حصري التعاون النووي بين المغرب وروسيا بعد الكشف عن احتياطي من اليورانيوم ب 9,6 مليون طن

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,215
التفاعلات
181,877
اليورانيوم.jpg


تقدّم التعاون النووي بين المغرب وروسيا، عبر توقيع اتفاق مع شركة فرعية تابعة لشركة الطاقة النووية المملوكة للدولة "روساتوم"، على هامش الانعقاد الثاني للقمة الروسية-الأفريقية في مدينة سانت بطرسبرغ، يومي 27 و28 من شهر يوليو/تموز الماضي.

وغازلت روساتوم الرباط، بالنظر إلى امتلاك الدولة الأفريقية احتياطيات تقدر بنحو 73% من الاحتياطات العالمية لصخور الفوسفات، والتي تضم بدورها 6.9 مليون طن من اليورانيوم بحجم إمدادات هو الأكبر ضمن البلدان.

وتستهدف الرباط التعاون مع شركة روساتوم الروسية بشكل محدد لتحلية مياه البحر؛ إذ لا تُستعمل عمليات التحلية بنطاق واسع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ نظرًا إلى كثافة استهلاكها للطاقة وتكلفة الكهرباء.


ويعاني المغرب ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصورة فعلية نقص المياه لمستويات منخفضة للغاية؛ لذا تعد تحلية المياه اعتمادًا على الطاقة النووية أحد أهم الحلول لتوفير المياه اللازمة لقطاع الزراعة والاستعمالات البشرية.

وتتميز تحلية المياه بالاعتماد على الطاقة النووية ذات الأسعار الملائمة، خاصة أن اليورانيوم المغربي المتوافر يُعَد مصدرًا لتزويد الصناعة وتغذيتها.

ورغم أن روسيا خطت الخطوة الأولى للشراكة مع الرباط؛ فإن ما اكتسبته التقنيات النووية المعيارية الأميركية من تطورات حديثة يفتح المجال أمام شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين حول التقنيات النووية المدنية، حتى تتمكن الدولة الأفريقية من التغلب على نقص المياه وآثار المناخ الأخرى.

تعاون الرباط وروساتوم

ضمن التعاون النووي بين المغرب وروسيا، وقّعت "الشركة المغربية لحلول المياه والطاقة" مذكرة تفاهم مع شركة "روساتوم للمرافق الذكية" التابعة لشركة الطاقة النووية في روسيا، في 27 يوليو/تموز الماضي و تستهدف الاتفاقية استكشاف تطوير محطات تحلية المياه في الرباط باستعمال تقنيات "روساتوم"، حتى لتوفير إمدادات المياه اللازمة لقطاعات الزراعة والصناعة وكذا للاستهلاك الآدمي.

وأسهم في إتمام الاتفاق عدم وقوع شركة "روساتوم" بوصفها الشركة الأم، أو حتى الشركة الفرعية التابعة لها، تحت وطأة العقوبات الأميركية أو عقوبات الاتحاد الأوروبي.

واتخذت مذكرة التفاهم صبغة رسمية على هامش انعقاد القمة الروسية-الأفريقية الثانية؛ إذ دفعت باتجاه تنفيذ مذكرة تعاون موقّعة عام 2017 بين كل من وزارة الطاقة المغربية و"روساتوم".

وتأتي مذكرة التفاهم -أيضًا- في إطار التعاون الاقتصادي البطيء والحذر بين الرباط والكرملين، عقب الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى موسكو عام 2016.

وعقب ذلك، وقع اختيار الرباط على مدينة سوتشي الروسية لاستضافة قمة موسكو الأولى مع الدول الأفريقية عام 2019، بهدف توسعة التعاون في مجال الطاقة
 
تتمة

وشهدت قمة 2019 توقيع صفقة بقيمة 2.3 مليار دولار، بين شركة "إم واي إيه إنرجي" المغربية وشركة "في إي بي" الروسية للتطوير، بهدف بناء مجمع بتروكيماويات ومصفاة نفط شمال الدولة الأفريقية

أول محطة طاقة نووية في المغرب

التقنيات النووية الروسية

جدّدت حكومة روسيا تعاونها النووي مع الرباط في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي (2022)؛ ما مهّد لتوقيع مذكرة التفاهم الأخيرة مع الشركة التابعة لـ"روساتوم" قبل أسبوعين، على هامش انعقاد القمة الروسية-الأفريقية الثانية.

ويُنظر إلى الاتفاقية الجديدة بوصفها "سابقة" خاصة إذا أُدرجت الطاقة النووية ضمن حزمة الحلول المُخطط لتنفيذها من الإستراتيجية الوطنية للمياه لدى الرباط، والتي خُصص لها ما يقرب من 40 مليار دولار خلال المدة من عام 2020 حتى عام 2050.

ومع تقبل الرباط لهذا الإدراج، توفر روسيا حلولًا لتحلية للمياه اعتمادًا على الطاقة النووية، وقد تستفيد الدول التي تعاني نقص المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء من هذا المفهوم.

وتشتهر "روساتوم" بخبرتها في تطوير مجمعات تحلية المياه، لتلبية طلب محطات الطاقة النووية التي تتولى إنشاءها عالميًا على التبريد، ومن ضمنها محطة أكويو التركية الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط.

وتُخطط روساتوم لبناء 4 مفاعلات ضمن محطة أوكويو، من طراز "في في إي آر" والمعتمدة على القدرة المائية "من ماء إلى ماء" وهي أحد أنواع مفاعلات الماء المضغوط، وتصل قدرة المفاعلات الـ4 إلى 4800 ميغاواط، بما يوفر 10% من الطلب التركي على الكهرباء.

وكانت الاحتفال بمحطة أوكويو التركية عام 2015 غير مسبوق؛ إذ كانت أول المشروعات الروسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعيدًا عن إيران، وكانت بمثابة خطوة مهمة لتوسعة حصة روساتوم في السوق الإقليمية.

وتعكف روساتوم حاليًا على بناء محطة تضم 4 مفاعلات من النوع والقدرة ذاتهما في منطقة الضبعة بمصر، بعدما وُقعت مذكرة تفاهم أولية بين البلدين بشأن هذه الخطوة عام 2015.

ومن المقرر أن تبدأ روساتوم تثبيت معدات المفاعل النووي الأول في محطة الضبعة، مطلع أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري (2023).

ثلاثية الغذاء والماء والطاقة

تعزز أنشطة روساتوم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قدرة روسيا على مشاركة الحكومات الإقليمية في تطوير تحلية المياه بالاعتماد على الطاقة النووية، بهدف تجاوز ما تسبب به تغير المناخ من ربط العلاقة الثلاثية بين "الغذاء والماء والطاقة".

وتعود "هشاشة" الأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الآخذة في الارتفاع إلى نقص المياه الشديد إثر تداعيات تغير المناخ؛ ما انعكس على أسعار الغذاء ونقصه.

فعملية إنتاج الأغذية الزراعية في غالبية دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستهلك ما يقارب 80% أو يزيد من إمدادات المياه، ورغم مستويات إنتاج الأغذية الزراعية -غير الكافية- يقدر نقص المياه في مصر بما يتراوح بين 30 مليارًا و35 مليار متر مكعب (بما يعادل 60% من إسهام مياه نهر النيل في إمدادات المياه للقاهرة).

وتعاني تركيا -أيضًا- نقصًا شديدًا في المياه رغم أنها مُنتج مهم للأغذية الزراعية إقليميًا؛ إذ أكد 97% من المزارعين المشاركين في استطلاع أن تداعيات تغير المناخ على مزارعهم أدت إلى تناقص المحصول.

واضطر المزارعون في تركيا إلى حفر آبار غير قانونية للاستفادة من المياه الجوفية منخفضة المستوى بالفعل، بعدما وتيرة استنزافها بصورة متزايدة.

ثلاثية الرباط

لم تختلف أزمة ثلاثية "الغذاء والماء والطاقة" في المغرب عن الوضع لدى مصر وتركيا، وربما تفوقهما، إذ تبذل الرباط جهودًا لنقل عدد أكبر من مواطنيها إلى الطبقة الوسطى، والتوسع في إنتاج الأغذية الزراعية للتصدير.

وبالاعتماد على خطة "المغرب الأخضر" -ذات السنوات الـ10- التي أُطلقت عام 2020، زادت الصادرات الزراعية للرباط بنسبة 117% بعائدات تصل إلى 3.5 مليار دولار، ودفع ذلك نحو توفير فرص عمل جديدة بنحو 342 ألف وظيفة.

وواصلت صادرات الأغذية الزراعية للمملكة نموها، مسجلة 5.97 مليار دولار عام 2021، وفاقت 7 مليارات دولار العام الماضي (2022).

وشكّل قطاع الأغذية الزراعية ما تصل نسبته إلى 88% من معدل استهلاك المياه في البلاد رغم عائدات تصدير الأغذية الزراعية؛ إذ بلغ نصيب الفرد من حصة المياه لدى الدولة الأفريقية 645 مترًا مكعبًا عام 2015 بما ينخفض عن خط الفقر المائي المحدد دوليًا بنحو 1000 متر مكعب لكل فرد.

وتُشير التوقعات إلى أن نصيب الفرد في الرباط قد يتضاءل إلى 500 متر مكعب من المياه النادرة بحلول منتصف القرن (2050)، ما يشكّل عائقًا أمام اتخاذ حكومة الدولة الأفريقية أي إجراءات.

خطة الأعوام الـ10

تستهدف خطة "الجيل الأخضر" التي تتبناها الرباط لمدة 10 أعوام، من عام 2020 حتى 2030، إكساب الإنتاج الزراعي للبلاد المرونة والاستدامة بالاعتماد بقوة على تحلية مياه البحر بتقنيات التناضح العكسي.

وتحتاج محطات تحلية المياه باستخدام التناضح العكسي 10 أضعاف معدلات الطاقة، لإنتاج أحجام المياه التي تنتجها محطات معالجة المياه بالطرق التقليدية.

ويدفع ذلك المغرب نحو عقد استثمارات كبرى في مجال توليد الكهرباء منخفضة الكربون، لضمان إمدادات مياه كافية للاستعمالات البشرية وتلبية الطلب الزراعي والصناعي.

وتستهدف شركة "حلول المياه والطاقة" -التي وقعت مذكرة التفاهم مع الشركة التابعة لـ"روساتوم" الروسية- تطوير محطات تحلية المياه التي تتنقل لتلبية الطلب على المياه العذبة في المواقع صعبة الوصول والمنكوبة.

وتعد البنية التحتية الهائلة للطاقة المتجددة وتحلية المياه -التي تستهدف توفير مياه صديقة للمناخ يمكن استعمالها في إنتاج الأغذية الزراعية بنطاق صناعي، وكذا تزويد المناطق الحضرية- غير كافية لتلبية الطلب المحلي الكامل على المياه.

ولتعويض الفارق بين المعروض والطلب، تُطور شركة حلول المياه والطاقة وحدات معيارية، وتُخطط لنشرها في المناطق النائية وغيرها من المواقع التي تعاني نقص المياه.

وقد تلائم طبيعة توليد الطاقة النووية "المضغوطة" مهمة شركة حلول المياه والطاقة، في حين يُكسب توافر اليورانيوم المنتج محليًا في الرباط خيارا نوويًا جاذبًا للبلاد.

الطاقة النووية في المغرب

محطات طاقة نووية - أرشيفية

إمكانات اليورانيوم في المغرب

تضم صخور الفوسفات في المغرب ما يزيد على 3 أضعاف كميات اليورانيوم الموجودة لدى أستراليا (أكبر احتياطيات اليورانيوم العالمية)؛ إذ تضم الأخيرة 1.9 مليون طن حسب التقديرات الجيولوجية.

ويُستعمل ما يزيد على 90% من الفوسفات المستخرج بالرباط في صناعة الأسمدة، إذ تُصنع مجموعة أو سي بي (المكتب الشريف للفوسفات) المملوكة للدولة حمض الفوسفوريك، منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ويُعَد الحمض وسيطًا في تصنيع أسمدة الفوسفات والتي يمكن بدورها استخراج اليوانيوم منها، وأنتج المكتب الشريف ما يقدر بنحو 40.7 مليون طن من الفوسفات، وصنّع 7.1 مليون طن من حمض الفوسفوريك، عام 2020.
ودرس المكتب -خلال السنوات القليلة الماضية- دور استرجاع اليورانيوم في استدامة عملياتها، بالتعاون مع المرافق البحثية بجامعة محمد السادس ذات التقنيات المتعددة لنشر المفهوم في العقود المقبلة.

وتعد تقنية استرداد اليورانيوم من حمض الفوسفوريك ذات جذور رغم الاهتمام الجديد باليورانيوم باعتباره منتجًا ثانويًا من الفوسفات، وشكّلت عملية استخلاص اليورانيوم من حمض الفوسفوريك 20% من إنتاج اليورانيوم في أميركا خلال ثمانينيات القرن الماضي أيضًا.

تقلبات الأسعار

مع انخفاض أسعار اليورانيوم في تسعينيات القرن الماضي توقفت عمليات استخلاصه من حمض الفوسفوريك.

وخلال عامي 1975 و1999، تمكّنت شركة "برايون" -ذات الملكية المشتركة بين المكتب الشريف المغربي و"والونيا"، وتتخذ من بلجيكا مقرًا لها- من استعادة ما يقرب من 690 طنًا من اليورانيوم من صخور الفوسفات لدى الرباط.
ومع ارتفاع أسعار اليورانيوم مرة أخرى تجدد الاهتمام باستخلاصه من حمض الفوسفوريك، عبر تقنيات إذابة، وقد تتراوح تكلفة رطل اليورانيوم الواحد من ثلاثي أكسيد اليورانيوم -أو ما يطلق عليه كعكة اليورانيوم الصفراء وهو مادة مسحوقة طبيعية غير قابلة للذوبان- من 44 إلى 61 دولارًا.

