متجدد ملف الساحة السورية

"الكادر لقمان" مسؤول ميليشيا قنديل بدير الزور تاريخ إجرامي وتعامل مع نظام أسد بتهريب النفط


 

وليد فارس.. يميني مسيحي لبناني انفصالي ينظّر لـ”الحظر الجوي” في السويداء الدرزية السورية

==============


Untitled-design-2023-09-19T162712.874.jpg


تعيش محافظة السويداء، جنوبي سوريا، على وقع المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري ورحيل رئيسه، بشار الأسد، وسط تحليلات ضعيفة المصدر عن حكم ذاتي ومنطقة حظر جوي، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

أول من تحدث عن منطقة الحظر الجوي، كان وليد فارس، وهو أحد مستشاري الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في حملته الانتخابية، أمريكي الجنسية ولبناني الأصل ويتبع “حزب القوات”.

وقال فارس عبر حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، في 16 من أيلول، إن هناك معلومات “غير مؤكدة” عن اتجاه لإعلان ما أسماه “منطقة حرة درزية”، وحصولها على “حظر جوي”.



وجرى تداول هذه المعلومات على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما قوبل بردود فعل مختلفة من سياسيين وصحفيين معنيين بالشأن السوري، وعلى اختلاف انتمائاتهم السياسية، موالين للنظام ومعارضين له، منهم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، الذي اتهم فارس بالعمالة لإسرائيل.

ورد جنبلاط عبر منشور في “إكس“، على فارس بالقول إن دروز سوريا يريدون الحرية كما السوريين وهم جزء من الشعب السوري، محذرًا من “أصوات اليمين الصهيوني” كما وليد فارس.

ويعود هذا الاتهام إلى الخلفية السياسية لفارس ودوره في الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990)، باعتباره أحد منظري حزب “القوات اللبنانية”، ويُتهم بمساهمته بقتل اللبنانيين والفلسطينيين خلال الحرب.

وليد فارس.. منظر “الشعبوية المسيحية”


في عام 1990، وقبل إكمال الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، سيطرته الكاملة على لبنان، انتقل وليد فارس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن ينال الجنسية لاحقًا، ويعرّف عن نفسه على أنه أمريكي ووطنه هو الولايات المتحدة ويقف إلى جانبه حتى في نزاع مع وطنه الأم، لبنان.

ارتباط فارس بحزب “القوات” لم يكن عبر خوضه المعارك التي خاضها الحزب، بل عبر إلقاء محاضرات لمعتقدات إيديولوجية على المقاتلين في الثمانينيات، لتبرير الحرب والدعوة لإنشاء كانتون منفصل للمسيحيين في لبنان، وفق صحيفة “ماذر جونز“.

وبحسب تقرير نشرته الصحيفة في تشرين الأول 2011، فإن الفكرة الرئيسية لدى فارس كانت بأن على المسيحيين إنشاء وطنهم المنفصل على غرار الاحتلال الإسرائيلي، باعتبارهم ضحايا للاضطهاد، وهو ما أسهم في تبرير العنف الطائفي العشوائي في أثناء الحرب.

وشهدت الحرب الأهلية اللبنانية عدة مجازر بين الأطراف المتصارعة، ومن أبرزها مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، التي نفذها تحالف الجبهة اللبنانية المسيحية اليمينية، على رأسها حزب “الكتائب”، بحماية إسرائيلية.

كما عُيّن فارس ضمن اللجنة التنفيذية لحزب “القوات”، الذي كان جزءًا من تحالف الجبهة اللبنانية، ضمن شؤون المغتربين، وهو ما يشبه الانضمام للقيادة العليا للحزب حينها.

لم يكمل فارس طريقه إلى جانب قائد “القوات”، سمير جعحع، مع تفجر خلاف الأخير مع ميشيل عون، لينضم فارس إليه ويبقى في لبنان حتى مغادرة عون نفسه إلى فرنسا.

مع وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1990، عاد فارس إلى مقاعد الدراسة وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة “ميامي” الأمريكية في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية.

