حصري تحليل المرتزقة : الوثائق المسربة.. "فاغنر" توسع نفوذها في أفريقيا وطموحات بـ "كونفدرالية" معادية للغرب

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,215
التفاعلات
181,877

العقوبات شملت شركة مقرها الصين قدمت صور أقمار صناعية لكيانات تابعة لمجموعة فاغنر



كشفت الوثائق الأميركية المسربة أن مجموعة "فاغنر" تسعى لإنشاء "كونفدرالية" من الدول المعادية للغرب في أفريقيا، حيث يستخدم المرتزقة قدراتهم شبه العسكرية لزعزعة الاستقرار ونشر المعلومات المضللة لدعم حلفاء موسكو، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست

وتسرد إحدى الوثائق المسربة خيارات عدة يمكن اتباعها كجزء من "جهود تعطيل الولايات المتحدة والحلفاء المنسقة".

وعلى مدى 6 سنوات، اكتسبت مجموعة المرتزقة التي يسيطر عليها رجل الأعمال الروسي المقرب من الكرملين، يفغيني بريغوجين، موطئ قدم استراتيجي في 8 دول أفريقية على الأقل من أصل 13 دولة عملت فيها "فاغنر" ببعض القدرات، وفقا لإحدى الوثائق.

وتصور الوثائق بشكل عام، "فاغنر" كقوة غير مقيدة نسبيا في أفريقيا، مما يوسع وجودها وطموحاتها في تلك القارة حتى في الوقت الذي تنخرط فيه مجموعة المرتزقة في حرب أوكرانيا الطاحنة التي تستهلك قدرات الكرملين.

نتيجة لذلك، "من المحتمل أن يرسخ بريغوجين شبكته في بلدان متعددة وتقويض قدرة كل دولة على قطع العلاقات مع خدماته وتعريض الدول المجاورة لأنشطته المزعزعة للاستقرار"، حسبما خلصت إحدى وثائق المخابرات.

وتستخرج "فاغنر" الموارد في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا والسودان، وفقا لإحدى الوثائق المسربة.

بالإضافة إلى مصدر الذهب واليورانيوم والموارد الأخرى، فإن القارة هي سوق للأسلحة الروسية وتكنولوجيا الطاقة النووية والعقود الأمنية.

واستفادت روسيا من نفوذها مع القادة العسكريين السودانيين للاتفاق على استكمال قاعدة بحرية في بورتسودان بحلول نهاية عام 2023، وفقا للوثائق.

وهذه الوثائق هي جزء من مجموعة مستندات سرية، عُثر عثر عليها بمواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا.

ولم يؤكد المسؤولون الأميركيون علنا أن المواد الظاهرة في الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع أصلية، ولا يمكن التحقق من صحّتها بشكل مستقل على الفور.

في يناير، صنفت وزارة الخارجية الأميركية، مجموعة "فاغنر" كمنظمة إجرامية عابرة للحدود مع نمط من "السلوك الإجرامي الخطير (الذي) يشمل المضايقات العنيفة للصحفيين وعمال الإغاثة وأفراد الأقليات وعرقلة وترهيب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، فضلا عن عمليات اغتصاب وقتل في مالي".

وقال أنس القماطي، مؤسس معهد "صادق"، وهو مركز أبحاث يتخذ من طرابلس مقرا له، إن صعود "فاغنر ينذر بموجة جديدة من المنافسة بين القوى العظمى في إفريقيا، فضلا عن عودة الاستبداد معها.

وأضاف أن فاغنر تمثل "حلا" للمشاكل التي يتعرض لها "الديكتاتوريون الأفارقة" لصد الديمقراطية.

وتابع أن مجموعة المرتزقة الروس يساعدون "سواء كان ذلك تلاعبا بأصوات الاقتراع أو ما إذا كان الأمر يتعلق حرفيا بمحاربة نوع وحشي من حركات التمرد كما حدث في (جمهورية أفريقيا الوسطى) وجنوب ليبيا".

ولم يرد زعيم مجموعة فاغنر على طلب صحيفة "واشنطن بوست" بالتعليق على محتوى الوثائق المسربة.

وكان بريغوجين علق عبر تلغرام على عمليات مجموعة فاغنر في أفريقيا وزعم أنها "صادقة وعادلة" وهي تأتي لأجل "الدفاع عن الشعوب الأفريقية، بما في ذلك أولئك المضطهدون من قبل قطاع الطرق والإرهابيين والجيران غير الموثوق بهم".

لكن القماطي قال إن تدخل "فاغنر" في ليبيا ساعد في انقسام البلاد وشلها،و أردف بقوله: "ربما يكونون أكثر الجهات الفاعلة في زعزعة للاستقرار الذي تعيشه ليبيا الآن"، مشيرا إلى أن المجموعة تمارس "نوعا من العنف دون الحد الأدنى، لذلك سواء كنت تعيش في حرب أو سلام، لن تشعر بالاستقرار".
 
فاغنر ماهي إلا مجموعة مرتزقة حديثة ولن تقاس بمجموعات مرتزقة أمريكية وفرنسية عبر التاريخ ،البعض لم يسمع قط بمرتزقة Contras وحرب نيكاراغوا ،دعونا نلقي بعض الضوء على حرب العصابات حتى نفهم دور المرتزقة المعاصرين.
 
من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط.. انقلابات دموية بدعم أمريكي (تأطير)

من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط.. انقلابات دموية بدعم أمريكي (إطار)



دعم ترامب للانقلاب على رئيس بوليفيا، إيفو موراليس، يعيد للأذهان تاريخ أمريكي طويل من الانقلابات الدموية في دول عديدة
واشنطن دبرت ودعمت ونفذت انقلابات وتدخلات عسكرية في دول بالأمريكيتين الجنوبية والشمالية وآسيا والشرق الأوسط


تعاني دولة بوليفيا، في أمريكا اللاتينية، من أزمة سياسية، حيث أجبر الجيش الرئيس إيفو موراليس على الاستقالة، في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في أحدث انقلاب على رئيس منتخب.

الانقلاب على موراليس، المناهض للسياسات الخارجية الأمريكية، أعاد إلى الأذهان تاريخ الولايات المتحدة الحافل بالإطاحة بحكومات منتخبة ديمقراطيًا، عبر تدخلها في دول عديدة، أما بشكل مباشر أو غير مباشر.

منذ عام 1898، تتدخل واشنطن في شؤون دول أمريكا اللاتينية، إذ تعتبرها حديقتها الخلفية، كما تمتد يدها إلى آسيا وبلدان الشرق الأوسط.

وحصدت الانقلابات المدعومة أمريكيًا أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء؛ بسبب الفوضى التي تشهدها الدول التي تستهدفها واشنطن، بجانب ممارسات الحكام المستبدين والتنظيمات الإرهابية.

تعليقًا على طلب الجيش البوليفي من الرئيس موراليس تقديم استقالته، اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في بيان يوم 11 من الشهر الجاري، أن ما حدث "أمر مهم بالنسبة لنصف الكرة الغربية".

وتابع: "قضى موراليس في الحكم 14 عامًا سعى خلالها لتجاوز دستور البلد، وإرادة شعبه، ومن ثم فإن استقالته هي خطوة حافظت على الديمقراطية، وفتحت طريقًا جديدًا لإسماع أصوات شعبه للعالم أجمع".

وأشاد بـ"الجيش البوليفي"، ورأى أن ما حدث في بوليفيا يعتبر رسالة "للأنظمة غير الشرعية" في فنزويلا ونيكاراغوا.

ودعا ترامب إلى مزيد من التحرك لجعل نصف الكرة الغربية "أكثر ديمقراطية، وحرية، ورفاهية"، على حد قوله.

- الأمريكيتان الجنوبية والشمالية:

قبل بوليفيا، دبرت واشنطن ودعمت انقلابات في دول أخرى بقارتي أمريكا الجنوبية (اللاتينية) وأمريكا الشمالية، منها: هندوراس ونيكاراغو؛ لتسهيل عمل شركات الفواكه الأمريكية بدول المنطقة، وخاصة هندوراس،
ومن هنا شهدت السياسة العالمية مولد مصطلح جديد هو "جمهوريات الموز"، وهي الدول غير المستقرة، التي تشهد عادة انقلابات متكررة.

** كوبا وبورتريكو

يعود أول تدخل لواشنطن في أمريكا اللاتينية إلى 1898، حينما احتلت بورتوريكو و كوبا، اللتين كانتا تحت الاستعمار الإسباني.
انتهى الاحتلال الأمريكي في 1902، لكن تأثيره استمر لسنوات.

وبعد أربع سنوات، أطاحت واشنطن بأول رئيس منتخب لكوبا، توماس أسترادا بلاما، وشكلت حكومة احتلال أدارت البلد حتى 1909.

وفي 1917 أعادت احتلال كوبا، ثم بدأت في 1923 الانسحاب منها على مراحل،و بمرور الوقت، حصلت كوبا على استقلالها، بينما لا تزال بورتوريكو مستعمرة أمريكية.

** كولومبيا

رغبت الولايات المتحدة بالسيطرة على مشروع قناة بنما، الذي تركه الفرنسيون خاملًا، وعندما رفضت كولومبيا، بدأت واشنطن بدعم القوات الانفصالية.

وكانت أول دولة تعترف ببنما، حينما انفصلت عن كولومبيا في 1903 وفي 1914 تمكنت من إنهاء مشروع القناة،

واحتفظت واشنطن بنفوذ في بنما بفضل الحكومات التي شكلتها، لكن زاد العداء ضد الولايات المتحدة؛ بسبب القناة التي قسمت البلد إلى قسمين، ولم تحقق أية مكاسب لها.

** بنما

توترت العلاقات بين واشنطن والعميل السابق للمخابرات المركزية الأمريكية، الجنرال مانويل نورييغا، الذي ترأس قوات الدفاع الوطني في بنما، عام 1982، وبدأ يدير البلد فعليًا.

بعد إقالة الرئيس إريك أرتورا دلفال، المدعوم أمريكيًا، عام 1988، شنت واشنطن حربًا مالية ودبلوماسية على بنما.

وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول 1989، احتلت بنما للإطاحة بنورييغا، في عملية شارك فيها ألفان و500 جندي، وانتهت باستسلام نورييغا، وخلفه في السلطة غييرمو اندارا غاليماني.

** نيكاراغوا

احتلت واشنطن نيكاراغوا بين 1912 و1933،
وكان هذا الاحتلال الدموي جزءًا من "حروب الموز"، التي خاضها الجيش الأمريكي بين 1898 و1934، بهدف اكتساب وترسيخ النفوذ وحماية المصالح الأمريكية.

كان غرض هذا الاحتلال هو منع الدول الأخرى من بناء قناة نيكاراغوا، لربط البحر الكاريبي بالمحيط الهادي.

وانخرطت واشنطن في حرب أهلية اندلعت في هذا البلد عام 1926 بين الحكومة المحافظة والقوات الليبرالية.

وإثر هزيمة قوات الحكومة، تدخلت واشنطن عسكريًا في العام التالي، وهزمت القوات الليبرالية، وأسست نظامًا حاكمًا مواليًا لها، ثم غادرت نيكاراجوا عام 1933.

في 1981، دعمت واشنطن قوات "الكونترا" اليمينية المتطرفة التي كانت تسعى للإطاحة بالحكومة اليسارية، في صراع أودى بحياة ما لا يقل عن ثلاثين ألف شخص.

** المكسيك

خلال الثورة في المكسيك، أرسلت واشنطن قواتًا لمحاربة الثوار، وبينهم فرانشيسكو فيّا وإيمليانو زاباتا، حيث كان الثوار يرغبون بالقضاء على حكم الأقلية.

دعم البيت الأبيض نظام الديكتاتور الجنرال بروفيريو دياز، الذي كان يسيطر على البلد لأكثر من ثلاثين عامًا.

وفي 1913، أيدت واشنطن الانقلاب الدموي على ماديرو؛ للحفاظ على نفوذها، وتم تعيين الجنرال فيكتوريانو هويرتا رئيسًا.

عندما تولى وودرو ويلسون الرئاسة الأمريكية أوقف دعم واشنطن لهويرتا، وفرض حظرًا على تزويد المكسيك بالأسلحة.

وفي 21 أبريل/نيسان 1914، احتلت واشنطن ميناء فيراكروز؛ لمنع وصول شحن أسلحة إلى هويرتا، ثم أسقطته في العام نفسه، وخلفه فينوسيانو كارانزا.

** هايتي

احتل الجيش الأمريكي هايتي، عام 1915؛ للحفاظ على مصالح واشنطن الاقتصادية بها.
وخلال الاحتلال، لقي آلاف الأشخاص حتفهم، حيث دعمت واشنطن الديكتاتور جان فيلبرون غيوم، ونظام العبودية.

كما ساعدت شركات أمريكا الشمالية في مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي (الدونم يساوي ألف متر مربع).

وفي 1934 انسحبت واشنطن من هايتي، تاركة جيشًا مخلصًا لها.

وبعد ستين عامًا، أعادت احتلالها، بزعم "الحفاظ على الديمقراطية"، بعد الإطاحة بنظام جان برتران أريستيد، عبر انقلاب.

انتهى هذا التدخل بمغادرة الجنرال راؤول سيدراس، الذي كان يقف خلف الانقلاب، لهايتي، وظل فيها جنود أمريكيون وآخرون من الأمم المتحدة.

** غواتيمالا

عبر عملية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أطاحت واشنطن، عام 1954، برئيس غواتيمالا المنتخب ديمقراطيًا، خاكوبو آربنز،
ونصّبت هذه العملية الديكتاتورية العسكرية، بقيادة كارلوس كاستيو أرماس، وهو الأول في سلسلة حكام مستبدين مدعومين أمريكيًا.

واستعادت واشنطن مصالحها العسكرية والاقتصادية في غواتيمالا، التي شهدت، بسبب هذا الانقلاب، حربًا أهلية دامت 36 عامًا،
وأسقطت أكثر من 200 ألف قتيل.

** جمهورية الدومينيكان

يعتبر رافائيل ليونيداس تروخيو مولينا، ديكتاتور جمهورية الدومينيكان المدعوم أمريكيًا، مسؤولًا عن مقتل بين عشرين ألفا وثلاثين ألف شخص في بلده.

استمر في الحكم من 1930 وحتى اغتياله عام 1961، ثم جرى انتخاب حكومة جديدة ديمقراطيًا بقيادة اليساري خوان بوش، عام 1962.

لكن تمت الإطاحة ببوش، في العام التالي، في ظل اتهامات أمريكية له بالضعف في مواجهة الشيوعية.

وفي 1965، تدخلت واشنطن خلال تمرد، لإعادة بوش للحكم، عبر جنرالات موالين لها، لكنها فشلت، فاحتلت هذا البلد بما يزيد عن أربعين ألف جندي و أُجريت في العام التالي انتخابات فاز بها موالون لوشنطن،لكن وثائق سرية، تم الكشف عنها عام 1980، أظهرت أن تلك الانتخابات لم تكن نزيهة.

** جزر غرينادا

في 1983، احتلت واشنطن جزر غرينادا؛ خشية امتداد نفوذ الاتحاد السوفيتي إليها،و لم تكن واشنطن راضية عن استيلاء الاشتراكي موريس بيشوب على السلطة في الجزيرة، عبر انقلاب غير دموي، عام 1979 و نتيجة لذلك الاحتلال، قُتل بيشوف رميًا بالرصاص، وأصبحت الجزيرة تحت النفوذ الأمريكي.

** تشيلي

في 1973 انقلب الجيش والشرطة في تشيلي على الرئيس المنتخب، سلفادور أليندي، وخلفه الجنرال أوغستو بينوشيه.

تحت حكم بينوشيه، الذي دام 27 عامًا، اختفى ثلاثة آلاف و200 سياسي في ظروف غامضة، واعتُقل أكثر من ثلاثين ألفًا آخرين تعرضوا للتعذيب في السجون،و كشفت المخابرات الأمريكية، عام 2000، عن وثائق تظهر أنها هي التي هيأت، بالتعاون مع جيش تشيلي، انقلاب بينوشيه.

** فنزويلا

رغم أن هذا البلد لم يعان من انقلابات، خلافًا لبقية دول أمريكا اللاتينية، إلا أن التدخلات الأمريكية أضرت به كثيرًا، وهو ما يتضح من موقف واشنطن من الأزمة السياسية الراهنة بين حكومة الرئيس نيكولاس مادورو والمعارضة،في ظل هذه الازمة، لوح ترامب، في فبراير/ شباط الماضي، بأن إرسال قوات أمريكية إلى فنزويلا "يبقى خيارًا مطروحًا".
ويذهب محللون سياسيون إلى أن واشنطن لعبت دورًا في محاولات انقلابية فاشلة شهدتها فنزويلا، خلال حكم رئيسها الراحل، هوغو تشافيز (1999: 2013).

من بين هذه المحاولات ما تم في 11 أبريل/ نيسان 2002، حين ألقى عسكريون القبض على تشافيز، واقتادوه إلى قاعدة عسكرية، لكنه عاد إلى قصر الرئاسة بعد 47 ساعة فقط،
وحاليًا، تدعم واشنطن بشكل مباشر محاولات إبعاد الرئيس مادورو عن الحكم، عبر دعمها للمعارضة.

وإضافة إلى تلك الانقلابات، دعمت واشنطن انقلابات أخرى عديدة خلال فترات زمنية مختلفة في دول بوليفيا، البرازيل، الأرجنتين، كوبا، الدومينيكان، السلفادور، غواتيمالا، غيانا، الهندوراس، المكسيك وبنما، وذلك عبر حركات متطرفة ومعادية للديمقراطية وديكتاتوريين دمويين.

-الشرق الأوسط وآسيا:

لم تقتصر سياسة الانقلابات الأمريكية على كل تلك الدول، إذ دبرت واشنطن ودعمت انقلابات وتدخلات عديدة في دول بآسيا والشرق الأوسط،و تحت عنوان "تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية"، قال البروفيسور الأمريكي، المختص بشؤون أمريكا اللاتينية، جون هـ. كوتسوورث، في مقال له، إن الجنود الأمريكيين والجواسيس يلعبون دورًا في التدخلات الأمريكية المباشرة.

أما التدخلات غير المباشرة فيكون الدور الرئيس فيها للجهات الفاعلة محليًا في الدول المستهدفة، وهؤلاء لا يمكنهم التصرف أو النجاح من دون دعم من الحكومات الأمريكية، بحسب كوتسوورث.

** تركيا

لا شك أن ردود الأفعال التي تبديها واشنطن، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عقب الانقلابات، تعيد إلى الأذهان المحاولة الانقلابية الفاشلة لجماعة "غولن" الإرهابية في تركيا، 15 يوليو/تموز 2016.

بعد ساعات من المحاولة الانقلابية، وفور تأكده من فشلها، اتصل وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون كيري، هاتفيًا بنظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، وأبلغه دعم واشنطن الكامل للمؤسسات الديمقراطية وللحكومة المدنية المنتخبة ديمقراطيًا في تركيا لم تعلن واشنطن موقفًا من المحاولة الانقلابية إلا عندما تأكدت من فشل محاولة "غولن"، المقيم في الولايات المتحدة.

وعقب انقلاب 12 سبتبمر/ أيلول 1980 في تركيا، أبلغ مدير المخابرات المركزية الأمريكية حينها، بول هينز، الرئيس الأمريكي آنذاك، جيمي كارتر، بالانقلاب، قائلًا: "لقد نجح رجالنا"، في إشارة للانقلاب الذي أُعدم على إثره خمسين شخصًا، وفق تقارير إعلامية.

** إيران

بعد الحرب العالمية الثانية (1939: 1945)، وخلال فترة الحرب الباردة (1947: 1991)، اتسعت دائرة الانقلابات الأمريكية لتشمل مناطق أخرى من العالم.

أبرز مثال على ذلك هو الانقلاب الذي أطاح، في 1953، بمحمد مصدق، رئيس وزراء إيران المنتخب ديمقراطيًا، دبرت لهذا الانقلاب المخابرات البريطانية والأمريكية، وبعد إنكار دام سنوات، أقرت واشنطن بمسؤوليتها عنه.
وخلال ثورة 1979 في إيران، ندد المحتجون بتدخل الغرب في شؤونهم عبر ذلك الانقلاب، الذي يمثل السبب الرئيس للعداء للغرب في إيران.

** مصر

في 2011، شهدت مصر ثورة شعبية أجبرت الرئيس آنذاك، العسكري السابق، محمد حسني مبارك (1981: 2011)، على الاستقالة،بعدها اختار المصريون محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقرطيًا في مصر، لكنه لم يمكث في منصبه سوى عام واحد فقط (2012: 2013).

أُطيح بمرسي، في 3 يوليو/ تموز 2013، عبر انقلاب عسكري، حين كان الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، وزيرًا للدفاع.
في البداية، التزمت واشنطن الصمت حيال الانقلاب، ثم زار وزير خارجيتها، جون كيري، القاهرة، وأدلى بتصريح صادم، قال فيه إن "الجيش المصري سيعيد تأسيس الديمقراطية".

وهو تصريح أظهر بوضوح ازدواجية المواقف الأمريكية حيال الانقلابات، ومهد، وفق مراقبين، لتصدي قوات الأمن لموجات من الاحتجاجات؛ ما أسقط آلاف القتلى، فضلًا عن الزج بعشرات الآلاف من المعارضين في السجون.

وخلال إحدى جلسات محاكمته، في 17 يونيو/حزيران الماضي، تعرض مرسي (67 عامًا) لأزمة قلبية أودت بحياته، وسط اتهامات للسلطات بحرمانه من الرعاية الصحية، وهو ما تنفيه القاهرة.

** فيتنام

كشفت وثائق لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) أن الولايات المتحدة نظمت انقلابًا داخل قيادة جنوب فيتنام، التي دعمتها واشنطن خلال حرب فيتنام (1955: 1975)،
وأفادت الوثائق بأنه عندما أبلغت واشنطن الجيش الفيتنامي عدم رضاها عن رئيس جنوب فيتنام، نغو دينه ديم، نفذ الجيش انقلابًا في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، أطاح بالرئيس، وقتله هو وشقيقه.

وأودت حرب فيتنام، التي كانت واشنطن لاعبًا رئيسيًا فيها، بحياة ما لا يقل عن أربعة ملايين شخص، بحسب تقديرات عديدة.
 
نيكاراغوا: احتلال أمريكي وعمليات سرية

8b058301f3f23574ec1c8caa05303b461666882064.png

القوات الأمريكية تحتل نيكاراغوا

على الرغم من أن نيكاراغوا لا تملك قيمة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، ولا تحتوي موارد طبيعية، ولا تشكل بأي حال من الأحوال تهديدًا لأمن الولايات المتحدة؛ إلا أن الأخيرة قد وضعها مباشرة في مرمى النيران
، وذلك بعد تشييد القناة الأمريكية -البريطانية، بحيث باتت تربط تلك القناة بين البحر من الشرق والمحيط الهادئ من الغرب.

وعلى الرغم من حصول نيكاراغوا على مكانتها كدولة قومية منذ مطلع القرن التاسع عشر، إلا أن سلوكيات الأمريكيين والبريطانيين كانت تتجاهل حكامها، وتتعامل معهم بالأمر الواقع.

في عام 1852، أبرم الوزير البريطاني لدى الولايات المتحدة، جون إف.كرامبتون، اتفاقًا للتنازل عن Greytown - وهي مدينة ساحلية في نيكاراغوا، ورغم رفض حكومة نيكارغوا، نوقشت فكرة القناة التي تربط بين البحر من الشرق والمحيط الهادئ من الغرب، وتم تمريرها، كاتفاقية بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة لذلك، أصبحت نيكاراغوا مركزًا للقوى الإمبريالية الأجنبية.

يتم التدخل فيها بحسب آليات الزمان والمكان، وكما تعوّدنا في أمريكا اللاتينية، في أيما بلد كاريبي حصلت ثورة، إبحث عن الأمريكي.

الإطاحة بزلايا واحتلال نيكاراغوا

عام 1909 كانت البلاد تحت حكم خوسيه سانتوس زيلايا الذي أراد العمل مع ألمانيا أو اليابان لبناء قناة جديدة عبر البلاد. وحيث أن الولايات المتحدة قد سيطرت على قناة بنما ولم تكن تريد منافسة من دولة أخرى خارج الأمريكيتين؛ أرسل الرئيس الأمريكي ويليام هوارد تافت سفنًا حربية أمريكية لاتخاذ موقف ضد الحكومة المنتخبة لرئيس نيكاراغوا زيلايا.

كانت لإدارة تافت (وإدارة روزفلت قبله) علاقات وثيقة مع الشركات الأمريكية العاملة في نيكاراغوا. لم تكن تلك الشركات راضية عن الطريقة التي دافع بها زيلايا عن المصالح الاقتصادية لبلاده والمنطقة من الاستغلال من قبل الشركات الأمريكية. فبررت الولايات المتحدة التدخل بادعائها حماية أرواح وممتلكات الولايات المتحدة.

أدّى هذا التدخل إلى نهاية حكم ريلايا وبداية الإحتلال الأمريكي وكانت المرة الأولى التي تنظم فيها الولايات المتحدة صراحة الإطاحة بقائد أجنبي، وتم إدخال القوات الأمريكية تحت عنوان قوات حفظ السلام، ثم تم سحبها عام 1910 بعد تعيين رئيس موالٍ لها.

وبعد عامين فقط، عادت القوات الأمريكية لاجتياح البلاد بحجة أن القروض والأعمال التجارية الأمريكية مهددة بسبب الصراع بين الليبراليين والمحافظين، وقد قتل حوالي 2000 شخص خلال الصراع الذي شمل الكثير من الاشتباكات والتدخلات الأمريكية في نيكارغوا.

عندما وصلت إدارة ويلسون إلى السلطة، قامت بتمديد فترة الاحتلال وسيطرت على القدرات المالية والحكومية الكاملة في البلاد، تاركة مفوضين مدججين بالسلاح فيما بعد، انسحب الرئيس روزفلت عام 1933، لأن الولايات المتحدة لم تعد قادرةً على الاحتفاظ بقوّاتها هناك بسبب الكساد الكبير.

إنّ هذا التدخل الأمريكي في نيكاراغوا هو أحد أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة.

توقف التدخل المباشر وبدء العمليات السرية

عام 1981، في عهد الرئيس ريغان، تمّ توجيه اتهام باستخدام البلاد كمركز قيادة عسكري وخط إمداد للمقاتلين الشيوعيين في السلفادور، واستُبعِد استخدام القوات الأمريكية لفرض السيطرة، وتمّ تجنيد وتدريب 500 من اللاتينيين للقيام بأعمال شبه عسكرية سرية.

واستطاعوا من خلالهم تدمير الأهداف الحيوية في نيكاراغوا مثل محطات الطاقة والجسور، في محاولة لتعطيل الاقتصاد.

يعتقد استراتيجيو وكالة المخابرات المركزية أن هذه العمليات السرية داخل نيكاراغوا تبطّئ تدفق الأسلحة إلى السلفادور وتعطل ما يزعمون أنه حكومة يسيطر عليها السوفييت والكوبيون في نيكاراغوا، وقال مسؤولون حينها إنه تم العمل بميزانية تبلغ 19 مليون دولار لوكالة المخابرات المركزية.

مرحلة العقوبات الاقتصادية

تحكم اليوم في نيكاراغوا حكومة يسارية، بقيادة دانييل أورتيغا الذي تم تنصيبه رئيسًا للبلاد للمرة الرابعة عام 2022 بحضور الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، ورئيس هندوراس خوان أولاندو هيرنانديز، ونائب الرئيس الإيراني، والمبعوث الخاص للرئيس الصيني، وممثلي عن رؤساء وحكومات دول أخرى، ويعرف أورتيغا بعدائه الشديد للأمريكيين، وتتم محاصرة البلاد اليوم من خلال عقوبات واسعة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
 

ما هي حرب العصابات​


7733general.jpg


يتم شن حرب العصابات من قبل المدنيين ، الذين ليسوا أعضاء في وحدة عسكرية تقليدية ، مثل الجيش أو الأمة ، وفي العديد من الحالات ، يقاتل مقاتلو حرب العصابات للإطاحة أو إضعاف الحكومة أو النظام الحاكم.

هذا النوع من الحروب يتصف بالتخريب والكمائن والغارات المفاجئة ، على أهداف عسكرية غير متوقعة ، وغالبًا ما يقاتل مقاتلو حرب العصابات في وطنهم ، مستغلين إلمامهم بالمناظر الطبيعية والتضاريس المحلية لصالحهم ، حيث يشار إليهم أيضًا باسم المتمردين.

ماهية حرب العصابات

تتميز تكتيكات حرب العصابات بهجمات مفاجئة متكررة ، وجهود للحد من حركة القوات المعادية ، كما تستخدم مجموعات حرب العصابات ، تكتيكات الدعاية لتجنيد المقاتلين وكسب دعم السكان المحليين.

تاريخ حرب العصابات

تم استخدام مسمى حرب العصابات لأول مرة ، في القرن السادس قبل الميلاد ، من قبل الجنرال والاستراتيجي الصيني صن تزو ، في كتابه الكلاسيكي فن الحرب ، وفي عام 217 قبل الميلاد ، استخدم الدكتاتور الروماني كوينتوس فابيوس ماكسيموس ، غالبًا ما يُطلق عليه أبو حرب العصابات ، استراتيجيته الفابية لهزيمة جيش الغزاة الأقوياء ، للجنرال القرطاجي هانيبال برشلونة.

وفي أوائل القرن التاسع عشر ، استخدم مواطنو إسبانيا والبرتغال تكتيكات حرب العصابات ، لهزيمة جيش نابليون الفرنسي المتفوق في حرب شبه الجزيرة ، وفي الآونة الأخيرة ، ساعد مقاتلو حرب العصابات بقيادة تشي غيفارا فيدل كاسترو ، في الإطاحة بالدكتاتور الكوبي فولجينسيو باتيستا خلال الثورة الكوبية عام 1952.

إلى حد كبير بسبب استخدامها من قبل قادة مثل ماو تسي تونغ في الصين ، وهو تشي مينه في شمال فيتنام ، يُنظر إلى حرب العصابات بشكل عام ، في الغرب فقط كتكتيك للشيوعية ، ومع ذلك فقد أظهر التاريخ أن هذا اعتقاد خاطئ ، حيث حفزت العديد من العوامل السياسية والاجتماعية المواطنين من الجنود.

أغراض ودوافع حرب العصابات

تعتبر حرب العصابات بشكل عام حربًا مدفوعة بالسياسة ، وهي صراع يائس من عامة الناس ، لتصحيح الأخطاء التي ارتكبها لهم نظام قمعي ، يحكم بالقوة العسكرية والترهيب ، فعندما سُئل قائد الثورة الكوبية تشي غيفارا عن دوافع حرب العصابات ، رد على هذا الرد الشهير:

“لماذا يقاتل مقاتل العصابات؟ يجب أن نصل إلى نتيجة حتمية مفادها أن مقاتل العصابات مصلح اجتماعي ، وأنه يحمل السلاح استجابة للاحتجاج الغاضب للشعب ضد مضطهديهم ، وأنه يقاتل من أجل تغيير النظام الاجتماعي ، الذي يحافظ على جميع إخوانه العزل في الخزي والبؤس”.

ومع ذلك أظهر التاريخ أن التصور العام للمسلحين ، كأبطال أو أشرار يعتمد على تكتيكاتهم ودوافعهم ، في حين حارب العديد من رجال حرب العصابات ، من أجل ضمان حقوق الإنسان الأساسية ، فقد بدأ البعض في عنف غير مبرر ، حتى باستخدام التكتيكات الإرهابية ضد المدنيين الآخرين ، الذين يرفضون الانضمام إلى قضيتهم.

فعلى سبيل المثال ، في أيرلندا الشمالية خلال أواخر الستينيات ، قامت مجموعة مدنية تطلق على نفسها اسم الجيش الجمهوري الأيرلندي ، بسلسلة من الهجمات ضد قوات الأمن البريطانية ، والمؤسسات العامة في البلاد ، وكذلك المواطنين الإيرلنديين الذين يعتقدون أنهم موالون إلى التاج البريطاني ، ووصفت هجمات الجيش الجمهوري الأيرلندي ، بأنها أعمال إرهابية من قبل وسائل الإعلام والحكومة البريطانية على حد سواء ، والتي تميزت بأساليب مثل التفجيرات العشوائية ، التي تودي بحياة المدنيين غير المتورطين في كثير من الأحيان.

تدير منظمات حرب العصابات سلسلة من المجموعات الصغيرة المحلية ، أو ما تسمى بالخلايا التابعة لمجموعات ما ، إلى أفواج متفرقة إقليميًا لآلاف المقاتلين المدربين جيدًا ، وعادة ما يعبر قادة الجماعات عن أهداف سياسية واضحة ، إلى جانب الوحدات العسكرية الصارمة ، فإن العديد من مجموعات حرب العصابات ، لديها أجنحة سياسية مخصصة لتطوير وتوزيع الدعاية ، لتجنيد مقاتلين جدد وكسب دعم السكان المدنيين المحليين.

تكتيكات حرب العصابات

في كتابه في القرن السادس فن الحرب ، لخص الجنرال الصيني صن تزو تكتيكات حرب العصابات في مقولته:

“اعرف متى تقاتل ومتى لا تقاتل ، وتجنب ما هو قوي وضرب ما هو ضعيف ، واعرف كيفية خداع العدو ؛ اظهر ضعيفًا عندما تكون قويًا ، وقويًا عندما تكون ضعيفًا”.

يعكس تعاليم الجنرال تزو ، يستخدم مقاتلو حرب العصابات وحدات صغيرة وسريعة الحركة ، لشن هجمات متكررة مفاجئة كر وفر ، والهدف من هذه الهجمات هو زعزعة استقرار قوة العدو الأكبر ، وإحباط معنوياتها مع تقليل الخسائر في صفوفها ، بالإضافة إلى ذلك ، تشير بعض مجموعات حرب العصابات ، إلى أن تواتر وطبيعة هجماتها سيثير عدوها لتنفيذ هجمات مضادة وحشية للغاية ، لدرجة أنها تلهم الدعم لقضية المتمردين ، في مواجهة عيوب ساحقة في القوى العاملة والمعدات العسكرية ، فإن الهدف النهائي لتكتيكات حرب العصابات ، هو عادة الانسحاب النهائي لجيش العدو ، بدلاً من الاستسلام الكامل.

غالبًا ما يحاول مقاتلو حرب العصابات ، تقييد حركة قوات العدو وأسلحته وإمداداته ، بمهاجمة منشآت خطوط إمداد العدو مثل الجسور والسكك الحديدية والمطارات ، وفي محاولة للاندماج مع السكان المحليين ، نادرًا ما كان مقاتلو حرب العصابات يرتدون الزي العسكري أو تحديد الشارات ، حيث يساعدهم تكتيك التخفي هذا ، على استخدام عنصر المفاجأة في هجماتهم.

واعتمادًا على السكان المحليين للحصول على الدعم ، تستخدم قوات حرب العصابات الأسلحة العسكرية والسياسية ، فالذراع السياسية لمجموعة حرب العصابات ، تكون متخصصة في إنشاء ونشر الدعاية ، التي تهدف ليس فقط لتجنيد مقاتلين جدد ، ولكن أيضًا كسب قلوب وعقول الناس.

حرب العصابات مقابل الإرهاب

بينما يستخدم كلاهما العديد من التكتيكات والأسلحة نفسها ، هناك اختلافات مهمة بين مقاتلي العصابات والإرهابيين.

الأهم من ذلك ، نادرًا ما يهاجم الإرهابيون الأهداف العسكرية ، وبدلاً من ذلك ، يهاجم الإرهابيون عادةً ما يسمى بـالأهداف اللينة ، مثل الطائرات المدنية والمدارس والكنائس وأماكن أخرى للتجمع العام ، ذلك أن هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة ، وتفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995 ، هي أمثلة على الهجمات الإرهابية.

في حين أن متمردي حرب العصابات ، عادة ما تكون مدفوعة بعوامل سياسية ، فإن الإرهابيين غالبًا ما يتصرفون بدافع الكراهية البسيطة ، ففي الولايات المتحدة ، على سبيل المثال ، غالبًا ما يكون الإرهاب عنصرًا في جرائم الكراهية ، أي الجرائم التي تحركها تحيز الإرهابيين ضد عرق الضحية أو لونها أو دينها أو ميولها الجنسية أو عرقها.

وعلى عكس الإرهابيين ، نادرًا ما يهاجم مقاتلو حرب العصابات المدنيين ، على النقيض من الإرهابيين ، تتحرك العصابات وتقاتل كوحدات شبه عسكرية ، بهدف الاستيلاء على الأراضي ومعدات العدو ، والإرهاب الآن جريمة في العديد من البلدان ، أحيانًا ما تستخدم الحكومات مصطلح الإرهاب بشكل خاطئ ، للإشارة إلى متمردي حرب العصابات الذين يقاتلون ضد أنظمتهم.

أمثلة حرب العصابات

على مر التاريخ ، حفزت الأيديولوجيات الثقافية المتطورة مثل الحرية والمساواة والقومية والاشتراكية والأصولية الدينية ، مجموعات من الناس على استخدام تكتيكات حرب العصابات ، في الجهود المبذولة للتغلب على القمع والاضطهاد الحقيقيين ، أو المتخيلين على يد الحكومة الحاكمة أو الغزاة الأجانب ، وبينما خاضت العديد من معارك الثورة الأمريكية بين الجيوش التقليدية ، غالبًا ما استخدم الوطنيون الأمريكيون المدنيون ، تكتيكات حرب العصابات لتعطيل أنشطة الجيش البريطاني ، الأكبر حجمًا والمجهز تجهيزًا أفضل.

في المناوشات الافتتاحية للثورة ، معارك ليكسينغتون وكونكورد في 19 أبريل 1775 ، استخدمت مليشيا منظمة بشكل فضفاض من المدنيين الأمريكيين الاستعماريين ، تكتيكات حرب العصابات في إعادة الجيش البريطاني ، وغالبًا ما استخدم الجنرال الأمريكي جورج واشنطن ، ميليشيات حرب العصابات المحلية ، لدعم جيشه القاري واستخدم أساليب حرب العصابات غير التقليدية مثل التجسس والقنص ، وفي المراحل الأخيرة من الحرب ، استخدمت ميليشيا من مواطني ولاية كارولينا الجنوبية ، تكتيكات حرب العصابات لطرد قائد القوات البريطانية اللورد كورنواليس من كاروليناس ، إلى هزيمته النهائية في معركة يوركتاون في فيرجينيا.

حروب البوير في جنوب أفريقيا

حرضت حروب البوير في جنوب أفريقيا ، مستوطنين هولنديين من القرن السابع عشر معروفين باسم البوير ، ضد الجيش البريطاني في صراع للسيطرة على جمهوريتين في جنوب إفريقيا أسسهما البوير في عام 1854.

ومنذ عام 1880 حتى عام 1902 ، كان البوير يرتدون ملابسهم الباهتة ، وتكتيكات حرب العصابات المستخدمة مثل التخفي ، والتنقل ، ومعرفة التضاريس ، والقنص بعيد المدى لصد القوات البريطانية الغازية ذات الألوان الزاهية بنجاح.

وبحلول عام 1899 ، غير البريطانيون تكتيكاتهم للتعامل بشكل أفضل مع هجمات البوير ، وفي النهاية بدأت القوات البريطانية ، في إدخال مدنيين من البوير إلى معسكرات الاعتقال بعد إحراق مزارعهم ومنازلهم ، ومع اختفاء مصدر طعامهم تقريبًا ، استسلم مقاتلو البوير في عام 1902 ، ومع ذلك أظهرت الشروط السخية للحكم الذاتي ، التي منحتها لهم إنجلترا فعالية حرب العصابات ، في الحصول على تنازلات من عدو أكثر قوة.

91nKZ6MdRtL._AC_UF1000,1000_QL80_.jpg

حرب كونترا نيكاراغوا

حرب العصابات ليست ناجحة دائمًا ، ويمكنها في الواقع أن تؤدي إلى نتائج سلبية ؛ وحدث ذلك خلال ذروة الحرب الباردة من عام 1960 إلى عام 1980 ، حيث حاربت حركات العصابات الحضرية ، للإطاحة أو على الأقل إضعاف الأنظمة العسكرية القمعية ، التي تحكم العديد من دول أمريكا اللاتينية.

في حين أن رجال العصابات قاموا بزعزعة استقرار حكومات المقاطعات ، مثل الأرجنتين وأوروغواي وغواتيمالا وبيرو مؤقتًا ، إلا أن جيوشهم قضت في نهاية المطاف على المتمردين ، بينما ارتكبت أيضًا فظائع لحقوق الإنسان ، على السكان المدنيين كعقاب وتحذير في الوقت نفسه.

من عام 1981 إلى عام 1990 ، حاول مقاتلو كونترا الإطاحة بحكومة ساندينيستا الماركسية في نيكاراغوا ، حيث مثّلت حرب نيكاراغوا كونترا العديد من الحروب بالوكالة في هذه الحقبة ، وهي الحرب التي حرضت أو دعمتها القوى العظمى والأرمن في الحرب الباردة ، والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة ، دون قتال بعضهم البعض بشكل مباشر ، وقد دعم الاتحاد السوفييتي جيش حكومة الساندينيستا ، في حين دعمت الولايات المتحدة ، كجزء من عقيدة الرئيس رونالد ريغان المناهضة للشيوعية ، وانتهت حرب كونترا في عام 1989 ، عندما اتفق كل من رجال حرب العصابات الكونترا ، والقوات الحكومية الساندينية على التسريح ، في الانتخابات الوطنية التي أجريت في عام 1990 ، سيطرت الأحزاب المناهضة لساندينيستا على نيكاراغوا.
 
نيويورك تايمز الإمارات ترسل مرتزقة من أمريكا اللاتينية الى اليمن

alalam_635840888321344660_25f_4x3.jpg


تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت الاستعانة بمرتزقة من أمريكا اللاتينية، ضمن مشاركتها في الحرب الدائرة في اليمن ، إضافة إلى قواتها المشاركة في الحرب هناك.

وينقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الإمارات أرسلت، وبسرية تامة، المئات من المرتزقة الكولومبيين للقتال في اليمن، الذي يشهد حربا طاحنة بين الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي، والتحالف العربي، الذي تقوده السعودية، والحوثيين، الذين يلقون دعما من إيران.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه هي أول الفرق الأجنبية التي قامت الإمارات بتدريبها في الصحراء سرا على مدى الخمسة أعوام الماضية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الشركة المشرفة على البرنامج هي شركة التعهدات الأمنية التابعة لمدير شركة "بلاكوووتر وورلد وايد" إريك برينس، لكن البعض يقول إن برينس لم يعد مرتبطا بالبرنامج، وانتهت علاقته به منذ عدة سنوات، وانتقلت عهدة الإشراف عليه إلى القوات الإماراتية المسلحة.

ويلفت التقرير إلى أن الوحدة المكونة من450 عنصرا، التي وصلت إلى اليمن، هي من المرتزقة، وتضم مقاتلين من جنسيات مختلفة من أمريكا اللاتينية، من دولة السلفادور وبنما والتشيلي.

وتذكر الصحيفة أن وصولهم يضاف إلى "الطبخة" في اليمن، التي تشترك بها قوات حكومية ومقاتلون قبليون وشبكات جهادية تابعة لتنظيم القاعدة. مشيرة إلى أن السعودية قامت بداية هذا العام بحملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وتحظى بدعم من الولايات المتحدة، وتساهم فيها دول خليجية وعربية.

وبحسب التقربر، فإن دخول القوات المرتزقة يمنح المراقب صورة عن وجهة ومستقبل الحرب، لافتا إلى أن دول الخليج الثرية، مثل السعودية والإمارات وقطر، تبنت في السنوات القليلة الماضية موقفا عسكريا حازما تجاه صراعات المنطقة العربية. وفي محاولة منها لوقف موجة الفوضى، التي أطلق الربيع العربي لها العنان منذ نهاية عام 2010. وشاركت هذه الدول في نزاعات، سواء كانت في اليمن أو ليبيا أو سوريا، بجيوشها التي لم تألف شن حروب طويلة، وشعوبها التي لم تظهر اهتماما بالخدمة العسكرية.

وتنقل الصحيفة عن الزميل الباحث في المعهد الأطلسي ومؤلف كتاب "المرتزقة في العصر الحديث" شين ماكفيت، قوله إن "المرتزقة يعدون خيارا يثير اهتمام الدول الغنية، التي تريد شن حروب، ولا يظهر أبناؤها في الوقت ذاته اهتماما بالقتال".

وعلق ماكفيت قائلا: إن "الصناعة العسكرية الخاصة أصبحت دولية الآن"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "أضفت شرعية" على هذه الصناعة، عندما اعتمدت ولأكثر من عقد الزمان على المتعهدين الأمنيين في حروبها في كل من العراق وأفغانستان. وأضاف أن "المرتزقة من أمريكا اللاتينية هم صورة عما سيحدث في قابل الأيام".

ويكشف التقرير عن أن المرتزقة الكولومبيين، الذين أرسلوا إلى اليمن، تم اختيارهم من 1800 جندي من أمريكا اللاتينية، يتدربون في قاعدة عسكرية في صحراء الإمارات، وتم إيقاظهم في منتصف الليل الشهر الماضي من أجل نشرهم في اليمن، ونقلوا من ثكناتهم العسكرية، فيما كان زملاؤهم يغطون في نوم عميق، وبعد ذلك أعطيت لهم رتب عسكرية في الجيش الإماراتي. ويواصل بقية المرتزقة في القاعدة التدريب على قاذفات القنابل، واستخدام العربات المصفحة، التي تستخدمها القوات الإماراتية في الوقت الحالي في اليمن.

وتبين الصحيفة أن المسؤولين الإماراتيين قرروا الاعتماد على الكولومبيين؛ لاعتقادهم أنهم مقاتلون أشداء ولديهم خبرة في مجال حرب العصابات، وقضوا وقتا في حرب منظمة "القوات الثورية الكولومبية المسلحة" أو "فارك" في غابات كولومبيا ، مشيرة إلى أنه لم يكشف بعد عن مهمة الكولومبيين في اليمن وقال أحد المشاركين في البرنامج إنهم لن يشاركوا في المعارك، إلا بعد أسابيع وسينضمون إلى مئات الجنود السعوديين والسودانيين الذين أرسلوا إلى هناك ضمن قوات التحالف. وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن هناك 400 جندي أرتيري دمجوا مع الجنود الإماراتيين في اليمن. وفي حالة ثبتت صحة التقارير فإن هذا يعد خرقا لقرار الأمم المتحدة، الذي حدد نشاطات الجيش الأرتيري.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الولايات المتحدة تشارك في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن، وتقدم الدعم اللوجيستي، وتزود الطائرات المشاركة في الغارات بالوقود، من خلال حاملات الطائرات الأمريكية. وأوفد البنتاغون فريقا عسكريا ليقدم معلومات استخباراتية عن الأهداف التي تضربها طائرات التحالف السعودي.

وتذكر الصحيفة أن إدارة أوباما أقرت في السنوات الماضية بعدة صفقات أسلحة متقدمة، تقدر بالمليارات، لكل من السعودية والإمارات، بعضها استخدم في اليمن. وفي هذا الشهر وافقت الإدارة على صفقة بـ 1.29 مليار دولار لشراء آلاف القنابل.

ويورد التقرير أن وجود المرتزقة من أمريكا اللاتينية يعد سرا في الإمارات، ولم تذكر الحكومة أي شيء عن نشرهم في اليمن، ورفض السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، كما رفض متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية التعليق على هذا الموضوع.

وتشير الصحيفة إلى أنه بحسب وثائق ومسؤولين أمريكيين وأشخاص يعرفون طبيعة عمل هذه القوات، فقد قررت الإمارات الاستعانة بالمرتزقة من أمريكا اللاتينية؛ للقيام بمهام خاصة ومحلية، مثل حماية خطوط النفط، وحراسة المنشآت الحساسة، وربما لمواجهة أحداث الشغب في المعسكرات التي يقيم فيها العمال الأجانب في الإمارات.

ويكشف التقرير أن وثيقة أمنية عام 2011، أشارت إلى طبيعة التهديدات التي تهدد استقرار الإمارات، وذكرت منها تنظيم القاعدة في اليمن، والقراصنة الصوماليين وحوادث الشغب المحلية. لافتا إلى أنه عندما تم تجنيد المرتزقة قيل لهم إنهم قد يكلفون بمهام خارجية، ولكن المهام الوحيدة التي قاموا بتنفيذها حتى إرسالهم إلى اليمن، كانت حماية ناقلات النفط التجارية.

وتستدرك الصحيفة بأن هذه المهام تعد نادرة، حيث عاش الجنود، كما يقولون، حياة رتيبة في القاعدة العسكرية في الصحراء، التي تقع في مدينة زايد العسكرية. وكان برنامجهم اليومي يبدأ في الساعة الخامسة صباحا، ويقومون بتدريبات رياضية وعسكرية، تشمل إطلاق النار والتحكم بالشغب ويعيش في المعسكر عدد من الغربيين، بينهم أمريكيون يعملون مدربين للمرتزقة من أمريكا اللاتينية.

وينوه التقرير إلى أنه عندما تشتد حرارة الشمس نهاية الفترة الصباحية، يتحرك الجنود إلى القاعات المكيفة لتلقي دروس في العسكرية. ويعيش الجنود حياة متقشفة نوعا ما في المعسكر، حيث يغسلون ملابسهم ويعلقونها من النوافذ حتى تنشف تحت حرارة الشمس. وهناك قاعة لأجهزة الحاسوب، يقوم الجنود باستخدامها لفتح بريدهم الإلكتروني، وصفحاتهم على "فيسبوك"، ولكن لا يسمح لهم بوضع صور على وسائل التواصل الاجتماعي، أما عن وجبات الطعام فهي عادية. ويقول أحد الجنود: "الطعام ذاته في كل يوم"، وقال أحدهم إنهم قد يتناولون "دجاجا في كل يوم".

وبحسب الصحيفة، فقد أنفق الإماراتيون ملايين الدولارات لإنشاء المعسكر، ولتزويده بالأسلحة ونظام الاتصالات، ولا يزور القادة الإماراتيون المعسكر إلا نادرا، وعندما يقومون بزيارته يقدم الجنود عرضا عسكريا، مثل الهبوط من المروحيات وقيادة العربات المصفحة.

ويبين التقرير أن ما يجذب المرتزقة لهذه الحياة المتقشفة في الصحراء هو الأجور العالية، مقارنة بما يحصلون عليه في بلادهم. فالجندي منهم يحصل على راتب يتراوح ما بين ألفين إلى 3 آلاف دولار في الشهر، مقارنة بمبلغ 400 دولار يحصل عليه إن عمل في كولومبيا. وبحسب أحد الأشخاص الذين عملوا في المشروع، فإن كل جندي أرسل للقتال في اليمن سيتلقى ألف دولار أسبوعيا.

وتذكر الصحيفة أنه تم تدريب مئات من القوات الكولومبية منذ بداية المشروع عام 2010، وهو ما دفع الحكومة الكولومبية إلى التفاوض مع الحكومة الإماراتية من أجل وقف هذا النزيف من الجنود، مستدركة بأنه عندما التقى ممثلون عن الحكومتين لم يتفقوا على صيغة مناسبة.

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الشركة الكولومبية "غلوبال إنتربرايز"، يديرها رئيس سابق للقوات الخاصة، واسمه أوسكار غارسيا باتي. ويعمل باتي قائدا للوحدة الكولومبية في الإمارات، وهو جزء من القوة التي نشرت في اليمن.
 
بينها “بلاك ووتر” و”فاغنر” و”بلاك شيلد”.. شركات عسكرية خاصة تعبث بالأمن العالمي

288faf7e-794c-4468-8e46-24ac673178ee.jpeg


تستغل شركات عسكرية خاصة عابرة للحدود، الأزمات الأمنية التي تعيشها العديد من البلدان العربية لدخول سوق الموت مقابل مليارات الدولارات تدفع لها ولمرتزقتها الذين تجندهم من بقاع مختلفة من العالم.

فمن العراق إلى ليبيا مرورا بسوريا واليمن تنشط عدة شركات عسكرية خاصة أمريكية وروسية وإماراتية، لحساب دول وجيوش تسعى لتخفيض النفقات والخسائر البشرية وتجنب الإحراج الدبلوماسي والمساءلة القانونية خاصة عند وقوع جرائم حرب تسعى هذه الدول للتملص منها عبر تحميل الشركات الخاصة مسؤولية القتال المنفلت.

وتنشط في العالم العربي عدة شركات عسكرية خاصة لها فروع وامتدادات في العديد من الدول وبأسماء مختلفة، بالإضافة إلى شركات أمنية محلية ودولية يقدر عددها بالمئات، ويختلف نشاطها عن الشركات العسكرية في طبيعة المهام.

فبينما تقوم الشركات العسكرية بمهام قتالية وتجنيد مرتزقة ودعم جيوش ومليشيات مسلحة على الأرض، فإن الشركات الأمنية تركز على حماية الشخصيات والمنشآت والتدريب والاستشارة الأمنية والاستخبارات والحرب السيبرانية (الإلكترونية)، وقد تتداخل مهام الشركات العسكرية مع الأمنية وتتكامل أحيانا.

وتقدر وزارة الخارجية الفرنسية قيمة عائدات شركات الأمن الخاصة بحوالي 400 مليار دولار، بحسب دراسة للباحث الأردني وليد عبد الحي، ذكر فيها أن مجموع أرباح هذه الشركات في الوطن العربي هو 45 مليار دولار ما بين 2011 و2014.

ومن أشهر الشركات العسكرية التي تجند مرتزقة للقتال في بؤر التوتر العربية، ثلاث شركات خاصة:

“بلاك ووتر” الأمريكية​

شركة أمريكية سيئة السمعة، تورطت في جرائم قتل بحق مدنيين عراقيين، وأدين 4 من أفرادها بالسجن بين المؤبد و30 سنة، لقتلهم 14 مدنيا عراقيا، بينهم طفلان، في بغداد عام 2007، في مجزرة أثارت غضبا دوليا من استخدام المرتزقة في الحروب.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أصدر في 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، عفوا عن عناصر بلاك ووتر الأربعة، ما أثار استياء عراقيا.

وبرز اسم بلاك ووتر مع احتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003، وحصول الشركة على عقود أمنية في البلاد.

وتأسست الشركة عام 1997 وفقا للقوانين الأمريكية على يد إريك برنس، الضابط السابق في مشاة البحرية “المارينز”.

وتعتمد الشركة على مرتزقة من المتقاعدين والقوات الخاصة من مختلف أنحاء العالم مقابل تعويضات مالية مجزية، وتقدم خدماتها العسكرية والأمنية للحكومات والأفراد بعد موافقة الإدارة الأمريكية.

وبسبب الفضائح التي لاحقتها إبان احتلال العراق، غيرت بلاك ووتر اسمها إلى Xe Service في 2009، ثم أكاديمي في 2011، بعد أن استحوذت عليها شركات منافسة وأصبحت تحت لواء مجموعة كونستليس القابضة، التي تنشط في 20 بلدا وتوظف أكثر من 16 ألف شخص، بحسب بيانات الشركة.

ويتركز نشاط بلاك ووتر باسمها الجديد حاليا في اليمن، حيث كشفت تقارير إعلامية بينها صحيفة نيويورك تايمز، أن توقيع مؤسسها برنس، على عقود مع الإمارات والسعودية للقتال في اليمن إلى جانب التحالف العربي.

وبلغ عدد من جندتهم الشركة في 2015، نحو 1500 مرتزق من كولومبيا وجنوب أفريقيا والمكسيك وبنما والسلفادور وتشيلي، قتل بعضهم في المعارك خاصة بتعز.

“فاغنر” الروسية

تمثل فاغنر الروسية إحدى أشهر الشركات العسكرية التي تنشط في المنطقة العربية بعد أفول نجم بلاك ووتر الأمريكية.

وبدأ نشاط فاغنر في الوطن العربي انطلاقا من سوريا منذ 2014، حيث تشرف على شركتين أمنيتين تتمثلان في: (صائدو داعش)، و(سند للحراسة والخدمات الأمنية.

وتتولى فاغنر تدريب عناصر الشركتين، لحماية الاستثمارات الروسية على غرار مناجم الفوسفات وحقول النفط والغاز في البادية السورية ومحافظة دير الزور (شرق).

ومن الدلائل على تورط فاغنر و(صائدو داعش) في القتال، مقتل نحو 250 عنصرا منهما، ومقاتلين من جيش النظام والقوات الرديفة له في قصف جوي أمريكي في 8 فبراير/شباط 2018.

وقتل في هذه الغارة 20 عنصرا من شركة (صائدو داعش)، عند تقدمهم للسيطرة على حقول النفط شرق نهر الفرات، التي كانت بقبضة تنظيم الدولة.

وتستعين فاغنر، بمرتزقة “صائدو داعش” وسند في القتال سواء داخل سوريا أو حتى نقل المئات منها إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

لكن فاغنر لا تعتمد فقط على المرتزقة الموالين لبشار الأسد، بل تضم قائمة طويلة من الجنسيات بدءا من الروسية والصربية والأوكرانية والمولدافية والأرمينية وحتى الكازاخية.

وبالنظر إلى هدوء الجبهة السورية خلال السنوات الأخيرة، تركز فاغنر قوتها الرئيسية في ليبيا، خاصة في محافظتي الجفرة وسرت (وسط)، وامتد نشاطها إلى غاية الجنوب الغربي، الذي تعتبره فرنسا منطقة نفوذها التاريخية.

ومن شأن الإعلان عن بناء قاعدة بحرية روسية في بورتسودان على البحر الأحمر في 2020، استقطاب عدد أكبر من مرتزقة فاغنر إلى شرق إفريقيا.

وبدأت فاغنر نشاطها في السودان منذ 2018، تحت غطاء شركة أم إنفست للتنقيب عن الذهب، لكن الولايات المتحدة أدرجتها ضمن قائمة العقوبات في 15 يوليو/تموز 2020، واتهمتها بمحاولة تقويض المسار الديمقراطي في السودان.

وفرضت واشنطن عقوبات على يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر الملقب بطباخ بوتين، كما أدرجت الشركة نفسها على لائحة العقوبات.

“بلاك شيلد” الإماراتية

لم تكن هذه الشركة الأمنية معروفة، قبل تَفَجُّر فضيحة خداعها لشباب سودانيين تم نقلهم إلى الإمارات للعمل في الحراسة الخاصة، لكن الشركة دربتهم عسكريا بغرض نقلهم للقتال في ليبيا كمرتزقة إلى جانب قوات حفتر، وأيضا إلى اليمن.

ورغم نفي بلاك شيلد هذه الاتهامات التي كشفتها صحيفة الغارديان البريطانية في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2019، إلا أن الملف سرعان ما تحول إلى قضية رأي عام بعد احتجاج مئات السودانيين أمام السفارة الإماراتية بالخرطوم في يوليو الماضي.

كما أعلن المستشار القانوني للضحايا السودانيين عمر العبيد، مطلع ديسمبر الجاري، بدء استعدادات لرفع دعاوى قضائية إقليمية ودولية بحق 10 شخصيات إماراتية وسودانية وليبية، بتهمة الاتجار بالبشر.

ويكشف تقرير نشرته منظمة هيومن رايتش ووتش على موقعها الإلكتروني واستند إلى لقاءات مباشرة مع الضحايا، أن الشركة الإماراتية تعاقدت مع أكثر من 270 شابًا سودانيًا للعمل في الإمارات حراس أمن، لكنها خدعتهم بعد سلسلة طويلة من الإجراءات حتى زجت بهم في أتون الحرب في ليبيا دون علمه.

ويوضح التقرير أن الشباب السوداني وجدوا أنفسهم جنبًا إلى جنب مع المقاتلين الليبيين التابعين لحفتر، بعد إقناعهم بأن مهمتهم حراسة المنشآت النفطية المحيطة بتلك المنطقة (الهلال النفطي)، لكن مع الوقت انخرطوا في أعمال القتال
 
_121478056_gettyimages-1077570012-170667a.jpg


Un mercenaire est un combattant étranger aux parties en conflit, « spécialement recruté dans le pays ou à l'étranger » et qui « prend une part directe aux hostilités ».

المرتزق هو مقاتل أجنبي عن أطراف النزاع ، "جُنِّد خصيصًا في البلاد أو في الخارج" و "يشارك مباشرة في الأعمال العدائية"
 
Bob Denard aux Comores

Bob Denard احد المرتزقة الدي شارك في عدة عمليات إنقلابية في افريقيا 3 منها فقط في جزر القمر
 
1a4d78f2d212c7ba8882cf9d014f163d--french-foreign-legion-le-monde.jpg

مرتزقة من مختلف الجنسيات فرنسيين مقننون تحت لواء légion étrangère
 
EC_2022-12-30-MV-Mercenaires-696x464.jpg

مرتزقة من السويد في اوكرانيا
 
mercenaire-rolf-steiner.jpg

Rolf Steiner اشهر مرتزق فرنسي حارب في الهند الصينية والجزائر
 
عودة
أعلى