حصري "عراب" العلاقات السرية.. صحيفة تكشف دور بندر بن سلطان في التقريب بين السعودية وإسرائيل

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,233
التفاعلات
181,879

- واشنطن

13 يوليو 2022

Prince-Bandar-Saudi-Arabian-Ambassador-to-the-U.S.-.png

قالت صحيفة "هآرتس " إن الرئيس السابق للمخابرات السعودية ومجلس الأمن القومي الأمير بندر بن سلطان التقى لسنوات مع قادة يهود بارزين ورؤساء الموساد ورؤساء وزراء إسرائيليين ووصفته بأنه كان "عراب" العلاقات السرية مع إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن تعزيز العلاقات تدريجيا بين البلدين بدأ منذ تعيين بندر بن سلطان سفيرا للسعودية في واشنطن عام 1983،
تبين الصحيفة أنه في البداية، كانت هناك اتصالات غير مباشرة مع المملكة العربية السعودية، جرت بشكل أساسي من خلال قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة التقى بهم الأمير بندر في حينه.

أخبر بندر بن سلطان في وقت لاحق محاوريه الإسرائيليين أن سبب تعزيز العلاقات هو رغبته في فهم كيفية عمل المنظمات اليهودية وتأثيرها على سياسة الولايات المتحدة الخارجية، وفقا للصحيفة.

وتشير إلى أن بندر بن سلطان أراد أن يؤسس في تلك الفترة شبكة نفوذ سعودية، على غرار اليهود الأميركيين المؤيدين لإسرائيل، لافتة إلى أن الأمير السعودي وبفضل قدراته تمكن من تطوير علاقات شخصية وثيقة مع العديد من رؤساء الولايات المتحدة بداية من رونالد ريغان، وعلى وجه الخصوص مع جورج بوش وابنه جورج دبليو بوش.

تؤكد الصحيفة أن اللوبي الذي أسسه بندر بن سلطان في واشنطن ساعده على صد معارضة إسرائيل واللوبي المؤيد لها للعديد من صفقات الأسلحة السعودية مع الولايات المتحدة.

خلال فترة عمله الدبلوماسي، كان بندر بن سلطان القوة الدافعة وراء سلسلة من صفقات الأسلحة التي بلغ مجموعها عشرات المليارات من الدولارات، والتي شملت شراء طائرات مقاتلة من طراز "F-15" و "F-16" وطائرات إنذار مبكر.

Saudi_Summit_pic_1.jpg

من المبادرة إلى العلاقة​

تكشف الصحيفة إن اللقاء الأول الذي عقده بندر بن سلطان مع مسؤولين إسرائيليين جرى في واشنطن في أوائل التسعينات بعد حرب الخليج الأولى وكان مع رئيس جهاز الموساد في حينه شبتاي شافيت.

وخلال العقود الثلاثة الاخيرة، تبين الصحيفة أن مسؤولين سعوديين، ليس من بينهم الملك، التقوا بالعديد من رؤساء الموساد ورئيسين للوزراء على الأقل، هما إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو.

عُقدت الاجتماعات عادة في أوروبا، وأيضا في الأردن ومصر وفي السنوات الأخيرة في المملكة العربية السعودية نفسها.

بعد شافيت، التقى بندر بن سلطان مديري الموساد إفرايم هليفي ومئير داغان، وفقا للصحيفة، التي أشارت إلى أنه خلال هذه الفترة كانت السعودية تروج لمبادرة سلام عربية مع إسرائيل تتضمن تطبيعا للعلاقات مع تل أبيب وفق شروط.

تقول الصحيفة إن هناك ثلاث قضايا أساسية دفعت السعودية لإقامة علاقات سرية مع إسرائيل وهي: الخوف المشترك من البرنامج النووي الإيراني وجهود طهران الرامية للهيمنة على المنطقة والرغبة السعودية في شراء التكنولوجيا والأسلحة الحديثة المصنعة في إسرائيل.

وتحدد الصحيفة "لحظة تاريخية" قالت إنها ساعدت على تعزيز العلاقات بين البلدين عندما انتهت ولاية بندر في واشنطن وتعيينه رئيسا لمجلس الأمن القومي السعودي في عام 2005 وبعدها رئيسا لجهاز المخابرات السعودية في عام 2012.

في سياق هذه المناصب، شارك بندر بن سلطان في العمليات الدبلوماسية العلنية والسرية المتعلقة بالعديد من القضايا في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران ولبنان والحرب الأهلية السورية وتدخل روسيا وطبعا إسرائيل والفلسطينيين.

وتكشف أن محادثات عقدت في عمان بين بندر بن سلطان وداغان ولاحقا مع أولمرت وتركزت بشكل رئيسي على إيران.

في ذلك الوقت، رأى بن سلطان والعائلة المالكة السعودية، أن طهران ودعمها للشيعة في البحرين والعراق وسوريا ولبنان يمثلان أكبر تهديد لهم، وفقا للصحيفة، التي أشارت إلى أن السعوديين ونتيجة لذلك شجعوا إسرائيل على التصرف بكل الوسائل المتاحة لها لإحباط برنامج إيران النووي.