ويُعَد ثلاثي اليورانيوم أكثر مركباته استقرارًا، وعادة ما يستخدم في المطاحن والمصافي، وسجّل السعر الفوري لليورانيوم 56.23 دولارًا للرطل في نهاية يونيو/حزيران 2023، ارتفاعًا من 40.33 دولارًا خلال المدة ذاتها العام الماضي (2022)، بنسبة زيادة قدرتها 39.42%.

وباستعمال تقنيات المعالجة التقليدية يكتسب استخلاص اليورانيوم جدوى تجارية، وبالإضافة إلى ذلك يمكن خفض تكلفة استرداده إذا اعتمدت على عمليات التبادل الأيوني.

وتستخلص منشأة تجريبية لشركة "فوس إنرجي" الأسترالية في أميركا ثلاثي اليورانيوم بأقل من 20 دولارًا للرطل، ويمكن أن يدفع ترشيح اليورانيوم بصورة مباشرة تجاريًا (استخلاصه من صخور الفوسفات قبيل إنتاج حمض الفوسفوريك) نحو خفض تكلفته بصورة أكبر.

العلاقات النووية للمغرب.. وأميركا

قد تُستعمل مصادر الطاقة المتجددة -خاصة الرياح والطاقة الشمسية- في حل معضلة الطلب الثلاثية "الغذاء والماء والطاقة"، لكن يتم ذلك وفق قدرة التقنيات على طرح حلول قابلة للتنفيذ بنطاق واسع حسب إطار زمني يمكن من خلاله تلبية الطلب الفوري.

ويمكن لوحدات تحلية المياه المتنقلة، المعتمدة على الطاقة النووية المعيارية، أن توفر حلولًا أكثر سهولة في قابليتها للانتشار، في ظل تسارع الطلب على الغذاء والمياه نتيجة التغيرات المناخية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ودفع تركيز المغرب على وحدات تحلية المياه المتنقلة لاحتواء الطلب العاجل إلى تعزيز الاتفاق مع شركة روساتوم الروسية، وبالتوازي مع ذلك تميل الرباط المجال إلى التعاون مع ما تبذله واشنطن من جهود لتطوير تقنيات الطاقة النووية من الجيل الرابع عبر تصميم وإنتاج مفاعلات متنقلة ودقيقة.

مشروع بيليه الأميركي

أطلقت الحكومة الأميركية اسم مشروع "بيليه" على برنامج تطوير نموذج تجريبي لمفاعل صغير ومتنقل، وهو مشروع يخضع لقيادة مكتب القدرات الإستراتيجية التابع لوزارة الدفاع.

وتُشير التوقعات إلى أن المفاعل المتنقل الذي تتراوح قدرته بين 1 و5 ميغاواط قد يخضع للاختبار بحلول عام 2024، في المختبر الوطني بولاية إيداهو.

ويأتي مشروع "بيليه" ليعكس تضافر الجهد الحكومي؛ بما يشمل: وزارة الطاقة الأميركية، وهيئة التنظيم النووي، وسلاح مهندسي الجيش، ووكالة ناسا، والإدارة الوطنية للأمن النووي.

ويُتوقع أن يُعزز مشروع بيليه من مرونة الطاقة، ويسهم في خفض انبعاثات الكربون التي تطلقها القوات المسلحة الأميركية، ومستكشف للتبني التجاري.

وحتى الآن، من المقرر أن يعرض النموذج الأولي التجريبي لمفاعل "بيليه" في أميركا فقط، تحت مظلة اعتبارات السلامة التي أقرتها وزارة الطاقة، على أن تُقرر وزارة الدفاع في وقت لاحق موعد التطبيق التجاري للتقنية في الصناعات الخاصة.

وفي ظل انعكاس التداعيات الأمنية للتغير المناخي، يتعين على واشنطن دعم موقف المغرب للوقوف على حلول لمعالجة نقص المياه.

وفي حين أن الخيار النووي متاح ضمن محفظة الرباط بوصفه أحد الحلول المتاحة لمعالجة ثلاثية "الغذاء والماء والطاقة"، يتعين على البيت الأبيض -أيضًا- بحث كيفية التعامل مع الدولة الأفريقية؛ كونها أحد الأطراف صاحبة المصلحة في نشر تقنيات الطاقة النووية المتنقلة التي تتبناها أميركا من الجيل الرابع.
 
يجب أن نستفيد من ما لدينا بافضل طريقة ممكنة
فرنسا هي الخاسرة من هذا الكشف عن احتياطي اليورانيوم 😂 عوض سرقة يورانيوم النيجر الان عليها دفع ثمن اليورانيوم من المغرب وهي صاغرة و بتعريفته العالمية وليس سرقة النيجر 😁
 
اذا لم تخني الذاكرة فقد قرر المغرب منذ سنوات استخراج اليورانيوم ومعالجته في المغرب عوض تصدير خام الفوسفات ثم إشتقاق مادة اليورانيوم منه منما يضيع على المغرب عائدات خرافية من العملة الصعبة 🤔 ونقول لماذا روسيا والصين أصدقاء للمملكة 😂😂
 
اذا لم تخني الذاكرة فقد قرر المغرب منذ سنوات استخراج اليورانيوم ومعالجته في المغرب عوض تصدير خام الفوسفات ثم إشتقاق مادة اليورانيوم منه منما يضيع على المغرب عائدات خرافية من العملة الصعبة 🤔 ونقول لماذا روسيا والصين أصدقاء للمملكة 😂😂
هذا واحده يمكن أن نستفيد منه على المستوى الاقتصادي و حتى على المستوى السياسي (ورقة ضغط)
 

أخطر الأسرار حول البرنامج النووي المغربي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وعلاقته بالمشروع النووي العراقي لصدام حسين


images.jpeg


إعداد: عبد الحميد العوني

رفعت المخابرات الأمريكية السرية عن وثائق حساسة للغاية تحت الرقم “نيسا 85ـ10023 ـ سين” مؤرخة في 1985 تخص دورة الوقود النووي التي توصل إليها العراق، وكيف شارك المغرب في تمرير تكنولوجيا دقيقة عبر أراضيه وتسهيل مخابراته لهذه المهمة، لأن الرئيس صدام حسين تأكد أن جده الصقلي الفاسي، الحسيني النسب، زار المراقد في العراق، وانقطعت الطرق عنه نتيجة حملة نابليون على مصر، فاستقر في تكريت.

وساعد المرحوم الحسن الثاني في تأكيده والعلويين المغاربة على النسب الحسيني للرئيس العراقي الراحل، فازداد تعلق الطرفين ببعضهما البعض وتشاركا هذا السر عبر مخابرات البلدين، للاستفادة من التكنولوجيا النووية الغربية عبر قنوات سرية عملت عليها بغداد والرباط معا في فريقين مختصين، وكادت أن تودي بحياة الحسن الثاني وصدام حسين في 18 يناير 1983.

وجاءت البرقية “السرية جدا” واضحة بالقول: إن البرنامج النووي العراقي هو برنامج نووي مغربي، وأن الرسوم ووسائل الصيانة العالية على أرض مجهزة في وجدة والمعمورة قبل الشحن الجوي الذي كشفه عملاؤنا في العاصمة طرابلس.

وقامت المخابرات الأمريكية بعملية خاصة ومزدوجة بوجدة وغابة المعمورة دمرت خلالها قدرات نووية حساسة في 11 يناير 1983، وهو ما دفع الحسن الثاني إلى أبعاد الدليمي لفشله في حماية “الأمن القومي المغربي”، أو تورطه في الانقلاب الذي أعدته أمريكا في وقت متزامن ضد الحسن الثاني وصدام حسين في نفس الشهر من سنة 1983، ورغم هذه الضربة، وفي أقل من 18 شهرا من هذا الحادث، أعلنت مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية عن وصول العراق إلى دورة الوقود النووي بشراكة المغرب، لأن الملك الحسن الثاني رفع من تورطه في هذا المشروع بعد المساعدة الفرنسية للجانبين العراقي والمغربي، وانكشاف رغبة “السي. آي. إي” للمرة الثانية في التخلص من الملك الراحل.


كل المعلومات التي استقتها إسرائيل عن المفاعل النووي العراقي من عناصر مزدوجة في المغرب، عملت لصالح تل أبيب

كان مهما في سنة 1981، بعد تدمير تل أبيب للمفاعل النووي الرئيسي في العراق، معرفة كل التسهيلات إلى جانب القدرات والمهارات، وقد خطت تل أبيب تقريرا من 25 صفحة عن التسهيلات المغربية التي قدمها الحسن الثاني الذي أشرف شخصيا على تفاصيل هذه المهمة، لكن “الموساد” وصلت إلى كل المعلومات عن طريق عناصر مزدوجة في المغرب عملت لصالح المخابرات الإسرائيلية.

ورأت “السي. آي. إي” الخلاصات التالية:
1) أن تمدد المصالح الأمنية العراقية، عبر البرنامج النووي إلى المغرب، أمر غير مقبول، وغطى الحسن الثاني، أمير المؤمنين من السنة، الحرب على الشيعة، بتكفير قائد الثورةالإيرانية الخميني.

واجتمعت بغداد والرباط حول هذه النقطة امتدادا للمغرب عبر العراق إلى الخليج استفادة من النفط وتكريره، إذ ساهم صدام حسين من ماله الخاص في بناء “لاسامير”.

2) أن المغرب والعراق أنشئا نطاقا عربيا بعيد المدى وشاركا في حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل، بما يؤهل لحرب عربية جديدة ضدها.

3) أن الحسن الثاني أراد ملء الفراغ الذي تركه شاه إيران بالنسبة لمصالح أمريكا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن إسرائيل اعترضت، لأن الملك المغربي حاربها في 1973.

4) أن الحسن الثاني متورط شخصيا في مجهود الوصول إلى دورة الوقود النووي في العراق، وحرص أن تكون القنبلة النووية العراقية قنبلة نووية عربية تشمل الردع الشامل في المنطقة، كما تشمل سحب البساط من تحت تحالف بين دمشق والجزائر العاصمة، ساهم في تصنيع قنابل كيميائية وبرنامج متقدم لم تتخلص منه إسرائيل إلا بعمليات من “الموساد” في الحرب الأهلية السورية انتهت بالإشراف الدولي، والروسي تحديدا، على تفكيكه بشكل كامل.

وساعد المغرب صدام حسين في 64 في المائة من شراءاته في السوق السوداء، خصوصا في صفقة 14 يونيو 1980، واستطاعت المخابرات المغربية الوصول إلى تكنولوجيات فرنسية وأوروبية متقدمة وتمريرها خارج مراقبة الجمارك بطريقة دقيقة، ومرات واسعة النطاق، وبنسبة تصل 78 في المائة على كل التقنيات ذات الاستعمال المزدوج الموجه نحو مركز “تويتة” النووي.

وفور هذه العملية المركبة، قررت الولايات المتحدة وضع الدول العربية المعتدلة تحت نفس معايير المراقبة المشددة الموجهة ضد المحور المنافس (الصمود والتصدي)، ووحدت واشنطن عمل مخابراتها في مطاري بغداد والدار البيضاء، لأن المخاطر العشرة التي جدولتها “السي. آي. إي” تعود إلى:

1) أن المغرب قد يحصل من السوق السوداء على كل التكنولوجيا النووية العراقية في 60 يوما فقط، ويمكنه أن يشغلها، غير أن الحسن الثاني لم تكن لديه أي ثقة في أجهزته لتعاون أغلب قادتها مع مخابرات دولية، وفضل دعم برنامج متكامل في العراق يستفيد منه المغرب “في كل وقت مناسب”، كما يشكل تحديا للمخابرات الجزائرية، وأي مخطط غير تقليدي في حرب ثنائية بين الرباط والجزائر العاصمة.

2) أن 78 في المائة من تكنولوجيا الوقود النووي في السوق السوداء تحت معرفة المخابرات المغربية.

3) أن 82 في المائة من الوسطاء الأوروبيين في البرنامج النووي العراقي تحت معرفة العاصمة الرباط.

4) أن 92 في المائة من الوسطاء الأوروبيين، ممن لديهم ارتباطات ومصالح على الأرض الأمريكية، قدموا تكنولوجيات إلى البرنامج النووي العراقي، تحت نظر ورصد جهاز واحد من أجهزة المخابرات المغربية.

5) تحول القدرات النووية الثانوية، منذ نونبر 1981، إلى قدرة رئيسية محملةعلى الصواريخ تحت أنظار الغرب، ولذلك قررت واشنطن منع المملكة من التسلح بالصواريخ البعيدة المدى، خوفا من نقل هذه التكنولوجيا إلى المغرب وتدمير التوازن في المنطقة، خصوصا مع الجزائر، ووافقت الرباط عن مضض على هذا الشرط الواضح وغير الرسمي من الجانب الأمريكي، وعوضه الحسن الثاني على الفور، ببناء جدار دفاعي في الصحراء يكون مقابلا لهذا التنازل، وساعدت إسرائيل في إنشائه، وضمنت واشنطن منع استهدافه من القوات الجزائرية التي كانت متهيئة لهذا الأمر، وجاءت مذكرات الجنرال الجزائري خالد نزار معززة للمعلومات الأمريكية ذات الصلة.

6) أن المخابرات الأمريكية عرقلت إرسال وفد مغربي من الخبراء إلى مركز “تويتة”، وأراد الحسن الثاني زيارة لائحة من 6 خبراء مغاربة، منهم اثنان خارج تراب المملكة، لهذا المفاعل، ووصلت “الموساد” إليهم جميعا.

وحققت إسرائيل أهدافها بالإغراء والقتل، وحسب التقرير السري لـ”السي. آي. إي”، فإن القدرات النووية تؤكد أن المغرب تحرك تحت السقف الفرنسي، لأن باريس هي المقاول النووي الأول في العراق من جهة، ولأنها تدرك، من جهة أخرى، أن القوة النووية في العراق قادرة على صد الثورة الإيرانية.

وتبعا لتقرير سفارة أمريكا في العاصمة الفرنسية، فإن الاتفاق الفرنسي العراقي في 1976 لبناء مفاعل “تويتة” رفضت بعده باريس بناء هذا المفاعل العراقي على شاكلة المفاعل الفرنسي المستخدم في البرنامج العسكري.

