- إنضم
- 11/12/18
- المشاركات
- 24,682
- التفاعلات
- 58,489
على رغم الإمكانات المادية المحدودة لباكستان والتي تعتبر من الدول الفقيرة استطاعت شق طريقها في عدة مجالات أبرزها المجال العسكري، وقد نجحت في هذا المجال بسبب التحدي الذي فرضته الهند في المنطقة والعداء التاريخي بين البلدين إذ دارت بينهما ثلاثة حروب خسرت باكستان في آخرها ونتج عنها انفصال بنجلادش بدعم الهند. واحتاجت باكستان إلى السلاح في تلك الفترة ولكن لم تجد من يساعدها، فباتت تخشى على أمنها فسارعت إلى تحديث سلاحها عبر إنشاء المصانع العسكرية وتمكنت خلال فترة وجيزة من إنتاج الأسلحة الثقيلة والخفيفة، كما سارعت في تطوير برنامجها النووي إلى أن استطاعت إعلان نفسها دولة نووية ، حين قامت بتفجيراتها الستة بعد قيام الهند بتفجيراتها، وبذلك أوجدت توازن الرعب في المنطقة. وقد اتبعت باكستان تجاربها النووية بتجارب على الأسلحة الصاروخية تكللت بالنجاح، وكان أبرز هذه الصواريخ «حتف» ومداه 200 كم و«شاهين» ومداه 3000 كم وبذلك استطاعت باكستان توفير الحماية لأراضيها من أي اعتداء هندي، إذ تستطيع هذه الصواريخ حمل رؤوس نووية وإصابة كل الأراضي الهندية، كما تستطيع هذه الصواريخ إصابة العدو الصهيوني، فلا عجب إن أبدت «إسرائيل» قلقها من برامج باكستان النووية والصاروخية.
واستطاعت باكستان كذلك تطوير نظام أسلحتها الجوية عبر إنتاج الطائرة المقاتلة «jf-17» وا الصواريخ المضادة للطائرات صواريخ «عنزا» وكذلك دبابات «الخالد» المتطورة , وا الصواريخ المضادة للدروع , وكذلك الصواريخ الباليستية بعيدة المدى . ولا شك أن الحصار الذي فرضته أميركا على باكستان والذي قضي بمنع تصدير السلاح لباكستان كان له دور كبير في دفع باكستان لتطوير صناعاتها العسكرية، ولكن بعد قيام باكستان بتفجيراتها النووية قامت الكثير من الدول الإسلامية وغير الإسلامية بتقديم طلبات شراء للأسلحة الباكستانية الخفيفة والثقيلة، وكان آخرها ابرام ماليزيا صفقة أسلحة بقيمة 21 مليون دولار، وقد وقع عليها أثناء زيارة وزير الدفاع الماليزي الذي عبر عن إعجابه الشديد بمستوى الصناعات العسكرية الباكستانية، والذي أكد أن الصفقة شملت صواريخ مضادة للدروع وصواريخ أرض جو وأسلحة دفاعية خفيفة.
مدير مجموعة مصانع الأسلحة التابعة لقيادة الجيش الباكستاني أعلن أن مجموعته صادرت في العام الماضي فقط أسلحة بمقدار ثلاثين مليون دولار، وأن من بين الدول التي استوردت السلاح الباكستاني الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا واثنتي عشرة دولة عربية وآسيوية أخرى، وأضاف مدير عام مجموعة مصانع الأسلحة الباكستانية الجنرال عبدالقيوم أن أعدادا إضافية من دول العالم وتحديدا من الدول العربية أعلمت قيادة الجيش الباكستاني برغبتها في إبرام عقود وصفقات لشراء أسلحة باكستانية متطورة، وخصوصا تلك التابعة لسلاح الجو كطائرات المقاتلة «jf-17» وا طائرت التدريب العسكرية الباكستانية الصنع والمسماة «موشاك» والتي حصلت على إعجاب الكثيرين من قادة الجيوش العربية الذين شاركوا في فعاليات معرض الأسلحة الدولي الأول من نوعه في باكستان.
وفي حديثه للصحافيين أكد قائد القوات المسلحة الباكستانية أن ست دول عربية وأفريقية أعلمت الجانب الباكستاني برغبتها بشراء أسلحة ومعدات حربية باكستانية ، بينما تم الاتفاق مع نيجيريا على بيع مجموعة متنوعة من المعدات العسكرية، وأضاف قائد القوات المسلحة الباكستانية أن لدى القائمين على صناعة السلاح الباكستاني المقدرة على إنتاج كميات ونوعيات من الأسلحة تنافس ولدرجة كبيرة تلك التي تنتجها دول الناتو، وأن مجموعة مصانع الأسلحة زودت مختلف ألوية الجيش الباكستاني البرية والبحرية والجوية بأسلحة وذخائر خلال العام الماضي بما قيمته سبعة مليارات روبية، وهو ما خفض وبنسبة عالية درجة اعتماد باكستان على الأسلحة المستوردة من الخارج والتي تنهك خزينة البلاد. واضاف: «اليوم بفضل الله تعالى وبالخبرات العسكرية الموجودة معي لدينا أربع عشرة صناعة و6 مصانع كبرى، تلك الصناعات هي إنتاج الأسلحة الصغيرة والذخيرة وذخيرة الدبابات، وذخيرة المدفعية، ومنتجات وأسلحة ذات طبيعة تكتيكية للأغراض الدفاعية، وفي إطار منظومة الصناعات الدفاعية الموجودة في باكستان لدينا مصنع للأسلحة الثقيلة ينتج دبابات تعد من بين أفضل الدبابات في العالم حاليا لأنه يمكن مقارنتها بمثيلاتها من أي خط إنتاج للدبابات في العالم، بكل فخر. بالإضافة إلى ذلك ننتج الاحتياجات الأساسية لقواتنا المسلحة وفي مصنع المنتجات الجوية في «كمبرا» ننتج المقاتلة «jf-17» وا طائرات «مشق» وهي الاخرى من بين أفضل الطائرات وتم إدخالها الخدمة في قواتنا المسلحة، ونحاول الآن تصديرها بعد الوفاء باحتياجاتنا منها. كما نجحنا في المصنع ذاته بالتعاون مع الصين في إنتاج مقاتلات تدريبية «K8» لتدريب طيارينا، كما استطاعت باكستان أن تنتج كل شيء من الرصاصات الصغيرة وعيارات بنادق الصيد إلى القنبلة الذرية بغرض الدفاع عن أراضيها وضمان وحدة ترابها، لذلك لدينا صناعات الفولاذ. وهناك اللجنة الذرية التي تجري الأبحاث الذرية والنووية، ولدينا منشأة الدفاع القومي، ولدينا معمل أبحاث ساعدنا في تطوير وإنتاج الذخيرة المضادة للدبابات والطائرات، وهناك قائمة أخرى طويلة تجعلنا نشعر بالثقة في قدرتنا على الدفاع عن وطننا».