- إنضم
- 12/7/21
- المشاركات
- 2,075
- التفاعلات
- 6,229
هل يمكن أن تشرح لنا و تذكر المزيد
التأسيس
جماعة العدل والإحسان جماعة إسلامية مغربية من أكبر التنظيمات الإسلامية بالمغرب أسسها عبد السلام ياسين، وكان مرشدها العام إلى غاية وفاته سنة 2012، وخلفه محمد عبادي في 24 ديسمبر 2012 بلقب الأمين العام، حيث تقرر الاحتفاظ بلقب المرشد العام لمؤسس الجماعة عبد السلام ياسين.
تختلف الجماعة عن الحركات السلفية ببعدها الصوفي وتتميز عن الطرق الصوفية بنهجها السياسي المعارض. اتخذت منذ نشأتها أسماء متعددة من أسرة الجماعة إلى جمعية الجماعة فـ الجماعة الخيرية لتعرف ابتداء من سنة 1987 باسم العدل والإحسان.
الخرافات
شرعت جماعة العدل والإحسان للترويج لمجموعة من المفاهيم والمعاني التي تقصد منها رفع عبد السلام ياسين، المؤسس والمرشد العام، مقامات عليا، وكان أن روجت عنه مجموعة من الرؤى بعد وفاته، في يوم التحاقه بالرفيق الأعلى قالت الجماعة إن الشيخ ودع جميع أعضاء الجماعة واحد واحدا وفي العيان وليس في المنام، واليوم يروون منامات تقول إنهم شاهدوه يركب البراق التي ركبها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء من المدينة المنورة إلى المسجد الأقصى، كما رأوه يطوف بالكعبة لوحده. وهي رؤية على مقاس أولاد الجماعة حيث سبق أن رووا منامة تقول إنهم شاهدوا عبد السلام ياسين يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في شاطئ من شواطئ المغرب وأينما وضع النبي رجله يضعها عبد السلام ياسين، في محاولة لإضفاء طابع الصواب والقداسة على المنهاج النبوي وأنه على خطى النبي صلى الله عليه وسلم. ومن باب الغلو في شيخ الجماعة أن القيادة قررت تنظيم دوريات حراسة على قبره كما أنجزت بناء كراسي حجرية جنب قبره حتى يتسنى لمن يزوره أن يجد المكان المريح للتبرك بالشيخ.
البعد السياسي
ويعد البرنامج السياسي للعدل والإحسان متميزاً في طرحه لا على المستوى السياسي أو الدستوري. فالجماعة تقترح نظام سياسي بديل يقوم على الخلافة على منهاج النبوة استناداً للحديث النبوي “نبوة، خلافة، ملك عاض، حكم جبري وخلافة على منهاج النبوة”.
ويعتقد عبد السلام ياسين أن نظام الشورى يجب أن يكون أساسي في الحكم بكونه يهدف لمقاومة الكفر ويدعو لإقامة الصلاة والاستجابة لنداء الله والتوكل عليه وأنه بهدف لإقامة دولة القرآن.
ولإن مفهوم الشورى يقابله من الجهة الأخرى الديمقراطية، فإن الجماعة لم ترفض هذا النظام بمنطلق أنه قد يكشف زيف الدعوى الديمقراطية من جهة وللتنافس مع الديمقراطيين على ثقة الشعب من جهة أخرى.
العلاقة مع الملكية
أرسل الشيخ عبد السلام ياسين رسالة سياسية إلى الراحل الملك الحسن الثاني بعنوان " الإسلام أو الطوفان" تتألف من مائة صفحة ينتقد من خلالها السياسة التدبيرية للملك؛ الأمر الذي دفع هذا الأخير إلى الزج به في السجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بدون محاكمة مقابل خمسة عشر شهرا لصديقيه: "محمد العلوي السليماني" و "أحمد الملاخ" في سجن سري بالدار البيضاء، إضافة إلى معاقبة الشيخ بعد خروجه من السجن بالإقامة الجبرية لمدة تسع سنوات إلى حين سنة2000 حيث تم رفع هذه العقوبة من قبل الملك محمد السادس.
بعد الإفراج عن الشيخ عبد السلام ياسين أرسل رسالة إلى الملك محمد السادس بعنوان " إلى من يهمه الأمر" باللغة الفرنسية مكونة من خمسة وثلاثين صفحة؛ يدعو من خلالها إلى إعادة الثروات التي راكمها والده إلى الشعب لنيل رضاه.
استغلال الربيع العربي
حركة 20 فبراير كانت بمثابة فرصة سياسية كبيرة لجماعة العدل والإحسان، للظهور بشكل قوي في الفضاء العمومي، ولاستعراض قاعدتها السوسيولوجية الكبيرة، بالإضافة إلى إرسال رسائل مشفرة إلى النظام السياسي- الذي لطالما مارس عليها بعض الممارسات التي كانت تعتبرها الجماعة غير قانونية وغير أخلاقية: مثل تشميع بعض بيوت ومقرات أعضائها، إلصاق تهم لا أخلاقية بأعضائها- على كون الجماعة قوة سياسية يحسب لها ألف حساب. لكن عدم استمرار الجماعة لدعمها للحركة بعد عشرة أشهر من الانخراط، أفقد الحركة بريقها وقوتها؛ وهذا ما طرح بعض التأويلات لقرار انسحاب الجماعة من الحركة، حيث اعتبره البعض بمثابة خيانة للحركة، ورأى فيه آخرون أن الجماعة قد حققت الأهداف التي دفعتها إلى الالتحاق بالحركة.