وجرت تجارب محلية لاستخراج البلوتونيوم من الوقود المستهلك، ونجحت أجهزة المغرب في التزويد ونقل وتطوير هذه التقنية من خلال معرفة العاصمة الرباط بمهندسين نوويين فرنسيين.

وكانت الأمور أكثر سهولة في نقل التقديرات التقنية إلى صدام حسين عن طريق ديوان الملك الحسن الثاني، وهو ما جعل محيط الرجلين تحت مراقبة شديدة من “السي. آي. إي”.

لقد لعبت المملكة بشكل جيد، تحت سقف باريس، دورها في دعم الملف النووي العراقي، والوصول مع تحدياته إلى تعريض العلاقات المغربية الفرنسية للخطر في عهد ميتران، وأوقفت “السي. آي. إي” مهام مكتبها بمدينة الدار البيضاء.

وتبعا لتفاصيل هذه الخلفية، فالمسألة النووية جعلت العلاقات الفرنسية المغربية تدخل مرحلة جديدة، انتهت بإبعاد خلية من 4 ضباط مغاربة من التنسيق بين باريس والرباط وبين العواصم الثلاثة: واشنطن، باريس والرباط.

7) المغرب من قدم استفسارا لموسكو عن المساعدة التقنية للبرنامج النووي العراقي، وحاول الحسن الثاني حمل تطمينات صدام حسين للاتحاد السوفياتي، لكن المحاولة باءت بالفشل، للقول أن المشروع غربي، والغرب يرغب في تسقيف الطموح النووي العراقي، ولا يمكن بناء نموذج عراقي عن نموذجين، وقد خاطب الملك الراحل نظيره السوفياتي بالقول: “إنه مشروع مغربي نقلناه إلى العراق كي لا تدخل الجارة الجزائر معنا في حرب، أو ندخل في سباق نووي قد ينتهي بمواجهة عسكرية، والمغرب يريد قدرات، ويعرف كيف يستثمرها في الزمان والمكان المناسبين”.

وتذكر الوثيقة، أن الطريق السريع إلى البلوتونيوم بدأ منذ سنة 1960 مع الاتحاد السوفياتي، وقد عقدت الأحداث مواصلته في 1974، بعد التفجير النووي في الهند في ماي من نفس السنة، وأيضا تقديم المساعدة الأمريكية الواسعة لشاه إيران بإنشاء قدرة نووية جديدة في بلاده عبر مجموعة مفاعلات، وضاعف العراق أربع مرات التمويل في مقابل طهران للحصول على نفس التقنية.

ومن المهم، الإشارة إلى مهمة المغرب الذي ساهم في دعم الشاه في هذه القدرة تحديدا، وبعد الثورة عليه، حول تجربته إلى دعم العراق، وقد استوطنت الدار البيضاء أربعة مكاتب لـ”الوساطة النووية”، إذ حافظ الحسن الثاني على تعدد هذه الشبكات للوصول إلى “تجزيء مفاعل عسكري وحمله وإطلاقه من تكنولوجيا كاملة عبر السوق السوداء”، قبل أن يوافق ملك المغرب على “استضافة بواخر الناتو وكل غواصاته النووية” في وجدة مقابل قاعدة “وهران” البحرية.

وتدخل صدام حسين لدى الحسن الثاني مرتين لتأجيل هذا القرار، وفعلا ألغى الملك الراحل نواة نووية في وجدة، وقام الرئيس العراقي بتمويل احتفاظ المغرب بنسخة من كل ما يشتريه العراق من التكنولوجيا النووية، وبعد ضربة إسرائيل لمفاعله النووي، نقل النسخة من المغرب بنسبة وصلت 87 في المائة، واستعاد المفاعل عمله كاملا في 6 شهور و4 أيام فقط، وهذا بفضل وديعة الحسن الثاني، رغم الضربة الأمريكية لـ 11 يناير.

لم يكن في نظر المخابرات الأمريكية أن المشروع النووي العراقي، مشروع خالص للعراقيين، إذ شاركهم المغرب في كل تفاصيله، فهل الأمر يتعلق بعمل للمناورة قام به الفرنسيون لأنهم العرابون الحقيقيون للنووي العراقي، أم أن القرار قاده الحسن الثاني؟
طرفا المعادلة: الشهود والوثائق، يؤكدان، على حد سواء، أن دعم الحسن الثاني لم يكن مناورة الفرنسيين في بيع تكنولوجيتهم للعراق عبر بلده المغرب كي لا تقلق واشنطن، ولا يصطدم الحليفان الغربيان، وهو ما نجده بشكل ملتبس من قول “السي. آي. إي” أن الفرنسيين كانوا سادة المشروع العراقي، وأن المغرب ساهم بتكنولوجيا ثانية لدعم تجارب ميدانية بخصوص دورة الوقود النووي.

ولم يكن ممكنا للسعوديين القول بأن قنبلة العراق قنبلة إسلامية، لكن الحسن الثاني أعلن هذا التوصيف، ونقلته “السي. آي. إي”، إذ منح للطرفين غطاء لتكفير الخميني لم يتجرأ عليه أي عراقي أو سعودي لوجود شيعة في البلدين.

ومن خلال التسهيلات التي مرت من كل مطارات المملكة، وفي 90 في المائة مطار الرباط سلا، ساد الثأر في علاقة الجميع، تقول وثيقة “السي. آي. إي” الرئيسية حول البرنامج النووي العراقي والمنشورة في سنة 2010 بعد مرور 7 سنوات من إعدام صدام حسين وعقد كامل من وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، ومن المهم أن نعرف أن العراق دفع 4 مرات أعلى من أثمنة السوق لاكتساب تكنولوجيا الوقود النووي، وبهذا التفصيل، أي 50 في المائة إضافية لكل معاملة تحت الإشراف الفرنسي و50 في المائة أخرى إن كانت عبر المغرب أو بمشاركة مغاربة:

100 في المائة على النسخة المحفوظة في المغرب.

50 في المائة على التخزين وباقي الشروط التي توفرها المملكة لهذه التكنولوجيا.

200 في المائة إن كان مصدرها أمريكي.

واستفادت فرنسا في استخراج البلوتونيوم من صفقة جرت بوساطة الحسن الثاني بزيادة 300 إلى 350 في المائة، خلال البنود الثانوية المرافقة للمشروع.

8) اختلف الحسن الثاني وفرانسوا ميتران، بعد قيادة باريس محادثات ثنائية مع العراق عبر الجزائر التي أشرفت في وقت سابق على اتفاق بين الأكراد وبغداد، فغضب ملك المغرب، لأن هذه الخطوة تستهدف عرشه وموقعه الشخصي في المعادلة.

ووصل خلاف الحسن الثاني والرئيس الفرنسي، بسبب نشر كتاب جيل بيرو حول “أسرار القصر العلوي”، إلى انحياز باريس، عبر زوجة ميتران، إلى استقلال الصحراء، “إن واصل المغرب خروجه من الصندوق”.

وتوصل الجانبان إلى تفاهم جزئي جعل مخزن النسخة الثانية من التكنولوجيا النووية المسلمة للعراق، تحت أنظار المخابرات الخارجية الفرنسية، وعادت الأمور إلى مجاريها بوصول “الموساد” إلى كل التفاصيل داخل المغرب عن طريق المخابرات الخارجية الفرنسية دون تمتيعها بتسليم مباشر للمعلومات من باريس.

وتحمل الفرنسيون مسؤوليتهم بسبب اختراق أنظمتهم النووية لمرتين من طرف “الموساد” قصد تدقيقات محددة في البرنامج النووي العراقي، ووافقوا على معالجة محدودة للمركز النووي الرئيسي، واشتعل الخلاف مجددا بين الأطراف، بسبب عدم تمكن باريس من بيع العراق نفس الأشياء المدمرة، لوجود نسخة
الاحتياطي في المغرب.

وفعلا، خسرت فرنسا توقعاتها بسبب الحسن الثاني الذي هدد، كرد فعل، بإطلاق مشروعه النووي، فتدخلت واشنطن لتجاوز الأزمة الكبيرة مع ميتران.

ولم يعرف الجميع إلى الآن سر الخلاف بين الحسن الثاني وميتران، و”الأسبوع” تنشره لأول مرة بكل تفاصيله الحذرة، لأن خسارة باريس لملياري دولار، كانت شديدة على قيادة ونخبة فرنسا.

ولرفع الغلاف المالي، اقترحت باريس بناء مركب مختبري على أراضيها للعمل وتسليم نتائجه إلى العراق.

ودافع صدام حسين على بناء هذا المختبر ضواحي بغداد، وفعلا، وقع الرئيس العراقي مع شركة “سنيا” الإيطالية اتفاقا على إطلاق هذا المشروع في فبراير 1983، بعد شهر واحد من المحاولتين الانقلابيتين الفاشلتين بقيادة “السي. آي. إي” ضد صدام حسين والحسن الثاني.

ولم تستطع المخابرات الأمريكية فهم لعب الحسن الثاني أو على الأقل فهم مربعات تحركه، لقد كان مناورا قد يخطئ في الحركة مرتين، لكن تجاه هدف صحيح.

وكانت فواتير الشركة الإيطالية في الشحن البحري المتعلق بأي تكنولوجيا مزدوجة، للاستعمال العسكري والمدني، أو التكنولوجيا النووية من منشأ مغربي، وهي عملية مركبة لإنجاح المشاريع الحقيقية والمبرمجة على الأراضي العراقية، وقد اعتمدت الشركة على الشركة المتعاقدة معها، وهي شركة مغربية، قبل أن تنقل عمليات الشركة الإيطالية إلى وسيط مباشر من خلال فرع في المغرب (دون أن تكون له وثائق رسمية).

وتشهد “السي. آي. إي” بأن التسهيلات التي قدمت للبرنامج النووي العراقي سمحت باكتمال دورة الوقود النووي في زمن قياسي قبل أي ضربة إسرائيلية، لأن الهدف هو الوصول إلى قدرة رادعة في المجال النووي تمنع المساس بالأمن الجوي والبحري والترابي للعراق.

وشملت هذه التقنيات إعادة تدوير نفايات الوقود النووي وتغطية معدل البلوتونيوم، وخوفا من المزيد من التعاون الإيطالي العراقي، قررت واشنطن نسف هذه الجسور بين روما وبغداد عبر مكتب “السي. آي. إي” في الدار البيضاء وعبر عناصر تابعة لمخابرات المملكة.

ولاحظ العراقيون تلاعبا في أثمنة المشتريات ساهم فيه إيطاليون، فتزعزعت الثقة في “القناة المغربية” القوية في هذا الملف، لأن “الموساد” أرادت تجاوز “عقبة المغرب”، فالمهم لديها هو تمرير التشويش عبر العاصمة الرباط للوصول إلى المشروع النووي العراقي، وواقعا، ضعفت التحفيزات، وأصبحت المسألة صفقات تجارية بدون روح، لأن العراقيين اتخذوا هذه القفزة مع الإيطاليين بعيدا عن استشارة الحسن الثاني، وقد تأكد لصدام حسين أن نائب رئيس الشركة الإيطالية قريب من “الموساد” الإسرائيلي، وأن الشركة ليست لديها القدرات التي تعد بها القذافي، لأن القذافي نفخ في قدرات الإيطاليين، ورد صدام حسين المسألة إلى الحساسية حول مشكل الصحراء بين الراحلين الحسن الثاني والقذافي، لكن رؤية ملك المغرب كانت صائبة، وتأثرت جراء هذه التطورات تفاصيل كثيرة في هذا الملف السري للغاية، إذ الضربات الموجهة كانت تحت القيادة المباشرة من “السي. آي. إي” ضد علاقة صدام حسين والملك الحسن الثاني.

لعبة الملك الحسن الثاني في الخارطة النووية

عندما زار رسميون إيطاليون العراق ومركزه النووي الرئيسي، لم يكن هناك بد من مهاتفة الحسن الثاني لصدام حسين، وأصبح النقاش عميقا حول من يتقدم على فرنسا في العراق.

وفي هذه الأثناء، توصل المغرب بأجهزة لقياس “الإشعاع النووي” من باريس، فكانت فرصة للعاصمة الرباط من أجل إعادة ترتيب الأوراق بين بغداد وفرنسا، وفي جلسات متكررة، تأكد الجميع أن وساطة القذافي “النووية” بين إيطاليا والعراق تتجاوز الخطوط المرسومة.

وعملت طرابلس على العراب الروسي لتمكين وساطتها من النجاح، وتبعا لهذه الحيثيات، كانت الاتصالات مقطوعة، واقترح القذافي تعاونا ليبيا ـ عراقيا- إيطاليا بدعم من موسكو، وهو ما رد عليه الحسن الثاني باتصال هاتفي غير مسبوق مع رئيس المخابرات السوفياتية قالت عنه المخابرات الفرنسية إنه فرصة لرسم الأفق الاستراتيجي، وما يجب على البلدين الحفاظ عليه، وهذه الخطاطة معتمدة إلى الآن مع فيدرالية روسيا.

من المهم، يقول القذافي، “أن ينجح المغرب في صنع قنبلة نووية، لأننا نريد قنبلة تمنع الاستعمار من العودة إلى هذه الدول ـ المغاربية ـ وحماية المنطقة من الخليج إلى المحيط، ما يحمينا هو حجم تصنيعنا لقنبلتنا النووية”، وتبعا لخلاصات “السي. آي. إي” فإن:

1) المغرب نافس القذافي كي يفصل البرنامج العراقي عن الليبي، وأيضا كي لا تكون طرابلس القوة الأولى في شمال إفريقيا راسمة للعبة الإقليمية ومؤثرة على قضية الصحراء، خصوصا بعد الدعم الإيطالي لجزء واسع من البرنامج الليبي والعراقي، والسعي الحثيث لروما من أجل دور معين في الخليج العربي.

2) أن المغرب أراد في مواجهة القذافي، إطلاق برنامج نووي مغربي.

