مسلمو البوسنة يبكون موتاهم بعد ربع قرن على مذبحة سريبرينتسا

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,154
التفاعلات
181,756
542490_163969.jpg


أحيا البوسنيون الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة سريبرينتسا التي راح ضحيتها أكثر من 8000 رجل وصبي مسلم، والتي صدمت العالم باعتبارها جريمة الإبادة الجماعية الوحيدة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

أحيا مسلمو البوسنة، السبت (11 يوليو/تموز 2020)، ذكرى الإبادة التي شهدتها مدينة سريبرينيتسا قبل 25 عاما، وكانت أسوأ مجزرة تقع على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وبسبب إجراءات الحد من انتشار الوباء، انتظر المنظمون حضورا أقل مما يجري عادة في هذه المناسبة التي يشارك فيها كل سنة عشرات الآلاف من الأشخاص.

وقالت سهاد حسانوفيتش (27 عاما) التي لم تمنعها إجراءات الحجر من القدوم إلى المركز برفقة نحو ثلاثة آلاف آخرين من أقارب الضحايا، باكية: "لدي ابنة في السنة الثانية من العمر، وهو سني عندما وقعت المجزرة. إنه أمر صعب أن تسمع شخصا ينادي والده وأنت ليس لديك أب". وأوضحت أن والدها سيمسو "ذهب إلى الغابة ولم يعد. لم يعثر سوى على بضع عظام له". ومثل شقيقه شفيق ووالده سيفكو، قُتل سيمسو عندما دخلت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش إلى جيب سريبرينيتسا وقتلت فيه الرجال والفتية.

قوات صرب البوسنة قامت بقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى من مسلمي البوسنة في سريبرينيتسا.


265712.jpg


أما إيفيتا حسانوفيتش (48 عاما) فقالت "أزواج أخواتي الأربع قتلوا. شقيقي قتل وابنه أيضا. حماتي فقدت ابنا آخر وكذلك زوجها". ودفن زوجها مع ثمانية آخرين تم التعرف على رفاتهم منذ تموز/يوليو 2019 في مقبرة مركز نصب الإبادة في قرية بوتوتشاري القريبة من سريبرينيتسا وكانت تضم خلال الحرب في البوسنة (1992-1995) قاعدة قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة.

وكانت قوات صرب البوسنة سيطرت على سريبرينيتسا التي أعلنتها الأمم المتحدة "منطقة آمنة" في 11 تموز/يوليو 1995 قبل خمسة أشهر من انتهاء الحرب، وقامت خلال أيام بقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى من مسلمي البوسنة.
وحكم القضاء الدولي على القائدين السياسي والعسكري لصرب البوسنة حينذاك، رادوفان كراجيتش وراتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة، خصوصا لمجزرة سريبرينيتسا وحصار ساراييفو.
وحتى اليوم عثر على رفات نحو 6900 من ضحايا المجزرة في أكثر من ثمانين مقبرة جماعية وتم التعرف على هوياتهم. ويرقد معظمهم في مركز النصب.

واقع سياسي يصعب التعامل مع الماضي

ومجزرة سريبرينيتسا هي الفصل الوحيد في النزاع البوسني الذي اعتبره القضاء الدولي إبادة. لكن القادة السياسيين لصرب البوسنة يقللون من خطورته. ويرفض العضو الصربي في الرئاسة الجماعية للبوسنة ميلوراد دوديك صفة "الإبادة" ويتحدث عن "أسطورة".

وقال العضو البوسني المسلم في الرئاسة البوسنية، شفيق جعفروفيتش: "نصرّ بلا تهاون على الحقيقة، على العدالة وعلى ضرورة محاكمة كل الذين ارتكبوا هذه الجريمة". وأضاف  جعفروفيتش خلال حضوره صلاة جماعية في مركز النصب التذكاري: "سنكافح كل الذين ينكرون الإبادة ويمجدون مرتكبيها".

مجزرة سريبرينيتسا هي الفصل الوحيد في النزاع البوسني الذي اعتبره القضاء الدولي إبادة.

من جهته، قال بكر عزت بيغوفيتش، رئيس حزب العمل الديموقراطي ونجل الزعيم البوسني إبان النزاع علي عزت بيغوفيتش، إن "الأسرة الدولية لم تدافع عن سريبرينيتسا قبل 25 عاما، لكن يمكنها الدفاع عن الحقيقة التي تتعرض للتشكيك".
وقال المفتي العام في البوسنة حسين كافازوفيتش إنه "رغم كل ما جرى، عادت الحياة إلى سريبرينيتسا (...) الماضي الذي كان صعبا يمكن أن يكون فرصة للتعارف بشكل أفضل وبناء مستقبل أحسن إن قبلنا أن تكون الحقيقة المبدأ الموجِّه لنا". أما رئيس بلدية سريبرينيتسا الصربي ملادن غريسيتش فقال "هناك كل يوم أدلة جديدة تنفي العرض الحالي لما حدث" في المدينة.
ونظرا لصعوبة استقبال حشود كبيرة في النصب في يوم واحد، دعا المنظمون الناس إلى زيارة المركز طوال تموز/يوليو. وتنظم أيضا معارض عدة وخصوصا واحدا لأعمال الرسام البوسني، سافيت زيك، التي كرسها للمجزرة. وهناك معرض آخر عنوانه "لماذا لست هنا؟" للفنانة الأميركية البوسنية الأصل عايدة سيهوفيتس ويضم ثمانية آلاف فنجان قهوة وهو عدد ضحايا المجزرة، وُضعت على المرج الأخضر أمام المركز. وقالت الفنانة لوكالة فرانس برس "حتى الآن لم نجب على السؤال: لماذا ليسوا هنا؟". وأضافت "كيف حدث ذلك في قلب أوروبا، في منطقة تحميها الأمم المتحدة، أن يقتل ناس بهذه الطريقة الرهيبة؟ هذا إذا لم نتحدث عن الإبادة التي ما زال يتم إنكارها".

رويترز، ا.ف.ب
 
تقرير شامل حول البوسنة والهرسك


ينحدر شعب البوسنة والهرسك من العرق السلافي، وخلال الحكم العثماني (1463م-1878م) أسلم جزء من البوسنيين أُطلق عليهم اسم البوشناق، وقد أخذوا كثيرًا من حياة الأتراك وطبائعهم، وخاصة أن الأتراك هم النافذة الأولى التي أطلوا منها على الإسلام.

ومع ضعف الدولة العثمانية، احتلت قوات النمسا والمجر أراضي البوسنة، وعانى المسلمون كثيرًا في ظل هذا الاحتلال من عمليات التنصير والاضطهاد، ولم يرضخ المسلمون في البوسنة لهذه الممارسات الوحشية بل ثاروا على الحكم النمساوي عام (1900) بزعامة (علي فهمي جابيج) واستطاعوا أن يحصلوا على الحكم الذاتي في الجوانب الدينية عام (1909).

