اقتصاد هل يمكن إعادة تشغيل المفاعلات النووية لمواجهة أزمة الطاقة غير المسبوقة؟

عمار

القدس تجمعنا
عضو قيادي
إنضم
31/7/20
المشاركات
2,822
التفاعلات
10,615
alkompis_tfERUAmu0B.jpg


جاهدت دول أوروبية عديدة وعلى رأسها السويد في تقليل الاعتماد على المحطات النووية لتوليد الطاقة، ووضعت بعض هذه الدول، نفسها خططا طموحة للاستغناء نهائيا عن هذا النوع الخطر من أنواع توليد الطاقة، اليوم وبعد الحرب الأوكرانية تجد أوروبا نفسها على أبواب أزمة طاقة كبيرة، مما جعلها تفكر مضطرة بإعادة تشغيل ما تم إغلاقه من هذه المحطات النووية، مخترقة بذلك قوانين وخطط سياسية واقتصادية لها علاقة مباشرة بسلامة وأمن البيئة والإنسان.
صحيفة DN استطلعت إمكانية عودة تشغيل هذه المفاعلات مع عدد من المختصين والخبراء، والذين أكدوا صعوبة، بل استحالة تنفيذ هذا الحل، لتلافي حاجة أوروبا من الطاقة أمام احتمالات قوية لدخول القارة بأزمة طاقة غير مسبوقة بسبب الحرب الأوكرانية.

في السويد، تم إيقاف تشغيل ستة من مفاعلات الطاقة النووية البالغ عددها 12 مفاعلًا في البلاد. تم إغلاق مفاعلين في Barsebäck بعد قرار سياسي بيئي، أما أسباب إيقاف تشغيل مفاعلين في Ringhals و Oskarhamn فكانت أسباب اقتصادية، فوفقًا للمالكين الرئيسيين Vattenfall و Uniper لم يعودا هذه المفاعلين مربحين اقتصاديًا.

لكن أسعار الكهرباء ترتفع الآن من وقت لآخر، وتهدد حرب أوكرانيا بإحداث أزمة طاقة حادة في جميع أنحاء أوروبا.

وفي سؤال وجهته الصحيفة لـ يان هانبري، رئيس الهيئة السويدية لسلامة الإشعاعات النووية، حول إمكانية إعادة تشغيل أي من هذه المفاعلات التي تم إعلاقها؟
يقول:
– “لا هذا غير ممكن، حتى لو كان هناك البعض من قطاع الصناعة يدعي أحياناً أن هذا ممكن، أود أن أقول إن إعادة تشغيل هذه المفاعلات عملياً، مستحيل تماما. وبصرف النظر عن الصعوبات في استعادة تشغيل هذه المحطات، ستكون هناك حاجة إلى إضافات وتعديلات مكثفة للغاية لتلبية متطلبات السلامة المحدثة اليوم”.

خبراء آخرون أكدوا على نفس الإجابة، إضافة إلى أنه وبعد الحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما للطاقة النووية، على سبيل المثال، تم تقديم قاعدة تنص على أنه اعتبارا من عام 2021 ، يجب أن تمتلك جميع المصانع في السويد تقنية لتتمكن من مواصلة تبريد لب المفاعل من الداخل، حتى إذا تم إيقاف التشغيل العادي، وهذا ما يسمى تبريد مركزي مستقل.

يقول يان هانبري بهذا الصدد:
– هذه أعمال كبيرة ومكلفة للغاية، وقد يستغرق إكمالها ما لا يقل عن أربع إلى خمس سنوات.
كما سيستغرق الأمر وقتا طويلاً للحصول على النوع الصحيح من الوقود.

وهذا ما أكده أيضاً يون ليندبري، المتحدث باسم منظمة الصناعة النووية العالمية والرابطة العالمية للطاقة النووية قائلا:
– سوق اليورانيوم مميزة للغاية، الموضوع لا يتعلق فقط بمجرد الذهاب إلى المتجر والتسوق. غالبا ما تكون عقود شراء هذا النوع من المعادن عقود طويلة الأجل حيث يتعين عليك تقديم طلب لسنوات عديدة مسبقاً، وهذا يتضمن كل شيء من التعدين إلى تخصيب اليورانيوم.

يوضح يون ليندبري أن الوضع مماثل في بقية أوروبا. منذ عام 2018، تم إيقاف تشغيل ما يزيد قليلاً عن 10 مفاعلات في فرنسا، وألمانيا، والسويد وسويسرا. لكن لا يمكن إعادة تشغيل أي منها في غضون مهلة قصيرة، ولا حتى المفاعلات الألمانية الثلاثة التي تم إغلاقها قبل بضعة أشهر في نهاية عام 2021.
حيث يقول يون ليندبري:
– تشغيل محطات الطاقة النووية هو عمل طويل الأمد يتطلب التحديث والتخطيط والصيانة المستمرة للمعدات.

بالإضافة إلى صعوبات الحصول على الوقود دون انقطاع واستعادة الصيانة، هناك نقص في الموظفين المؤهلين لتشغيل محطات الطاقة، كما توضح كريستين ويديمير من شركة Preussen Elektra.

في ظل هذه المعطيات، يمكن على الأرجح أن نتخيل بسهولة، أن فكرة إعادة تشغيل مفاعل تم إيقاف تشغيله هي فكرة تحمل الكثير من التحديات الكبيرة. كما أن القانون السويدي يحظر حاليا إعادة تشغيل المحطات النووية التي تم إغلاقها.

المصدر: alkompis
نقلا عن: هيئة السلامة من الإشعاع السويدية


 
عودة
أعلى