بريتوريا تفشل في إقناع روسيا بحضور البوليساريو "قمة سوتشي"

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,345
التفاعلات
182,233
فشلت جنوب إفريقيا التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر أكتوبر الجاري في إقناع روسيا بضرورة حضور جبهة البوليساريو الانفصالية إلى القمة الإفريقية الروسية التي انطلقت اليوم الأربعاء في مدينة سوتشي.

وكشفت مصادر صحفية أن جنوب إفريقيا عبر مندوبها الدائم بمجلس الأمن حاولت إقناع الروس بضرورة توجيه الدعوة أيضاً إلى زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، لكن كل محاولات بريتوريا باءت بالفشل، بفضل يقظة الدبلوماسية المغربية.

مصادر سابقة أوضحت أن عدم حضور البوليساريو في القمة الروسية الإفريقية، على غرار قمة الصين إفريقيا وقمة الهند إفريقيا، يأتي لأن هذه القمم تنعقد خارج الشراكة مع الاتحاد الإفريقي، الذي يضم في عضويته الكيان الانفصالي.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال افتتاح القمة الروسية الإفريقية، أن روسيا تريد أن تضاعف مبادلاتها التجارية مع القارة السمراء "كحد أدنى" في السنوات الخمس المقبلة.

وقال الرئيس الروسي في الجلسة العامة للقمة التي بدأت في سوتشي جنوبي روسيا، أمام عشرات رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، من ضمنهم رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني: "نصدر حاليا ما قيمته 25 مليار دولار من المواد الغذائية، وهو أكثر مما نصدره من الأسلحة التي تشكل 15 مليار دولار".

وأضاف بوتين: "نحن قادرون على مضاعفة هذه التبادلات كحد أدنى خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة"، مشيرا إلى أن مصر تستحوذ على الحصة الأكبر من تجارة روسيا مع إفريقيا.

وأورد الرئيس الروسي أن "التبادل التجاري بين روسيا والدول الإفريقية بلغ العام الماضي نحو 20 مليار دولار، استفردت مصر بحصة 40% منها". وزاد المتحدث أن "موسكو قامت بشطب ديون بقيمة 20 مليار دولار كانت مستحقة على الدول الإفريقية لصالح روسيا، في خطوة تهدف إلى تخفيف أعباء الديون على كاهل هذه الدول".

كما أكد بوتين أن روسيا تعتزم تعزيز وجودها في القارة الإفريقية، معتبرا إياها "قارة واعدة"، وقال إن حجم الاقتصاد الإفريقي سيصل إلى 9 تريليونات دولار بحلول 2050.

ويخطط الروس إلى رفع الصفقات العسكرية تجاه القارة الإفريقية، إذ كشف المدير العام لشركة "روس أوبورون إكسبورت" الروسية، ألكسندر ميخييف، اليوم الأربعاء، أن روسيا تخطط، وفقًا لنتائج العام الحالي، لتزويد إفريقيا بأسلحة ومعدات عسكرية بما قيمته 4 مليارات دولار.

وأضاف المسؤول الروسي، في تصريح نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية، خلال القمة: "إننا نخطط بالنسبة للعام الحالي لتصدير أسلحة ومعدات عسكرية بما قيمته حوالي 4 مليارات دولار إلى الدول الإفريقية".

وشهدت العلاقات المغربية الروسية تطورا لافتا منذ الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى روسيا سنة 2016، إذ ارتقت العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة، تشمل التعاون الدبلوماسي والمعاملات التجارية والاقتصادية والجانب الثقافي والسياحي أيضا.
 
من الغباء الاعتقاد والجزم بأن موسكو ستتخلى عن دولة دات سيادة مثل المملكة المغربية وستحتضن جماعة مصنفة دوليا بأنها إرهابية،لو قبلت موسكو بالإنفصالين فهي تشرع أبواب جهنم على نفسها وهي التي كانت تحارب الجماعات المتطرفة والإرهابية في مجموع تراب روسيا.
 
موسكو تريد أن تدخل الى افريقيا بكل قوة وهي لن تقوم بعمل صبياني حتى لا ينظر إليها بأنها هي راعية الإرهاب فالمدعو وليد الصحراوي هو من الجبهة الانفصالية وهو عضو في الجماعات الإسلامية المتطرفة والإرهابية في منطقة الساحل وشمال أفريقيا،وواشنطن أدرجت إسمه ضمن المطلوبين للعدالة الأمريكية،يعني دخول الإنفصالين في قمة سوتشي سيفتح الباب أمام العديد من التحديات لموسكو والتي تراهن على العلاقات الاقتصادية والتجارية بينها وبين دول افريقيا.
 
تعد جماعة "نصرة الإسلام" التي أنشئت عام 2017 من عدة كيانات مسلحة من أخطر الجماعات الإرهابية بالمنطقة وخاصة بجنوب مالي"
 
دول شمال أفريقيا.. بوابة "الدب الروسي" للقارة السمراء؟


أبرزت القمة الروسية الإفريقية المنعقدة اليوم، زيادة الاهتمام الروسي بالقارة السمراء وأثارات تساؤلات حول دوافع هذا الاهتمام وتوقيته. ويبدو أن لدول شمال إفريقيا دورا كبيرا في هذا المجال فهل هي بوابة موسكو للقارة السمراء؟
عاد الاهتمام الروسي بالقارة الإفريقية إلى الواجهة من خلال القمة الروسية الإفريقية "سوتشي"، التي انطلقت اليوم الأربعاء (23 أكتوبر/تشرين الأول) في مدينة سوتشي الروسية على شاطئ البحر الأسود بمشاركة قادة 43 دولة إفريقية، إضافة إلى تمثيل 11 دولة على مستوى نواب الرؤساء أو وزراء الخارجية أو السفراء. وتجري القمة الأولى بين روسيا ودول القارة الإفريقية بإشراف الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي.
 
الاستعدادات الروسية الكبيرة التي سبقت انعقاد القمة، التي تعد أكبر حدث بهذا المستوى في العلاقات بين روسيا والقارة السمراء، أثارت تساؤلات مراقبين حول أسباب الاهتمام الروسي بالقارة الإفريقية وتوقيته. المصالح الاقتصادية هي التي تتصدر اهتمام الدب الروسي بالقارة السمراء.

ويرى الموساوي العجلاوي، من معهد الدراسات الإفريقية بالرباط في حديثه لـDW عربية أن أحد أهم أسباب هذه "الهرولة" يعود إلى أن إفريقيا تعد القارة الوحيدة الآن التي تمتلك الناتج الداخلي الخام الأقوى على مستوى عدد من الدول. فهي القارة التي قُدرت ثرواتها منذ العام 2010 بـ 46 ألف مليار دولار، أي أنها تحتضن كل الثروات الطبيعية التي تسيل لعاب الدول الكبرى مثل روسيا، التي تبحث عن إعطاء دفعة لاقتصادها.

وفق دراسات عديدة عن العلاقات الروسية الإفريقية، فإن الدافع الأكبر الذي دفع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوجيه بوصلة اهتمامه الآن نحو إفريقيا هو العزلة الديبلوماسية، التي أصبحت تعيش فيها بسبب العقوبات التي فرضتها الدول الغربية بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، ورغبتها في كسر تلك العزلة من خلال تقوية علاقتها مع الدول الإفريقية الذي يصل عددها بالأمم المتحدة لـ 54 دولة ما يمثل ثلث الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
 
بوابة شمال افريقيا

في سعيها نحو توسيع نفوذها الاقتصادي في إفريقيا، تستخدم روسيا ورقة علاقاتها القديمة مع إفريقيا التي تعود لفترة الاتحاد السوفيتي السابق، والدور الذي لعبته آنذاك لصالح القارة السمراء، كما أعاد الخبير الروسي في الشؤون الأفريقية، ليونيد فيتوني، في مقال لصحيفة "نيسافيسمايا جازيتا" إلى الأذهان أن المستعمرات الغربية السابقة حصلت على حريتها بتأثير من موسكو، وقال إن الاتحاد السوفيتي ساعد الدول آنذاك في بناء اقتصاد خاص بها، وإن مئات الآلاف من الأفارقة تعلموا في روسيا.

اختارت روسيا استراتيجية المصالح المشتركة، من أجل تعزيز حضورها الاقتصادي في القارة الإفريقية، وشكل خفض أو إلغاء الديون على دول القارة الإفريقية أولى خطوات هذه الاستراتيجية، إذ وعد بوتين خلال الجلسة الافتتاحية للقمة مواصلة دعم الدول الافريقية عبر محو ديونها.ويشكّل حذف الديون نقطة رئيسية على صعيد سياسة روسيا في افريقيا.

لا تخرج بلدان شمال إفريقيا من اهتمام روسيا، إذ تشكل دول المنطقة سوقاً مهمة للسلاح الروسي، ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (SIPRI) أصبح الروس من أكبر موردي الأسلحة إلى أفريقيا (35٪)، وتأتي في مقدمتها الجزائر، حيث تحصل البلد على حوالي ثلث إجمالي الصادرات الأفريقية، مقابل الغاز الجزائري، تليها المغرب ومصر ونيجيريا. بالإضافة إلى الجزائر، بدأت روسيا تتجه نحو المغرب خلال الأعوام الماضية عن طريق دعم برنامج الطاقة النووي المغربي مقابل اتفاقات للتبادل التجاري.

التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا يسير على نحو متطور منذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم. وشهدت الأعوام الماضية عشرات المشاريع التي شملت قطاعات مختلفة منها النفط والغاز وتحديث السكك الحديدية ومصانع الحديد والصلب والألمنيوم وأهم المشاريع كان الاتفاق على إنشاء أول محطة للطاقة النووية في مصر. وبحسب مقال نشره موقع Atlantic Community باللغة الإنجليزية تحت عنوان: "نفوذ روسيا المتزايد في شمال إفريقيا" أصبحت مصر تقترب من موقف موسكو إزاء الرئيس السوري بشار الأسد، وتجلى ذلك من خلال رفضها العام الماضي طلباً أمريكياً بإرسال قوات مصرية إلى سوريا.

لدى روسيا مصالح مشتركة في ليبيا أيضاً، حيث أقام بوتين علاقات قوية مع حكومة سراج كجزء من نهج "أصدقاء مع الجميع" للرئيس الروسي في المنطقة. وفي الوقت نفسه، أمام موسكو فرصة لممارسة النفوذ هناك في غياب الولايات المتحدة. وشهد الجنرال الأمريكي في مشاة البحرية الأمريكية توماس د. فالدهاوسر، القائد العام للقيادة الأمريكية في إفريقيا في فبراير/ شباط من هذا العام على أن موسكو تسعى إلى الحصول على عقود اقتصادية وعسكرية والوصول إلى ساحل البحر المتوسط.
 
ورقة ضغط على الغرب

من الواضح أن اهتمام روسيا بإفريقيا، لا يقف عند المصالح الاقتصادية، بل لها طموحات جيوسياسية، إذ اعتبر معلقون روس أفريقيا بالفعل ساحة معركة في حرب باردة جديدة مع الغرب. من جانبه لا يعتقد الموساوي العجلاوي أن روسيا تريد الحضور اقتصاديا أو ماليا في الظرف الحالي في القارة الإفريقية بالنظر إلى جدول أعمال القمة أو كلمة بوتين اليوم، بل "تستخدم تعزيز الحضور الاقتصادي في القارة الإفريقية كورقة ضغط على الغرب، الذي فرض عليها عقوبات في السابق."
 
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في بعض ملفات النزاع في القارة الإفريقية، في سبيل تعزيز دورها السياسي هناك، يرى العجلاوي أن روسيا تنظر إلى ملفات النزاع في عدد من دول المنطقة بشكل محايد، بالنسبة للمغرب على سبيل المثال مواقف روسيا من قضية الصحراء الغربية هي مواقف حيادية: "لا ننسى أن الجزائر أكبر مشتر للأسلحة الروسية وبالتالي روسيا دائماً تأخذ مسافة بين مصالحها التجارية مع الدولة الجزائرية وأيضاً بين مواقفها التجارية مع المغرب".

والأمر نفسه بالنسبة إلى ملفات أخرى مثل ملف سد النهضة الإثيوبي والنقاش الحاد بين مصر وإثيوبيا. ويضيف الموساوي العجلاوي: "لا أعتقد أن روسيا ستنحاز إلى مصر أو إثيوبيا وأن روسيا بشكل عام وبغض النظر عن أي قضية من القضايا، دائماً ما تطرح مصالحها أولاً".
 
قمة سوتشي هي بوابة افريقيا لمحاولة كسب الثقة بين روسيا والأفارقة من جهة ومن جهة أخرى كسر الاحتكار الصيني ووقف زحفه وكدالك محاولة العودة بقوة إلى الساحة الإفريقية.
 
لا مصلحة تعلو فوق المصلحة العليا لموسكو ،الدب الروسي يرى السياسة الأفريقية بغير عيون الأفارقة ،الشراكة اهم لبوتين من حفنة أسلحة لا تشبع بطون الروس من ضياع فرص إستثمارات مهمة على المدى الطويل.
 
عودة
أعلى