قال الأمين العام ينس ستولتنبرغ للحلف الأطلسي في تصريحاته الافتتاحية إن الدول الأعضاء في حلف الناتو قد اتحدت في ردها على نظام صواريخ كروز SSC-8 الجديد لروسيا ، والذي يرى الحلف أنه غير متوافق مع معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، في الاجتماع الوزاري لحلف الناتو في بروكسل يوم الخميس 13 فبراير.
صاروخ كروز SS-CX-8
قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إنه في يونيو الماضي ، وافق الحلف على مجموعة من الإجراءات ، والتي وصفها بأنها متوازنة ودفاعية ، ردًا على نظام SSC-8 الروسي،و سبق للأمين العام أن قال إن هذه التدابير يمكن تنفيذها بعد إجراء مزيد من الدراسة للوضع. وأضاف ستولتنبرغ خلال ملاحظاته الافتتاحية: "اليوم سنلقي نظرة أوسع على المدى الكامل لصواريخ روسيا القصيرة و المتوسطة المدى بينما نلتزم التزاما كاملا بتحديد الأسلحة ونزع السلاح".
إن Novator RK-55 Relief (رمز الناتو: SSC-X-4 "Slingshot" ؛ GRAU: 3K12 الروسية) عبارة عن صاروخ كروز روسي بري وبحري يطلق من الغواصات برأس حربي نووي تم تطويره في الاتحاد السوفياتي و كان على وشك الدخول في الخدمة في عام 1987 ، عندما تم حظر هذه الأسلحة بموجب معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، يبدو أن نسخة منه أطلقت من أنابيب طوربيد الغواصة ، S-10 Granat SS-N-21 'Sampson' ؛ GRAU: 3K1 ، تم تحويلها لاحقا لنقل رؤوس حربية تقليدية و ستستمر في الخدمة حتى يومنا هذا، تم الإبلاغ عن قيام الاتحاد الروسي بنشر أنظمة صواريخ SS-CX-7 / SS-CX-8 المشتقة في 14 فبراير 2017.
تم تطوير نظام صواريخ كروز برية جديدة في روسيا، إن التسمية الروسية الدقيقة لهدا الصاروخ غير معروفة ، على الرغم من أن اسم المطلق عليه في الغرب هو SSC-8 أو( مفك البراغي) . أثناء التطوير كان معروفًا باسم SSC-X-8. يستخدم هذا النظام صواريخ كروز طويلة المدى من نوع 9M728 و 9M729 برؤوس نووية،و تشير الصيغة "9M" إلى أن هذه صواريخ تطلق من نوع صواريخ أرض- أرض. ظل تطوير هذا السلاح في سرية تامة ، على الرغم من علم المخابرات الغربية بهذا المشروع. وقد ورد أن هذا النظام الصاروخي الجديد صُنع في عام 2018.
في 2019 ، بعد سنوات من الإنكار ، اعترفت روسيا بوجود هذا الصاروخ النووي الجديد، تم الكشف عن نظام صواريخ كروز لأول مرة علنًا في عام 2019. بحلول أوائل عام 2019 ، قامت روسيا على الأقل بتشغيل 64 صاروخًا من طراز 9M729 على الأقل وعدد من المركبات التي تم إطلاقها، لقد انتهك تطوير هذا الصاروخ ووضعه في الميدان معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى لعام 1987 (أو معاهدة الوقود النووي المشع) INF و التي حظرت الصواريخ التي تطلق من الأرض والتي يتراوح مداها بين 500 و 500 5 كيلومتر، وأدى ذلك إلى انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة.
يمكن رؤية صاروخ SSC-8 كخليفة للصاروخ RK-55 Relief (اسم الإبلاغ الغربي SSC-X-4 أو Slingshot) ، والذي كان نظيرًا سوفياتيا لصاروخ BGM-109G Gryphon. كان إنتاج RK-55 Relief قد بدأ لتوه عندما تم التصديق على معاهدة الوقود النووي المشع 1987. تم إنجاز 80 صاروخًا فقط ، لم يتم نشر أي منها بحلول وقت تدميرها امتثالًا لمعاهدة الحد من الأسلحة.
يحتوي صاروخ SSC-8 الجديد على العديد من ميزات SSC-X-4 الملغاة، أطلق صاروخ SSC-8 كأول اختبار تجريبي له في عام 2008. وقد نجح صاروخ 9M729 في تجربة ميدانية في عام 2014. وفي عام 2015 تم إطلاقه على نطاقات تزيد عن 500 كم وتحكمها معاهدة INF.
تعتمد مركبة الإطلاق على هيكل التنقل العالي من نوع MZKT-7930 الخاص مع تكوين من 8x8 عجلات ، من الخارج ، يشبه مركبة الإطلاق لأنظمة Iskander أو Iskander-K ، التي يستخدمها الجيش الروسي ، ولكن مقصورة الصواريخ في الخلف أعلى ، لأنها تحمل 4 صواريخ بدلاً من 2 ، وهي تشبه إلى حد كبير مركبة الإطلاق لنظام صواريخ الدفاع الساحلي Club-M Kalibr-M . في عام 2016 ، خططت روسيا للحصول على 8 مركبات MZKT-7930 بيلاروسية خاصة عالية الحركة من أجل حمل هذه الصواريخ الجديدة. كان من المخطط أن يتم تجهيز 4 مركبات كقاذفات صواريخ ، وسيتم تجهيز 4 مركبات أخرى كمركبات لإعادة تزويد و حمل صواريخ إعادة التحميل.
يمكن أن تحمل مركبة الإطلاق SSC-8 أربعة صواريخ 9M728 أو 9M729.
