اخبار اليوم إثيوبيا تصل إلى البحر عبر دعم الانفصاليين في الصومال

last-one

طاقم الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
إنضم
11/12/18
المشاركات
24,696
التفاعلات
58,513
LSn87yx.jpg


•هل نتجه نحو صراع جديد في منطقة القرن الأفريقي بين إثيوبيا والصومال، ولماذا قد تكون الإمارات حاضرة بقوة في هذا الملف؟:

أبرمت إثيوبيا اليوم 1 يناير 2024 في خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، اتفاقًا مع إقليم صوماليلاند، الساعي بإصرار نحو الانفصال عن الجسد الصومالي. يُرتقب أن تكتمل مرحلة المفاوضات الدقيقة لهذا الاتفاق في غضون شهر واحد. هذه الخطوة تمثل اللبنة الأولى في بناء مسار تشريعي يهدف إلى تحقيق طموح إثيوبيا الطويل الأمد في الوصول إلى البحر.

في تصريحات جلية أدلى بها رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، خلال شهر أكتوبر، شدد على أن الوصول إلى المياه الزرقاء يشكل عقدة الأمور بالنسبة لبلاده، الأمر الذي أثار موجات من التوتر في ربوع منطقة القرن الأفريقي.

كما يفتح هذا الاتفاق، بنجاحه، آفاقًا محتملة أمام إثيوبيا لاقتناء "قاعدة بحرية تحت الإيجار". تجدر الإشارة إلى أن إثيوبيا، التي كانت تمتلك قوة بحرية مؤهلة، تقف اليوم على عتبة الفرصة لنيل منفذ بحري عبر الاتفاق الراهن.

يُذكر أن إثيوبيا فُقدت ميناءها البحري بانفصال إريتريا في مطلع التسعينات. ومنذ تلك اللحظة، لم تتوقف جهودها الحثيثة للظفر بمنفذ بحري دائم. بتعداد سكاني يتخطى حاجز الـ100 مليون نسمة، تعتبر إثيوبيا واحدة من أكبر الدول الحبيسة من حيث الكثافة السكانية على مستوى العالم.

حتى اللحظة الراهنة، اعتمدت إثيوبيا على ميناء جيبوتي المجاور في تدبير جل وارداتها وصادراتها. غير أن الاتفاقية الجديدة قد تُحدث تحولاً في هذا النسق. وهذا يُفسر الدواعي التي حملت الرئيس الجيبوتي على توبيخ السفير الإثيوبي لدى بلاده بسبب إخفاء تفاصيل المفاوضات الجارية مع صوماليلاند.

- ما هو المقابل لصوماليلاند(أرض الصومال) من الاتفاق.

لحصول إثيوبيا على إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر في إطار الاتفاقية المبرمة بين إثيوبيا وصوماليلاند، تحظى الأخيرة بمكاسب استراتيجية واقتصادية هامة. أول هذه المكاسب هو الحصول على حصة في الخطوط الجوية الإثيوبية، وهي شركة طيران البارزة على مستوى القارة الأفريقية. هذا يمثل تقدماً مهماً لصوماليلاند من الناحية الاقتصادية بتعزيز قدراتها في مجال النقل الجوي.

المكسب الثاني، والذي يحمل أهمية سياسية بالغة، هو البند الذي يتضمن احتمالية اعتراف إثيوبيا بصوماليلاند كدولة مستقلة في مرحلة لاحقة. هذا الاعتراف المحتمل من دولة ذات وزن كإثيوبيا يمكن أن يكون له تأثير كبير في دفع مساعي صوماليلاند نحو الاعتراف الدولي.

