علوم أسّسها المسلمون / د.غازي التوبة

  • بادئ الموضوع Nabil
  • تاريخ البدء

Nabil

التحالف يجمعنا
مستشار المنتدى
إنضم
4/5/19
المشاركات
10,870
التفاعلات
19,891
علوم أسّسها المسلمون

الدكتور غازي التوبة



إنّ الدارس لتاريخ العلوم يجد أنّ المسلمين أسسوا عدداً من العلوم، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الرقي الفكري للمسلمين، وعلى فاعليتهم العقلية، وسأشير إلى بعض هذه العلوم وأوضح بعض ملامحها، وأبيّن دور المسلمين في إنشائها أو تطويرها.

1- علم أصول الفقه:
ابتكر الشافعي (150-205 هـ) علم أصول الفقه وهو علم خاص بالأمة الإسلامية لا تعرفه الأمم الأخرى، وقد درس الشافعي الفقه في المدينة متتلمذاً على يد مالك بن أنس، وأحاط بفقه الحجازيين، ثم ذهب إلى العراق والتقى بمحمد بن حسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة فقيه العراق وأخذ عنه فقه العراقيين، وكانت الساحة الفقهية مضطربة بين مدرسة الرأي ومدرسة الحديث، وكتب الشافعي "الرسالة" التي كانت نواة لعلم أصول الفقه، وتحدّث فيها عن الخاص والعام والمطلق والمقيّد ومذهب الصحابي والمصلحة المرسلة، وشرح كيفية التوفيق بين الأحاديث المختلفة، وحدّد فيها أصول القياس إلخ ...

وقد تناولت كتب علم أصول الفقه الأدلة الشرعية الكليّة: مثل القرآن، والسنة، والإجماع، والقياس، والاستحسان، والعرف، والاستصحاب، وشرع من قبلنا إلخ ... وتناولت الأحكام الشرعية ففصلت أقسام الحكم التكليفي من واجب، ومندوب، ومحرم، ومكروه، ومباح. فتحدّثت أقسام الحكم الوضعي من سبب، وشرط، ومانع، ورخصة، وعزيمة، وصحة، وبطلان. وتناولت دلالة النص استناداً على القواعد اللغوية فكان النص الواضح وغير الواضح، وتناولت مقاصد الشريعة فحدّدتها بخمسة: وهي حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال. والغاية المقصودة من علم أصول الفقه تطبيق قواعده ونظرياته على الأدلة التفصيلية للتوصل إلى الأحكام الشرعية التي تدل عليها.

ومما يجدر ذكره أنّ الجامعات في فرنسا قررت الاستفادة من علم أصول الفقه لإنشاء علم أصول القانون، لكي يكون مرجعاً لها في استخراج الفتاوى القانونية كما يشكل علم أصول الفقه المرجع في استصدار الفتاوى الفقهية.

2- علم الكيمياء:
علم الكيمياء علم أسسه المسلمون وأخذ اسمه من اللغة العربية، وهناك احتمالان لاشتقاق اسم الكيمياء:
الأول: اشتقاقه من الكم أو الكمية، وذلك لأنّ علماء المسلمين عندما أسسوا هذا العلم كانوا يقولون إذا أضفنا كمية من هذه المادة إلى كميتين من مادة أخرى نتج كذا.
الثاني: اشتقاقه من الستر، فقد جاء في لسان العرب لابن منظور: أنّ الكيمياء كلمة عربية مشتقة من كمى الشيء وتكمّاه: أي ستره، وكمى الشهادة يكمّيها كمْياً وأكْماها: أي كتمها وقمعها. وقد ذكر أبو عبدالله محمد الخوارزمي المتوفى سنة 387 هـ في كتاب "مفاتيح العلوم" فقال: "إنّ اسم هذه الصنعة كيمياء وهو عربي واشتقاقه من كمى يكمي: أي ستر وأخفى" لذلك أسمى الرازي كتابيه في الكيمياء "الأسرار" و"سر الأسرار".
وقد تداولت اللغات الأوربية الاسم العربي لعلم الكيمياء فكان الاسم المتداول عندهم هو Al-Chemie.

