خطاب إبليس في أهل النار / د. عثمان قدري مكانسي

  • بادئ الموضوع Nabil
  • تاريخ البدء

Nabil

التحالف يجمعنا
مستشار المنتدى
إنضم
4/5/19
المشاركات
10,866
التفاعلات
19,887

خطاب إبليس في أهل النار

بقلم: د. عثمان قدري مكانسي



قال تعالى في سورة إبراهيم
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 22

قال الحسن: يقف إبليس يوم القيامة خطيبا في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعا. حين يكتمل دخول أهل النار النارَ { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ } (البعث والجنة والنار وثواب المطيع وعقاب العاصي) ،فصدقكم وعده، ووعدتكم أن لا بعث ولا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب ،فأخلفتكم

وروى ابن المبارك من حديث عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال
فيقول عيسى أدلكم على النبي الأمي فيأتوني ،فيأذن الله لي أن أقوم ،فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحدٌ حتى آتي ربي، فيُشفِّعُني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي


ثم يقول الكافرون قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ،فمن يشفع لنا ،فيقولون ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا فيأتونه فيقولون :قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فاشفع لنا ،فإنك أضللتنا فيثور مجلسُه من أنتن ريح شمَّها أحد. ثم يَعظُم نحيبُهم ويقول عند ذلك : { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ... الآية). " فصدقكم؛ "ولم يكن لي من حجة وبيان أظهره لكم على ما وعدتُكم وزيَّنتُه لكم في الدنيا، { إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي } وأغويتكم فتابعتموني ولم أقهركم على ما دعوتكم إليه، دعوتكم بالوسواس فاستجبتم لي باختياركم، { فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم } لقد كَذَبتُكم

وفي قوله عز من قائل: { لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ } دليلٌ على أن إبليس يخاطب الكفار دون العاصين الموحدين؛ والله أعلم. { فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم } فقد صدّقتموني على كذبي إذ وافق أهواءَكم دون دليل ، ما أنا بمغيثكم. وما أنتم بمغيثيَّ. والصارخ والمستصرخ هو الذي يطلب النصرة والمعاونة، والمُصرِخُ هو المغيث. قال سلامة بن جندل :

كنا إذا ما أتانا صارخ فزع * وكان الصراخ له قرع الظنابيب
وذلك من صراخ الخوف والفزع

ويؤكد إبليس قائلاً: قد كفرْتُ بإشراككم إياي مع الله تعالى في الطاعة؛ و كفرت اليوم بما كنتم تدعونه في الدنيا من الشرك بالله تعالى. لقد خبتُم وخسرتم في الدنيا والآخرة

{ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

اعترف الكفار بالحق في صفات الله تعالى وهم في دركات النار؛
وليتهم فعلوا ذلك في الدنيا ، قال جل ثناؤه في سورة الملك
كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) .... إلى قوله

{(فاعترفوا بذنبهم فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11 }
واعترافهم وهم في دركات لظى بالحق ليس بنافع، وإنما ينفع الاعترافُ صاحبَه في الدنيا؛

وبينما الكفار والعصاة في نار جهنم نادمين ترى المؤمنين الصالحين يدخلون الجنة بفضل الله تعالى مع سلامٍ من ربهم تحمله الملائكة
قال عز وجلّ في سورة إبراهيم
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23) ، بمشيئته وتيسيره. وقال: { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } ولم يقل: بإذني تعظيما وتفخيما للمعَظَّم سبحانه وللمخاطبين كذلك إذ عُظِّموا بانتسابهم لله العظيم جلَّ في عُلاه

وجاءت كلمة { سَلَام } نكرة للدلالة على كثرتها وكمالِ نوعِها

اللهم نسألك الهدى والتقى والسلامة من الشرك في الدنيا ونسألك السلامة من نار الآخرة
أنت الهادي إلى الحق وإلى طريق مستقيم،..اللهم آمين آمين ،والصلاة على سيد المرسلين وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم

بتصرف بسيط جداّ
 
التعديل الأخير:
كزيادة في الموضوع للتوعية :

الشيطان يعظ

إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

من الموضوعات القرآنية الجديرة بالتأمّل، تلك الخطبة العصماء التي سيلقيها إبليس على أتباعه من أهل جهنَّم يوم القيامة، حيث يخبرنا القرآن الكريم: بأنه لما يقضي اللَّه تبارك وتعالى في أمر الخلائق، ويدخل أهل الجنَّة الجنَّة وأهل النار النار، ويسدل الستار، هنا يقف إبليس خطيبًا في أهل النار، ويلقي على مسامع أنصاره وأعوانه من الإنس والجن خطبته الجهنميّة المشهورة، فيزدادون حسرات على حسراتهم، وآلامًا على آلامهم.