وقد تعرض مسلمو البوسنة في الحربين العالميتين (الأولى والثانية) إلى أشد حالات التعذيب والاضطهاد من جانب المسيحيين الأرثوذكس، كما تعرضوا أيضًا لأشد درجات العنف من المسيحيين الكاثوليك بعد الحرب العالمية الثانية على يد اليوغسلافي (تيتو) الذي قضى على أكثر من ربع مليون مسلم في الفترة من (1941-1945). ومع أنه سبق وأن وعدهم في حالة وقوفهم بجانبه في حرب التحرير الشعبية اليوغوسلافية-التي تكونت على إثرها دولة يوغسلافيا من أعراق البوشناق والكروات والصرب-وعد البوسنيين أن يمنحهم حقوقهم الدينية، فإنه وفور توليه الحكم صادر كل أوقافهم الإسلامية، وأغلق كل مساجدهم، وراح يحولهم من مواطنين أصليين إلى لاجئين، وطردهم خارج حدود الدولة.

واستمرت معاناة المسلمين البوسنيين من الاضطهاد والتضييق عليهم في ممارسة شعائرهم في يوغسلافيا-أبرز مؤيدي السوفييت-إلى أن انهارت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي السابق، الأمر الذي هز كيان الشيوعية في أوروبا الشرقية كلها، بما فيها الاتحاد اليوغوسلافي، مما دفع المجلس النيابي الأول للأقليات الإسلامية في جمهورية يوغوسلافيا في أبريل (1990) إلى الإعلان عن دستور للمسلمين ينضم إليه جميع المسلمين في يوغوسلافيا.

جزء من معاناة مسلمي البوسنة أثناء حرب البوسنة

فكرت البوسنة في أن تستقل بنفسها عن الاتحاد اليوغوسلافي على غرار الصرب والكروات، اللذان أرادا الاستقلال أيضًا عن يوغسلافيا، إلا أن صربيا ساندت مواقف صرب البوسنة في عدم الانفصال باعتبار أن المسلمين هم في الأصل من الصرب، واعتنقوا الإسلام خلال الحكم العثماني، وهذا الانتماء الديني المخالف لعقيدة صربيا (الأرثوذكسية) لا يستوجب إعطاء المسلمين الحكم الذاتي في يوغوسلافيا، ومن هنا بدأت الكارثة المسماة بحرب البوسنة بين الصرب والمسلمين.

لقد ذاق مسلمو البوسنة والهرسك أبشع أنواع التعذيب التي لم يشهد التاريخ مثلها من قبل على يد القوات الصربية، لدرجة أن جملة النساء المسلمات اللائي اغتصبن في العام الأول من حرب البوسنة والهرسك قد بلغت (50) ألف فتاة بحسب مصادر، وكثيرًا ما كان يجري هذا الاغتصاب بصورة جماعية، إضافة إلى ذلك أُزهق في هذه الحرب أكثر من 250,000 روح مسلمة، وقُتل 20,000 طفل، و8,000 مختفٍ قسريًا، وأكثر من مليون لاجئ مسلم، وهُدِّمت مئات المساجد والمنشآت الإسلامية من مدارس شرعية ومبان للمشيخة الإسلامية والأوقاف، كما أن الخسارة المالية تقدر بحوالي 300 مليار دولار.

سراييفو

ولم تدلل تلك الأرقام من المآسي التي عاشتها البوسنة، إلا عن حقد دفين من قِبل الصرب تجاه مسلمي البوسنة، وقد ظهر هذا جليًا في تصريح ” فيليبور أوسكويتش” وزير الإعلام في حكومة الصرب، حيث صرّح والحرب دائرة في البوسنة لوكالات الأنباء بالآتي:

إن الصرب هم حملة لواء الحروب الصليبية الجديدة لإنقاذ أوروبا من الإسلام، وأن بلاده تحارب مؤامرة إسلامية للسيطرة على العالم”، ووصف الوزير الصربي الحرب الدائرة في البوسنة والهرسك بأنها “حرب دينية”!
هنا يأتي سؤال هام على الأذهان ألا وهو: أين كان دور الدول الإسلامية فيما حدث لمسلمي البوسنة؟!!

دور الدول الإسلامية تجاه مآسي البوسنة

إذا كان التصريح السابق تعبيرًا عن الموقف الرسمي الصريح للصرب تجاه المسلمين، فهل كان للدول الإسلامية موقفٌ صريحٌ وواضحٌ ضد انتهاكات الصرب ضد المسلمين!! فالإجابة مع الأسف: لا!!

قامت بعض الدول الإسلامية بالمساعدة المادية بإرسال مساعدات وجمع أموال للبوسنة، وكذلك سحبت بعض الدول سفراءها من بلجراد عاصمة يوغسلافيا الداعم الرئيس لصرب البوسنة، وبالطبع لا يمكن نسيان خطابات الإدانة والقلق والاستنكار من الدول الإسلامية تجاه ما حدث في البوسنة، خطابات الإدانة والاستنكار كالتي نشاهدها اليوم تجاه أي كارثة تصيب بلدان المسلمين!!

كذلك عُقد مؤتمر طارئ لوزراء خارجية الدول الإسلامية في 16 يونيو 1992م بإسطنبول، وقد دعا المؤتمر الإسلامي الأمم المتحدة إلى القيام بدور أكبر من أجل إحلال السلام في البوسنة والهرسك، وأبدى المؤتمر في الكلمة الافتتاحية استعداد الدول الإسلامية لإرسال قوات عسكرية إلى منطقة الصراع في حال طلب الأمم المتحدة ذلك!!!

على إثر المجازر التي حدثت في الحرب، حثّ وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي الأمم المتحدة على بحث اتخاذ إجراء عسكري، إذا فشلت العقوبات الاقتصادية في وقف هجمات الصرب على جمهورية البوسنة والهرسك.

الأمم المتحدة في البوسنة أثناء الحرب

لا أدري أين كان الدور المستقل للدول الإسلامية في ذلك الوقت؟ وهل التحرك العسكري من الدول الإسلامية لنجدة إخوانهم في العقيدة يحتاج إلى طلب من الأمم المتحدة!!

أليس هؤلاء إخوة في العقيدة والدين، ونجدتهم واجب وفرض عين على كل مسلم، أليس ديننا الذي يأمرنا بذلك أم أننا بحاجة إلى موافقة الأمم المتحدة أولًا؟! ألم يقل رسولنا الكريم-صلى الله عليه وسلم -:

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
ألم تكن هذه الأمم المتحدة التي قال عنها المتحدث باسم حكومة البوسنة والهرسك:

إن قوات الأمم المتحدة تتغاضى عن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها قوات الصرب في العاصمة البوسنية سراييفو مشيرًا إلى أن دبابات الصرب تقصف مطار المدينة بينما يكتفي جنود المنظمة الدولية-الأمم المتحدة-بمتابعة ما يجري دون أن يحركوا ساكنًا.
UN

فماذا كان سيحدث لو أعلنت الدول الإسلامية مُجتمِعةً إرسال قوات عسكرية لمساندة المسلمين في البوسنة؟ أليس كان بإمكان ذلك أن يغير الوضع ويضع حدًا لهذه المأساة التي حدثت؟!