في عام 2019 ، طالبت الولايات المتحدة روسيا بتدمير صواريخها من طراز 9M729 مع مركبات الإطلاق ذات الصلة. وإلا فإن الولايات المتحدة ستترك معاهدة الوقود النووي المشع وتصمم وتنفذ الجيل الجديد من الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى التي تطلق من الأرض. في نهاية المطاف رفضت روسيا الامتثال ، وتركت الولايات المتحدة المعاهدة.
من الناحية النظرية ، يشبه هذا النظام الجديد نظام صواريخ كروز Iskander-K المطلقة على الأرض ، والذي يستخدمه الجيش الروسي ، لأنه يعتمد على هيكل بعجلات مماثل عالي الحركة مع تكوين 8 × 8. على الرغم من أن هذا النظام الجديد يستخدم صواريخ 9M729 أكثر قدرة مع مدى أطول بكثير. يمكن لقاذفات إسكندر حمل صواريخ مختلفة، في عام 2013 ، تم الإبلاغ عن أنه تم بالفعل تطوير 5 أنواع من الصواريخ لـ Iskander ، ولا يزال هناك 3 صواريخ أخرى قيد التطوير. كان واحدا من هذه الصواريخ هو نوع 9M729.
يعد الموديل 9M729 أساسًا نسخة مطلقة من صاروخ كروز 3M-14 الذي يتم إطلاقه من البحر ، ويستخدمه نظام Kalibr-NK. هذه الصواريخ الروسية التي أطلقت من البحر استخدمت مؤخراً ضد أهداف في سوريا، كلا الصاروخين لا يبدوان متشابهين فحسب ، بل تصنعهما شركة Novator نفسها. يمكن اعتبار صاروخ 9M729 الجديد نسخة محسنة من صاروخ 9M728 ، والذي يستخدمه بالفعل نظام Iskander-K الروسي. وقد تم تعديل الرؤوس الحربية ونظم التوجيه و يُطلق على الصاروخ 9M728 أيضًا اسم R-500 ويعرف في الغرب باسم SSC-7. يدعي الروس أن صاروخ 9M728 يبلغ مداه 490 كم ، بينما يبلغ مداه 9M729 الجديد 480 كم. على الرغم من أن الولايات المتحدة تصر على أن مدى 480 كم المزعوم هو حملة كاذبة بحيث أن روسيا قد اختبرت بالفعل هذا الصاروخ في مدى يتجاوز 480 كم تشير بعض المصادر إلى أن صاروخ 9M729 يحتمل أن يتراوح مداها بين 2000 و 500 كم. حتى أن هناك تقييمات تفيد بأن هذا الصاروخ يمكن أن يصل مداه إلى 500 5 كم. قال المسؤولون الروس منذ فترة طويلة إن بإمكانهم مد نطاق أنظمة إسكندر الخاصة بهم بصعوبة بسيطة .
تم تصميم هذا الصاروخ لحمل رأس حربي نووي منخفض العائد a low yield Nuclear Warhead. يمكن أن يكون العائد حوالي 10-50 كيلوطن. قد يكون هناك أيضًا رأس حربي تقليدي به حوالي 500 كيلوغرام من المتفجرات ، بالإضافة إلى الرؤوس الحربية العنقودية المتفجرة بالهواء والوقود. على الرغم من أن 9M729 بنيت منذ البداية كسلاح نووي. يمكن لهذا الصاروخ تدمير أهداف العدو المهمة ، مثل تجمعات القوات والعربات المدرعة ، وبطاريات الدفاع الجوي ، ومستودعات الإمداد ، والمنشآت الصناعية ، والمطارات ، ومراكز القيادة ، إلخ.
الداعم يدفع الصاروخ من عبوته الصاروخية ،و في الرحلة يتم نشر الأجنحة, هذا الصاروخ كروز لديه ارتفاع طيران يصل إلى 6 كم ويتبع التضاريس. في المحطة النهائية ، ينحدر إلى ارتفاع منخفض أو حوالي 50-150 متر و يناور من أجل التغلب على أنظمة الدفاع الجوي المضادة له.
هذا الصاروخ لديه الملاحة بالاقمار الاصطناعية ويعمل بالقصور الذاتي ، ولكن يمكن أيضا الحصول على تحديث نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية GLONASS الروسي. الصاروخ لديه CEP حوالي 5 أمتار، على الأرجح أن هذه الصواريخ قادرة على ضرب أهداف متحركة ، حيث يمكن ضبط إحداثيات الهدف أثناء وجود الصاروخ في الجو،و يمكن استهداف كل صاروخ بشكل لكل هدف مستقل .
مركبة قاذفة صاروخ كروز 9M729 مبنية على مركبة حركية عالية الحركة من البيلاروسيا، يتم تشغيل المركبة من خلال محرك الديزل YaMZ-846 ، الذي يطور 500 حصان، يمكن للمركبة أن تقطع مسافات على الطرق الوعرة وعلى الأرض الصعبة. يمكن نقل هذه المركبة بواسطة طائرة النقل An-124.
يتم تشغيل مركبة الإطلاق من قبل طاقم مكون من 3 أفراد.
كل مركبة قاذفة هي داعم بواسطة مركبة إعادة الإمداد المرتبطة بها و تحمل صواريخ إعادة تحميل ومزودة برافعة. يعتمد أيضًا على هيكل تنقل عالي 8 × 8 مماثل. على الرغم من أنه يبدو أن مركبة الإمداد تختلف عن تلك المستخدمة في أنظمة Iskander و Iskander-K.
