بولندا تستعد لطلب 1798 صاروخ من الولايات المتحدة مقابل 3.7 مليار دولار

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,181
التفاعلات
181,805
f16-pologne-20200219.jpg


منذ بداية الحرب في أوكرانيا، قامت بولندا بتقييد المشتريات العسكرية بالتسلسل، خاصة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ومع ذلك، لم تتحقق جميعها بعد، لعدم إيجاد حلول لتمويلها.

زادت وارسو إنفاقها العسكري إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي ولعبت دورًا مع مرفق السلام الأوروبي [EPF]، وهو صندوق من خارج ميزانية الاتحاد الأوروبي [EU]'، والذي يمكن استخدامه لمساعدة الدول الأعضاء على استبدال معداتها ذات الأصل السوفيتي التي تم التنازل عنها للقوات الأوكرانية.

لكن نظرا للأوامر المعلنة فإن كل هذا لا يزال بعيدا عن أن يكون كافيا كما أن بولندا تعتمد على القروض لتمويل مشترياتها من الأسلحة، وكان هذا هو الحال مع كوريا الجنوبية، على الأقل كان يعتقد ذلك لأن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ادعى في ديسمبر الماضي أن التسهيلات التي منحتها سيول لوارسو غير موجودة…

« كانت هناك مشكلة في المشتريات الكورية ، كان لا بد من تمويل جزء كبير من المشتريات الكورية من خلال قرض كان على كوريا منحه أخيرًا، اتضح أنه كان هناك سوء فهم و اتضح أنه لم يكن لدى أي شخص قرض كوري »، على حد قوله كما جاء في مؤتمر صحفي.

ماذا سيكون مع الطلبيات التي وقعت مع الولايات المتحدة، في غضون ذلك، لن يغادر الرئيس البولندي، أندريه دودا، خالي الوفاض من واشنطن، حيث التقى نظيره الأمريكي، جو بايدن، في 12 مارس, حصل على 'تأكيد أن الجيش البولندي سيحصل على 96 مروحية هليكوبتر هجومية من طراز AH-64 E Guardian [أو Apache] بالإضافة إلى قرض بقيمة 2 مليار دولار منحته الإدارة الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، تزامنت زيارته إلى الولايات المتحدة مع نشر ثلاثة آراء لوكالة التعاون الأمني الدفاعي [DSCA، المسؤولة عن تصدير المعدات العسكرية] لتوصية الكونغرس بقبول البيع المحتمل لبولندا لـ 232 صاروخ جو-جو AIM-9X Sidewinder Block II, من بين 745 صاروخ جو-جو AIM-120 C-8 AMRAAM [صواريخ جو-جو متقدمة متوسطة المدى] و821 صاروخ كروز جو-أرض AGM-158B-2 JASSM-ER [صاروخ جو-أرض مشترك ذو مدى ممتد]، يتراوح مداه بين 800 و1000 كم.

ويقدر المبلغ الإجمالي لهذه المبيعات الثلاثة المحتملة بـ 3.68 مليار دولار [219.1 مليون لـ AIM-9X، و1.69 مليار لـ AIM-120C-8 و1.77 مليار لـ JASSM-ER] لاحظ أن القوات الجوية البولندية لديها بالفعل مثل هذه الذخيرة في مخزونها.

ستسمح هذه الصواريخ الإضافية « لبولندا بتعزيز دفاعاتها مع زيادة قابلية التشغيل البيني لحلف الناتو "، كما جاء على لسان DSCA .
 
بولندا في طريقها لتصبح قوة اوروبية هائلة و هو ما قيل من قِبل كبار الخبراء الاستراتجيين الامريكيين منذ سنوات
الموضوع يطبخ منذ انشاء حلف الناتو

روسيا و القوقاز بلدان غنية بالمعادن الثمينة و النفط و الغاز و حتى الزراعه فيها تربتها ممتازة ..

كل هذا يلهث عليه الغرب .. من عاش على الاستعمار و خيرات الشعوب الآخرى
 
الموضوع يطبخ منذ انشاء حلف الناتو

روسيا و القوقاز بلدان غنية بالمعادن الثمينة و النفط و الغاز و حتى الزراعه فيها تربتها ممتازة ..

كل هذا يلهث عليه الغرب .. من عاش على الاستعمار و خيرات الشعوب الآخرى
عداء بولندا لروسيا طويل الأمد وتعود جذوره إلى خمسة قرون

خمسة قرون من الحروب​

يعود تاريخ العلاقات المتوترة بين الكيانين السياسيين القديمين الذين يمثلان أصل الدولتين الحاليتين المعروفتين تحت اسم بولندا وروسيا، إلى 5 قرون ماضية على أقلّ تقدير. وإذا أردنا تتبع هذا المسار بدءاً من القرن السادس عشر، عندما كانت روسيا عبارة عن "قيصرية موسكوفي" التي تأسست على يد القيصر إيفان الرابع عام 1547 وتوسّعت شرقاً وجنوباً خلال العقود اللاحقة بالاعتماد بشكل أساسي على التتار وكوزاك زابوروج – أوكرانيا حالياً.

