عــمــر الـمـخــتــار

رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي
عضو قيادي
إنضم
14/5/19
المشاركات
5,688
التفاعلات
30,128
بسم الله الرحمن الرحيم
1444/3/20 - 2022/10/16

p083tb2h.jpg


في 1981، تعاقدت جمهورية العراق مع مهندس كندي يُدعى جيرارد بول Gerard Bull، وذلك بغرض بناء ثلاث مدافع عملاقة، مدفعان عيار 1000 ملم، ونموذج أولي آخر عيار 350 ملم يسمى "بابل الصغير". كان العراقيون بحاجة ماسة إلى هذا المشروع لهزيمة عدوهم أثناء الحرب الإيرانية العراقية المطولة، وطوال الثمانينيات من القرن الماضي، حظيت تعاملات جيرارد بول مع العراق بالموافقة السرية من الحكومات الغربية، والتي رأت أن العراق يمثل ثقلًا موازنًا لإيران الثورية. في مارس من عام 1988، تلقى المهندس الكندي العقد لبناء المدافع بقيمة إجمالية قدرها 25 مليون دولار.

DvWUOV7WsAA3hSo.jpg

المهندس جيرارد بول

المدفع بطول 156 مترًا، ووزنه 220 طنا، ويبلغ سُمْكُه 30 سم عند المؤخرة، ويتناقص إلى أن يصل 6.5 سم عند المقدمة/الفوهة. يمكن لتسعة أطنان من الوقود الخاص بالمدفع العملاق أن تطلق مقذوفًا يبلغ وزنه 600 كجم لمدى 1000 كيلومتر، بتكلفة 600 دولار لكل كيلوغرام. هذه المدافع تمتلك أربع أسطوانات ارتدادية يبلغ وزنها 220 طنًا، وستكون قوة ارتداد تلك المدافع 27000 طن، أي ما يعادل تأثير ارتداد قنبلة نووية، وهذا الارتداد يكفي لتسجيل حدث زلزالي. في مايو من عام 1989 تم الانتهاء من بناء مدفع "بابل الصغير" واُختبر في تلال حمرين -على بعد 145 كم شمال بغداد- والذي يبلغ طوله 45 مترًا، وبلغ وزنه 102 طن. بعد الاختبارات، تم إعادة تجميع المدفع على منحدر تل بزاوية 45 درجة، وقد كان من المتوقع أن تصل القذيفة إلى مسافة 750 كم.


tmp767365834870882306.jpg

صورة تبين حجم مدفع "بابل الكبير"، وسرعة القذيفة الخاصة به!

قال حسين كامل المجيد، وزير التصنيع العسكري العراقي المنشق، أن المدفع كان سيستخدم في عدة مهام:

1) لمهاجمة الأهداف البعيدة باستخدام رؤوس حربية كيميائية أو بيولوجية أو نووية. ومع ذلك، نظرًا لأنه تم تثبيت المدفع على أرضية ثابتة، فلا يمكن إطلاقه إلا في اتجاه واحد، لذا يمكن التعرف عليه بسهولة وتحييده من قبل الدولة المستهدفة، لهذا السبب لم يعتبره الإسرائيليون تهديدًا كبيرًا لهم.

2) كسلاح مضاد للأقمار الصناعية، حيث سيتم إطلاق القذيفة في الفضاء، ثم ستنفجر القذيفة -وهي مزودة بمواد لزجة تشويشية- بالقرب من القمر الصناعي المستهدف.

22281902_712510472277054_6245255928437883349_n.jpg

صورة التقطت بواسطة لجنة الأمم المتحدة الخاصة خلال العقد الأخير من القرن الماضي

تم تصنيع الأنابيب الفولاذية بواسطة شركة Sheffield Forgemasters البريطانية، أما بقية الأجزاء فيتم إنتاجها في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وسويسرا وإيطاليا، بدراية من المخابرات البريطانية والأمريكية. وفي 22 مارس 1990، اغتيل المهندس الكندي، ويُعتقد أنه قُتل على يد الإسرائيليين، إذ بالرغم من أنهم لم يهتموا كثيرًا بالمشروع، ولكنهم كانوا متخوفين من قيام بول بتحسين الصواريخ الباليستية العراقية. بعد ثلاثة أسابيع من الاغتيال، استولت الجمارك البريطانية على الأقسام الثمانية الأخيرة من مدفع مشروع بابل، وفي 2 أغسطس 1990، غزا العراق الكويت، مما عجل بحرب الخليج، وانتهى هذا المشروع للأبد.

بعد الحرب العراقية الكويتية، دمرت فرق الأمم المتحدة مدفع بابل الصغير عيار 350 ملم، ومكونات المدفعين الآخرين بما في ذلك 44 جزءا، وأربع أسطوانات ارتداد، وطنًا واحدًا من وقود الدفع، وقد دمر العراقيون 11 طناً المتبقية. كما تم تدمير سبع قذائف عيار 350 ملم، وقد ادعى العراق أنه لم يتلق قط أي تصميم أو مساعدة أو مواد أو معدات للقذائف الصاروخية التي كانت في حوزته. وفي نهاية سبتمبر 1995، حصلت لجنة الأمم المتحدة الخاصة UNSCOM على معلومات عن قيام العراق بتصميم مدفع جديد عيار 600 ملم، ويدل ذلك على أن المشروع مستمر ولم يمت مع اغتيال المهندس الكندي بول.

800px-IraqiSupergunIWMDuxford2005.jpg

جزء من مدفع "بابل الصغير" في متحف الحرب الإمبراطوري دوكسفورد


web.archive.org
bbc

 

 
عودة
أعلى