من جهود التطهير المكثفة، فقد تم دفن لاحقا 6 مركبات في مكب نفايات مشعة منخفض المستوى في بارنويل - كارولاينا الجنوبية.


"كانت قذائف اليورانيوم المنضب قادرة على اختراق دروع اليورانيوم المنضب، حيث اتضح ذلك من العديد من حوادث النيران الصديقة التي شملت دبابات أبرامز M1A1."

حادثة حـريـق فـي مـخـزن لـذخـائـر الـيـورانـيـوم الـمـنــــضــب فـي الـكـــويــت

في يوليو 1991، اشتعلت النيران في منطقة تخزين الذخيرة بقاعدة الجيش الأمريكي في معسكر الدوحة بالكويت، حيث كان يتمركز 3600 جندي هناك، وخلال 6 ساعات من الانفجارات الشديدة، دُمرت أكثر من 6400 كجم من قذائف اليورانيوم، و 102 مركبة مدرعة، بما في ذلك 4 دبابات M1A1 ما بين تالفة ومدمرة كليا.



gettyimages-661921-2048x2048.jpg


عندما تؤثر القذائف الخارقة من اليورانيوم المنضب على الدروع فإن 18-70% من قضيب الاختراق سوف يحترق ويتأكسد في الغبار، وعادة ما يكون لونه أسود باهت، على الرغم من أنه قد يظهر أيضًا باللون الذهبي المسود أو الأخضر المسود، ويحتوي الهباء الجوي لأكسيد اليورانيوم المنضب المتشكل أثناء الارتطام على 50-96% من الجسيمات ذات الحجم القابل للتنفس (بقطر أقل من 10 ميكرومتر)، و 17-48% من هذه الجسيمات قابلة للذوبان في الماء.

إن الجسيمات المتولدة من تأثير الارتطام تصبح قابلة للتنفس تقريبًا، ويبقى الهباء الجوي محمولا في الجو لساعات، وقد تنتقل وتعلق تلك الجسيمات إلى رئة جسم الإنسان بنسبة 25% عندما يتم استنشاقها، أو قد تنتقل إلى الجهاز الهضمي في حال ابتلاع مواد ملوثة، ويتم إخراج حوالي 70% من اليورانيوم القابل للذوبان في البول في غضون 24 ساعة، و 30% تترسب بشكل رئيسي في الكلى والعظام، وتعتبر الكلية هي العضو الأكثر حساسية لسمية اليورانيوم المنضب.


gettyimages-1696443-2048x2048.jpg


مـآســي الــيـــورانـيــوم الـمـنـضـب فـي الـعـــراق

ذكرت مجلة الغارديان البريطانية أن العراق تعرض لتلوث إشعاعات خطيرة تزيد عدة مرات على التي نتجت من النوع الذي استخدم ضد هيروشيما ونجازاكي في اليابان، حيث اُستخدمت الأسلحة والذخائر والمتفجرات بمختلف أنواعها وسببت كوارث إنسانية وصحية وبيئية، وقد تم مسح أكثر من 80% من العراق في المناطق التي شهدت أعمالاً حربية، فكلما يتم تفجير دبابة يتم سحبها وفحص الموقع يجد العلماء آثاراً واضحة للإشعاع.

وقالت وزيرة البيئة “ناريمان عثمان”: أن الأراضي الزراعية واقعة تحت تأثير المواد الملوثة ذات درجة عالية من السموم خاصة في البصرة جنوبي العراق، وتعاني مناطق مثل: النجف والفلوجة والبصرة من مستويات عالية من لتلوث الإشعاعي، وأكثر من أربعين منطقة أخرى مما أدى إلى ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان والتسبب بالإعاقات الخلقية لدى حديثي الولادة. وقد حدد مركز الوقاية من الإشعاع أنه يوجد 300 -360 موقعاً ملوثاً باليورانيوم في عام 2006م. وقد ساهم في انتشار التلوث الإشعاعي استخدام الأطفال لمخلفات الحروب واللعب بها، وأيضاً تجارة السكارب/ الخردة من تفكيك الدبابات والمدرعات وبيعها؛ لصهرها وإعادة استخدامها ونقلها لأماكن أخرى.

ولذلك أطفال العراق هم الضحية الأولى لليورانيوم بإصابتهم بالسرطان؛ فهو يمثل 8% من حالات السرطان في العراق، وأكدت الدراسات أن أعلى معدل لوفيات الأطفال هو العراق، وقد ارتفعت نسبة الإصابة به أضعاف ما كانت عليه قبل عام 1989م وتضاعفت نسبته في البصرة ثلاث مرات خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة، وانتشرت أمراض سرطانية معاكسة للأعمار المعروفة طبياً، مثل سرطان الثدي لفتيات أعمارهن 10 و12 سنة. وأكثر السرطانات شيوعاً هو سرطان الدم ثم سرطان الجهاز الليمفاوي وأورام الجهاز العصبي، وقد لاحظ الدكتور “جواد العلي” إصابة المريض الواحد بأكثر من حالة سرطانية في وقت واحد وهناك حالات أخرى بالإضافة للسرطان، مثل:

