الشيئ بالشيئ يذكر ...
في فبراير \ شباط 1945، اجتمع رئيس الجمهورية السورية شكري القوتلي مع كبار تجار وصناعيي دمشق وحلب وقال إن السفير البريطاني في دمشق، إدوارد سبيرز، زاره وطلب من سورية تأمين ثمن عشر طائرات مقاتلة من طراز "سبيت فاير" لصالح الجيش البريطاني، وهي أشهر المقاتلات الحربية في الحرب العالمية.
كان الرئيس السوري انذاك شكري القوتلي عائداً من لقائه الشهير في القاهرة مع رئيس وزراء بريطانيا، ونستون تشرشل، حيث وعد الأخير بدعوة سورية لتكون من مؤسسي منظمة الأمم المتحدة التي كانت على وشك أن ترى النور.
ولكي يتم دعوة سورية للمشاركة، طلب تشرشل من القوتلي أولاً ان تقوم الحكومة السورية بـ إعلان الحرب على دول المحور، وتأمين مساعدة رمزية للمجهود الحربي البريطاني.
نظر القوتلي إلى التجار والصناعيين وقال لهم: "هذا واجب وطني، وأنا واثق من دعمكم المطلق له، فلو ذهبنا إلى الأمم المتحدة نستطيع أن نرفع صوتنا عالياً ونطالب المجتمع الدولي باستقلالنا دون أي قيد أو شرط".
هبَّ 5 من أكبر تجار دمشق للمساعدة، وقاموا بجولات على المحافظات السورية لتأمين المبلغ المطلوب لشراء الطائرات، تم تأمين ثمن طائرتين في حلب عن طريق الصناعي سامي صائم الدهر والحاج وهبي الحريري، قيمة الواحدة منهم خمسون ألف ليرة سورية ( 1 دولار = 2 ليرة سورية انذاك تقريبا ) ، وجمع ثمن ثلاث طائرات إضافية من تجار حمص وحماة واللاذقية، وقام الدمشقيون بجمع ثمن خمس طائرات وقدموه للقوتلي الذي قدمه بدوره إلى تشرشل، فور إعلانه الحرب على كل من اليابان، إيطاليا وألمانية النازية.
يذكر ان بريطانيا وقوات فرنسة الحرة اجتاحت سورية 1941 انطلاقا من العراق ومن الاردن وطردت القوات الفرنسية الموالية لالمانيا من سورية واجبرتها على الاستسلام ثم ساهمت القوات البريطانيا بقوة باجبار فرنسة على الانسحاب التام من سورية في مطلع 1946 وانسحبتا كلياً في الشهر الرابع 1946