مشاهدة المرفق 76354
أين الليزر الذي كان من المفترض أن يقوي القبة الحديدية ويعترض الصواريخ بثمن بخس؟
العين الثالثة/ تقرير مترجم (موقع كالكاليست)
في يناير 2020، كشفت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية النقاب عن اختراق في تطوير منظومة ليزر قوي، وقدرت أنه سيتم نشر نسخة تجريبية من النظام في الجنوب بحلول نهاية العام، ولكن عدم وجود ميزانية دفاعية وتطور معقد أدى إلى عدم إدخال الليزر في عملية "حارس الأسوار"، وتقول مؤسسة الدفاع بأنها تقترب من عقد تجربة لإثبات قدرة الاعتراض الكاملة لمنظومة الليزر.
منذ بدء عملية "حارس الأسوار" على غزة، تم تسجيل أكثر من 700 عملية اعتراض بواسطة نظام القبة الحديدية، وهي واحدة من أهم أنظمة الأسلحة التي تم تطويرها في إسرائيل، قبل عشر سنوات كان مهندسو شركة "رافائيل" و شركة "صناعات الفضاء "IAI و شركة "إمبرست" أول من نجح في العالم في تطوير نظام تشغيلي لاعتراض الصواريخ، والذي سجل نجاحًا بنسبة 90٪ في عمليات الاعتراض بمرور الوقت.
لكن القبة الحديدية لها حدودها أيضًا، كما شوهد في الأيام الأخيرة في رمات غان وعسقلان وأسدود وسديروت، وحيثما نجحت صواريخ حماس في اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وإلحاق أضرار بالمنازل وقتل الإسرائيليين.
بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام النظام ليس رخيصًا، ويقدر سعر كل من صواريخ القبة الحديدية من طراز "تامير" بنحو 50 ألف دولار، وعلى الرغم من أن معظم التمويل يأتي من دافع الضرائب الأمريكي كجزء من اتفاقية المساعدة الأمنية؛ وإنتاج أكثر من 50٪ من مكونات النظام في الولايات المتحدة، فإنه قد تم إطلاق الصواريخ الاعتراضية بملايين الدولارات في العملية الأخيرة.
كشفت مؤسسة الدفاع في يناير 2020 أنها نجحت في تحقيق اختراق في تطوير ليزر قوي يمكنه اعتراض الصواريخ، نجح المشروع بقيادة إدارة البحث والتطوير بمؤسسة الدفاع (مافات) بالاشتراك مع شركة "إلبيت" و شركة "رفائيل"، في إنتاج ليزر كهربائي بقوة 100 كيلووات، وهو استمرار مطلوب لتدمير الصواريخ وقذائف الهاون والمسيرات والصواريخ المضادة للدبابات، من خلال الجمع بين عدة أشعة ليزر منخفضة الكثافة في واحدة أكثر قوة، والتي يمكن أن توفر سنوات أكثر من تطوير ليزر فردي أكثر قوة.
وقد حاولت مؤسسة الدفاع تطوير مثل هذا الليزر حتى في الأيام التي كانت فيها الصواريخ تشكل تهديدا لكريات شمونة والمستوطنات الشمالية فقط، في التسعينيات مولت إسرائيل جزءًا من تطوير نظام نوتيلوس الأمريكي بهدف استخدامه لاعتراض صواريخ الكاتيوشا التي يطلقها حزب الله، ولكن تم التخلي عن المشروع بعد أن أصبح من الواضح أن معدل الليزر وشدته لم يكن مرتفعًا بدرجة كافية، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الليزر الكيميائي الذي يعتمد عليه كان شديد السمية على البيئة.
يتميز الليزر بميزتين هامتين على الصواريخ المعترضة: كميته غير محدودة، ويعتمد على توفر الطاقة وسلامة مدفع الليزر، وتكلفته ضئيلة، وتقدر مؤسسة الدفاع كل عملية إطلاق ليزر لاعتراض الصواريخ بتكلفة بضعة دولارات، وهي جزء بسيط من سعر كل صاروخ تامير.
