الإمام أبو إسحاق الفزَاري

Nabil

التحالف يجمعنا
مستشار المنتدى
إنضم
4/5/19
المشاركات
10,872
التفاعلات
19,895
الإمام أبو إسحاق الفزَاري


الإمام الكبير المجاهد إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري الغطفاني، نزل جده أسماء بن خارجة بالكوفة، وبها ولد إبراهيم في بداية القرن الثاني الهجري، ثم انتقل إلى الشام مجاهداً ومرابطاً في الثغور الشمالية المحاذية للروم ومنها المَصِّيصة، ملطية، مرعش، طرطوس، الحدث… وكانت المَصِّيصة أبرز هذه الحصون، فسكنها الإمام الفزاري واتخذ من أهلها المرابطين إخواناً وتلامذة، وكان يقرأ عليهم كتابه (السِّير)(1) فيتركون أعمالهم ليستمعوا له.

قال عنه ابن كثير: إمام أهل الشام بعد الأوزاعي في المغازي والعلم والعبادة، حدث عنه عبد الله بن المبارك، والأوزاعي والثوري وهما من شيوخه، وقال عنه العِجلي: كان ثقة، صاحب سنة صالحاً، وهو الذي أدب أهل الثغر، وعلمهم السنة وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغَر رجل مبتدع أخرجه، قال أبو صالح الفرّاء: لقيت الفضيل بن عياض فعزّاني بأبي إسحاق وقال: ربما اشتقت إلى المَصِّيصة، وما بي فضل الرباط، إلا أن أرى أبا إسحاق رحمه الله. وقال عطاء الخفّاف: كنت عند الأوزاعي فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق الفزاري فقال لكاتبه: ابدأ به فإنه والله خير مني.

لقب أبو إسحاق بشيخ الثغور، وذلك لممارسته الجهاد ومرابطته في الثغور، يعلم المجاهدين آداب الإسلام وأحكام الجهاد، وإلى رأيه يرجع القُواد، وكان الرشيد يستشيره في الأمور العسكرية أثناء حصاره لمدينة (هرقلة
) وهو مع جهاده عَلَم من أعلام السنة، فقد روى عن الأوزاعي في الرجل يسأل: أمؤمن أنت حقاً؟ فقال: إن المسألة عن ذلك بدعة، والشهادة عليه تعمق، لم نُكلّفْه في ديننا، ولم يشرعه نبينا والقول فيه جدل، والمنازعة فيه حدث.

توفي أبو إسحاق عام (186 هـ) رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً. قال أبو داود الطيالسي: توفي أبو إسحق وليس على وجه الأرض أحد أفضل منه، ومن تآليفه كتاب (السِّير) الذي قال عنه الشافعي: لم يصنف أحد في السير مثل كتاب أبي إسحاق.(2)

عن موقع معهد المشرق العربي

الهوامش
(1) هذا المصطلح عند الفقهاء يدل على المغازي وشؤون الجهاد والعلاقة مع دار الحرب.
(2) رب مقارنة بين علماء الأمس وفهمهم للدين وبين حال علماء المسلمين اليوم، وكيف كان العلماء يتقدمون الصفوف ويقودون ويرشدون وعندهم خبر الأعداء.
 
عودة
أعلى