كلام سليم
لكن
بحسب المبدأ الذي ذكرته بأن إيران قادرة عل. تدمير القوات و القواعد الأمريكية التي تصل إليها فالأمر يصح و ينطبق أكثر بكثير على أمريكا لأن أذرعها الضاربة تملئ العالم و بالتي و من المنطق الواقعي أن الأسطول الإيراني لا يشكل أي تهديد لأمريكا حتى لو إقترب من سواحلها
من بداية كلامي وانا لم أنكر قدرات التدمير الشامل الأمريكية، بل أمريكا أكثر طرف يمتلك القدرة العسكرية المطلوبة لتدمير الكوكب كله، برغم وجود عشرات الطرق لتدمير الكوكب ولكن تبقى أمريكا الأقدر على تدمير الكوكب بما تمتلكه من أسلحة دمار شامل.
أنا لم أنكر قدرات أمريكا العسكرية التدميرية بل بالعكس تماما أنا أعلم جيدا جدا جدا نقاط القوة ونقاط الضعف الموجودة بالقوة الأمريكية وبمقاييس شاملة.
لذلك بناء على دراستي بالأمور العسكرية بالتفصيل الممل منذ 30 عاما فالحمد والفضل لله تعالى أنا بالفعل أقول لك نقاط القوة الرئيسية الأمريكية هي الدولار ثم آلة البروباجندا الأمريكية ثم ثلاثي ردع القوة النووية، والأقوى من القوة النووية الأمريكية في نظري هو القوة التقليدية الأمريكية المتمثلة في 11 حاملة طائرات ومثلهم 11 سفينة إنزال حاملة للهيكلوبتر أو مقاتلات الإقلاع العمودي وبالطبع قوة الدولار التي تعطي المجالات الاقتصادية الهائلة وبعض نقاط القوة الأخرى الأقل قيمة مما سبق.
ولكن أيضا أعرف تماما نقاط الضعف ، الدولار برغم أنه أهم مفردات القوة الأمريكية ولكن أيضا هو نقطة ضعف قاتلة وهذا حديث يطول الكلام فيه بشكل طويل، وأيضا برغم القوة التقليدية الأمريكية الغير موجود نظير لها ترفض أمريكا سياسة صفر سلاح نووي للكوكب كسياسة مفروضة على الكوكب كله بلا استثناء أو تهاون، رفض أمريكا تصفير السلاح النووي بالكوكب نقطة ضعف هائلة ... صدقني حين أقول لك نقطة الضعف هذه سوف تتسبب حتميا في تدمير أمريكا نفسها.
أيضا أمريكا مهما بلغت من القوة فدائما في نهاية المطاف فأي قوة أرضية لها حدود تنتهي عندها وكذلك أمريكا مهما بلغت فلها حدود تنتهي عندها.
باختصار شديد إيران لا تقوم بتوظيف ثغرة الضعف في القوة العسكرية الأمريكية ولكنها تقوم بتوظيف ثغرة الضعف في القوة السياسية الأمريكية، تلك السياسة القائمة على الاستكبار وفكرة الاستثنائية الأمريكية تلك السياسة الفاشلة التي تدير أمريكا من خلالها صراع حضارات عسكري شامل ربما هي تورطت في هذا الصراع بناء على عقيدتها ونظرتها الاستثنائية لنفسها.
الشاهد أمريكا تورط نفسها في حرب مفتوحة وصراع حضارات مفتوح مع معظم العالم وبدون الحاجة لأي تفصيل مني فهذه الحرب الأمريكية حرب خاسرة بدون أدنى شك.