المجاهدون العرب مثال لإخوة العقيدة

وهنا لا نستطيع أن ننكر أن بعض مسلمي العالم الإسلامي قد أثرت في نفوسهم ما شاهدوه وسمعوا بما حدث بالبوسنة، فهبوا ليلبوا نداء الجهاد لنصرة إخوانهم في البوسنة، فقد شارك في هذه الحرب العديد من المجاهدين العرب بجانب البوسنيين والذين سطروا بدمائهم ملاحم كتبوها بالدم ليثبتوا للعالم أن الأخوة هي أخوة الإسلام، وأن المسلم أخو المسلم بغض النظر عن لونه وعرقه وقومتيه، هذا في ظل تواطؤ من الحكومات العربية والإسلامية كالعادة.

مستجدات الحرب: تجريد مسلمي البوسنة من السلاح والحماية

بدأ العدوان الصربي على البوسنة في أبريل 1992م، وبالتالي أصبح فرض عين على مسلمي البوسنة جهاد العدوان الصربي الخسيس، خاصة مع خذلان العالم أجمع تجاه المذابح والمجازر التي حدثت.

بلا شك إن وضع المسلمين في البوسنة قبل الحرب كان الأضعف لأنهم لم يكونوا مسلحين، ولم يكونوا مستعدين، ولم يكن خلفهم أي جهاز معين يمكن أن يمدهم بالمال والسلاح والتدريب، على العكس تمامًا فالصرب كانوا هم المسيطرين على الجيش اليوغسلافي إجمالًا، أما الكروات، فكرواتيا كانت تقف خلفهم وتمدهم بالسلاح، إذن الأضعف كانوا المسلمون، طالب المسلمون بتسليحهم للدفاع عن أنفسهم، فجاءت أوروبا وأميركا والعالم كله ففرضوا حظر توريد سلاح على يوغسلافيا بما فيها البوسنة والهرسك، لكن الصرب تمكنوا من الحصول على سلاح من يوغسلافيا بطرق غير مباشرة، والعالم كله كان يدري بذلك.

الصرب

طالب مسلمو البوسنة باستثناء المسلمين من هذا الحظر ليتمكنوا من رد الهجمات الصربية الشرسة، ولكن ما من مجيب!! فشلوا في الحصول على السلاح، فطالبوا بالتدخل الدولي لحمايتهم من الصرب، لكن المجتمع الدولي رفض في البداية، فاستمرت الحرب ثلاث سنوات ومئات الألوف من الضحايا البوسنيين، لأن المجتمع الدولي في ذلك الوقت وتحديدًا أميركا-التي كانت بإمكانها أن تقول الكلمة؛ سواء بإلغاء الحظر على المسلمين في البوسنة أو بالتدخل لمنع الصرب من ارتكاب ما ارتكبوه-لم تتقدم بأي شيء.

انتصارات مسلمي البوسنة في الحرب

وكما يقول القائل: كلما استحكمت حلقاتها فُرِجَت، استطاع مسلمو البوسنة في مقاطعة “بيهاتشي” تكوين نواة جيش للمقاومة تحت إشراف حكومة البوسنة، وحققت قوات المسلمين في البوسنة انتصاراتها رغم افتقارها للأسلحة التي حُظر توريدها لجمهورية البوسنة والهرسك من قِبَل الأمم المتحدة، وتمكن مسلمو البوسنة من استرداد بعض المدن، وعدد كبير من القرى ذات المواقع الاستراتيجية الهامة في البوسنة، ونتج عن هذه الانتصارات حصول المسلمين على المزيد من الأسلحة التي تركها الصرب، منها: الدبابات والمدافع الثقيلة وأسر مئات من جنود الصرب.

على ضوء هذه الانتصارات تغيّرت خريطة النزاع في البوسنة والهرسك، ودخلت المشكلة مرحلة جديدة.. ليكسب المسلمون مساحة كبيرة من تأييد الرأي العام العالمي إلى جانب الأراضي المحررة، وعلى إثر ذلك حددت الأمم المتحدة 6 مناطق آمنة داخل البوسنة يُمنع دخول قوات الصرب إليها، ولكن لم تلتزم القوات الصربية بذلك، وارتكبت مجزرة من أبشع المجازر التي نالت من مسلمي البوسنة وذلك في مدينة “سربرنيتشا“-إحدى المناطق الست الآمنة-في 11 يوليو 1995م. أعلن عقب تلك المجزرة البشعة محقق الأمم المتحدة في انتهاكات حقوق الإنسان استقالته؛ متهمًا الأمم المتحدة بالتخاذل في الدفاع عن البوسنيين.

srebrenica

قرار جريء ومستغرب من مجموعة الاتصال الإسلامية

على إثر مذبحة سربرنيتشا، اتخذت مجموعة الاتصال الإسلامية المكونة من وزراء خارجية كل من: مصر وتركيا وإيران وماليزيا وباكستان والسنغال والمغرب، قرارًا باعتبار الدول الإسلامية غير ملزمة بقرار حظر الأسلحة عن البوسنة. هذا القرار في رأيي قرار شجاع وجريء، ولكنه جاء متأخرًا جدًا وانتظره المسلمون طويلًا، انتظره المسلمون طويلاً لأنه جاء بعد مذبحة سربرنيتشا مباشرةً، ولا شك أن مذبحة سربرنيتشا كانت من البشاعة ما حرّك مشاعر البشرية جمعاء، ولكن أين كانوا من المذابح التي سبقت “سربرنيتشا” والتي حصدت أرواح مئات الآلاف من مسلمي البوسنة وجرحاهم واغتصاب النساء، هل كل هذا كان سرابًا لم يُرَ من قِبَل الدول الإسلامية!! حقًا لا أدري.

اتفاق دايتون وخديعة مسلمي البوسنة

بعد القرار الجريء لمجموعة الاتصال الإسلامية، وعندما بدأ مسلمو البوسنة يقفون على أرجلهم بثبات وبدأ السلاح يصل إليهم بطرق معينة أصبح الأمر مختلفًا، وهنا رأينا التدخل قد حدث من قِبَل الولايات المتحدة-رأس الأفعى-، فقد نجحت المساعي الأميركية والأوروبية والروسية في دفع أطراف النزاع-خاصة الصرب-إلى الذهاب إلى مفاوضات سياسية انعقدت في القاعدة العسكرية “دايتون” بالولايات المتحدة الأميركية بين الأول والخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 1995م، حضر المفاوضات الرئيس اليوغسلافي الصربي ميلوزيفيتش والكرواتي توجمان والزعيم البوسني المسلم الراحل علي عزت بيجوفيتش-رحمه الله-.

بيجوفيتش

وأُجبر الزعماء في دايتون على أن يدخلوا إلى القاعدة العسكرية، وقُفلت عليهم الأبواب، ومُنع خروج الرؤساء إلى أن يوقعوا على الاتفاقية، ووقعوا بالفعل.

على كلٍ جاءت اتفاقية دايتون بنصوص غير مرضية للمسلمين، ولكن وقتها قال الرئيس البوسني الراحل عزت بيجوفيتش: إن اتفاقًا غير منصف خيرٌ من استمرار الحرب. فربما تهديد الصرب له بتصعيد المذابح على غرار مذبحة سربرنيتشا هو الذي اضطره للتوقيع على الاتفاق.
 
