أعني أن المسألة ليست بهذه الصعوبة، المغرب يفتح الباب لعدة دول لتقديم عروضها، وفي النهاية يختار الأفضل. لقد تعاقد المغرب على الطائرات بدون طيار TB2، وأكينجي، وحرب الإلكترونيات كورال، والعربات المدرعة كوبرا 2 MRAP. كما يشاركون في مناقصات أخرى جارية، ولديهم الكثير ليقدموه. ماذا قدمت الصين أو الأمريكيون أو الأوروبيون للعالم الإسلامي بشكل جماعي خلال العقود الستة الماضية؟
كوريا الجنوبية لاعب براغماتي هدفه تحقيق الأرباح، لكنها أيضًا منفتحة جدًا على مشاركة تقنيتها مع عملائها. وينطبق الشيء نفسه على تركيا، والفرق الوحيد هو أن تركيا في نطاق تأثيرنا في البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية. عاجلاً أم آجلاً سنضطر للتعامل معهم. لديهم العديد من البرامج الواعدة التي كنت أتمنى أن نشارك فيها كشريك، لكنني أعتقد أن الفرص ستأتي بمجرد زيادة قوتهم الصلبة في العقدين المقبلين.
أما المغرب، فلديه برنامج ضخم يشمل القوات البرية، والقوات الجوية، والبحرية، لكن إسرائيل لا تنتج سفنًا حربية بحرية أو مقاتلات. هنا سيتعين على المغرب اختيار الخيار الفرنسي أو الأمريكي، أو ربما النظر إلى المستقبل واختيار KAAN أو KF-21 بلوك 3 أو برنامج AMCA. لا توجد بدائل أخرى للجيل الخامس ستكون مفتوحة لنا إلا إذا فتح الأمريكيون أبوابهم لنا.
يجب على المغرب أن يأخذ الأمور بيده وينضم إلى البرامج التي ستفيدنا في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي. لقد ضيعنا عقودًا بالفعل، ونحن نحارب الزمن.
مشكلة المغرب ليس هو غياب الشركاء لكن غياب الإرادة السياسية، النماذج الناجحة في التصنيع الحربي او العسكري كلها كانت قائمة على صناعات مدنية قوية و ناجحة، التصور المغربي الذي تمت بلورته هو تصور سليم و يدخل في إطار ربط صلة وثيقة بين الصناعة المدنية و الصناعة العسكرية، بناء الصناعة لا يعتمد فقط على التقنية بل على الاستثمار و المردودية الاقتصادية و التنظيم و الإدارة الحديثة، الاتراك لن يقدمو لك ما أنت بحاجة إليه لا هم و لا الكوريون لأننا بحكم طبيعة اقتصادنا و تموقعنا الجغرافي نحتاج الى اكثر من التقنية، النموذج الصناعي المغربي ليس هو النموذج الصناعي المصري او السعودي نحن نعتمد على الاستثمارات الخاصة و على عوامل الجذب و بالتالي فما يمكن فعله هو تشجيع شركات خاصة بالاستثمار في هذا المجال بالمملكة و توفير جميع عوامل النجاح لها من بنية تحتية و يد.عاملة مؤهلة و اسواق من أجل التصدير،
السوق المغربي او المحلي أو متطلبات القوات المسلحة الملكية لا ترقى إلى مستوى الطلب الذي سيوفر المردود الاقتصادي الكافي لهذه الاستثمارات و بالتالي يجب العمل على إيجاد اسواق لما سيتم إنتاجه محليا، الاتراك لن يعطوك رخصة لتصدير اي من منتوجاتهم و نفس الشيئ للكوريين و لهذا اتجه المغرب نحو اسرائيل و نحو الهند و نحو الصين من أجل التصنيع و اتجه نحو امريكا و بلجيكا من أجل الصيانة
حاجيات القوات المسلحة الملكية ترتبط بمحورينزالمحور الاول هو الصيانة و قطع الغيار التجهيزات العالية التقنية او الباهضة الثمن مثل مروحيات الاباتشي و طائرات الاف16 و طائرات النقل و مروحيات اليربوس او اليوروكبتير ووووو
ثم هناك الحاجة إلى الذخائر و الدرونات و الأسلحة الاخرى
الصناعة الحربية هي مثل البحر و لابد البدا من مجال او نقطة معينة تكون اكثر مردودية و أكثر فاعلية
المغرب اختار البدأ بالدرونات و أجهزة الرؤية و الأقمار الصناعية و امور أخرى مثل صواريخ الراجمات بينما بالنسبة للذخيرة فهي مسألة بسيطة و ستاتي مع الوقت و مجال الحديد و الصلب هو في طور التطوير و في اقل من 4 او 5 سنوات ستكون لدينا مصانع قابلة لتزويد القوات المسلحة الملكية بهذا النوع من الذخايدئر،
بالنسبة لأحواض بناء السفن فهي في طور التفعيل و النموذج الذي يامل الى تطويره المغرب هو نموذج شامل يعتمد على مقاربة الايكوسيستيمز الذي اعطى نجاعة كبيرة في صناعة السيارات و الطائرات المدنية،
المهم و كي لا اطيل المغرب يسعى الى انشاء منظومة صناعية تعتمد على شراكة بين القطاع الخاص و القطاع العام و ماهو محلي و ما هو دولي و ليس على مقاربة الشاركة الثنائية المباشرة المبنية على صفقات تجهيز للجيش المغربي،
و اعتقد ان الاتفاقيات الدفاعية التي يعقدها المغرب مع العديد من الدول الأفريقية و الغير إفريقية ستظهر ان المغرب يعد الأرضية من أجل فتح اسواق امام الشركات و المنظومات التي سيتم انشاؤها محليا