صوماليلاند، التي أعلنت استقلالها في بداية التسعينيات، منذ أكثر من ثلاثة عقود لم تتلقَ بعد اعترافًا دوليًا واسع النطاق بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي. وصوماليلاند، التي أعلنت استقلالها عن الصومال، الإمارات العربية المتحدة هي من بين القلائل الذين يتعاملون معها كدولة مستقلة، وهي تدير ميناءها الهام. على الرغم من عدم الاعتراف الرسمي بها كدولة ذات سيادة، إلا أن أرض الصومال تعمل كدولة منذ عام 1991. ويُعد ميناء بربرة أهم الأصول الاستراتيجية للبلاد، وتدرك أرض الصومال ذلك، لذلك تفاوض بها الدول لنيل الاعتراف بها.. الاعتراف الذي قد تقدمه إثيوبيا يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوضع الدولي لصوماليلاند واعتراف أوسع بها كدولة مستقلة.

علاقة الإمارات العربية المتحدة وأرض الصومال:

صوماليلاند، بفضل موقعها الجغرافي الفريد في خليج عدن، تشكل نقطة جذب استراتيجية في مجال التجارة الدولية. هذا الموقع المتميز قادها إلى جذب اهتمام واستثمارات كبرى الشركات الدولية، مثل DP World الإماراتية، المتخصصة في مجال الخدمات اللوجستية وإدارة الموانئ.

الإمارات العربية المتحدة، التي تُعرف أحيانًا بـ"إسبرطة الصغيرة" نظرًا لنفوذها المتزايد، تتبع سياسة خارجية تركز على توسيع سيطرتها على الموانئ البحرية الاستراتيجية عالميًا، خاصة في القارة الأفريقية، من خلال DP World. وتُعد صوماليلاند مثالًا بارزًا على نجاح هذه الاستراتيجية، حيث تعمل الشركة الإماراتية على تطوير المناطق هناك بشكل مكثف.

في هذا السياق، وقعت صوماليلاند في عام 2016 اتفاقية مدتها 30 عامًا مع DP World لتحديث وتطوير ميناء بربرة. تُقدر الاستثمارات المخطط لها في هذا المشروع بحوالي 442 مليون دولار، والتي ستنفذ على ثلاث مراحل تطويرية، انتهت مؤخرًا. هذا التطوير مثل خطوة مهمة نحو تعزيز البنية التحتية اللوجستية لصوماليلاند ولعب دورًا كبيرًا في تعزيز اقتصادها ومكانتها في المنطقة.

قامت DP World بإنفاق 250 مليون دولار بالفعل لتعزيز السعة الاستيعابية للميناء، مما أهله للتعامل مع نصف مليون (500.000) حاوية قياسية سنويًا. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق المنطقة الحرة المجاورة في نهاية 2022، وقد وقعت بالفعل عقدًا مع شركة الأغذية الإماراتية IFFCO. في السياق نفسه،

يقوم صندوق أبوظبي للتنمية بتمويل مشروع طريق بربرة، الذي يربط الميناء بمنطقة توج وجالي على الجانب الصومالي من الحدود الإثيوبية.

في تطور استراتيجي آخر، أبرمت إثيوبيا وصوماليلاند في عام 2018 اتفاقية تنص على حصول أديس أبابا على حصة قدرها 19% في ميناء بربرة، في حين تمتلك شركة DP World الإماراتية نسبة 51% من الحصص.

على الرغم من تحديات الاعتراف الدولي التي تواجهها صوماليلاند منذ إعلان استقلالها في عام 1991، إلا أنها نجحت في تطوير بنية تحتية وطنية مستقلة تشمل مؤسسات حكومية، علم خاص، وعملتها الخاصة. وقد أسهم التعاون الإماراتي مع صوماليلاند، من خلال الاستثمارات والتمويل الإنمائي، في إكساب هرجيسا - العاصمة - بعض الشرعية وقوة الحجة في مسعاها نحو الاعتراف الدولي.

يُذكر أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تُصدر تأشيرات لمواطني صوماليلاند، وتعمل فيها العديد من الشركات الإماراتية، مما يساهم في توفير فرص عمل لآلاف الأسر هناك.