– حالات الإجهاض المتكرر

– ظهور التشوهات غير المعروفة من قبل

– حالات العقم عند الرجال والنساء، حيث انخفضت نسبة الخصوبة الكلية للنساء

– ازدياد تشوهات وأمراض القلب الولادية بـ13 مرة مقارنة بالنسب الأوروبية


– كما ظهرت تشوهات الهيكل العظمي وحالات ولادية أخرى

gettyimages-661917-2048x2048.jpg


لقد سعت وزارة الدفاع الأمريكي لتزييف وطمس الأدلة على استخدامها اليورانيوم في حرب العراق وفي قصف الفلوجة. وقد كلف الجيش الأمريكي “دوج روكي” بمهام تنظيف المخلفات الحربية من اليورانيوم المنضب، ولكنه قد أُبعِد واعتدوا عليه؛ لأنه أدلى بشهادته على استخدام أمريكا لليورانيوم وخطورة ما رآه. فقد ارتفع أعداد الجنود الأمريكيين والمشاركين في الحرب على العراق بأعراض الإشعاعات، حيث قال علماء فيزيائيين وأطباء أن غبار اليورانيوم الذي استنشقه الجنود هو السبب في ذلك، وذلك فيما يُسمى بأعراض “مرض الخليج”، الذي يشكو منه أكثر من 130 ألف جندي، حيث اشتكى هؤلاء من مشاكل صحية تتراوح بين مشاكل في الجهاز التنفسي إلى مشاكل صحية في الكبد والكلية وفقدان الذاكرة والصداع والتعب المستمر والحمى وانخفاض ضغط الدم. وأجرى “كرس بزبي” دراسة على عائلات من الفلوجة، أثبتت هذه الدراسة إصابتهم بالسرطان واللوكيميا، والتشوهات الخلقية بسبب اليورانيوم المنضب الذي استخدمه الجيش الأمريكي، وأيضاُ عُثر على اليورانيوم في شعر سيدة عراقية بالفلوجة. وقد قالت المديرة العامة لمنظمة المجتمع العلمي أن علماء البيئة استطاعوا قياس مستويات عالية من اليورانيوم في التربة في عدة مناطق عراقية، وربطوا تلك القياسات بأعداد المصابين بالسرطان، وذكر الكاتب الكندي “هاري شارما”: أنه سيموت بالسرطان في العراق نحو 5-12% من الذين تعرضوا لليورانيوم، وأكد أن 100 ألف في البصرة أصيبوا بالسرطان من عام1991 إلى 1998م، 75% منهم أطفال. وسجل حالات من التشوهات الجنينية أكثر مما كان معتاداً.

انـتـــشـــار أســلــحــة الـيـورانـيــوم الـمـنــضــب

لم تعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لديها ذخائر اليورانيوم المنضب، فلقد تم الحصول على هذا النوع من الأسلحة من قبل 17 دولة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وروسيا واليونان وتركيا وإسرائيل ووالسعودية والبحرين ومصر والكويت وباكستان وتايلاند وكوريا الجنوبية وتايوان، ودول أخرى لم يكشف البنتاغون عنها لأسباب الأمن القومي. وتكشف تراخيص تصدير اللجنة التنظيمية النووية (NRC) أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيسي لليوارنيوم المنضب للأنظمة العسكرية.








tipyan
aljazeera
ratical.org

 
بسم الله الرحمن الرحيم
1441/8/12 - 2020/4/5

501.jpg



اليورانيوم المنضب (Depleted uranium (DU هو أحد أسلحة الدمار الشامل، بالرغم أنه لم يحظ بشهرة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية المعروفة، له قدرة تدميرية هائلة على البيئة بكل ما فيها من إنسان ونبات وحيوان، وقد استخدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكانت له نتائج كارثية. في الواقع، عادة يتم تبرير استخدام اليورانيوم المنضب من قبل مستخدميه بأنه يقتصر على استهداف الدروع الثقيلة، ويعتبر ضرورة عسكرية لتحييد الدروع الحديثة.

خـصـــــائــصـــه

اليورانيوم المنضب هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ويعبأ به نوع من القذائف التي تطلق من المدافع أو القنابل التي تلقى من الطائرات المقاتلة، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة، سواء الخرسانية أو المدرعة. وتعتبر كثافته العالية وتكلفته المنخفضة، مادة مفضلة لأوزان الطائرات المضادة، وهو فعال للغاية لاستخدامه في الدروع العسكرية والذخائر المضادة للدروع.