كما درس العلوم السياسية في جامعة “فلوريدا أتلانتيك” بين عامي 1993 و2004، واستراتيجيات الجهاد العالمي في واشنطن.

ووفق صحيفة “ماذر جونز“، حاول فارس إقناع الاحتلال الإسرائيلي بالاستمرار بدعم “جيش لبنان الجنوبي” الذي كان يقوده انطوان لحد في جنوب لبنان المحتل من قبل إسرائيل خلال الحرب الأهلية.

واعتبر فارس في مقال نشره ضمن مركز “آرييل للأبحاث السياسية“، عام 1997، التابع لمنظمة إسرائيلية يمينية، أن جيش لحد ومسيحيي لبنان هم الجهة الوحيدة المحتملة لوقف التقدم العربي والإسلامي في المنطقة.

مع ظهوره المتكرر عبر وسائل الإعلام الأمريكية، باعتباره “خبيرًا استراتيجيًا ومحللًا لشؤون الشرق الأوسط”، ضمّته حملة المرشح الرئاسي الأسبق عن الحزب الجمهوري لرئاسة أمريكا، ميت رومني، في مواجهة باراك أوباما.

وتلقى فارس حينها وعدًا من رومني، بمنصب رفيع في البيت الأبيض في حال وصل إلى منصب الرئيس، وهو ما لم يحصل مع خسارة روميني للانتخابات.

تكرر الأمر مجددًا مع دونالد ترامب في انتخابات 2018، وكان فارس أحد مستشاريه وفق صحيفة “واشنطن بوست“، ورغم فوز ترامب ووصوله إلى الرئاسة، لم يحصل على أي منصب رسمي لاحقًا، لمعارضة جاريد كوشنر، مستشار ترامب للأمر.

وفي عام 2016، نشرت الصحيفة تقريرًا بعنوان “الماضي المظلم لمستشار ترامب”، بعد لقاء الصحيفة مع الرئيس الأمريكي وحديثه عن فارس.

اعتبرت “واشنطن بوست” حينها أن فارس كان “مفكرًا وعنصرًا فاعلًا ورئيسيًا في بيئة من الفظائع”.

وأجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، في 2020، تحقيقًا مع فارس، بعد معلومات حول عمله بشكل سري لصالح الحكومة المصرية، للتأثير على إدارة ترامب، دون توجيه اتهامات.

ما علاقة السويداء بفارس؟


أحد ردود الفعل على منشور وليد فارس في “إكس”، كان من الصحفية السورية عالية منصور، التي قالت في منشور عبر “إكس“، إن كلام فارس لا صحة له ولا يخدم سوى رواية النظام السوري وإيران، كما أنه لم يكن مستشارًا لترامب بعد توليه الرئاسة.

لم تتوقف ردود الفعل على السياسيين والصحفيين المناوئين والمعارضين للنظام السوري، بل حتى لمؤيديه، إذ اعتبر مدير مركز “سونار” الإعلامي، حسين مرتضى، أن فارس هو أحد وكلاء الاستخبارات الأمريكية وحديثه عن المنطقة “مخطط أمريكي”.

ومن خلال السيرة الذاتية لوليد فارس، وارتباطاته الدولية مع شخصيات سياسية في الشرق الأوسط والولايات المتحدة، والبرلمان الأوروبي (عمل مستشارًا للبرلمان)، يمكن التركيز على نقطتين، الأولى هي إمكانية حصوله على معلومات ليست مؤكدة بالضرورة، وهو ما أشار إليه بالفعل في تغريدته، والثانية هي أفكاره العقائدية والدينية والتي ترى الانفصال حلًا لحماية الأقليات.

ولا يملك فارس أي منصب في الإدارة والحكومة الأمريكية، لكنه يظهر بشكل دائم على محطات التلفزة الأمريكية القريبة من التيار اليميني في الولايات المتحدة، وكذلك على محطات تلفزيونية عربية، وينشر في عدة مواقع وصحف مقالات تحليلية.