مسلمو البوسنة يدينون إنكار الصرب لمجازر سريبرينيتسا

font-title.png

أدان نائب رئيس بلدية سريبرينيتسا، حمدية فييتش، ما يشعر به مسلمو البوسنة إزاء جيرانهم الصرب الذين يعتقدون أن المجرزة التي ارتكبت في المدينة مجرّد «أسطورة»، رغم مرور 25 عاماً على حصولها، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن المجزرة تمثل «أحلك فصول التاريخ الأوروبي».

وكرّست قرارات العدالة الدولية واقعة مقتل آلاف الرجال والمراهقين البوسنيين المسلمين بأيدي القوات الصربية في بضعة أيام، خلال يوليو/ تموز1995.

وعشية إحياء الذكرى الخامسة والعشرين للإبادة، اليوم السبت، يرى الناجون منها أن «إنكار» الصرب سقوط ثمانية آلاف ضحية بوسني يشكّل جزءاً لا يتجزأ من المجزرة، ويمثّل العائق الرئيسي أمام تهدئة العلاقات بين المجموعتين.

وأدى النزاع الذي شهدته البوسنة بين الصرب، والمسلمين، بين العامين 1992 و1995 إلى أكثر من 100 ألف قتيل، ولكن وحدها مجزرة سريبرينيتسا في شرقي البلاد، اعتُبِرَت عملَ إبادة، وهو التوصيف الذي أقرّته أولاً محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في 2001، ثم محكمة العدل الدولية في 2007. وحُكِم على القائد السابق للقوات الصربية في البوسنة، الجنرال راتكو ملاديتش، بالسجن المؤبد عام 2017، وتوفي القائد السياسي لصرب البوسنة، رادوفان كاراجيتش، قبل اكتمال فصول محاكمته أمام المحكمة.

وبعد ربع قرن، لا تزال المجزرة إحدى أسباب الانقسام الرئيسية بين البوسنيين، والصرب. ويعتبر البوسنيون أن الإقرار الكامل بالمجزرة شرط لبناء سلام دائم. في المقابل، ترى أغلبية صرب البوسنة، خصوصاً مسؤولوهم، أن استخدام توصيف «إبادة» غير مقبول.

وفي صربيا، يرى الرئيس ألكسندر فوتشيتش، أن ما حصل في سريبرينيتسا أمر لا يدعو إلى الفخر. ويقول «سريبرينيتسا أمر يجب ألا نفتخر به، ولا نستطيع أن نفتخر به»، لكنه يتجنب لفظ الكلمة التي يتمنى البوسنيون سماعها.

اليوم، تبدو المدينة التي يرأس صربي مجلسها البلدي، يعاونه نائب رئيس بوسني، أشبه بمدينة منكوبة. فالحياة معدومة كلياً في وسطها، والمتاجر فيها نادرة، ويعيش فيها آلاف الصرب، والبوسنيين، لكنهم لا يتخالطون فعلياً.
وصوّت النواب الصرب في برلمان البوسنة الفيدرالي أكثر من مرة ضدّ مشاريع قوانين تمنع الإنكار.

وإلى اليوم، عُثر على رفات نحو 6900 من ضحايا المجزرة في أكثر من ثمانين حفرة جماعية، وحُدِدَت هويات أصحاب هذه البقايا. ودُفِن معظم هؤلاء في مركز النصب التذكاري في سريبرينيتسا.

ويرى أمير سولياجيتش، مدير المركز التذكاري للمجزرة، أن هذه الذكرى الخامسة والعشرين هي أيضاً «الذكرى الخامسة والعشرون للإنكار». ويضيف «رغم الأدلة الكثيرة وقرارات المحاكم الدولية، أصبح الإنكار أقوى». لكنّه يحذّر من أن «إنكار الإبادة هو إعلان عن عنف مستقبلي».
ويرى المفوض الأوروبي لتوسيع الاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيليي، أن سريبرينيتسا «تبقى جرحاً مفتوحاً في قلب أوروبا». ويضيف أن «هذا الجزء من تاريخ أوروبا يجب أن يحصّن من أية محاولة للنفي، والتحريف».

ووصف الاتحاد الأوروبي، امس، (مذبحة سريبرينيتسا) قبل 25 عاماً، بأنها «أحلك الفصول» في تاريخ أوروبا التي أخفقت في الوفاء بوعدها بمنع وقوع مثل هذه الفاجعة الكبرى.

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان، امس الجمعة: «إننا سنحيي السبت (اليوم)، الذكرى السنوية ال25 للإبادة الجماعية في سريبرينيتسا التي تعد واحدة من أحلك فصول التاريخ الأوروبي الحديث، وهي ذكرى مؤلمة». وأضاف «إن أوروبا قبل 25 عاماً أخفقت في الوفاء بوعد قطعته بأنه لن توجد مأساة من هذا القبيل في قارتنا أبداً».

(أ.ف.ب)
 
maxresdefault-6.jpg


زعيم صرب البوسنة أمر بمذبحة سربرنيتشا

قال جنرال سابق من صرب البوسنة إن زعيم صرب البوسنة وقت الحرب رادوفان كاراديتش أبلغه "بضرورة قتل جميع المسلمين" قبل أيام من ارتكاب مذبحة سربرنيتشا عام 1995 والتي أودت بحياة ثمانية آلاف مسلم.

وأضاف ميروسلاف ديرونيتش وهو أحد جنرالات صرب البوسنة السابقين الذي أدانته المحكمة، أنه اجتمع مع كاراديتش أوائل يوليو/تموز 1995 قبيل هجوم الصرب على سربرنيتشا شرق البوسنة والتي أعلنتها الأمم المتحدة منطقة آمنة.

وأضاف ديرونيتش أمام المحكمة الدولية في لاهاي التي تنظر قضية راديسلاف كرستيتش وهو أحد جنرالات الصرب السابقين "قال لي كاراديتش في ذلك الوقت العبارة التالية، يستحق جميع المسلمين القتل. أينما وضعت يدك عليهم".

وقد أدين كرستيتش عام 2001 بالتورط في ارتكاب المذبحة وحكم عليه بالسجن 46 عاما بتهمة ارتكاب مذبحة سربرنيتشا وهي أسوأ جريمة ارتكبت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال ديرونيتش إنه تحدث إلى كاراديتش هاتفيا بعد يومين من سقوط سربرنيتشا ليبلغه بالعدد الكبير من الأسرى المسلمين الذين سقطوا في إقليم براتوناك شرق البوسنة. وأضاف أن كاراديتش أبلغه بأن التوجيهات ستصله سريعا بشأن ما يجب عمله مع أسرى الحرب.

وجاءت شهادة ديرونيتش متوافقة مع ما قاله قائد جيش صرب البوسنة السابق مومير نيكولتش الذي قال أمام محكمة لاهاي الدولية في سبتمبر/أيلول الماضي إن مذبحة سربرنيتشا وقعت بناء على أوامر من أعلى السلطات السياسية والعسكرية لصرب البوسنة.