وهكذا تشكلت لعبة الحسن الثاني في الخارطة النووية، وقد تنازل عن هذا المشروع الاستراتيجي مقابل ضمانة أمريكية بإدخال المغرب تحت مظلة “الناتو” النووية لحمايته من الشيوعية السوفياتية، وقد هددت واشنطن الجزائر في حال مساس جيشها بالجدار الدفاعي في الصحراء.

إن معادلة الجدار الدفاعي مقابل “المشروع النووي المغربي”، مسألة دقيقة في ترتيب الأولويات الأمنية في المنطقة المغاربية.
وفي عمق الحسابات التقنية، فإن العراق:

1) توصل إلى دورة الوقود النووي وإلى آلة متقدمة وعالية الأداء تعمل على قطع عناصر الوقود في أول مرحلة من التحويل، وانتقلت هذه الآلية بتجزئتها، إلى ثلاث مراحل، من المغرب.

2) أن العاصمة الرباط طلبت مختبرين إضافيين إلى جانب طلبات الإيطاليين.

3) أن المغرب اعتمد على التكنولوجيا المناهضة للإشعاع في تقديره لأي خطوة لبناء مفاعل نووي باستخدام مزدوج (مدني ـ عسكري).

4) أن خبراء عراقيين قدموا إلى المغرب لمناقشة الحدود التي يمكن الاعتماد فيها على مختبرات “سينا”، وتسلم المغرب 30 مليون دولار لأجل الصيغة الكيميائية لتخصيب اليورانيوم كما في المختبرات الفرنسية، وبقي الأمر حرجا لـ31 يوما، لأن روما رفضت الأسلوب المغربي المعتمد في الملف النووي العراقي، وحافظ صدام حسين على الدور الذي قاده المغرب إلى حين شن الضربة الإسرائيلية على المفاعل النووي العراقي.

وقرر الخبراء العراقيون الخمسة في لقاء الدار البيضاء، مطالبة إيطاليا بإنجاح مفاعلها لوقود النووي وصناعة اليورانيوم الطبيعي وتحديد الآليات لمفاعل يصنع البلوتونيوم.

وذهبت الورقة أبعد في عدم تركيز كل المفاعلات في العراق، ووافق صدام حسين على تمويل كامل لمفاعل صنع البلوتونيوم في المغرب، بشرط عدم إنشائه في وجدة.

وفعلا، قدمت الشركة الإيطالية خارطتين للمشروع في المعمورة، لكن البناية خلقت جدلا غير بريء أراد تأجيل الشق المغربي في الاتفاق مع إيطاليا.

لقد نزلت آلة التمويل الليبية التي قادها القذافي بصفة شخصية لمنع نواة المشروع النووي المغربي، وتحقق للأمريكيين ما يرغبون، لأن لقاء إيطاليا – أمريكيا حدث في سفارة الولايات المتحدة في روما، وجاء بنده الثالث: عدم توسيع المشروع النووي العراقي إلى مشروع عربي إسلامي يشمل دولا أخرى، ولم يكن المقصود، سوى المغرب الذي اقترحه صدام حسين لإنشاء مشروع نووي إقليمي.

لا أحد يعلم مستوى الثقة المعتبر بين الحسن الثاني وصدام حسين، ولا أحد طعن الآخر، واختار أحدهما التضحية في صمت من أجل مشاريع الآخر، فبغداد حمت مصالح المغرب مع الاتحاد السوفياتي، وحمت الرباط مصالح العراق في باريس تحديدا وفي واشنطن أيضا.

الولايات المتحدة تجهض المشروع النووي المغربي

في السفارة الأمريكية في روما، تقرر بشكل نهائي التخلص من توسيع المشروع النووي العربي، وخصوصا عمل المختبرات في المغرب، وتقرر في هذا الصدد:

1) ضرب كل المخزون النووي فوق أراضي الدولة المغربية التابع لها أو لدول أخرى، ومن خلال عمليات خاصة.

2) صنع انقسام بين أجهزة التقدير والاستعلام حول أولوية المشروع النووي بالنسبة للشعب المغربي خصوصا، وأن الجزائر متهيئة لتطوير سلام نووي، إن بدأ المغرب في أي سياق نحو امتلاك الأسلحة غير التقليدية.

3) إطلاق فحص إشعاعي في 7 نقط بالمغرب وبشكل سري، وقد كشفت المخابرات الفرنسية الخارجية التعاقد الذي قام به الدليمي لإنجاز هذا الفحص دون إعلام أي مسؤول آخر مدني أو عسكري، وكان هذا القرار حاسما في إبعاد الدليمي بشكل مباشر وقسري.

وبقرار واشنطن إجهاض البرنامج النووي المغربي، الممول أساسا من العراق ضمن نواة في شمال إفريقيا تؤسس لقنبلة إسلامية، رأى الحسن الثاني الاستفادة من الولايات المتحدة وإسرائيل، لدعمهما المالي واللوجستيكي وللحماية الذرية لجداره الدفاعي في الصحراء.

وحسب البرقية الأمريكية، فإن الرسميين الإيطاليين قبلوا بيع أسلحة ورادارات وأجهزة متطورة إلى الحسن الثاني، لتعزيز دفاعاته في مقابل هجمات البوليساريو، وتبعا لشروط إضافية فرضها الأمريكيون على حلفائهم الإيطاليين، تردد الفرنسيون أكثر في إنشاءاتهم النووية.

تقول الوثيقة الأمريكية: لقد قرر اللقاء في سفارة الولايات المتحدة:

1) تسليم العراقيين نماذج غير مكتملة، لن تفيد المدى المتوسط المعتمد في إنشاء مخطط نووي متكامل، وهكذا خرج الإيطاليون من المأزق مع الأمريكيين والعراقيين، بتسليم بغداد كل النماذج الناقصة عن طريق المغرب.

2) إعادة تقسيم دورة العمل النووي العربي، وإعادة بنائه عبر إيطاليا بين القذافي وصدام حسين، عوض هذا التحالف بين ملك ورئيس في المنطقة.

ولا يمكن في نظر “السي. آي. إي” بناء مشروع يوحد الملكيات والجمهوريات في المنطقة العربية، لأن أهم التقديرات تذهب إلى تخصيص نفس الأرقام المالية في العراق لصالح المغرب، غير أن قدرة العاصمة الرباط يئست سريعا.

إسرائيل راقبت الوضع من خليتها في المغرب

بشكل واسع، تابعت خلية تل أبيب تفاصيل المشروع المغربي الممول من العراق والذي ألغي فيما بعد، بقرار سياسي، وتحولت الرباط إلى مراقبة مائة خبير عراقي تحت التكوين في تكنولوجيا الوقود الحيوي، لأن صدام حسين قرر في 1 إلى عشر تدريبات، أن تكون خارج العراق فيما يخص تجريب القطع الموجهة للبناء، ضمن تسهيلات دورة الوقود النووي.

وكان لدى العراق، حسب الشركة الإيطالية، عالم واحد يراقب الأساسات في بناء المفاعل النووي إلى جانب 4 مهندسين و6 تقنيين بدون عمال لهم “مهارة” في التحويل، أما في الإنشاءات، فهناك فريق من 32 شخصا في التدريب على الآليات وبدون مهندس صيانة أو في النظائر، ولذلك، قام العراق بتمويل فرنسيين عبر المغرب في 7 مهام من أصل 15 مهمة في مفاعل “تويتة”، ولم ينطلق أي خبير من باريس إلى بغداد مباشرة، إذ وصلت العمليات النووية الفرنسية في العراق إلى 250 عملية، ولم تصل مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية “السي. آي. إي” إلى تحديدها كاملة.

ورغم صرف “الموساد” لـ 3 ملايين دولار في المراقبة، لم تتمكن سوى من تفكيك خمس العمليات من أصل 250 عملية فرنسية، لتعقيدات قامت بها باريس عبر المغرب لا غير.
ودخل السوفيات على الخط لعرقلة تمدد المشروع النووي العراقي إلى المغرب أو بقاء الرباط حديقة خلفية للمخابرات الفرنسية لبناء قدة نووية عراقية.

وقررت موسكو في مارس 1984 التوقيع على اتفاق مع العراقيين، لدراسة جدوى لبناء مفاعل نووي، بشرط عدم نقل هذه التكنولوجيا خارج العراق، وفي الشطر الثالث عشر، جاء تدقيق اسم المغرب المؤهل لبناء برنامج نووي لرغبة الملك في هذا الأمر، وقد وجد التمويل العراقي والتكنولوجيا الفرنسية للوصول إلى ذلك.

وراهن الأمريكيون على النزوع التجاري للملك المغربي، بتحويل هذه البنية إلى مصلحة في الصحراء، ومواصلة بعض الأرباح بعد فتح المخابرات الأمريكية العراق على الاستيراد المباشر لمواد نووية من اليابان وهولندا وألمانيا الغربية (قبل توحيدها)، بالإضافة إلى تعايش الفرنسيين والإيطاليين في مركز “تويتة”.

لقد صارت الأمور متقطعة، بعد وصول أول كمبيوتر مرتبط بتخصيب اليورانيوم إلى المغرب ومنه إلى العراق، حسب اللائحة الثانية لوثيقة “السي. آي. إي”، لأن المغرب نجح في صفقة استيراد اليورانيوم الطبيعي للعراقيين في شحنتين من النيجر ومن البرتغال، وسهلت المخابرات الأمريكية شحنتين مشابهتين من البرازيل وإسبانيا بمبالغ مضاعفة، ووصلت الشحنتين الأخيرتين إلى العراق قبل الشحنتين من النيجر والبرتغال، لتبقيا في المغرب 95 يوما إضافية.

وقصدت المخابرات الأمريكية التعطيل التكتيكي وارتفاع الأثمان، لزيادة التكلفة على العراقيين بما يعقد مشروعهم، تقول الصفحة 7 من الوثيقة المفرج عنها في السابع من أكتوبر 2010، وفاوض عملاء العراق انضمام تونس إلى مغامرتهم حول اليورانيوم(1)، خصوصا بين سنوات 1981 و1984.

ولعب الفرنسيون على توسيع تمويل المشروع العربي النووي إلى تونس بعد المغرب، لاستنزاف الأموال العراقية، إذ بيعت المواد النووية بـ 500 في المائة وفي بعض المرات ألف في المائة، وحافظ الحسن الثاني على أن يكون المشروع ثنائيا كي لا يثير في تونس الرئيس الليبي معمر القذافي، وكان لباريس منطق آخر، إذ تدعم توسيع المشروع لإفشاله عبر يد عربية، حيث لا يحتاج الغرب للتدخل.

وبتعبير “السي. آي. إي”، فهذه المغامرة العراقية انتهت بصفقات عسكرية بين الرباط وتونس العاصمة بعد تزويد العراق بـ”ديو كسيد اليورانيوم” من البرازيل في شحنات استمر شحنها سنتين.

وتبعا لهذه الاستراتيجية الجديدة التي أتت في وسط السبعينات، عقب الفشل في الحصول على تسهيلات(2)، فقد اعتمدت على المغرب بنسبة 90 في المائة و10 في المائة على تونس في أمر التسهيلات المباشرة، وانتهت بإفشال فرنسي من خلال صناعة الظروف غير المساعدة، وبعمليات أمريكية خاصة انتهت بصفقات عسكرية تجاه المغرب وتونس، وأخيرا العراق في الحرب العراقية الإيرانية.

ومن وجوه الخطإ في عدم إطلاق مشروع نووي مغربي بتمويل عراقي:

1) إشراف المخابرات المغربية والعراقية على كل تفاصيل المشروع النووي.

2) معارضة الأجهزة المغربية للحسن الثاني في مسعاه الشخصي والاستراتيجي لبناء مشروع عسكري نووي يثير الحليف الغربي في مشكل الصحراء، فيما رأى الملك الراحل أن البرنامج النووي المغربي سينهي ويقبر مشكل الصحراء وإلى الأبد.

ولم يتمكن العراق من تمويل حربين، في الصحراء وضد إيران، لإنجاح المشروع النووي العربي، في ظل تزايد الهجمات النوعية والتكتيكية للبوليساريو كلما وصل الحسن الثاني أو صدام حسين إلى تسهيلات جديدة في المشروع النووي، وقد كان مشروعا للرجلين، واستنزف الغرب البلدين في حربين لم تتوقفا إلا بشرط وقف البرنامج النووي، سلميا أو عسكريا، بشكل كامل في تونس والمغرب والعراق قبل حرب ضروس مع ايران انتهت باستقلالية القرار العراقي، وقبرت نهائيا في حرب الكويت.

وعبر السوقين الرمادي والأسود، بتعبير “السي. آي. إي”، تبضع العراق تقنيته النووية عبر اختراقات نفس السوق والمخابرات الصديقة، وانتهت أنوية المشروع في تونس والمغرب والعراق.

وفي ظل هذه التطورات، تحولت المخابرات العراقية إلى سمسار في السوقين الرمادي والأسود للتقنية النووية، فيما تواصلت مع “السي. آي. إي” عبر عملاء يستطيعون الوصول إلى خرق الشحنات للخطوط الحمراء التي سطرتها واشنطن.

وفعلا، تدخلت “السي. آي. إي” في تفاصيل الصفقات، ونجح العراق في استعمال الوسطاء الأوروبيين، وشجعت واشنطن ذلك كي يلتزم المصدرون المباشرون إلى العراق بالقواعد الجمركية، والهدف: قتل جنين المشروع النووي في المغرب، وربما في تونس إن واصلت التعاطي مع تكنولوجيا اليورانيوم، لكن الحسن الثاني وقع اتفاقا لاستمرار المغامرة بلغة “السي. آي. إي”.

الحسن الثاني بدأ باستخراج اليورانيوم من الفوسفاط عبر الشركة التعدينية “أرميكو” التي كان مقرها في الأردن، وضغط العراق على الشركة وعلى نائب رئيسها عبد الرزاق القاسم الهاشمي، لعقد اتفاق نووي مع البرازيل يغطي على استخراج اليورانيوم في المغرب

تقول “السي. آي. إي”: إن المغرب بدأ في مغامرة استخراج اليورانيوم من الفوسفاط عام 1983 عبر شركة “أرميكو”(4) التي ضغط العراق بقوة على نائب رئيسها عبد الرزاق القاسم الهاشمي، لعقد اتفاق نووي مع البرازيل يغطي على نشاط استخراج نفس الشركة لليورانيوم من الفوسفاط المغربي.