كما سبق واتهم أوباما بأنه “يتوسل” للمحور الإيراني الذي يضم النظام السوري و”حزب الله”.

ولم يذكر فارس مصدر معلوماته في منشوره الأول عن منطقة الحظر الجوي في السويداء، لكنه أصرّ على تحليله المذكور عبر منشور ثانٍ اليوم، الثلاثاء 19 من أيلول، جاء فيه أن المناطق الحرّة لن تكون في السويداء فقط، بل في لبنان والعراق أيضًا، رابطًا الأمر بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك، دون توضيح تفاصيل أكثر.

ولا يعرف عن فارس أي ارتباطات مباشرة علنية بشيوخ العقل الدروز في منطقة السويداء، أو الهيئة السياسية التي أعلنت الأسبوع الماضي، كما أن ارتباطه بـ”القوات” اللبنانية صاحبة العداء الطويل مع الدروز في لبنان، لا يشجع على هذا الأمر.

ونشر فارس عدة مؤلفات سياسية، منها “الربيع الضائع” وحرب الأفكار” و”مستقبل الجهاد” و”الثورات المقبلة” و”الاختيار”، ولعب دورًا في الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل القرار “1559“، القاضي بانسحاب قوات النظام السوري من لبنان.

ماذا يقول القانون الدولي؟


تعرف مناطق “حظر الطيران” بأنها منطقة محددة تحظر فيها الرحلات الجوية بشكل كامل، مدنية أم عسكرية، وسبق أن نفذها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا عام 2011 وكذلك في العراق بين عامي 1991 و2003 شمالي وجنوبي البلاد.

وأنشأت الأمم المتحدة في العراق حينها، منطقة أمنية وفق قرار مجلس الأمن رقم “668” لمنع قمع السكان المدنيين العراقيين، كما اعتمدت واشنطن على القرارات “678” و687” و688” كأساس قانوني.

كما فرضها “الناتو” خلال حروب البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الـ20، ويمكن فرضها دون موافقة البلد صاحب السيادة.

وتحدد المنطقة بطريقة ثلاثية الأبعاد، وقد تفرض المنطقة لعدة أسباب قد لا تتعلق دائمًا بالعمليات العسكرية، وفق منتدى “just sccurity” المختص بالتحليل الأمني والسياسي.

ويمكن فرضها لتنفيذ عقوبات اقتصادية أو منع تهريب المخدرات أو تهريب البشر وغيرها من العمليات الممنوعة.

وتقوم طائرات بدوريات جوية ضمن مناطق حظر الطيران، وهذا لا يمنع من قيام الحكومة التي تستهدف مناطقها بمناطق حظر الطيران، من مهاجمة الطائرات.

ويحتاج فرض منطقة حظر طيران إلى تفويض من مجلس الأمن التابع لمجلس الأمم المتحدة، بموجب الفصل السابع من ميثاقها.

ووفق “المادة 39” من الميثاق، يجوز لمجلس الأمن أن يقرر ما إذا كانت الحالة التي تتطلب فرض حظر الطيران، تهديدًا للسلم أو الإخلال به أو عمل من أعمال العدوان”، وفق ما ذكر معهد “Lieber” لدراسات الحرب.

ووفق المعهد، يجوز فرض المنطقة باستخدام القوة المميتة مع مراعاة القانون الدولي الإنساني الدولي، كما يمكن إنشاء مناطق حظر الطيران في أثناء نزاع دولي مسلح.

 

طهران: تعاون بين أنقرة ودمشق دون آلية.. لا تغيير بموقف قطر

=====================

قال كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، إن من الأمور التي تجري مناقشتها حاليًا هي كيفية التعاون بين تركيا والنظام السوري، مع مشاركة إيران وروسيا، دون تحديد آلية للتنفيذ.

وأضاف خاجي في مقابلة مع صحيفة “الوفاق” الإيرانية، الاثنين 18 من أيلول، أن من القضايا المهمة في هذا الاتفاق مسألة مكافحة الإرهاب، وهو مبدأ مشترك يتفق عليه الطرفان، والقضية الأخرى هي عودة اللاجئين السوريين.