يومها كانت "مملكة بولندا ودوقية ليتوانيا الكبرى" هي الكيان السياسي الذي يسيطر على جزءٍ كبير من المنطقة الحالية التي تشغلها بولندا وليتوانيا. وكان الحاكم – الملك المشترك بولندياً، إذ كان الوزن الأكبر لبولندا في المملكة منذ القرن الرابع عشر، لكنّ المملكة تأسست بشكل رسمي مع ما سمّي بـ"اتحاد لوبلين"، عام 1569.

شكّلت الأراضي الزراعية الخصبة في أوكرانيا الحالية، التي كانت تتقاسمها القيصرية الروسية والمملكة البولندية، نقطة أساسية لتسعير الحرب بين الطرفين تاريخياً، إذ كانت بولندا تقوم بشكل كبير على الإقطاع الزراعي القاسي، وكانت نحو 2000 عائلة بولندية من النبلاء "تملك" نحو 3 ملايين قنّ زراعي (عبودية معدّلة)، معظمهم من المناطق التي باتت اليوم تقع ضمن غربي أوكرانيا وشمالها.

ورأت بولندا في القيصرية الروسية خطراً حقيقياً على قوتها، لا سيما أن المملكة كانت تُعتبر مزرعة أوروبا، وكانت ترغب بالتوسّع إلى مناطق روسية زراعية طمعاً بمضاعفة قوتها الإنتاجية، وبالتالي نفوذها على مستوى أوروبا. كذلك كان الروس يتوسّعون جنوباً، حيث الأراضي الخصبة، وتمكنوا من السيطرة على مناطق مهمة بين عامي 1558 و1562.

عقب ذلك، شنّ ملك بولندا وليتوانيا باتوري، بالتعاون مع النرويج والسويد، حرب "ليفونيا" الأولى عام 1577، استمرت الحروب حتى عام 1582، وأدّت إلى خسارة روسيا لمعظم الأراضي الجنوبية التي كانت سيطرت عليها لصالح تحالف المهاجمين، واستمرّت الحروب بين الطرفين بشكل متقطع، فشنّ البولنديون حملة عام 1605 استمرّت حتى 1618، وحملة أخرى عامي 1632 و1633، استغلت فيها بولندا غياب الاستقرار السياسي في موسكو بعد موت القيصر فيودور لتتحالف مع كوزاك الجنوب وتمدّ سيطرتها على معظم أوكرانيا الحالية.
 
5 قرون من الحروب: لماذا تستمر بولندا بإظهار عدائية تجاه روسيا؟

تشهد العلاقات بين بولندا وروسيا توتراً كبيراً في الفترة الأخيرة، عقب اندلاع النزاع العسكري في جارتهما المشتركة أوكرانيا، لكنّ العدائية التي ما زالت تظهرها وارسو ضد موسكو تعود إلى أكثر من 500 عام مضت. فما هي أبرز معالم الصراع التاريخي بين روسيا وبولندا

أعادت حادثة إنفجار صاروخين في أراضي لوبلين البولندية ، ومحاولة وارسو توجيه الرأي العام الغربي باتجاه التصعيد مع موسكو قبل أن يتبين لاحقاً أنهما عائدان إلى الدفاع الجوي الأوكراني ، لفت الأنظار إلى مستوى العدائية المتصاعدة من قبل بولندا تجاه موسكو واهتمامها باستمرار التصعيد الغربي ضدها.

إذ تشهد العلاقات بين بولندا وروسيا توتراً كبيراً في الفترة الأخيرة، عقب اندلاع النزاع العسكري في جارتهما المشتركة أوكرانيا، تجلى بشكل أساسي في تجميد بولندا للأرصدة الروسية في بنوكها وفرضها عقوبات مشددة على الروس لا سيما رجال الأعمال والشركات الروسية، وفي دعمها المفتوح لكل الأعمال العدائية التي تقوم بها كييف ضد روسيا، لا سيما عبر التدريب العسكري للمقاتلين الأوكران والأجانب، وفي تأمين استمرار تدفق الأسلحة الغربية والمقاتلين إلى أوكرانيا عبرها.