تأمّل واستمع إلى الكلمات التي تحتها خط فهي مضمون خطبة إبليس الجهنمية:

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِن سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُوْمُوْنِي وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّيْ كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22) إبراهيم

تأمّل..

إنها آية مميزة في طولها، بل هي أطول آية في سورة إبراهيم!

عدد كلماتها 44 كلمة، وجاءت الخطبة الجهنميّة في 34 كلمة منها!

الكلمات الخمس الأخيرة من قول اللَّه عزّ وجلّ، بها تتضاعف حسرات أهل النار!

فالآية تصور مشهدًا رهيبًا من مشاهد العذاب النفسي للكفار والمشركين من أنصار إبليس!

فالشيطان يقرع مسامع أنصاره وأتباعه في خطبته الجهنميّة بهذه الكلمات، ويتبرأ منهم، فيتحسّرون عند ذلك أشد ما تكون الحسرة، ويندمون أيّما ندم، ويأتيهم الحكم من اللَّه عزّ وجلّ: (إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فتزداد بذلك آلامهم، وهذا الحكم يتضمَّن تأييدًا ضمنيًّا من اللَّه عزّ وجلّ على كل ما قاله إبليس في خطبته!

وإذا تأمّلت البناء الرقمي للآية تجده بناءً عجيبًا يتناسب تمامًا مع مضمون الخطبة! لقد بدأ إبليس خطبته بعد 22 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد يماثل تمامًا رقم الآية، وهو 22، أي 11 + 11، ونصف عدد كلماتها، وهو 44 كلمة، 11 × 4، وفي ذلك كلّه يتجلَّى العدد 11، وهو عدد مرّات ذكر إبليس في القرآن الكريم.

إن الأرقام في القرآن الكريم لا يمكن أن تأتي هكذا عرضًا، وإنما لها مدلولها في سياق الموضوع والمعنى المراد فهمنا ذلك أم جهلناه. لقد جاءت خطبة إبليس من 34 كلمة! وإذا فكَّرنا في السبب الذي دفع إبليس للوقوف هذا الموقف المخزي نجده في أول آية رقمها 34 في المصحف، وهي هذه الآية:

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34) البقرة

الإنسان عند لحظة الموت يتذكَّر كل أعماله، ويتحسَّر على كل معصية ارتكبها!

وكأن الشيطان، وهو يُلقي خطبته الجهنميّة الرهيبة وفي خاطره المشهد الأوّل، مشهد التمرُّد ورفض السجود!

لقد جاء اسمه بعد 34 حرفًا في أوّل آية رقمها 34، وهي كذلك الآية الأولى التي تتضمّن الأمر بالسجود!

رفض أمر ربه بالسجود لآدم في الآية رقم 34 فجاء اسمه بعد 34 حرفًا منها، وجاءت خطبته من 34 كلمة!

وجاء القرار بطرده من الجنّة في السورة التي ترتيبها رقم 15، وهذا هو عدد سجدات التلاوة في المصحف!

بل جاء القرار بطرده من الجنّة في الآية رقم 34 من سورة الحجر:

قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيْمٌ (34) الحجر

وفي ذلك إشارة إلى عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة، وهي 34 سجدة!

إن كل كلمة من خطبته تعادل سجدة من سجدات الصلوات الخمس المفروضة!

وهنا يدفع النظام الرقمي القرآني باتجاه زيادة شدّة العذاب النفسي على الكافرين!



ومن المناسب أن تتأمّل هذا الحوار أيضًا:

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِيْنَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُوْنُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيْهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِيْنَ (13) قَالَ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُوْنَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِيْنَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيْمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيْهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِيْنَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوْمًا مَدْحُوْرًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِيْنَ (18) الأعراف

الآية الأولى رقمها 11 ويأتي اسم إبليس بعد 11 كلمة من بدايتها!

في هذا الحوار يقول إبليس 34 كلمة بعدد كلمات خطبته الجهنميَّة!



هكذا تتفاعل الأرقام بلغتها الخاصة مع روح النص!

بل هناك ما هو أعجب من ذلك كلّه! فتأمّل الآية مرّة أخرى:

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُوْمُوْنِي وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22) إبراهيم

من جملة الحروف الهجائية هناك ثلاثة أحرف لم يرد أيّ منها في هذه الآية!

هذه الأحرف هي: حرف الثاء وترتيبه الهجائي رقم 4، والزاي وترتيبه رقم 11، وحرف الغين وترتيبه رقم 19

مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الثلاثة التي تجاهلتها الآية = 34

وهكذا تتفاعل الأرقام وكأني بها تنطق لتقول إن إبليس رفض السجود لآدم، ولم يرفض السجود للَّه عزّ وجلّ! لقد دفعه كبره إلى ألَّا يسجد لآدم ظانًا أنه أفضل منه! أما أنتم أيها الكفار فقد رفضتم السجود لخالقكم.. وشتان بين الاثنين! إبليس كان يرى أن السجود للَّه عزّ وجلّ عزٌّ وشرف، والسجود لآدم ذلّ ومهانة، ولذلك قبل الأوّل ورفض الثاني! وإن الشيطان يعي تمامًا خطورة الشرك باللَّه عزّ وجلّ، وأنه ظلم عظيم، ولذلك حرص في خاتمة خطبته أن يتبرّأ من شرك أنصاره! وكأني به يقول لهم: إني لم أشرك باللَّه وأنتم أشركتم، ولم أرفض السجود للَّه وأنتم رفضتم! وبرغم ذلك فإنني عندما دعوتكم استجبتم! وعندما دعاكم ربكم وخالقكم أبيتم وأعرضتم!

عجيب هو أمر هذا الشيطان! رفض السجود لآدم، ولم يرفض السجود للَّه عزّ وجلّ، بينما يدعو أنصاره للسجود للأصنام والحجارة، وعدم السجود للَّه، ويدعو أنصاره للشرك باللَّه، وهو نفسه لم يشرك باللَّه، لأنه يعلم علم اليقين أن اللَّه هو ربه، وهو الواحد الأحد لا إله غيره، ولذلك جاء في قوله: (رَبِّ فَأَنْظِرْنِيْ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُوْنَ)!

تأمّل الذنب: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34) البقرة

وتأمّل العقاب: قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيْمٌ (34) الحجر

وتأمّل المصير: الَّذِينَ يُحْشَرُوْنَ عَلَى وُجُوْهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) الفرقان

الآن عُلم لماذا جاءت الخطبة الجهنميّة من 34 كلمة!



أَنَا!!!

تأمّل آية الخطبة الجهنميَّة من جديد:

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُوْمُوْنِي وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22) إبراهيم

يتحدّث الشيطان عن نفسه في قلب الخطبة ويقول (أَنَا)!

فإذا تتبّعت حروف الآية تجد أن أول حرف من أحرف هذه الكلمة (أَنَاْ)، وهو حرف الألف، ترتيبه رقم 121 من بداية الآية، وهذا العدد = 11 × 11، ولا تنسَ أن رقم الآية 22، وأن إبليس بدأ خطبته بعد 22 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد = 11 + 11، وقد ورد اسم إبليس في القرآن الكريم 11 مرّة!

وأوّل أحرف (أَنَا) وآخرها، وهو حرف الألف، تكرّر في الآية 33 مرّة، وهذا العدد = 11 × 3

حرف الألف الذي بدأت به كلمة (أَنَا)، هو التكرار رقم 22 لحرف الألف من بداية الآية!

وحرف الألف الذي خُتمت به كلمة (أَنَا)، هو التكرار رقم 11 لحرف الألف من نهاية الآية!



تأمّل..

جاء ذكر إبليس في القرآن 11 مرّة!

هذه الآية جاءت من 44 كلمة، وهذا العدد = 11 × 4

هذه الآية رقمها 22، وهذا العدد = 11 × 2

هذه الآية عدد حروفها 187 حرفًا، وهذا العدد = 11 × 17



مجموع رقم الآية 22، وعدد كلماتها 44 = 66

مجموع ترتيب سورة إبراهيم وعدد آياتها = 66



وعد الحق

تأمّل كيف افتتح الشيطان خطبته:

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ!

إذًا هناك اعتراف صريح من الشيطان، بأن وعد اللَّه هو (وَعْدَ الْحَقِّ)!

