لعبة الحرب... غزة نموذجاً

صبيان نجد

التحالف يجمعنا
طاقم الإدارة
مشرف
إنضم
29/9/21
المشاركات
4,126
التفاعلات
11,364
لماذا تمارس جيوش الدول لعبة الحرب؟ وهل فعلاً تساعد هذه اللعبة على فهم تعقيدات الحرب وخباياها؟ وهل تسهم هذه اللعبة في إماطة اللثام عن أسرار هذه الحرباء، كما سمّاها المفكّر البروسي كارل فون كلوزفيتز؟ وهل يمكن القول: إن الجيش الذي يُجرّب لعبة الحرب التي يستعدّ لها هو حُكْماً مُنتصر؟ وماذا لو مارس العدو من الجانب الآخر اللعبة نفسها، وجرّب لعبة الحرب؟

يُنظَر إلى المفكّر العسكري البروسي جورج هنريش رودولف رايسويتز (1794 - 1827) على أنه أبو لعبة الحرب (Kriegsspiel). فهي وسيلة للتدريب، وفتح أفق استنباط الحلول الممكنة. وهي تجسيد عمليّ مرئيّ وملموس، لشكل الحرب التي لم تقع بعد. هي مسرح يُجسّد الاستراتيجيّة العسكريّة الكبرى على أرض الواقع. في لعبة الحرب، تُختبر المفاهيم. سُمّيت في بعض الأحيان «صندوق الرمل». يُستعمل الرمل في هذا الصندوق لتجسيد طبيعة أرض المعركة، إن كان في الجغرافيا أو الطوبوغرافيا. فتُنحت الجبال في رمل الصندوق، كما الوديان. وتُرسم حدود الغابات، هذا إذا وُجدت. وعلى الرمل تُرسم الحدود بين القوى العسكريّة وتُحدّد القطاعات. كما يتظهّر الانتشار العملاني للقوى الصديقة كما العدوّة. وبعد الانتهاء من إعداد هذا الصندوق، يبدأ القادة بوضع السيناريوهات الممكنة للعدو عبر تحريك القطع والرموز المزروعة في الرمل، والسعي لخلق الحلول التكتيكيّة، العملانيّة وأيضاً الاستراتيجيّة. لصندوق الرمل مقياس متري كما للخريطة العاديّة، لكنه بثلاثة أبعاد (3D’s)

باختصار، إنها عمليّة مُحاكاة (Simulation) لحرب أو معركة لم تحصل بعد. فعلى سبيل المثال، أعدت البحريّة الأميركيّة خطة الحرب البرتقالية (Orange Plan) للأعوام (1930 - 35). ركّزت هذه الخطة على حرب بحريّة مُحتملة مع اليابان في المحيط الهادئ.

في الستينات، جرّبت أميركا لعبة الحرب عن نتائج حرب فيتنام المحتملة. فاتت النتيجة على الشكل التالي: الانتصار سيكون شيوعيّاً، وستصل الحرب إلى طريق مسدود (Stalemate)، وستحصل مظاهرات في الداخل الأميركي مناهِضة للحرب.

قد يستعمل لعبة الحرب فريق سياسي معيّن بهدف تمرير سياسات معيّنة، والتأثير على الخيارات وحتى على الموازنات الماليّة. هكذا يحصل اليوم في أميركا من مايك غاليغر، النائب الجمهوريّ، لتضخيم الخطر الصيني. وبناءً على لعبة الحرب التي أعدّها هذا النائب، يتبيّن أنه يجب على أميركا تسليح تايوان حتى العظم

«حماس»:

تعتمد هذه الحركة الفلسطينية على الدفاع الاستراتيجيّ، مقابل الهجوم التكتيكيّ. هي هاجمت في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها حالياً تدافع بشراسة داخل قطاع غزة. وبسبب التراكمات الدمويّة مع إسرائيل، أخذت «حماس» الدروس وأدخلتها في عقيدة القتال الخاصة بها. فلنُسمّها خطة الحرب (War Game) المحتملة للحرب مع الجيش الإسرائيليّ. وكي تدافع، فإن عليها أن تصدّ تقدّم الجيش الإسرائيلي إلى أطول فترة ممكنة، وذلك بهدف كسب الوقت مقابل استنزاف هذا الجيش، لتأتي الخطة الدفاعيّة على 3 مستويات:

• تحضير المناطق الخالية تقريباً من السكان (الزراعيّة) للدفاع التأخيري المرن (Flexible Defense)، إن كان في شمال القطاع، أو وسطه، وكذلك في جنوبه، ويكون ذلك عبر زرع الألغام، وحقول المتفجّرات، وأماكن معدّة مسبقاً للكمائن. ومع تخصيص أقل عدد ممكن من المقاتلين لهذه المناطق.

• إعداد تخوم المدن للدفاع عنها، وذلك عبر الاشتباك من بُعد. كلّ ذلك مع السعي الحثيث لاستمرار إطلاق الصواريخ بعيدة المدى على الداخل الإسرائيليّ.

• تحضير داخل المدن لحرب أفقيّة على سطح الأرض، وعموديّة إيجابيّة في المباني المرتفعة، كما هي عموديّة سلبيّة تحت الأرض وفي الأنفاق.

الجيش الإسرائيليّ:

بناءً على تجارب القتال مع «حزب الله» اللبنانيّ، ومع حركة «حماس» في قطاع غزة، عمد رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي هرتسي هاليفي، إلى تدريب الجيش الإسرائيلي على الحرب الهجينة (Hybrid)، وذلك حتى قبل وصوله إلى مركز رئاسة الأركان. ارتكزت عقيدته القتاليّة على القتال المُشترك بين القوى (Combined Arms)، وهي:

• المشاة ومن كل الاختصاصات، قوات عاديّة، قوات خاصة وضمناً القوات المظليّة.

• تحمل هذه القوات آليات مدرّعة مجهّزة بأنظمة حماية خاصة ضد الأسلحة المضادة للدروع (Trophy). ومن هذه الآليات، هناك دبابة الميركافا، بالإضافة إلى حاملتي الجند «إيتان» و«النمر».

• يرافق هذه القوى سلاح الهندسة، والوحدات المتخصصة بكيفيّة إيجاد الأنفاق والتعامل معها كما يجب.

• تشكّل المسيّرات العين المتقدّمة لهذه القوات، كما تشكّل الطوافات الدعم الناري المباشر للهجوم.

• بُنيت مدن لتدريب هذه القوى مشابهة تماماً للمدن الفلسطينيّة.

وأخيراً، تعتمد إسرائيل، وبعكس «حماس»، الهجوم الاستراتيجيّ، مع الدفاع التكتيكيّ. حالياً تدافع «حماس» استراتيجيّاً، كما تهاجم إسرائيل استراتيجيّاً. فماذا ستكون عليه نتيجة هذه الحرب الدمويّة؟ إن غداً لناظره قريب.

الشرق الأوسط

@ذياب
@الادغال الاسمنتية

 
النظريات شيء و الميدان شيء آخر و علمنا التاريخ ان الكلمة الأخيرة للميدان فغالباً تجري رياح " من خطط " بعكس رغباته و آماله
عدة عوامل على الارض و في الميدان تحدد مسار المعارك و مصير الحرب
الأهم بالنسبة لنا كمسلمين هو اليقين و الثقة بالله عز و جل
فهل كان يتوقع المخطط الصهيوني ان تتغلب قذيفة الياسين المتواضعة على احدث منظومة حماية ( التروفي )؟
هي إرادة الله التي نثق بها رغم ذلك المقاومة لم تكن فقط مستكينة و متكاسلة و متكلة
بل كانت تعمل بصمت و تقوم بالاعداد لهذه المعركة و غيرها من المعارك فالعمل و الإعداد من مقاصد الشريعة
المقاومة قامت بما عليها و التوفيق من الله عز و جل هنا تنتهي النظريات
 
لماذا تمارس جيوش الدول لعبة الحرب؟ وهل فعلاً تساعد هذه اللعبة على فهم تعقيدات الحرب وخباياها؟ وهل تسهم هذه اللعبة في إماطة اللثام عن أسرار هذه الحرباء، كما سمّاها المفكّر البروسي كارل فون كلوزفيتز؟ وهل يمكن القول: إن الجيش الذي يُجرّب لعبة الحرب التي يستعدّ لها هو حُكْماً مُنتصر؟ وماذا لو مارس العدو من الجانب الآخر اللعبة نفسها، وجرّب لعبة الحرب؟

يُنظَر إلى المفكّر العسكري البروسي جورج هنريش رودولف رايسويتز (1794 - 1827) على أنه أبو لعبة الحرب (Kriegsspiel). فهي وسيلة للتدريب، وفتح أفق استنباط الحلول الممكنة. وهي تجسيد عمليّ مرئيّ وملموس، لشكل الحرب التي لم تقع بعد. هي مسرح يُجسّد الاستراتيجيّة العسكريّة الكبرى على أرض الواقع. في لعبة الحرب، تُختبر المفاهيم. سُمّيت في بعض الأحيان «صندوق الرمل». يُستعمل الرمل في هذا الصندوق لتجسيد طبيعة أرض المعركة، إن كان في الجغرافيا أو الطوبوغرافيا. فتُنحت الجبال في رمل الصندوق، كما الوديان. وتُرسم حدود الغابات، هذا إذا وُجدت. وعلى الرمل تُرسم الحدود بين القوى العسكريّة وتُحدّد القطاعات. كما يتظهّر الانتشار العملاني للقوى الصديقة كما العدوّة. وبعد الانتهاء من إعداد هذا الصندوق، يبدأ القادة بوضع السيناريوهات الممكنة للعدو عبر تحريك القطع والرموز المزروعة في الرمل، والسعي لخلق الحلول التكتيكيّة، العملانيّة وأيضاً الاستراتيجيّة. لصندوق الرمل مقياس متري كما للخريطة العاديّة، لكنه بثلاثة أبعاد (3D’s)

باختصار، إنها عمليّة مُحاكاة (Simulation) لحرب أو معركة لم تحصل بعد. فعلى سبيل المثال، أعدت البحريّة الأميركيّة خطة الحرب البرتقالية (Orange Plan) للأعوام (1930 - 35). ركّزت هذه الخطة على حرب بحريّة مُحتملة مع اليابان في المحيط الهادئ.

في الستينات، جرّبت أميركا لعبة الحرب عن نتائج حرب فيتنام المحتملة. فاتت النتيجة على الشكل التالي: الانتصار سيكون شيوعيّاً، وستصل الحرب إلى طريق مسدود (Stalemate)، وستحصل مظاهرات في الداخل الأميركي مناهِضة للحرب.

قد يستعمل لعبة الحرب فريق سياسي معيّن بهدف تمرير سياسات معيّنة، والتأثير على الخيارات وحتى على الموازنات الماليّة. هكذا يحصل اليوم في أميركا من مايك غاليغر، النائب الجمهوريّ، لتضخيم الخطر الصيني. وبناءً على لعبة الحرب التي أعدّها هذا النائب، يتبيّن أنه يجب على أميركا تسليح تايوان حتى العظم

«حماس»:

تعتمد هذه الحركة الفلسطينية على الدفاع الاستراتيجيّ، مقابل الهجوم التكتيكيّ. هي هاجمت في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها حالياً تدافع بشراسة داخل قطاع غزة. وبسبب التراكمات الدمويّة مع إسرائيل، أخذت «حماس» الدروس وأدخلتها في عقيدة القتال الخاصة بها. فلنُسمّها خطة الحرب (War Game) المحتملة للحرب مع الجيش الإسرائيليّ. وكي تدافع، فإن عليها أن تصدّ تقدّم الجيش الإسرائيلي إلى أطول فترة ممكنة، وذلك بهدف كسب الوقت مقابل استنزاف هذا الجيش، لتأتي الخطة الدفاعيّة على 3 مستويات:

• تحضير المناطق الخالية تقريباً من السكان (الزراعيّة) للدفاع التأخيري المرن (Flexible Defense)، إن كان في شمال القطاع، أو وسطه، وكذلك في جنوبه، ويكون ذلك عبر زرع الألغام، وحقول المتفجّرات، وأماكن معدّة مسبقاً للكمائن. ومع تخصيص أقل عدد ممكن من المقاتلين لهذه المناطق.

• إعداد تخوم المدن للدفاع عنها، وذلك عبر الاشتباك من بُعد. كلّ ذلك مع السعي الحثيث لاستمرار إطلاق الصواريخ بعيدة المدى على الداخل الإسرائيليّ.

• تحضير داخل المدن لحرب أفقيّة على سطح الأرض، وعموديّة إيجابيّة في المباني المرتفعة، كما هي عموديّة سلبيّة تحت الأرض وفي الأنفاق.

الجيش الإسرائيليّ:

بناءً على تجارب القتال مع «حزب الله» اللبنانيّ، ومع حركة «حماس» في قطاع غزة، عمد رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي هرتسي هاليفي، إلى تدريب الجيش الإسرائيلي على الحرب الهجينة (Hybrid)، وذلك حتى قبل وصوله إلى مركز رئاسة الأركان. ارتكزت عقيدته القتاليّة على القتال المُشترك بين القوى (Combined Arms)، وهي:

• المشاة ومن كل الاختصاصات، قوات عاديّة، قوات خاصة وضمناً القوات المظليّة.

• تحمل هذه القوات آليات مدرّعة مجهّزة بأنظمة حماية خاصة ضد الأسلحة المضادة للدروع (Trophy). ومن هذه الآليات، هناك دبابة الميركافا، بالإضافة إلى حاملتي الجند «إيتان» و«النمر».

• يرافق هذه القوى سلاح الهندسة، والوحدات المتخصصة بكيفيّة إيجاد الأنفاق والتعامل معها كما يجب.

• تشكّل المسيّرات العين المتقدّمة لهذه القوات، كما تشكّل الطوافات الدعم الناري المباشر للهجوم.

• بُنيت مدن لتدريب هذه القوى مشابهة تماماً للمدن الفلسطينيّة.

وأخيراً، تعتمد إسرائيل، وبعكس «حماس»، الهجوم الاستراتيجيّ، مع الدفاع التكتيكيّ. حالياً تدافع «حماس» استراتيجيّاً، كما تهاجم إسرائيل استراتيجيّاً. فماذا ستكون عليه نتيجة هذه الحرب الدمويّة؟ إن غداً لناظره قريب.

الشرق الأوسط

@ذياب
@الادغال الاسمنتية

لعبة الحرب تتطور وتتم حالياً عبر المشبهات simulators وليس فقط ضد أشخاص يفكرون كما يفكر العدو، حيث يقوم المشبه بصنع او بالاحرى بفرض حالات تقنية وتكتية كتعطيل عربات او وقوع قوة النجدة في كمين او …الخ. وكما تفضل الاستاذ @ذياب، فإن الفرضيات والتدريبات شيء والميدان شيء آخر، والدليل التاريخي على ذلك من الحروب على مر التاريخ، حيث توضع الخطط قبل المعارك ونجد ان الخطة لا تلبث ان تسقط ويطرأ على الاركان المخططين مستجدات لم تك في حسبانهم.
اما عن غزة، فالمعركة معها قد حسمت في ٧ اكتوبر، فمن وجهة نظري المتواضعة ان هذه هي الحرب الاولى التي اقرت نتيجتها مسبقاً، لقد كسرت غزة أساطير واوهام زرعت في مخيلتنا ك "الجيش الذي لا يقهر" و"الموساد العالم ببواطن الامور" والعدو الذي بامكانه "احتلال اي دولة عربية في بضعة ساعات" و" لا يمكن للعين ان تقاوم المخرز لذلك ان السلام والتطبيع هو الشيء الحتمي والطبيعي"… الخ من اساطير واوهام اذا تكلمنا على المستوى الاستراتيجي، اما على المستوى التكتي فأوضحت هذه الحرب ان بالامكان التغلب على منظومات وتجهيزات انفق على اعدادها الملايين…بتكتيكات بسيطة وإيثار.
وانا لمنتصرون باذن الله، ليس برؤية او بصيرة بما هو آت! لكن بايمان ويقين بوعد الله.
ولنا في الفرنجة الذين احتلوا الشرف واقاموا فيها ٤ ممالك صليبية ما يزيد عن مئتي سنة عبرة ومثال، فأين هي هذه الممالك الآن؟
 
عودة
أعلى