ولكنّ هذا الدور الذي تلعبه وارسو اليوم يعدّ مكلفاً للدولة العضو في حلف شمال الأطلسي منذ 1999 وفي الاتحاد الأوروبي منذ 2004؛ تستضيف بولندا نحو 7 ملايين لاجئ اوكراني عبروا حدودها منذ شباط/فبراير 2022 بالإضافة إلى آلاف المقاتلين الأجانب الذين دخلوا أراضيها للقتال في أوكرانيا، كما تتواجد بعثات عسكرية وفرق تدريب أجنبية، وتعجّ مستشفياتها بجرحى الحرب.

إلا أنّ كلّ ذلك تقابله وارسو بمزيد من العدائية والتصعيد ضد روسيا، ولا تبدو حكومتها مهتمة بأيّ حلّ سياسي للأزمة الأوكرانية يمكن أن يخفف من الخسائر البشرية والمادية لأطراف النزاع. وشكّلت التقارير الأخيرة التي تحدّثت عن مشاركة آلاف العسكريين البولنديين في الحرب بشكل مباشر، وانتشارهم في عدة مناطق أوكرانية من لفيف إلى زاباروجيا، تتويجاً لمسار التصعيد.

فما هي الأسباب التي تجعل بولندا تتبنى مساراً عدائياً إلى هذا الحدّ وبهذا الوضوح ضدّ موسكو، فيما كان بإمكانها الالتزام بسقف دول أوروبية أكبر وزناً منها كألمانيا وفرنسا؟ وضمن أيّ سياق يأتي هذا الفصل من التصعيد بين البلدين؟

انقلاب الموازين: صعود روسيا وتراجع بولندا​

ولكن العام 1654 شكّل نقطة التحول في مسار الحروب بين الطرفين، وفي مسار صعود قوة روسيا بشكل خاص وتراجع نفوذ بولندا وحلفائها، إذ خاض الطرفان حرباً عرفت بحرب الـ13 عام، أو الحرب الروسية – البولندية، انتهت عام 1667 بتوقيع معاهدة ثبّتت سيطرة روسيا على أراضٍ واسعة شرقي أوكرانيا الحالية شملت ضفة الدنيبر اليسرى بما فيها كييف، وتراجع بولندا بشكل كبير تحت وطأة الهزائم والحرب الأهلية الداخلية.

مهّدت الهزيمة الاستراتيجية للبولنديين أمام الروس في هذه الحرب لقيام الإمبراطورية الروسية عام 1721 والتي حكمت مناطق واسعة من الأراضي التي تشكّل روسيا الاتحادية الحالية، وتمكّنت الإمبراطورية الروسية على مدى القرنين اللاحقين من الحفاظ على تفوّقها على أعدائها البولنديين وحلفائهم وضرب جميع محاولات توسعهم باتجاهها.

بل إنّ موسكو أصبحت ذات نفوذ داخل المملكة، إذ تمكنت عام 1735 من دعم الملك أغسطس الثالث لحكم بولندا وإقصاء المناوئين له، كما انتصرت عام 1772 في حربها ضدّ تحالف نبلاء الـ"بار" المدعومين من فرنسا، حيث وقع أول تقسيم للملكة البولندية، وأعطيت الإمبراطورية الروسية وبروسيا (ألمانيا الحالية) والنمسا أجزاءً منها، ثم وقع التقسيم الثاني لأراضي المملكة عقب هزيمة الحملة البولندية – الليتوانية عام 1792، وبعدها بسنتين انهزمت محاولة بولندية للانتفاض ضد الروس مما أدى إلى التقسيم الثالث لأراضي المملكة.

الحملة الفرنسية: نابوليون في موسكو بدعم بولندي​

عام 1807، أسس نابوليون بونابرت، إمبراطور فرنسا، دوقية وارسو، وهي عبارة عن الأراضي البولندية التي انتزعها من بروسيا (ألمانيا) بموجب اتفاقية.

قرر بونابرت شنّ حملة عسكرية من نصف مليون جندي فرنسي ضد الإمبراطورية الروسية، تحت عنوان "الحرب البولندية الثانية"، لإجبارها على التراجع إلى خارج أوروبا، ووصلت قواته بقيادته إلى مشارف بيلاروسيا الحالية، مدعومة بقوات بولندية، صيف عام 1812.

لكنّ القائد العسكري كوتوزوف، قائد الجيش الروسي، استغلّ عوامل الطقس والجغرافيا الصعبة بشكل بات يشكل مادة دراسية تستفيد منها كليات العلوم العسكرية، إذ اعتمد على حرب استنزاف لا تقوم على الدفاع عن المدن بل على إنهاك الجيش الفرنسي وقطع الإمدادات عنه، فخسر نابوليون نحو 200 ألف جندي في شهر ونصف بسبب البرد والجوع والأمراض، بالرغم من سيطرته على سمولنسك في آب/أغسطس.

وبعد سلسلة معارك استنزف فيها الجيش الفرنسي وحلفاؤه بشكل كبير، قرّر كوتوزوف إخلاء مدينة موسكو وعدم الدفاع عنها، مع العلم أنّ سان بطرسبرغ كانت هي عاصمة روسيا حتى عام 1918، فدخلها نابوليون ليجدها خالية من سكانها، على رأس جيش لا يزيد عدده عن 100 ألف جندي، ولم يتمكن من الإقامة فيها أكثر من 5 أسابيع، فغادرها مع جيشه عائداً إلى فرنسا.

ولكنّ طريق العودة لم تكن سهلة، فخلالها اعترضه الجيش الروسي في عدة معارك خسر العديد منها، كما خسر آلاف الجنود الإضافيين، والأهم أنه عاد من دون تحقيق هدفه الأساسي وهو أن يجبر الإمبراطورية الروسية على توقيع معاهدة استسلام معه أسوة بباقي أوروبا، كما خسرت دوقية وارسو رهانها على عودة سيطرتها على أوكرانيا وأراضيها واستعادة قوتها القديمة.

وفي 1830، وقع ما عرف لاحقاً بـ"انتفاضة نوفمبر" المسلحة في المناطق البولندية التي كانت تسيطر عليها روسيا، والتي هدفت إلى استقلال هذه المناطق عن الإمبراطورية الروسية وعودتها إلى تشكيل كيان متصل ببقية الأراضي البولندية، ولكنّ الحكومة الروسية تمكّنت من إخمادها خلال عام واحد.

لينين والفترة السوفياتية: عودة الحروب البولندية​

أعلنت بولندا استقلالها في وارسو في نفس اليوم الذي استسلمت فيه ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وكان لا بد من إخلاء الأراضي الروسية السابقة من قبل القوات الألمانية بحلول شباط/ فبراير 1919، وبعد اتفاق ألماني سوفياتي، احتلّ الجيش الأحمر على الفور كل الأراضي التي أخلاها الألمان.

وفي الوقت الذي كان الألمان يأملون في إشعال حرب جديدة بين روسيا السوفيتية وبولندا لتدمير القوتين، كانت استراتيجية فلاديمير لينين من الجهة السوفياتية هي العكس: كانت يريد أن يقوم الجيش الأحمر "بتدمير الجدار الذي يفصل روسيا السوفيتية عن ألمانيا الثورية".

قررت بولندا رفض أي "حكومة أجنبية تفرض على بولندا"، وبدأ الهجوم البولندي في 9 شباط/فبراير 1919، وفي نهاية العام، وصلت القوات البولندية إلى الحدود الرومانية، مسيطرة على معظم أوكرانيا، ومستغلة انشغال الجيش الأحمر في المعارك ضد الجيوش البيضاء في الحرب الأهلية الروسية.

لينين يستعيد أوكرانيا ويتقدم نحو بولندا​

ولكن الجيش الأحمر الروسي قام بحملة مضادة خلال أشهر، وبدأ باسترجاع المناطق التي احتلها البولنديون بدءاً من أيار/مايو 1920. وعندما وصل الجيش الأحمر إلى الحدود البولندية، قرر لينين اجتياح بولندا، برغم معارضة المفوض العسكري تروتسكي، قائلاً عبارته الشهيرة بأنّ "ضرب الجيش البولندي إسقاط معاهدة فرساي".

لكنّ البولنديين تلقوا دعماً مهماً من أوروبا، لا سيما بلجيكا، وتمكنوا من مقاومة الهجوم الروسي، فلم تسقط وارسو، وتمّ توقيع معاهدة ريغا التي حافظت على معظم أوكرانيا ضمن حصة السوفيات، فيما احتفظ البولنديون بمنطقة تحيط بوارسو، من لفيف إلى غراندسك ومن فيلينوس إلى كراكوف.

الحرب العالمية الثانية: اجتياح بولندا ثمّ الإقرار بحدودها​

بعد 16 يوماً من اجتياح ألمانيا لغربي بولندا، اجتاح الجيش السوفياتي أواخر أيلول/سبتمبر 1939 شرقي بولندا، وعندما قرر هتلر الإنقلاب على ستالين والهجوم على روسيا ضمن ما عرف بعملية "بارباروسا" الخاسرة، شكّلت القوات البولندية عمدة الجيش النازي المقاتل وانضمت له في الحملة نحو موسكو.

وعند نهاية الحرب، بعد خسارة الجيش الألماني، كان الجيش الروسي قد اجتاح المناطق التي تسيطر عليها قوات برلين، وتمّ بحسب مؤتمر يالطا توزيع معظم أراضي بولندا على الجمهوريات السوفياتية المحيطة، مع احتفاظ بولندا بحكومة سوفياتية مستقلة وإقرار اتفاقية حدود بين الاتحاد السوفياتي وجمهورية بولندا الشعبية التابعة له.

وبالرغم من استمرار محاولات الإنفصال عن الاتحاد السوفياتي من قبل العصابات المناهضة للشيوعية، الذين أطلقوا على أنفسهم لقب "الجنود الملاعين"، وشكّلوا إزعاجاً للحكم السوفياتي استمرّ نحو 8 سنوات، فقد تمكنت الحكومة من القضاء على حركتهم عام 1953، وبقيت بولندا كأحد أكبر بلدان الكتلة الشرقية السوفياتية، وفيها تمّ توقيع معاهدة "حلف وارسو" مقابل حلف الناتو، وبقيت كذلك حتى عام 1989، عندما شكلت خسارة الحزب الشيوعي في الانتخابات إرهاصات انهيار الاتحاد السوفياتي.

الحرب الأوكرانية وعودة أطماع بولندا التاريخية​

منذ انتهاء الحكم السوفياتي في بولندا عام 1989، وخروج آخر جندي سوفياتي منها عام 1993، تسارعت خطوات وارسو العدائية تجاه روسيا، فدخلت في الناتو عام 1999، وفي الاتحاد الأوروبي عام 2004، وشكّلت رأس حربة في سياسات أوروبا والولايات المتحدة ضد روسيا منذ ذلك الحين.

واليوم، تعدّ بولندا الدولة الأكثر دعماً لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، من حيث استقبال عمليات التدريب وعمليات التسليح واستقبال اللاجئين الأوكرانيين، وكذلك من حيث استقبال قوات الناتو وزيادة أعدادها وعتادها في قواعدها العسكرية.

ولكنّها كذلك نشرت آلاف الجنود في أوكرانيا تحت عناوين مبهمة، إذ يشارك جنود بولنديون في المعارك جنوباً، بينما تنتشر قوات بولندية في المناطق الأوكرانية الغربية تحت عنوان الشرطة وضبط الأمن، فيما بدأ الإعلام الغربي يتحدث بشكل متزايد عن قلقه من نوايا وارسو تحريك أطماعها التاريخية في مناطق غربي أوكرانيا استغلالاً لفرصة الحرب الدائرة.
 
الموضوع يطبخ منذ انشاء حلف الناتو

روسيا و القوقاز بلدان غنية بالمعادن الثمينة و النفط و الغاز و حتى الزراعه فيها تربتها ممتازة ..

كل هذا يلهث عليه الغرب .. من عاش على الاستعمار و خيرات الشعوب الآخرى
أحسنت أحسنت أحسنت حتى الخبراء الامريكيين ربطوا في مقالاتهم ما بين تزايد قوة بولندا بالتحديد و ثروات روسيا التي سينقضون عليها في اي مرحلة من مراحل الضعف الروسي( المتوقع ) .... بصراحة ردك كان قوي و ذكي
 

العلاقات البولندية-الروسية: دراسة تاريخية لعلاقات متوترة​


العلاقات البولندية – الروسية: دراسة تاريخية لعلاقات متوترة


كانت فترة الحرب الباردة الوحيدة في تاريخ أوروبا والعالم عندما وقفت كتلتان سياسيتان وأيديولوجيتان قويتان مقابل بعضهما البعض. ولكن بالرغم من العداء القوي المعلن، لم يكونا، رسمياً، في حالة حرب. لقد كان وقتاً غير عادياً تماماً في تاريخ دولنا. حالة توتر مستمرة؛ وحروب بالوكالة في العديد من الأماكن المتفرقة من العالم، وسياسة دولية ديناميكية للغاية. كل ذلك، طبع علامة كبيرة في عقول الناس الذين عاشوا في تلك الفترة.

وقد انعكس هذا الوضع في العديد من المذاهب السياسية وطرق التفكير السياسي التي نشأت في ذلك الوقت وأثرت على النخب الأوروبية لفترة أطول بكثير مما كان توقعاً. مع ذلك، عندما أعلن القرار الرسمي بشأن حل الاتحاد السوفييتي في 26 ديسمبر/كانون الاول عام 1991، كان العالم مقتنعا بأن عصر الحرب الباردة قد ذهب إلى غير رجعة و وفقاً للكثير من التوقعات والتنبؤات، كان النظام الدولي سيخضع لتغير هام في ذلك الوقت ، من نظام ثنائي القطبية إلى أحادي القطب، حيث ستلعبت الولايات المتحدة الدور المهيمن وإلى الأبد. وكان النموذج الأورو- اطلسي هو الذي سيحدد التفكير السياسي في أوروبا مستقبلاً، والنظام العالمي سيحمل علماً وراية واحدة فقط مع شعار “السلام الأمريكي”. غير أن الناس لم يلاحظوا أن نوعا من السلوك الذي أدى إلى إضعاف الكتل السياسية من الحرب الباردة، لن يكون متجذراً في تلك الفترة على العكس، اتضح أن تلك الظواهر كانت أطول بكثير، وكان لها أثر مباشر على الحالة التي نشهدها اليوم أيضاً، اذ تبين بأن النخب كان معارضة لها تماماً فهل كان السبب ضعفها الذاتي؟ ام الإفراط في الثقة؟ في الواقع، لا يهم.

هناك شيء آخر أكثر أهمية. الحقيقة هي أن أزمة العالم الغربي أخذت مكاناً، هنا والآن، أمام أعيننا. إن الاتحاد الأوروبي بات يقع وسط أزمة هيكلية وإيديولوجية عميقة وخطيرة. والولايات المتحدة الأمريكية بدأت تفقد بإستمرار القوة في البعد العالمي هذا السلوك بدأ يقوى من خلال مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب الواهية ومع ذلك، فكما تكره الطبيعة الفراغ، فإن الأمر نفسه غير ممكن في هيكل النظام الدولي العالمي على المدى الطويل ، النظام العالمي أصبح فضفاضاً أكثر فأكثر وغير مستقر، وكان ذلك وراء السبب في وصول قوى جديدة، كالصين، أو قديمة، مثل روسيا، الى المسرح الدولي من جديد. عندما يتعلق الأمر بروسيا، يبدو لي أن الأمر أكثر تعقيداً. ويمكنني أن أشيد ببطولات الجنود الروس الذين ساعدوا في تحرير سوريا من الإرهابيين المدعومين من الغرب. كما أود أن أعرب عن إعجابي العميق بالإجراءات السلسة للدولة الروسية التي أثرت وجودها في الشرق الأوسط بشكل مباشر على هزيمة داعش، والاستقرار الجزئي للمنطقة. ولكن في الوقت نفسه، لا أستطيع أن أدعي بأنني لا أرى ان وجود روسيا، في الشرق الأوسط، لا يخدم أهدافها أولاً وقبل كل شيء. بالطبع، هذا لا يعني أي شيء سيء بالنسبة لقرَّاء البحث.

ومع ذلك، أنا، بصفتي مقيمٌ في بولندا، درس تجربة منطقتنا وبلدنا الذي أتيت منه، لا يمكنني أن أكون غير منتقد لهذا العنوان لهذا السبب، أريد أن أظهر من خلال هذه المادة، التي لا ادعي أنها شاملة، كيف بدت العلاقات بين بولندا وروسيا في الماضي، وكيف تبدو اليوم، وما يمكن أن تكون عليه في المستقبل.

%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7.jpg


بدأت العلاقات البولندية – الروسية بالتبلور في القرن السادس عشر، أو حتى قبل ومع ذلك، بالنسبة لموضوعنا، يكفي أن نقول إن تاريخ علاقاتنا المتبادلة هو “تاريخ صراعات لا تنتهي”، تملاؤه الاحتكاكات والتوترات. في البدء، واجهت الدولة البولندية، والتي كانت قوة حقيقة في القرن السادس عشر الذي توسعت خلاله شرقاً، مقاومة ضعيفة وغير منسقة لدوقية موسكو و تمكن الجيش البولندي حتى من غزو موسكو في العام 1610.

ومع ذلك، في وقت لاحق، نتيجة للأزمة الداخلية لدولتنا، تغير الاتجاه، وبدأت بولندا تفقد المزيد من الأراضي لصالح روسيا حتى فقدان كامل للاستقلال في عام 1795 و اختفت بولندا عن خريطة العالم لمدة 123 عاماً و كان بلدنا تحت السيطرة الكاملة من ثلاث قوى: مملكة بروسيا، الإمبراطورية الروسية، والإمبراطورية النمساوية و الروس، الذين يشبهون بروسيا، حاولوا تدمير الأمة البولندية بطريقة وحشية جداً و كانت اللغة البولندية محظورة، وتم الاعتداء على الشباب وترحيل المتمردين منهم إلى سيبيريا.

تم القضاء على جميع بؤر التمرد أو المقاومة، بعد استعادة الاستقلال في عام 1918، اضطرت الدولة البولندية الشابة للقتال من أجل استعادة حدودها و كان هدف البولنديين إنشاء اتحاد فدرالي مكون من دول شرق أوروبا ليكون تحت قيادتهم لهذا السبب، دعمت بولندا الجيش الأوكراني بقيادة سيمون بيتلورا، الذي أراد إنشاء دولة مستقلة وصلت هذه القوات حتى كييف ولسوء الطالع، ونتيجة لتدهور القيادة البولندية، اهبط هذا الهجوم.

في يونيو/حزيران عام 1920، وقف الجيش الأحمر بالقرب من وارسو، التي شكلت احدى اهم المعارك في أوروبا ذاك الوقت ، بعد انتصار بولندا، استمرت العلاقات بين الدولين في هدوء النسبي، والتي توقفت عن طريق المهمات السرية وأعمال المخربين الشيوعيين الذين لم يتمكنوا من الثأر لهزيمتهم في عام 1920.

تغيرت هذه الحالة بشكل دراماتيكي مع بداية الحرب العالمية الثانية، عندما هاجمت ألمانيا النازية بولندا الامر نفسه قام به الاتحاد السوفياتي بعد 16 يوماً شكل ذلك انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي والمعاهدات الموقعة مع بولندا ، سيطر الاحتلال على أراضي في شرق بولندا (التي اتفق عليها ضمن اتفاق ريبنتروب – مولوتوف في عام 1939) بشكل دموي وقاسي للغاية، حيث أسفرت هذه العمليات عن تهجير الشعب البولندي إلى الشرق الأقصى، ناهيك عن عمليات النهب والاغتصاب ومضايقة رجال الدين.

في ربيع العام 1940، وقعت جريمة في “كاتين”، حيث قتلت “نكفد” السوفياتية (ما كان يعرف بالمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية وهي منظمة الشرطة السرية السوفياتية الرائدة) أكثر من 20000 مواطن بولندي (بما في ذلك 10000 ضابط عسكري). يكفي أن نقول عن ذلك، أن روسيا تحملت المسؤولية عن هذه الجريمة في عام 2010، ووصفتها بأنها “واحدة من أكبر جرائم العصر الستاليني” و كانت فترة ما بعد الحرب فترة هيمنة الشيوعية في بولندا اذ اعتمدت كلياً على الاتحاد السوفياتي وفي البداية، تعرضت جميع جماعات المعارضة، والوطنيين، والقوميين، والاشتراكيين واليساريين للاضطهاد الشديد.

لقد كانت الحالة الاجتماعية صعبة وشديدة للغاية اذ أصابت العمال في مقتل، مما جعلهم ينتفضون ضد السلطات في الأعوام 1956 و1968 و1970 و1980 و1989، الامر الذي ادى إلى الانهيار الفوري للجمهورية الشعبية البولندية، وبالتالي اعتبرت اشارة على قرب انهيار الاتحاد السوفياتي.

%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A.jpg


اعطى العام 1991 الأمل في تطبيع العلاقات بين بولندا وروسيا. لكن ذلك لم يحدث بسبب الوضع غير المستقر في روسيا، والتي تحولت إلى دولة اتحادية مليئة بـ “الألم والفوضى”، وبولندا ايضاً، لم يكن من الممكن العثور لديها على مفهوم متماسك لتلك العلاقات في عام 1992، أعلنت بولندا استعدادها الرسمي للانضمام إلى معاهدة حلف شمال الأطلسي، الامر الذي يعبر وضوح توجهاتها وسياستها الدولية نحو الغرب. ولأسباب طبيعية، لم يكن بوسع روسيا هضم ذلك، والتي بدورها احتجت على أي محاولة لتوسيع رقعة التحالف العدائي الاطلسي على حدودها. وفي عام 1994، أدانت بولندا التدخلات الروسية في الشيشان، وفي أوائل عام 2000، تم طرد تسعة دبلوماسيين روس من البلاد للاشتباه في قيامهم بعمليات تجسس. اذاب تشكيل حكومة يسارية في بولندا، والتي مثملت في الواقع معسكر ما بعد الشيوعية، الثلج نوعاً ما، لا سيما بعد ان جاء الرئيس فلاديمر بوتين الى السلطة ودعوته للتعاون مع الغرب العام 2001.

مع ذلك، لم يذكر التاريخ أي تقدم ملحوظ، رفض الجانب الروسي تحمل المسؤولية عن مسائل في الماضي، بما في ذلك مجزرة “كاتين”.

تدهورت العلاقات الثنائية تدهوراً كبيراً مع تولي حزب “القانون والعدالة” في بولندا مقاليد الحكم، حيث وضع، منذ اليوم الأول لولايته، سياسة محددة تجاه روسيا. كانت النتيجة قيام روسيا بفرض حظر على استيراد منتجات اللحوم والخضروات. وعلاوة على ذلك، اصاب الاعلان عن مشروع روسي – ألماني لبناء خط أنابيب للغاز في الجزء السفلي من بحر البلطيق تحت اسم “نورث ستريم” او “السيل الشمالي” ضرراً بالمصالح الاستراتيجية لبولندا ودول البلطيق، حيث تم استثناؤها من صياغة الاتفاق كبلدان عبور طبيعية، الأمر الذي لم يحرمهم من الدخل المادي فحسب، بل شكل أيضاً تهديداً مباشراً لأمنهم في مجال الطاقة.

وفي العام 2007، تولى الحكومة البولندية حزب “المنصة المدنية” (التي كان يرأسه الرئيس الحالي لمجلس أوروبا دونالد تاسك). وسرعان ما تم التوصل إلى اتفاق بشأن إلغاء الحظر الروسي على المنتجات البولندية.

تأثرت العلاقات بين البلدين من كارثة “سمولينسك” في 10 أبريل/نيسان 2010، بعد التحسن الذي اصاب العلاقات البولندية الروسية (على الأقل في المجالين الرمزي والتاريخي). في 26 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2010، اقر مجلس النواب الروسي “الدوما” قانوناً بالغ الأهمية، من وجهة النظر البولندية، اذ تحملت روسيا رسمياً المسؤولية عن الجريمة في “كاتين”، وبث التلفزيون الروسي، ولأول مرة، فيلماً بولندياً شهيراً بعنوان “كاتين” من إخراج أندرج وجده.

وبعد خمس سنوات، عاد حزب “القانون والعدالة” الى السلطة في بولندا بدعم شعبي كبير، لاسيما من تبنيه لنهج سياسي يتمثل في إعلان “الانتفاضة من الركبتين”، أي إجراء سياسة ذاتية على الساحة الدولية.

ولهذا السبب يقف حزب “القانون والعدالة” بشكل صارم وعنيد في دعم مواجهة أزمة الهجرة التي تتجه ببولندا بعيداً عن الاتحاد الأوروبي. الى ذلك، تم تبريد العلاقات مع الشركاء البولنديين التقليديين: ألمانيا (حزب دونالد توسك كان يقال عنه “عملاء ألمان”)، وفرنسا (إلغاء عقد ميسترال)، والاقتراب من الولايات المتحدة (بالتوجه الأورو – أطلسي وذلك بفضل انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية). لهذا النهج، يدفع حزب “القانون والعدالة” أمريكا لمعاداة روسيا، والذي تحول لاحقاً الى حد المبالغة (وخاصة من قبل وسائل الإعلام والمراكز التابعة لوزير الدفاع الوطني أنتوني ماكييرويتز).

لهذا السبب، ردت روسيا على بولندا بمعارضة دبلوماسية لوقف التجميع المعادي للشيوعية في بولندا (والهادف الى تفكيك الآثار السوفيتية المتبقية في بولندا) وتقوم قنواتها الاعلامية بالضغط في هذا المجال.

كما نرى، لقد بدأت هذه الدراسة من القضايا التاريخية وانتهيت بها ايضاً. وعلى الرغم من أن القيم الأخلاقية والتاريخ لا تحددان العلاقات الدولية، كما هو معتقد حالياً، غير ان من المهم هنا التذكير بأنها تعتبر عنصراً مهماً في رسم وتحديد ملامح العلاقات بين بولندا وروسيا. لماذا؟ لانه من الصعب حلها. ولعل هذه الحقيقة تمكن في أنها تترافق مع التاريخ الفريد والصعب جدا لأوروبا الشرقية، أو ربما لانها ذات صلة وثقية بالطابع الخاص لبلدي.

بعد كل شيء، يبدو ان البولنديين عاطفيين جداً كونهم يعلقون اهمية كبيرة على القيم التقليدية والتاريخ والأسرة. وعلى أية حال، ليس هناك شك ان هناك حالة من الاستقرار في النظام الدولي الحالي، اذ ان بولندا ستكون أقل قدرة في الاعتماد على تحالفاتها القائمة، وستضطر على نحو متزايد إلى حل مشاكلها بنفسها. ولذلك، في هذا السياق، فإن السلوك الراديكالي الأورو- أطلسي للسلطات البولندية هو سلوك خاطئ، ويفتقر الى عدم وجود سياسة متماسكة تجاه روسيا وهو أمر بالغ الخطورة، حيث انها لا تخدم العلاقات المتبادلة بين هذه البلدان. ولهذا السبب، ستبقى الاسئلة بمستقبل العلاقات واحدة من أكثر التحديات السياسية وإثارة للاهتمام في هذا الجزء من العالم.

*كاميل غيل* باحث في العلاقات الدولية –
 


مقطع من فيلم مدبحة كاتين katyn الروسية في حق ضباظ بولندين
 
عودة
أعلى