هذا هو الشيطان، وهذا هو اعترافه بالحقيقة!

الآن ما هو موقف الأرقام من هذا الاعتراف الصريح فهل ستؤيّده؟!

دعنا نَرَ الآن:

تكرّر حرف الواو في الآية 14 مرّة.

تكرّر حرف العين في الآية 6 مرّات.

تكرّر حرف الدال في الآية 4 مرّات.

تكرّر حرف الألف في الآية 33 مرّة.

تكرّر حرف اللَّام في الآية 21 مرّة.

تكرّر حرف الحاء في الآية مرّة واحدة.

تكرّر حرف القاف في الآية 4 مرّات.

هذه هي أحرف (وَعْدَ الْحَق) وقد تكرّرت في الآية 83 مرّة!



احتفظ بهذا العدد، وتأمّل:

تكرّر حرف الألف في الآية 33 مرّة.

تكرّر حرف اللَّام في الآية 21 مرّة.

تكرّر حرف الشين في الآية مرّتين.

تكرّر حرف الياء في الآية 10 مرّات.

تكرّر حرف الطاء في الآية مرّتين.

تكرّر حرف النون في الآية 15 مرّة.

هذه هي أحرف (الشَّيْطَانُ) وقد تكرّرت في الآية 83 مرّة!



تأمّل وتعجَّب:

الشيطان يعترف صراحة بأن وعد اللَّه هو (وَعْدَ الْحَق)!

(وَعْدَ الْحَق) يتألّف من 7 أحرف هجائية، تكرّرت في الآية 83 مرّة!

(الشَّيْطَانُ) يتألّف من 7 أحرف هجائية، تكرّرت في الآية 83 مرّة!

وقد تتعجَّب إذا علمت أن عدد كلمات سورة إبراهيم 830 كلمة!

7 عدد أوّليّ، وكذلك 83 عدد أوّليّ أيضًا!

ترتيب العدد 83 في قائمة الأعداد الأوّلية رقم 23، وهذا العدد أوّليّ أيضًا، وهو عدد أعوام الوحي!



قُضِيَ الأَمْرُ!

تأمّل مرّة أخرى كيف افتتح الشيطان خطبته:

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ!

توقف عند هذا النص: (لمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ)!

فمن الذي قضى الأمر؟ إنه اللَّه عزّ وجلّ هو الذي قضى الأمر!

إذًا المعنى الدقيق لهذا النص هو (لمَّا قضى اللَّه الأمر)!

ولكن لم يرد اسم اللَّه في هذا النص!

والقاعدة العامة في النظم الرقمي القرآني هي أن كل ما سكتت عنه الألفاظ أفصحت عنه الأرقام!

فتأمّل إذًا:

تكرّر حرف القاف في الآية 4 مرّات.

تكرّر حرف الضاد في الآية مرّة واحدة.

تكرّر حرف الياء في الآية 10 مرّات.

تكرّر حرف الألف في الآية 33 مرّة.

تكرّر حرف اللَّام في الآية 21 مرّة.

تكرّر حرف الميم في الآية 25 مرّة.

تكرّر حرف الراء في الآية 5 مرّات.

هذه الأحرف السبعة هي حروف (لمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) وقد تكرّرت في الآية 99 مرّة!

99 هو عدد أسماء اللَّه الحسنى!



وتأمّل..

ورد ذكر إبليس في القرآن 11 مرّة!

بدأت الآية بكلمتين (وَقَالَ الشَّيْطَانُ) مجموع حروفهما 11 حرفًا!

جاء بعدهما ثلاث كلمات (لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ) مجموع حروفها 11 حرفًا!

بدأ إبليس خطبته بعد هذا النص مباشرة: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ!

مجموع حروف هذا النص 22 حرفًا، وهذا العدد = 11 + 11

هذا النص نفسه تضمَّن 11 حرفًا تحديدًا من الحروف الهجائية!

والأعجب من ذلك كلّه كيف تكرّرت حروف هذا النص ضمن الآية!

فتأمّل:


الحرفوقألشيطنمضرالمجموع
تكراره في الآية14433212102152515132


هذه الحروف وعددها 11 حرفًا هي حروف هذا النص (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ)!

وهو النص الذي جاء قبل خطبة إبليس الجهنميَّة!

وكما ترى فقد تكرّرت حروف هذا النص في الآية 132 مرّة، وهذا العدد = 11 × 11 + 11.
 
عودة
أعلى