وفي هذه الخطوة الجريئة للغاية، تدخلت إسرائيل بقتل خبراء المغرب دون متابعة لدفن المشروع الرائد، ولم تستطع العاصمة الرباط وأجهزة الاستخبارات في المغرب تأمين المشروع، لأن تحالف “السي. آي. إي” و”الموساد” في المملكة، أعطى للحسن الثاني إشارة أكدت أن نظامه في خطر جدا إن واصل هذا المسار.

ونجح الغرب في محاصرة هذا الأفق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال تملك الأوروبيين لكل مفاتيح الاستراتيجية النووية الجديدة قصد كبحها، وبالتالي، إقبار مشاريعها، وخصوصا الطويلة الأمد، فبغداد التي خدمت مصالحها بعيدا عن قطبية الحرب الباردة، زودتها البرتغال بـ 60 في المائة من الزيت المحرك لإدارة خامة اليورانيوم، واحتكرت فرنسا عمليات الصيانة، وإيطاليا باقي العمليات، بما جعل صدام حسين لدى موسكو، مجرد حليف لفرنسا وإيطاليا، وهو ما دعم نظرة الحسن الثاني “الغربية” حول المتوسط والحوار العربي الأوروبي.

وحسب السفارة الأمريكية في باريس، فإن نظام البعث الحاكم في بغداد، سلم التجارة إلى روسيا، وسلم الغرب بناء مشروعه النووي، وهذا غير موفق لوجود حماية الدولة العراقية للتجارة والمقاولين المحليين، ودعت روما، في ظل رغبة إسرائيل وأمريكا في تدمير أنوية هذه المشاريع النووية المتقدمة في العراق والمتوسطة الفعالية في المغرب والقائمة على مشاريع مرتقبة في تونس، إلى اجتماع لحسم نقط الخلاف، لكن واشنطن أرادت المراوغة عبر دول غرب أوروبا، كي لا يذهب العراقيون إلى الاتحاد السوفياتي، وبعدها يمكن تدمير ما توصلت إليه بغداد في ضربة جوية واحدة.

أما بالنسبة للمغرب، فإن عملية خاصة من 45 دقيقة، كانت كفيلة بإنهاء المخزون النووي الأولي الذي لدى الحسن الثاني، وكتب الإيطاليون تقريرا عن حجم الرشاوى في البرنامج، مما عقد تقدمه، وساهم الإعلام القريب من إسرائيل على هذه النقطة، لكن المخابرات العسكرية قررت المتابعة في الدول الثلاثة ونجحت في اغتيالات داخل الدول الثلاثة (العراق والمغرب وتونس)، لذلك، لا يمكن في نظر “السي. آي. إي” الحديث عن تقدم أمام هذه التبعية الشديدة لتكنولوجيا الغرب.

وفكر الحسن الثاني في تقنية مغربية لاستخراج اليورانيوم، اضطرت معها “الموساد” إلى اغتيال كل المهندسين المشرفين، وحاولت قتل الملك الراحل، وخلص الأمريكيون إلى:

1) قطع التحويل غير المباشر للتكنولوجيا النووية الغربية إلى المغرب كليا، وتصفية مشروع استخراج اليورانيوم من الفوسفاط.

2) تهديد نظام الحسن الثاني مباشرة إن واصل سعيه لقدرات نووية، مع تسليمه كل الامتيازات الجيواستراتيجية التي يمكن أن يوفرها الامتياز النووي لصالح المغرب في قضية الصحراء، ولذلك، حمت الولايات المتحدة بناء الجدار الدفاعي.

3) منع المخابرات المغربية من أي خلية نووية وتحت أي مسمى.

4) حرمان الجيش المغربي من الصحراء أو من البرنامج النووي، ومنع التدريس أو المتابعة في مشروع نووي قادم بعد الحسن الثاني، ولا يزال هذا الحظر قائما إلى هذه اللحظة.
 

روسيا مهتمة ببناء محطة نووية في المغرب​

روسيا مهتمة ببناء محطة نووية في المغرب


أ.ف.ب

12 أكتوبر 2022 -

أفادت وكالة “تاس” الروسية بأن الحكومة الروسية صادقت على اتفاقية تعاون مع المغرب في مجال الطاقة النووية السلمية.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” أن مشروع اتفاقية التعاون بين روسيا والمغرب، يتضمن بناء محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في المغرب.

وذكرت المصادر الروسية أن مشروع الاتفاقية قدم من طرف شركة الطاقة الذرية الحكومية “روساتوم” بالاتفاق مع وزارة الخارجية وسلطات تنفيذية أخرى عملت سابقا مع المغرب في مجال الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وتنص الاتفاقية على التعاون بين البلدين في 14 مجالا، حيث ستساعد روسيا المغرب في إنشاء وتحسين البنية التحتية للطاقة النووية وتصميم وبناء المفاعلات النووية، وكذلك محطات تحلية المياه والمواد المشعة.

وأوردت الصحف الروسية أن روسيا ستساعد المغرب في التنقيب على رواسب اليورانيوم وتطويرها، ودراسة الموارد المعدنية في البلاد، وتدريب الأطر العاملة في محطات الطاقة النووية.

وكان المغرب قد وقع عام 2018 مذكرة تفاهم مع روسيا حول التعاون المشترك في مجالات استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية
 

عملية إغتيال العالم الفيزيائي رشيد الإدريسي عام 1971​


المهندس رشيد الإدريسي الوطاطي = أول... - Oulad Outat El Haj a L ...


ورد في كتاب “الدكتورعبد الهادي التازي في تاريخ تازة” لمؤلفه محمد العلوي الباهي، طبعة الرباط 2014، ترجمة للمهندس مولاي رشيد الإدريسي، والذي يتحدر من “أوطاط الحاج” الواقعة جنوب تازة، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم بولمان.

رشيد الإدريسي..المهندس الذي استخرج اليورانيوم من الفوسفاط​

مولاي رشيد الإدريسي من مواليد سنة 1939 بمنطقة أوطاط الحاج، درس الابتدائي هناك والثانوي ب “كوليج بير بير سابقا” (طارق بن زياد حاليا)، وبعد حصوله على البكالوريا، انتقل إلى الرباط وتابع دراسته في الكيمياء، ثم إلى فرنسا حيث تعمق في أبحاثه ودراساته الجامعية، والتي توجها بإحرازه على دكتوراه الدولة في الكيمياء النووية.

ويعد المهندس “رشيد الإدريسي”، أول كيميائي مغربي استطاع استخراج “اليورانيوم” من الفوسفاط، ما دام تخصصه كان هو “الطاقة النووية”.

ويتذكر عبد الهادي التازي، أنه في عام 1964، وبدار الشباب بمدينة تازة الجديدة التي كانت توجد بشارع محمد القصباوي، كان مبهورا رفقة مجموعة من الشباب، من هذا الشاب المهندس، والذي كان يبلغ حينها 25 سنة، والذي كان يزور المنطقة صحبة مجموعة من الشخصيات هم خبراء في التنمية من منظمة اليونسكو. وهو الذي طلب مجالسة هؤلاء الشباب، وقدم لهم نفسه مهندسا في الكيمياء، وتبين أنه قام بإنجازات تربوية واجتماعية وثقافية وفلاحية بمساعدة أبناء تازة، خاصة بمسقط رأسه “أوطاط الحاج”، وعمل على تأسيس تعاونية فلاحية ومزرعة نموذجية على أطراف وادي ملوية وسعى مع المصالح المختصة على بناء ثانوية وتوزيع الكتب ولوازم الدراسة، يتذكرها أهل البلد بكثير من الفخر والاعتزاز. هذه الطاقة الخلاقة والجذوة المستعرة، ستنطفئ يوم الإثنين 18 أكتوبر 1971، إثر حادثة سير على قنطرة أبي رقراق ما بين الرباط وسلا في عملية مدبرة من جهات خارجية.

وفاة شاب طموح​

في 32 من عمره، توفي رشيد الإدريسي إثر اغتيال مدبر وتصفية بعد سبق إصرار وترصد، هي بالتأكيد خسارة كبيرة للمغرب.

رفض الإغراءات الغربية، وعاد ليسهم في رقي بلده وموطنه بروح وطنية عالية على المستوى السياسي والنقابي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. كما واصل أبحاثه العلمية، وبآسفي أجرى أبحاثا مخبرية كللت بنجاح باهر تمثل في اكتشاف نسبة عالية من اليورانيوم في الفوسفاط المغربي، عمود اقتصاد المملكة، وما إن خرجت تصريحاته إلى العلن من أبحاث عبر الصحافة، وأشاعتها وكالات الأنباء الدولية بكون شاب مغربي متخصص في الطاقة الذرية بإمكانه ( في نهاية الستينات) إنتاج 72 ألف طن من اليورانيوم سنويا انطلاقا من الفوسفاط، وبثمن زهيد، إثر أبحاث مضنية ودراسات في مجال الهندسة الكيميائية والصناعات الذرية، بعد حصوله على شهادة المعهد الوطني للعلوم والتقنيات النووية بفرنسا، حتى أشادت به وسائل الإعلام من خلال إبراز معطياته وأرقامه وصيغه الكيميائية وحساباته الدقيقة ونتائجه الباهرة، استقتها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الكائن مقرها بفيينا.

ما جلب عليه مكر القوى الحاقدة على التقدم العلمي بالعالم الثالث والعربي الإسلامي على وجه الخصوص، فرصدت اكتشافاته المخابرات الصهيونية وظلت ترصد تحركاته إلى أن لقي حتفه في ظروف غامضة ( من خلال حادثة سير غير متوقعة) يوم 18 أكتوبر 1971 في طريقه من الرباط إلى مسقط الرأس (أوطاط الحاج)، عند مدخل مدينة سلا.

يقول عنه زميله ورفيق دربه المهندس (محمد أيت قدور):” إنه راح ضحية انخراطه في التأسيس لمشروع دفاعي عربي مبني على امتلاك العلم والمعرفة والاقتدار.
 

عملية إغتيال العالم الفيزيائي رشيد الإدريسي عام 1971​


المهندس رشيد الإدريسي الوطاطي = أول... - Oulad Outat El Haj a L ...


ورد في كتاب “الدكتورعبد الهادي التازي في تاريخ تازة” لمؤلفه محمد العلوي الباهي، طبعة الرباط 2014، ترجمة للمهندس مولاي رشيد الإدريسي، والذي يتحدر من “أوطاط الحاج” الواقعة جنوب تازة، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم بولمان.

رشيد الإدريسي..المهندس الذي استخرج اليورانيوم من الفوسفاط​

مولاي رشيد الإدريسي من مواليد سنة 1939 بمنطقة أوطاط الحاج، درس الابتدائي هناك والثانوي ب “كوليج بير بير سابقا” (طارق بن زياد حاليا)، وبعد حصوله على البكالوريا، انتقل إلى الرباط وتابع دراسته في الكيمياء، ثم إلى فرنسا حيث تعمق في أبحاثه ودراساته الجامعية، والتي توجها بإحرازه على دكتوراه الدولة في الكيمياء النووية.

ويعد المهندس “رشيد الإدريسي”، أول كيميائي مغربي استطاع استخراج “اليورانيوم” من الفوسفاط، ما دام تخصصه كان هو “الطاقة النووية”.

ويتذكر عبد الهادي التازي، أنه في عام 1964، وبدار الشباب بمدينة تازة الجديدة التي كانت توجد بشارع محمد القصباوي، كان مبهورا رفقة مجموعة من الشباب، من هذا الشاب المهندس، والذي كان يبلغ حينها 25 سنة، والذي كان يزور المنطقة صحبة مجموعة من الشخصيات هم خبراء في التنمية من منظمة اليونسكو. وهو الذي طلب مجالسة هؤلاء الشباب، وقدم لهم نفسه مهندسا في الكيمياء، وتبين أنه قام بإنجازات تربوية واجتماعية وثقافية وفلاحية بمساعدة أبناء تازة، خاصة بمسقط رأسه “أوطاط الحاج”، وعمل على تأسيس تعاونية فلاحية ومزرعة نموذجية على أطراف وادي ملوية وسعى مع المصالح المختصة على بناء ثانوية وتوزيع الكتب ولوازم الدراسة، يتذكرها أهل البلد بكثير من الفخر والاعتزاز. هذه الطاقة الخلاقة والجذوة المستعرة، ستنطفئ يوم الإثنين 18 أكتوبر 1971، إثر حادثة سير على قنطرة أبي رقراق ما بين الرباط وسلا في عملية مدبرة من جهات خارجية.

وفاة شاب طموح​

في 32 من عمره، توفي رشيد الإدريسي إثر اغتيال مدبر وتصفية بعد سبق إصرار وترصد، هي بالتأكيد خسارة كبيرة للمغرب.

رفض الإغراءات الغربية، وعاد ليسهم في رقي بلده وموطنه بروح وطنية عالية على المستوى السياسي والنقابي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. كما واصل أبحاثه العلمية، وبآسفي أجرى أبحاثا مخبرية كللت بنجاح باهر تمثل في اكتشاف نسبة عالية من اليورانيوم في الفوسفاط المغربي، عمود اقتصاد المملكة، وما إن خرجت تصريحاته إلى العلن من أبحاث عبر الصحافة، وأشاعتها وكالات الأنباء الدولية بكون شاب مغربي متخصص في الطاقة الذرية بإمكانه ( في نهاية الستينات) إنتاج 72 ألف طن من اليورانيوم سنويا انطلاقا من الفوسفاط، وبثمن زهيد، إثر أبحاث مضنية ودراسات في مجال الهندسة الكيميائية والصناعات الذرية، بعد حصوله على شهادة المعهد الوطني للعلوم والتقنيات النووية بفرنسا، حتى أشادت به وسائل الإعلام من خلال إبراز معطياته وأرقامه وصيغه الكيميائية وحساباته الدقيقة ونتائجه الباهرة، استقتها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الكائن مقرها بفيينا.