المسؤول الإيراني اعتبر أن لتركيا الحق، ومخاوفها مبررة، على اعتبار وجود أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ على أراضيها، مشيرًا إلى أن عودة اللاجئين مسألة خلافية، فعودتهم تتطلب المرافق والبنية التحتية المناسبة، “الآن في سوريا لا بيت ولا ماء ولا طعام ولا مرافق فكيف يعودون”، أضاف خاجي.



في الوقت نفسه، اتهم خاجي الولايات المتحدة والدول الأوروبية بمحاولة وقف التطبيع العربي مع النظام السوري، والسعي لخلق الاضطراب والتعطيل في هذا المجال.

وحول الموقف القطري الرسمي الرافض لعلاقات سياسية مع النظام السوري، كشف المسؤول الإيراني عن محاولات إيرانية للتوسط بين دمشق والدوحة.

أنا تحدثت مع المسؤولين القطريين حول سوريا عدة مرات، كما جرت مباحثات مع قطر على مستوى وزير الخارجية، وللأسف لم نشهد أي تغيير في سلوك قطر.

علي أصغر خاجي- كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني



واعتبر خاجي أنه إذا سارت المحادثات التركية- السورية بشكل جيد، فمن الممكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الجانب القطري (في إشارة للعلاقات مع النظام السوري).

لا تطورات في مسار التقارب


بالنظر إلى حالة نشاط اللقاءات التفاوضية بين أطراف “الرباعية” خلال الفترة الأخيرة، تبدو بوضوح حالة الدفع بالمسار التي جرت قبل الانتخابات الرئاسية التركية، فانعقد لقاء لنواب وزراء الخارجية الأربعة، في 4 من نيسان الماضي، ثم لقاء لوزراء الدفاع وقادة الاستخبارات للأطراف ذاتها في 25 من الشهر نفسه، وصولًا إلى لقاء وزراء الخارجية في 10 من أيار، لأول مرة منذ بدء المسار.

وبعد هذا اللقاء انشغلت أنقرة بانتخاباتها الرئاسية التي جرت في جولتين، وخرج منها رجب طيب أردوغان منتصرًا مجددًا خلافًا لآمال الأسد بتغيير سياسي في تركيا قد يدفع بمسار التقارب قدمًا، وفق تصريحاته لقناة “RT” منتصف آذار الماضي.

حالة التسارع هذه في اللقاءات تبعتها عودة للإيقاع غير المنتظم المألوف، ليأتي اللقاء الأحدث في 20 من حزيران، بعد نحو 40 يومًا على اللقاء الذي سبقه، كما مضى على لقاء “20 من حزيران” نحو ثلاثة أشهر، دون تحديد موعد لقاء جديد بعد.

في المقابل، فإن ثلاثة لقاءات جرت في أقل من هذه المدة، قبيل الانتخابات التي عززت موقف أنقرة التفاوضي، مزيحة عن الملف ثقله على السياسة الداخلية، بعد انتزاعه من يد المعارضة التركية الداخلية.

وفي 28 من تموز الماضي، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن مصدر لم تسمِّه في الدائرة الدبلوماسية الروسية، أن اجتماعًا لوزراء خارجية أطراف “الرباعية” (تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري) قيد المناقشة حاليًا، لكن جدول أعمالهم يجب أن يتزامن.

المصدر الروسي اعتبر أن العملية (في إشارة إلى التقارب) مستمرة، وأن مسألة اللقاء قيد النقاش، لكن للوصول إلى نتائج من الضروري توافق جداول أعمال الوزراء.

 

الأسد يزور الصين للمرة الأولى منذ 2004

===============

يتجه رئيس النظام السوري بشار الأسد، وزوجته أسماء الأسد إلى الصين، في 21 من أيلول الحالي، تلبية لدعوة الرئيس الصيني، شي جين بينغ.