uranmunition-operation-desert-shield-m1a1-abrams-main-battle-tank.jpg



في أوائل السبعينيات بدأ الجيش الأمريكي بالبحث باستخدام معدن اليورانيوم المنضب لاختراق دروع الدبابات باستخدام الطاقة الحركية، وتم النظر في المواد عالية الكثافة مثل التنغستن tungsten (بكثافة 19.3 جم/سم³) واليورانيوم المنضب (بكثافة 19.05 جم/سم³) وتم في نهاية المطاف اختيار اليورانيوم المنضب؛ بسبب توافره وسرعة حرارته. في حين يجب استيراد 50% من معدن التنغستن بشكل رئيسي من الصين، بينما يتم توفير اليورانيوم المنضب مجانًا لمصنعي الأسلحة في أمريكا. كما أن التنغستن لديه درجة انصهار أعلى بكثير (3410 درجة مئوية) من اليورانيوم (1132 درجة مئوية)، ويفتقر إلى الانحراف الحراري، وبالتالي تصبح مقذوفات التنغستن غير فعالة عند الارتطام، وأقل فعالية في اختراق الدروع.

يتم تقوية اليورانيوم المنضب عن طريق تقليل محتوى الكربون والسبائك بنسبة 0.75% بالوزن (3.7% بواسطة قياس العناصر المتكافئة) من التيتانيوم. وعندما يتم إطلاق قذيفة اليورانيوم من الدبابة فإن غطاء الألومنيوم الخاص بالقذيفة المنطلقة يسقط في أول 100 متر من الإطلاق، ثم تتحرك القذيفة المجردة بسرعة 1.5 كم/ثانية، وعندما تصيب القذيفة هدفها يحدث الاشتعال والانصهار الجزئي بسبب درجة الحرارة المرتفعة -خاصة مع الفولاذ- وذلك نتيجة ارتطام اليورانيوم، وغالبًا ما تتميز آثار اليورانيوم المنضب بفتحة دخول صغيرة مستديرة، وإذا كان ذلك المقذوف يمر عبر هدفه، فإن فتحة الخروج تكون مستديرة أيضًا وأكبر قليلاً من فتحة الدخول.

_38972561_du_missile4_416inf.gif


تأثير استخدام قذيفة تنغستن وأخرى من اليورانيوم على الدروع

تدعي البحرية الأمريكية أنها استبدلت طلقة MK149-2 Phalanx الخارقة من اليورانيوم المنضب بطلقة MK149-4 Phalanx الخارقة من التنغستن (مع بقاء اليورانيوم المنضب في المخزون)، ويتم تطوير أنواع جديدة من ذخائر اليورانيوم المنضب من أجل أنظمة لأسلحة أخرى، مثل قذائف M919 لمركبات القتال برادلي. ويتم وضع اليورانيوم المنضب أيضًا في رأس صاروخ الكروز (BGM-109 Tomahawk (TLAM أثناء الرحلات التجريبية لتوفير الوزن والاستقرار، حيث كانت الرؤوس الحربية القديمة مغطاة بالفولاذ، ويبلغ مدى صاروخ التوماهوك نحو 1260 كم وقادر على حمل رأس حربي تقليدي يبلغ (454 كجم)، ومن أجل زيادة مدى صواريخ توماهوك من 1260 كم إلى 1850 كم، فقد تم تزويد أحدث نسخة منه برأس حربي نوع WDU-36 من اليورانيوم المنضب، ومغلف يالتيتانيوم، وذلك في عام 1993.





gettyimages-115100389-2048x2048.jpg


مستودع لتخزين ذخائر اليورانيوم المنضب - الجيش الفرنسي 2001

الاســـــــــتـــخـــــدام

اليورانيوم المنضب اُستخدم في حرب الخليج 1991م، والبلقان 1994 و1995م، وأفغانستان عقب أحداث 11سبتمبر 2001م، واستخدم من قبل الجيش الأميركي والقوات العسكرية المتحالفة معه في حربي الخليج الأولى والثانية، وأثناء حصار الفلوجة عام2004م، وقد اُستخدم ما لا يقل عن 440 ألف كغم من اليورانيوم، وقد خلف أكثر من 2200 طناً مترياً من اليورانيوم، حيث تحول جزء منه إلى شظايا متروكة في أماكن لا يعرف عددها، وجزء آخر تحول لغبار اختلط بالتربة أو تطاير في الجو، وهذا بما يعادل تأثير 250 قنبلة ذرية.

"عند استخدام قذيفة محشوّة باليورانيوم المنضب على دبابة أخرى، فإنها تمر فيها كما يمر السكين الحاد في قطعة من الزبدة، ويحولها إلى كتلة من اللهب، مخلّفاً كمية كبيرة من أكسيد اليورانيوم الذي يسبب السرطان والتشوهات."


rolling04.jpg



دروع لـلـدبــــابــــات الـثــقــيــلــة

يُستخدم اليورانيوم المنضب أيضًا لتعزيز حماية الدروع لدبابات سلسلة M1، فقد كشف الجيش الأمريكي علنًا عن استخدام درع اليورانيوم المنضب في مارس 1987، واعتبارًا من عام 1993، حصل الجيش الأمريكي على حوالي 1500 دبابة أبرامز M1A1 مزودة بدروع اليورانيوم المنضب مع خطط لـ 3000 إضافية. وعندما يتم استخدام اليورانيوم المنضب في الدروع يتم إدخاله في "غلاف sleeve" داخل الدروع الفولاذية العادية للدبابات، ومن ثم يتم إغلاقها باللحام، كما تتميز أبراج دبابات أبرامز بوجود حرف "U" (يورانيوم) بالقرب من قاذفة القنابل الجانبية اليمنى كجزء من الرقم التسلسلي للبرج.


gettyimages-51100731-2048x2048.jpg


استخدمت طائرات A-10 Warthog قذائف 30 ملم من اليورانيوم المنضب

اسـتـخـــدام ذخـيـرة الـيــورانـيــوم الـمـنــضـــب فـي يـوغـوســــلافـيـا

تم إطلاق قذائف عيار 30 ملم من طائرات A-10 Warthog خلال الحرب في البوسنة والهرسك في عام 1995، وأثناء "عملية عاصفة البلقان" في يوغوسلافيا في عام 1999. وبحسب ما ورد فقد أُصيبت حوالي 400 طائرة تابعة لحلف شمال الأطلنطي، وأُسقطت أكثر من 100 طائرة من قبل الدفاع الجوي اليوغوسلافي، وتم تحديد 9 طائرات على أنها طائرات A-10 Warthog. لقد تم العثور على قذائف 30 ملم من اليورانيوم المنضب في بقايا طائرة A-10 Warthog، وتشير التقارير الواردة من يوغسلافيا إلى أن المنطقة المسماة Djavolnje Stene بالقرب من بلدة فرانيي Vranje قد تعرضت لضربات مكثفة ومتكررة خلال تدخل الناتو بأكمله عام 1999. ونظرًا لعدم وجود أهداف مدنية أو عسكرية في هذه المنطقة، يبدو أن القوات الجوية الأمريكية انتهزت الفرصة واستخدمت هذه المحمية البرية كمحمية لتجربة ذخائر اليورانيوم المنضب. لقد تم إطلاق أكثر من 1500 صاروخ توماهوك ضد يوغوسلافيا - ربما يحتوي بعضها على 3 كجم من اليورانيوم المنضب في رؤسها - ويصل حجم اليورانيوم المنضب في مجموع تلك الصواريخ إلى 4500 كيلوجرام.

"يمكن أن تخترق قذائف اليورايوم المنضب عيار 30 ملم من مدفع GAU-8A المثبت على طائرات A-10 Warthog دروع فولاذية يصل سمكها إلى 9 سم."


285c88f061f5718721b905d09e519a73.jpg



اسـتــخـــدام ذخــيــرة الـيــوارنـيـــوم الـمــنـــضــــب فـي الـعـــراق 1991 - 2003

استخدم الجيش الأمريكي ذخائر اليورانيوم المنضب في ساحة المعركة لأول مرة خلال حرب الخليج في عام 1991، فقد قامت طائرات الهجوم الجوي A-10 Warthog التابعة للقوات الجوية الأمريكية، ودبابات أبرامز M1A1 التابعة للجيش الأمريكي، ودبابات تشالنجر التابعة للجيش البريطاني بإطلاق قذائف اليوارنيوم المنضب بنتائج قاتلة، حيث اخترقت تلك القذائف دروع دبابات T-72 العراقية على بعد 3 كم، وكانت دبابات تشالنجر البريطانية قادرة على تدمير الدبابات العراقية من مسافة 5 كم، وذلك بسبب أن دبابات أبرامز كانت تحوي سبطانة ملساء، عكس دبابات تشالنجر البريطانية، التي كان لديها سبطانة محلزنة Rifling تعطي القذيفة استقرارًا إضافيًا من مدى أبعد.

من أصل 3700 دبابة عراقية مدمرة، فقد تدمرت أكثر من 1400 دبابة بقذائف اليوارنيوم المنضب، واعتمد الجيش على اليوارنيوم المنضب كأسلحة مفضلة في الحرب، واستخدمها لتدمير كل شيء، من الدبابات إلى المركبات المدرعة، إلى المخابئ. ومن بين الدبابات الأمريكية البالغ عددها 2058 التي اُستخدمت في العمليات القتالية خلال عملية عاصفة الصحراء، كان هناك 654 دبابة ثقيلة مزودة بدروع من اليورانيوم، وأثناء القتال أصابت القذائف العراقية التقليدية الدبابات الأمريكية من مسافة قريبة تصل إلى 400 متر لكنها لم تخترق الفولاذ الذي يغطي درع اليورانيوم المنضب. وخلال حرب الخليج أشارت بعض التقديرات إلى أنه تم استخدام اليورانيوم المنضب في 940 ألف طلقة من الطائرات، و 14 ألف قذيفة، ومن إجمالي قذائف الدبابات، تم إطلاق 7000 قذيفة أثناء التدريب على الكثبان الرملية قبل الحرب في المملكة العربية السعودية، وتم إطلاق 4000 أثناء القتال، وفقدان 3000 قذيفة بسبب الحرائق أو الحوادث العرضية.

حــوادث بـنـــيـــــران صـــديــــقــة


تم تأكيد حوادث النيران الصديقة من خلال المسح الإشعاعي للدبابات المدمرة والمركبات الأخرى، وفي نهاية عملية عاصفة الصحراء، تم جمع المركبات المتضررة والمدمرة من مدينة الملك خالد العسكرية في المملكة العربية السعودية، وبعد 3 أسابيع على الأقل من وصول المركبات الأولى إلى القاعدة، قام فريق إشعاعي تابع للجيش الأمريكي بالكشف عن الإشعاعات في القاعدة باستخدام عدادات جيجر Geiger counters، ووجدوا أن 29 مركبة من أصل 200 مركبة كانت مشعة (6 دبابات أبرامز M1A1 و 15 مدرعة برادلي M2/M3 قد دُمرت بنيران صديقة، و 6 دبابات أبرامز تدمرت أثناء القتال، كما تم تدمير دبابتين إضافيتين نوع أبرامز عن عمد لتجنب اغتنامها). وقد طُلب من أفراد الجيش بارتداء معدات واقية مضادة للكيماويات قبل دخولهم القاعدة، وعدم السماح لأي شخص بالتقاط صور للمدرعات المدمرة، لكنهم تجاهلوا هذه التعليمات واستمروا في العمل بدون أقنعة، وتعرض بعض الأفراد من مشاكل خطيرة في الكلى بعد عام تقريبًا من ذلك التاريخ، ثم تم دفن 6 مركبات قتالية نوع برادلي في المملكة العربية السعودية؛ وذلك بسبب تلوثها الإشعاعي الكبير، وتم شحن 16 مركبة أخرى ملوثة إلى منشأة إزالة التلوث في مدينة سنلينج Snelling بأمريكا، وعلى الرغم من جهود التطهير المكثفة، فقد تم دفن لاحقا 6 مركبات في مكب نفايات مشعة منخفض المستوى في بارنويل - كارولاينا الجنوبية.

"كانت قذائف اليورانيوم المنضب قادرة على اختراق دروع اليورانيوم المنضب، حيث اتضح ذلك من العديد من حوادث النيران الصديقة التي شملت دبابات أبرامز M1A1."

حادثة حـريـق فـي مـخـزن لـذخـائـر الـيـورانـيـوم الـمـنــــضــب فـي الـكـــويــت

في يوليو 1991، اشتعلت النيران في منطقة تخزين الذخيرة بقاعدة الجيش الأمريكي في معسكر الدوحة بالكويت، حيث كان يتمركز 3600 جندي هناك، وخلال 6 ساعات من الانفجارات الشديدة، دُمرت أكثر من 6400 كجم من قذائف اليورانيوم، و 102 مركبة مدرعة، بما في ذلك 4 دبابات M1A1 ما بين تالفة ومدمرة كليا.



gettyimages-661921-2048x2048.jpg



عندما تؤثر القذائف الخارقة من اليورانيوم المنضب على الدروع فإن 18-70% من قضيب الاختراق سوف يحترق ويتأكسد في الغبار، وعادة ما يكون لونه أسود باهت، على الرغم من أنه قد يظهر أيضًا باللون الذهبي المسود أو الأخضر المسود، ويحتوي الهباء الجوي لأكسيد اليورانيوم المنضب المتشكل أثناء الارتطام على 50-96% من الجسيمات ذات الحجم القابل للتنفس (بقطر أقل من 10 ميكرومتر)، و 17-48% من هذه الجسيمات قابلة للذوبان في الماء.

إن الجسيمات المتولدة من تأثير الارتطام تصبح قابلة للتنفس تقريبًا، ويبقى الهباء الجوي محمولا في الجو لساعات، وقد تنتقل وتعلق تلك الجسيمات إلى رئة جسم الإنسان بنسبة 25% عندما يتم استنشاقها، أو قد تنتقل إلى الجهاز الهضمي في حال ابتلاع مواد ملوثة، ويتم إخراج حوالي 70% من اليورانيوم القابل للذوبان في البول في غضون 24 ساعة، و 30% تترسب بشكل رئيسي في الكلى والعظام، وتعتبر الكلية هي العضو الأكثر حساسية لسمية اليورانيوم المنضب.


gettyimages-1696443-2048x2048.jpg



مـآســي الــيـــورانـيــوم الـمـنـضـب فـي الـعـــراق

ذكرت مجلة الغارديان البريطانية أن العراق تعرض لتلوث إشعاعات خطيرة تزيد عدة مرات على التي نتجت من النوع الذي استخدم ضد هيروشيما ونجازاكي في اليابان، حيث اُستخدمت الأسلحة والذخائر والمتفجرات بمختلف أنواعها وسببت كوارث إنسانية وصحية وبيئية، وقد تم مسح أكثر من 80% من العراق في المناطق التي شهدت أعمالاً حربية، فكلما يتم تفجير دبابة يتم سحبها وفحص الموقع يجد العلماء آثاراً واضحة للإشعاع.

