- إنضم
- 15/1/19
- المشاركات
- 64,181
- التفاعلات
- 181,805
تجري السعودية محادثات لشراء 54 مقاتلة رفال من داسو الفرنسية و أكدت الشركة الفرنسية أن المقاتلات هي متعددة المهام ،و إذا أدت هذه المفاوضات إلى أمر حازم، فإن ذلك سيشهد قيام المملكة العربية السعودية بإرساء أسطول متعدد الجنسيات مثير للإعجاب للغاية من مقاتلات الجيل الرابع المتقدمة وهي رافال, Boeing F-15SA و Eurofighter Typhoon كما أنه سيمثل ضربة خطيرة للمملكة المتحدة — ممثلة في اتحاد يوروفايتر عبر BAE Systems — من أحد عملائها التقليديين.
وفي حديثه إلى رابطة صحفيي الدفاع، أكد الرئيس التنفيذي لشركة Dassault Aviation’s إريك ترابير مؤخرًا أن المفاوضات حول صفقة رافال مستمرة مع المملكة العربية السعودية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث مع الرئيس التنفيذي لشركة داسو للطيران إريك ترابير (يسار)، أمام نموذج من داسو رافال، أثناء زيارته لمعرض باريس الجوي الدولي في يونيو 2023.
في حين أن المملكة العربية السعودية قد اشترت في السابق معدات الدفاع الفرنسية ، فإن احتياجاتها من الطيران المقاتل قد تم تلبيتها منذ فترة طويلة في المقام الأول من خلال الموارد المشتركة للمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ولكن يبدو أن الصعوبات في تأمين أمر متابعة مقاتلات تايفون قد أتاحت لداسو فرصة تقديم الرافال الخاص بها بدلاً من ذلك وكان من المتوقع منذ فترة طويلة أن تشتري المملكة العربية السعودية المزيد من طائرات تايفون، في صفقة تتوسط فيها شركة بي إيه إي سيستمز التابعة للمملكة المتحدة ومع ذلك، بما أن يوروفايتر هي شركة متعددة الجنسيات، يجب أن تتم الموافقة على الصادرات من قبل الشركاء الآخرين: ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
ألمانيا — التي لديها حصة في يوروفايتر عبر الذراع الألمانية لشركة إيرباص — منعت باستمرار المزيد من مبيعات تايفون إلى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى مخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذالك مقتل الصحفي جمال خاشقجي وكذلك دور المملكة العربية السعودية في حرب اليمن .
موظفون من ما كان آنذاك كاسيديان (الآن ايرباص) تجميع طائرة يوروفايتر للوفتفافه في خط الإنتاج الألماني في مانشينغ، جنوب ألمانيا، في عام 2013.
ويبدو أيضا أن نفس النوع من مقاتلات تايفون اورفايتر هو محطة النزاع السياسي بين تركيا وألمانيا قد توقف بعد رفض ألمانيا بيع المقاتلات إلى أنقرة .
في أكتوبر الماضي، انتقد الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص غيوم فوري الحكومة الألمانية بسبب تشديدها على صادرات الأسلحة، بما في ذلك صفقة Eurofighter Typhoon للسعودية، “إن موقف الحكومة الألمانية من صادرات الأسلحة إلى بعض البلدان يمثل مشكلة حقيقية، حسبما قال” Faury لصحيفة business daily Handelsblatt
“إذا كانت ألمانيا تريد أن تكون شريكا جديرا بالثقة في مشاريع الدفاع الكبرى ، فيجب عليها حل مسألة ضوابط التصدير مع الأوروبيين الآخرين وليس بالتطاول عليهم وإرغامهم ، لكن الموقف الألماني أثبت قبل كل شيء أنه شوكة في جانب شركة BAE Systems والحكومة البريطانية, التي حاولت وضع اللمسات الأخيرة على صفقة سعودية مربحة لـ 48 مقاتلة اورفايتر تايفون آخرى منذ عام 2018.
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وحسب ماورد ناقش هذه القضية مع المستشار الألماني أولاف شولتس في الصيف الماضي.
