حقيقة تسريبات الوثائق السرية للعملية العسكرية المضادة الأوكرانية

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
1,011
التفاعلات
2,281
حقيقة تسريبات الوثائق السرية للعملية العسكرية المضادة الأوكرانية


العملية العسكرية الهجومية المضادة الأوكرانية ضد أحد الجبهات الروسية، هي عملية بالواقع حقيقية، ومبنية على تجربة استعادة مقاطعة خاركييف التي استعاد بها الأوكران ما كان من خاركييف بالأيدي الروسية.

وحدوث تسريبات للوثائق السرية للناتو من مبنى البنتاغون الخاص برئاسة أركان الناتو المشتركة ومن ثم وكالة المخابرات الأمريكية حول تلك العملية إن صحت الوثائق المنشورة لعملية تحت السيطرة الكاملة، ومكشوفة للمخابرات الروسية الفيدرالية منها والعسكرية، فهي حينها من المؤكد تم تسريبها على يد عملاء خارجيين تابعين للمخابرات الفيدرالية الروسية الخارجية.

والاحتمال الثاني مع كشف عميل البنتاغون وفق الادعاءات الأمريكية، أن تكون الوثائق المسربة هي لتضليل المخابرات والقيادة العسكرية الروسية، وهذا احتمال ضعيف، والسبب ببساطة أن الروس غالباً يملكون 70% على الأقل من حقيقة تلك المعلومات بطريقة استخباراتية اعتيادية.

إضافة إلى ما تقدم يرجح صحة ذلك أيضاً تمكن الروس من تدمير أهم قاعدة سرية حصينة للقوات المشترك للناتو مع القيادات الأوكرانية تحت الأرض، حتى عمق 130 متر وتبخير وتفحيم من كان فيها وعددهم يقدر بثلاثمائة خبير وقيادي وعنصر تنفيذي وحماية، وفق الصحف اليونانية مع مصادقة جاءت فيما بعد من صحيفة أمريكية ذات قيمة إعلامية اعتبارية، وتم ذلك بصاروخ أو تسعة صواريخ كينجال الفرط صوتية الاختراقية للتحصينات الاسمنتية العسكرية، تم اطلاقها من صائدات الثعالب الروسية Mig-31M Foxhound الأسرع اليوم على مستوى العالم بين الطائرات العملياتية.

فالوثائق غالباً حقيقية وخاصة جزئية أن الخسائر الروسية المركزية لقوات الاتحاد الروسي النظامية يفوق 17 ألف قتيل! وخسائر الأوكران الذي بلغ أكثر من 71 ألف قتيل من النخبة المحترفة الأوكرانية!

أو وهذا أقرب للمنطق أن هذا الرقم الروسي والأوكراني للقتلى، هو خلال الشهور الثالثة الأولى من العام الحالي، والتي تشمل خسائر صاعقة فاغنر الروسية، خاصة أن الوثائق تشير إلى أن خسائر الروس من الطائرات النفاثة القتالية، هي سبعة نفاثات إضافة إلى ثمانية مروحيات قتالية، أي أنها خسائر الروس حتى طباعة الوثيقة السرية، حيث انخفض عدد الطائرات الروسية التي يتم اسقاطها ربما إلى الصفر نتيجة تطوير الإجراءات المضادة الالكترونية فيها، مع بدء استخدام قنابل الالقاء الحر فاب الروسية وتطويرها إلى قنابل مباعدة ذكية انزلاقية تتراوح أمديتها بين 30 إلى 60 كم من الهدف!

وهو بعكس المعلن الاستخباراتي والعسكري الأمريكي السابق بأن عدد قتلى الروس وصل إلى 200 ألف وقتلى الأوكران لم يتعدى 100 ألف قتيل!

أي فيما يخص فوارق العدد أوكرانية خاصة وأن مخابرات الكيان الموساد التي تعتبر حتى الآن حيادية، نشرت أنه حتى نهاية العام الماضي بلغ مجموع ما حيد من جنود الأوكران أكثر من 391 ألف منهم أكثر من 157 ألف قتيل!

فالوثائق غالباً صحيحة، ولكن بطريقة جزئية!

وهذا ما صدقته الصحافة الأمريكية في صحيفة واشنطن بوست إذ أنها تجد أن الوثائق صحيحة فيما يخص الملف الأوكراني، لتقاربه مع الواقع الميداني بنسب شبه متطابقة.

وخاصة حول ما تبقى من النخبة الأوكرانية في ميدان التدريب على الأسلحة الغربية، وما استحدث أيضاً وهم 12 لواء قتالي مدرع وميكانيكي قوامهم 60 ألف مقاتل أوكراني، من أصل 100 ألف من النخبة الأوكرانية، لينضموا لما تبقى من النخبة السابقة وهم 40 ألف نقلوا إلى غرب أوكرانيا ليكونوا 8 ألوية قتالية استباقية ويكون المجموع 20 لواء قتالي قوام كل لواء 5000 محارب محترف.

وسوف يكون مجموعهم مجهز على ما يبدو بنحو ما بين 400 إلى 600 دبابة قتال رئيسية، وعدد مضاعف من المدرعات القتالية المجنزرة وذات العجلات المطاطية، وهي تشكل مع عدد مقارب بالتجهيز ومناصف بالعدة والعتاد من القوات الأجنبية التي أـكثرها بولندية 75 ألف محارب، مع عدد مماثل لمجمل هذا العدد من المجندين الجدد العديمين الخبرة القتالية، ليكونوا وقود الحرب المضادة في مراحلها الأولية.

ولن يكون شرطاً أن يكون هدف هجومها مقاطعة زبوروجيا كما هو مرجح من الناحية الإعلامية والحشدية، إنما على إقليم الدونباس، المنهك نتيجة العملية المستمرة العسكرية، أو على مقاطعة دونيتسك ومقاطعة زبوروجيا معاً أو مقاطعة لوغانسك وخيرسون، أو مقاطعة فردية.

وهذا التسريب الذي ورائه المخابرات الروسية الفيدرالية هو غالباً رد على تسريب المخابرات الأمريكية المركزية للخطة الروسية الهجينة التي كانت تستهدف السيادة الأوكرانية الحالية في بداية الحرب، والتي ذهب ضحيتها من قوات نخبة النخبة الروسية 775 كوماندوس سبتسناز داخل كييف من أصل 900 كوماندوس بالمرحلة الأولية، والسبب الأهم لهذا التسريب من طرف الروس هو ابطال هذا الهجوم بطريقة استخباراتية، من خلال كشف كافة أسراره التجهيزية والتكتيكية، قبل التعويل على الطريقة الاحباطية العسكرية فقط.

والفارق أن روسيا تعرف مسبقاً وبلا شك المحور الذي سوف تستهدفه قوات هجوم الربيع، بطريقة مبيته أو حتى محدثة، فقد أمنوا حضور وزير الدفاع والأركان الروسيان غير مرة، وكذلك وجود بوتين في الجبهة الأوكرانية مرتين دون علم مخابرات الناتو، أي أنهم طورا الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق، ونحن سوف نحاول أن نعرف المحور المرجح استهدافه بالهجوم الأوكراني إن تم! بطريقة تحليلية.

أولاً: محور مقاطعة لوغانسك أو لوهانسك: وهذا المحور فيه الجيش السادس من قوات التعبئة الجزئية الدفاعية الروسية، وقوامه 60 ألف مدافع، وفيها جيش حرس موسكو المدرع الأولى الهجومي الذي قوامه 60 ألف محارب، وفيه قوام فيلق 30 ألف محارب من الفرق المجوقلة الروسية المظلية والاقتحامية الجوية بالحوامات القتالية، وفيها فيلقين من الذئاب السيبيرية الاقتحامية المعروفة عند الروس بكلاب الخزان قوامهم 50 ألف محارب، إضافة إلى فيلق من فيلق قوات فوستوك الاقتحامية إضافة إلى عدد غير معروف من مجموعات الكتائب التكتيكية، وعدد غير معروف من مليشيات لوغانسك الانفصالية، أي ما يمكن احصائه ليصل إلى 250 ألف محارب ومدافع.

احتمالية استهدافها منفردة بتقديري 60% لأنها تشكل جبهة ضغط على مقاطعة خاركييف لعزل أوكرانيا وابعادها عن الحدود الروسية، بأوامر من بوتين، على أن يتم ذلك على ما يبدو بعد إتمام السيطرة على مقاطعة دونيتسك، ويرجح ذلك رصد وجود قوات كبيرة مؤللة أوكرانية وأجنبية قرب هذا المحور، واستهداف هذا المحور مع محور مقاطعة دونيتسك نسبته 40% لثقل العبء على القوات المهاجمة الأوكرانية.

ثانياً: محور مقاطعة دونيتسك: فيها الجيش الثامن من قوات التعبئة الجزئية الدفاعية الروسية، قوامه 60 ألف مدافع، وفيها جيش الدببة السيبيرية الثالث المدرع من قوات التدخل السريع الخارجي الروسي، قوامه 60 ألف محارب، وفيها فلقين من فيالق قوات فوستوك الاقتحامية، وفيلقين من صاعقة فاغنر الاقتحامية قوام الفيالق الأربعة أكثر من 100 ألف محارب محترف، إضاعة إلى عدد غير معروف من مجموعات الكتائب التكتيكية المستقلة الروسية، أي ربما يصل تعداد القوات الروسية في المقاطعتين أو إقليم الدونباس إلى نحو 500 ألف جندي روسي، لذلك عملية مهاجمة هذا الإقليم مهمة شبه انتحارية.

أما مهاجمة مقاطعة دونيتسك منفردة فأمر وراد جداً ومنطقي حتى نسبة 70%، لأنها بالنهاية جبهة منهكة من العملية العسكرية المستمرة، حتى ولو كان هذا الانهاك خاص بقوات الاقتحام وسلاح المدفعية، ويرجح ذلك وجود حشود أوكرانيا تجاه زبوروجيا قريبة من هذا المحور، وكذلك حشود خاركييف من الجهة الشمالية لهذا المحور، وهي غاية استراتيجية عملية أكثر من زبوروجيا! لأن العمق المستهدف من محور زبوروجيا قد يؤدي إلى استنزاف القوة المهاجمة مع صعوبة تأمين إمداداتها اللوجستية!

ويبدو أن الروس يدركون ذلك تماماً، لذلك نجدهم عند كل عمق معين يتقدمون به يبنون جدر دفاعية ويحفرون خنادق وتحصينات تنتشر بها قوات التعبئة الجزئية الدفاعية الروسية، التي تمثل خمسة جيوش دفاعية موزعة على المقاطعات الخمسة لتشكل بمجموعها 300 ألف مدافع.

أما مقاطعة خيرسون فليس وارد مهاجمتها الآن عبر النهر مع عدم توفر الآلية البرمائية والزوارق والجسور العائمة لمثل هكذا هجوم ضخم، وكذلك وسائل النقل الجوية، مع صعوبة تنفيذ ذلك تحت طائل براثن نيران روسيا الإغراقية القوية، ووجود قوات روسية مماثلة في جبهة شمال شبه جزيرة القرم، خاصة مع العمليات الوقائية الروسية الاستباقية ضد طلائع مكونات الهجوم وضرب الاحتياطات واللوجستيات ومراكز القيادة والسيطرة الخاصة بهذه العملية الهجومية بسلاح الطيران الروسي والصواريخ، وسلاح المدفعية.
 
نقاط مهمة

هل تتوقع الهجوم المضاد يكون على كل الجبهات
المعطيات الحالية بما فيها المسربة الاستخباراتية حول الهجوم المضاد الأوكراني، نتجته الفشل الحتمي حتى ولو كان الهجوم من محور واحد!
ولكن حجم الانفاق العسكري للناتو في هذه الحرب أكبر من المعلن والمسرب بكثير لا محالة.
فرئاسة الأركان المشتركة للناتو تجهز جيش من النخبة الأوكرانية قوامه 60 ألف محارب موزعين على 12 لواء قتالي، لكنها أيضاً تسعى لتكوين عدد مماثل قبل البدء بهذه العملية الهجومية إلا أنه ووفق التسريبات لم تستطع أن تشكل إلا الربع، وتعهدت أمريكا أن تكمل العدد بقوات أجنبية حليفة، بل ويجب تكوين أربع جيوش أخرى احترافية لكسب المعركة على كافة الجبهات، لأن تشتيت الجبهات واشغالها بوقت واحد يضعف الدفاعات الروسية ويشتت وسائل دعمها الحيوية، ويزيد فرصة النجاح على جبهة أو اثنتين معاً.
 

باعتقادي التأجيل للإعتبارات استخباراتية أي تحقيق أمن قومي لمعرفة الجهة المحرضة السرية، وكشف شبكة العملاء.
لأن مناهضة الحرب في أوكرانيا لا تدفع المعارض تحت أي عنوان بالإفشاء بأسرار الدولة.
 
عودة
أعلى