ما جلب عليه مكر القوى الحاقدة على التقدم العلمي بالعالم الثالث والعربي الإسلامي على وجه الخصوص، فرصدت اكتشافاته المخابرات الصهيونية وظلت ترصد تحركاته إلى أن لقي حتفه في ظروف غامضة ( من خلال حادثة سير غير متوقعة) يوم 18 أكتوبر 1971 في طريقه من الرباط إلى مسقط الرأس (أوطاط الحاج)، عند مدخل مدينة سلا.

يقول عنه زميله ورفيق دربه المهندس (محمد أيت قدور):” إنه راح ضحية انخراطه في التأسيس لمشروع دفاعي عربي مبني على امتلاك العلم والمعرفة والاقتدار.
في منتصف الثمانينات تعرض كثير من الباحثين المغاربة في الهندسة النووية للتصفية في صمت كامل و الفاعل لم يعرف و سجلت اغلبها في خانة الانتحار بالسقوط من النافذة و كانت تلك الرسالة واضحة للحسن الثاني للتوقف عن طموحاته الغير مقبولة اذذاك لبناء مشروع نووي مغربي لمواجهة الخصاص الطاقي في المغرب .
 

أخطر الأسرار حول البرنامج النووي المغربي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وعلاقته بالمشروع النووي العراقي لصدام حسين


مشاهدة المرفق 138065

إعداد: عبد الحميد العوني

رفعت المخابرات الأمريكية السرية عن وثائق حساسة للغاية تحت الرقم “نيسا 85ـ10023 ـ سين” مؤرخة في 1985 تخص دورة الوقود النووي التي توصل إليها العراق، وكيف شارك المغرب في تمرير تكنولوجيا دقيقة عبر أراضيه وتسهيل مخابراته لهذه المهمة، لأن الرئيس صدام حسين تأكد أن جده الصقلي الفاسي، الحسيني النسب، زار المراقد في العراق، وانقطعت الطرق عنه نتيجة حملة نابليون على مصر، فاستقر في تكريت.

وساعد المرحوم الحسن الثاني في تأكيده والعلويين المغاربة على النسب الحسيني للرئيس العراقي الراحل، فازداد تعلق الطرفين ببعضهما البعض وتشاركا هذا السر عبر مخابرات البلدين، للاستفادة من التكنولوجيا النووية الغربية عبر قنوات سرية عملت عليها بغداد والرباط معا في فريقين مختصين، وكادت أن تودي بحياة الحسن الثاني وصدام حسين في 18 يناير 1983.

وجاءت البرقية “السرية جدا” واضحة بالقول: إن البرنامج النووي العراقي هو برنامج نووي مغربي، وأن الرسوم ووسائل الصيانة العالية على أرض مجهزة في وجدة والمعمورة قبل الشحن الجوي الذي كشفه عملاؤنا في العاصمة طرابلس.

وقامت المخابرات الأمريكية بعملية خاصة ومزدوجة بوجدة وغابة المعمورة دمرت خلالها قدرات نووية حساسة في 11 يناير 1983، وهو ما دفع الحسن الثاني إلى أبعاد الدليمي لفشله في حماية “الأمن القومي المغربي”، أو تورطه في الانقلاب الذي أعدته أمريكا في وقت متزامن ضد الحسن الثاني وصدام حسين في نفس الشهر من سنة 1983، ورغم هذه الضربة، وفي أقل من 18 شهرا من هذا الحادث، أعلنت مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية عن وصول العراق إلى دورة الوقود النووي بشراكة المغرب، لأن الملك الحسن الثاني رفع من تورطه في هذا المشروع بعد المساعدة الفرنسية للجانبين العراقي والمغربي، وانكشاف رغبة “السي. آي. إي” للمرة الثانية في التخلص من الملك الراحل.


كل المعلومات التي استقتها إسرائيل عن المفاعل النووي العراقي من عناصر مزدوجة في المغرب، عملت لصالح تل أبيب

كان مهما في سنة 1981، بعد تدمير تل أبيب للمفاعل النووي الرئيسي في العراق، معرفة كل التسهيلات إلى جانب القدرات والمهارات، وقد خطت تل أبيب تقريرا من 25 صفحة عن التسهيلات المغربية التي قدمها الحسن الثاني الذي أشرف شخصيا على تفاصيل هذه المهمة، لكن “الموساد” وصلت إلى كل المعلومات عن طريق عناصر مزدوجة في المغرب عملت لصالح المخابرات الإسرائيلية.

ورأت “السي. آي. إي” الخلاصات التالية:
1) أن تمدد المصالح الأمنية العراقية، عبر البرنامج النووي إلى المغرب، أمر غير مقبول، وغطى الحسن الثاني، أمير المؤمنين من السنة، الحرب على الشيعة، بتكفير قائد الثورةالإيرانية الخميني.

واجتمعت بغداد والرباط حول هذه النقطة امتدادا للمغرب عبر العراق إلى الخليج استفادة من النفط وتكريره، إذ ساهم صدام حسين من ماله الخاص في بناء “لاسامير”.

2) أن المغرب والعراق أنشئا نطاقا عربيا بعيد المدى وشاركا في حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل، بما يؤهل لحرب عربية جديدة ضدها.

3) أن الحسن الثاني أراد ملء الفراغ الذي تركه شاه إيران بالنسبة لمصالح أمريكا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن إسرائيل اعترضت، لأن الملك المغربي حاربها في 1973.

4) أن الحسن الثاني متورط شخصيا في مجهود الوصول إلى دورة الوقود النووي في العراق، وحرص أن تكون القنبلة النووية العراقية قنبلة نووية عربية تشمل الردع الشامل في المنطقة، كما تشمل سحب البساط من تحت تحالف بين دمشق والجزائر العاصمة، ساهم في تصنيع قنابل كيميائية وبرنامج متقدم لم تتخلص منه إسرائيل إلا بعمليات من “الموساد” في الحرب الأهلية السورية انتهت بالإشراف الدولي، والروسي تحديدا، على تفكيكه بشكل كامل.

وساعد المغرب صدام حسين في 64 في المائة من شراءاته في السوق السوداء، خصوصا في صفقة 14 يونيو 1980، واستطاعت المخابرات المغربية الوصول إلى تكنولوجيات فرنسية وأوروبية متقدمة وتمريرها خارج مراقبة الجمارك بطريقة دقيقة، ومرات واسعة النطاق، وبنسبة تصل 78 في المائة على كل التقنيات ذات الاستعمال المزدوج الموجه نحو مركز “تويتة” النووي.

وفور هذه العملية المركبة، قررت الولايات المتحدة وضع الدول العربية المعتدلة تحت نفس معايير المراقبة المشددة الموجهة ضد المحور المنافس (الصمود والتصدي)، ووحدت واشنطن عمل مخابراتها في مطاري بغداد والدار البيضاء، لأن المخاطر العشرة التي جدولتها “السي. آي. إي” تعود إلى:

1) أن المغرب قد يحصل من السوق السوداء على كل التكنولوجيا النووية العراقية في 60 يوما فقط، ويمكنه أن يشغلها، غير أن الحسن الثاني لم تكن لديه أي ثقة في أجهزته لتعاون أغلب قادتها مع مخابرات دولية، وفضل دعم برنامج متكامل في العراق يستفيد منه المغرب “في كل وقت مناسب”، كما يشكل تحديا للمخابرات الجزائرية، وأي مخطط غير تقليدي في حرب ثنائية بين الرباط والجزائر العاصمة.

2) أن 78 في المائة من تكنولوجيا الوقود النووي في السوق السوداء تحت معرفة المخابرات المغربية.

3) أن 82 في المائة من الوسطاء الأوروبيين في البرنامج النووي العراقي تحت معرفة العاصمة الرباط.

4) أن 92 في المائة من الوسطاء الأوروبيين، ممن لديهم ارتباطات ومصالح على الأرض الأمريكية، قدموا تكنولوجيات إلى البرنامج النووي العراقي، تحت نظر ورصد جهاز واحد من أجهزة المخابرات المغربية.

5) تحول القدرات النووية الثانوية، منذ نونبر 1981، إلى قدرة رئيسية محملةعلى الصواريخ تحت أنظار الغرب، ولذلك قررت واشنطن منع المملكة من التسلح بالصواريخ البعيدة المدى، خوفا من نقل هذه التكنولوجيا إلى المغرب وتدمير التوازن في المنطقة، خصوصا مع الجزائر، ووافقت الرباط عن مضض على هذا الشرط الواضح وغير الرسمي من الجانب الأمريكي، وعوضه الحسن الثاني على الفور، ببناء جدار دفاعي في الصحراء يكون مقابلا لهذا التنازل، وساعدت إسرائيل في إنشائه، وضمنت واشنطن منع استهدافه من القوات الجزائرية التي كانت متهيئة لهذا الأمر، وجاءت مذكرات الجنرال الجزائري خالد نزار معززة للمعلومات الأمريكية ذات الصلة.

6) أن المخابرات الأمريكية عرقلت إرسال وفد مغربي من الخبراء إلى مركز “تويتة”، وأراد الحسن الثاني زيارة لائحة من 6 خبراء مغاربة، منهم اثنان خارج تراب المملكة، لهذا المفاعل، ووصلت “الموساد” إليهم جميعا.

وحققت إسرائيل أهدافها بالإغراء والقتل، وحسب التقرير السري لـ”السي. آي. إي”، فإن القدرات النووية تؤكد أن المغرب تحرك تحت السقف الفرنسي، لأن باريس هي المقاول النووي الأول في العراق من جهة، ولأنها تدرك، من جهة أخرى، أن القوة النووية في العراق قادرة على صد الثورة الإيرانية.

وتبعا لتقرير سفارة أمريكا في العاصمة الفرنسية، فإن الاتفاق الفرنسي العراقي في 1976 لبناء مفاعل “تويتة” رفضت بعده باريس بناء هذا المفاعل العراقي على شاكلة المفاعل الفرنسي المستخدم في البرنامج العسكري.

وجرت تجارب محلية لاستخراج البلوتونيوم من الوقود المستهلك، ونجحت أجهزة المغرب في التزويد ونقل وتطوير هذه التقنية من خلال معرفة العاصمة الرباط بمهندسين نوويين فرنسيين.

وكانت الأمور أكثر سهولة في نقل التقديرات التقنية إلى صدام حسين عن طريق ديوان الملك الحسن الثاني، وهو ما جعل محيط الرجلين تحت مراقبة شديدة من “السي. آي. إي”.

لقد لعبت المملكة بشكل جيد، تحت سقف باريس، دورها في دعم الملف النووي العراقي، والوصول مع تحدياته إلى تعريض العلاقات المغربية الفرنسية للخطر في عهد ميتران، وأوقفت “السي. آي. إي” مهام مكتبها بمدينة الدار البيضاء.

وتبعا لتفاصيل هذه الخلفية، فالمسألة النووية جعلت العلاقات الفرنسية المغربية تدخل مرحلة جديدة، انتهت بإبعاد خلية من 4 ضباط مغاربة من التنسيق بين باريس والرباط وبين العواصم الثلاثة: واشنطن، باريس والرباط.

7) المغرب من قدم استفسارا لموسكو عن المساعدة التقنية للبرنامج النووي العراقي، وحاول الحسن الثاني حمل تطمينات صدام حسين للاتحاد السوفياتي، لكن المحاولة باءت بالفشل، للقول أن المشروع غربي، والغرب يرغب في تسقيف الطموح النووي العراقي، ولا يمكن بناء نموذج عراقي عن نموذجين، وقد خاطب الملك الراحل نظيره السوفياتي بالقول: “إنه مشروع مغربي نقلناه إلى العراق كي لا تدخل الجارة الجزائر معنا في حرب، أو ندخل في سباق نووي قد ينتهي بمواجهة عسكرية، والمغرب يريد قدرات، ويعرف كيف يستثمرها في الزمان والمكان المناسبين”.

وتذكر الوثيقة، أن الطريق السريع إلى البلوتونيوم بدأ منذ سنة 1960 مع الاتحاد السوفياتي، وقد عقدت الأحداث مواصلته في 1974، بعد التفجير النووي في الهند في ماي من نفس السنة، وأيضا تقديم المساعدة الأمريكية الواسعة لشاه إيران بإنشاء قدرة نووية جديدة في بلاده عبر مجموعة مفاعلات، وضاعف العراق أربع مرات التمويل في مقابل طهران للحصول على نفس التقنية.

ومن المهم، الإشارة إلى مهمة المغرب الذي ساهم في دعم الشاه في هذه القدرة تحديدا، وبعد الثورة عليه، حول تجربته إلى دعم العراق، وقد استوطنت الدار البيضاء أربعة مكاتب لـ”الوساطة النووية”، إذ حافظ الحسن الثاني على تعدد هذه الشبكات للوصول إلى “تجزيء مفاعل عسكري وحمله وإطلاقه من تكنولوجيا كاملة عبر السوق السوداء”، قبل أن يوافق ملك المغرب على “استضافة بواخر الناتو وكل غواصاته النووية” في وجدة مقابل قاعدة “وهران” البحرية.

وتدخل صدام حسين لدى الحسن الثاني مرتين لتأجيل هذا القرار، وفعلا ألغى الملك الراحل نواة نووية في وجدة، وقام الرئيس العراقي بتمويل احتفاظ المغرب بنسخة من كل ما يشتريه العراق من التكنولوجيا النووية، وبعد ضربة إسرائيل لمفاعله النووي، نقل النسخة من المغرب بنسبة وصلت 87 في المائة، واستعاد المفاعل عمله كاملا في 6 شهور و4 أيام فقط، وهذا بفضل وديعة الحسن الثاني، رغم الضربة الأمريكية لـ 11 يناير.

لم يكن في نظر المخابرات الأمريكية أن المشروع النووي العراقي، مشروع خالص للعراقيين، إذ شاركهم المغرب في كل تفاصيله، فهل الأمر يتعلق بعمل للمناورة قام به الفرنسيون لأنهم العرابون الحقيقيون للنووي العراقي، أم أن القرار قاده الحسن الثاني؟
طرفا المعادلة: الشهود والوثائق، يؤكدان، على حد سواء، أن دعم الحسن الثاني لم يكن مناورة الفرنسيين في بيع تكنولوجيتهم للعراق عبر بلده المغرب كي لا تقلق واشنطن، ولا يصطدم الحليفان الغربيان، وهو ما نجده بشكل ملتبس من قول “السي. آي. إي” أن الفرنسيين كانوا سادة المشروع العراقي، وأن المغرب ساهم بتكنولوجيا ثانية لدعم تجارب ميدانية بخصوص دورة الوقود النووي.

ولم يكن ممكنا للسعوديين القول بأن قنبلة العراق قنبلة إسلامية، لكن الحسن الثاني أعلن هذا التوصيف، ونقلته “السي. آي. إي”، إذ منح للطرفين غطاء لتكفير الخميني لم يتجرأ عليه أي عراقي أو سعودي لوجود شيعة في البلدين.

ومن خلال التسهيلات التي مرت من كل مطارات المملكة، وفي 90 في المائة مطار الرباط سلا، ساد الثأر في علاقة الجميع، تقول وثيقة “السي. آي. إي” الرئيسية حول البرنامج النووي العراقي والمنشورة في سنة 2010 بعد مرور 7 سنوات من إعدام صدام حسين وعقد كامل من وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، ومن المهم أن نعرف أن العراق دفع 4 مرات أعلى من أثمنة السوق لاكتساب تكنولوجيا الوقود النووي، وبهذا التفصيل، أي 50 في المائة إضافية لكل معاملة تحت الإشراف الفرنسي و50 في المائة أخرى إن كانت عبر المغرب أو بمشاركة مغاربة:

100 في المائة على النسخة المحفوظة في المغرب.

50 في المائة على التخزين وباقي الشروط التي توفرها المملكة لهذه التكنولوجيا.

200 في المائة إن كان مصدرها أمريكي.

واستفادت فرنسا في استخراج البلوتونيوم من صفقة جرت بوساطة الحسن الثاني بزيادة 300 إلى 350 في المائة، خلال البنود الثانوية المرافقة للمشروع.

8) اختلف الحسن الثاني وفرانسوا ميتران، بعد قيادة باريس محادثات ثنائية مع العراق عبر الجزائر التي أشرفت في وقت سابق على اتفاق بين الأكراد وبغداد، فغضب ملك المغرب، لأن هذه الخطوة تستهدف عرشه وموقعه الشخصي في المعادلة.

ووصل خلاف الحسن الثاني والرئيس الفرنسي، بسبب نشر كتاب جيل بيرو حول “أسرار القصر العلوي”، إلى انحياز باريس، عبر زوجة ميتران، إلى استقلال الصحراء، “إن واصل المغرب خروجه من الصندوق”.

وتوصل الجانبان إلى تفاهم جزئي جعل مخزن النسخة الثانية من التكنولوجيا النووية المسلمة للعراق، تحت أنظار المخابرات الخارجية الفرنسية، وعادت الأمور إلى مجاريها بوصول “الموساد” إلى كل التفاصيل داخل المغرب عن طريق المخابرات الخارجية الفرنسية دون تمتيعها بتسليم مباشر للمعلومات من باريس.

وتحمل الفرنسيون مسؤوليتهم بسبب اختراق أنظمتهم النووية لمرتين من طرف “الموساد” قصد تدقيقات محددة في البرنامج النووي العراقي، ووافقوا على معالجة محدودة للمركز النووي الرئيسي، واشتعل الخلاف مجددا بين الأطراف، بسبب عدم تمكن باريس من بيع العراق نفس الأشياء المدمرة، لوجود نسخة
الاحتياطي في المغرب.

وفعلا، خسرت فرنسا توقعاتها بسبب الحسن الثاني الذي هدد، كرد فعل، بإطلاق مشروعه النووي، فتدخلت واشنطن لتجاوز الأزمة الكبيرة مع ميتران.

ولم يعرف الجميع إلى الآن سر الخلاف بين الحسن الثاني وميتران، و”الأسبوع” تنشره لأول مرة بكل تفاصيله الحذرة، لأن خسارة باريس لملياري دولار، كانت شديدة على قيادة ونخبة فرنسا.

ولرفع الغلاف المالي، اقترحت باريس بناء مركب مختبري على أراضيها للعمل وتسليم نتائجه إلى العراق.

ودافع صدام حسين على بناء هذا المختبر ضواحي بغداد، وفعلا، وقع الرئيس العراقي مع شركة “سنيا” الإيطالية اتفاقا على إطلاق هذا المشروع في فبراير 1983، بعد شهر واحد من المحاولتين الانقلابيتين الفاشلتين بقيادة “السي. آي. إي” ضد صدام حسين والحسن الثاني.

ولم تستطع المخابرات الأمريكية فهم لعب الحسن الثاني أو على الأقل فهم مربعات تحركه، لقد كان مناورا قد يخطئ في الحركة مرتين، لكن تجاه هدف صحيح.

وكانت فواتير الشركة الإيطالية في الشحن البحري المتعلق بأي تكنولوجيا مزدوجة، للاستعمال العسكري والمدني، أو التكنولوجيا النووية من منشأ مغربي، وهي عملية مركبة لإنجاح المشاريع الحقيقية والمبرمجة على الأراضي العراقية، وقد اعتمدت الشركة على الشركة المتعاقدة معها، وهي شركة مغربية، قبل أن تنقل عمليات الشركة الإيطالية إلى وسيط مباشر من خلال فرع في المغرب (دون أن تكون له وثائق رسمية).

وتشهد “السي. آي. إي” بأن التسهيلات التي قدمت للبرنامج النووي العراقي سمحت باكتمال دورة الوقود النووي في زمن قياسي قبل أي ضربة إسرائيلية، لأن الهدف هو الوصول إلى قدرة رادعة في المجال النووي تمنع المساس بالأمن الجوي والبحري والترابي للعراق.

وشملت هذه التقنيات إعادة تدوير نفايات الوقود النووي وتغطية معدل البلوتونيوم، وخوفا من المزيد من التعاون الإيطالي العراقي، قررت واشنطن نسف هذه الجسور بين روما وبغداد عبر مكتب “السي. آي. إي” في الدار البيضاء وعبر عناصر تابعة لمخابرات المملكة.

ولاحظ العراقيون تلاعبا في أثمنة المشتريات ساهم فيه إيطاليون، فتزعزعت الثقة في “القناة المغربية” القوية في هذا الملف، لأن “الموساد” أرادت تجاوز “عقبة المغرب”، فالمهم لديها هو تمرير التشويش عبر العاصمة الرباط للوصول إلى المشروع النووي العراقي، وواقعا، ضعفت التحفيزات، وأصبحت المسألة صفقات تجارية بدون روح، لأن العراقيين اتخذوا هذه القفزة مع الإيطاليين بعيدا عن استشارة الحسن الثاني، وقد تأكد لصدام حسين أن نائب رئيس الشركة الإيطالية قريب من “الموساد” الإسرائيلي، وأن الشركة ليست لديها القدرات التي تعد بها القذافي، لأن القذافي نفخ في قدرات الإيطاليين، ورد صدام حسين المسألة إلى الحساسية حول مشكل الصحراء بين الراحلين الحسن الثاني والقذافي، لكن رؤية ملك المغرب كانت صائبة، وتأثرت جراء هذه التطورات تفاصيل كثيرة في هذا الملف السري للغاية، إذ الضربات الموجهة كانت تحت القيادة المباشرة من “السي. آي. إي” ضد علاقة صدام حسين والملك الحسن الثاني.

لعبة الملك الحسن الثاني في الخارطة النووية

عندما زار رسميون إيطاليون العراق ومركزه النووي الرئيسي، لم يكن هناك بد من مهاتفة الحسن الثاني لصدام حسين، وأصبح النقاش عميقا حول من يتقدم على فرنسا في العراق.

وفي هذه الأثناء، توصل المغرب بأجهزة لقياس “الإشعاع النووي” من باريس، فكانت فرصة للعاصمة الرباط من أجل إعادة ترتيب الأوراق بين بغداد وفرنسا، وفي جلسات متكررة، تأكد الجميع أن وساطة القذافي “النووية” بين إيطاليا والعراق تتجاوز الخطوط المرسومة.

وعملت طرابلس على العراب الروسي لتمكين وساطتها من النجاح، وتبعا لهذه الحيثيات، كانت الاتصالات مقطوعة، واقترح القذافي تعاونا ليبيا ـ عراقيا- إيطاليا بدعم من موسكو، وهو ما رد عليه الحسن الثاني باتصال هاتفي غير مسبوق مع رئيس المخابرات السوفياتية قالت عنه المخابرات الفرنسية إنه فرصة لرسم الأفق الاستراتيجي، وما يجب على البلدين الحفاظ عليه، وهذه الخطاطة معتمدة إلى الآن مع فيدرالية روسيا.

من المهم، يقول القذافي، “أن ينجح المغرب في صنع قنبلة نووية، لأننا نريد قنبلة تمنع الاستعمار من العودة إلى هذه الدول ـ المغاربية ـ وحماية المنطقة من الخليج إلى المحيط، ما يحمينا هو حجم تصنيعنا لقنبلتنا النووية”، وتبعا لخلاصات “السي. آي. إي” فإن:

1) المغرب نافس القذافي كي يفصل البرنامج العراقي عن الليبي، وأيضا كي لا تكون طرابلس القوة الأولى في شمال إفريقيا راسمة للعبة الإقليمية ومؤثرة على قضية الصحراء، خصوصا بعد الدعم الإيطالي لجزء واسع من البرنامج الليبي والعراقي، والسعي الحثيث لروما من أجل دور معين في الخليج العربي.

2) أن المغرب أراد في مواجهة القذافي، إطلاق برنامج نووي مغربي.

وهكذا تشكلت لعبة الحسن الثاني في الخارطة النووية، وقد تنازل عن هذا المشروع الاستراتيجي مقابل ضمانة أمريكية بإدخال المغرب تحت مظلة “الناتو” النووية لحمايته من الشيوعية السوفياتية، وقد هددت واشنطن الجزائر في حال مساس جيشها بالجدار الدفاعي في الصحراء.

إن معادلة الجدار الدفاعي مقابل “المشروع النووي المغربي”، مسألة دقيقة في ترتيب الأولويات الأمنية في المنطقة المغاربية.
وفي عمق الحسابات التقنية، فإن العراق:

1) توصل إلى دورة الوقود النووي وإلى آلة متقدمة وعالية الأداء تعمل على قطع عناصر الوقود في أول مرحلة من التحويل، وانتقلت هذه الآلية بتجزئتها، إلى ثلاث مراحل، من المغرب.

2) أن العاصمة الرباط طلبت مختبرين إضافيين إلى جانب طلبات الإيطاليين.

3) أن المغرب اعتمد على التكنولوجيا المناهضة للإشعاع في تقديره لأي خطوة لبناء مفاعل نووي باستخدام مزدوج (مدني ـ عسكري).

4) أن خبراء عراقيين قدموا إلى المغرب لمناقشة الحدود التي يمكن الاعتماد فيها على مختبرات “سينا”، وتسلم المغرب 30 مليون دولار لأجل الصيغة الكيميائية لتخصيب اليورانيوم كما في المختبرات الفرنسية، وبقي الأمر حرجا لـ31 يوما، لأن روما رفضت الأسلوب المغربي المعتمد في الملف النووي العراقي، وحافظ صدام حسين على الدور الذي قاده المغرب إلى حين شن الضربة الإسرائيلية على المفاعل النووي العراقي.

وقرر الخبراء العراقيون الخمسة في لقاء الدار البيضاء، مطالبة إيطاليا بإنجاح مفاعلها لوقود النووي وصناعة اليورانيوم الطبيعي وتحديد الآليات لمفاعل يصنع البلوتونيوم.

وذهبت الورقة أبعد في عدم تركيز كل المفاعلات في العراق، ووافق صدام حسين على تمويل كامل لمفاعل صنع البلوتونيوم في المغرب، بشرط عدم إنشائه في وجدة.

وفعلا، قدمت الشركة الإيطالية خارطتين للمشروع في المعمورة، لكن البناية خلقت جدلا غير بريء أراد تأجيل الشق المغربي في الاتفاق مع إيطاليا.

لقد نزلت آلة التمويل الليبية التي قادها القذافي بصفة شخصية لمنع نواة المشروع النووي المغربي، وتحقق للأمريكيين ما يرغبون، لأن لقاء إيطاليا – أمريكيا حدث في سفارة الولايات المتحدة في روما، وجاء بنده الثالث: عدم توسيع المشروع النووي العراقي إلى مشروع عربي إسلامي يشمل دولا أخرى، ولم يكن المقصود، سوى المغرب الذي اقترحه صدام حسين لإنشاء مشروع نووي إقليمي.

لا أحد يعلم مستوى الثقة المعتبر بين الحسن الثاني وصدام حسين، ولا أحد طعن الآخر، واختار أحدهما التضحية في صمت من أجل مشاريع الآخر، فبغداد حمت مصالح المغرب مع الاتحاد السوفياتي، وحمت الرباط مصالح العراق في باريس تحديدا وفي واشنطن أيضا.

الولايات المتحدة تجهض المشروع النووي المغربي

في السفارة الأمريكية في روما، تقرر بشكل نهائي التخلص من توسيع المشروع النووي العربي، وخصوصا عمل المختبرات في المغرب، وتقرر في هذا الصدد:

1) ضرب كل المخزون النووي فوق أراضي الدولة المغربية التابع لها أو لدول أخرى، ومن خلال عمليات خاصة.

2) صنع انقسام بين أجهزة التقدير والاستعلام حول أولوية المشروع النووي بالنسبة للشعب المغربي خصوصا، وأن الجزائر متهيئة لتطوير سلام نووي، إن بدأ المغرب في أي سياق نحو امتلاك الأسلحة غير التقليدية.

