- إنضم
- 15/1/19
- المشاركات
- 64,188
- التفاعلات
- 181,809
في عملية عسكرية جريئة نفذت خلال الليل بين 23 و 24 مارس 2024، شنت القوات الأوكرانية هجوما مدمرا على الأصول البحرية الروسية الرئيسية في شبه جزيرة القرم باستخدام صواريخ كروز Storm Shadow، وهو سلاح متطور في ترسانة كييف، نجح الجيش الأوكراني في استهداف وتدمير سفينتين إنزال من طراز Ropucha تابعة للبحرية الروسية، “Azov” و “Yamal,” في أرصفة ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
تدعي أوكرانيا أن سفينة الإنزال التابعة للبحرية الروسية آزوف كانت إحدى السفينتين اللتين دمرتهما قواتها المسلحة. (مصدر الصورة: kchf.ru)
في الوقت نفسه، أحدثت ثلاثة صواريخ كروز ستورم شادو التي تم إطلاقها من الجو دمارًا في مركز اتصالات أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول، مما زاد من شل القدرات البحرية والبنية التحتية للاتحاد الروسي في منطقة البحر الأسود ذات الأهمية الاستراتيجية، وأكد حاكم سيفاستوبول المعين من قبل روسيا، ميخائيل رازفوزاييف، الهجوم في منشور على تيليجرام في 24 مارس 2024، واصفًا الهجوم بأنه "هجوم صاروخي ضخم بين عشية وضحاها" من قبل كييف.
هذه العملية الأخيرة هي جزء من سلسلة من الضربات المحسوبة من قبل أوكرانيا التي تهدف إلى تقليص القوة البحرية وقدرات الدعم اللوجستي للبحرية الروسية في البحر الأسود، وتؤكد هذه الهجمات الكفاءة العسكرية المتزايدة لكييف وتصميمها على استعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، وتعطيل العمليات العسكرية الروسية في المنطقة.
وفي عملية حديثة نشرت القوات الأوكرانية طائرات بحرية بدون طيار لاستهداف سفينة دورية سيرجي كوتوف في محيط مضيق كيرتش الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف، وهو ما أكدته وحدة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
خلال هجوم ديسمبر 2023، أبلغ الجيش الأوكراني عن تدمير سفينة الإنزال نوفوتشركاسك في ميناء فيودوسيا، شبه جزيرة القرم، باستخدام صواريخ كروز بعيدة المدى واعترفت وزارة الدفاع الروسية بأن السفينة تضررت في الهجوم، على الرغم من أن المدونين العسكريين الروس زعموا أنها دمرت بالكامل.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت القوات المسلحة الأوكرانية حملة لا هوادة فيها من صواريخ كروز وضربات الطائرات بدون طيار ضد منشآت الرادار الروسية وأنظمة الدفاع الجوي والقواعد الجوية في جميع أنحاء شبه جزيرة القرم، وهي منطقة ضمتها روسيا في عام 2014 ، ومما زاد من مشاكل موسكو، نجحت القوات الأوكرانية في إسقاط طائرتين روسيتين للإنذار المبكر والسيطرة فوق بحر آزوف في شهري يناير وفبراير، مما أثر بشكل كبير على القدرات الاستخباراتية الروسية.
هذه العمليات هي جزء من سلسلة من الهجمات الأوكرانية الفعالة التي نُفذت في وقت سابق من الصراع، ومن أبرزها غرق موسكفا، طراد الصواريخ الرئيسي لأسطول البحر الأسود، في أبريل 2022، وهجوم صاروخي دقيق على مقر الأسطول الواقع في ميناء سيفاستوبول في سبتمبر من العام السابق.
سفن الإنزال من فئة Ropucha، المسماة “Azov” و “Yamal،” هي سفن هجومية برمائية مصممة لنقل القوات والدبابات والمعدات من البحر إلى الشاطئ، مع إزاحة حوالي 4000 طن وطول 112 متر، تلعب هذه السفن دورًا محوريًا في تمكين عمليات المشاة البحرية، بما في ذلك عمليات الإنزال على الشاطئ ومهام الإمداد. ويمثل تدميرها خسارة كبيرة للقدرات البحرية الروسية في مسرح العمليات حول البحر الأسود.
وصواريخ ستورم شادو الجوالة، المركزية في هذه العملية، هي أسلحة دقيقة بعيدة المدى تطلق من الجو وقادرة على ضرب أهداف عالية القيمة بدقة ملحوظة، وقد تم تطوير هذه الصواريخ بشكل مشترك من قبل المملكة المتحدة وفرنسا، ويبلغ مداها حوالي 250 كيلومترا ويمكن أن تحمل رأسا حربيا تقليديا قويا.
إن استخدامها في الهجوم على الأصول البحرية الروسية في شبه جزيرة القرم يدل على نشر أوكرانيا الاستراتيجي للأسلحة المتقدمة لتحدي الهيمنة العسكرية الروسية في المنطقة بشكل فعال.
تم تسليم صواريخ ستورم شادو إلى أوكرانيا من قبل المملكة المتحدة وفرنسا، أكدت المملكة المتحدة تسليمها هذه الصواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، مما يمثل تعزيزًا كبيرًا لقدرات كييف العسكرية، خاصة لاستهداف المناطق في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، كما ارسلت فرنسا صواريخها SCALP، وهي المعادل الفرنسي لـ Storm Shadow, لتعزيز ترسانة أوكرانيا بهذه الأسلحة المتقدمة.
هذه السلسلة من الهجمات لا تعني فقط انتصارا تكتيكيا لأوكرانيا ولكن أيضا تبعث برسالة واضحة فيما يتعلق بمرونتها والديناميات المتطورة للصراع في أوروبا الشرقية، ومع تطور الوضع، يراقب المجتمع الدولي عن كثب، ويفهم الآثار المترتبة على هذه الضربات على المشهد الجيوسياسي الأوسع والصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا.