وصول طالبان للحكم يكشف الوجه الحقيقى للظواهرى

إنضم
26/6/21
المشاركات
20
التفاعلات
25
  • ساهمت ردود فعل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى المتعددة خلال الفترة التى صاحبت وأعقبت تغير وضعية تنظيم طالبان من فصيل متمرد إلى سدة الحكم فى أفغانستان فى كشف ما يعانيه التنظيم وزعيمه من تردد وغيرة واضحة، بل وتناقض فيما بين مواقفه السابقة والحالية سواء على المستوى السياسى أو الإعلامى.
  • فبدلاً من إستثمار القاعدة لتلك التطورات بشكل إيجابى تعاونى يخدم أفكار التنظيم وفق العديد من التحليلات المنطقية التى توقع فيها البعض إرسال الظواهرى العديد من رسائل التضامن والتأييد لطالبان سواء بشكل ضمنى أو علنى على خلفية توليهم مقاليد الحكم فى أحد أهم المناطق التى ينطلق منها نشاط تنظيم القاعدة عبر العالم وهى الأراضى الأفغانية، نجد أن الظواهرى إتخذ منهجاً مغايراً للتوقعات وغير من إستراتيجيته بشكل يؤكد على وضع ملف تعزيز نفوذ القاعدة على رأس أولويات زعيمها بغض النظر عن التغيرات السياسية والميدانية التى كان يمكن أن توظف لخدمة مبادئه ولصالح توجهات التنظيم وفق العديد من المدونات الصادرة عن التنظيم والتى طالما إستعرضت أهدافه ورؤيته.
  • وفى هذا الإطار، كشفت مجمل ردود فعل القاعدة وزعيمها خلال الأسابيع التى تلت صعود طالبان وتوليها الحكم أن الظواهرى قد فشل فى التعامل مع تطورات الأحداث السياسية الأخيرة على مستوى العالم، وذلك رغم أهميتها وتأثيرها المباشر على وضعية تنظيمه، ويبدو أنه فى الطريق لتفويت هذه الفرصة لأسباب ترتبط بالأساس بالرغبة فى الزعامة والصراع الذى يستهدف إستمرار النفوذ.
  • كما عكس تجاهل أيمن الظواهرى للتفاهمات التى أسفرت عن تولى طالبان الحكم وسيطرتها بشكل سريع على الأوضاع السياسية والأمنية على أفغانستان بالتوازى مع الإنسحاب الأمريكى، ضيق أفق القاعدة ووجود أولويات أخرى لا تتماشى مع الأجندة المعلنة للقاعدة التى طالما تم ترويجها للشباب المستهدف جذبه للعمل الجهادى.
  • وتؤكد تلك الفرضية ما ذهب إليه الظواهرى وتركيزه على رثاء بعض قيادات تنظيم القاعدة الذين فقدوا مؤخراً نتيجة مواجهات عسكرية مختلفة، بالتزامن مع تجاهله الإشارة لأى من الكوادر الجهادية الأخرى الذين لقوا حتفهم فى ميادين قريبة من الأحداث بل فى الداخل الأفغانى نفسه، مع عدم إهتمامه أيضاً بوضع قيادات تنظيمه فى إيران مؤخراً.
  • ولا شك أن الهجمات التى شنها تنظيم داعش على مطار كابول يوم 26/8/2021 والذى قتل فيه عناصر أفغانية أكثر من مائة مدنى وعسكرى، هو عمل ضد الدين والأخلاق والإنسانية، ولا يوجد مايبرره بإسم الجهاد، وأن تنظيمات مثل داعش والقاعدة بشنها مثل تلك الهجمات يمكن أن تورط المنطقة كلها فى صراع طويل المدى سيخلف عدد كبير من الضحايا من المدنيين.
  • وفى الوقت الذى كان يتوقع فيه حصول السلطات الأفغانية على مختلف أنواع الدعم اللوجيستى والإعلامى من قبل تلك التنظيمات فى إطار جهود تأمين السلطة الجديدة لمنشآت الدولة وإعادة الإستقرار المفقود لإنجاح ذلك النموذج من وجهة نظر تلك التنظيمات، نجد منهج آخر مفاجىء للجميع بما فيها طالبان نفسها، مما يطرح معه العديد من علامات الإستفهام التى ستجيب عنها مخرجات المرحلة الملتهبة الحالية والتى تموج بالتجاذبات وتتكشف فيها الأقنعة.
  • أليس من الأجدى للأفغان أن يرفعوا شعار "أفغانستان للأفغان" للتخلص من الإنتهازيين وإعادة بلادهم لوضعها الطبيعى نحو التقدم والإزدهار الذى تستحقه.
 
عودة
أعلى