مظاهرات في روسيا

ارى ان المظاهرات في روسيا هي عبارة عن انذار لقادة الكرملين و على راسهم بوتين الذي يحكم روسيا منذ سنة 2000
و مثل هذه المظاهرات و غيرها متوقع حدوثها في روسيا منذ تسعينات القرن الماضي
يقول المحللون السياسيون في العالم لتتمكن من التكهن بالاحداث السياسية في المستقبل عليك بقراءة الاحداث السياسية في الماضي و تحليلها و قراءة الاحداث السياسية في الحاضر و تحليلها و استخراج نقاط محددة تمكنك من ربطها ببعض لتعطيك رؤية مستقبلية

السبب في كل ما يحصل الان يرجع لفترة بوريس يلتسن الذي لاطالما ادعى في الاذاعات و البرامج التلفزية انه مع الديمقراطية و حقوق الانسان و غيره
الا ان في عهده لم تشهد روسيا ديمقراطية و لا شي بل شهدت سياسة حكم الحزب الواحد و شهدت تعاظم الفساد الاداري و المالي و مازاد الطين بلة انذاك هو ما غياب المراقبة الادارية و الاقتصادية التي كان معمول بها في فترة الاتحاد السوفياتي و ما قام به بوريس يلتسن من اغراق روسيا في الديون الخارجية عبر الاقتراض المفرط من صندوق النقد الدولي او البنك الدولي لدرجة اعلان روسيا افلاسها و تقوية بعض المستكرشين الروس او ما يسمون بملياردرات روسيا عبر اعطائهم شركات كبرى و غيرها مما جعل التقدم التقني المدني و الغذائي الروسي متاخر ضف الى ذلك عدم دعم قطاع الصحة بالشكل المطلوب
ضف الى ذلك انه لم يستطيع الاستفادة من التقارب مع الغرب على الاقل في الاستثمارات و توطين الصناعات و غيرها مثل ما فعلت الصين في اوائل الثمانينات مع الغرب ولم يستطع ايضا ارساء نظام ديمقراطي قوي مبني على صناديق الاقتراع مما يعطي صورة ايجابية لروسيا من جيرانها اي جمهوريات الاتحاد السوفياتي و جمهوريات اوروبا الشرقية و حتى بقية دول العالم
ثم في اواخر عمره قام بالاستقالة و تقديم كل شي لبوتين الشاب الطموح انذاك ابن الكي جي بي و صحيح حقق بوتين بعض النجاحات في اوائل الالفينات
و هذا لا جدال فيه خاصة في فترة ارتفاع اسعار النفط و الغاز حيث عمل على الاصلاحات الاقتصادية و اعادة هيكلة الديون الخارجية و التخلص منها و اعادة تحديث البنى التحتية لروسيا و غيرها من البرامج الاخرى مثل دعم الصحة و التعليم و القطاع الفلاحي و اعادة بعض الشركات الخاصة و افتكاكها من المستكرشين الروس للقطاع العام او القطاع الحكومي و تطوير الجيش الروسي و فعلا اعاد روسيا للساحة السياسية الدولية بدئا من سنة 2010
و حتى الشعب الروسي في تلك الفترة كان راضي على اداء فلاديمير بوتين حيث اعاد الامن للبلاد عبر القضاء على ضاهرة بيع الاعضاء التي انتشرت في التسعينات و القضاء على بعض اوكار المافيا و القضاء على اي صوت يدعي لانفصال بعض الجمهوريات عن روسيا الاتحادية
لكن بوتين لم يستغل نجاحاته في اعادة الدفة للديمقراطية و اعطاء حريات للمنظمات الحقوقية الروسية و الاحزاب و الاعلام برغم من نجاحاته ضن انه قيصر بحق و عليه حكم روسيا مدى الحياة و اصلا بوتين لديه تناقضات كبيرة فتارة يحي بعض الرموز السوفياتية القديمة مثل اعادة النشيد الوطني السوفياتي مع تطويره و وضع رموز المطرقة و المنجل في بعض المؤسسات الحكومية و على بعض الشعارات العسكرية و غيرها و تارة اخرى يدعم الكنيسة الارثذوكسية و تقويتها و ارساء و تقوية مفهوم الاسرة و الطفل و تقوية مفهوم التدين و الاصول الارثذوكسية المحافظة و غيرها

و من بعد الانفراجة مع الغرب و التحسن الاقتصادي و الاجتماعي انذاك رجعت روسيا للمربع الاول مربع المواجهة مع الغرب منذ سنة 2008 اي الحرب الروسية الجورجية و التي اتهم الروس فيها الغرب بالتدخل في مناطق نفوذ تابعة للاتحاد الروسي ضف الى ذلك تمدد الغرب في جمهوريات اوروبا الشرقية و بعض جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق مما اعطى لبوتين حجج و ذرائع اكثر لتفرده بالسلطة و اعطاه فرصة اكثر لضرب المعارضة السياسية عبر اتهامها انها موالية للغرب و انها تعمل لصالح المخابرات الغربية و خروجه و خطابه لشعبه انه هو رجل المستقبل و انه هو الوحيد القادر على توحيد الامة و التصدي لتوسع الغربي و غيره من الخطابات و البروباغندا التي استفاد منها بوتين شعبيا
خاصة و ان الروس من طبعهم لديهم روح وطنية و قومية كبيرة جدا و لديهم حس وطني عالي هذا ما يميزهم عن بقية شعوب اوروبا
اصلا هناك سبر اراء كثيرة وقعت في روسيا و بعض جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق و حتي في بعض جمهوريات اوروبا الشرقية تعطي نتائج غريبة حيث ان معظم شعوب السلاف الشرقين الان يتمنون العودة لما قبل عام 90 هم يقولون كان الوضع افضل في حقبة السوفيات
الان كما هي العادة هناك اتهامات لواشنطن بتدخلها في الشؤون الداخلية لروسيا و اصلا هناك تحركات في روسيا لضبط مواقع التواصل الاجتماعي و تقنينها و تقنين الانترنت و ابتكار مواقع تواصل اجتماعي خاصة بروسيا لوحدها اصلا هناك من في السلطة يريد انشاء انترنت خاص بروسيا غير مرتبط بالانترنت الخارجية على شاكلة الانترنت في الصين
السؤال الذي يطرح نفسه هل يقوم الكرملين بتخفيف الضغط قليلا على بعض المعارضين و الاعلام و اعطائها بعض الصلاحيات و اعطاء بعض الحقوق للمواطنين الروس اما سيحل النظام الروسي المشكلة بالامن و الاستخبارات كالعادة ننتظر ما سيحصل في المستقبل و نرى
اسف على الاطالة لاني عادت ما اريد تحليل الاحداث و البحث فيها اكثر لفهمها و فهم حيثياتها
 
المعارض الروسي " نافالني" يطلب قرآنا لقراءته في السجن، فقامت ادارة السجن برفض طلبه الى حين مراجعة القرآن للتأكد من عدم وجود عبارات تدعو للتطرف والارهاب. على هذا الأساس أعلن نافالني عن اعتزامه رفع دعوى قضائية ضد السلطات الروسية





 
نافالني فضح اخر سرقات بوتين وهو قصر ب مليار جنيه استرليني وفضح الكثير من اعماله واعتقد ان شاء الله سوف تكون نهايته على يد نافالني

إن شاء الله
 
عودة
أعلى