- إنضم
- 15/12/18
- المشاركات
- 20,234
- التفاعلات
- 65,001
بسم الله الرحمن الرحيم
الطلقات المميتة
دمدم و شقيقاتها " زهرة الموت " !
رسميًا تم حظر استخدام الرصاص المتفجر بموجب اتفاقية لاهاي الدولية في عام 1899 ولكن حتى اليوم لا يزال هذا النوع من الطلقات يستخدم في الأعمال القتالية حول العالم ويطلق عليه المصممون الأمريكيون إسم " الخراطيش الموسعة المستخدمة في صيد الطرائد الكبيرة "
شهد القرن التاسع عشر إبتكار العديد من البنادق التي تهدف لشل جندي العدو قتله او إخراجه من المعركة بطلقة واحدة
في البنادق ذات السبطانات ملساء الجوف أظهرت طلقات الرصاص نتائج ممتازة و التي عند إصابة الهدف تسببت في أضرار فادحة للعدو و إصابات سيئة غالباً ما كانت تخرج المصاب من المعركة لكن ظهور السبطانات " المحلزنة " لزيادة المدى و الدقة غير كل شيء كانت النتيجة تشوه الرصاص الرصاص و إنهياره و سقوطه بعد الاطلاق من السبطانة المحلزنة كما إنخفضت دقة إصابة الأهداف بشكل حاد
كان الحل هو إنتاج خراطيش تتخذ شكل القذيفة المدفعية في كان قلب الرصاصة محميًا بطبقة سميكة من النحاس أو خليط النحاس مع معادن اخرى " النحاس و الفولاذ " والتي تلامست بإحكام باخاديد الحلزنة داخل السبطانة خلال إنطلاقها ما منح الرصاصة خصائص باليستية ممتازة ( الدقة و المدى البعيد ) لكن تبين ان الجروح التي تتسبب بها هذه الطلقات لم تكن وخيمة بما فيه الكفاية والجنود الذين أصيبوا عدة مرات كان بإمكانهم مواصلة القتال بعد تضميد مكان الاصابة برباط ضاغط
أول من لفت الانتباه إلى أوجه القصور في الرصاصات كان البريطانيون الذين شنوا حروبًا استعمارية في جميع القارات تقريبًا التي يسكنها الناس لقد أعجبوا بشكل خاص بقدرة السكان الأصليين الأفارقة والمحاربين الماوريين الذين حتى مع وجود العديد من ثقوب الرصاص في أجسادهم استمروا في مهاجمة العدو ولم يسقطوا إلا بعد إصابات دقيقة في الرأس أو القلب
اول من عانى من فشل الطلقات كان الجنود الامبرياليين البريطانيين في عام 1895 الذين قاتلوا في " خانات تشيترال الهندية " الواقعة على الحدود مع أفغانستان قالوا إن الذخائر التي أعطيت لهم لم تكن فعالة لأن الجرحى الأفغان لم يسقطوا بعد ان يتلقوا الاصابة الأولى
و كانت عملية إعادة التذخير تستغرق وقتاً ما يمنح المقاتلين فرصة لينقضوا على الجنود البريطانيين بالاسلحة البيضاء ما جعل جنود بريطانيا يعتقدون ان الحكومة البريطانية قررت توفير المال من خلال تزويدهم بطلقات منخفضة النوعية
اقترح الكابتن نيفيل بيرتي كلاي على رؤسائه مخرجًا اقترح إنتاج رصاصات معدلة قليلاً للخرطوشة البريطانية
303
المستخدمة يومذاك في البنادق القياسية البريطانية
Lee-Metford
و
Lee-Enfield
كان الحل البسيط الذي إقترحة الضابط البريطاني هو إزالة مقدار 1 ملم من الكسوة النحاسية عن رأس المقذوف
النتائج تجاوزت توقعات الضابط , تم إنتاج الدفعة الأولى من الخراطيش الجديدة في مصنع أسلحة في مدينة كلكتا الهندية كانت تقع في ضاحية
" دوم دوم " و التي اصبحت إسم أسوأ انواع الطلقات سمعة التي يرهبها الجنود في ساحات المعارك تلك الايام
أجريت اختبارات الخراطيش الجديدة في ميادين القتال وأظهرت فعاليتها المذهلة عند إصابة الهدف كانت الطلقة تسقط اقوى الرجال و لم يستطيع معظم المصابين البقاء واقف على قدميه وفي معظم الحالات لم يعد قادرًا على الوقوف على الإطلاق و عند الإصابة طارت قطع من اللحم من جسده و تهدلت إلى الجوانب ولهذا بدأوا يطلقون على الرصاص إسم " الرصاص المتفجر " لكن في واقع الامر لم تكن الطلقة تتشظى داخل جسد المصاب كما يعتقد الكثير من الناس