واتهمت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة كاراديتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش بالتورط في مذبحة سربرنيتشا التي ارتكبت خلال الحرب البوسنية التي استمرت بين عامي 1992 و1995. ومازال كاراديتش وميلادتش أكثر المطلوبين من قبل محكمة لاهاي
 
سلوبودان براليك المدان في جرائم حرب البوسنة "يتناول سما" وينتحر في قاعة المحكمة

مجرم بحرب البوسنة ينتحر بالسم في قاعة المحكمة

مجرم بحرب البوسنة ينتحر بالسم في قاعة المحكمة

مات أحد مجرمي حرب البوسنة بعدما شرب سما في جلسة استئناف في محكمة جرائم الحرب في لاهاي بعد سماع الحكم عليه.

وكان سلوبودان برالياك (72 عاما) ضمن ستة زعماء سياسيين وقادة عسكريين من كروات البوسنة يمثلون أمام المحكمة.

وفي عام 2013، حكم على برالياك بالسجن 20 عاما لإدانته بارتكاب جرائم حرب في مدينة موستار.
وفور سماعه قرار محكمة الاستئناف بتأييد الحكم السابق ضده، قال برالياك للقاضي "لقد تناولت سما".
وقالت وسائل إعلام محلية كرواتية إن برالياك لفظ أنفاسه الأخيرة، لكن الأمم المتحدة قالت إنها لا تستطيع تأكيد ذلك.

وقد مثل المتهمون الستة في آخر جلسات الاستئناف المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي تدعمها الأمم المتحدة.

وبالرغم من أن الكروات والمسلمين كانوا حلفاء ضد صرب البوسنة في الحرب التي اندلعت بين عامي 1992 و1995، فقد نشبت معارك بين الجانبين لفترة 11 شهرا شهدت مدينة "موستار" بعض أعنفها.

"لا تأخذوا الكوب"

وقد وقف برالياك فور سماعه الحكم ورفع يده إلى فمه ورفع رأسه وبدا كأنه يبتلع سائلا ما من كوب.
وعلى الفور علق القاضي الذي ترأس الجلسة، كرمل أغيوس، الإجراءات وطلب حضور سيارة إسعاف.
وقال القاضي "لقد علقنا الجلسة. ارجو إسدال الستائر، ولا تأخذوا الكوب الذي شرب منه المتهم".

وقالت آنا هوليغان مراسلة بي بي سي إن مظاهر الارتباك سادت قاعة المحكمة قبل إسدال الستارة.

وشوهد وصول سيارة إسعاف في وقت لاحق بينما حلقت طائرة مروحية فوق المنطقة.
واندفع عمال إغاثة إلى البناية في وقت لاحق.

جرائم ضد مسلمين

وحكم على برالياك، القائد السابق لقوات الدفاع الكرواتية في البوسنة، بالسجن بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وعلمت المحكمة أن برالياك لم يتخذ إجراءات جادة بعد أن علم باحتجاز مسلمين في مدينة بريزور في صيف عام 1993.

كما لم يتخذ إجراءات بعد أن علم بمخططات لتنفيذ جرائم قتل وهجمات على مساجد في شرق موستار.
وإلى جانب برالياك، مثل أمام المحكمة يادرانكو برليتش رئيس الوزراء السابق للدويلة التي أقامها كروات البوسنة.
 
أبرز زعماء العالم يتذكّرون مذبحة سريبرينيتسا بعد 25 عاماً وهذه أقوالهم

عجوز بوسنية تصلي بالقرب من ضريح في بوتوكاري، ليس بعيداً من سريبرينيتسا


عجوز بوسنية تصلي بالقرب من ضريح في بوتوكاري، ليس بعيداً من سريبرينيتسا -

ليست مذبحة سريبرينيتسا التي وقعت قبل ربع قرن وراح ضحيّتها نحو ثمانية آلاف مسلم بوسني مسألة داخلية فقط، بل أوروبية وعالمية، دفعت بزعماء حاليين وسابقين إلى إطلاق تصريحات اليوم، السبت، مشددين على أهمية هذه الذكرى، ورفض العنف الإثني والعرقي والطائفي حول العالم، وضرورة الوقوف إلى جانب الضحايا من الشعب البوسني حتى تحقيق العدالة كاملاً.

أدناه مجتزآت من تصريحات أبرز الزعماء حول العالم في ذكرى الحادي عشر من تموز/يوليو.


أورسولا فون دير لاين: "من الصعب جداً سبر أعماق التراجيديا"



لا تزال سريبرينيتسا جرحاً مفتوحاً في ضمير أوروبا بعد مرور 25 عاماً. هناك نساء لن يستطعن أبداً دفن أطفالهم ليستريحوا إلى الأبد. هناك أسر نازحة لم تعد إلى بيوتها أبداً. هناك ناجون لا يزالون يستفيقون في منتصف الليل. كإمرأة، كأم وزوجة، يمكنني فقط أن أحاول تقدير عمق ألمكم. قلبي معكم. ثمانية آلاف روح زُهقت. ثمانية آلاف صوت أُسكت. من الصعب جداً سبر أعماق هذه التراجيديا".

AP Photo/Francisco Seco

فون دير لاين في البرلمان الأوروبي

بوريس جونسون: "علينا ألا نسمح بنسيان المذبحة



أسر كثيرة لا تعرف ماذا حلّ بأحبائها. كثيرون من الجناة لم يحاسبوا بعدُ. وهناك الذين يفضلون نسيان أو إنكار ضخامة ما حدث. علينا ألا نسمح بذلك. نحن مدينون بتذكر سريبرينيتسا كي لا تتكر مجدداً، مدينون بذلك للضحايا والأجيال القادمة. أنا فخور بالدور الذي لعبته بريطانيا خلال السنوات الخمس والعشرين السابقة في الكفاح من أجل العدالة..."

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: "أوروبا معكم"

أوروبا معكم. لن نرتاح قبل تحقيق العدالة. لقد نفذت أعمال شنيعة في سريبرينيتسا منذ 25 عاماً والآلاف من الرجال والصبيان قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية. بينما طرد العجائز والأطفال، والنساء انتهكن واغتصبن. نتذكر ونكرّم ذكرى كلّ الذين ماتوا خلال ارتكاب تلك الفظائع.

 
مايك بومبيو: "نتعهد بألا ننسى المأساة أبداً"
الولايات المتحدة تتعهّد بألا تنسى التراجيديا. نحزن مع الأسر التي تبحث عن العدالة لخسارة ثمانية آلاف روح بريئة .. ونقف إلى جانب أصدقائنا في البونسة والهرسك.. يجب على أولئك الذين يتذكرون بيننا ما حصل منذ ربع قرن بناء مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً وديمقراطية للجيل الذي عاصر المذبحة".

Yuri Gripas/Pool via AP

كبير الدبلوماسيين الأميركيين وزير الخارجية مايك بومبيو

بيل كلينتون: "لا يبدو أننا تعلّمنا.."