يصل المستشار الألماني أولاف شولتس (يمين) ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لحضور اجتماع ثنائي خلال قمة الجماعة السياسية الأوروبية في غرناطة، إسبانيا، في أكتوبر 2023.
بحلول أكتوبر، كانت هناك مخاوف بريطانية من ظهور مقاتلات الرافال كمنافس خطير في بحث المملكة العربية السعودية عن مقاتلات جديدة ، إنها عملية عرض تنافسية،” يقول مسؤول في المملكة المتحدة لم يذكر اسمه لصحيفة فاينانشال تايمز “ نحن لسنا راضين عن ذلك و الخطر الكبير بالنسبة للمملكة المتحدة هو إذا تعاملنا مع العرض الفرنسي على أنه مجرد حصان متجول، حسبما قال” مسؤول ثانٍ في المملكة المتحدة لم يذكر اسمه للصحيفة نفسها.
في الأسبوع الماضي، قال Trapier من داسو أن “السعودية اشترت تقليديًا طائرات بريطانية ، لكن الشركة كانت متقبلة لنهج الرياض و لم يشر مباشرة إلى المواجهة الألمانية البريطانية مع قضية مقاتلات تايفون ، لكنه لاحظ أن طلب مقاتلات رافال كان مستقلاً عن “ الأزمة في الشرق الأوسط ".
مقاتلة سلاح الجو الملكي السعودي يوروفايتر تايفون
في الوقت نفسه قال Trapier “إن فترة الصراع ليست مواتية للغاية وتميل إلى إبطاء المناقشات قليلاً.” إذا تحققت صفقة رافال بين داسو والمملكة العربية السعودية، فستكون خسارة فادحة لشركة يوروفايتر ولكنها ستستمر في تعزيز صعود رافال’ في سوق التصدير العالمية.
ثلاثة من مقاتلات رافال المصرية ذو المقعدين
تتمتع رافال بالفعل ببصمة رائعة في الشرق الأوسط ، مع مبيعات إلى مصر ، قطر والإمارات العربية المتحدة — هذه الأخيرة مع صفقة 80 مقاتلة تم تأمينها في ديسمبر 2021.
في العامين الماضيين كانت كل من كرواتيا واليونان أصبحوا عملاء رافال، في حين أن إندونيسيا أعلنت نيتها بإقتناء 42 مقاتلة رافال في فبراير 2022 ، الهند هي كذالك عميل تصدير سابق لمقاتلات رافال وهي اليوم بصدد عقد صفقة 26 مقاتلة رفال جديدة من نوع M الخاصة بالبحرية لتعمل من حاملات الطائرات
البحرية الفرنسية رافال م على متن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول.
النسخة الإنتاجية الحالية من الرافال هي إف 4 ، كما تم اختيارها من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة،تم تحسين معيار “ F4 للقتال الشبكي، مع روابط بيانات جديدة عبر الأقمار الصناعية وداخل الرحلة، بالإضافة إلى خادم اتصالات وراديو محدد بالبرمجيات.
يتميز معيار F4 أيضًا بترقيات للرادار، والنظام الكهربائي البصري، والشاشة المثبتة على الخوذة ويجري أيضا إدماج أسلحة جديدة، بما في ذلك الأسلحة القادمة مثل صواريخ جو-جو Mica-NG ونسخة 2200 رطل من صواريخ AASM نوع جو-أرض modular air-to-ground weapon و في الوقت نفسه، تقوم داسو الآن بتطوير معيار F5، مع خطط للقيام بذلك مع القوات الجوية الفرنسية في عام 2030.
يُنظر إلى طائرة رافال إف 5 على أنها طريقة لسد الفجوة بين رافال الحالية والجيل السادس من الجيل القادم من المقاتلات Next Generation Fighters او (NGF) التي يتم تطويرها في ظل عموم أوروبا عبر نظام القتال الجوي المستقبلي Future Combat Air System او (FCAS)
العمل الفني المفاهيمي لمقاتلة الجيل السادس من NGF في مركز جهد FCAS لعموم أوروبا.