في هذا البلد غير المعترف به دوليًا، والذي يبلغ عدد سكانه حوالي 5.7 مليون نسمة، شهد الناتج المحلي الإجمالي نموًا من 1.8 مليار دولار في 2011 إلى 3.38 مليار دولار في 2021. كانت الحكومة تخطط لفترة طويلة لتطوير ممر بربرة بهدف إحياء الاقتصاد الذي تقليديًا يعتمد على الزراعة وتربية الماشية، وقد وجدت في طموحات الإمارات الداعم المثالي لتحقيق هذه الأهداف.

ما يُمكن أن يدفعنا للقول إنّ للإمارات دورٌ عظيم في كل صفقة أو اتفاقية تقوم بها حكومة أرض الصومال، كما ستقف -غالبًا- بجانبها عند اندلاع أي صراع. إضافةً إلى أنّ إثيوبيا أبي أحمد حليف وثيق لأبو ظبي، في تنفيذ سياساتها في منطقة القرن الأفريقي كما تشهده الاستثمارات الإماراتية الضخمة في إثيوبيا منذ وصول أبي أحمد للحكم، واصطفافهما في نفس الصف في العديد من الملفات الإقليمية.

ما هو ردة فعل الصومال🇸🇴: موقف مقديشو حيال الوضع:

لم تبدِ الحكومة الصومالية حتى اللحظة أي موقف رسمي بخصوص الواقعة، مع الأخذ في الحسبان اعتبارها لأرض الصومال كإقليم تابع لها ولا تعترف باستقلالها.
لكن، نقلت قناة SNTV أخبارًا عن ترتيب السلطات الصومالية لجلسة طارئة غدًا يوم الثلاثاء لبحث هذه القضية، وذلك في ظل الاتفاق المبرم بين إثيوبيا وأرض الصومال.

الخاتمة:

في ضوء التطورات الأخيرة بين صوماليلاند وإثيوبيا، تواجه الصومال تحديات دبلوماسية كبيرة. من المتوقع أن تتبنى الحكومة الصومالية نهجًا دبلوماسيًا، مطالبةً بضرورة احترام سيادتها، بدلاً من التوجه نحو الصراع المسلح الذي يُرى غير ملائم في الظروف الراهنة، مهما ادعى الناشطون الصوماليون ذلك. وقد تسعى أيضًا لإجراء مفاوضات مباشرة مع صوماليلاند، في مسعى لحل الخلافات وتحقيق تسوية توافقية تبعد إثيوبيا؛ لكنّه سيناريو لأنّ أرض الصومال ترى حقًا نفسها دولة مستقلة عن الصومال.. عطفًا على ما سبق ، من المحتمل أن تلجأ الصومال إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي، خاصةً من الدول الأفريقية والعربية، وكذلك من المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

من ناحية أخرى، تواجه دولة الإمارات تحديات في تحديد موقفها من الاتفاق. قد تستمر في دعمها الاستراتيجي لصوماليلاند، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية والاستثمار في ميناء بربرة، كجزء من استراتيجيتها الإقليمية، مع الأخذ في الاعتبار تحذيرات الصومال. يُتوقع أيضًا أن تحاول الإمارات الحفاظ على توازن دبلوماسي في علاقاتها مع كل من الصومال وصوماليلاند. أو تتغاضى عن جميع التحذيرات وتتعاون مع إثيوبيا في دعم الاتفاقات بين صوماليلاند وإثيوبيا.

أيًا يكن السيناريو الأرجح فإنّ الديناميكيات السياسية والاقتصادية في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، غالبًا تتجه نحو التغيير. وربما يندلع صراع آخر بجانب الصراع الحاصل في #السودان.

إدريس آيات- قسم العلوم السياسية- جامعة الكويت


 
الاحباش هم قوم استعماريون و ذوى اطماع كبيرة فى شرق أفريقيا ....
فى كل مصيبة وكارثة تحل بالعرب والمسلمين تجد أصبعا لحكام الامارات
 
 
 
عودة
أعلى