الحادي عشر من تموز/يوليو أكثر بكثير من مجرّد يوم أسودَ في تاريخ البوسنة. ذلك أنه أيضاً تذكير قوي للثمن الباهظ الذي ندفعه جميعاً عندما ندير ظهرنا للإنسانية (المشتركة). حول العالم، تستمر النزاعات العرقية والإثنية والدينية وتسبب بؤساً لا يحتمل وخسائر للأسر.. وبعد 25 عاماً (على المذبحة) لا يبدو أننا تعلّمنا كثيراً منها في أماكنَ كثيرةً أخرى..."

AP Photo/Mark Lennihan

الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون
 
مارك روته: "كأنها حدثت أمس"

وقعت المذبحة منذ 25 سنة ولكننا نشعر وكأنها حدثت أمس. ذلك أن الألم يدوم. الألم لخسارة أبنائكم، آبائكم وأزواجكم.

Bernd von Jutrczenka/Pool via AP

رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه

الأمير تشالرز: "دعونا نكرّم ذكراهم بالتصالح"

بينما نتذكر ضحايا الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا، الذين ماتوا والذين تُركوا، دعونا نكرّم ذكراهم بتجديد التعهد للقيام بعملية التصالح الصعبة والأساسية. دعونا فيما نقوم بهذه العملية أن نستلهم ونأخذ الشجاعة من أولئك الكرماء الذين يعانون حتى اليوم...".

ABIR SULTAN/AP

الأمير تشارلز متحدثاً في ذكرى المحرقة اليهودية في بداية العام الحالي

 
إحياء مرور ربع قرن على مجزرة سربرنيتشا التي راح ضحيتها ثمانية آلاف مسلم على يد قوات صرب البوسنة


Loading video



تحيي البوسنة والهرسك السبت الذكرى الخامسة والعشرين لمجزرة سربرنيتشا التي راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم على يد قوات صرب البوسنة. وكانت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة قد صنفت هذه الواقعة على أنها مجزرة واعتبرت أنها ترقى لمستوى الإبادة على الرغم من الرفض الصربي.


يتجمع مسلمو البوسنة السبت لإحياء ذكرى الإبادة التي شهدتها مدينة سربرنيتشا قبل 25 عاما، ولكن بسبب جائحة كورونا، من المتوقع أن يشارك في هذه المناسبة التي يحضرها عادة عشرات الآلاف من الأشخاص عدد أقل هذا العام.
وتعتبر هذه الإبادة هي أسوأ مجزرة وقعت على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

"إنه أمر صعب أن تسمع شخصا ينادي والده وأنت ليس لديك أب"

وقالت سهاد حسانوفيتش (27 عاما) التي لم تمنعها إجراءات الحجر من القدوم إلى المركز، باكية "لدي ابنة في السنة الثانية من العمر، وهو سني عندما وقعت المجزرة. إنه أمر صعب أن تسمع شخصا ينادي والده وأنت ليس لديك أب".

وأوضحت أن والدها سيمسو "ذهب إلى الغابة ولم يعد. لم يعثر سوى على بضع عظام له". ومثل شقيقه شفيق ووالده سيفكو، قتل سيمسو عندما دخلت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش إلى جيب سربرنيتشا وقتلت فيه الرجال والفتية.

أما إيفيتا حسانوفيتش (48 عاما) فقالت "أزواج أخواتي الأربع قتلوا. شقيقي قتل وابنه أيضا. حماتي فقدت ابنا آخر وكذلك زوجها".

"منطقة آمنة"

وسيدفن زوجها مع ثمانية أشخاص آخرين تم التعرف على رفاتهم منذ يوليو/تموز 2019 بعيد ظهر السبت في مقبرة مركز نصب الإبادة في قرية بوتوتشاري القريبة من سربرنيتشا وكانت تضم خلال الحرب في البوسنة (1992-1995) قاعدة قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة.

وكانت قوات صرب البوسنة قد سيطرت على سربرنيتشا التي أعلنتها الأمم المتحدة "منطقة آمنة" في 11 يوليو/تموز 1995 قبل خمسة أشهر من انتهاء الحرب، وقامت خلال أيام بقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى من مسلمي البوسنة.

وحكم القضاء الدولي على القائدين السياسي والعسكري لصرب البوسنة حينذاك رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة، خصوصا لمجرزة سربرنيتشا وحصار ساريفو.

وحتى اليوم عثر على رفات نحو 6900 من ضحايا المجزرة في أكثر من ثمانين حفرة جماعية وتم التعرف على هوياتهم. ويرقد معظمهم في مركز النصب.

مئة ألف شخص

ومجزرة سربرنيتشا هي الفصل الوحيد في النزاع البوسني الذي قتل فيه مئة ألف شخص، الذي اعتبره القضاء الدولي إبادة. لكن القادة السياسيين لصرب البوسنة يقللون من خطورته.

ويرفض العضو الصربي في الرئاسة الجماعية للبوسنة ميلوراد دوديك صفة "الإبادة" ويتحدث عن "أسطورة".
وقال العضو البوسني المسلم في الرئاسة البوسنية شفيق جافيروفيتش الجمعة "نصرّ بلا تهاون على الحقيقة، على العدالة وعلى ضرورة محاكمة كل الذين ارتكبوا هذه الجريمة".

وأضاف جافيروفيتش خلال حضوره صلاة جماعية في مركز النصب التذكاري "سنكافح كل الذين ينكرون الإبادة ويمجدون مرتكبيها".

أما رئيس بلدية سربرنيتشا الصربي ملادن غريسيتش فقد أكد أن "هناك كل يوم أدلة جديدة تنفي العرض الحالي لما حدث" في المدينة.

ونظرا لصعوبة استقبال حشود كبيرة في النصب في يوم واحد، دعا المنظمون الناس إلى زيارة المركز طوال يوليو/تموز.

وتنظم أيضا معارض عدة وخصوصا واحد لأعمال الرسام البوسني سافيت زيك التي كرسها للمجزرة.
وهناك معرض آخر عنوانه "لماذا لست هنا؟" للفنانة الأمريكية البوسنية الأصل عايدة سيهوفيتش ويضم ثمانية آلاف فنجان قهوة وهو عدد ضحايا المجزرة، وضعت على المرج الأخضر أمام المركز.

وقالت الفنانة "حتى الآن لم نجب على السؤال: لماذا ليسوا هنا؟". وأضافت "كيف حدث ذلك في قلب أوروبا، في منطقة تحميها الأمم المتحدة، أن يقتل ناس بهذه الطريقة الرهيبة؟ هذا إذا لم نتحدث عن الإبادة التي ما زال يتم إنكارها".

إقتباس عن فرانس24/ أ ف ب
 
هدا ما قالته الصحافة العالمية

سريبرينيتسا ـ جرح مفتوح رغم مرور ربع قرن على المذبحة


karadec.jpg


بعد مرور 25 عامًا على الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا، انتقد المدعي العام السابق للأمم المتحدة سيرج براميرتز تمجيد وتبجيل مجرمي الحرب في البلقان. DW أجرت مع براميرتز الحوار التالي وسألته عن خبايا تلك الفترة.
بلغ تفكك يوغوسلافيا السابقة نقطة الضحالة والوحشية خلال التسعينات من القرن الماضي، عندما غزت القوات الصربية في البوسنة جيب مسلمي البوسنة في سريبرينيتسا، حيث تمت إبادة حوالي 8000 رجل وصبي، على الرغم من وجود جنود هولنديين من القبعات الزرق. تم تقديم أخطر جريمة حرب في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، إلى العدالة أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. لعب مدعي الأمم المتحدة سيرج براميرتز حينها دورًا مهمًا. وكان المحامي البلجيكي، كبير المدعين في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي لمدة عشر سنوات.