بالإضافة إلى رادار Talesمن نوع RBE2 XG المحسن، ستجلب معيار F5 مستوى أعلى من الاتصال, مما يسمح لها بالعمل بشكل أفضل جنبًا إلى جنب مع المركبات الجوية القتالية غير المأهولة (UCAVs) من النوع الذي سيتم تطويره كجزء من FCAS ، هناك احتمال أن برنامج رافال F5 يمكن أن يشمل أيضًا “ تطوير طائرة بدون طيار لدعم مقاتلة رافال، بناءً على الطائرة بدون طيار نيورون [UCAV].” وهي طائرة قتالية جوية غير مأهولة متقدمة من شأنها أن تعطي أي ذراع جوي مع رافال والطائرة بدون طيار قدرة التخفي دون الحاجة إلى الحصول على مقاتلة الشبح وسوف توسع بشكل كبير المرونة التكتيكية.
السؤال هو ما إذا كانت الرياض تتفاوض مع رافال معيار F4، F5، أو نوع من الهجين, أي إضافة هذه الطائرات إلى القوات الجوية الملكية السعودية (RSAF) من شأنه أن يوفر الخدمة بأسطول قتالي في الخطوط الأمامية وهو قادر للغاية مع تطلعات نظام القتال الجوي المستقبلي NGF ونظام FCAS ‘ الأوسع من الأنظمة’ والتي هي قيد التطوير الآن أيضًا، و من المحتمل أن يؤدي شراء رافال من قبل السعودية إلى دفع البلاد إلى طلبات لبعض هذه المقاتلات المتطورة أيضًا.
بالفعل، تدير القوات المسلحة السعودية أسطولًا حديثًا ومتقدمًا للغاية من المقاتلات وقد حصلت على 84 مقاتلة F-15SA الجديدة وهي البديل الأكثر تقدما من عائلة Strike Eagle المتاحة حتى مع مقاتلة F-15QA القطرية أو F-15EX- Eagle II للولايات المتحدة وفي الوقت نفسه، يتم ترقية الأسطول المكون من 68 طائرة من طراز F-15S السابقة محليًا إلى معيار مماثل، يُعرف باسم F-15SR (للإعادة التحديثية السعودية)
طائرة إف-15 إس إيه سعودية
حتى الآن، تلقت القوات المسلحة السعودية 72 يوروفايتر تايفون، وفي وقت واحد حتى أن المملكة العربية السعودية كانت تنظر في إمكانية التجميع المحلي من هذه الطائرات في السعودية.
كما تمتلك السعودية حوالي 80 قاذفة بريطانية قديمة من نوع Panavia Tornado IDS والتي تستمر في الخدمة في دور الإضراب Strike و إدخال مقاتلات رافال ستكون بديلا واضحا لهذه الطائرات.
بينما تشن السعودية حملة مستمرة ضد مجموعة المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل طهران في اليمن، فإن المزيد من التحديث والتوسع في أسطول مقاتلات القوات المسلحة السعودية مدفوعة في المقام الأول بالتهديد الذي تشكله إيران، خصمها الإقليمي الرئيسي، على الرغم من التوترات بين القوتين قد هدأت حتى وقت متأخر وعلى نحو متزايد، سلطت إيران قوتها في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك دعم الجماعات المسلحة، ولكنها تقوم أيضا بأنشطتها البحرية الواسعة في الخليج الفارسي وفي مناطق أبعد.
كما أن هناك مجموعة من التقارير تشير إلى أن إيران تستعد للحصول على مقاتلات متقدمة من نوع Su-35 Flanker كما ستعزز هذه المقاتلات المتعددة المهام من روسيا المخاوف لدى الرياض و على هذه الخلفية تسعى السعودية لشراء مقاتلات جديدة والسؤال ما إذا كانت تلك المقاتلات في نهاية المطاف هي رافال ام تايفون، أو شيء مختلف تماما من المرجح أن تعتمد بشكل كبير على المكائد السياسية في أوروبا في الأشهر القادمة.