GettyImages-1140224536.jpg

اتصالات ثم اجتماعات​

كان حزب الله وإيران وحماس أيضا محور اتصالات الأمير السعودي خلال ولاية رئيس الموساد السابق تامير باردو بدءا من عام 2011.

وتنقل الصحيفة عن مصادر أجنبية القول إن ممثلين عن باردو التقوا ببندر بن سلطان في أوروبا، بما في ذلك في مقره في المملكة المتحدة.

عُقد الاجتماع الأهم في أغسطس 2014، في نهاية عملية عسكرية نفذتها إسرائيل ضد حركة حماس في غزة، حيث وجه بن سلطان دعوة لقادة أمن إسرائيليين لزيارة المملكة العربية السعودية.

ووفقا للصحيفة كانت تلك هي المرة الأولى التي يصل فيها إسرائيليون يعملون في مناصب رسمية إلى المملكة.

طاروا في طائرة خاصة بعد أن توقفوا لفترة وجيزة في عمان واستمروا في طريقهم إلى قصر بن سلطان في جدة، وهناك، وبموافقة العاهل السعودي في حينه الملك عبد الله بن العزيز، أمضى الجانبان ساعات طويلة في مناقشة مبادرة بعيدة المدى تهدف إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط.

خلال الاتصالات السرية في جدة، اقترح بن سلطان أن يحضر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2014، وبحضور جميع وزراء خارجية الدول العربية، للمصادقة على خارطة طريق تدعو من أجل اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني وعلاقات دبلوماسية كاملة وتطبيع بين إسرائيل ومعظم الدول العربية.

ولأن الاجتماع كان مطولا، أعطى بندر أمرا بإعادة المسؤولين الإسرائيليين إلى بلادهم في طائرته الخاصة، التي تقول الصحيفة إنها كانت من طراز إيرباص فاخرة مزودة بإكسسوارات ذهبية.

سارع قادة المؤسسة الدفاعية إلى إبلاغ نتنياهو بالمناقشات، ووافق على الفكرة، ولاحقا سافر إلى أوروبا بنفسه مرتين للاستماع إلى تفاصيل الاقتراح من بن سلطان شخصيا
ولكن بعدها مر الوقت ولم يتخذ نتانياهو أي خطوة لتنفيذ المقترح على أرض الواقع وهو ما أغضب بن سلطان وجعله يشعر بالإهانة والإحباط وفقا للصحيفة.

وتضيف أن بن سلطان قطع بعدها الاتصالات بإسرائيل وفي عام 2015 استقال من منصبه بعد أن فقد حظوته لدى مجيء العاهل السعودي الحالي الملك سلمان.

تم استبدال بن سلطان بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبحسب الصحيفة، فقد استمرت العلاقات مع إسرائيل في الازدهار خلال فترته حيث التقى بنتنياهو ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات في منتجع نيوم السعودي إلى جانب مسؤولين آخرين.

من العلاقات إلى الأعمال​

ظلت المسائل التي عززت العلاقات بين البلدين سابقا هي نفسها خلال فترة محمد بن سلمان والمتمثلة بتبادل التقييمات الدبلوماسية والمعلومات الاستخباراتية والمعارك المشتركة ضد إيران وحزب الله وسوريا وحماس والقاعدة وداعش.

كذلك عمدت الرياض إلى شراء المزيد من المعدات الأمنية والتكنولوجية والاستخباراتية من إسرائيل، بما في ذلك برامج التجسس "بيغاسوس" سيئ الصيت.

وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك أيضا تقارير متزايدة عن أن المملكة العربية السعودية تدرس شراء أنظمة دفاع جوي من إسرائيل
إلى جانب ذلك، هناك أيضا تسريع في المشاريع المدنية والتعاونية في مجالات الزراعة والمياه والمعدات الطبية والتكنولوجيا الفائقة.

وتبين الصحيفة أن مئات الإسرائيليين الذين يحملون جنسية أجنبية سافروا بحرية في الأشهر الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، فيما بدأت الطائرات المدنية الإسرائيلية تستخدم المجال الجوي السعودي خلال رحلاتها.

في الختام تقول الصحيفة إن الرئيس الأميركي جو بايدن وخلال زيارته للشرق الأوسط، سيحاول وضع خطة لاتفاقية تعاون إقليمي مع إسرائيل والسعودية ودول الخليج ومصر والأردن والعراق لمواجهة الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.

ووصل بايدن إلى إسرائيل الأربعاء في أول جولة له إلى الشرق الأوسط، تشمل السعودية أيضا، حيث تعهد في تصريحات بعد استقباله بـ "إعطاء دفع لعملية اندماج إسرائيل" في الشرق الأوسط.

وطبعت إسرائيل خلال السنتين الأخيرتين علاقاتها مع أربع دول عربية جديدة هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. ومع زيارة بايدن الذي سيستقل أول رحلة جوية مباشرة من إسرائيل الى السعودية، ازدادت التكهنات بحصول تقارب بين إسرائيل والرياض.
 