DW: مرت 25 سنة على مذبحة سريبرينيتسا، هل ترى أي بوادر للمصالحة؟

سيرج براميرتز: المصالحة قضية معقدة وحساسة. في رأيي، نحن بعيدون عن المصالحة اليوم أكثر مما كنا عليه قبل بضع سنوات. هذا يرجع أساسا إلى تزايد تمجيد مجرمي الحرب وإنكار جرائمهم. عاملان يلعبان دورًا أقوى بكثير اليوم ويتم التسامح مع الأمر مقارنة مع ما كان عليه الحال في الماضي.

وإذا نظرنا إلى كتب التاريخ في بلدان يوغوسلافيا السابقة، فهي تروي روايات مختلفة تمامًا عن الصراع. كيف يمكن بناء مصالحة انطلاقا من ذلك؟ إن شرط المصالحة يقوم على نفس الفهم للتاريخ، ونفس الفهم للمسؤولية.

استدعت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ما يقرب من 5000 شاهد وجمعت ثروة من الأدلة في أكثر من 10.000 يوم محاكمة. كانت أكبر عملية من نوعها منذ محاكمة نورنمبرغ بألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

سيرج براميرتز مدعي الأمم المتحدة أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة

أحيانًا أواجه انتقادات حادة، من خلال ملفات اتهام 161 شخص وأكثر من 90 إدانة، بأنني لم أساهم فقط في المصالحة، ولكن أيضًا جعلتها أكثر صعوبة بل وبعيدة المنال، لأنه مع كل حكم صدر في لاهاي، تكون مجموعة واحدة راضية والأخرى غير راضية. أجيب دائما بالقول: العدالة وحدها لا يمكن أن تؤدي إلى المصالحة. يجب أن تأتي المصالحة من داخل المجتمع، من المجموعات / الضحية، والأخرى المرتكبة للجرائم. ولتحقيق هذا الهدف، نحن في حاجة إلى سياسيين يتمتعون بروح المسؤولين.
لكن العديد من السياسيين يفعلون اليوم عكس المطلوب، حيث يشجعون الكراهية وإنكار الجرائم. في نهاية يونيو / حزيران، علق أحدهم ملصقات راتكو ملاديتش (مجرم الحرب المدان والجنرال الصربي البوسني) في سريبرينيتشا وشكره على "التحرر من سريبرينيتسا". عرضنا مقاطع فيديو في قاعة المحكمة قام فيها جنود من صرب البوسنة بإعدام سجناء. ومع ذلك، فإن غالبية مجرمي الحرب المدانين يُعتبرون أبطالاً في مجتمعاتهم.

"مجرمو الحرب ليسوا أبطال"

أحاول دائمًا توضيح أنه لا يوجد شيء بُطولي لدي الأشخاص الذين حوكموا في لاهاي. لم يحاكموا بسبب الدفاع عن شعوبهم، وإنما لانتهاكهم معاهدة جنيف، بإعدام السجناء، وتدمير البيوت الخاصة، والتسامح أو حتى الترويج للعنف الجنسي على نطاق واسع.

إذا لم تكن المصالحة من نتائج المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة: ما هو برأيك أهم إنجاز قبل 25 عاما للمحاكمة التي أجريت تقريبًا، مرحلة كنت فيها مدعيا عاما لمدة عشر سنوات؟

منذ فترة ولايتي، منذ عام 2008، كان أعظم الإنجازات بالتأكيد هو اعتقال وإدانة كل منرادوفان كارادزيتش وراتكو ملاديتش. عندما توليت منصبي في تلك السنة، كان من المخطط إغلاق المحكمة بحلول عام 2010. كان الكثيرون قلقين من أن المحكمة يمكن أن تقفل أبوابها دون تقديم هذين المجرمين الرئيسيين إلى العدالة. كان يمكن أن تكون كارثة. لأنه في لقاءاتي مع الناجيات ومع أمهات سريبرينيتشا، علمت أن جرائم وبطش كارادزيتش وملاديتش كان همهم الرئيسي.

استمرار المعاناة ـ حين يستحوذ الماضي على الحاضر

قضيت الساعات الطوال مع ناجين بشكل فردي، حيث عرضوا علي آخر صور أحبائهم، أخبروني بكل قصصهم. رغم مرور كل هذه السنوات، فإن الألم لا يزال حاضرا. كانت تلك اللحظات أكثر ما أثر في مسيرتي المهنية.

وقعت تلك الإبادة الجماعية قبل ربع قرن، بالنسبة للكثيرين الحدث بات جزء من التاريخ. ولكن ليس بالنسبة للضحايا، فقد أنهت تلك الجريمة، ومنذ ذلك الحين، أصبحت محور حياتها اليومية.

مرة أخرى سؤال نقدي بشأن المحكمة، فلطالما اتهِمت باضطهاد المجرمين الصرب بشكل أحادي؟

مثل جميع المحاكم الدولية الأخرى، هذه المحكمة ليست مثالية. وبالطبع، إذا عدنا إلى الوراء، هناك تحقيقات تعتقد أنه كان بإمكان إنجاز العمل بشكل أفضل. إذا حصلت على براءة، فهذا يعني أن القضية لم تكن قوية بما فيه الكفاية.

والحقيقة هي أن غالبية المضطهدين والمدانين ينتمون إلى المجموعة الصربية، ولا سيما الصرب من البوسنة والهرسك. لكن هناك من أدينوا أيضًا، ولكن بدرجة أقل، من كرواتيا وكذلك مسلمين بوسنيين. ونحن نوضح دائمًا أن الجرائم ارتكبتها جميع الأطراف في أوقات مختلفة أثناء النزاع.

أجرى الحوار: ماتياس فون هاين

 
قصة حرب البوسنة

منذ أضحت البوسنة والهرسك تحت إدارة النمسا بنص معاهدة برلين، والمسلمون يتعرَّضون للحروب المستمرَّة من عصابات الجوار الصليبية، وعلى الرغم من أنَّ معاهدة برلين نصت على احترام حقوق المواطن دون تمييز، فإنَّ المسلمين لم يسلموا من حرب التصفية المستمرَّة على أيدي العصابات الصربية والكرواتية المدعومة من النمساويين والهنغاريين.

هده التصفية أخذت أشكالًا مختلفة خلاف القتل والتصفية البدنية، مثل: الضغوط المادية، والمعنوية، والحرمان من الحقوق المدنية.

و لمَّاكان سبب اندلاع الحرب العالمية الأولى منبثقًا من الصرب الذين قتل أحدهم ولي العهد النمساوي، فقد دفع مسلمو المنطقة الثمن غاليًا؛ إذ قتل كثير منهم وتعرضوا للإهانة ومصادرة الأراضي. وهو ما تكرر في الحرب العالمية الثانية بتوسع أكبر؛ إذ أصبح المسلمون متهمين من الجميع، واتهمهم الصرب بموالاة المحور؛ وبالتالي فهم يستحقون القتل، كما اتهمهم الكروات بموالاة الصرب!!