3) إطلاق فحص إشعاعي في 7 نقط بالمغرب وبشكل سري، وقد كشفت المخابرات الفرنسية الخارجية التعاقد الذي قام به الدليمي لإنجاز هذا الفحص دون إعلام أي مسؤول آخر مدني أو عسكري، وكان هذا القرار حاسما في إبعاد الدليمي بشكل مباشر وقسري.

وبقرار واشنطن إجهاض البرنامج النووي المغربي، الممول أساسا من العراق ضمن نواة في شمال إفريقيا تؤسس لقنبلة إسلامية، رأى الحسن الثاني الاستفادة من الولايات المتحدة وإسرائيل، لدعمهما المالي واللوجستيكي وللحماية الذرية لجداره الدفاعي في الصحراء.

وحسب البرقية الأمريكية، فإن الرسميين الإيطاليين قبلوا بيع أسلحة ورادارات وأجهزة متطورة إلى الحسن الثاني، لتعزيز دفاعاته في مقابل هجمات البوليساريو، وتبعا لشروط إضافية فرضها الأمريكيون على حلفائهم الإيطاليين، تردد الفرنسيون أكثر في إنشاءاتهم النووية.

تقول الوثيقة الأمريكية: لقد قرر اللقاء في سفارة الولايات المتحدة:

1) تسليم العراقيين نماذج غير مكتملة، لن تفيد المدى المتوسط المعتمد في إنشاء مخطط نووي متكامل، وهكذا خرج الإيطاليون من المأزق مع الأمريكيين والعراقيين، بتسليم بغداد كل النماذج الناقصة عن طريق المغرب.

2) إعادة تقسيم دورة العمل النووي العربي، وإعادة بنائه عبر إيطاليا بين القذافي وصدام حسين، عوض هذا التحالف بين ملك ورئيس في المنطقة.

ولا يمكن في نظر “السي. آي. إي” بناء مشروع يوحد الملكيات والجمهوريات في المنطقة العربية، لأن أهم التقديرات تذهب إلى تخصيص نفس الأرقام المالية في العراق لصالح المغرب، غير أن قدرة العاصمة الرباط يئست سريعا.

إسرائيل راقبت الوضع من خليتها في المغرب

بشكل واسع، تابعت خلية تل أبيب تفاصيل المشروع المغربي الممول من العراق والذي ألغي فيما بعد، بقرار سياسي، وتحولت الرباط إلى مراقبة مائة خبير عراقي تحت التكوين في تكنولوجيا الوقود الحيوي، لأن صدام حسين قرر في 1 إلى عشر تدريبات، أن تكون خارج العراق فيما يخص تجريب القطع الموجهة للبناء، ضمن تسهيلات دورة الوقود النووي.

وكان لدى العراق، حسب الشركة الإيطالية، عالم واحد يراقب الأساسات في بناء المفاعل النووي إلى جانب 4 مهندسين و6 تقنيين بدون عمال لهم “مهارة” في التحويل، أما في الإنشاءات، فهناك فريق من 32 شخصا في التدريب على الآليات وبدون مهندس صيانة أو في النظائر، ولذلك، قام العراق بتمويل فرنسيين عبر المغرب في 7 مهام من أصل 15 مهمة في مفاعل “تويتة”، ولم ينطلق أي خبير من باريس إلى بغداد مباشرة، إذ وصلت العمليات النووية الفرنسية في العراق إلى 250 عملية، ولم تصل مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية “السي. آي. إي” إلى تحديدها كاملة.

ورغم صرف “الموساد” لـ 3 ملايين دولار في المراقبة، لم تتمكن سوى من تفكيك خمس العمليات من أصل 250 عملية فرنسية، لتعقيدات قامت بها باريس عبر المغرب لا غير.
ودخل السوفيات على الخط لعرقلة تمدد المشروع النووي العراقي إلى المغرب أو بقاء الرباط حديقة خلفية للمخابرات الفرنسية لبناء قدة نووية عراقية.

وقررت موسكو في مارس 1984 التوقيع على اتفاق مع العراقيين، لدراسة جدوى لبناء مفاعل نووي، بشرط عدم نقل هذه التكنولوجيا خارج العراق، وفي الشطر الثالث عشر، جاء تدقيق اسم المغرب المؤهل لبناء برنامج نووي لرغبة الملك في هذا الأمر، وقد وجد التمويل العراقي والتكنولوجيا الفرنسية للوصول إلى ذلك.

وراهن الأمريكيون على النزوع التجاري للملك المغربي، بتحويل هذه البنية إلى مصلحة في الصحراء، ومواصلة بعض الأرباح بعد فتح المخابرات الأمريكية العراق على الاستيراد المباشر لمواد نووية من اليابان وهولندا وألمانيا الغربية (قبل توحيدها)، بالإضافة إلى تعايش الفرنسيين والإيطاليين في مركز “تويتة”.

لقد صارت الأمور متقطعة، بعد وصول أول كمبيوتر مرتبط بتخصيب اليورانيوم إلى المغرب ومنه إلى العراق، حسب اللائحة الثانية لوثيقة “السي. آي. إي”، لأن المغرب نجح في صفقة استيراد اليورانيوم الطبيعي للعراقيين في شحنتين من النيجر ومن البرتغال، وسهلت المخابرات الأمريكية شحنتين مشابهتين من البرازيل وإسبانيا بمبالغ مضاعفة، ووصلت الشحنتين الأخيرتين إلى العراق قبل الشحنتين من النيجر والبرتغال، لتبقيا في المغرب 95 يوما إضافية.

وقصدت المخابرات الأمريكية التعطيل التكتيكي وارتفاع الأثمان، لزيادة التكلفة على العراقيين بما يعقد مشروعهم، تقول الصفحة 7 من الوثيقة المفرج عنها في السابع من أكتوبر 2010، وفاوض عملاء العراق انضمام تونس إلى مغامرتهم حول اليورانيوم(1)، خصوصا بين سنوات 1981 و1984.

ولعب الفرنسيون على توسيع تمويل المشروع العربي النووي إلى تونس بعد المغرب، لاستنزاف الأموال العراقية، إذ بيعت المواد النووية بـ 500 في المائة وفي بعض المرات ألف في المائة، وحافظ الحسن الثاني على أن يكون المشروع ثنائيا كي لا يثير في تونس الرئيس الليبي معمر القذافي، وكان لباريس منطق آخر، إذ تدعم توسيع المشروع لإفشاله عبر يد عربية، حيث لا يحتاج الغرب للتدخل.

وبتعبير “السي. آي. إي”، فهذه المغامرة العراقية انتهت بصفقات عسكرية بين الرباط وتونس العاصمة بعد تزويد العراق بـ”ديو كسيد اليورانيوم” من البرازيل في شحنات استمر شحنها سنتين.

وتبعا لهذه الاستراتيجية الجديدة التي أتت في وسط السبعينات، عقب الفشل في الحصول على تسهيلات(2)، فقد اعتمدت على المغرب بنسبة 90 في المائة و10 في المائة على تونس في أمر التسهيلات المباشرة، وانتهت بإفشال فرنسي من خلال صناعة الظروف غير المساعدة، وبعمليات أمريكية خاصة انتهت بصفقات عسكرية تجاه المغرب وتونس، وأخيرا العراق في الحرب العراقية الإيرانية.

ومن وجوه الخطإ في عدم إطلاق مشروع نووي مغربي بتمويل عراقي:

1) إشراف المخابرات المغربية والعراقية على كل تفاصيل المشروع النووي.

2) معارضة الأجهزة المغربية للحسن الثاني في مسعاه الشخصي والاستراتيجي لبناء مشروع عسكري نووي يثير الحليف الغربي في مشكل الصحراء، فيما رأى الملك الراحل أن البرنامج النووي المغربي سينهي ويقبر مشكل الصحراء وإلى الأبد.

ولم يتمكن العراق من تمويل حربين، في الصحراء وضد إيران، لإنجاح المشروع النووي العربي، في ظل تزايد الهجمات النوعية والتكتيكية للبوليساريو كلما وصل الحسن الثاني أو صدام حسين إلى تسهيلات جديدة في المشروع النووي، وقد كان مشروعا للرجلين، واستنزف الغرب البلدين في حربين لم تتوقفا إلا بشرط وقف البرنامج النووي، سلميا أو عسكريا، بشكل كامل في تونس والمغرب والعراق قبل حرب ضروس مع ايران انتهت باستقلالية القرار العراقي، وقبرت نهائيا في حرب الكويت.

وعبر السوقين الرمادي والأسود، بتعبير “السي. آي. إي”، تبضع العراق تقنيته النووية عبر اختراقات نفس السوق والمخابرات الصديقة، وانتهت أنوية المشروع في تونس والمغرب والعراق.

وفي ظل هذه التطورات، تحولت المخابرات العراقية إلى سمسار في السوقين الرمادي والأسود للتقنية النووية، فيما تواصلت مع “السي. آي. إي” عبر عملاء يستطيعون الوصول إلى خرق الشحنات للخطوط الحمراء التي سطرتها واشنطن.

وفعلا، تدخلت “السي. آي. إي” في تفاصيل الصفقات، ونجح العراق في استعمال الوسطاء الأوروبيين، وشجعت واشنطن ذلك كي يلتزم المصدرون المباشرون إلى العراق بالقواعد الجمركية، والهدف: قتل جنين المشروع النووي في المغرب، وربما في تونس إن واصلت التعاطي مع تكنولوجيا اليورانيوم، لكن الحسن الثاني وقع اتفاقا لاستمرار المغامرة بلغة “السي. آي. إي”.

الحسن الثاني بدأ باستخراج اليورانيوم من الفوسفاط عبر الشركة التعدينية “أرميكو” التي كان مقرها في الأردن، وضغط العراق على الشركة وعلى نائب رئيسها عبد الرزاق القاسم الهاشمي، لعقد اتفاق نووي مع البرازيل يغطي على استخراج اليورانيوم في المغرب

تقول “السي. آي. إي”: إن المغرب بدأ في مغامرة استخراج اليورانيوم من الفوسفاط عام 1983 عبر شركة “أرميكو”(4) التي ضغط العراق بقوة على نائب رئيسها عبد الرزاق القاسم الهاشمي، لعقد اتفاق نووي مع البرازيل يغطي على نشاط استخراج نفس الشركة لليورانيوم من الفوسفاط المغربي.

وفي هذه الخطوة الجريئة للغاية، تدخلت إسرائيل بقتل خبراء المغرب دون متابعة لدفن المشروع الرائد، ولم تستطع العاصمة الرباط وأجهزة الاستخبارات في المغرب تأمين المشروع، لأن تحالف “السي. آي. إي” و”الموساد” في المملكة، أعطى للحسن الثاني إشارة أكدت أن نظامه في خطر جدا إن واصل هذا المسار.

ونجح الغرب في محاصرة هذا الأفق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال تملك الأوروبيين لكل مفاتيح الاستراتيجية النووية الجديدة قصد كبحها، وبالتالي، إقبار مشاريعها، وخصوصا الطويلة الأمد، فبغداد التي خدمت مصالحها بعيدا عن قطبية الحرب الباردة، زودتها البرتغال بـ 60 في المائة من الزيت المحرك لإدارة خامة اليورانيوم، واحتكرت فرنسا عمليات الصيانة، وإيطاليا باقي العمليات، بما جعل صدام حسين لدى موسكو، مجرد حليف لفرنسا وإيطاليا، وهو ما دعم نظرة الحسن الثاني “الغربية” حول المتوسط والحوار العربي الأوروبي.

وحسب السفارة الأمريكية في باريس، فإن نظام البعث الحاكم في بغداد، سلم التجارة إلى روسيا، وسلم الغرب بناء مشروعه النووي، وهذا غير موفق لوجود حماية الدولة العراقية للتجارة والمقاولين المحليين، ودعت روما، في ظل رغبة إسرائيل وأمريكا في تدمير أنوية هذه المشاريع النووية المتقدمة في العراق والمتوسطة الفعالية في المغرب والقائمة على مشاريع مرتقبة في تونس، إلى اجتماع لحسم نقط الخلاف، لكن واشنطن أرادت المراوغة عبر دول غرب أوروبا، كي لا يذهب العراقيون إلى الاتحاد السوفياتي، وبعدها يمكن تدمير ما توصلت إليه بغداد في ضربة جوية واحدة.

أما بالنسبة للمغرب، فإن عملية خاصة من 45 دقيقة، كانت كفيلة بإنهاء المخزون النووي الأولي الذي لدى الحسن الثاني، وكتب الإيطاليون تقريرا عن حجم الرشاوى في البرنامج، مما عقد تقدمه، وساهم الإعلام القريب من إسرائيل على هذه النقطة، لكن المخابرات العسكرية قررت المتابعة في الدول الثلاثة ونجحت في اغتيالات داخل الدول الثلاثة (العراق والمغرب وتونس)، لذلك، لا يمكن في نظر “السي. آي. إي” الحديث عن تقدم أمام هذه التبعية الشديدة لتكنولوجيا الغرب.

وفكر الحسن الثاني في تقنية مغربية لاستخراج اليورانيوم، اضطرت معها “الموساد” إلى اغتيال كل المهندسين المشرفين، وحاولت قتل الملك الراحل، وخلص الأمريكيون إلى:

1) قطع التحويل غير المباشر للتكنولوجيا النووية الغربية إلى المغرب كليا، وتصفية مشروع استخراج اليورانيوم من الفوسفاط.

2) تهديد نظام الحسن الثاني مباشرة إن واصل سعيه لقدرات نووية، مع تسليمه كل الامتيازات الجيواستراتيجية التي يمكن أن يوفرها الامتياز النووي لصالح المغرب في قضية الصحراء، ولذلك، حمت الولايات المتحدة بناء الجدار الدفاعي.

3) منع المخابرات المغربية من أي خلية نووية وتحت أي مسمى.

4) حرمان الجيش المغربي من الصحراء أو من البرنامج النووي، ومنع التدريس أو المتابعة في مشروع نووي قادم بعد الحسن الثاني، ولا يزال هذا الحظر قائما إلى هذه اللحظة.

كتتمة للملف العراقي النووي عملية Opera

 
عودة
أعلى