ووفق ما ذكرته “رئاسة الجمهورية“، اليوم الثلاثاء 19 من أيلول، عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، سيعقد الأسد وشي جين بينغ قمة مشتركة.

كما تشمل الزيارة عددًا من اللقاءات والفعاليات التي سيحضرها الأسد وزوجته في مدينتي خانجو والعاصمة بكين.



وتستضيف مدينة خانجو الصينية دورة الألعاب الآسيوية، حيث يقام حفل الافتتاح في 23 من أيلول المقبل، وبحسب مصادر مطلعة لصحيفة “الوطن” المحلية، فإن الأسد سيحضر حفل افتتاح الألعاب الآسيوية.

ويرافق رئيس النظام السوري وفد سياسي واقتصادي، مكون من وزير الخارجية ومعاونه ووزير الاقتصاد ومستشارة الرئاسة، بثينة شعبان، ولونه الشبل، وسفير سوريا في الصين، محمد حسنين خدام، وفق الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).

وتعد هذه هي أول زيارة رسمية للأسد إلى الصين منذ 2004، حين أجرى محادثات مع الرئيس الصيني السابق، هو جينتاو، تتعلق بقضايا السلام والعراق ومكافحة الإرهاب والتعاون الثنائي بين البلدين.

وفي تموز 2021، أجرى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لأول مرة زيارة إلى العاصمة دمشق التقى خلالها رئيس النظام السوري، وكبار المسؤولين في حكومته.

زيارة سياسية


نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر “دبلوماسية شرقية”، في 16 من أيلول، أنه من المرجح أن يزور وفد سوري رفيع المستوى، العاصمة الصينية قريبًا لعقد اجتماعات على مستويات عالية مع المسؤولين الصينيين لتداول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والدور الصيني في مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها الاقتصادية.

وفق الصحيفة، تعتبر الزيارة سياسية أولًا، إذ تؤكد حرص الصين على تثبيت شرعية الأسد على المستوى الدولي، رغم محاولات الأميركيين عرقلة مسار التطبيع العربي مع النظام السوري، وحرمان النظام من “استثمار التقدّم السياسي ببسط السيطرة الكاملة على الأرض السورية وإيقاف الانهيار الاقتصادي والنزيف الاجتماعي وعرقلة أي جهود لإعادة الإعمار”.

كما تؤكّد الزيارة رغبة الصين بتوسيع دورها وحضورها في الشرق الأوسط، وتوجيه رسائل إلى الإدارة الأميركية عن تجاهل المآخذ الغربية التي كان الصينيون “يراعونها” في السنوات الماضية.

ولفتت الصحيفة إلى وجود بعد اقتصادي للزيارة، يتمثل بالحصار الاقتصادي الذي يعانيه النظام، فضلًا عن تحفيز الصين لتفعيل خطط “الحزام والطريق”، كون سوريا تقع على أحد الخطوط المحتملة لهذا الخط الاقتصادي.

ويدفع التنافس الصيني- الهندي، وزيادة حضور الهند في الشرق الأوسط، بكين، نحو البحث عن خطوط أكثر ثباتًا، وسط الضغوط الأمريكية على إسرائيل لإخراج الشركات الصينية من ميناء حيفا.

وانضمت 17 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وسوريا، إلى مبادرة الحزام والطريق، المعروفة باسم (مشروع طريق الحرير)، وهي مبادرة بكين لإنشاء بنى تحتية في جميع أنحاء العالم لربط الصين بشكل أفضل عبر الطرق البرية والبحرية.

وتعد الصين من أبرز الدول التي حافظت على علاقتها مع النظام السوري، ودعمته سياسيًا واقتصاديًا وماليًا منذ انطلاق الثورة السورية، ولعبت دورًا نشطًا من حيث التحركات الدبلوماسية في سوريا، إذ شاركت في عملية أستانة (مسار تسيّره روسيا وتركيا وإيران) وأعاقت قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا، لتأكد موقفها الداعم لدمشق.

 
عودة
أعلى