وفيأثناء الحرب العالمية ساعدت ألمانيا النازية حليفتها كرواتيا لتضم البوسنة والهرسك إليها، ولكن هذا الأمر لم يستمر طويلًا؛ فقد شكَّل تيتو سنة (1943م) حكومةً مؤقتةً مهَّدت لإنشاء يوغسلافيا الاتحادية وريثة المملكة الصربية، تلك الدولة الاتحادية التي وضعت أول لبنات تأسيسها بعد الحرب العالمية الأولى، وضمت ستَّ جمهوريات هي: (صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، مقدونيا، الجبل الأسود، والبوسنة والهرسك)، وقد أُلحقت بيوغسلافيا سنة (1945م).

قضى الشيوعيون في يوغسلافيا على الحركات الإسلامية كحركة "الشباب المسلم" سنة (1949م). وكانوا يلقون بالمسلمين أحياء في آبار طبيعية، و يضربون الأطفال الضعفاء على الصخور، و يذبحون من عاش منهم ويلقون بالجثث دون دفن.

في دستور (1974م) اعترفت الدولة اليوغسلافية الشيوعية بالقومية الإسلامية، إلا أن الاعتراف لم يلغ العصبية الصربية الهائجة وأطماعها الممتدة إلى بناء صربيا الكبرى، لكن ما لبثت الجمهوريات اليوغسلافية الست في التفكك والانفصال بعد وفاة تيتو، وبدء انهيار الشيوعية في شرق أوروبا عام (1988م). وكانت صربيا المنتفع الوحيد من جمهورية يوغسلافيا؛ فالجيش النظامي صربي في معظمه، والنسبة الكبرى من كبار الموظفين والقادة كانت صربية.

و بذلكفقد أعلنت سلوفينيا في (4 يوليو 1990م) تطبيق قوانينها الخاصة بدلًا من قوانين يوغسلافيا الاتحادية، وأيَّد التصويت الاستقلال التام في (24 ديسمبر 1990م). واعترفت ألمانيا بسلوفينيا وكرواتيا كدولتين مستقلتين؛ فحرَّكت صربيا دباباتها إلى كرواتيا عبر أراضي البوسنة لتُقاتل بها كرواتيا في (22 سبتمبر 1991م)، فتدخلت الدول الأوربية وقرر وزراء الخارجية في اجتماعهم ببروكسل إرسال قوات للبوسنة والهرسك لمنع انتشار القتال، خاصةً بعد أن أعلن برلمان سراييفو -عاصمة البوسنة- استقلال جمهورية البوسنة والهرسك عن بلغراد -عاصمة الصرب- في (15 أكتوبر 1991م).

لم يأبه الصرب لذلك وأعلنوا في (5 يناير 1992م) قيام دولة جديدة من الصرب والجبل الأسود والمناطق الصربية في البوسنة والهرسك، عند ذلك اعترفت الدول الأوروبية والمجتمع الدولي بكلٍّ من كرواتيا وسلوفينيا، على أن يُترك المجال مفتوحاً أمام البوسنة والهرسك ومقدونيا لتقديم المزيد من الوثائق التي تثبت التزامها ووفائها بشروط الاعتراف باستقلالها!!، ومنها مثلاً القيام باستفتاء شعبي على الاستقلال، وبالفعل فقد أجرت الحكومة البوسنية استفتاءً, وقد قاطعته الغالبية العظمى من الصرب. وكانت نسبة المشاركة في الاستفتاء على الاستقلال 63.4% وقد صوت لصالح الاستقلال 99.7% من الناخبين, ليعلن بذلك "علي عزت بيجوفيتش" استقلال الجمهورية رسمياً في (4 مارس 1992م).

ولما كانت صربيا تريد تشكيل يوغسلافيا جديدة تضم البوسنة والهرسك إليها، فقد تفجر الموقف في البوسنة و الهرسك في (9 مارس 1992م) عندما شن الصرب معارك في جمهورية البوسنة و الهرسك، ودخل الصرب بالمدرعات والدبابات بلدة "بوسانسكي برود"، فبعثت الأمم المتحدة بقوات في (23 مارس 1992م) إلى بلغراد لحفظ السلام، وإيقاف اعتداء الصرب على كلٍّ من كرواتيا والبوسنة، وبالفعل توقف الاعتداء على كرواتيا، بينما امتد على المسلمين واتسع حتى عمَّ بحلول (25 مارس 1992م) جميع مدن البوسنة والهرسك، فصار المسلمون يجاهدون وحدهم ضد الجيشين الصربي والكرواتي يدعمهم صرب البوسنة وكروات البوسنة.

وقد كان تركيز الصرب -في المناطق التي احتلوها- على أئمة المساجد ورجال الدعوة؛ حيث يشنقوا ويعلقوا على مآذن المساجد!!، كما حاول الصرب الأرثوذكس تنصير العديد من المسلمين، ونجح الرهبان في خطف (50 ألف طفل بوسني) من المستشفيات ومراكز اللاجئين، وتم شحنهم في حافلات إلى بلغراد، ثم إلى جهة تنصيرية ألمانية.

و علىالرغم من أن الأمم المتحدة قد اعترفت بالبوسنة والهرسك بتاريخ 22 مايو 1992م وقبلت عضويتها فإن حظر الأسلحة السابق الذي فُرِض على يوغسلافيا ككل لم يرفع؛ بل كان الأمر وكأن شيئًا لم يكن ولم يتغيَّر، فلقد كان القادة العسكريون الصرب يتفاخرون بأن لديهم أسلحة وذخيرة تكفي لخوض الحرب في البوسنة والهرسك لستِّ أو سبع سنوات قادمة؛ حيث لن يكون للحذر أيُّ تأثيرٍ فعليٍّ على قدرتهم العسكرية، ولكن على العكس منهم كان للحظر تأثيرٌ كبيرٌ على دفاعات البوسنة؛ حيث يمكن اعتبار أن حظر الأسلحة بالنسبة إلى الدفاعات البوسنية هو حكمٌ بالإعدام على المدى الطويل.

و ضغطتالحكومتان الأميركية والألمانية من أجل رفع الحظر، ولكن عارض وزير الخارجية البريطاني دوغلاس هيرد الفكرة بشدة، مدَّعيًا أنَّ ذلك "لن يؤدِّي إلا إلى إطالة مدَّة الحرب" فلم يُرفع حظر الأسلحة، ولكن استمر القتال، وطال أمده إلى نهاية عام 1995م
 
رحم الله شهداء البوسنة الابرار

هناك جزئية يجب الإضاءة عليها و هي ان البوسنة بعدما اصبحت " محمية امريكية "
قامت حكومتها بإعتقال و طرد و سحب الجنسية البوسنية من المجاهدين الذين قدموا من خارج البوسنة
علماً ان اكثريتهم متزوج من بوسنيات و لهم منهن ابناء !
 
عودة
أعلى