متجدد ملف العلاقات الأمريكية المغربية

 
تحدث مع وزير الخارجية ناصر بوريطة اليوم عن تعاوننا الثنائي القوي في مجال الأمن والدفاع الإقليميين. كما ناقشنا رحلتي الأخيرة ولقاءاتي مع القادة المصريين والإسرائيليين والفلسطينيين.

 

بعيدا عن صفقات السلاح التي ينتظرها الكل، هل المغرب يسعى لحشد التأييد لخطوة ما؟ زيارات كثيرة لاعضاء من الكونغرس توحي بأن شيء ما يطبخ !! المنطقة العازلة؟!
 
bourita-antony-blinken-usa.jpg

يقوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين، بزيارة عمل إلى واشنطن، تندرج في إطار المشاورات الدائمة الهادفة إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بالولايات المتحدة، والتشاور بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وسيعقد بوريطة، خلال هذه الزيارة، سلسلة من المباحثات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، لا سيما مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن.

وشهدت الشراكة بين الرباط وواشنطن، تحت قيادة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي جو بايدن، تطورا هاما خلال السنوات الأخيرة في كافة المجالات.

وستشكل زيارة بوريطة إلى واشنطن فرصة لتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية الثنائية القوية وطويلة الأمد التي تجمع البلدين في مختلف المجالات، والتباحث بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

وتكرس هذه الزيارة الخاصة دينامية المشاورات المنتظمة بين المغرب والولايات المتحدة، التي تكثفت بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين مع توالي زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين إلى المملكة.

وعلى صعيد الحوار السياسي، تميزت السنة الماضية، على الخصوص، بالزيارة التي قام بها رئيس الدبلوماسية الأمريكية، أنتوني بلينكن، إلى الرباط، في مارس 2022. وصرح المسؤول الأمريكي، بهذه المناسبة، قائلا: “إننا ندعم برنامج الإصلاحات الطموحة لجلالة الملك الهادف إلى تعزيز المؤسسات المغربية”.

كما عرفت السنة الماضية زيارة نائبة بلينكن، ويندي شيرمان، خلال الشهر ذاته، ثم نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، في ماي 2022، وكذا الزيارة التي قامت بها مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، في يناير الماضي.

تضاف إلى هذا الزخم زيارتان إلى المغرب قامت بهما الرئيسة المديرة العامة لهيئة تحدي الألفية، أليس ألبرايت، الثانية خلال الأسبوع الماضي والأولى في يوليوز 2022، على رأس وفد اقتصادي أمريكي هام.

وفي دجنبر 2022، قام منسق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، بريت ماكغورك، بزيارة إلى الرباط لإجراء مشاورات رفيعة المستوى.

واندرجت المشاورات الأمنية ضمن الدينامية ذاتها الهادفة إلى تعزيز العلاقات، وذلك على الخصوص من خلال الزيارة الأولى إلى المغرب لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، في فبراير الماضي.

ومكنت الزيارات التي قامت بها كل من مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هينز، ورئيس مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، خلال 2022، من تنويع وتعميق الشراكة الأمنية متعددة الأبعاد، التي ما فتئت تتطور بين البلدين.

كما شهدت العلاقات مع الكونغرس الأمريكي دينامية قوية، لا سيما خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع زيارة المجموعة البرلمانية لاتفاقات أبراهام في مجلس الشيوخ الأمريكي، خلال يناير الماضي، ثم الزيارة التي قام بها، في فبراير، وفد من أعضاء مجلس الشيوخ المؤثرين بقيادة رئيس لجنة الشؤون الخارجية، ثم في مارس، زيارة تجمع ذوي الأصول اللاتينية في مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي.

وقام هذا الوفد، على الخصوص، بزيارة إلى مدينة الداخلة، في أول زيارة لمسؤولين أمريكيين منتخبين إلى الأقاليم الجنوبية منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه في دجنبر 2020.

كما تميزت دينامية الشراكة بين الرباط وواشنطن بتنظيم المغرب لقاءات مشتركة هامة، بما فيها الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي ضد “داعش”، في ماي 2022، وقمة الشؤون الأمريكية الإفريقية، في يوليوز 2022، التي مهدت لقمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا التي استضافها الرئيس بايدن في دجنبر 2022.
 
ambassadeur-david-et-carte-du-maroc1.jpg

واشنطن تجدد الاعتراف بمغربية الصحراء​

- و.م.ع​

للسنة الثالثة على التوالي، يخصص التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان، الصادر اليوم الإثنين، فصلا للمغرب يتضمن صحراءه.

هذا التقليد الذي دأبت عليه الدبلوماسية الأمريكية في إعداد تقاريرها يكرس مقاربة واشنطن في معالجة قضية الصحراء، منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في دجنبر 2020.

وبخصوص الوضع السياسي في المملكة، يتطرق التقرير إلى إجراء الانتخابات المحلية والجهوية والبرلمانية في شتنبر سنة 2021، مبرزا أن “المراقبين الوطنيين والدوليين اعتبروا أن الانتخابات كانت بشكل عام حرة ونزيهة وشفافة”.

وحول وضع المؤسسات السجنية في المغرب، أكدت الدبلوماسية الأمريكية أن “الأوضاع في السجون تحسنت”، مسجلة أن “مؤسسة الوسيط ساعدت في حل العديد من القضايا المدنية”.

وأضاف التقرير الأمريكي أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان “يواصل الاضطلاع بدوره باعتباره قناة يعبر المواطنون من خلالها عن شكاياتهم بشأن انتهاكات حقوق الإنسان”.

وفي ما يتعلق بالهجرة، تسلط وزارة الخارجية الأمريكية الضوء على السياسة الإنسانية للمملكة، مؤكدة أن “الحكومة تعاونت مع المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمات إنسانية أخرى لتوفير الحماية والمساعدة للاجئين وطالبي اللجوء، وغيرهم من الأشخاص الذين يدخلون ضمن اختصاصها”.

ولفت المصدر ذاته إلى أن “الحكومة خصصت أيضا دعما ماليا للمنظمات الإنسانية لتأمين خدمات اجتماعية للمهاجرين، بمن فيهم اللاجئون”.

وذكر التقرير بأن “الحكومة واصلت تخويل صفة اللاجئين المعترف بهم من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”، مسجلا أن المملكة “قامت بتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين بدعم من المنظمة الدولية للهجرة”.

وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية، في تقريرها الأخير حول حقوق الإنسان لسنة 2022، أن “المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين يتمتعون، بموجب القانون، بفرص متساوية للولوج إلى العدالة والخدمات العمومية، بما في ذلك الصحة والتعليم”.
 
عودة
أعلى