سفيرة سعودية: "الحديث عن اندماج مع إسرائيل وليس تطبيعا"

26 يونيو 2023

سفيرة السعودية في الولايات المتحدة ريما بنت بندر آل سعود
Fayez Nureldine / AFPسفيرة السعودية في الولايات المتحدة ريما بنت بندر آل سعود

السفيرة السعودية تقول ان ابرام اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني يتماشي مع رؤية 2030
و أشارت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة ريما بنت بندر آل سعود السبت أن ابرام اتفاق سلام "إسرائيلي فلسطيني" يتماشى مع رؤية 2030- المشروع الاصلاحي الاجتماعي للمملكة،وأضافت: "نريد أن نرى إسرائيل تزدهر بقدر ما نريد أن نرى فلسطين تزدهر".

وذكر موقع "معاريف" أن تصريحات السفيرة السعودية جاءت خلال مشاركتها في مهرجان باسفان، بولاية كولورادو حيث أضافت بأن السعودية تركز على الاندماج مع إسرائيل وأوضحت :"نحن لا نقول تطبيع، نحن نتحدث عن شرق أوسط متكامل، موحد مثل اوروبا، والذي فيه لجميعنا حقوق سيادة ودول ذات سيادة، لكن يوجد لدينا مصلحة مشتركة، اذن هذا ليس تطبيع. التطبيع يعني بأنك تجلس هناك، وأنا أجلس هنا، ونحن نعيش سوية لكن بصورة منفصلة. الاندماج يعني أننا نتعاون، مصالحنا تتعاون ويزدهر شبابنا".

وأضافت الوزيرة ريما أن سياسة حكومة نتنياهو تجاه الفلسطينيين تعقد الجهود للتوصل الى سلام في المنطقة. ووصلت الوزيرة سلوك الحكومة الاسرائيلية في الضفة الغربية بأن "ضار للغاية" وإضافت بأن "ليس كل حل للصراع سيؤدي للتوصل لسلام عادل واحترام للطرفين".

وأضافت ريما بأنه يوجد لديها شخصية مصلحة واضح أن ترى نهاية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني مستشهدة بجهود والدها بندر بن سلطان آل سعود، الذي شغل منصب سفير الرياض بواشنطن على مدار أكثر من عقدين. حتى عام 2005.

وأوضحت السفيرة "إنني أشعر بالحزن على هذه الـ23 عاما. لقد عاش على متن الطائرة ، كرس حياته لحل هذا الوضع ،لذلك ، لا شيء يجعلني أسعد من أن أكون أول دبلوماسية سعودية في الولايات المتحدة وأرى حلاً للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية ، لأنها أزمة انتزعتني من والدي "
 
بايدن: تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمامه طريق طويل

تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية


في برنامج تلفزيوني، أشار الرئيس الأمريكي بايدن إلى أنه ما يزال أمام السعودية وإسرائيل طريق طويل للتوصل لاتفاق يقضي بتطبيع العلاقات بينهما، غير أنه أكد أن الولايات المتحدة تحرز تقدما في المنطقة.

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية وبثت اليوم الأحد (التاسع من تموز/ يوليو) إن إسرائيل والسعودية أمامهما طريق طويل للتوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما يتضمن معاهدة دفاعية وبرنامجا نوويا مدنيا من الولايات المتحدة.

ويتفاوض مسؤولون أمريكيون حاليا في محاولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بعيد المنال بين البلدين وقال بايدن في الحديث لبرنامج (جي.بي.إس) الذي يقدمه فريد زكريا "ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك (الاتفاق) لدينا أمور كثيرة لمناقشتها".

وأشار بايدن إلى القرار الذي اتخذته السعودية عشية زيارته للمملكة الصيف الماضي والذي قضى بفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران، مما يمهد الطريق لمزيد من الرحلات الجوية من إسرائيل وإليها.

ونوه أيضا إلى الجهود المبذولة من أجل وقف إطلاق النار في اليمن بصورة دائمة، وهو الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

وقال بايدن في المقابلة "إننا نحرز تقدما في المنطقة وهذا يعتمد على التصرفات وما هو مطلوب للإعتراف بإسرائيل.

وأضاف "بصراحة تامة، لا أعتقد أن لديهم مشكلة كبيرة مع إسرائيل وبخصوص ما إذا كنا سنوفر لهم وسيلة تمكنهم من الحصول على طاقة نووية مدنية أم لا، وما إذا كان بإمكاننا تقديم ضمانات لأمنهم، فإنني أعتقد أن هذا بعيد المنال قليلا".

مشاركة رياضية إسرائيلية​

وتقول إسرائيل إنها تتوقع أن تستشيرها واشنطن بخصوص صفقة أمريكية سعودية تؤثر على أمنها القومي ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية ولم تنضم إسرائيل لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وليس لديها طاقة نووية.

وكان وزير الطاقة الإسرائيلي قد عبر الشهر الماضي عن معارضته لفكرة تطوير السعودية برنامجا نوويا للأغراض السلمية ضمن أي اتفاق تتوسط فيه الولايات المتحدة لإقامة علاقات بين البلدين وأشار بايدن إلى القرار الذي اتخذته السعودية عشية زيارته للمملكة الصيف الماضي والذي قضى بفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران، مما يفسح المجال لتحليق مزيد من الرحلات الجوية من إسرائيل وإليها.

