“الناتو” يشكك في دوافع التدريبات العسكرية المشتركة بين الجزائر وروسيا

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,151
التفاعلات
181,722
algerie-russia-armee.jpg


تجري روسيا والجزائر تدريبات “درع الصحراء” العسكرية المشتركة في الفترة من 16 نونبر الجاري إلى غاية الـ28 منه، في منطقة “حماغير بشار”، شمال غرب الجزائر، على بعد حوالي 50 كيلومترا من الحدود مع المغرب.

وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الروسية سبق أن أكدت، في شتنبر الماضي، أن هذه المناورات العسكرية التي سيشارك فيها جنود بلادها بالجزائر، “كان مخططا لها من قبل وليست موجهة ضد أي طرف ثالث”، إلا أن دول الغرب، وخاصة المشكلة لحلف “الناتو”، يعتريها التخوف من نية روسيا من ورائها، لاسيما بعد عزوها لأوكرانيا.

وأشارت مجلة “أتالايار” الإسبانية، واسعة الانتشار، إلى أن هذه المناورات تثير شكوك أوروبا على الخصوص باعتبارها تنظم قريبا جدا من المغرب، الذي وصفته بـ”بوابة جنوب أوروبا”، كما أنها تنظم على “مساحة رمزية لأنها تقع في قاعدة عسكرية فرنسية سابقة في الأراضي الجزائرية كانت تستخدم لتطوير أسلحة باليستية”.

وأبرز المصدر ذاته أنه بانضمامها لهذه التدريبات المشتركة، تدخل الجزائر المشهد كعنصر مزعزع للاستقرار بسبب القلق الذي تولده روسيا الآن على المستوى الدولي، مذكرة بإجراء البلدان تدريبات عسكرية عدة، من بينها مناورات أكتوبر من السنة الماضية في “أوسيتيا” الشمالية، التي شاركت فيها فرقة جزائرية.

وفي شتنبر 2022، شاركت وحدة مكونة من 100 جندي من الجيش الجزائري في مناورات “فوستوك 2022″، التي أجريت في أقصى شرق روسيا بمشاركة قرابة 50 ألف جندي و5000 وحدة أسلحة ثقيلة و140 طائرة و60 سفينة، إضافة إلى تدريبات عسكرية بحرية بين القوات المسلحة الروسية والجزائرية خلال العامين الماضيين، وكل هذا في ظل استمرار تزود الجيش الجزائري بالأسلحة الروسية.

وحسب تقرير “أتالايار”، فإن من بين أهداف هذه المناورات العسكرية، بعث موسكو برسالة إلى الغرب مفادها إظهار قدرتها على نشر قواتها بالقرب من المصالح الغربية في غرب البحر المتوسط، كخط فاصل بين منطقة النفوذ الغربي ومنطقة النفوذ الاشتراكي السابق.

ونبه المصدر ذاته إلى تنافي التعاون الروسي الجزائري مع الخطاب الجزائري الرسمي الذي كان يدعو إلى الحياد وعدم الانحياز، حيث يوجد الآن بالفعل، وفق التقرير عينه، تعاون مع دولة في حالة حرب حاليًا في قلب أوروبا واجهت معارضة وعقوبات من المجتمع الدولي بأكمله، مذكراً باصطفاف الجزائر في زمن الحرب الباردة إلى جانب الاتحاد السوفياتي.

وفي ظل عدم إبداء الغرب لهذه التخوفات علانية، خرجت في الآونة الأخيرة أصوات عدة تنبه إلى خطورة التقارب الروسي الجزائري، وهو ما لم يخفه آلان جوليت، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسي، الذي ندد، في تصريحات حديثة، بالصمت الفرنسي والغربي بشأن مشاركة الجزائر في مناورة “فوستوك” العسكرية 2022.
 
عودة
أعلى