وقالت وزيرة البيئة “ناريمان عثمان”: أن الأراضي الزراعية واقعة تحت تأثير المواد الملوثة ذات درجة عالية من السموم خاصة في البصرة جنوبي العراق، وتعاني مناطق مثل: النجف والفلوجة والبصرة من مستويات عالية من لتلوث الإشعاعي، وأكثر من أربعين منطقة أخرى مما أدى إلى ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان والتسبب بالإعاقات الخلقية لدى حديثي الولادة. وقد حدد مركز الوقاية من الإشعاع أنه يوجد 300 -360 موقعاً ملوثاً باليورانيوم في عام 2006م. وقد ساهم في انتشار التلوث الإشعاعي استخدام الأطفال لمخلفات الحروب واللعب بها، وأيضاً تجارة السكارب/ الخردة من تفكيك الدبابات والمدرعات وبيعها؛ لصهرها وإعادة استخدامها ونقلها لأماكن أخرى.

ولذلك أطفال العراق هم الضحية الأولى لليورانيوم بإصابتهم بالسرطان؛ فهو يمثل 8% من حالات السرطان في العراق، وأكدت الدراسات أن أعلى معدل لوفيات الأطفال هو العراق، وقد ارتفعت نسبة الإصابة به أضعاف ما كانت عليه قبل عام 1989م وتضاعفت نسبته في البصرة ثلاث مرات خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة، وانتشرت أمراض سرطانية معاكسة للأعمار المعروفة طبياً، مثل سرطان الثدي لفتيات أعمارهن 10 و12 سنة. وأكثر السرطانات شيوعاً هو سرطان الدم ثم سرطان الجهاز الليمفاوي وأورام الجهاز العصبي، وقد لاحظ الدكتور “جواد العلي” إصابة المريض الواحد بأكثر من حالة سرطانية في وقت واحد وهناك حالات أخرى بالإضافة للسرطان، مثل:

– حالات الإجهاض المتكرر


– ظهور التشوهات غير المعروفة من قبل

– حالات العقم عند الرجال والنساء، حيث انخفضت نسبة الخصوبة الكلية للنساء

– ازدياد تشوهات وأمراض القلب الولادية بـ13 مرة مقارنة بالنسب الأوروبية


– كما ظهرت تشوهات الهيكل العظمي وحالات ولادية أخرى



gettyimages-661917-2048x2048.jpg



لقد سعت وزارة الدفاع الأمريكي لتزييف وطمس الأدلة على استخدامها اليورانيوم في حرب العراق وفي قصف الفلوجة. وقد كلف الجيش الأمريكي “دوج روكي” بمهام تنظيف المخلفات الحربية من اليورانيوم المنضب، ولكنه قد أُبعِد واعتدوا عليه؛ لأنه أدلى بشهادته على استخدام أمريكا لليورانيوم وخطورة ما رآه. فقد ارتفع أعداد الجنود الأمريكيين والمشاركين في الحرب على العراق بأعراض الإشعاعات، حيث قال علماء فيزيائيين وأطباء أن غبار اليورانيوم الذي استنشقه الجنود هو السبب في ذلك، وذلك فيما يُسمى بأعراض “مرض الخليج”، الذي يشكو منه أكثر من 130 ألف جندي، حيث اشتكى هؤلاء من مشاكل صحية تتراوح بين مشاكل في الجهاز التنفسي إلى مشاكل صحية في الكبد والكلية وفقدان الذاكرة والصداع والتعب المستمر والحمى وانخفاض ضغط الدم. وأجرى “كرس بزبي” دراسة على عائلات من الفلوجة، أثبتت هذه الدراسة إصابتهم بالسرطان واللوكيميا، والتشوهات الخلقية بسبب اليورانيوم المنضب الذي استخدمه الجيش الأمريكي، وأيضاُ عُثر على اليورانيوم في شعر سيدة عراقية بالفلوجة. وقد قالت المديرة العامة لمنظمة المجتمع العلمي أن علماء البيئة استطاعوا قياس مستويات عالية من اليورانيوم في التربة في عدة مناطق عراقية، وربطوا تلك القياسات بأعداد المصابين بالسرطان، وذكر الكاتب الكندي “هاري شارما”: أنه سيموت بالسرطان في العراق نحو 5-12% من الذين تعرضوا لليورانيوم، وأكد أن 100 ألف في البصرة أصيبوا بالسرطان من عام1991 إلى 1998م، 75% منهم أطفال. وسجل حالات من التشوهات الجنينية أكثر مما كان معتاداً.

انـتـــشـــار أســلــحــة الـيـورانـيــوم الـمـنــضــب

لم تعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لديها ذخائر اليورانيوم المنضب، فلقد تم الحصول على هذا النوع من الأسلحة من قبل 17 دولة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وروسيا واليونان وتركيا وإسرائيل ووالسعودية والبحرين ومصر والكويت وباكستان وتايلاند وكوريا الجنوبية وتايوان، ودول أخرى لم يكشف البنتاغون عنها لأسباب الأمن القومي. وتكشف تراخيص تصدير اللجنة التنظيمية النووية (NRC) أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيسي لليوارنيوم المنضب للأنظمة العسكرية.








tipyan

aljazeera
ratical.org



مصر اعتقد انها لم تحصل على قذائف يورانيوم مخصب حيث تم استبداله التنغستن الاردن اتوقع يوجد قذائف للام٦٠
 
مصر اعتقد انها لم تحصل على قذائف يورانيوم مخصب حيث تم استبداله التنغستن

حسب المصدر المرفق فإن مصر تمتلك أسلحة من اليورانيوم المنضب DU بالإضافة إلى دول أخرى، لكن هل يوجد مصدر ينفي امتلاك مصر لأسلحة اليوارانيوم DU؟
 
حسب المصدر المرفق فإن مصر تمتلك أسلحة من اليورانيوم المنضب DU بالإضافة إلى دول أخرى، لكن هل يوجد مصدر ينفي امتلاك مصر لأسلحة اليوارانيوم DU؟
هو حول قذيفة الابرامز وكيف استبدل اليوارنيوم بتنغستن


https://www.thedefensepost.com/2018/11/28/egypt-abrams-tank-rounds-cost-double/
 
@anwaralsharrad لماذا يتم استخدام الأسلحة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب في الحروب، بالرغم من أن الذي يستخدمه يتأثر سلبا به؟!

 
مادة اليورانيوم المستنزف يمكن الحصول عليها عن طريق انتزاع فضلات النظير المشع U-235 من اليورانيوم الطبيعي الذي يستخدم في صناعة الأسلحة النووية وتشغيل محطات الطاقة النووية، حيث يتم خلط ما نسبته 99.25% من اليورانيوم المتحصل عليه من الفضلات في إحدى أشكال السباكة، مع نحو 0.75% من التيتانيوم titanium أو حتى مع نسبة 3.5% منه، لنحصل على سبيكة معدنية يطلق عليها staballoys، مع ملكيات وخواص ميكانيكية جيدة.

ولمزيد من التوضيح نقول إن اليورانيوم المستنزف هو عبارة عن ناتج جانبي من عمليات إثراء وتخصيب اليورانيوم، الذي يستخدم في إنتاج الوقود لأجل مراحل إنتاج الأسلحة الانشطارية، ومن أجل محطات القدرة النووية. اليورانيوم الطبيعي موجود في الصخور والرمال والأنهار، وهو يتضمن قبل كل شيء، مزيج من نظيرين مشعين radioactive، هما اليورانيوم U235 واليورانيوم U238، الأول بنسبة 0.7% والثاني بنسبة 99.3%. المفاعلات النووية تحتاج وتتطلب النوع U235 لإنتاج الطاقة، لذلك اليورانيوم الطبيعي يجب أن يخصب للحصول على النظائر المشعة U235 عن طريق نزع الجزء الأكبر منها في U238 (النظائر المشعة تخفض من نسبة 0.7% وحتى نسبة 0.2%). هكذا وبعد هذه العملية يصبح U238 يورانيوم مستنزف DU. وفي حقل هذه العمليات، فإنه مقابل إنتاج كيلوغرام واحد فقط من اليورانيوم المخصب، فإن خمسة كيلوغرامات من اليورانيوم المستنزف تنتج في المقابل. وعلى أي حال فهو رخيص جداً، إلا أن استخداماته الصناعية محدودة جداً بسبب كونه سام كيميائياً chemically toxic.
 
التعديل الأخير:
@anwaralsharrad لماذا يتم استخدام الأسلحة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب في الحروب، بالرغم من أن الذي يستخدمه يتأثر سلبا به؟!

سؤال جميل !! في الحقيقة إستاذي العديد من الدراسات الطبية والعلمية أثيرت بعد حرب الخليج وعملية عاصفة الصحراء حول موضوع الأخطار الصحية المحتملة والمترتبة على استخدام ذخيرة DU، خصوصاً مع تدمير آلاف الدبابات وعربات القتال العراقية الأخرى بشكل كلي أو جزئي بهذا النوع من الذخائر التي أطلقت من دبابات وعربات وطائرات أمريكية مختلفة. فرغم إمكانيات الذخيرة DU على إلحاق الضرر الرئيس في دروع الهدف المصاب، إلا أن استخدامها واجه على الدوام بعض المشاكل الأخلاقية والصحية. اليورانيوم المستنزف DU معدن ثقيل قليل الاشعاع نسبياً. هو أقل إشعاعاً بنحو 40% من اليورانيوم الطبيعي. ورغم أنه يصدر قبل كل شيء أشعة ألفا alpha emitter، إلا أنه أيضاً يبعث مقادير قليلة من أشعة بيتا وغاما والأشعة السينية. السمة المعدنية الثقيلة تجعله سام كيميائياً chemically toxic، تقريبا مثل الرصاص. كما أن ابتلاع جسم الانسان لكمية كبيرة من بقايا أو فضلات DU عن طريق تنفسها بالرئتين أو ابتلاعها عن طريق القناة الهضمية تشكل خطر رئيس وجدي على الصحة.