لكن له أيضًا عيوبًا كبيرة: أولاً- نطاق شعاع الليزر محدود، نظرًا لأنه يتعين عليها ضرب كل صاروخ بشكل مستمر لبضع ثوان لتحييده، فلن تتمكن من التعامل مع وابل العديد من الصواريخ بمفردها، ثانيًا- يكون الليزر عرضة للاضطرابات مثل الضباب والسحب والعواصف الرملية التي تشتت شعاع الليزر وتضعف فعاليته.
لذلك في المستقبل المنظور يجب ألا يحل الليزر محل القبة الحديدية، بل ينضم إلى البطاريات كمعترض يعتمد على الرادار ونظام التحكم فيه.
قبل عام ونصف تقريبا كانت مؤسسة الدفاع متفائلة، هناك حديث عن تجربة مهمة في الجنوب في يونيو 2020 وإمكانية تركيب نظام أولي يمكنه اعتراض الصواريخ من غزة في وقت مبكر من نهاية عام 2020، كما نفذت القبة الحديدية أول اعتراض لها في عام 2011 في سماء عسقلان حتى قبل إعلان تشغيله وما زال قيد التجارب.
ولكن ذلك لم يحدث، أظهر فحص أجراه موقع " كالكاليست" أن التأخير كان بسبب أسباب تكنولوجية واقتصادية بشكل أساسي، يستغرق تكامل مدفع الليزر مع بقية الأنظمة واتصاله ببقية مكونات النظام وقتًا أطول من المتوقع كما يحدث غالبًا في تطوير أنظمة الأسلحة المتقدمة.
لكن القيد الرئيسي اقتصادي، قدرت مؤسسة الدفاع أنها ستحتاج إلى عدة مئات من الملايين من الشيكل لاستكمال التطوير، وتم دمج النظام في خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة متعددة السنوات لتلقي التمويل ولكن الخطة متعددة السنوات أصبحت مجرد نظرية بسبب غياب الميزانية، وهو وضع ناجم عن عدم وجود ميزانية للدولة بعد أن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الموافقة عليها.
إذا ما هو التالي؟
يجري الآن تطوير نظام أصغر مما كان مخططًا بتمويل من "مافات"؛ وميزانيات تطوير لشركة "إلبيت" التي تصنع مدفع الليزر ومن المقرر أن تبني نسخة جوية من نظام الاعتراض؛ وميزانية تطوير لشركة رافائيل، ومن المفترض أن تدعم "مافات" مثل هذه الأنظمة فقط خلال مرحلة التطوير التكنولوجي وليس لديها المقدرة على تمويل الميزانية لنظام تشغيلي كامل، وأن قدرة الصناعات الدفاعية على تمويل مثل هذا التمويل محدودة أيضًا.
في 2008-2007، عرفت مؤسسة الدفاع التابعة لعمير بيرتس وإيهود باراك في حكومة أولمرت كيفية تخصيص مليار شيكل لتطوير وصناعة أول بطاريتي قبة حديدية قبل أن توافق إدارة أوباما على تمويل معظم المعدات في النظام، ومع ذلك على خلفية الأزمة السياسية المستمرة التي أحدثها نتنياهو خلال فترة تولي بني غانتس منصب وزير الدفاع، يتم حاليًا تخصيص بضع عشرات الملايين من الشواكل سنويًا لجهاز اعتراض الليزر من جميع المصادر.
تأمل مؤسسة الدفاع أيضًا في تعيين شريك أجنبي للمشروع والذي سيحصل على إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا مقابل شراكة في تمويل التطوير، تم ذلك على سبيل المثال مع نظام باراك-8 لحماية السفن، والذي سمح فقط بتمويل هندي وشراكة إنتاج للبحرية الإسرائيلية، في نفس الوقت مع البحرية والجيش الهنديين، وتم إطلاع دول مثل الهند والمملكة المتحدة على النظام ولكن في عام كورونا واجهت مؤسساتهم الأمنية صعوبة في اتخاذ قرارات بشأن الدخول في شراكة ليزر إسرائيلية والتي لا تزال تتأخر.
ردت مؤسسة الدفاع: "مافات تعمل على تطوير تكنولوجيا الليزر القوية كاستجابة فعالة تكميلية للتهديدات المختلفة، مافات جنبا إلى جنب مع شركات رافائيل وإلبيت وغيرها من الصناعات تجري باستمرار تجارب في المكونات المختلفة للنظام، والتي تم خلالها تحقيق العديد من الاختراقات وبعضها على نطاق عالمي.