مراكش أرض سبعة رجال..أصل التسمية و منشأ الحكاية

stouf

نجم المنتدى
إنضم
19/12/18
المشاركات
1,430
التفاعلات
1,524
IMG20181220114729_1-900x400.jpg

اقترنت مدينة مراكش باسم سبعة رجال، حيث أصبحث أضرحتهم تشكل معلمة تاريخية تتميز بها المدينة إلى جانب المنارة و جامع الكتبية و غيرها من المعالم التاريخية التي تجدب السياح الأجانب و أبناء الوطن،فمن هم السبعة رجال؟
616-616x410.jpg

سبعة رجال هم سبعة من الفقهاء والقضاة والمتصوفة تقع أضرحتهم بمدينة مراكش، هم يوسف بن علي الصنهاجي ، القاضي عياض ، أبو القاسم السهيلي ، أبو العباس السبتي ، محمد بن سليمان الجزولي ، سيدي عبد العزيز التباع ، سيدي عبد الله الغزواني، و القاسم المشترك بين هؤلاء الشخصيات هو زهدهم في الدنيا وجنوحهم للتصوف، وسعيهم لأعمال الخير، وحفظهم للقرآن، ونشرهم للعلم، وانكبابهم على التأليف في الحديث والفقه والسيرة واللغة.

سيدي يوسف بن علي

هو يوسف بن علي الصنهاجي، ولد بمراكشي ولم يغادرها طيلة حياته. يعرف عند عامة الناس بـ “مول الغار”. عاش في القرن السادس هجري. أصيب أيام شبابه بالجذام، مما جعل أسرته تخاف من العدوى فتخلت عنه، فاضطر للرحيل عنهم والعيش في كهف مجاور للمدينة، وبقي هناك مدة طويلة مما جلب تعجب الناس به وبقدرته على البقاء وحيدا في مكان مهجور.

كان مثالا حيا للقناعة والعطاء والتيقن باللهن، توفي عام 593 للهجرية، الموافق لسنة 67/1196 ميلادية ودفن بباب أغمات،وبعد وفاته بني ضريح حول الغار واستمرت الوفود في زيارته بغرض التبرك.

القاضي عياض

هو عياض ابن موسى اليحصيبي. أشهر فقهاء المالكية في الغرب الإسلامي. يرجع أصله إلى مدينة سبتة. توفي بمراكش عام 544 للهجرة، الموافق لسنة 1149 ميلادية. نال مرتبة الولاية بفضل ورعه وامتثاله للتعاليم الإسلامية، وبفضل حبه الشديد للرسول – صلى الله عليه وسلم – والذي عبر عنه ببلاغة كبيرة في كتابه المشهور الشفا.

أبو العباس السبتي

هو أحمد ابن جعفر الخزرجي أبي العباس السبتي. توفي بمراكش عام 601 هجرية، الموافق لسنة 1205 ميلادية.قدم إلى مراكش وعمره 20 عاما، واستقر في جبل كليز، حيث عاش لمدة 40 عاما دون ولوج المدينة. تلميذ القاضي عياض، وقد قيل انه قضى حياته للرعاية والدفاع عن الضعفاء و العمبان ،بل لقب ب “شفيع مراكش” وهنا تكمن حضوة سبعة رجال في قلوب المراكشيين، توفي في عام 1205.

سيدي بن سليمان الجزولي

هو محمد ابن عبد الرحمان الجزولي. توفي عام 870 للهجرة، الموافق لسنة 1465 ميلادية بناحية الصويرة ثم نقل جثمانه إلى حاضرة مراكش.جدد التصوف المغربي في زمانه من أجل لدفاع عن حوزة البلاد ضد الزحف الإيبيري.

برع في الحديث، مؤسس الكتاب الصوفي المغربي الشهير حول صلاة”دلائل الخيرات” ترجم “مسارات الفوائد .

سيدي عبد العزيز التباع

هو عبد العزيز التباع الحرار. توفي عام 914 للهجرية، الموافق لسنة 09/1508 ميلادية. ويعتبر أبرز مريدي الشيخ الجزولي.يسمى “مول الحرير”،أي تاجر الحرير في فاس، ونشر الأخلاق الصوفية من خلال النقابات الحرفية، واستقر في مسجد بن يوسف في مراكش حيث دفن، توفي في عام 1508.

عبد الله الغزواني

“مول القصور” توفي عام 935 للهجرة، الموافق لسنة 1528 ميلادية انتقل إلى مراكش لعلمه، ومما تسبب في توطيد إحياء الصوفية، وجاء لمواصلة علمه مع سيدي عبد العزيز التباع في مراكش، وقيل انه هو مؤسس زاوية في حي “القصور”.

عرف بتقويته للبناء التجديدي للتصوف بالمغرب ذلك البناء الذي أسسه الشيخ الجزولي بهر العامة بصلاحه وتقواه، كما مهد الطريق أمام عودة الشرفاء إلى سدة الحكم.

عبد الرحمن السهيلي

هو عبد الرحمان السهيلي من أصل أندلسي. توفي عام 581 للهجرة، الموافق لسنة 1186 ميلادية. اشتهر بغزارة علمه وسمو أخلاقه وبأشعاره الصوفية وبتفتحه في زمن اشتدت فيه الرقابة والعصبية المذهبية.
 
 
الحراس السبعة الذين يحمون مراكش .. عارضوا الحاكم عندما استطاعوا، ودعوا عليه عندما عجزوا

يقول الدكتور حسن جذاب في كتابه «الحركة الصوفية بمراكش: ظاهرة سبعة رجال«، إن التوجهات والأعمال التي شغلت الرجال السبعة اختلفت.

كان لبعضهم توجه سياسي، ولآخرين توجهات اجتماعية وتربوية محضة، وإنه في كل الحالات يحظى الولي بالاعتبار والاحترام.

وفي كثير من الأحيان اتخذ الأولياء مواقف المعارضة في حالة القدرة، والدعاء على السلطان في حالة العجز.

وبما أن دعاءهم كان مستجاباً في اعتقاد العامة، فإن السلطان بالحالتين كان يحترم الأولياء، ويقومون بإصدار ظهائر (قوانين) الاحترام وإسقاط الضرائب عنهم.

القاضي عياض نُفي إلى مراكش بعد فشل ثورته ضد المذهب الموحدي


وجاء في الكتاب، أن اسم القاضي عياض برز في الجانب السياسي، خصوصاً في فترة الانتقال من المرابطين إلى الموحدين، واتخاذه موقف المعارضة للمذهب الموحدي، الذي يتعارض والاتجاه السُّني المالكي الذي يتبناه.

أعلن ثورته الأولى سنة 536هـ، والثانية نحو 543هـ، وقد انتهت بهزيمته، وتم نفيه إلى مراكش.

والغزواني أسهم في فك الحصار البرتغالي


بينما لعب الغزواني دوراً كبيراً في فك الحصار البرتغالي على مراكش، بعد أن قرر الانضمام إلى السلطان السعدي رفقة أتباعه.

ويعتبر الدور التربوي والعلمي من بين أهم الأدوار التي نهض بها الرجال السبعة، والقائم على تعليم الأتباع والطلبة وتفقيههم في أمور الدين وتربيتهم روحياً.

لقنوا المسلك الصوفي انطلاقاً من الطريقة الصوفية التي ينتمون إليها.

أما السبتي فركَّز على العلوم والكيمياء


وكان اهتمام القاضي عياض منصبّاً على تدريس العلوم الدينية، في حين برز الإمام السهيلي، أحد أكبر علماء اللغة بالأندلس، في تدريس اللغة والنحو، في حين انكبَّ أبو العباس السبتي على تدريس طلبته الحساب والكيمياء.

وارتبط الدور الاجتماعي بالأولياء، لكونهم أصحاب الكرامة الصوفية.

ويكون الاعتماد على الولي مبنيّاً على اعتقاد راسخ في قدرته الخارقة على الإغاثة والإنقاذ.

لهذا برز دورهم في منع الظلم الذي يلحق الناس من طرف السلطة، أو حل النزاعات بين الأفراد بالمجتمع، وإطعام المحتاجين، وإيواء الغرباء والمساكين، خاصة في فترات الغلاء والمجاعات ومساعدة الناس، وفق الكاتب حسن جذاب.
 
 
عودة
أعلى