وفي شكلها المغلف أثناء التخزين أو قبل إطلاقها من المدفع، الذخيرة DU لا تشكل خطر حقيقي على المستخدمين. والأفراد المكلفين بحمل ونقل هذه الذخيرة غير المستعملة لفترة زمنية مقررة بنحو 940 ساعة سوف لن يتجاوزون حد التعرض أو الانكشاف المقبول للجسم والبالغ 5 ريم بالسنة وهذه النتيجة تعكس معيار الأمان الأمريكي السنوي للأفراد حول حد التعرض إلى الإشعاع المؤين ionizing radiation. لكن بمجرد إطلاقها من المدفع، تعرض الذخيرة DU خطر متزايد، وعلى من يريد التقاط أو حمل خارق DU مستهلك بيديه العاريتين لأكثر من 250 ساعة أن يعلم أنه سوف يتجاوز معيار الأمان الأمريكي لحدود تعرض الجلد للإشعاع والبالغ 50 ريم بالسنة.

بالطبع مصطلح أو تعبير Rem يشير إلى مكافئ جرعة الإشعاع المطبقة على البشر والتي تحسب تأثير الإشعاع الممتص من قبل الجسم لحد إلحاق أضرار أحيائية biological damage. ولكون ليس جميع الإشعاع له نفس التأثير الأحيائي، فإن الجرعة هنا تكون مضاعفة من قبل "عامل النوعية" quality factor. على سبيل المثال، شخص يستلم جرعة من أشعة غاما سوف يعاني من أضرار أقل بكثير من شخص استلم نفس الجرعة من جزيئات الألفا، وذلك من قبل عامل من ثلاثة. هكذا، جزيئات ألفا ستلحق أضرار أكثر لثلاثة مرات بالجسم مقارنة بأشعة غاما. وبمعنى آخر، أشعة ألفا لها عامل نوعي من ثلاثة.
 
1594928465970.png


هذه الصورة لبرج دبابة T-55 عراقية، وهي تعرض ثقب خروج المقذوف بعد أن ضرب الجهة المقابلة وإخترقها ليخرج من الجهة الثانية الواضحة بالصورة أمامكم !!
 
هل إيران تمتلك اليورانيوم المنضب؟

المفروض أنه ناتج عن انتزاع فضلات النظير المشع U-235 من اليورانيوم الطبيعي الذي يستخدم في صناعة الأسلحة النووية وتشغيل محطات الطاقة النووية !! لذا، نعم أفترض أن الإيرانيين يمتلكونه !!
 
المفروض أنه ناتج عن انتزاع فضلات النظير المشع U-235 من اليورانيوم الطبيعي الذي يستخدم في صناعة الأسلحة النووية وتشغيل محطات الطاقة النووية !! لذا، نعم أفترض أن الإيرانيين يمتلكونه !!



هل تستخدم هذه القذائف من مدافع السفن؟
 
هل تستخدم هذه القذائف من مدافع السفن؟

لا .. لكنها تستخدم في طلقات الرصاص من العيار 30 ملم !!! كما أنها تستخدم في بعض الذخائر الأخرى لكن بشكل مقنن !!
 
قال بوتين إن خطة المملكة المتحدة لإرسال ذخيرة من اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا ستثير رد فعل روسي

كما أدان بوتين المملكة المتحدة لخطة إرسال ذخيرة تحتوي على اليورانيوم المنضب لاستخدامها في أوكرانيا.

وقال الرئيس الروسي إنه إذا زودت المملكة المتحدة أوكرانيا باليورانيوم المنضب بالذخيرة، فستضطر روسيا إلى الرد.

يأتي ذلك بعد أن قالت ليدي جولدي، وزيرة الدولة في وزارة الدفاع البريطانية، إن بريطانيا ستقدم الذخيرة لأوكرانيا بما في ذلك طلقات خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب.


وفقا لوكالة أنباء تاس الروسية، فإن دبابات T-80BVM الروسية سيتم تسليحها بقذائف اليورانيوم المنضب، وتتميز تلك الدبابة بنظام محسّن للتحكم في الرمي، وبنظام تحميل تلقائي لقذائف 3BM59 Svinets-1 و 3BM60 Svinets-2. إن قذيفة Svinets-1 تحتوي على لب من كربيد التنجستن، بينما تستخدم قذيفة Svinets-2 اليورانيوم المنضب، كما لا تعد القذيفة الأخيرة هي أول قذيفة روسية تستخدم اليورانيوم المنضب، فقد احتوت القذيفة السابقة 3BM-32 Vant على لب يحوي اليورانيوم المنضب، وتعد القذيفة الجديدة أطول من القديمة.


nationalinterest.org
 
عودة
أعلى