معركة أبو قير البرية بين الجيش المصري و الثوار ضد الاحتلال الإنجليزي

الملازم أبو عبيدة الجراح

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
كتاب المنتدى
إنضم
24/12/20
المشاركات
862
التفاعلات
4,674
بسم الله الرحمن الرحيم.

14-5.jpg



معركة ابو قير البرية بين الجيش المصري مع الثوار ضد الاحتلال الإنجليزي.

مقدمة:

عزم الإنجليز التدخل في شؤون مصر ايام الخديوي توفيق ، وفي نيتهم احتلالها، فغزوا ارض مصر باسطولهم البحري في الحادي عشر من يوليو 1882 وانحاز الخديوي توفيق اليهم!! ، على حين تصدى لهم جيش مصر بقيادة وزير الحربية آنذاك احمد عرابي.

وما ان وصل الاسطول الانكليزي بقيادة الاميرال سيمور الى المياه المصرية قبالة الاسكندرية حتى باشر مناوراته الممهدة للاحتلال، فأنذر الجيش المصري بإلغاء تحصيناته على الساحل المصري بالاسكندرية والحصون.

عندها توضحت لدى عرابي، وكان وزيراً للحربية آنذاك، ولرفاقه من قادة الجيش والثورة، نوايا الانكليز بالاحتلال، فبدأ يستعد لمواجهتهم.

ولما انقضت مدة الانذار بدأ الاسطول الانكليزي يمهد لا نزال مشاته على الارض المصرية بقصف مدفعي كثيف لمدينة الاسكندرية (صباح 11 يوليو) ردت عليه مدفعية القلاع المصرية بقصف مماثل، ثم نزلت الجيوش الانكليزية لتحتل ارض مصر تنفيذاً للخطة المعدة سلفاً.



وكانت القوات المصرية، يوم بدء القتال مع الانكليز كان 12700 مقاتل وكان الجيش المصري مؤلفاً من 8 الايات (افواج) مشاة و 3 افواج خيالة و 2 فوج مدفعية ميدان و 3 افواج مدفعية ساحلية لحماية الثغور وفرقة هندسة.


وكان عدد هذا الجيش 36 ألفاً و يمكن ان يرتفع عددهم حالة الانذار القصوى الى 72 ألفاً عدا العربان والمتطوعين (المجاهدين). وكانت اسلحة الجيش بنادق رمينغتون للمشاة، وسيوف وغدارات للفرسان، ومدافع محلزنة من طراز كروب لوحدات المدفعي.



dae-11330007.jpg




وقد وضع خطة الدفاع محمود باشا فهمي، يعاونه الاميرالاي محمد بك شكري، وكان اكفاً ضباط الاركان في الجيش المصري.


في صباح 26 يوليو وردت الى مركز قيادة الجيش بكفر الدوار برقية من قائد فوج الخيالة الرابع في ابو قير جاء فيها "ظهر العدو من جهة الرمل بأورطي (كتيبة) مشاة و كتيبة خيالة ومعه مدفعان يحاول وضعهما على ربوة على بعد 150 متراً من المستحكم الطبيعي الموجود امام عساكرنا"، ويقول الكولونيل الانكليزي سبيتان "ان هذه القوة كانت بقيادة الجنرال أليزون وكان عديدها نحو ألفي مقاتل".

british-troops-dragging-artillery-into-position-near-alexandria-during-DY1N1R.jpg


فوجهت القيادة للتصدي له كتيبتاً من المشاة و كتيبتاً من الخيالة بقيادة المقدم احمد افندي البيار و المقدم مصطفى افندي حسان ، ثم امر الفوج الرابع بمساندة القوات المتصدية للعدو.

فهب لمساندتها وبادر بالهجوم فنشب بين الفريقين قتال عنيف استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة وانتهى بهزيمة العدو المحتل وتقهقره الى مراكزه على الساحل.

medium_1995_5001_7_0014.jpg


وفي منتصف نهار اليوم التالي (27) (يوليو) اعاد العدو الكرة اذ ظهر قطار محمل بالجنود وقادم من سكة القباري، وما ان وصل الى مدى رمى المدفعية المصرية (1500 متر ) حتى بادره المقدم محمد افندي بنار مدفعيته من طراز كروب فأصيب القطار إصابات جسيمة عطلته عن الحركة.

عندها أمر قائد الجيش الانكليزي الجنرال أليزون جنده بالترجل والاستعداد للقتال، وكان هذا الجيش مؤلفاً من اربع فرق، فتقدم الجيش الانكليزي للقتال على شكل هلال بقلب وجناحين فتقدم الجناح الايسر من الرمل على ترعة المحمودية ، وتقدم الجناح الايمن بطريق السكة الحديدية من القباري ، وتقدم القلب على طريق جسر المحمودية، واستعد الجيش المصري للتصدي له ومنعه من التقدم.

وكان هذا الجيش بقيادة طلبة عصمت باشا قائد فرقة كفر الدوار ومؤلفاً من: كتائب مشاة (واحدة في المقدمة بقيادة احمد بك المقدمة ، وثانية بقيادة محروس أفندي، وثالثة بقيادة محمد افندي فوده، ورابعة بقيادة سليمان افندي، وخامسة بقيادة رزق الفندي، وفوج خيالة بقيادة احمد بك عبد الغقار.


وانتظر طلبة عصمت باشا تقدم العدو بتشكيله القتالي نحو قواته، وما ان وصل الى مسافة 800 أمر بيده القتال محركاً نحو العدو مقدمة قوت (كتيبة المقدمة) بقيادة محروس الذي انبرى يقاتل ميسرة العدو على حين انبرى لقتال القلب والميمنة محمد افندي ومعه فوج اخرى.

واشتد القتال بين الفريقين فاختلط الجند وتقاتلوا بالسلاح الابيض وجها لوجه، واستمر القتال ست ساعات حتى بدأ ظلام الليل ينتشر، وكان العدو قد مني بخسائر كبيرة فانهكت قواه، عندها اخذ يتقهقر منهزماً، وظلت قوات الجيش المصري تطارده حتى حال الظلام بين الفريقين.



وكانت خسائر المصريين في هذه الوقعة 30 شهيداً بينهم ضابط واحد، وأما الجرحى فكانوا 65 جريحاً ملازمان ومقدم واحد هو محروس افندي الذي ما لبث أن توفي متأثراً بجراحه.

اما خسائر الانكليز فكانت جسيمة بدليل ان كثيراً من جندهم شوهدوا يحملون قتلاهم وجرحاهم، کا شوهدت في اليوم التالي من المعركة آثار الدماء و آثار جر الموتى في ساحة القتال، بالاضافة الى 17 جثة تركها الانكليز في الساحة دون ان يتمكنوا من حملها معهم، ومنها جثة ضابط يدعى الملازم ديز.

وفي النهاية الخدعة هي، ان الكولونيل بيتان يقول عن هذه المعركة ان مهمة الجيش الانكليزي فيها كانت مهمة تضليل المصريين!!! وإيهامهم أن محور الجهد الرئيسي للهجوم هو الاسكندرية - القاهرة!!!، على حين كان محور الهجوم الرئيس هو محور الاسماعيلية - القاهرة.




نسأل الله الرحمة والمغفرة لهم والعفو، المصدر الموسوعة العسكرية هيثم الأيوبي ص 21-23.
 
تلك المعركة هى معركة كفر الدوار وليس ابوقير البرية وقد انتصر فيها الجيش المصرى على القوات الانجليزية .
 
عودة
أعلى