لادئاني
مستشار المنتدى
- إنضم
- 16/12/18
- المشاركات
- 28,445
- التفاعلات
- 77,626
وعندما جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 691، ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك الجامع القبلي عام 709.
يقول المؤرخ من القرن العاشر، محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي، أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة وجعل منها ذهبية كي تطغى على قبب الكنائس المنتشرة في القدس، ولتصبح معلمًا بارزًا يلفت نظر الزائر أوّل ما يراها.
القدس أيام حكم الامويين والعباسيين
====
اهتم الأمويون والعباسيون بالمدينة فشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين، لكن شهرتها سرعان ما تضعضعت بسبب عدم الاستقرار الذي شهدته الدولة العباسية وانقسامها إلى دويلات عديدة
القدس والحروب الصليبية
====
أدّى تفكك الدولة العباسية إلى دويلات متناحرة الى تقلب السيطرة على فلسطين والقدس فسيطر عليها دويلات عدة فيعد سيطرة القرامطة على فلسطين والقدس بدعم من البويهين الشيعة الذين تمكنو من العباسيين في العراق شن الاسماعيلون الفاطميون عدة هجمات ضد القرامطة ..
سيطر الفاطميون على القدس في سنة 359 هجرية بعد قضاءهم على القرامطة وشغل هذا التاريخ أكثر من قرن من عمر الزمان، وأنهته الهجمة الصليبية الشرسة وقد سعى الفاطميون إلى دمج القدس في نطاق دعوتهم إلى المذهب الشيعي الباطني للدولة فبثوا فيها (الدعاة) وأنشئوا فيها دارًا علمية ( دار الحكمة ) لتعليم مذهبهم. ورعوا المسجد الأقصى، واهتموا بعمارته وعلاجه مما يلحقه من اضرار من جراء الزلازل وغيرها.
وبعد تمكن السلاجقة الاتراك السنة من تحرير الشام والعراق من البويهيين الشيعة ومن الفاطميين الاسماعيلين لكن سيطرتهم على السواحل الشامية وفلسطين ظلت ضعيفة فانتهز الفاطميون ذلك مجدداً
وفي سنة 489هـ، توجه الجيش الفاطمي بقيادة (الأفضل بن بدر الجمالي) من مصر إلى القدس، وحاصرها، مستغلا ضعف السلاجقة بعد هزيمتهم أمام الصليبيين في أنطاكية، وأقام الأفضل بضعة وأربعين منجنيقا على المدينة، وأميرها حينئذ سكمان بن ارتق ومعه أخوه أيلغازي، وجرى القتال أربعين يوما، ولم يحسم الصراع إلا بعد أن تواطأ أهل القدس مع الجيش الفاطمي، ففتحوا له الباب على أن يعطيهم الأمان الكامل في أموالهم وأنفسهم، فأمنهم وأمن سكمان ومن معه وأكرمهم، وترك على المدينة أميرا فاطميا يدعى : افتخار الدولة.
ولم تبق القدس في يد الفاطميين بعدها إلا سنوات قليلة، ولم يرجعوا إليها مرة أخرى أبدا، إذ احتلها الصليبيون سنة 492هـ، وبقيت حتى استردها صلاح الدين سنة 583هـ،
انطلق الصليبيون في حملتهم الأولى سنة 1095 متوجهين إلى مدينة القدس، فوصلوها في سنة 1099 وضربوا الحصار عليها فسقطت في أيديهم بعد شهر من الحصار ففر الفاطميون وتركو أهلها يلاقون المصير المشؤوم ، وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفًا من المسلمين واليهود وانتهكوا مقدساتهم،وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تُحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم
استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام 1187 بعد معركة حطين، وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، ودعا اليهود والمسلمين ليعودوا إلى المدينة، واهتم بعمارتها وتحصينها.
ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الإمبراطور فريدريش الأول بربروسا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت القدس في هذه الفترة قد ضعف شأنها وأفل نجمها وأصبحت مجرّد مدينة عاديّة نظرًا لتراجع أهميتها الإستراتيجية، خصوصًا بسبب انهماك أولاد صلاح الدين وأبناء عمومتهم بالنزاع فيما بينهم على حكم ولايات الشام ومصر ، وعدم تركيزهم على محاربة الصليبيين.
ظلت القدس بأيدي الصليبيين 11 عامًا إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244عندما استعان بالقوات الخوارزمية التركمانية عام 1244 اللذين انسحبو من بلادهم خوارزم بعد الاجتياح التتري المغولي ، فقام الخوارزميون التركمان بعد استرجاعهم للقدس بالقضاء على القسم الأعظم من السكان المسيحيين كما طردوا اليهود منها .
ثم سيطر المغول والتتار على القدس لعام واحد أثناء احتلالهم للشام
لكن المماليك التركمان بمصر بقيادة قطز وبيبرس وقلاوون تمكنو من طرد المغول والتتار واسترجاع اغلب فلسطين والقدس وضمت فلسطين بما فيها القدس إلى السلطنة المملوكية التي حكمت مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517. وخلال هذه الفترة تعرّضت المدينة والمنطقة ككل لسلسلة من الزلازل وتفشّى فيها وباء الطاعون الأسود.
القدس في العهد العثماني
========
دخلت جيوش العثمانيين فلسطين بقيادة السلطان ثم الخليفة سليم الأول بعد معركة مرج دابق في سنة 1517، وأصبحت القدس مدينة تابعة للدولة العثمانية طيلة 400 سنة حتى سقوطها بيد قوّات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى سنة 1917.
تمتعت القدس بعهد من الرخاء والازدهار خلال عهد السلطان سليمان الأول "القانوني"، خليفة سليم الأول، حيث أعاد الأخير بناء أسوار المدينة وقبة الصخرة.
استمرت القدس خلال معظم العهد العثماني مجرّد مدينة محلّية عادية ولم يعلوا شأنها التجاري أو الثقافي بشكل يُذكر، لكنها بقيت من ضمن المدن العثمانية المهمة نظرًا لمكانتها الدينية.
تطوّرت الحياة المقدسيّة بشكل ملحوظ خلال القرن التاسع عشر بعد أن أنشأت السلطات العثمانية عدد من المرافق الحديثة لتسهيل حياة الناس، فافتتح مركز للبريد وأنشأت خطوط سير نظامية مخصصة لمركبات الجياد العمومية، وأُنيرت الشوارع بالمصابيح الزيتيّة،
وفي أواسط القرن سالف الذكر أنشأ العثمانيون أوّل طريق معبّدة بين القدس ويافا، وبحلول عام 1892، كانت المدينة موصولة بغيرها من المدن الشاميّة والحجازية بسكة حديدية.
خلال الفترة الممتدة من عام 1831 حتى عام 1840، أصبحت فلسطين جزءًا من الدولة المصرية التي أقامها محمد علي باشا، وخلال هذا العهد أخذت الإرساليات والقنصليات الأجنبية تضع موطئ قدم لها في المدينة. وفي سنة 1836، سمح إبراهيم باشا بن محمد علي، سمح لليهود أن يعيدوا إنشاء أربعة معابد رئيسيّة، ومن ضمنها كنيس الخراب.
ثار الشوام على الحكم المصري بعد أن استقر في البلاد لأسباب مختلفة منها زيادة الضرائب بمقدار لم يعهده الناس أيام العثمانيين والتجنيد الإجباري في الجيش المصري،وكان من ضمن هذه الثورات ثورة قامت في سنة 1834 بفلسطين بقيادة قاسم الأحمد، الذي قاد جيشًا من الثوّار من مدينة نابلس تعاونه عشائر بلدة أبو غوش، وهاجم القدس ودخلها بتاريخ 31 مايو 1834، لكن الجيش المصري استطاع أن يرد الثوّار على أعقابهم في الشهر التالي.
عادت القدس إلى الحكم العثماني بعد هزيمة المصريين أمام الجيوش الحليفة العثمانية والأوروبية سنة 1840، إلا أن كثيرًا من المصريين بقي واستقر بالمدينة، وفي نفس الفترة قدمت وفود من اليهود والمسلمين المغاربة، من مدينة الجزائر وغيرها من مدن المغرب العربي، واستقرت في القدس.
أخذت القوى العظمى في العالم تتدخل في الشؤون الداخلية العثمانية بشكل متزايد خلال عقد الأربعينيات والخمسينيات من القرن التاسع عشر، بحجة حماية الأقليات الدينية في الدولة العثمانية، وقد لعب القناصلة في القدس دورًا كبيرًا في هذه المسألة.
أفاد القنصل البروسي بالقدس أن عدد سكان المدينة في سنة 1845 وصل إلى 16,410 نسمة، منهم 7,120 يهودي، 5,000 مسلم، 3,390 مسيحي، 800 جندي تركي، و100 شخص أوروبي.
ارتفعت نسبة الحجاج المسيحيين في المدينة خلال العهد العثماني، الأمر الذي كان يجعل جمهرة المسيحيين بالقدس تتضاعف في حجمها خلال موسم الفصح.
أخذت المنازل تظهر خارج أسوار القدس خلال عقد الستينيات من القرن التاسع عشر، بعد أن ازداد عدد سكان المدينة بفعل المهاجرين، ولإقامة منشآت أكثر صحيّة مخصصة لاستضافة الحجاج المسيحيين، خصوصًا وأن كثيرًا منهم كان يشتكي من الاكتظاظ السكاني داخل المدينة ومن رداءة نظام الصرف الصحي. ومن المنشآت المهمة التي برزت خلال هذه الفترة، المجمّع الروسي سنة 1860، الذي خُصص لاستقبال وإيواء الحجاج الروس الأرثوذكس.[95] قدّرت إحدى إحصائيات إرسالية أمريكية عدد سكان القدس سنة 1867 "بأكثر من" 15,000 نسمة، 6,000 منهم مسلمين، وما بين 4,000 إلى 5,000 منهم يهود، كذلك تبيّن أن عدد الحجاج الروس كان يتراوح بين 5,000 إلى 6,000 حاج كل عام.
أنشأت الدولة العثمانية عام 1880 متصرفية القدس، وأزيل الحائط القديم للمدينة عام 1898 لتسهيل دخول القيصر الألماني ڤيلهلم الثاني وحاشيته أثناء زيارته للقدس.وظلت المدينة تحت الحكم العثماني حتى هزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
التعديل الأخير: