سيف الشرق
عضو قيم
- إنضم
- 12/2/19
- المشاركات
- 2,055
- التفاعلات
- 5,490
إدارة المنتدى حذفت هذا الموضوع من قبل، لكن هذا الموضوع تحديدا هو المحرك الحقيقي لكافة معظم أحداث الحرب العالمية الثالثة.
هذا الموضوع تم نشره منذ نحو عام ونصف تقريبا، وهو بمثابة التنظير والتفكير والرؤية المستقبلية السياسية الشاملة التي تقف خلف معظم الأحداث التي تشكل الحرب العالمية الثالثة ومخاضات ولادة نظام عالمي جديد متعدد الحضارات.
تحياتي.
.........
#إعادة_نشر
#هام_جدا_جدا
بيان إرشادي تأسيسي لكتابة نظام عالمي جديد متعدد الحضارات ... استحقاق حضاري حان وقته
استحقاق مميز هام جدا، ومفصلي في تاريخ الحضارة الإنسانية.
....
عملية فجر الحرية الإنسانية الكبرى
الثورة الإنسانية المباركة الكبرى
الإصلاح الحقيقي أو الطوفان الشامل
بسم الله والحمد لله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وبعد..
25 يناير القادم 2021 يمثل استحقاق بالغ الأهمية بتاريخ الحضارة البشرية، لأجل وجود الجنس البشري وقدرته على البقاء والحفاظ على الحياة على كوكبنا الأزرق الجميل.
فأخيرا وبعد جهد جهيد وسنوات طوال تحددت لنا أخيرا جلسة تنعقد في 25 يناير الحالي، جلسة استماع بمجلس الأمن الدولي بهدف مناقشة دعوات إصلاح النظام الأساسي لمجلس الأمن الدولي الحالي الذي يعد بمثابة السلطة التنفيذية الأعلى بالنظام العالمي الحالي والجناح السياسي التنفيذي للنظام الإنساني العام المعاصر.
دعوني أولا أوضح أهمية الحدث وإن بشكل مختصر بشدة.
فالحضارة الإنسانية برمتها تقف على مفترق طرق غير عادي.
أمام البشرية مفترق طرق قد يؤدي بها لطريق نهاية الحضارة الإنسانية ونهاية القدرة على الحياة على كوكبنا.
شرحت كثيرا سابقا في متفرقات متعددة أهمية إصلاح النظام العالمي الحالي وأنظمة وهياكل الحوكمة العالمية متعددة المجالات.
وسأحاول أن أختصر بشدة في شرح أهمية الحدث المقصود لننتقل لما بعدها.
مجلس الأمن الدولي الحالي يعد بمثابة قلب منظومة الحوكمة السيادية التنفيذية عالميا.
بشكل أبسط يمكنك أن تقول إن مجلس الأمن بشكل عملي وإجرائي يعد بمثابة رئاسة السلطة التنفيذية ليس في أي دولة عادية لكن مجلس الأمن بمثابة السلطة التنفيذية الأعلى في العالم أو لنقل في النظام العالمي الحالي.
بل في معظم الأحيان يكون مجلس الأمن بمثابة السلطة التنفيذية فوق سلطة الدول العادية نفسها فهو حرفيا السلطة التنفيذية فوق سلطة الدول التنفيذية نفسها في معظم الدول المعاصرة.
ومجلس الأمن بمثابة الجناح السياسي الأساسي التنفيذي للنظام العالمي الحالي.
إن توافر شروط القدرة على الحياة والقدرة على البقاء والحفاظ على استمرارية حياة الجنس الإنساني بهذا الكوكب أصبح في صورته الوضعية يعتمد بشكل كبير على قرارات الحرب والسلم الرئيسة وأدواتها التنفيذية الحالية التي لم تحظى البشرية بمثل قدرتها التدميرية الشاملة في أي زمن سابق من تاريخ الحضارة الإنسانية.
العلاقات الدولية الحالية تقع على طريق مختصر وسريع نحو حرب فوضوية غير واضحة الملامح وقابلة للتحولات السريعة في تموضع الأطراف نفسها.
حالة سيولة عارمة وعدم يقين.
هذا الطريق بأوضح صورة ممكنة بمثابة الطريق المختصر لحرب عامة تغطي معظم الجغرافيا السياسية والبشرية للكوكب.
إصلاح مجلس الأمن بمثابة منح الجنس البشري فرصة جديدة لدورة حضارية جديدة واحدة على الأقل.
كلما كانت السلطة التنفيذية الأولى على كوكبنا قادرة على تحقيق العدل الحقيقي وتتمتع بالتمثيل العادل والمتوازن بين المكونات والأبنية السكانية الرئيسية الكبرى المشكلة للوعاء الإنساني كلما زادت قدرتها على نزع فتيل الصراعات والنزاعات والأزمات، وكلما زادت بإضطراد فرص استمرارية وبقائية النظام نفسه بل وفرص بقاء الحضارة الإنسانية نفسها.
إن عدم قبول النظام العالمي الحالي بشكل ذاتي وعن طواعية وشفافية ومصداقية وطيب خاطر لدعوات الإصلاح المتواصلة والمتكررة سيتسبب بإغلاق وإنسداد أفق الإصلاح الذاتي للحضارة البشرية العامة عن طريق الحوار والنقاش الناضجين الراشدين، مما سيفرض تلقائيا بدائل مختلفة للإصلاح. وعندما نتحدث عن بدائل للحوار على هذا المستوى من الحوكمة العالمية التنفيذية فسوف نتحدث عن بدائل إصلاحية ثورية توازي أو تستطيع مجاراة مستوى القوة المادية الذي نتحدث عنه هنا. وهو ما يمكن أن أختصره بكلمات بسيطة تعني احتمالية صريحة ومفتوحة وعالية جدا لحرب قد تقضي على الحضارة وقابلية الحياة العادية بسطح الكوكب. حرب سوف تفرض نفسها كحرب تستند إلى دعوة إصلاح عالمية مجبرة بأن تتخذ المسار الثوري بديلا عن مسار الحوار الراشد الناضج. ومجبرة أن تجاري منطق القوة بديلا مؤقتا عن قوة المنطق، مما سيجعلها حتميا تسعى لحيازة أدوات قوة مادية عسكرية على مستوى عالمي كافي لتحقيق التغير المنشود والصدام في هذه الحالة على هذا المستوى بأدوات الحرب المعاصرة بأيدينا قد يحمل معه نهاية فعلية لقابلية الكوكب للحياة والسكنى.
سيكون طبيعيا وعاديا خلال تلك الحروب الوصول المتدرج إلى استخدام الأطراف المختلفة لأقصى أنواع القوى العسكرية بحوزتها وفي عصرنا الحالي فإن هذا المفهوم تحديدا يتضمن بشكل صريح ومباشر احتمالية عالية وقد تكون عالية جدا لتدمير الكوكب نفسه وجعله غير صالح للحياة الإنسانية لفترة طويلة أو ربما أسوأ من ذلك.
المسار الطبيعي لتفاعلات الصراعات والنزاعات والأزمات هو الحلول الإصلاحية التوافقية أو في حالة استمرار التجاذبات وتفاعلات النزاعات ستؤدي تلك الحالة للوصول للحظة حتمية لا فرار منها تتمثل بدعوة إصلاح ثوري عالمي تستطيع بشكل أو بآخر مواكبة وامتلاك شرارة قوية ومضمونة وموثوقة حتى تبدأ حربها العالمية بدعوى الإصلاح.
أو يستطيع نظام الحوكمة التنفيذي العالمي تقبل طوعي وشفاف وبمصداقية إلى مطالب الإصلاح وتطوير ذاته حتى يستطيع يستوعب بالفعل كل المكونات الرئيسية السكانية المشكلة للوعاء الإنساني على كوكبنا الرائع.
يبقى التأكيد على أن أهمية الإستجابة لدعوات إصلاح مجلس الأمن وعقد جلسات المناقشات ذات المصداقية والشفافية وتطوير ذاته بمثابة محطة مفصلية في تاريخ الحضارة الإنسانية بحيث ثلاثة خيارات لا رابع لها..
الأول هو الإستجابة الشفافة بتحقيق التمثيل العادل المتوازن بين الأوعية السكانية الكبيرة للحضارات البشرية الكبرى الرئيسة، وأيضا تحقيق توازن حقيقي متبادل في الحقوق والواجبات بين كافة الأوعية السكانية الرئيسية بالكوكب والوحدات الجيوسياسية التي تنتظم خلالها تلك الأوعية السكانية عبر القارات المتعددة.
بمعنى مختصر تحقيق التمثيل العادل المتوازن وأيضا تحقيق عدالة توزيع الحقوق والواجبات على قاعدة المعاملة بالمثل مع الأخذ بالاعتبار ترك هوامش ومساحات الخصوصية الكافية لكل حضارة.
الثاني هو انسداد الأفق أمام دعوات الإصلاح والرغبة بتمسك وصاية طرف واحد أو بعض الأطراف أو وصاية حضارة محددة على بقية الحضارات، والإصرار على مزاعم الاستثنائية الحضارية لأحد الحضارات للدرجة التي تجعلها تضع نفسها كوصي حضاري على بقية الحضارات الأخرى، وهذا بأوضح ما يكون مسار حتمي موثوق لصدام عام للحضارات ولشرارة نوع من الحرب الكوكبية أو الثورة العالمية الهجينة متعددة الأدوات متضمنة منظومة عمليات هجينة بالغة التعقيد وبدورها مفضيا حتميا لحرب عالمية لا يستطيع أي طرف أن يدعي ضمانة ما شكل ونتائج انتهاء حرب من هذا النوع، وهي بمثابة تهديد عام على قدرة الحضارة العامة على البقاء وربما على قابلية الحياة الطبيعية على الكوكب.
الثالث .. خيار المراوغة والمماطلة بهدف المرواحة محلك سر، ولكن هذا المسار الذي يعتمد الترحيل الزمني يتطلب إبقاء مرجل الضغط العالمي عند حدود معينة يمكننا جميعا أن نرى وبسهولة تامة عامة الأوضاع الملتهبة والنقاط الساخنة المتداخلة ومعظم المؤشرات العالمية تجاوزت بالفعل نقاط حرجة جدا متعددة المجالات والأبعاد والمستويات مما لا يترك مساحة زمنية كافية للمماطلة أو الترحيل الزمني لدعوات الإصلاح، فليس إلا الإستجابة الشفافة العادلة أو الطوفان العاتي العام.
إصلاح الجناح السياسي للنظام العالمي والمتمثل في مجلس الأمن الدولي وكأنها بمثابة قبول الحد الأدنى من رسائل النصح والإرشاد وقوة المنطق شديدة الفاضحة والتماسك لتحقيق تطوير للذات وتحقيق القدرة على الاستمرارية والبقاء ليس للمجلس والنظام العالمي نفسه بقدر ما هي قدرة الحضارة نفسها على معالجة نفسها وقدرتها على التطوير والبقائية والاستمرارية والإستحابة لصوت العقل وصوت الرشد وصوت الحق.
يبقى أن الأمر هنا ليس بمثابة دعوة شكلية أو تجميلية ما للحوار بين الحضارات، بل بالعكس تماما فما يميز هذه الدعوة إنها وبرغم كونها إرشادية تأسيسية تنظيرية ألا أنها تتخذ وبوضوح تام صفة الإجرائية والتنفيذية والعملانية والمعالجة الحقيقية والعميقة والمتوازنة للعقد الإجتماعي الإنساني العام المشكل للسلطة التنفيذية الاكثر سطوة على الكوكب وعلى أوعيته السكانية المختلفة.
ولذلك فكل مفكري الكوكب لهم دعوة مفتوحة مني ومن التاريخ الحضاري المشترك للمساهمة الفعالة ونشر أطروحات حقيقية جادة وعميقة حول إصلاح النظام العالمي الحالي وتحويله إلى نظام يعتمد منهجية المثالية الواقعية التي شرحتها هنا كفكرة عامة، وعلينا ككل أن نستمع لكل الأصوات الجادة والواعية والأفكار المتماسكة الناضجة القادرة على المساهمة بحق في تحقيق الأمن الشامل والاستقرار الحقيقي وإستدامة السلم العالمي لأطول فترة ممكنة بل و وضع أسس ومبادئ الإصلاح الدوري لدورات الحضارة البشرية المتعاقبة كلما اعترتها الشيخوخة و وجبت لحظة مفصلية وحاسمة للإصلاح والتطوير الذاتي المتجدد أو الدمار الشامل الذي في أزمنتنا وفقا لأدواتنا العسكرية الحالية فقط يعني الدمار لقابلية الحياة والحضارة نفسها على الاستمرار.
لذلك دعوة جلسة مناقشة إصلاح مجلس الأمن الدولي الحالي يجب التعامل معها بجدية شديدة ومنحها أولوية ومصداقية ومطلوب نوايا حسنة من كل الأطراف والتواضع على مساحات متقاربة من الحقوق والواجبات والتمثيل النسبي العادل لشتى الأوعية السكانية والحضارية الرئيسية بالكوكب.
(تعايش الحضارات أو نهاية الحضارات)
كما أسلفت من قبل فإن حضارتنا الإنسانية المعاصرة أبدعت أيما إبداع في صناعة أسلحة التدمير الذاتي التي لم يسبق لها مثيل في أي حضارة إنسانية من قبل مطلقا.
بل من المهم جدا أن نتفهم إن قدرة صناعة أسلحة التدمير الذاتي الشاملة لن تبقى حكرا على وحدات الكيانات النظامية الجيوسياسية الكبيرة، فمع سرعة تطور العلوم والمعارف الحالية مع سرعة تطور التقنيات متعددة المجالات والاستخدامات فسيكون ممكنا صناعة أسلحة تدمير شامل من عيارات بدائية في مطابخ المنازل العادية.
بل وسيكون ممكنا على الأغلب صناعة أسلحة دمار شامل من عيار متوسط القوة والتأثير من خلال جهات فاعلة غير منتظمة جيوسياسيا أي بعض جهات الفاعلين الغير حكومية، فضلا عن الجهات المنتظمة كوحدات جيوسياسية المتمثلة في الدول المتوسطة والصغيرة.
أن موثوقية عدم الولوج لمثل هذه الاحتمالات والمراحل لا يمكن ضمانته عبر الحلول التي تعتمد وصاية أحادية على بقية الأطراف.
تبقى الضمانة الجماعة التشاركية المتسقة أقوى وأرسخ عشرات المرات من أي ضمانة عبر أي وصاية فردية تزعم احتكار الوصاية على الحياة والنشاط والحضارة على الكوكب.
أن مشاركة الأطراف بفاعلية داخل النظام وضمان نسب تمثيل متوازنة للحقوق والواجبات .. لا أقول هنا نسب تمثيل عادلة تمام العدل ولكن على الأقل تكون نسب التمثيل وتوزيع الحقوق والواجبات تتمتع بمستوى من شبه العدالة وهذا بحق وحده ما يمكن أن يمثل ضمانة حقيقية للأمن والاستقرار والسلام المستدام لأطول وقت ممكن بل ضمانة لتجديد الدورات الحضارية والتدوال السلمي المتعاقبة الأنظمة العالمية التي قد تتطلب أعادوا معالجة ذاتية كل عدة عقود أو قرون.
كلما كان النظام العالمي منحازا لأطراف أحادية محددة معتبرا حضارتها أنموذجا فريدا وخارقا وبالتالي الوصاية الضمنية بل والوصاية الصريحة في كثير من الأحيان على بقية الحضارات وأن على بقية الحضارات أن تجعل نفسها نسخة مشوهة ومتناقضة من المعيار الافتراضي لحضارتهم النموذجية المفترضة كلما ظل النظام متراوحا يتراقص على حافة المخاطر القصوى وصدام عام للحضارات وهو ما قد يعرض قابلية الحياة نفسها لشكوك جدية وحقيقية وعميقة.
وكلما زادت معدلات التشاركية العادلة في التمثيل وزادت مع عدالة التمثيل عدالة توزيع الحقوق والواجبات كلما كانت ضمانة بقاء النظام ضمانة جماعية متعددة الأطراف تحظى بفرصة حقيقية وممتازة في الاستدامة والأمن المشترك والسلام والاستقرار طويل الأجل .
بقاء النظام ممثلا لمصالح أطراف محدودة وقائم على مدح نوع من الوصاية الحضارية الأحادية الاحتكارية على بنيوية وهياكل ومؤسسات التمثيل الإنساني سيمثل أوضح طريق واقصره لصدام الحضارات بشكل حتمي.
ودعونا نكون أكثر صراحة هنا، فليس خافيا على أحد أن النظام العالمي الحالي قائم على اعتبار الحضارة الغربية هي الأنموذج النهائي وغاية الغايات ونهاية منتهى التطور والرقي الحضاري ليس فقط على المستوى التطبيقي والتقني بل حتى يستند المفهوم بدرجة كبيرة على شكل أيديولوجي صرف.
لا مشكلة عندنا في مدح أي حضارة لنفسها ومفاخرتها داخليا بهويتها وذاتها، ولكن الكارثة كلها حين تسعى حضارة أحادية أن تجعل نفسها المعيار المثالي الأوحد للحضارة الإنسانية وأن على بقية الحضارات الأخرى طوعا أو كرها، سلما أو حربا أن تعمل على استنساخ نفسها على نفس مقاسات المفاهيم الأيديولوجية لتلك الحضارة وتتمثل التبعية التامة لها عن طيب خاطر.
إن إستمرارية هذه الصورة الفجة الغير سوية شديدة الانحياز والاحتكارية من ممارسة الوصاية الحضارية من حضارة أحادية على بقية الحضارات لا يمكن أن يتم ممارسته تحت شعار حوار الحضارات.
بل والأدهى يتم تصدير ذلك للعالم كله على قاعدة من شعارات التعدد والتعايش المشترك.
فهذه الصورة الفجة وبجدارة تامة تمثل الطريق المثالي المختصر والسريع نحو صدام عام وشامل للحضارات.
وإذا كانت الحضارة صاحبة الوصاية تلك تمتلك أدوات القوة المادية التي تظن أنها ضمانة من خلال منطق القوة لإستمرارية النظام العالمي الأحادي الصورة الحضارية الممثل لمصالحها بالمقام الأول والأولوية المطلقة.
فإن منطق القوة المادية هذا حتما سيكون منطق لحظة زمنية مؤقتة وعابرة.
وسنن الحضارات العادية التداول لدورات حضارية متعاقبة ولم يحدث احتكار متواصل لأي حضارة ولن يحدث فهذا مخالفا للسنن التي نشأت عليها الحياة الدنيا وطبيعة الحياة والنشاط الإنساني على هذا الكوكب.
سنة الله في الدورات الحضارات هي السيرورة الدائمة والتحولات المتواصلة وقد بلغ الهرم والشيخوخة والاهتراء مرحلة حالية بالنظام العالمي القائم حاليا مبلغا قد يهدد بقاء الحضارة وقابلية الحياة على كوكبنا.
مرحلة ينبغي معها تحول جذري في بنيوية وهياكل العقد التأسيسي و النظام الإنساني العام الجماعي الذي يمثل جوهر منظومة الحوكمة الأساسية التنفيذية متعددة المجالات في النظام الإنساني المعاصر.
خلاصة القول هنا أن مسار العقد الاجتماعي الإنساني المعاصر المتمثل في النظام العالمي الحالي بهياكله وبنيويته الأحادية القائمة على مصادرة مفهوم الحضارة ذاته واحتكاره بشكل حصري عمليا لصالح حضارة أحادية محددة لا يمكن إلا أن يكون مسار صريح وسريع نحو صدام حتمي واسع للحضارات وفي عصرنا وبأدواتنا العسكرية الحالية فربما يكون هذا الصدام المدمر هو آخر الحضارة الإنسانية نفسها والمدمر لها، بذات الوقت ما دعاوي وشعارات حوار الحضارات التي تنطلق من القاعدة السابقة إلا دعوة صريحة للتبعية وممارسة دور الأخ الأكبر وممارسة دور الوصاية على بقية الحضارات.
وما دعاوي الحوار إلا مساحات تجميلية ترفض حتى الآن الإعتراف بالتشخيص الصحيح للأزمة الحالية وبالتالي ترفض لأكثر الأحيان الخطوات المطلوبة نحو الإصلاح والتصحيح وتسعى للمماطلة والمراوحة.
لقد شهدنا كثيرا بعض التبعات البسيطة ولكنها سوداوية وكارثية للتطبيقات العملية والفعلية لمفاهيم الاحتكار الحضاري تلك، ففي الوقت الذي تأسس النظام العالمي الحالي نفسه على قاعدة حق تقرير المصير والذي تتمسح به أيديولوجية الديموقراطية على مستوى الأيديولوجية نفسه نراها عمليا ونظرا لشعارات الاحتكار الحضاري وظنون الوصاية الحضارية .. رأينا مغامرات تحت شعارات الديموقراطية لاحتلال الشعوب والكيانات الحضارية الأخرى بدعوى المسعى حسن النية للديموقراطية لاستنساخ نفسها في صورة وجسد بل وفي عقل وروح بقية المجتمعات الأخرى.
تخيلوا ممارسة أظهر وأوضح صور الغزو العسكري والاحتلال بدعوى التحرير!!
وممارسة أظهر وأوضح صور مصادرة حق تقرير المصير الجماعي لأحد المجتمعات الإنسانية تحت دعوى منح هذا المجتمع حق تقرير مصيره!!
تناقضات صارخة تفرضها تطبيقات مزاعم الاستعلاء والاحتكار الحضاري أحادي الهوية.
والأمثلة أكثر من قدرتنا هنا على الاستدعاء والطرح وهي مشهورة معلومة فنكتفي بالمثال السابق.
الخلاصة أن الدعوة لحوار الحضارات لا ينبغي أن تكون مجرد دعوة للتبعية أو استسناخ بقية المجتمعات الإنسانية على مقاس مفهوم حضاري أحادي الهوية لمجتمع إنساني واحد باعتباره النموذج النهائي والأقصى والبطل الخارق الذي تتجسد فيه كل المحاسن وتتنافى عنه المثالب كلها جميعا.
الدعوة الصحيحة لحوار الحضارات ينبغي أن تنطلق من قاعدة تأسيسية وصارمة تتمثل في الإعتراف المتبادل متعدد الأطراف بأحقية كل مكون أو مجتمع إنساني رئيسي من ضمن الوعاء الإنساني المعاصر في الاحتفاظ التام بمساحة الخصوصية والهوية الخاصة به.
وبدون هذه القاعدة الوضعية المؤسسة على قاعدة المعاملة بالمثل ولكن بصياغة أكثر تخصصية فلن يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي بين الأوعية الحضارية والسكانية الرئيسية بهذا الكوكب ولن يمكن كتابة نظام عالمي جديد أكثر تصالحية وأكثر عدالة ويتمتع بعدالة حقيقة في التمثيل السيادي التنفيذي وتوزيع الحقوق والواجبات وقابل لتجديد قابلية الحياة والحضارة بشكل عام.
أن أي متابع ولو بصورة بسيطة لعامة الأحداث عبر عالمنا المعاصر سيرى بوضوح شديد أن معظم جغرافيا الكوكب السياسية تراكمت عليها الأزمات المتعددة شديدة التعقيد، وسيرى كل المؤشرات الحالية وصلت نقاط حرجة جدا وسيرى مسارات الأحداث الحالية تسير بسرعة الصاروخ نحو صدام عالمي واسع أو يمكنك بسهولة أيضا أن تمنحه مسمى صدام حضاري واسع قد يشمل كل أو معظم الجغرافيا السياسية والبشرية للكوكب.
لا أظن قد يكون إنسان عاقل ناضج قد ينكر كل هذا وينكر مدى حاجتنا جميعا للإستماع والإستجابة لدعوات الإصلاح بشكل شامل وجذري في صياغة عقد إجتماعي إنساني عام جديد.
المسألة ليست تهويل من نوع ما فقط يمكنك أن تلقي نظرة سريعة على مستوى أسلحتنا العسكرية القادرة فعلا على إنهاء قابلية الحياة التقليدية بسطح الكوكب، فضلا عن الأوضاع المعقدة شديدة التداخل التي أصبحت مدعاة فعلية ومقلقة بشدة لاستخدام الكثير من مخزونات هذه الترسانات المدمرة بحوزتنا.
هام..
(كتابة نظام عالمي متعدد الأقطاب ام متعدد الحضارات)
من المهم جدا هنا بيان أن النظام العالمي الذي ندعو له ليس مجرد نظام عالمي متعدد الأقطاب فحسب بل حجر الأساس أن يكون متعدد الحضارات.
وبيان ذلك أن النظام متعدد الأقطاب باختصار قد يكون مجرد نسخة جديدة من نفس النظام الحالي مع هوامش تجميل دعائية.
نظام عالمي متعدد الأقطاب قد لا يستند إلى تعدد الحضارات ولكنه سيستند إلى الوحدات الجيوسياسية المستحوزة على أصول وموراد القوة المادية التي تصنفها كقطب داخل النظام، وهو ما قد يحدث وتكون تلك الأقطاب منتمية بالأساس لنفس الفكر والحضارة.
فمثلا مجلس الأمن الدولي الحالي متعدد الأقطاب والأطراف ولكن تكاد تكون كلها تحسب نفسها على نفس قاعدة أطروحة الحضارة الغربية وإن بدرجة أو أخرى.
لكن المطلوب هو نظام قائم على تعدد الحضارات والإعتراف المتبادل فيما بينها بأحقية كل منها في التعايش في إطار مساحات خصوصية كل حضارة واحتفاظها بهويتها وثقافتها وأعرافها وشرائعها الخاصة بها.
نظام متعدد الحضارات سيشكل منهجية مثالية واقعية حية وممكن بل وضرورية الحياة والبقاء.
وضمانة عامة وجماعية وتشاركية طويلة الأجل لتحقيق أفضل استدامة ممكنة وأطول استقرار وسلام وأمن جماعي تشاركي بدون زعم وصاية أحادية الهوية الحضارية على بقية الحضارات.
....
أريد التنبيه هنا أنني أحاول جاهدا عدم نسيان معالجة أي جوانب مهمة للموضوع الحالي ولكن الموضوع متداخل بطبيعة الحال ويشمل كل جوانب الوجود الإنساني على كوكبنا لذلك أعتذر مقدما لو نسيت تناول و معالجة أي نقطة فرعية مهمة أو ما شابه.
والمطلوب هو كتابة عقد إنساني وضعي جديد يؤسس لنظام عالمي متعدد الحضارات المعبرة ذاتيا عن الأوعية السكانية الرئيسية والمجتمعات الكبرى المكونة للجغرافيا الإنسانية على الكوكب.
وهناك ملحوظة شرطية مفيدة جدا كتبتها من قبل عن سبب اضافتي لكلمة (الكبرى) بالتحديد عند الحديث عن المجتمعات التي تنخرط بكتابة العقد الإنساني الجديد.
وأيضا عن أهمية التوازن بين الضمير الفردي وبين الضمير الجماعي أو المجتمعي أثناء كتابة العقد الاجتماعي لأي دولة ومقاربته مع أهمية التوازن بين الضمائر الجماعية المختلفة وعدم فرض وصاية من أحدها على الاخر أثناء التوافق على كتابة عقد إنساني جديد، واستدعيها هنا لأهميتها مع بعض التعديلات البسيطة عليها.
سبب اضافتي لكلمة الكبرى كصفة إضافية لوصف الشعوب والحضارات المستحقة لحق تقرير المصير الذاتي بالكوكب ومدى اهميته الشديدة أثناء كتابة قواعد تأسيسية للعقد الإنساني العام الجديد وأيضا هي قاعدة بالغة الاهمية في محاكمات فض النزاعات والصراعات الجيوسياسية بالكوكب.
يعد ادخال كلمة الكبرى الشرطية على الحضارات والشعوب بمثابة تقعيد وتأصيل مشروعية جديدة عامة إضافية للضمير الانساني لضبط السياق العام الفضفاض لحق تقرير المصير الذي تتلاعب به الصراعات والنزاعات لتحقيق مصالح واجندات خاصة عن طريق تبني تفسيرات ازدواجية ومتناقضة لحق تقرير المصير وبحسب الاهواء والمصالح ورغبات المتنفدين وكبار اللاعبين والمتحكمين بكثير من النزاعات والصراعات فيقومون بتبني تفسيرات مزدوجة لحق تقرير المصير بحسب اتجاهات مصالحهم ورغباتهم.
فاضافتي لوصف الكبرى للشعوب والحضارات في حق إنتزاع تقرير المصير يشكل ضابط متوزان لمنع التلاعب والتناقض عن طريق ازدواجية الاستخدام لحق تقرير المصير.
بحيث يكون الوزن النسبي مطلق لكل الشعوب والحضارات التاريخية الكبرى الرئيسية لحق انتزاع تقرير المصير وتحقيق الاستقلال السياسي والحضاري والحفاظ على التعدد الثقافي الحضاري المشكل للوعاء التاريخي لكوكبنا وتاريخ الضمير والحضارة الانسانية عليه.
اعطي شرحا ابسط واوضح للهدف من ذلك، ففي بعض النزاعات تجد بعض المتنفذين وكبار اللاعبين الجوسياسيين العالمين يقومون مثلا بتضخيم حق بعض الأقليات لدرجة ممارسة وصاية على كل المجتمعات أو بعض المجتمعات الرئيسية باسم حقوق الأقليات ولدرجة قد يمنحون معها حق تقرير المصير والاستقلال الذاتي الكامل لبعض الاقليات المتناثرة هنا او هناك داخل جغرافيا أحد الوحدات الجيوسياسية أو دولة ما ولا أريد ضرب أمثلة محددة وذكر الحالات بالاسم لكن الوصف كافي جدا ويفهمه بسهولة كل الدراسين والباحثين من شتى الشعوب المختلفة.
فتجد كبار اللاعبين المتنفذين مثلا يريدون منح حق تقرير المصير لأقلية أقل مثلا من 5% من السكان ببلد او قارة ما أو وحدة جيوسياسية ما مما يطلق عليها دولة معاصرة بل والأدهى ربما تكون تلك الأقلية أيضا متناثرين جغرافيا داخل تلك الدولة او البلد.
وبذات الوقت يتم غزو دول ومجتمعات أخرى بأكملها وسلبها عن كامل حق تقرير المصير والأدهى يتم ممارسة الغزو والاحتلال بل والإرهاب العام الجماعي ضد شعوب باكملها بإسم نشر الديموقراطية هذه الديموقراطية التي لا يوجد أي مشروعية لها بالأصل إلا التجمل والتمحك بإدعاء ملاصقتها وملازمتها وإنبثاقها عن حق تقرير المصير وبناء عليها يتم مصادرة استقلال شعوب بل وحضارات بأكملها فيتم مطاردتها او مصادرتها ومصادرة حقها في تقرير المصير بإسم حق تقرير المصير نفسه!!
وهذه أمثلة بسيطة جدا ولكنها صارخة وشديدة الوضوح عن طبيعة الازداوجية المستخدمة في تفسير مشروعية حق إنتزاع تقرير المصير.
بل وفي بعض الأحيان يتم اختلاق وجود أقليات ان لم تكن موجودة ليتم استخدامها كذريعة للتدخل الخارجي في المجتمعات والشعوب والحضارات المختلفة فلا مانع من السعي الفعلي لخلق وتكوين وإنشاء مجموعات أقلوية جديدة لتستخدم لاختراق متنوع متعدد للمجتمعات والشعوب والحضارات بل ويتم ذلك كله تحت شعارات مشروعية حق إنتزاع تقرير المصير الكفيل بحماية حقوق وحريات الاقليات.
تلك الاقليات التي في أحيان كثيرة اخترعوها واختلقوها هم بالاساس.
فعند ظهور الحاجة لديهم عملوا جاهدين على تخليق وإنشاء مجموعات أقلوية جديدة لتمرير مصالحهم ومشروعاتهم الاستعمارية والهيمنة السياسية العسكرية الاقتصادية باسم حقوق الاقليات وحرياتها!!
بل وفرض وصاية حضارية صريحة على المجتمع الأم لصالح حق الأقلية المدعاة في الذاتية الحضارية.
لتحقيق حقوق الأقليات الحضارية أيا كانت يكون بطريق منحها حقوقها الذاتية الخاصة بها بدون تعدي ذلك لدرجة فرض وصاية حضارية كاملة على حضارة المجتمع الأم المستضيف لتلك الأقلية سواء وجودها أصيل أو عارض لأي سبب.
سأعطيك مثال صارخ وبالغ التعقيد.
أقلية الايغور المسلمة في الصين في تركستان الشرقية، انا أدعم حقوقهم بشكل مطلق لا لبس فيه وخاصة أنهم بالفعل يتعرضون لعملية تعقيم جماعي وإبادة جماعية مما يجعلها جريمة صريحة ضد الإنسانية.
ومع ذلك انا أدعم حقوق الايغور في الاستقلال والهوية والذاتية الحضارية الخالصة بدون أن يتم استخدام ذلك لمصادرة حق المجتمع الصيني الأصلي في الحفاظ على هويته الذاتية وحضارته الخاصة به هو الآخر.
وحدود مطالب الايغور تستحق مطلقا الحصول على نظام حكام ذاتي مخصوص يتماشى مع هويتهم وحضارتهم بدون تهديد وحدة تماسك الوحدة الجيوسياسية للمجتمع الصيني الأم
هذا عقد ثنائي المجتمعات، مجتمع أم ومجتمع فرعي .
وأنا أقول هذا الكلام من باب التواضع على توافق كتابة عقد إنساني جديد على قاعدة المعاملة بالمثل وهذا حتى لا ينتقد كلامي أحد الإخوة الإسلاميين لأن العقد الجديد المقصود يتطلب ندية تقاسم نفس الحقوق والواجبات.
لذلك أنا أقول هذا الكلام مع أن مصلحتي الخاصة تستدعي العمل على التنظير لاستقلال تام كامل للايغور.
ولكننا بحاجة أكبر لتأسيس ألية ندية متساوية في توزيع الحقوق والواجبات وبالنسبة للتأصيل الفقهي الإسلامي باختصار فهي تستند لقاعدة المعاملة بالمثل التي أقرتها الشريعة في التعاملات الخارجية للمجتمعات الإسلامية أو في حالات غياب قواعد محددة لأمر مشابه وهذا باختصار شديد.
المهم هنا هو إدراك أهمية عدم التفسيرات المزدوجة من أي طرف لقواعد النظام العالمي الجديد المطلوب والمنتظر القائم على أساس قاعدة تأسيسية بالقرار المتبادل بأن العقد الجديد أساسه تعدد الحضارات والعمل على منح كل حضارة أقصى مساحة خصوصية ممكنة داخل هذه المنظومة الإنسانية العامة الجديدة متعددة الحضارات.
والشاهد هنا منع محاولات استخدام قضية حقوق الأقليات في تزكية الصراعات. بل واختراع أقليات جديدة فعلية بأحيان كثيرة لتحقيق أجندات استعمارية أو حتى أجندات حروب وصراعات متبادلة، والأمثلة كثيرة جدا ولكن أريد هنا الاكتفاء بهذا القدر لشرح وتوضيح المستهدف مني بإضافة وإدخال كلمة الكبرى على ذكري و وصفي للمجتمعات والشعوب والحضارات في مشروعية حقها لانتزاعها تقرير مصيرها وحقها في التمثيل كطرف أساسي داخل النظام العالمي الجديد متعدد الحضارات.
وخاصة الصورة الرئيسية الاساسية المجتمعية الحضارية الكبيرة لحق تقرير المصير ومنع الاستخدام المزدوج لقواعد القانون الدولي المنتظرة الممكن استخدامها بطريقة ازدواجية التفسيرات لهذا الحق.
سؤال يفرض نفسه هنا:
هل معنى ذلك انني ضد منح الاقليات حريات وحقوق تناسب تاريخهم وهويتهم الخاصة داخل كل مجتمع.؟!
بالطبع لا احد سيقول ذلك.. وكلامي هنا مسعى لمنع ازداوجية التفسير والاستخدام ولتأسيس نوع من التوزان بين الأوعية السكانية لمختلف الشعوب والمجتمعات والحضارات بدون تفريط او إفراط.
هذا بخصوص معنى مشروعية حق انتزاع تقرير المصير لكافة المجتمعات والشعوب والحضارات الكبرى وأما بخصوص حقوق و وحريات الأقليات المتبادلة بين المجتمعات المختلفة فيتم أيضا تأسيسها عن طريق التحاور والتشاور والاتفاق بين ما سوف تستقر عليه الإختيارات التوافقية الجماعية لما قمنا بتعريفه من قبل على أنه المجتمعات والشعوب والحضارات الكبرى الرئيسية بالكوكب.
...........
وهناك فائدة إرشادية هامة جدا جدا في كتابة العقد الإجتماعي الإنساني الوضعي الجديد وأيضا في كتابة العقود الإجتماعية للوحدات الجيوسياسية المعاصرة المختلفة.
وهي قاعدة ضميرية تأسيسية بالغة الأهمية وتتعلق بالتوزان في تفسير معاني الحريات والحقوق والتوازن المطلوب فيها بين الضمير الفردي لأي فرد والضمير الجماعي لمجتمعه.
وهي قاعدة ذهبية ونفيسة جدا في تأسيس جوهر مفهوم الضمير الوضعي المؤسس للعقد الاجتماعي لشتى المجتمعات ومعادلة التوزان المطلوب والواجب توافرها بتلك العقود، حيث التوازن بين ضمير الفرد وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات وبين ضمير المجتمع وما ينبثق عنه من تشريعات وقوانين وسلطات بمثابة القاعدة الذهبية القابلة لإعادة التدوير لعدة دورات حضارية كثيرة متعاقبة وليس فقط لكتابة عقد جديد لدورة حضارية واحدة.
فما ينتج عن المبالغة في مصادرة حقوق الضمير الفردي لصالح حقوق الضمير الجماعي يتمثل بإنتاج عقد نظام مجتمع سيصبح شمولي شديد القسوة ولدرجة مصادرة حريات وسلوكيات الأفراد داخل منازلهم بل وداخل غرف نومهم بل وبحالات إستثنائية قد يتم مصادرة الحرية الفردية ومنازعتها داخل الضمير الإنساني الحي الواحد المفرد نفسه وهو معنى ممعن بقسوة شديدة في الإفراط في التطرف في الرقابة على الأفراد بصورة تشكل جريمة صريحة ضد معنى الإنسان نفسه وأي تعريف ذاتي له بل وتتجاوز تعريف كل أنواع جرائم الحرب أو الإرهاب الفردي أو حتى الجماعي الاكثر توحشا من نوعه وهو كلام بالغ الأهمية جدا وينبغي الإلتزام التام به في كافة التقنيات المستقبلية القادمة أيا كان نوعها أو استخدامها، ولدرجة حتى التقنيات التفاعلية منها.
وكذلك فإن أي مبالغة في مصادرة معنى الضمير الجماعي وما ينبثق عنه من تشريعات وسلطات لصالح الضمير الفردي وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات فسوف ينتج عنه حالات سيولة مستمرة نحو النحر والتجريف المتواصل لكل الثوابت التقليدية بكل أنواعها لكل المجتمعات بلا أي استثناء ولن يمكن توقيف الضمير الفردي نحو فرادنية متحللة بشكل مطلق من كل شيء تحت تنظيرات لا حاجة ساعتها حتى أن تكون حتى مجرد متماسكة ولو شكليا، فستظل محاولات التعسف للضمائر الفردية في إبتكار مفاهيم الحريات والسلوكيات التحللية لدرجات ممعنة المبالغة في التشوه عن كل محتويات الأوعية الحضارية الجماعية الثابتة والمتراكمة تاريخيا في كل أو المعظم الرئيسي لوعاء التاريخ العام للحضارة الإنسانية ككل وسيظل ينحو ويسعى الضمير الفردي لنحر الفواصل بينى معنى الضمير الإنساني الناضج ومعنى السلوكيات الحيوانية بل ممعنة البهيمية حتى الوصول للتجرد التام من كل معاني الضمير الإنساني المتراكمة عبر كل العصور التي ميزت معظم الحضارات عن معظم حيوانات الغابات المتوحشة.
وبذريعة حرية الضمير الفردي ومزاعم استقلاليته ومساحات الخصوصية الفردية سوف تصادر تدريجيا أي خصوصية للمجتمع على قدرته على التنظيم والإدارة المنظمة لكافة أنشطة الحياة الإنسانية العامة أو حتى الخاصة وبدون أي توقف.
بل كثير من مزاعم حرية الضمير الفردي ستذهب بعيدا جدا في مصادرتها لكل معاني تراكمات الضمير الجمعي لصالح حريات سلوكية للضمير الفردي بما يتجاوز معاني السلوكيات البهيمية الصريحة للوصول لتبرير معاني الضمير الحيواني مثل ظواهر موجود بعضها فعليا من البشر الذين يجتهدون لجعل أنفسهم ومعيشتهم مطابقة المعيشة بعض الحيوانات، وهذه النماذج موجودة حاليا بالفعل ومعروفة ولكن تدريجيا ستسعى لاستنساخ رغبتها بالبقاء على كل شيء حولها وحتما ستقع كوارث لا مثيل لها.
بشكل صارم وقاطع ينبغي الحفاظ المتماسك على المحتوى المتراكم لمجموع الأوعية الرئيسية الأخلاقية والأدبية لحضارات البشرية في صورها المتراكمة حتى تستطيع إنتاج المعادلة الذهبية المتوازنة في تأسيس العقود الإجتماعية الناضجة والموازنة بين معاني الضمير الفردي وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات والضمير الجماعي وما ينبثق عنه من تشريعات وسلطات.
ولذلك دعوني بهذه النقطة انتهي لنصح الآباء المؤسسين الجدد لكل المجتمعات ودورات الحضارات الإنسانية القادمة بأهمية تحقيق معادلة التوازن المثالي الذهبية المطلوبة بين مفهوم وتعريف الضمير الإنساني الفردي وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات وبين مفهوم وتعريف وعاء الضمير الإنساني الجمعي لأي شعب أو حضارة أو مجتمع وما ينبثق عنه من تشريعات وسلطات وكلامي هنا موجه لكل الشعوب والأمم والمجتمعات غير المسلمة بشكل خاص جدا هنا لأن أمننا وشعوبنا ومجتمعاتنا المسلمة تعرف طريقها ومنحها في عقدها الجماعي التأسيسي وخصوصية المجتمعات الإسلامية الشديدة في هذا الباب، فمجتمعاتنا الإسلامية تعرف طريقها جيدا جدا وتعرف جيدا قيمة ما بين أيديها من معادلة توازن ذهبية مثالية توفرها لها شريعتها الكاملة والفريدة السماوية و وعائها الحضاري المتراكم حتى وإن إعتراه بعض النقص الناجم لبشرية وإنسانية التطبيق عبر العصور.
بل دعوني أكون صريحا و واضحا أنا بالفعل استفدت معظم التأصيلات الفقهية التأسيسية السابقة في كلامي من علوم الأصول الإسلامية ومن فوائد علوم الشريعة المتعددة.
وكمثال واحد فالإسلام يقرر محرمات جماعية عامة مثل الزنا العام بالأماكن العامة أو حتى الخاصة لكن بذات الوقت الإسلام يمنع التلصص مطلقا على الأفراد لمراقبة التزامهم بتطبيق هذا التحريم داخل مساحة خصوصية حياتهم الشخصية.
فالإسلام يدعم روابط التنظيم المجتمعي شديدة التماسك بتحريم صارم ورادع لمثل هذا الفعل لكن بنهاية المطاف يترك مساحة خصوصية شخصية للأفراد داخله يترك فيها الضمير الفردي يستجيب لقواعد التنظيم المجتمعي للشريعة أو يخرقها ويرتكب المحرمات لكن بشرط عدم الترويج أو الدعوة لها.
أنا أعتقد هذا توازن تشريعي مثالي بعبقرية شديدة الإستثنائية للإسلام بين معاني الضمير المجتمعي العام وما ينبثق عنه من قواعد وتشريعات تنظيمية وإدارية ومعاني الضمير الفردي الخاص وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات.
يتبقى هنا أن أعتذر عن أي نقص أو قصور في تغطية الموضوع من أي ناحية مع وعد باستكمال الشروحات بالمقالات والدراسات القادمة بإذن الله تعالى، وبطبيعة الحال أنا أرحب أيما ترحاب بكل الأسئلة والنقاشات الجادة والواعية أو حتى الإستفسارية وكل المداخلات المهذبة مرحب بها تماما كل الترحاب.
ملحوظة خاصة ضرورية:
وهذه الملحوظة خاصة بشكل محدد الى إخواني الإسلاميين وعامة المسلمين ككل وبشكل خاص إلى العلماء والدعاة والمفكرين والباحثين والإعلاميين والنشطاء والمثقفين منهم.
بشكل واضح وصريح ومباشر أقول لهم أن هذا البيان الإرشادي التأسيسي لكتابة نظام عالمي إنساني جديد يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت جورا وظلما، لكنه أيضا بصورة صريحة ومباشرة و واضحة لا يهدف إلى إقامة نظام عالمي بحيث الإسلام سوف يحكم العالم مباشرة، ويكون الإسلام هو الحاكم الفعلي لهذا النظام العالمي الجديد، بل سنكتفي بنشر قواعد العدل والقسط بأقصى ما نستطيع حتى نملأ الأرض قسطا وعدلا.
فهذه المقالة بشكل واضح ومباشر وصريح تماما لا تسعى حتى يحكم الإسلام العالم كله بأكمله بالمعنى المباشر.
لا نريد ولا نستطيع أن نقول للإنسانية لا وصاية لأحد ثم نسعى لفرض أنفسنا و وصايتنا عليهم.
لكن أيضا بنفس الوضوح والصراحة واللغة المباشرة فإن الهدف الأساسي لي بصورة شخصية هو أن يحكم الإسلام نفسه بنفسه وألا يكون هناك أي وصي على الإسلام غير الإسلام نفسه.
فأنا كتبت هذا البيان التأسيسي لنظام عالمي جديد من أجل أن يستطيع الإسلام يحكم نفسه بنفسه كبقية الحضارات التي يتمتع هي الأخرى بنفس القواعد والحقوق والواجبات.
هدفي الأول والشخصي أن ينعتق الإسلام وأن يتحرر الإسلام والإنسان المسلم والمجتمعات المسلمة من أي أنواع الإستعمار المادي واللامادي المتعددة، وأن يحكم الإسلام نفسه بنفسه وأن يخرج من تحت وصاية أي طرف أيا كان، وألا يكون هناك أي تجريم أو مطاردة أو ملاحقة أيا كانت من أي طرف ضد الأمة الإسلامية والحضارة والهوية الإسلامية والشريعة والخصوصية الهوياتية اللاتي يصبغان الحضارة الإسلامية بخصوصيتها.
وأن تتمتع الحضارة الإسلامية كبقية الحضارات الكبرى المعاصرة بمساحة الخصوصية التامة الخاصة بها حتى مع انخراطها بشدة وفاعليتها داخل النظام الإنساني العالمي الجديد الذي نتطلع ونؤسس له.
وأنا يكفيني جدا أن أحرر أمة الإسلام من أي تبعية أو استعمار مادي أو لامادي، فليس الهدف من هذا البيان تحديدا أن يحكم الإسلام العالم بل دوري بالتحديد أن أستطيع تحرير الإسلام نفسه ليحكم نفسه بنفسه وأن ينعتق ويتحرر من أي وصاية حضارية من أي نوع أيا كان من أي طرف.
ولذلك هذا البيان يسعى لمنح كل الأمم الكبرى مساحتها في الخصوصية حتى أستطيع أيضا أن أمنح تلك المساحة من الخصوصية والاستقلال للأمم والمجتمعات الإسلامية داخل وعاء عام مشترك للإنسانية بقواعد حقوق و واجبات عامة متماثلة.
وهذه الدعوة الإصلاحية العالمية ليست جديدة علي أبدا بأي حال، بل أنا بفصل الله تعالى أدعو بنفس الدعوة منذ وقت طويل.
لطالما كنت أوقع الكثير جدا من كتاباتي ب الثورة الإنسانية المباركة الكبرى
وأيضا ب عملية فجر الحرية الإنسانية الكبرى
وهي توقيعات معبرة جدا جدا عن البيان قبل سنين طويلة من نظمه وسبكه ونشره بتوقيتنا الحالي.
بفصل الله تعالى أنا وبشكل موثق وقاطع لا لبس فيه، فأنا صاحب دعوة إجتماع أكبر تجمع بشري وإنساني عبر التاريخ وأكبر تظاهرات إنسانية جماعية مسجلة ومتزامنة بكل القارات في التاريخ البشري كله.
لقد كنت أنا العبد الضعيف لله تعالى سيف السماء تامر الجوهري هو مطلق دعوة جمعة النصرة العالمية الأولى والثانية وما تلاهما في شهر سبتمبر لعام 2012 ولا يزال بيان جمعة النصرة العالمية الأولى متوافر على بعض المواقع إذ كنت أقوم بنفسي بنشر موضوعاتي وقتها على ما يقارب أو يزيد على 100 موقع ومنتدى متنوع.
وفي بيانات جمعة النصرة العالمية الأولى وقتها ستجدون من ضمن مطالبي الأساسية فيها إصلاح النظام العالمي الحالي.
وهذا موثق بلا أي لبس أو تشكيك.
فضلا أيضا أنا نوهت بهذه البيانات وقتها على كتابات ودعوات إصلاحية أممية مسبقة لي.
وهناك مسألة أخرى، فقد كانت الكثير من كتاباتي السابقة تحوي أسلوب صارخ ولاذع جدا، وهذا لأنني بحاجة لمن يستمع بعقلانية ويحكم عقله ويحمل العدل فيما أقول وبأحيان كثيرة يدفعني الأطراف الأخرى دفعا شديدا نحوا استخدام أسلوب صارخ جدا وشديد القسوة وهذا ليس أسلوبي ولا اختياري ولكنها الملابسات التي تضعوني فيها وتجبروني عليها.
ولذلك أرجو جميع الأطراف ألا نعود لذلك مجددا، وألا يجبرني أحد على هذا التموضع الصارخ الغير لائق.
.
ملحوظة هامة أخيرة:
يبقى هنا أن أسجل مخاوفي الشديدة، حيث أنني وبوضوح شديد أستطيع أن ألحظ وأرى أن عوامل ومفردات الرفض أو التجاهل أو حتى الازدراء والتعالي والاستكبار الشديد ببعض الأحيان هي ما لا تزال حتى الآن وحتى وقتنا هذا تلاقيه دعواتنا لتحقيق الإصلاح الحقيقي والعميق وإعادة تجديد تأسيس النظام العالمي وكتابة عقد إنساني عام جديد.
وهذا ما يثير مخاوفي بل ويثير فزعي بشدة لأنني بحول الله تعالى أعلم كيف ستكون طبيعة ونتيجة كل المسارات البديلة.
للأسف أصارحكم أنه حتى الآن لا تزال ماثلة أمام أعيني مخاوف مفزعة منذرة بمرحلة كارثية قبل أن ندرك ونتدراك أهمية هذه الدعوة للإصلاح قبل فوات الأوان.
ولكن أيضا لا تزال بوارق الأمل حاضرة ولكنها بحاجة سريعة وملحة للتعزيز والدعم.
ودعوني أكتفي مؤقتا بهذا القدر لهذا الوقت.
والحمد لله رب العالمين والله أكبر والعزة لله تعالى.
خالص تحياتي وتمنياتي بالهداية والرشاد للبشرية جميعا.
إدارة العرض
سيف الشرق
أبومهاجر المصري
الناصر لدين الله سيف السماء
أبوسليمان، تامر منصور الجوهري
الثورة الإنسانية المباركة الكبرى
عملية فجر الحرية الإنسانية الكبرى
الثورة الإسلامية المباركة الكبرى
نظام عالمي متعدد الحضارات
المؤسس سيف السماء.
هذا الموضوع تم نشره منذ نحو عام ونصف تقريبا، وهو بمثابة التنظير والتفكير والرؤية المستقبلية السياسية الشاملة التي تقف خلف معظم الأحداث التي تشكل الحرب العالمية الثالثة ومخاضات ولادة نظام عالمي جديد متعدد الحضارات.
تحياتي.
.........
#إعادة_نشر
#هام_جدا_جدا
بيان إرشادي تأسيسي لكتابة نظام عالمي جديد متعدد الحضارات ... استحقاق حضاري حان وقته
استحقاق مميز هام جدا، ومفصلي في تاريخ الحضارة الإنسانية.
....
عملية فجر الحرية الإنسانية الكبرى
الثورة الإنسانية المباركة الكبرى
الإصلاح الحقيقي أو الطوفان الشامل
بسم الله والحمد لله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وبعد..
25 يناير القادم 2021 يمثل استحقاق بالغ الأهمية بتاريخ الحضارة البشرية، لأجل وجود الجنس البشري وقدرته على البقاء والحفاظ على الحياة على كوكبنا الأزرق الجميل.
فأخيرا وبعد جهد جهيد وسنوات طوال تحددت لنا أخيرا جلسة تنعقد في 25 يناير الحالي، جلسة استماع بمجلس الأمن الدولي بهدف مناقشة دعوات إصلاح النظام الأساسي لمجلس الأمن الدولي الحالي الذي يعد بمثابة السلطة التنفيذية الأعلى بالنظام العالمي الحالي والجناح السياسي التنفيذي للنظام الإنساني العام المعاصر.
دعوني أولا أوضح أهمية الحدث وإن بشكل مختصر بشدة.
فالحضارة الإنسانية برمتها تقف على مفترق طرق غير عادي.
أمام البشرية مفترق طرق قد يؤدي بها لطريق نهاية الحضارة الإنسانية ونهاية القدرة على الحياة على كوكبنا.
شرحت كثيرا سابقا في متفرقات متعددة أهمية إصلاح النظام العالمي الحالي وأنظمة وهياكل الحوكمة العالمية متعددة المجالات.
وسأحاول أن أختصر بشدة في شرح أهمية الحدث المقصود لننتقل لما بعدها.
مجلس الأمن الدولي الحالي يعد بمثابة قلب منظومة الحوكمة السيادية التنفيذية عالميا.
بشكل أبسط يمكنك أن تقول إن مجلس الأمن بشكل عملي وإجرائي يعد بمثابة رئاسة السلطة التنفيذية ليس في أي دولة عادية لكن مجلس الأمن بمثابة السلطة التنفيذية الأعلى في العالم أو لنقل في النظام العالمي الحالي.
بل في معظم الأحيان يكون مجلس الأمن بمثابة السلطة التنفيذية فوق سلطة الدول العادية نفسها فهو حرفيا السلطة التنفيذية فوق سلطة الدول التنفيذية نفسها في معظم الدول المعاصرة.
ومجلس الأمن بمثابة الجناح السياسي الأساسي التنفيذي للنظام العالمي الحالي.
إن توافر شروط القدرة على الحياة والقدرة على البقاء والحفاظ على استمرارية حياة الجنس الإنساني بهذا الكوكب أصبح في صورته الوضعية يعتمد بشكل كبير على قرارات الحرب والسلم الرئيسة وأدواتها التنفيذية الحالية التي لم تحظى البشرية بمثل قدرتها التدميرية الشاملة في أي زمن سابق من تاريخ الحضارة الإنسانية.
العلاقات الدولية الحالية تقع على طريق مختصر وسريع نحو حرب فوضوية غير واضحة الملامح وقابلة للتحولات السريعة في تموضع الأطراف نفسها.
حالة سيولة عارمة وعدم يقين.
هذا الطريق بأوضح صورة ممكنة بمثابة الطريق المختصر لحرب عامة تغطي معظم الجغرافيا السياسية والبشرية للكوكب.
إصلاح مجلس الأمن بمثابة منح الجنس البشري فرصة جديدة لدورة حضارية جديدة واحدة على الأقل.
كلما كانت السلطة التنفيذية الأولى على كوكبنا قادرة على تحقيق العدل الحقيقي وتتمتع بالتمثيل العادل والمتوازن بين المكونات والأبنية السكانية الرئيسية الكبرى المشكلة للوعاء الإنساني كلما زادت قدرتها على نزع فتيل الصراعات والنزاعات والأزمات، وكلما زادت بإضطراد فرص استمرارية وبقائية النظام نفسه بل وفرص بقاء الحضارة الإنسانية نفسها.
إن عدم قبول النظام العالمي الحالي بشكل ذاتي وعن طواعية وشفافية ومصداقية وطيب خاطر لدعوات الإصلاح المتواصلة والمتكررة سيتسبب بإغلاق وإنسداد أفق الإصلاح الذاتي للحضارة البشرية العامة عن طريق الحوار والنقاش الناضجين الراشدين، مما سيفرض تلقائيا بدائل مختلفة للإصلاح. وعندما نتحدث عن بدائل للحوار على هذا المستوى من الحوكمة العالمية التنفيذية فسوف نتحدث عن بدائل إصلاحية ثورية توازي أو تستطيع مجاراة مستوى القوة المادية الذي نتحدث عنه هنا. وهو ما يمكن أن أختصره بكلمات بسيطة تعني احتمالية صريحة ومفتوحة وعالية جدا لحرب قد تقضي على الحضارة وقابلية الحياة العادية بسطح الكوكب. حرب سوف تفرض نفسها كحرب تستند إلى دعوة إصلاح عالمية مجبرة بأن تتخذ المسار الثوري بديلا عن مسار الحوار الراشد الناضج. ومجبرة أن تجاري منطق القوة بديلا مؤقتا عن قوة المنطق، مما سيجعلها حتميا تسعى لحيازة أدوات قوة مادية عسكرية على مستوى عالمي كافي لتحقيق التغير المنشود والصدام في هذه الحالة على هذا المستوى بأدوات الحرب المعاصرة بأيدينا قد يحمل معه نهاية فعلية لقابلية الكوكب للحياة والسكنى.
سيكون طبيعيا وعاديا خلال تلك الحروب الوصول المتدرج إلى استخدام الأطراف المختلفة لأقصى أنواع القوى العسكرية بحوزتها وفي عصرنا الحالي فإن هذا المفهوم تحديدا يتضمن بشكل صريح ومباشر احتمالية عالية وقد تكون عالية جدا لتدمير الكوكب نفسه وجعله غير صالح للحياة الإنسانية لفترة طويلة أو ربما أسوأ من ذلك.
المسار الطبيعي لتفاعلات الصراعات والنزاعات والأزمات هو الحلول الإصلاحية التوافقية أو في حالة استمرار التجاذبات وتفاعلات النزاعات ستؤدي تلك الحالة للوصول للحظة حتمية لا فرار منها تتمثل بدعوة إصلاح ثوري عالمي تستطيع بشكل أو بآخر مواكبة وامتلاك شرارة قوية ومضمونة وموثوقة حتى تبدأ حربها العالمية بدعوى الإصلاح.
أو يستطيع نظام الحوكمة التنفيذي العالمي تقبل طوعي وشفاف وبمصداقية إلى مطالب الإصلاح وتطوير ذاته حتى يستطيع يستوعب بالفعل كل المكونات الرئيسية السكانية المشكلة للوعاء الإنساني على كوكبنا الرائع.
يبقى التأكيد على أن أهمية الإستجابة لدعوات إصلاح مجلس الأمن وعقد جلسات المناقشات ذات المصداقية والشفافية وتطوير ذاته بمثابة محطة مفصلية في تاريخ الحضارة الإنسانية بحيث ثلاثة خيارات لا رابع لها..
الأول هو الإستجابة الشفافة بتحقيق التمثيل العادل المتوازن بين الأوعية السكانية الكبيرة للحضارات البشرية الكبرى الرئيسة، وأيضا تحقيق توازن حقيقي متبادل في الحقوق والواجبات بين كافة الأوعية السكانية الرئيسية بالكوكب والوحدات الجيوسياسية التي تنتظم خلالها تلك الأوعية السكانية عبر القارات المتعددة.
بمعنى مختصر تحقيق التمثيل العادل المتوازن وأيضا تحقيق عدالة توزيع الحقوق والواجبات على قاعدة المعاملة بالمثل مع الأخذ بالاعتبار ترك هوامش ومساحات الخصوصية الكافية لكل حضارة.
الثاني هو انسداد الأفق أمام دعوات الإصلاح والرغبة بتمسك وصاية طرف واحد أو بعض الأطراف أو وصاية حضارة محددة على بقية الحضارات، والإصرار على مزاعم الاستثنائية الحضارية لأحد الحضارات للدرجة التي تجعلها تضع نفسها كوصي حضاري على بقية الحضارات الأخرى، وهذا بأوضح ما يكون مسار حتمي موثوق لصدام عام للحضارات ولشرارة نوع من الحرب الكوكبية أو الثورة العالمية الهجينة متعددة الأدوات متضمنة منظومة عمليات هجينة بالغة التعقيد وبدورها مفضيا حتميا لحرب عالمية لا يستطيع أي طرف أن يدعي ضمانة ما شكل ونتائج انتهاء حرب من هذا النوع، وهي بمثابة تهديد عام على قدرة الحضارة العامة على البقاء وربما على قابلية الحياة الطبيعية على الكوكب.
الثالث .. خيار المراوغة والمماطلة بهدف المرواحة محلك سر، ولكن هذا المسار الذي يعتمد الترحيل الزمني يتطلب إبقاء مرجل الضغط العالمي عند حدود معينة يمكننا جميعا أن نرى وبسهولة تامة عامة الأوضاع الملتهبة والنقاط الساخنة المتداخلة ومعظم المؤشرات العالمية تجاوزت بالفعل نقاط حرجة جدا متعددة المجالات والأبعاد والمستويات مما لا يترك مساحة زمنية كافية للمماطلة أو الترحيل الزمني لدعوات الإصلاح، فليس إلا الإستجابة الشفافة العادلة أو الطوفان العاتي العام.
إصلاح الجناح السياسي للنظام العالمي والمتمثل في مجلس الأمن الدولي وكأنها بمثابة قبول الحد الأدنى من رسائل النصح والإرشاد وقوة المنطق شديدة الفاضحة والتماسك لتحقيق تطوير للذات وتحقيق القدرة على الاستمرارية والبقاء ليس للمجلس والنظام العالمي نفسه بقدر ما هي قدرة الحضارة نفسها على معالجة نفسها وقدرتها على التطوير والبقائية والاستمرارية والإستحابة لصوت العقل وصوت الرشد وصوت الحق.
يبقى أن الأمر هنا ليس بمثابة دعوة شكلية أو تجميلية ما للحوار بين الحضارات، بل بالعكس تماما فما يميز هذه الدعوة إنها وبرغم كونها إرشادية تأسيسية تنظيرية ألا أنها تتخذ وبوضوح تام صفة الإجرائية والتنفيذية والعملانية والمعالجة الحقيقية والعميقة والمتوازنة للعقد الإجتماعي الإنساني العام المشكل للسلطة التنفيذية الاكثر سطوة على الكوكب وعلى أوعيته السكانية المختلفة.
ولذلك فكل مفكري الكوكب لهم دعوة مفتوحة مني ومن التاريخ الحضاري المشترك للمساهمة الفعالة ونشر أطروحات حقيقية جادة وعميقة حول إصلاح النظام العالمي الحالي وتحويله إلى نظام يعتمد منهجية المثالية الواقعية التي شرحتها هنا كفكرة عامة، وعلينا ككل أن نستمع لكل الأصوات الجادة والواعية والأفكار المتماسكة الناضجة القادرة على المساهمة بحق في تحقيق الأمن الشامل والاستقرار الحقيقي وإستدامة السلم العالمي لأطول فترة ممكنة بل و وضع أسس ومبادئ الإصلاح الدوري لدورات الحضارة البشرية المتعاقبة كلما اعترتها الشيخوخة و وجبت لحظة مفصلية وحاسمة للإصلاح والتطوير الذاتي المتجدد أو الدمار الشامل الذي في أزمنتنا وفقا لأدواتنا العسكرية الحالية فقط يعني الدمار لقابلية الحياة والحضارة نفسها على الاستمرار.
لذلك دعوة جلسة مناقشة إصلاح مجلس الأمن الدولي الحالي يجب التعامل معها بجدية شديدة ومنحها أولوية ومصداقية ومطلوب نوايا حسنة من كل الأطراف والتواضع على مساحات متقاربة من الحقوق والواجبات والتمثيل النسبي العادل لشتى الأوعية السكانية والحضارية الرئيسية بالكوكب.
(تعايش الحضارات أو نهاية الحضارات)
كما أسلفت من قبل فإن حضارتنا الإنسانية المعاصرة أبدعت أيما إبداع في صناعة أسلحة التدمير الذاتي التي لم يسبق لها مثيل في أي حضارة إنسانية من قبل مطلقا.
بل من المهم جدا أن نتفهم إن قدرة صناعة أسلحة التدمير الذاتي الشاملة لن تبقى حكرا على وحدات الكيانات النظامية الجيوسياسية الكبيرة، فمع سرعة تطور العلوم والمعارف الحالية مع سرعة تطور التقنيات متعددة المجالات والاستخدامات فسيكون ممكنا صناعة أسلحة تدمير شامل من عيارات بدائية في مطابخ المنازل العادية.
بل وسيكون ممكنا على الأغلب صناعة أسلحة دمار شامل من عيار متوسط القوة والتأثير من خلال جهات فاعلة غير منتظمة جيوسياسيا أي بعض جهات الفاعلين الغير حكومية، فضلا عن الجهات المنتظمة كوحدات جيوسياسية المتمثلة في الدول المتوسطة والصغيرة.
أن موثوقية عدم الولوج لمثل هذه الاحتمالات والمراحل لا يمكن ضمانته عبر الحلول التي تعتمد وصاية أحادية على بقية الأطراف.
تبقى الضمانة الجماعة التشاركية المتسقة أقوى وأرسخ عشرات المرات من أي ضمانة عبر أي وصاية فردية تزعم احتكار الوصاية على الحياة والنشاط والحضارة على الكوكب.
أن مشاركة الأطراف بفاعلية داخل النظام وضمان نسب تمثيل متوازنة للحقوق والواجبات .. لا أقول هنا نسب تمثيل عادلة تمام العدل ولكن على الأقل تكون نسب التمثيل وتوزيع الحقوق والواجبات تتمتع بمستوى من شبه العدالة وهذا بحق وحده ما يمكن أن يمثل ضمانة حقيقية للأمن والاستقرار والسلام المستدام لأطول وقت ممكن بل ضمانة لتجديد الدورات الحضارية والتدوال السلمي المتعاقبة الأنظمة العالمية التي قد تتطلب أعادوا معالجة ذاتية كل عدة عقود أو قرون.
كلما كان النظام العالمي منحازا لأطراف أحادية محددة معتبرا حضارتها أنموذجا فريدا وخارقا وبالتالي الوصاية الضمنية بل والوصاية الصريحة في كثير من الأحيان على بقية الحضارات وأن على بقية الحضارات أن تجعل نفسها نسخة مشوهة ومتناقضة من المعيار الافتراضي لحضارتهم النموذجية المفترضة كلما ظل النظام متراوحا يتراقص على حافة المخاطر القصوى وصدام عام للحضارات وهو ما قد يعرض قابلية الحياة نفسها لشكوك جدية وحقيقية وعميقة.
وكلما زادت معدلات التشاركية العادلة في التمثيل وزادت مع عدالة التمثيل عدالة توزيع الحقوق والواجبات كلما كانت ضمانة بقاء النظام ضمانة جماعية متعددة الأطراف تحظى بفرصة حقيقية وممتازة في الاستدامة والأمن المشترك والسلام والاستقرار طويل الأجل .
بقاء النظام ممثلا لمصالح أطراف محدودة وقائم على مدح نوع من الوصاية الحضارية الأحادية الاحتكارية على بنيوية وهياكل ومؤسسات التمثيل الإنساني سيمثل أوضح طريق واقصره لصدام الحضارات بشكل حتمي.
ودعونا نكون أكثر صراحة هنا، فليس خافيا على أحد أن النظام العالمي الحالي قائم على اعتبار الحضارة الغربية هي الأنموذج النهائي وغاية الغايات ونهاية منتهى التطور والرقي الحضاري ليس فقط على المستوى التطبيقي والتقني بل حتى يستند المفهوم بدرجة كبيرة على شكل أيديولوجي صرف.
لا مشكلة عندنا في مدح أي حضارة لنفسها ومفاخرتها داخليا بهويتها وذاتها، ولكن الكارثة كلها حين تسعى حضارة أحادية أن تجعل نفسها المعيار المثالي الأوحد للحضارة الإنسانية وأن على بقية الحضارات الأخرى طوعا أو كرها، سلما أو حربا أن تعمل على استنساخ نفسها على نفس مقاسات المفاهيم الأيديولوجية لتلك الحضارة وتتمثل التبعية التامة لها عن طيب خاطر.
إن إستمرارية هذه الصورة الفجة الغير سوية شديدة الانحياز والاحتكارية من ممارسة الوصاية الحضارية من حضارة أحادية على بقية الحضارات لا يمكن أن يتم ممارسته تحت شعار حوار الحضارات.
بل والأدهى يتم تصدير ذلك للعالم كله على قاعدة من شعارات التعدد والتعايش المشترك.
فهذه الصورة الفجة وبجدارة تامة تمثل الطريق المثالي المختصر والسريع نحو صدام عام وشامل للحضارات.
وإذا كانت الحضارة صاحبة الوصاية تلك تمتلك أدوات القوة المادية التي تظن أنها ضمانة من خلال منطق القوة لإستمرارية النظام العالمي الأحادي الصورة الحضارية الممثل لمصالحها بالمقام الأول والأولوية المطلقة.
فإن منطق القوة المادية هذا حتما سيكون منطق لحظة زمنية مؤقتة وعابرة.
وسنن الحضارات العادية التداول لدورات حضارية متعاقبة ولم يحدث احتكار متواصل لأي حضارة ولن يحدث فهذا مخالفا للسنن التي نشأت عليها الحياة الدنيا وطبيعة الحياة والنشاط الإنساني على هذا الكوكب.
سنة الله في الدورات الحضارات هي السيرورة الدائمة والتحولات المتواصلة وقد بلغ الهرم والشيخوخة والاهتراء مرحلة حالية بالنظام العالمي القائم حاليا مبلغا قد يهدد بقاء الحضارة وقابلية الحياة على كوكبنا.
مرحلة ينبغي معها تحول جذري في بنيوية وهياكل العقد التأسيسي و النظام الإنساني العام الجماعي الذي يمثل جوهر منظومة الحوكمة الأساسية التنفيذية متعددة المجالات في النظام الإنساني المعاصر.
خلاصة القول هنا أن مسار العقد الاجتماعي الإنساني المعاصر المتمثل في النظام العالمي الحالي بهياكله وبنيويته الأحادية القائمة على مصادرة مفهوم الحضارة ذاته واحتكاره بشكل حصري عمليا لصالح حضارة أحادية محددة لا يمكن إلا أن يكون مسار صريح وسريع نحو صدام حتمي واسع للحضارات وفي عصرنا وبأدواتنا العسكرية الحالية فربما يكون هذا الصدام المدمر هو آخر الحضارة الإنسانية نفسها والمدمر لها، بذات الوقت ما دعاوي وشعارات حوار الحضارات التي تنطلق من القاعدة السابقة إلا دعوة صريحة للتبعية وممارسة دور الأخ الأكبر وممارسة دور الوصاية على بقية الحضارات.
وما دعاوي الحوار إلا مساحات تجميلية ترفض حتى الآن الإعتراف بالتشخيص الصحيح للأزمة الحالية وبالتالي ترفض لأكثر الأحيان الخطوات المطلوبة نحو الإصلاح والتصحيح وتسعى للمماطلة والمراوحة.
لقد شهدنا كثيرا بعض التبعات البسيطة ولكنها سوداوية وكارثية للتطبيقات العملية والفعلية لمفاهيم الاحتكار الحضاري تلك، ففي الوقت الذي تأسس النظام العالمي الحالي نفسه على قاعدة حق تقرير المصير والذي تتمسح به أيديولوجية الديموقراطية على مستوى الأيديولوجية نفسه نراها عمليا ونظرا لشعارات الاحتكار الحضاري وظنون الوصاية الحضارية .. رأينا مغامرات تحت شعارات الديموقراطية لاحتلال الشعوب والكيانات الحضارية الأخرى بدعوى المسعى حسن النية للديموقراطية لاستنساخ نفسها في صورة وجسد بل وفي عقل وروح بقية المجتمعات الأخرى.
تخيلوا ممارسة أظهر وأوضح صور الغزو العسكري والاحتلال بدعوى التحرير!!
وممارسة أظهر وأوضح صور مصادرة حق تقرير المصير الجماعي لأحد المجتمعات الإنسانية تحت دعوى منح هذا المجتمع حق تقرير مصيره!!
تناقضات صارخة تفرضها تطبيقات مزاعم الاستعلاء والاحتكار الحضاري أحادي الهوية.
والأمثلة أكثر من قدرتنا هنا على الاستدعاء والطرح وهي مشهورة معلومة فنكتفي بالمثال السابق.
الخلاصة أن الدعوة لحوار الحضارات لا ينبغي أن تكون مجرد دعوة للتبعية أو استسناخ بقية المجتمعات الإنسانية على مقاس مفهوم حضاري أحادي الهوية لمجتمع إنساني واحد باعتباره النموذج النهائي والأقصى والبطل الخارق الذي تتجسد فيه كل المحاسن وتتنافى عنه المثالب كلها جميعا.
الدعوة الصحيحة لحوار الحضارات ينبغي أن تنطلق من قاعدة تأسيسية وصارمة تتمثل في الإعتراف المتبادل متعدد الأطراف بأحقية كل مكون أو مجتمع إنساني رئيسي من ضمن الوعاء الإنساني المعاصر في الاحتفاظ التام بمساحة الخصوصية والهوية الخاصة به.
وبدون هذه القاعدة الوضعية المؤسسة على قاعدة المعاملة بالمثل ولكن بصياغة أكثر تخصصية فلن يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي بين الأوعية الحضارية والسكانية الرئيسية بهذا الكوكب ولن يمكن كتابة نظام عالمي جديد أكثر تصالحية وأكثر عدالة ويتمتع بعدالة حقيقة في التمثيل السيادي التنفيذي وتوزيع الحقوق والواجبات وقابل لتجديد قابلية الحياة والحضارة بشكل عام.
أن أي متابع ولو بصورة بسيطة لعامة الأحداث عبر عالمنا المعاصر سيرى بوضوح شديد أن معظم جغرافيا الكوكب السياسية تراكمت عليها الأزمات المتعددة شديدة التعقيد، وسيرى كل المؤشرات الحالية وصلت نقاط حرجة جدا وسيرى مسارات الأحداث الحالية تسير بسرعة الصاروخ نحو صدام عالمي واسع أو يمكنك بسهولة أيضا أن تمنحه مسمى صدام حضاري واسع قد يشمل كل أو معظم الجغرافيا السياسية والبشرية للكوكب.
لا أظن قد يكون إنسان عاقل ناضج قد ينكر كل هذا وينكر مدى حاجتنا جميعا للإستماع والإستجابة لدعوات الإصلاح بشكل شامل وجذري في صياغة عقد إجتماعي إنساني عام جديد.
المسألة ليست تهويل من نوع ما فقط يمكنك أن تلقي نظرة سريعة على مستوى أسلحتنا العسكرية القادرة فعلا على إنهاء قابلية الحياة التقليدية بسطح الكوكب، فضلا عن الأوضاع المعقدة شديدة التداخل التي أصبحت مدعاة فعلية ومقلقة بشدة لاستخدام الكثير من مخزونات هذه الترسانات المدمرة بحوزتنا.
هام..
(كتابة نظام عالمي متعدد الأقطاب ام متعدد الحضارات)
من المهم جدا هنا بيان أن النظام العالمي الذي ندعو له ليس مجرد نظام عالمي متعدد الأقطاب فحسب بل حجر الأساس أن يكون متعدد الحضارات.
وبيان ذلك أن النظام متعدد الأقطاب باختصار قد يكون مجرد نسخة جديدة من نفس النظام الحالي مع هوامش تجميل دعائية.
نظام عالمي متعدد الأقطاب قد لا يستند إلى تعدد الحضارات ولكنه سيستند إلى الوحدات الجيوسياسية المستحوزة على أصول وموراد القوة المادية التي تصنفها كقطب داخل النظام، وهو ما قد يحدث وتكون تلك الأقطاب منتمية بالأساس لنفس الفكر والحضارة.
فمثلا مجلس الأمن الدولي الحالي متعدد الأقطاب والأطراف ولكن تكاد تكون كلها تحسب نفسها على نفس قاعدة أطروحة الحضارة الغربية وإن بدرجة أو أخرى.
لكن المطلوب هو نظام قائم على تعدد الحضارات والإعتراف المتبادل فيما بينها بأحقية كل منها في التعايش في إطار مساحات خصوصية كل حضارة واحتفاظها بهويتها وثقافتها وأعرافها وشرائعها الخاصة بها.
نظام متعدد الحضارات سيشكل منهجية مثالية واقعية حية وممكن بل وضرورية الحياة والبقاء.
وضمانة عامة وجماعية وتشاركية طويلة الأجل لتحقيق أفضل استدامة ممكنة وأطول استقرار وسلام وأمن جماعي تشاركي بدون زعم وصاية أحادية الهوية الحضارية على بقية الحضارات.
....
أريد التنبيه هنا أنني أحاول جاهدا عدم نسيان معالجة أي جوانب مهمة للموضوع الحالي ولكن الموضوع متداخل بطبيعة الحال ويشمل كل جوانب الوجود الإنساني على كوكبنا لذلك أعتذر مقدما لو نسيت تناول و معالجة أي نقطة فرعية مهمة أو ما شابه.
والمطلوب هو كتابة عقد إنساني وضعي جديد يؤسس لنظام عالمي متعدد الحضارات المعبرة ذاتيا عن الأوعية السكانية الرئيسية والمجتمعات الكبرى المكونة للجغرافيا الإنسانية على الكوكب.
وهناك ملحوظة شرطية مفيدة جدا كتبتها من قبل عن سبب اضافتي لكلمة (الكبرى) بالتحديد عند الحديث عن المجتمعات التي تنخرط بكتابة العقد الإنساني الجديد.
وأيضا عن أهمية التوازن بين الضمير الفردي وبين الضمير الجماعي أو المجتمعي أثناء كتابة العقد الاجتماعي لأي دولة ومقاربته مع أهمية التوازن بين الضمائر الجماعية المختلفة وعدم فرض وصاية من أحدها على الاخر أثناء التوافق على كتابة عقد إنساني جديد، واستدعيها هنا لأهميتها مع بعض التعديلات البسيطة عليها.
سبب اضافتي لكلمة الكبرى كصفة إضافية لوصف الشعوب والحضارات المستحقة لحق تقرير المصير الذاتي بالكوكب ومدى اهميته الشديدة أثناء كتابة قواعد تأسيسية للعقد الإنساني العام الجديد وأيضا هي قاعدة بالغة الاهمية في محاكمات فض النزاعات والصراعات الجيوسياسية بالكوكب.
يعد ادخال كلمة الكبرى الشرطية على الحضارات والشعوب بمثابة تقعيد وتأصيل مشروعية جديدة عامة إضافية للضمير الانساني لضبط السياق العام الفضفاض لحق تقرير المصير الذي تتلاعب به الصراعات والنزاعات لتحقيق مصالح واجندات خاصة عن طريق تبني تفسيرات ازدواجية ومتناقضة لحق تقرير المصير وبحسب الاهواء والمصالح ورغبات المتنفدين وكبار اللاعبين والمتحكمين بكثير من النزاعات والصراعات فيقومون بتبني تفسيرات مزدوجة لحق تقرير المصير بحسب اتجاهات مصالحهم ورغباتهم.
فاضافتي لوصف الكبرى للشعوب والحضارات في حق إنتزاع تقرير المصير يشكل ضابط متوزان لمنع التلاعب والتناقض عن طريق ازدواجية الاستخدام لحق تقرير المصير.
بحيث يكون الوزن النسبي مطلق لكل الشعوب والحضارات التاريخية الكبرى الرئيسية لحق انتزاع تقرير المصير وتحقيق الاستقلال السياسي والحضاري والحفاظ على التعدد الثقافي الحضاري المشكل للوعاء التاريخي لكوكبنا وتاريخ الضمير والحضارة الانسانية عليه.
اعطي شرحا ابسط واوضح للهدف من ذلك، ففي بعض النزاعات تجد بعض المتنفذين وكبار اللاعبين الجوسياسيين العالمين يقومون مثلا بتضخيم حق بعض الأقليات لدرجة ممارسة وصاية على كل المجتمعات أو بعض المجتمعات الرئيسية باسم حقوق الأقليات ولدرجة قد يمنحون معها حق تقرير المصير والاستقلال الذاتي الكامل لبعض الاقليات المتناثرة هنا او هناك داخل جغرافيا أحد الوحدات الجيوسياسية أو دولة ما ولا أريد ضرب أمثلة محددة وذكر الحالات بالاسم لكن الوصف كافي جدا ويفهمه بسهولة كل الدراسين والباحثين من شتى الشعوب المختلفة.
فتجد كبار اللاعبين المتنفذين مثلا يريدون منح حق تقرير المصير لأقلية أقل مثلا من 5% من السكان ببلد او قارة ما أو وحدة جيوسياسية ما مما يطلق عليها دولة معاصرة بل والأدهى ربما تكون تلك الأقلية أيضا متناثرين جغرافيا داخل تلك الدولة او البلد.
وبذات الوقت يتم غزو دول ومجتمعات أخرى بأكملها وسلبها عن كامل حق تقرير المصير والأدهى يتم ممارسة الغزو والاحتلال بل والإرهاب العام الجماعي ضد شعوب باكملها بإسم نشر الديموقراطية هذه الديموقراطية التي لا يوجد أي مشروعية لها بالأصل إلا التجمل والتمحك بإدعاء ملاصقتها وملازمتها وإنبثاقها عن حق تقرير المصير وبناء عليها يتم مصادرة استقلال شعوب بل وحضارات بأكملها فيتم مطاردتها او مصادرتها ومصادرة حقها في تقرير المصير بإسم حق تقرير المصير نفسه!!
وهذه أمثلة بسيطة جدا ولكنها صارخة وشديدة الوضوح عن طبيعة الازداوجية المستخدمة في تفسير مشروعية حق إنتزاع تقرير المصير.
بل وفي بعض الأحيان يتم اختلاق وجود أقليات ان لم تكن موجودة ليتم استخدامها كذريعة للتدخل الخارجي في المجتمعات والشعوب والحضارات المختلفة فلا مانع من السعي الفعلي لخلق وتكوين وإنشاء مجموعات أقلوية جديدة لتستخدم لاختراق متنوع متعدد للمجتمعات والشعوب والحضارات بل ويتم ذلك كله تحت شعارات مشروعية حق إنتزاع تقرير المصير الكفيل بحماية حقوق وحريات الاقليات.
تلك الاقليات التي في أحيان كثيرة اخترعوها واختلقوها هم بالاساس.
فعند ظهور الحاجة لديهم عملوا جاهدين على تخليق وإنشاء مجموعات أقلوية جديدة لتمرير مصالحهم ومشروعاتهم الاستعمارية والهيمنة السياسية العسكرية الاقتصادية باسم حقوق الاقليات وحرياتها!!
بل وفرض وصاية حضارية صريحة على المجتمع الأم لصالح حق الأقلية المدعاة في الذاتية الحضارية.
لتحقيق حقوق الأقليات الحضارية أيا كانت يكون بطريق منحها حقوقها الذاتية الخاصة بها بدون تعدي ذلك لدرجة فرض وصاية حضارية كاملة على حضارة المجتمع الأم المستضيف لتلك الأقلية سواء وجودها أصيل أو عارض لأي سبب.
سأعطيك مثال صارخ وبالغ التعقيد.
أقلية الايغور المسلمة في الصين في تركستان الشرقية، انا أدعم حقوقهم بشكل مطلق لا لبس فيه وخاصة أنهم بالفعل يتعرضون لعملية تعقيم جماعي وإبادة جماعية مما يجعلها جريمة صريحة ضد الإنسانية.
ومع ذلك انا أدعم حقوق الايغور في الاستقلال والهوية والذاتية الحضارية الخالصة بدون أن يتم استخدام ذلك لمصادرة حق المجتمع الصيني الأصلي في الحفاظ على هويته الذاتية وحضارته الخاصة به هو الآخر.
وحدود مطالب الايغور تستحق مطلقا الحصول على نظام حكام ذاتي مخصوص يتماشى مع هويتهم وحضارتهم بدون تهديد وحدة تماسك الوحدة الجيوسياسية للمجتمع الصيني الأم
هذا عقد ثنائي المجتمعات، مجتمع أم ومجتمع فرعي .
وأنا أقول هذا الكلام من باب التواضع على توافق كتابة عقد إنساني جديد على قاعدة المعاملة بالمثل وهذا حتى لا ينتقد كلامي أحد الإخوة الإسلاميين لأن العقد الجديد المقصود يتطلب ندية تقاسم نفس الحقوق والواجبات.
لذلك أنا أقول هذا الكلام مع أن مصلحتي الخاصة تستدعي العمل على التنظير لاستقلال تام كامل للايغور.
ولكننا بحاجة أكبر لتأسيس ألية ندية متساوية في توزيع الحقوق والواجبات وبالنسبة للتأصيل الفقهي الإسلامي باختصار فهي تستند لقاعدة المعاملة بالمثل التي أقرتها الشريعة في التعاملات الخارجية للمجتمعات الإسلامية أو في حالات غياب قواعد محددة لأمر مشابه وهذا باختصار شديد.
المهم هنا هو إدراك أهمية عدم التفسيرات المزدوجة من أي طرف لقواعد النظام العالمي الجديد المطلوب والمنتظر القائم على أساس قاعدة تأسيسية بالقرار المتبادل بأن العقد الجديد أساسه تعدد الحضارات والعمل على منح كل حضارة أقصى مساحة خصوصية ممكنة داخل هذه المنظومة الإنسانية العامة الجديدة متعددة الحضارات.
والشاهد هنا منع محاولات استخدام قضية حقوق الأقليات في تزكية الصراعات. بل واختراع أقليات جديدة فعلية بأحيان كثيرة لتحقيق أجندات استعمارية أو حتى أجندات حروب وصراعات متبادلة، والأمثلة كثيرة جدا ولكن أريد هنا الاكتفاء بهذا القدر لشرح وتوضيح المستهدف مني بإضافة وإدخال كلمة الكبرى على ذكري و وصفي للمجتمعات والشعوب والحضارات في مشروعية حقها لانتزاعها تقرير مصيرها وحقها في التمثيل كطرف أساسي داخل النظام العالمي الجديد متعدد الحضارات.
وخاصة الصورة الرئيسية الاساسية المجتمعية الحضارية الكبيرة لحق تقرير المصير ومنع الاستخدام المزدوج لقواعد القانون الدولي المنتظرة الممكن استخدامها بطريقة ازدواجية التفسيرات لهذا الحق.
سؤال يفرض نفسه هنا:
هل معنى ذلك انني ضد منح الاقليات حريات وحقوق تناسب تاريخهم وهويتهم الخاصة داخل كل مجتمع.؟!
بالطبع لا احد سيقول ذلك.. وكلامي هنا مسعى لمنع ازداوجية التفسير والاستخدام ولتأسيس نوع من التوزان بين الأوعية السكانية لمختلف الشعوب والمجتمعات والحضارات بدون تفريط او إفراط.
هذا بخصوص معنى مشروعية حق انتزاع تقرير المصير لكافة المجتمعات والشعوب والحضارات الكبرى وأما بخصوص حقوق و وحريات الأقليات المتبادلة بين المجتمعات المختلفة فيتم أيضا تأسيسها عن طريق التحاور والتشاور والاتفاق بين ما سوف تستقر عليه الإختيارات التوافقية الجماعية لما قمنا بتعريفه من قبل على أنه المجتمعات والشعوب والحضارات الكبرى الرئيسية بالكوكب.
...........
وهناك فائدة إرشادية هامة جدا جدا في كتابة العقد الإجتماعي الإنساني الوضعي الجديد وأيضا في كتابة العقود الإجتماعية للوحدات الجيوسياسية المعاصرة المختلفة.
وهي قاعدة ضميرية تأسيسية بالغة الأهمية وتتعلق بالتوزان في تفسير معاني الحريات والحقوق والتوازن المطلوب فيها بين الضمير الفردي لأي فرد والضمير الجماعي لمجتمعه.
وهي قاعدة ذهبية ونفيسة جدا في تأسيس جوهر مفهوم الضمير الوضعي المؤسس للعقد الاجتماعي لشتى المجتمعات ومعادلة التوزان المطلوب والواجب توافرها بتلك العقود، حيث التوازن بين ضمير الفرد وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات وبين ضمير المجتمع وما ينبثق عنه من تشريعات وقوانين وسلطات بمثابة القاعدة الذهبية القابلة لإعادة التدوير لعدة دورات حضارية كثيرة متعاقبة وليس فقط لكتابة عقد جديد لدورة حضارية واحدة.
فما ينتج عن المبالغة في مصادرة حقوق الضمير الفردي لصالح حقوق الضمير الجماعي يتمثل بإنتاج عقد نظام مجتمع سيصبح شمولي شديد القسوة ولدرجة مصادرة حريات وسلوكيات الأفراد داخل منازلهم بل وداخل غرف نومهم بل وبحالات إستثنائية قد يتم مصادرة الحرية الفردية ومنازعتها داخل الضمير الإنساني الحي الواحد المفرد نفسه وهو معنى ممعن بقسوة شديدة في الإفراط في التطرف في الرقابة على الأفراد بصورة تشكل جريمة صريحة ضد معنى الإنسان نفسه وأي تعريف ذاتي له بل وتتجاوز تعريف كل أنواع جرائم الحرب أو الإرهاب الفردي أو حتى الجماعي الاكثر توحشا من نوعه وهو كلام بالغ الأهمية جدا وينبغي الإلتزام التام به في كافة التقنيات المستقبلية القادمة أيا كان نوعها أو استخدامها، ولدرجة حتى التقنيات التفاعلية منها.
وكذلك فإن أي مبالغة في مصادرة معنى الضمير الجماعي وما ينبثق عنه من تشريعات وسلطات لصالح الضمير الفردي وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات فسوف ينتج عنه حالات سيولة مستمرة نحو النحر والتجريف المتواصل لكل الثوابت التقليدية بكل أنواعها لكل المجتمعات بلا أي استثناء ولن يمكن توقيف الضمير الفردي نحو فرادنية متحللة بشكل مطلق من كل شيء تحت تنظيرات لا حاجة ساعتها حتى أن تكون حتى مجرد متماسكة ولو شكليا، فستظل محاولات التعسف للضمائر الفردية في إبتكار مفاهيم الحريات والسلوكيات التحللية لدرجات ممعنة المبالغة في التشوه عن كل محتويات الأوعية الحضارية الجماعية الثابتة والمتراكمة تاريخيا في كل أو المعظم الرئيسي لوعاء التاريخ العام للحضارة الإنسانية ككل وسيظل ينحو ويسعى الضمير الفردي لنحر الفواصل بينى معنى الضمير الإنساني الناضج ومعنى السلوكيات الحيوانية بل ممعنة البهيمية حتى الوصول للتجرد التام من كل معاني الضمير الإنساني المتراكمة عبر كل العصور التي ميزت معظم الحضارات عن معظم حيوانات الغابات المتوحشة.
وبذريعة حرية الضمير الفردي ومزاعم استقلاليته ومساحات الخصوصية الفردية سوف تصادر تدريجيا أي خصوصية للمجتمع على قدرته على التنظيم والإدارة المنظمة لكافة أنشطة الحياة الإنسانية العامة أو حتى الخاصة وبدون أي توقف.
بل كثير من مزاعم حرية الضمير الفردي ستذهب بعيدا جدا في مصادرتها لكل معاني تراكمات الضمير الجمعي لصالح حريات سلوكية للضمير الفردي بما يتجاوز معاني السلوكيات البهيمية الصريحة للوصول لتبرير معاني الضمير الحيواني مثل ظواهر موجود بعضها فعليا من البشر الذين يجتهدون لجعل أنفسهم ومعيشتهم مطابقة المعيشة بعض الحيوانات، وهذه النماذج موجودة حاليا بالفعل ومعروفة ولكن تدريجيا ستسعى لاستنساخ رغبتها بالبقاء على كل شيء حولها وحتما ستقع كوارث لا مثيل لها.
بشكل صارم وقاطع ينبغي الحفاظ المتماسك على المحتوى المتراكم لمجموع الأوعية الرئيسية الأخلاقية والأدبية لحضارات البشرية في صورها المتراكمة حتى تستطيع إنتاج المعادلة الذهبية المتوازنة في تأسيس العقود الإجتماعية الناضجة والموازنة بين معاني الضمير الفردي وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات والضمير الجماعي وما ينبثق عنه من تشريعات وسلطات.
ولذلك دعوني بهذه النقطة انتهي لنصح الآباء المؤسسين الجدد لكل المجتمعات ودورات الحضارات الإنسانية القادمة بأهمية تحقيق معادلة التوازن المثالي الذهبية المطلوبة بين مفهوم وتعريف الضمير الإنساني الفردي وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات وبين مفهوم وتعريف وعاء الضمير الإنساني الجمعي لأي شعب أو حضارة أو مجتمع وما ينبثق عنه من تشريعات وسلطات وكلامي هنا موجه لكل الشعوب والأمم والمجتمعات غير المسلمة بشكل خاص جدا هنا لأن أمننا وشعوبنا ومجتمعاتنا المسلمة تعرف طريقها ومنحها في عقدها الجماعي التأسيسي وخصوصية المجتمعات الإسلامية الشديدة في هذا الباب، فمجتمعاتنا الإسلامية تعرف طريقها جيدا جدا وتعرف جيدا قيمة ما بين أيديها من معادلة توازن ذهبية مثالية توفرها لها شريعتها الكاملة والفريدة السماوية و وعائها الحضاري المتراكم حتى وإن إعتراه بعض النقص الناجم لبشرية وإنسانية التطبيق عبر العصور.
بل دعوني أكون صريحا و واضحا أنا بالفعل استفدت معظم التأصيلات الفقهية التأسيسية السابقة في كلامي من علوم الأصول الإسلامية ومن فوائد علوم الشريعة المتعددة.
وكمثال واحد فالإسلام يقرر محرمات جماعية عامة مثل الزنا العام بالأماكن العامة أو حتى الخاصة لكن بذات الوقت الإسلام يمنع التلصص مطلقا على الأفراد لمراقبة التزامهم بتطبيق هذا التحريم داخل مساحة خصوصية حياتهم الشخصية.
فالإسلام يدعم روابط التنظيم المجتمعي شديدة التماسك بتحريم صارم ورادع لمثل هذا الفعل لكن بنهاية المطاف يترك مساحة خصوصية شخصية للأفراد داخله يترك فيها الضمير الفردي يستجيب لقواعد التنظيم المجتمعي للشريعة أو يخرقها ويرتكب المحرمات لكن بشرط عدم الترويج أو الدعوة لها.
أنا أعتقد هذا توازن تشريعي مثالي بعبقرية شديدة الإستثنائية للإسلام بين معاني الضمير المجتمعي العام وما ينبثق عنه من قواعد وتشريعات تنظيمية وإدارية ومعاني الضمير الفردي الخاص وما ينبثق عنه من حريات وسلوكيات.
يتبقى هنا أن أعتذر عن أي نقص أو قصور في تغطية الموضوع من أي ناحية مع وعد باستكمال الشروحات بالمقالات والدراسات القادمة بإذن الله تعالى، وبطبيعة الحال أنا أرحب أيما ترحاب بكل الأسئلة والنقاشات الجادة والواعية أو حتى الإستفسارية وكل المداخلات المهذبة مرحب بها تماما كل الترحاب.
ملحوظة خاصة ضرورية:
وهذه الملحوظة خاصة بشكل محدد الى إخواني الإسلاميين وعامة المسلمين ككل وبشكل خاص إلى العلماء والدعاة والمفكرين والباحثين والإعلاميين والنشطاء والمثقفين منهم.
بشكل واضح وصريح ومباشر أقول لهم أن هذا البيان الإرشادي التأسيسي لكتابة نظام عالمي إنساني جديد يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت جورا وظلما، لكنه أيضا بصورة صريحة ومباشرة و واضحة لا يهدف إلى إقامة نظام عالمي بحيث الإسلام سوف يحكم العالم مباشرة، ويكون الإسلام هو الحاكم الفعلي لهذا النظام العالمي الجديد، بل سنكتفي بنشر قواعد العدل والقسط بأقصى ما نستطيع حتى نملأ الأرض قسطا وعدلا.
فهذه المقالة بشكل واضح ومباشر وصريح تماما لا تسعى حتى يحكم الإسلام العالم كله بأكمله بالمعنى المباشر.
لا نريد ولا نستطيع أن نقول للإنسانية لا وصاية لأحد ثم نسعى لفرض أنفسنا و وصايتنا عليهم.
لكن أيضا بنفس الوضوح والصراحة واللغة المباشرة فإن الهدف الأساسي لي بصورة شخصية هو أن يحكم الإسلام نفسه بنفسه وألا يكون هناك أي وصي على الإسلام غير الإسلام نفسه.
فأنا كتبت هذا البيان التأسيسي لنظام عالمي جديد من أجل أن يستطيع الإسلام يحكم نفسه بنفسه كبقية الحضارات التي يتمتع هي الأخرى بنفس القواعد والحقوق والواجبات.
هدفي الأول والشخصي أن ينعتق الإسلام وأن يتحرر الإسلام والإنسان المسلم والمجتمعات المسلمة من أي أنواع الإستعمار المادي واللامادي المتعددة، وأن يحكم الإسلام نفسه بنفسه وأن يخرج من تحت وصاية أي طرف أيا كان، وألا يكون هناك أي تجريم أو مطاردة أو ملاحقة أيا كانت من أي طرف ضد الأمة الإسلامية والحضارة والهوية الإسلامية والشريعة والخصوصية الهوياتية اللاتي يصبغان الحضارة الإسلامية بخصوصيتها.
وأن تتمتع الحضارة الإسلامية كبقية الحضارات الكبرى المعاصرة بمساحة الخصوصية التامة الخاصة بها حتى مع انخراطها بشدة وفاعليتها داخل النظام الإنساني العالمي الجديد الذي نتطلع ونؤسس له.
وأنا يكفيني جدا أن أحرر أمة الإسلام من أي تبعية أو استعمار مادي أو لامادي، فليس الهدف من هذا البيان تحديدا أن يحكم الإسلام العالم بل دوري بالتحديد أن أستطيع تحرير الإسلام نفسه ليحكم نفسه بنفسه وأن ينعتق ويتحرر من أي وصاية حضارية من أي نوع أيا كان من أي طرف.
ولذلك هذا البيان يسعى لمنح كل الأمم الكبرى مساحتها في الخصوصية حتى أستطيع أيضا أن أمنح تلك المساحة من الخصوصية والاستقلال للأمم والمجتمعات الإسلامية داخل وعاء عام مشترك للإنسانية بقواعد حقوق و واجبات عامة متماثلة.
وهذه الدعوة الإصلاحية العالمية ليست جديدة علي أبدا بأي حال، بل أنا بفصل الله تعالى أدعو بنفس الدعوة منذ وقت طويل.
لطالما كنت أوقع الكثير جدا من كتاباتي ب الثورة الإنسانية المباركة الكبرى
وأيضا ب عملية فجر الحرية الإنسانية الكبرى
وهي توقيعات معبرة جدا جدا عن البيان قبل سنين طويلة من نظمه وسبكه ونشره بتوقيتنا الحالي.
بفصل الله تعالى أنا وبشكل موثق وقاطع لا لبس فيه، فأنا صاحب دعوة إجتماع أكبر تجمع بشري وإنساني عبر التاريخ وأكبر تظاهرات إنسانية جماعية مسجلة ومتزامنة بكل القارات في التاريخ البشري كله.
لقد كنت أنا العبد الضعيف لله تعالى سيف السماء تامر الجوهري هو مطلق دعوة جمعة النصرة العالمية الأولى والثانية وما تلاهما في شهر سبتمبر لعام 2012 ولا يزال بيان جمعة النصرة العالمية الأولى متوافر على بعض المواقع إذ كنت أقوم بنفسي بنشر موضوعاتي وقتها على ما يقارب أو يزيد على 100 موقع ومنتدى متنوع.
وفي بيانات جمعة النصرة العالمية الأولى وقتها ستجدون من ضمن مطالبي الأساسية فيها إصلاح النظام العالمي الحالي.
وهذا موثق بلا أي لبس أو تشكيك.
فضلا أيضا أنا نوهت بهذه البيانات وقتها على كتابات ودعوات إصلاحية أممية مسبقة لي.
وهناك مسألة أخرى، فقد كانت الكثير من كتاباتي السابقة تحوي أسلوب صارخ ولاذع جدا، وهذا لأنني بحاجة لمن يستمع بعقلانية ويحكم عقله ويحمل العدل فيما أقول وبأحيان كثيرة يدفعني الأطراف الأخرى دفعا شديدا نحوا استخدام أسلوب صارخ جدا وشديد القسوة وهذا ليس أسلوبي ولا اختياري ولكنها الملابسات التي تضعوني فيها وتجبروني عليها.
ولذلك أرجو جميع الأطراف ألا نعود لذلك مجددا، وألا يجبرني أحد على هذا التموضع الصارخ الغير لائق.
.
ملحوظة هامة أخيرة:
يبقى هنا أن أسجل مخاوفي الشديدة، حيث أنني وبوضوح شديد أستطيع أن ألحظ وأرى أن عوامل ومفردات الرفض أو التجاهل أو حتى الازدراء والتعالي والاستكبار الشديد ببعض الأحيان هي ما لا تزال حتى الآن وحتى وقتنا هذا تلاقيه دعواتنا لتحقيق الإصلاح الحقيقي والعميق وإعادة تجديد تأسيس النظام العالمي وكتابة عقد إنساني عام جديد.
وهذا ما يثير مخاوفي بل ويثير فزعي بشدة لأنني بحول الله تعالى أعلم كيف ستكون طبيعة ونتيجة كل المسارات البديلة.
للأسف أصارحكم أنه حتى الآن لا تزال ماثلة أمام أعيني مخاوف مفزعة منذرة بمرحلة كارثية قبل أن ندرك ونتدراك أهمية هذه الدعوة للإصلاح قبل فوات الأوان.
ولكن أيضا لا تزال بوارق الأمل حاضرة ولكنها بحاجة سريعة وملحة للتعزيز والدعم.
ودعوني أكتفي مؤقتا بهذا القدر لهذا الوقت.
والحمد لله رب العالمين والله أكبر والعزة لله تعالى.
خالص تحياتي وتمنياتي بالهداية والرشاد للبشرية جميعا.
إدارة العرض
سيف الشرق
أبومهاجر المصري
الناصر لدين الله سيف السماء
أبوسليمان، تامر منصور الجوهري
الثورة الإنسانية المباركة الكبرى
عملية فجر الحرية الإنسانية الكبرى
الثورة الإسلامية المباركة الكبرى
نظام عالمي متعدد الحضارات
المؤسس سيف السماء.