مسؤول عسكري إسرائيلي: زيارة الجنرال بلخير مثمرة .. وندعم المغرب بالتكنولوجيا المتطورة
صورة: أ.ف.ب
الأربعاء 14 سبتمبر 2022 - 11:57
قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي إن “زيارة المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الفاروق بلخير إلى إسرائيل، ستقوي الشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب والرباط”، مشددا على أن “المغرب مختلف جدا عن البلدان العربية الأخرى التي وقعت اتفاقيات أبراهام، لأن لدينا تعاونا في الماضي”.
وأعلن الضابط الإسرائيلي “ت”، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن الجيش الإسرائيلي سيشارك في تمرين “الأسد الإفريقي”، الذي تنظمه المملكة كل سنة إلى جانب الولايات المتحدة، مبرزا أن “لدى إسرائيل والمغرب النظرة ذاتها إلى التهديدات الإيرانية المتصاعدة”.
هذا نص الحوار:
أولا، نريد أن نعرف سياق زيارة الجنرال الفاروق بلخير إلى إسرائيل وأين وصل التعاون العسكري بين تل أبيب والرباط؟
بعد توقيع اتفاقيات أبراهام في شتنبر 2020، انطلقنا في بناء علاقتنا مع الدول الثلاث الموقعة، الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب. المغرب مختلف جدا عن البلدان الأخرى؛ لأن لدينا تعاونا في الماضي، هذا ليس تعاون جديد، إنه إحياء لتعاون قديم.
من ناحية التبادل العسكري والزيارات الأخيرة، هذا شيء جديد تماماً في علاقتنا مع المغرب. خلال العام الماضي، أرسلنا بعثة عسكرية إلى المغرب، كما قام الماجور العام بزيارة إلى المملكة من أجل التعرف على مصالحنا المشتركة والتحديات التي تواجهنا معاً.
بعد ذلك، انتقل وفد كبير من جنرالات مغاربة إلى إسرائيل، وكانت هذه الزيارة التاريخية الأولى من نوعها. كما تم الاتفاق على توقيع عدة شراكات عسكرية وأمنية، وحددنا الأهداف والطريقة التي سنعمل بها معًا. أستطيع أن أقول إنني تعلمت الكثير في الأشهر القليلة الماضية حول كيفية عمل المغاربة، وماذا يفعلون، وأيضًا ثقافيًا، هناك العديد من الاختلافات، ومهمتي هي أن أكون الجسر بين الجيشين. وهذا يدخل ضمن صلب مهامي؛ إذ أقوم بتقديم طريقة تفكير العسكريين المغاربة لجنرالاتنا وجنودنا، وأحيانا يكون الأمر عكسيًا، وهذه هي الصعوبة في وظيفتي، لكنني أعتقد أننا تمكنا من القيام بالكثير من الأنشطة في الأشهر القليلة الماضية.
كما أن زيارة الماجور العام للجيش الإسرائيلي إلى المغرب الشهر الماضي، كانت تاريخية، وهي الأولى من نوعها ومفتوحة تماماً، ومختلفة تمامًا عن أي دولة أخرى بسبب العلاقات الوثيقة والتقارب التاريخي والتشابه في طريقة تفكيرنا وأهمية الجيشين في التعاون.
ماذا عن زيارة الجنرال المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الفاروق بلخير إلى إسرائيل؟
كنت ضمن المستقبلين للجنرال المغربي خلال مراسم حرس الشرف، وكان من المثير جدًا رؤية علمي إسرائيل والمغرب بجوار بعضهما البعض لأول مرة-دولة مسلمة تتحدث العربية في إسرائيل بدون أي تردد ودون إخفاء ذلك، وقد تم ذلك بشكل رسمي واضح.
هذا يظهر مدى قربنا وثقتنا في بعضنا بعض، وهو دليل على قوة علاقتنا وأننا لا ننوي العودة إلى ما كنا عليه، نريد بناء علاقة طويلة الأمد و سيعقد الجنرال لقاءات مع العديد من كبار المسؤولين في منظومة الدفاع، آمل بصدق أن تنجح الزيارة في نظر الوفد وفي نظر الجنرال. أشعر بامتياز كبير للمشاركة في هذا ومرافقة الوفد في إسرائيل.
أكيد أن التهديدات الإيرانية تمثل أحد الروابط التي تعكس متانة تعاون الجيشين؟
من الواضح أن مصالحنا تتلاقى وأن كلا البلدين لديهما النظرة ذاتها للتهديد الإيراني. هدفنا خلق توازن في المنطقة. أود أن أؤكد لك أن تعاوننا يرسل رسالة مفادها أننا نعتزم محاربة عدم الاستقرار والراديكالية في كل مكان. من خلال هذه الرسالة سنشكل شرق أوسطا أكثر أمناً. إسرائيل والمغرب لديهما تهديدات بالطبع، لكن هناك حقيقة واضحة أنه يمكننا التحدث مع بعضنا بعض والقيام بشيء معًا لتحسين قدراتنا والحفاظ على الأمن الإقليمي.
هل ستشارك إسرائيل في مناورات “الأسد الإفريقي” العام المقبل؟
نعم، نعتزم المشاركة في تمارين “الأسد الإفريقي”. نحن نرى هذا التمرين فرصة نريد استغلالها لتعزيز حضورنا الإقليمي، من خلال المغرب و”الأسد الإفريقي”، تم إنشاء علاقة بين دول إفريقيا وأوروبا وأمريكا، مما يساعد على تعزيز قدرات جيش الدفاع الإسرائيلي، وهذا هو الشيء الرئيسي الذي أخذناه من تمرين هذا العام. أرى مستقبلاً تشارك فيه إسرائيل في العديد من التدريبات الدولية.
ما هي طبيعة الصفقات العسكرية التي وقعتها إسرائيل مع المملكة؟
كجنرال في جيش الدفاع الإسرائيلي، لا يتعامل الجيش الإسرائيلي مع صفقات السلاح، نحن نتعامل من أجل التعاون، كل تعاون يشمل دعم المنظمات التي لديها عقود مع القوات المسلحة المغربية، وهذا مجال نعمل فيه معًا، وهو أمر جيد. عندما يشتري المغرب ويستخدم التكنولوجيا الإسرائيلية، فإنه لا يتلقى التكنولوجيا فحسب، بل يتلقى أيضًا الخبرة والمفاهيم الخاصة بالتكنولوجيا. هذا هو اهتمامي الرئيسي في الشراكة، أن نمنح شركاءنا الفرصة لاستخدام أدواتهم، سواء كانت أو لم تكن إسرائيلية، بمعرفتنا وخبرتنا.