خلال حروب البوير تم نشر عدد من الصور في الصحافة تظهر ضحايا مصابين بطلقات من نوع كانت الإصابة تبدأ مع ثقب دخول صغير نسبيًا لكن كان مكان خروج الطلقة عبارة عن فوضى عارمة جرح ضخم و انسجة ممزقة متهتكة بأسوأ صورة ممكنة وبعد الإصابة في الذراع أو الساق كان يجب بتر الطرف
كان على الجندي البريطاني أن يضرب المقاتل المحلي الذي هاجمهم طلقة واحدة فقط ليجعله عاجزًا تمامًا مما يتسبب في كسور عظام معقدة وتمزقات في الأعضاء الداخلية والعديد من إصابات الأنسجة الرخوة السيئة , ماتت الغالبية العظمى من المصابين الذين أصيبوا بطلقات دمدم في غضون نصف ساعة نتيجة الجروح والصدمة المؤلمة
( إصابة في الفك بطلقة دمدم )
في نهاية القرن التاسع عشر أصبح الرصاص " الدمدم " و بظهور المدافع الرشاشة مثل أفظع سلاح إبتكر في ذلك الوقت مما جعل البشرية على شفا الإبادة
يقارن بعض الخبراء العسكريين المدافع الرشاشة والرصاص الدمدم يومذاك بالأسلحة النووية الحديثة والتي يكاد يكون من المستحيل البقاء في مواجهتها
حتى ان الحكومة البريطانية أدركت كيف يمكن أن تنتهي الحرب العالمية المستقبلية بإبادة للجنود من الطرفين . جنبا إلى جنب مع 14 دولة أخرى رائدة في العالم ، تم التوقيع على اتفاقية لاهاي بشأن حظر إنتاج واستخدام " الرصاص المتفجر " في عام 1899
على مدار عدة سنوات انضمت معظم دول العالم الأخرى إلى هذه الاتفاقية
إستمرت معظم الدول في الإستخدام غير الشرعي لطلقات الدمدم و تظهر وثائق ان مكاتب تصميم الذخائر في الاتحاد السوفياتي قدمت عدة إبتكارات في هذا الإطار منها الطلقتين
DD و R-44
كانت من ابرز عيوب طلقات الدمدم هو المدى المنخفض بحدود 40 % عن الطلقات المكسوة بالنحاس فضلاً عن الخصائص البالستية المنخفضة للرصاصة
رغم حظر هذه الطلقات لا تزال معظم الدول تستخدمها خاصة في وحدات مكافحة الارهاب و القوات الخاصة فضلاً عن قوات الامن الداخلي و إنفاذ القانون كون الطلقات الدمدم لا ترتد عند إطلاقها داخل المباني
جدير ذكره ان الشحنة الدافعة ( البارود ) يتم تقليل كميته في الطلقات الدمدم عن الكمية التي توضع للطلقات القياسية المكسوة بالنحاس وخاصة لقوات الشرطة لمنع إرتداد الطلقة بسبب سرعة المقذوف
لا تزال القوات الخاصة الروسية تستخدم خراطيش
SP-7 و SP-8
السوفيتية تتمتع هاتين الطلقتين بنواة خفيفة الوزن مع ستة
شقوق خاصة مطبقة على الحافة الأمامية للمقذوف مما يمنح الرصاصة شكل "زهرة الموت" بستة بتلات بعد إصابتها لأنسجة بشرية " رخوة "
للالتفاف على الحظر بدأ المصممون من مختلف البلدان في تطوير الذخيرة لتتشظى إلى قطع صغيرة عندما تصيب الهدف.
تم وضع شحنة ناسفة داخل كبسولة الرصاص لتنفجر عند إستضدامها بالهدف في الواقع كان يسمع انفجار صغير في جسد الضحية ما أدى إلى مضاعفة الأضرار التي لحقت بالأعضاء الداخلية إنها أكثر خطورة بكثير من من الدمدم سيئة السمعة لكن كان لديها عيبًا واحدًا مهمًا للغاية والذي ما زال المصممون يحاولون التغلب عليه
أصغر شحنة متفجرة موجودة في الرصاص المتفجر الحديث يمكن أن تنفجر في أي لحظة و هذا أمر خطير بشكل خاص في ميادين القتال و خلال نقل القوات حيث ينتقل الجنود عبر المركبات المدرعة أو إسقاط المظليين او نقلهم بالحوامات او الزحف في ميدان المعركة حيث يمكن أن يؤدي انفجار حتى رصاصة صغيرة إلى إصابة مميتة خطيرة و قد يتسبب للجندي بإعاقة دائمة
كما ان الطلقة " المتفجرة " كلفتها عالية لذلك يتم استخدامها في الغالب من قبل القناصين المتخصصين الذين يستخدمون بنادق من العيار الثقيل من مسافات بعيدة