واعترفت حكومة إسرائيل المؤلفة من أحزاب دينية وقومية بحدوث انتكاسات في جهود التطبيع، وسط انتقادات سعودية للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ، لكن وزير الخارجية إيلي كوهين عبر عن تفاؤله إزاء المشاركة النادرة لوفد إسرائيلي في بطولة الفيفا العالمية لألعاب الفيديو لكرة القدم التي ستستضيفها الرياض في غضون أيام.

وقال لراديو الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم "أشيد بمشاركة الوفد و نريد في نهاية المطاف أن نصل إلى حالة من العلاقات الكاملة (مع السعودية) بمعنى التعاون في الأمور الاقتصادية والمخابرات والسياحة والرحلات الجوية وغير ذلك وأعتقد أن هذا سيحدث عاجلا أم آجلا".

وقال الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، الذي يتولى إدارة شؤون الوفد في البطولة، إن مشاركة الفريق الإسرائيلي جاءت بعد موافقة الرياض على السماح بمشاركة جميع الوفود دون أي ترتيب صريح بين الحكومتين السعودية والإسرائيلية.

وبالنظر إلى ما حدث في العراق وليبيا، فإن إسرائيل تشعر منذ وقت طويل بالقلق من أن الدول المجاورة لها والتي يُحتمل أن تحمل شعورا معاديا تجاهها قد تستخدم الطاقة النووية المدنية وغيرها من المشاريع الناشئة عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المبرمة عام 1970 كغطاء لصناعة قنابل في الخفاء.

وتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد إلى بريطانيا حيث سيلتقي الملك تشارلز الثالث قبل أن يشارك في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فيلنيوس بليتوانيا.

ع.أ.ج/ ع.خ (رويترز، أ ف ب)
 

"إجابة جاهزة".. ماذا يريد محمد بن سلمان مقابل التطبيع مع إسرائيل؟​

واشنطن

09 يوليو 2023

محمد بن سلمان لديه مطالب من واشنطن

ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يرغب في الحصول على أسلحة وتكنولوجيا نووية أميركية في مقابل التطبيع مع إسرائيل، وهي مطالب من المستبعد تحقيقها.

ويرى مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكي، في تصريحات لموقع الحرة صعوبة تحقيق التطبيع من خلال فقط الحصول على هذه الضمانات الأميركية، معتبرا أن هذه القضية ربما تكون فقط أحد العوامل المساعدة على إبرام اتفاق.

وذكرت الصحيفة تحت عنوان "ماذا يريد ولي العهد، محمد بن سلمان، من جو بايدن" إنه بعد "اتفاقات إبراهيم"، ظلت السعودية "الجائزة الكبرى" لكن الحديث عن تطبيع سعودي إسرائيلي خفت، منذ ديسمبر الماضي، بعد عودة بنيامين نتانياهو إلى السلطة.

ويقول التقرير إنها "لحظة غير مناسبة" لإبرام اتفاق تطبيع، فإسرائيل لديها حكومة يمينية متشددة، اتهمتها جامعة الدول العربية مؤخرا بارتكاب "جرائم حرب" بعد عملية جنين في الضفة الغربية.

ومع ذلك، تريد إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إبرام صفقة بحلول نهاية العام،و مؤخرا، سافر مساعدوه إلى المملكة ليسألوا محمد بن سلمان عن مطالبه للتوصل إلى اتفاق.

وكان لدى الأمير "إجابة جاهزة": تريد المملكة أسلحة وإبرام اتفاق أمني ومساعدة في برنامج المملكة النووي "وبعبارة أخرى، لن يكون اتفاقا سعوديا إسرائيليا أكثر منه سعوديا أميركيا".

وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، أذيعت الأحد، وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبرم اتفاقا دفاعيا مع السعودية وستزودها بقدرات نووية مدنية، قال بايدن: "نحن بعيدون عن ذلك".

وأضاف بايدن في المقابلة مع برنامج (جي.بي. أس) الذي يقدمه فريد زكريا: "سواء كنا سنوفر وسيلة تمكنهم من الحصول على طاقة نووية مدنية أم لا و/ أو أن يكونوا ضامنين لأمنهم، أعتقد أن هذا بعيد المنال".

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت في تقرير، الشهر الماضي، أن المملكة تسعى للحصول على تعهدات أمنية ومساعدة نووية من الولايات المتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على المناقشات بين البلدين، القول إن الرياض طلبت من واشنطن تقديم ضمانات أمنية والمساعدة في تطوير برنامجها النووي المدني، بالتزامن مع سعي الولايات المتحدة التوسط لإقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة وإسرائيل.

وقال المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، في تصريحات سابقة لموقع الحرة، إن الموقف السعودي تجاه التطبيع "كان لايزال واضحا وثابتا وهو أن إسرائيل تؤمن بحق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل، عاصمتها القدس الشرقية، وفق حدود 1967".

ويعتقد المحلل أن هذا الشرط لايزال قائما، والرياض متمسكة به، و تقول إيكونوميست إن هناك "خجلا" في الرياض بشأن التطبيع، لكن في الأشهر الأخيرة، زاد اقتناع الخبراء بأن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق.

ولطالما أصرت المملكة على أنه لا يمكنها الاعتراف بإسرائيل إلا إذا قبلت إسرائيل مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002، والتي عرضت إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية.

لكن فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، لم يشر إلى ذلك، الشهر الماضي، في مؤتمر صحفي في الرياض برفقة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

ويشير تقرير إيكونوميست إلى أن السعودية تريد التوصل إلى اتفاق دفاعي أقوى مع واشنطن، بطريقة تلزم الولايات المتحدة بحماية المملكة وتريد تسهيل الموافقات على بيع أسلحة أميركية للمملكة، والحصول على المساعدة الأميركية في إقامة برنامج نووي مدني يتضمن إقامة منشآت لتخصيب اليورانيوم داخل المملكة.

وليس مستغربا أن تنخرط واشنطن في الاستجابة لمطالب الدول العربية لتسهيل عملية التطبيع، كما فعلت مع مصر التي زودتها بأكثر من 50 مليار دولار منذ إبرام اتفاق السلام مع إسرائيل، في عام 1979، كما وعد الرئيس السابق، دونالد ترامب، الإمارات ببيع طائرات من طراز أف-35 للإمارات لتشجيعها على توقيع "اتفاقات إبراهيم".

لكن من غير المرجح أن تتم تلبية المطالب السعودية، إذ يجب أن يصادق مجلس الشيوخ على أي معاهدة دفاع رسمية، والمجلس "نادرا ما يصادق على أي شيء حاليا".

وغالبا ما تتطلب صفقات الأسلحة موافقة الكونغرس، ويخشى المشرعون من كلا الحزبين في الوقت الحالي إرسال أسلحة إلى السعودية.

وسيكون البرنامج النووي أكثر إثارة للجدل، فالسماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم بعد أن خصبت إيران اليورانيوم إلى درجة يمكن أن تصل إلى مستوى صنع الأسلحة، من شأنه أن يثير مخاوف من حدوث سباق تسلح إقليمي.

ويعتبر الشوبكي أن هناك عوامل أخرى ستدفع السعودية للتطبيع مع إسرائيل، منها تقديم إسرائيل تنازلات، وحلحلة القضية الفلسطينية، وهو سيشجع على رؤية هذه المقترحات النور.

وكانت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية
قد كشفت، الجمعة، عن خطة وصفتها بالسرية طرحتها الولايات المتحدة ومعها إسرائيل على كل من السعودية والإمارات، تتضمن إنشاء جسر بري يربط الدولتين مع ميناء حيفا عبر الأردن.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الخطة "الطموحة" تهدف إلى تسهيل حركة البضائع وتقليل التكلفة في المنطقة، بجانب السماح في مرحلة لاحقة بأن يخدم المشروع أهدافا سياحية أيضا.

لكن المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، أكد أن مثل هذه الخطوة تأتي في إطار الأسلوب الأميركي والإسرائيلي في تقديم المغريات، التي لن "تخضع لها المملكة" حسب تعبيره، لافتا في تصريحات للحرة، إلى أن الرياض واضحة في مثل هذه الفكرة وربطت أي تعاون بالحل السياسي للقضية الفلسطينية.

وقالت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، ريما بنت بندر آل سعود، الشهر الماضي، إن المملكة تركز على التكامل مع إسرائيل، وليس مجرد التطبيع، مشيرة إلى أن ذلك يكون في إطار ازدهار وتكامل المنطقة بالكامل. واعتبرت أن المستوطنات غير الشرعية التي تقدم على بنائها حكومة نتانياهو تثير "إشكالية" وتعقد جهود حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
 
تغيير في مناهج التعليم السعودية وازالة محتويات مناهضة لإسرائيل من الكتب المدرسية

16 يوليو 2023

في هذه الصورة التي قدمتها وكالة الأنباء السعودية واس ، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يترأس القمة العربية في جدة بالمملكة العربية السعودية.
في هذه الصورة التي قدمتها وكالة الأنباء السعودية واس ، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يترأس القمة العربية في جدة بالمملكة العربية السعودية.

تمت إزالة الإشارات إلى اليهود على "أنهم قرود وخنازير يعبدون الشيطان ووصفهم بأنهم خونة بطبيعتهم وأعداء لدودين للإسلام"
نشر موقع "واينت" الإسرائيلي تقريرًا يبيّن الثورة التي قام بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والتي انعكست أيضًا في إصلاح وتغيير محتويات الكتب المدرسية منذ وصوله إلى السلطة.

ومن بين أمور أخرى، تمت إزالة الإشارات إلى اليهود على "أنهم قرود وخنازير يعبدون الشيطان ووصفهم بأنهم خونة بطبيعتهم وأعداء لدودين للإسلام".

أزيلت هذه المواد المعادية لإسرائيل ولا تزال تستخدم حول استخدام الصهاينة للنساء والمخدرات ووسائل الإعلام من أجل تحقيق أهدافهم ومؤامراتهم التي تخطط إسرائيل بموجبها لتوسيع حدودها من نهر النيل في مصر الفرات في العراق.

جاء هذا بحسب تحليل أجراه معهد البحوث والسياسات الدولي IMPACT-SE في لندن، المقرب من اسرائيل، والذي عرض التغييرات التي طرأت على نحو 300 كتاب مدرسي سعودي، تجاه اسرائيل، في السنوات الخمس الماضية.