عندما تحارب روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وتحاول محاربة أي مشروع استقلال حقيقي في أي دولة إسلامية وتجعل نفسك في حرب مفتوحة ضد ما تسميه الإرهاب الإسلامي فأنت بذلك دخلت حرب متعددة الأجيال مع معظم الشعوب والجماعات الإسلامية الان ولعدة أجيال أخرى قادمة وأيضا كنت في السابق تستعين بروسيا والصين وإيران يدعموك بقوة في الحرب ضد الإسلام التي برغم كل ما جمعته أمريكا لهذه الحرب ومع ذلك أمريكا حتى الآن وبعد 20 عاما لا تزال تفشل وتسجل الفشل تلو الأخر في الحرب على الاسلام أو سمه الإرهاب إن شئت انت.
المهم أمريكا فشلت 20 عاما كاملة وكانت تساعدها الصين وروسيا وإيران بشدة في هذه الحرب الان أمريكا تريد التوسع في هذه الحرب لتشمل كل جماعات الإسلام السني والشيعي معا ... وأيضا بذات الوقت أمريكا تريد الانخراط بشدة في حرب وجودية ضد الصين وروسيا.
وأيضا أمريكا متورطة ضد كوريا الشمالية
حتى تركيا الحليف الأمريكي لم تسلم من المؤامرات الأمريكية لتعطيل النهضة التركية الإسلامية الشاملة.
ونفس الشيء مع باكستان أيضا، بل ومع أي دولة مسلمة تحاول النهوض والاستقلال عن التبعية الأمريكان.
أمريكا التي لم تنجح في 20 عاما كاملة من حرب جماعات متناثرة لا نظامية برغم انها استعانت بالعالم كله معها في هذه الحرب.
الان أمريكا الفاشلة هذه تريد الدخول في حرب مفتوحة ضد الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية ومعهم أيضا الدول الإسلامية على رأسهم تركيا وباكستان وأيضا تشمل معظم الجماعات الإسلامية السنية والشيعية أيضا.
بل وأيضا تريد الاستمرار في إدارة سياسة الانقلابات والاغتيالات ... منذ ثواني بسيطة تم الإعلان أن أحد المرتزقة الذين اغتالوا الرئيس الهاييتي هو عميل للمخابرات الأمريكية.
وكوبا أيضا تعاني الان من محاولات تدخل صارخ أمريكية وفنزويلا وفي بوليفيا الانقلاب الفاشل على الرئيس المحترم ايفو موراليس.
أمريكا فشلت 20 عاما كاملة في الحرب ضد مجموعة اسلامية صغيرة متناثرة والان تريد الاستمرار في تلك الحرب الفاشلة لعدة عقود أخرى وأيضا بالوقت نفسه تفتح عدة جبهات جديدة ساخنة جدا وأكبر بكثير جدا من حرب العشرين عاما الماضية.
وبنهاية هذا كله نحن على ثقة أن كل الأطراف المعنية حول العالم كله تقرأ كلامي هذا الان .. ومن بين هذه الأطراف هي إيران بطبيعة الحال.
كيف لا تنظر إيران لكل هذا التفصيل أنه فرصة استثنائية لها قد لا تتكرر ثانية.
كيف لا تستغل إيران كل هذا لصالحها.
أمريكا نفسها تقوم باخلاء معظم القواعد العسكرية الأمريكية حول إيران ... وأي باحث أو حتى قارئ بسيط للأمور العسكرية يعلم تماما أن أمريكا تقوم باخلاء هذه القواعد رغبة في تجنب الاحتكاك مع إيران حتى تتفرغ للصين وروسيا، بمعنى أنها فعليا تتحرك بدافع الخوف من إيران ومحاولة التفرغ للصين وروسيا.
وانت بالنهاية تريد أن تجعل إيران في غفلة عن كل هذا بل ولا تستثمر أي من هذا كله لصالحها.
صدقني أمريكا بحاجة ملحة للقبول بالصفقة التي عرضتها عليهم والتي مسحتها انت بنفسك من هذا المنتدى أكثر من مرة.
ولو لم تقبل أمريكا طواعية بهذه الصفقة فلا أستطيع أن أرى لهم أي أمل حقيقي في تجاوز الوضع العالمي الحالي.
هذا باختصار شديد.
تحياتي.