وقد كان علم الكيمياء قبل المسلمين تغلب عليه الآراء النظرية أو السحر والكهانة، وتجمع الآراء على أنّ المسلمين هم الذين بدأوا هذا العلم بداية جديدة تقوم على مبدأ التجربة والمشاهدة قبل إصدار الرأي، وكان جابر بن حيّان يوصي تلاميذه بالاهتمام بالتجارب العلمية مع التدقيق في ملاحظة تطوراتها وأحوالها، وتؤكد الآراء كذلك على أنّ المسلمين اكتشفوا نظرية النسبية في اتحاد المواد قبل الكيميائي براوست بخمسة قرون وتقول هذه النظرية: إنّ المواد لا تتفاعل إلا بأوزان ثابتة، وهو قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي.

3- علم الصيدلة:
المسلمون هم الذين أنشأوا علم الصيدلة وارتقوا به ارتقاءً حقيقياً، وهم الذين ارتفعوا بالتمريض من مستوى تجارة العقاقير إلى مستوى العمل المستقل، وصيّروه مهنة خاصة، وهم الذين سبقوا سائر الأمم في إنشاء الصيدليات، وتحضير الأدوية، وإقامة الرقابة على الصيدليات والصيادلة، وإنشاء المدارس لتعليم استحضار الأدوية، وعرفوا نوعين من الصيدليات: الثابتة والمتنقلة، أما المتنقلة فكانت أشبه شيء بمستشفى الميدان، حيث كانوا يحملونها على الجمال إلى الأمكنة النائية الموبوءة أو إلى السجون أو مع الجيش إلى أرض المعركة، كما عرف المسلمون الصيدليات الخاصة والعامة، فقد كان لكل مستشفى صيدلية خاصة به، أما العامة فقد عرفوها في القرن الثامن للميلاد في عهد الخليفة العباسي المنصور.

4- علم العمران:
بيّن ابن خلدون (732-808 هـ) موضوع هذا العلم فقال إنه العمران البشري والاجتماع البشري وما يلحق هذا العمران من العوارض والأحوال، وقد كان السابقون على ابن خلدون جزئيين في مباحثهم الاجتماعية، فتحدث بعضهم عن سياسة الملوك، وتحدث بعضهم الآخر عن المجتمع المثالي، لكن ابن خلدون درس نشوء المجتمع وتطوره وانحلاله، وعلّل ذلك، واستقصى في بحثه جميع الظواهر دون استثناء: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلخ...
واعتبر ابن خلدون أنّ كل علم له قوانينه التي لا يتخطاها، وقد حدّدها بالقوانين التالية: قانون السببيّة، قانون التشابه، قانون التباين.

وقد أكّد ابن خلدون ضرورة الاجتماع البشري لسببين:
الأول: اضطرار الإنسان إلى التعاون مع أبناء جنسه لعجز الفرد عن تأمين غذائه بمفرده،
والثاني: الحاجة للدفاع عن نفسه، فالإنسان يحصل بالتعاون مع أبناء جنسه على صنع الآلات التي تنوب عن الجوارح المهيأة للدفاع عند الحيوان.

ثم درس ابن خلدون العوامل المؤثرة في المجتمع وفي تنوع العمران، فأبرز العوامل الطبيعية ومنها الإقليم، والمناخ، والتربة، وفصّل العوامل الاجتماعية ومنها: العادات والتقاليد، والعصبية والدين، والاقتصاد.

ويميّز ابن خلدون في دراسته بين نوعين من العمران: البدوي والحضري، ثم يذكر خصائص العمران البدوي فيبيّن أنه أسبق من الحضري ويتميز بقوة العصبية، ثم يعدّد خصائص العمران الحضري فيذكر أنه يتميز بكثرة الصنائع والأعمال والمكاسب وتطور العلوم والانغماس في الترف والشهوات وضعف العصبية.

ثم يتحدث ابن خلدون عن الدولة ويميّز بين الرئاسة والملك، ويذكر أنّ عمر الدولة لا يتجاوز ثلاثة أجيال، ويفصل صفات كل جيل، ثم يذكر أطوار الدولة المرتبطة بتتابع الأجيال، والتي تنتهي بانهيار الدولة.

