يحْتفي المغرب، اليوم الثلاثاء، بالذكرى الثالثة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية يوم 14 مايو 1956. وتشكّل هذه المحطة لحظةً فاصلة في تاريخ الجيش المغربي، الذي تشهدُ مختلف وحداته البرية والجوية والبحرية تطوراً نوعياً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة.
ويعودُ تأسيس القوات المسلحة الملكية إلى يوم 14 ماي 1956، بعيد حصول المغرب على استقلاله من ربقة الاستعمار الفرنسي، إذ كلّف الملك الراحل محمد الخامس ولي عهده آنذاك الحسن الثاني بتشكيل النواة الأولى للجيش المغربي، والقطع مع المرحلة الاستعمارية التي كانت تشهد تواجدَ وحدات عسكرية فرنسية في البلاد، فكانت مرحلة فاصلة في تاريخ المغرب الحديث بإعلان تشكيل جيش منظم قائم بذاته.
ويجري تخليد ذكرى التأسيس على مستوى مختلف الحاميات العسكرية وثكنات ووحدات القوات المسلحة الملكية. كما يجري الاحتفاء بهذه الذكرى على مستوى تشكيلات منطقة الجنوب وتجريدات القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار مهام محددة.
ويتخلّل هذه المناسبة تلاوة "الأمر اليومي" الذي يوجهه الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إلى الضباط وضباط الصف والجنود. كما يتمّ توشيحُ عدد من الضباط وضباط الصف والجنود بأوسمة ملكية.
ويقفُ الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية عبد الرحمان مكاوي عند "أول ورش اهتمّ به الملك محمد السادس بعيد وصوله إلى الحكم سنة 1999، وهو ورش إصلاح الجيش، سواء على مستوى العقيدة والإستراتيجية، أو على مستوى تحديث العتاد والاهتمام بأفراد القوات المسلحة الملكية".
وأضاف الخبير العسكري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "الآن، وبعد مرور 63 سنة على إنشاء القوات المسلحة، يمكن للمغرب أنْ يفخر بوجود جيش مهني محترف يشكل قوة ضاربة لردع كل المخاطر والتحديات التي تواجه المملكة في شمال إفريقيا أو خارجها"، مشيراً إلى أنّ "عدداً من مراكز الدراسات الكندية والروسية باتت تعترفُ بقوة وصلابة الجيش المغربي".
ويشير المكاوي في هذا الصدد إلى أنّ "الدفاعات الجوية والبحرية والبرية أصبحت قوة إقليمية بمستوى القوات البرتغالية والإسبانية وحتى الإيطالية، إذ إنّ المناورات التي أجرتها القوات المسلحة منذ سنوات مع جيوش غربية متقدمة أظهرت أن الجيش الملكي المغربي بجميع قطاعاته أضحى يسيطر على التكنولوجيا الحديثة ويتمتع بقراءة دقيقة للوضع".
واعتبر الخبير الأمني أن الجيش في هذه المرحلة من تطوره يتلاحم مع تاريخيه القديم، الذي يؤكد أن "المغاربة يمثلون جيشاً حربياً"، مبرزاً أن "هذا التلاحم بين الماضي والحاضر يجعل من الجيش مفخرة لكل المغاربة". كما قال المكاوي إنّ "المنهج الذي اتّبعه الملك لتأهيلِ الجيش على مستوى التكوين العسكري والاهتمام بتشبيب هذه المؤسسة الحساسة للدفاع عن الوطن جعل القوات المسلحة تشهدُ تطوراً على جميع الأصعدة".