وبيّن المعهد أن السعودية حذفت من المنهاج قصيدة تُعارض الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية، وألغت تدريبًا كان يطلب من الطلبة دحض المزاعم الصهيونية حول علاقتهم بفلسطين.

كما حذفت السلطات السعودية، وفق معهد البحوث والسياسات الدولي، "ما يتهم إسرائيل بإضرام النار في المسجد الأقصى عام 1969"، وما يشير إلى أن "أسباب بدء إسرائيل حرب الأيام الستة كانت رغبتها في السيطرة على الأماكن المقدسة للإسلام والمسيحية في القدس، وآبار النفط في شبه جزيرة العربية.
 
حذفت السلطات السعودية، وفق معهد البحوث والسياسات الدولي، "ما يتهم إسرائيل بإضرام النار في المسجد الأقصى عام 1969"، وما يشير إلى أن "أسباب بدء إسرائيل حرب الأيام الستة كانت رغبتها في السيطرة على الأماكن المقدسة للإسلام والمسيحية في القدس، وآبار النفط في شبه جزيرة العربية.
هذا مجرد تفاهه أي شخص يمكنه استخراج الكتب القديمة و مقارنتها بالحديثه ... الخبر اذا موجه لجمهور معين لا يستطيع التدقيق و التأكد من صحة المرجع من الجهله في اسقاع العالم العربي و هم كثر للاسف مهما حاولت تقنعه ..
 
الضغط الأمريكي من أجل التطبيع السعودي الإسرائيلي

IsraelSaudiArabia_Shutterstock.jpg

28 يوليو 2023

تريد واشنطن الضغط من أجل تعاون أوثق بين القدس والرياض ، بما في ذلك احتمال تطبيع العلاقات. ومع ذلك ، فإن الوصول إلى هناك يتطلب معالجة عدد من الأسئلة الشائكة.

 
ما الذي ستحصل عليه السعودية من التطبيع مع إسرائيل؟ - فايننشال تايمز

بن سلمان ونتنياهو


السعودية تسعى للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة بما في ذلك ضمانات أمنية ودعم لبرنامج نووي مدني

نشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريرا عن مستقبل العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وضغط إدارة الرئيس جو بايدن، للتطبيع بين البلدين، وكذلك أهداف السعودية ومطالبها لإتمام هذه الصفقة.

وقالت الصحيفة في تقرير لمراسليها جيمس شوتر من تل أبيب، وسامر الأطروش من دبي، إن الولايات المتحدة تعمل على التطبيع بين السعودية وإسرائيل.

وبحسب الصحيفة فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أرسل أحد أقرب مستشاريه إلى العاصمة السعودية الأسبوع الماضي لمناقشة الموضوع، لكن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال إن "الطريق لا يزال طويلا" لإقامة علاقات بين البلدين.

وتأتي جهود بايدن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، وقال الرئيس الأمريكي خلال اجتماع مع مانحين لحملته الانتخابية يوم الجمعة، إن "التقارب ربما يكون قريبا". وهذه ثاني رحلة يقوم بها مسؤول أمريكي إلى الرياض في غضون أسابيع.

وكشف المستشار الإسرائيلي هنغبي في مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية يوم الإثنين، أن الاتفاق الكامل بين السعودية وإسرائيل ليس قيد المناقشة، لكن كانت هناك "مفاجأة إيجابية قبل بضعة أشهر عندما قال البيت الأبيض. . .إنه يبذل جهودا للتوصل إلى اتفاق مع السعوديين".

ويقول دبلوماسيون إن السعودية تسعى للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة بما في ذلك ضمانات أمنية ودعم لبرنامج نووي مدني والحصول على أسلحة، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال مسؤولون سعوديون إن المملكة ستحتاج أيضا إلى خطوة إيجابية كبيرة من إسرائيل تجاه الفلسطينيين، على الرغم من أنهم لم يوضحوا ما سيترتب على ذلك.

توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، كتب بعد اجتماعه مع بايدن الأسبوع الماضي، عن أن المطالب السعودية من إسرائيل يمكن أن تشمل وقف التوسع الاستيطاني، وتعهدا بعدم ضم الضفة الغربية، التي يريد الفلسطينيون أن تكون قلب دولة مستقبلية، لكن إسرائيل تحتلها منذ عام 1967.

وردا على سؤال حول التنازلات الإسرائيلية المحتملة، قال هنغبي إن إسرائيل لن تقبل "بأي شيء يقوض أمنها". لكنه قال إن بلاده لن تقلق من احتمال تطوير السعودية قدرات نووية مدنية.

وقال شخصان مطلعان على المناقشات إن هناك أملًا في إمكانية التوصل إلى اتفاق هذا العام، قبل أن تنشغل إدارة بايدن بالحملة الانتخابية.

وتعتبر المملكة العربية السعودية نفسها زعيمة في العالم الإسلامي، لذلك فإن عليها التزامات أكبر من الدول العربية الأخرى التي وقعت بالفعل صفقات مع إسرائيل، مثل الإمارات.

وكانت المملكة قد طرحت مبادرة سلام عربية على إسرائيل في عام 2002، تتضمن اعترافا سعوديا بوجود إسرائيل مقابل السماح بإقامة دولة فلسطينية، ويؤكد القادة السعوديون علنًا تمسكهم بهذا الموقف.

لكن أوريت ستروك، القومية المتطرفة من الحزب الصهيوني الديني اليميني المتطرف والتي تشغل منصب وزيرة المهمات الوطنية، قالت إن الحكومة الإسرائيلية لن تقدم أي تنازلات في الضفة الغربية، في إشارة إلى التعقيدات التي قد تفرضها أي صفقة على حكومة نتنياهو.

وأكدت أن هناك إجماعًا بين جميع الأحزاب اليمينية... لقد انتهت عمليات الانسحاب وتجميد الاستيطان في يهودا والسامرة (وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية).

وأضافت أوريت ستروك أن نتنياهو رئيس وزراء مسؤول ولن يبيع أرض إسرائيل مقابل زيارة البيت الأبيض.
 
التطبيع المحتمل بين إسرائيل والسعودية قد يؤدي إلى ترك الفلسطينيين في المؤخَّرة

بينما يسعى بايدن لقطع حبل العلاقات بين الرياض وبكين وطهران وتحقيق فوز قبل الانتخابات الأمريكية، قد يوافق على صفقة أمنية دون تنازلات

في هذه الصورة التي نشرها القصر الملكي السعودي، يستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (إلى اليمين) الرئيس الأمريكي جو بايدن في قصر السلام في جدة، المملكة العربية السعودية، 15 يوليو، 2022. (Bandar Aljaloud/Saudi Royal Palace via AP, File)
في هذه الصورة التي نشرها القصر الملكي السعودي، يستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (إلى اليمين) الرئيس الأمريكي جو بايدن في قصر السلام في جدة، المملكة العربية السعودية، 15 يوليو، 2022.

تدل جميع المؤشرات على أن الصفائح التكتونية في الشرق الأوسط آخذة بالتحول.

يسافر ممثلون عن البيت الأبيض – مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومنسق الشرق الأوسط بريت ماكغورك – ذهابا وإيابا بين واشنطن وجدة في السعودية نيابة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن.

في السعودية، استضاف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – رئيس الوزراء الحالي والزعيم الفعلي للبلاد (يُقال إن والده الملك سلمان مصاب بمرض الزهايمر) – سوليفان مرتين في المملكة في الأشهر الأخيرة. وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة البلاد.

لكن السبب ليس بالضرورة رغبة واشنطن في التطبيع بين السعودية وإسرائيل، أو آمال الرياض في إنقاذ حلم حل الدولتين، ما تريده الولايات المتحدة حقا هو قطع كامل للعلاقات المتنامية بين السعودية والصين، وبين السعوديين والإيرانيين.

قد تحتاج واشنطن إلى دفع ثمن باهظ للغاية لهذا الغرض: تسعى الرياض إلى إبرام معاهدة أمنية متبادلة شبيهة بحلف شمال الأطلسي تُلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها إذا تعرضت للهجوم؛ واتفاقية صريحة لبرنامج نووي مدني تراقبه الولايات المتحدة وتدعمه؛ والقدرة على شراء أسلحة أكثر تطورا من واشنطن مثل نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية (ثاد) والذي يمكن استخدامه لمحاربة ترسانة الصواريخ الإيرانية المتزايدة.

AP20123064216575.jpg

في هذه الصورة من الأرشيف التي تم التقاطها في 7 مارس 2020، رجل يمر بجانب لافتة تحمل صورة الملك سلمان (إلى اليمين)، وولي الأمير محمد سلمان، المملكة العربية السعودية.

في أحد مقالاته الأخيرة في صحيفة “نيويورك تايمز”، أوضح توماس فريدمان ، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع بايدن، أن الخطوات المطلوبة من إسرائيل مقابل تطبيع العلاقات مع السعوديين قد تشمل تعهدا رسميا بعدم ضم الضفة الغربية أبدا (كجزء من صفقة التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة في عام 2020، وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تأجيل تنفيذ تعهده بالضم حتى عام 2024)، والالتزام بعدم إقامة المزيد من المستوطنات أو توسيع حدود المستوطنات القائمة، لترك الباب مفتوحا أمام احتمال إقامة دولة فلسطينية في المستقبل.

كتب فريدمان: “أود أن أرى وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، يظهر على التلفزيون الإسرائيلي ويشرح للشعب الإسرائيلي لماذا من مصلحة إسرائيل ضم الضفة الغربية وسكانها الفلسطينيين البالغ عددهم 2.9 مليون نسمة – إلى الأبد – بدلا من تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية وبقية العالم الإسلامي”.

وأضاف فريدمان “سيكون على ائتلاف نتنياهو الحاكم المكون من متعصبين يهود ومتطرفين متدينين الإجابة على هذا السؤال: بإمكانكم ضم الضفة الغربية، أو بإمكانكم صنع سلام مع السعودية ومع العالم الإسلامي بأسره، ولكن لا يمكنكم الحصول على كلا الأمرين، فماذا سيكون اختياركم؟”

F230710CG95-e1688992491220.jpg

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يترأس جلسة لحزبه “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف في الكنيست.

ومع ذلك، فإن هذا لا يتماشى مع أجندة الضم للعنصر الديني اليميني المتطرف في ائتلاف نتنياهو. بالنسبة للعديد من المشرعين في الائتلاف المتشدد، فإن الإجابة على سؤال فريدمان واضحة – فهم يريدون ضم الضفة الغربية، وليس لديهم أي نية للتخلي عن الخطة، وبالتأكيد ليس مقابل السلام مع السعودية.

ولكن إلى جانب التعنت المحتمل من قبل البعض في القدس، تقول مصادر مطلعة على قضايا الأمن الإسرائيلي في المنطقة إنه من المحتمل ألا يكون السعوديون مهتمين في الواقع بمساعدة الفلسطينيين، أو اشتراط اتفاق كبير بقيام إسرائيل بالتزام تجاه الفلسطينيين.

تقول هذه المصادر أن وثيقة التطبيع يمكن أن تحتوي فقط على تصريح عام بشأن استمرار عملية السلام، باستخدام صياغة يمكن حتى لأعضاء الإئتلاف الذين لديهم معتقدات مسيحانية ويرغبون في بناء هيكل ثالث (وهي خطوة من شأنها أن تفجر المنطقة) أن يقبلوا بها.

وعندئذ ستبقى القضية الفلسطينية قضية لإسرائيل لتتعامل معها بمفردها.

إذا كان الأمر كذلك، سيمثل ذلك انتصارا كبيرا لنتنياهو، الذي قال مرارا وتكرارا إن العالم العربي لن يشترط التطبيع مع إسرائيل بإحراز تقدم مع الفلسطينيين، كما يتبين في “اتفاقيات إبراهيم” مع الإمارات والبحرين والمغرب.

AP23211317260747-e1690707820226.jpg

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحضر الجلسة الأسبوعية للحكومة في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 30 يوليو، 2023.

بروح الساعة الظاهرة، قال نتنياهو لمجلسه الوزاري صباح الأحد بشأن مشروع قطار سريع أعلن عنه حديثا، سيربط بين كريات شمونا في شمال البلاد إلى مدينة إيلات في الجنوب، “سنستطيع كذلك ربط إسرائيل بالقطار إلى السعودية وشبه الجزيرة العربية. نحن نعمل على إنجاز ذلك أيضا”.

الجدول الزمني ضيق، وبايدن يريد تحقيق إنجاز قبل نوفمبر وقبل الانطلاق الرسمي لحملته الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2024.

إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن بايدن سيمنح نتنياهو اللقاء الذي انتظره طويلا – إما في البيت الأبيض أو في نيويورك – للترويج للاتفاق.

تحركات نتنياهو المثيرة للجدل والتي تغير وجه الديمقراطية الإسرائيلية قد توضع جانبا إلى حد ما.

سيرتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي مرة أخرى إلى مرتبة “مختلفة” على الساحة الدولية مقارنة بخصومه السياسيين، وسيخرج من الحدث معززا.

إذا حدث ذلك، فسيكون معادلا للانفجار العظيم في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط ، إذا حدث…طبعا هناك الكثير من المشاكل والحساسيات ، قد تهز وفاة الملك سلمان السعودية و من المفترض أن يكون ابنه هو الملك القادم، لكن لا يمكن لأحد أن يكون متأكدا من ذلك.

للسلطة الفلسطينية أيضا زعيم كبير في السن ومريض في شخص محمود عباس. أي تغيير في وضعه قد يهز المنطقة لأن التغييرات القيادية في الأنظمة غير المستقرة تؤدي دائما إلى احتمال حدوث مشاكل.

33PV8A2-highres-e1690647132583-640x400-1.jpg

من الأرشيف: رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد لقائهما في المجمع الرئاسي في أنقرة في 25 يوليو، 2023

بايدن البالغ من العمر 80 عاما أصغر بسبع سنوات من كل من عباس وسلمان، ولكن تظهر عليه علامات سنه، ومع الحملة الانتخابية الرئاسية التي لا تزال في انتظاره، سيكون عام 2024 مكثفا وصعبا.

نتنياهو، الذي يقترب من 74 عاما – لا يزال صغيرا في السن مقارنة بالآخرين – لم يكن بصحة جيدة مؤخرا، بعد أن خضع لعملية زرع جهاز لتنظيم نبضات القلب في وقت سابق من هذا الشهر بعد إصابته باضطراب في انتظام ضربات القلب، مما دفع أطبائه إلى الاعتقاد بأن حياته كانت في خطر محتمل.

مقارنة بهم جميعا، يبدو حكم نتنياهو هو الأكثر تقلبا والأقل استقرارا، حيث يواجه المظاهرات الضخمة ضد خطة حكومته لإصلاح القضاء من جهة، بينما يخضع لسيطرة الوزراء الأكثر تشددا في ائتلافه من جهة أخرى.

لكن في حين أن الاحتمالات ليست في صالح التطبيع مع السعودية، لا يزال هناك احتمال أن تكون هناك مفاجأة.

تايم أوف إسرائيل
 
عودة
أعلى