5- علم المثلثات:
إنّ المؤسسين الحقيقيين لعلم المثلثات هم المسلمون، فهم الذين فصلوه عن علم الفلك، ونظموه تنظيماً شديد الشبه بتنظيمه الحديث، وهم أول من استخدم ظلال التمام والقواطع والجيوب وجيوب التمام في قياس الزوايا والمثلثات، وهم الذين نظموا جداول للظلال وتمامها وللقواطع وتمامها كما اكتشفوا طريقة لوضع جداول للجيوب، وهم الذين اكتشفوا طريقة مكنتهم من حساب مساحة المثلثات الكروية، ومما يؤكد دور المسلمين التأسيسي في علم المثلثات أنّ كلمة جيب كلمة عربية، وقد أشاد بدور المسلمين في إنشاء علم المثلثات عدد من الكتّاب منهم رام لاندو في كتابه (المؤثر على حضارة العرب) فقال: "إنّ حساب المثلثات في أوروبا كان مأخوذاً من علم حساب المثلثات عند المسلمين".

6- علم الجبر:
اخترعه محمد بن موسى الخوارزمي (780-846م) بناء على طلب الخليفة العباسي المأمون، وفي أوروبا يسمى هذا العلم (اللوغارتم) Logaritmi وهي كلمة مشتقة من اسم الخوارزمي مؤلف هذا العلم.

وقد ساعد علم الجبر المسلمين على حل مشكلات حسابية في مجال البيع والشراء مع الدول المجاورة بسبب اختلاف العملات والموازين ونظام العقود، وعلى حل مشكلات الحسابات الفلكية وحساب محيط الكرة الأرضية ومساحات البلدان والمدن ومساحات الشوارع والأنهار والضياع والبيوت، وعلى حل مشكلات الوصايا والمواريث وتقسيم التركات المعقدة.

وقد جاء علماء آخرون فأسهموا في تطوير علم الجبر، منهم: البزيزي، والبناني، وابن يونس المصري، وابن الهيثم، وعمر الخيام، وغيرهم كثيرون حيث وصلوا بهذا العلم إلى قمة الكمال.
وليس من شك بأنّ فضل علم الجبر كبير على النهضة الحديثة، ولا يمكن أن نتخيّلها بدونه، أو قل بصورة أدق إنه لا يمكن أن تقوم وتزدهر بدونه، وذلك لأنه دخل في كل الصناعات الحديثة: صناعة السيارات، والطائرات، والقطارات، وصواريخ الفضاء إلخ ...

عن موقع رابطة أدباء الشام
 
التعديل الأخير:
تعقيب للأستاذ محمد محمد حسن كامل :

إنّ المؤسسين الحقيقيين لعلم المثلثات هم المسلمون، فهم الذين فصلوه عن علم الفلك، ونظموه تنظيماً شديد الشبه بتنظيمه الحديث، وهم أول من استخدم ظلال التمام والقواطع والجيوب وجيوب التمام في قياس الزوايا والمثلثات، وهم الذين نظموا جداول للظلال وتمامها وللقواطع وتمامها كما اكتشفوا طريقة لوضع جداول للجيوب، وهم الذين اكتشفوا طريقة مكنتهم من حساب مساحة المثلثات الكروية، ومما يؤكد دور المسلمين التأسيسي في علم المثلثات أنّ كلمة جيب كلمة عربية، وقد أشاد بدور المسلمين في إنشاء علم المثلثات عدد من الكتّاب منهم رام لاندو في كتابه (المؤثر على حضارة العرب) فقال: "إنّ حساب المثلثات في أوروبا كان مأخوذاً من علم حساب المثلثات عند المسلمين".

مما لاريب فيه أن الثقافة العربية أخذت صبغة علمية خاصة من الإسلام والقرآن
ولعل انفراج مباحث البحث العلمي لم يأخذ طوره المباشر إلا بعد ظهور الإسلام ولاسيما بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد كانت تحت حكم الفرس والروم
وهنا حدثت معجزة التلقيح الثقافي التي أنتجت تطورا علميا عربيا اسلاميا ولا سيما في القرون الأولى لظهور الإسلام وظهور الإسلام في بلاد لا تغيب عنها الشمس
واحقاقا للحق هناك علوم أسسها المسلمون مثل الكيمياء والجبر والفيزياء والجغرافيا وعلوم الاجتماع وهناك علوم طوروها مثل علم المثلثات والذي استخدمه المصريون القدماء في بناء الأهرامات من 2500 عاما قبل الميلاد وايضا نظرية فيثاغورس في القرن السادس قبل الميلاد
والتدقيق في المعلومات ومصادرها شئ مطلوب وبالتالي يجب الاشارة إلى المصدر دائما
 
التعديل الأخير:
تعقيب الأستاذ محمد أحمد يحيى :

بحثت فى هذا الموضوع ووجدت أن العرب أول ما ماقامت حضارتهم قامت على الصدق والأمانة العلمية فى ترجمة ما نقلوه عن الحضارات السابقة فحفظت تراث الأمم السابقة بشكل واضح وصادق ونحن الآن نجد أن فلسفة أرسطو مثلا لا تدرس إلا بشرح أرسطو فى جامعاتهم
وهذا إن دل يدل على صدق العالم المسلم الذى كانت نيته الاستفادة والإفادة والبدء من حيث انتهى الآخر وهذا كان منهج العلماء المسلمين .
أما الغرب فقد سرق بعد ذلك ونهب كل ما وصل إليه المسلمون من مكتبة العلم العربية فقد استولوا على المخطوطات وترجموها وعدلوا فيها ثم نسبوها إلى أنفسهم .
وهذا أيضا إن دل فلا يدل إلا على المنهجية العمياء التى تبيح السرقة فهى بلا شك لا تحتمل صفة الامانة العلمية ولا تدين بديانة معتدلة كما العرب .
 
التعديل الأخير:
تعقيب الأستاذ ناصر محمود الحريري:

كثير من العلوم التي تنسب لعلماء أوروبيين هي في الأصل لعلماء مسلمين سرقها علماء أوروبا من المخطوطات العربية المنهوبة من مكتبات العالم الإسلامي وعدلوها وطوروها ونسبوها لأنفسهم زوراً وبهتاناً ، ومن أهم هذه العلوم هي علوم وقوانين الميكانيكا
 
التعديل الأخير:
تعقيب الدكتور عبد الجبار عبد الله ديه :

شكرا على إيراد هذه المعلومات القيمه ليعلم من لا يريد أن يعلم أنّنا لا نبدأ من فراغ وأن خلفنا رصيد ضخم من العطاء والإبداع على هيئة علوم استحدثت وإضافات أصيله على علوم معلومه فمثلا :
* الفصل بين علمي الطب والصيدلة : وكانا من قبل علما واحدا ، فالطبيب الذي يشخص المرض هو نفسه الذي يصف الدواء أو ما عرف بالعطارين ! ثم بفضل الكيميائيين المسلمين وطرق البحث العلمي تمكنوا من تحضير العقاقير ، وأصبحت علما مستقلا (علم الصيدلة)
وصناعة مستقلة وافتتحت الصيدليات الثابتة والمتنقلة ...

* وضع أصول البحث العلمي الحديث كثمرة لتجارب الرازي وجابر وغيرهم ، والتي عزاها الغرب لاحقا لبيكون والذي كان قد درسها من خلال الإتصال العلمي الحضاري عن طريق صقلية وجامعات إيطاليا وفرنسا في عصر النهضة !

* إضافات أصيله في الطب ، والجراحة وطب العيون ...الخ

* إضافات أصيله في علوم الفلك ، واصطلاحات لا زالت تستعمل على حالها بلفظها العربي !

والمطلوب منا أن ندرس هذه الكنوز في ضوء الجديد ، وأن نبني عليها فليس العاقل الكريم من يقول كان أبي ، لكنه الذي يقول : ها أنذا ! أو كما قال المتوكل الليثي :
لسنا وإن آباؤنا عظمت يوما على الآباء نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثلما فعلوا
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى