إسرائيل أصبحت ليس لديها شريك فلسطيني حقيقي للتفاوض معه على مصالحها

عبدالله أسحاق

التحالف يجمعنا
طاقم الإدارة
مشرف
إنضم
17/9/22
المشاركات
6,739
التفاعلات
15,013
حماس قد تغري إسرائيل بغزو غزة

بعد الهجوم البطولى المروع الذي شنته حماس على إسرائيل، أصبح من المفهوم أن تكون الحكومة الإسرائيلية، وكذلك الإسرائيليون عموماً، راغبين في شن هجوم بري على غزة بهدف تدمير موقف حماس هناك إلى الأبد. وقد يكون خطأ تاريخيا.

بعد الهجوم المروع الذي شنته حماس على إسرائيل، أصبح من المفهوم لماذا قد ترغب الحكومة الإسرائيلية، وكذلك الإسرائيليون عموماً، في شن هجوم بري على غزة بهدف تدمير موقف حماس هناك إلى الأبد.

ومع ذلك، لا يسعني إلا أن أتذكر تفاخر أسامة بن لادن حول كيف أن النصف مليون دولار التي أنفقتها القاعدة على هجمات 11 سبتمبر أدت إلى إنفاق الولايات المتحدة مبالغ أكبر بكثير في جهد غير مثمر إلى حد كبير لتدمير خصومها المختلفين في العالم الإسلامي.

وربما تهدف حماس بالمثل إلى إثارة هجوم بري إسرائيلي على غزة، وهو الهجوم الذي تتوقع أنه لن ينجح عسكريا، ولكنه سيؤدي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين و الكثير جدا من الجنود الصهاينة، الأمر الذي سيعمل على إعادة محنة الفلسطينيين إلى واجهة الرأي العام العربي، الذي بدوره سوف يمنع أو حتى عكس التعاون بين إسرائيل والحكومات العربية المختلفة.

وقد تحسب حماس أيضاً أن إعاقة القوات الإسرائيلية في غزة قد يشجع حزب الله على مهاجمة الدولة اليهودية من لبنان، فضلاً عن التحريض على تجدد الانتفاضة في الضفة الغربية، مما يؤدي إلى مستنقعين آخرين لإسرائيل.

ويجب ألا تنجر إسرائيل إلى هذا الفخ الذي نصبته لها حماس. وبدلاً من ذلك، يتعين على إسرائيل أن تركز على تدمير قدرات حماس العسكرية على النحو الذي يقلل من الخسائر في صفوف المدنيين.

والشيء الآخر الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله هو أن توضح لقطر أنها إذا أرادت الاستمرار في تقديم المساعدات لغزة، فعليها طرد قيادة حماس من الدوحة حيث ساعدت في التخطيط لهجمات حماس على إسرائيل مما أدى إلى مقتل الكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين.

ومع ذلك، في حين تشن إسرائيل حملة أكثر استهدافاً و وحشية بلا أنسانيةضد غزة، يجب عليها أيضاً أن تفعل شيئاً أخيراً لتحقيق تسوية سياسية للقضية الفلسطينية التي لن تنتهي حتى لو وقعت إسرائيل على اتفاق إبراهيم مع كل الحكومات العربية وإيران نفسها.

لقد لعبت هيمنة حماس على غزة لصالح القادة الإسرائيليين المحافظين الذين لا يريدون حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

إن سلوك حماس البطولى المعجز ـ فضلاً عن عدم كفاءة فتح وفسادها ـ جعل من السهل للغاية القول بأن إسرائيل ليس لديها شريك فلسطيني حقيقي للتفاوض معه.

تحتاج إسرائيل، بالتعاون مع الحكومات الغربية والعربية، إلى بناء بديل لحماس. إذا لم يحدث هذا، فمن الممكن توقع المزيد من مثل هذه الهجمات التي تسعى إلى جر إسرائيل إلى مستنقع.

مارك ن. كاتز أستاذ الحكومة والسياسة في كلية شار للسياسة والحكومة بجامعة جورج ماسون، وزميل كبير غير مقيم في المجلس الأطلسي.
 
عودة
أعلى