القاضي سُحْنون

Nabil

التحالف يجمعنا
مستشار المنتدى
إنضم
4/5/19
المشاركات
10,872
التفاعلات
19,895
القاضي سُحْنون
( 160 ـ 240 هـ )



القاضي سُحْنون (1)هو أبو سعيد عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي الحمصي الأصل(2) المغربي المالكي، قاضي القيروان ومفتيها، سمع من سفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن قاسم، وعبد الله بن وهب، وانتهت إليه رئاسة العلم في المغرب، وتلامذته أكثرهم علماء أئمة، قال عنه أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم: اجتمعتْ في سحنون خلال:" الفقه البارع، والورع الصادق والصرامة في الحق، والزهادة في الدنيا، والتخشن في الملبس والمطعم والسماحة". وكان لا يقبل من السلاطين شيئاً، وكان رقيق القلب، ظاهر الخشوع، إذا قرئ عليه كتاب الجهاد لابن وهب يبكي حتى تسيل دموعه على لحيته.
ومن قوته في الحق أنه عندما أراد الأمير محمد بن الأغلب أن يوليه القضاء، اشترط عليه سحنون فقال: أبدأ بأهل بيتك وقرابتك وأعوانك، إذ لم يجترئ عليهم من كان قبلي، فقال الأمير: نعم، لا تبدأ إلا بهم وأجر الحق على مفرق رأسي، فقلت: الله، قال لي: الله ثلاث مرات.
وهو أول من نظر في الحسبة من القضاة، وأمر الناس بتغيير المنكر، وفرّق حِلقَ أهل البدع وعزلهم أن يكونوا أئمة للناس أو معلمين لصبيانهم، وهو صاحب (المدونة) في الفقه المالكي، وأصلها أسئلة سألها أسد بن الفرات لابن القاسم، ثم عرضها سحنون على القاسم فأصلح فيها كثيراً، ثم رتبها سحنون وبوّبها، واجتمع لكثير من مسائلها بالآثار من مروياته.
ومن أقواله، أكل بالمسكنة، ولا أكل بالعلم، وأجرأ الناس على الفتيا أقلهم علماً، قيل له: تأتيك المسائل مشهورة مفهومة فتأبى الجواب فيها، فقال: سرعة الجواب بالصواب أشد فتنة من فتنة المال، ووصف بأنه كثير الصمت، قليل الكلام، يتكلم كثيراً بالحكمة، مهيباً جداً(3).
رحم الله سحنون وجزاه عن الإسلام خيراً.

عن موقع معهد المشرق العربي

الهوامش
(1) سحنون: بفتح السين أو ضمها: طائر بالمغرب يوصف بالفطنة والتحرز.
(2) قدم أبوه سعيد إلى المغرب العربي في جند حمص.
(3) أنظر في ترجمته: سير أعلام النبلاء 12/63 وترتيب المدارك للقاضي عياض 1/596.
 
عودة
أعلى